issue16705

OPINION الرأي 13 Issue 16705 - العدد Friday - 2024/8/23 اجلمعة اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani روي متحدة والعالقات العربية ــ اإليرانية تُـــوفـــي صــديــقــي روي مــتــحــدة أســـتـــاذ الــتــاريــخ اإلسالمي بجامعة «هارفرد» قبل أسبوعني، فانطوى بذلك نقاش دار بيننا على مـدى أربعني عامًا ليس فــــي األكـــاديـــمـــيـــا والــــتــــاريــــخ والــــــدراســــــات املــشــتــركــة وحسب؛ بل بالدرجة األولى في العالقات اإليرانية - العربية قديمًا وحديثًا، والهوية الوطنية والقومية، وعِــلَــل ومقاصد التشابك واالشتباك بني األمتني أو الثقافتني. وروي مـن أصــل إيــرانــي، ألب بهائي وأم نــيــويــوركــيــة مـــن أصــــل يـــهـــودي. وشــــأن األمـيـركـيـ فـــي الـــتـــعـــدد كــــان مــتــحــدة تـــعـــدديـــ لــيــس فـــي الــديــن واإلثنية، بل وفي امليل الهوياتي واللغوي والعمق اإلنساني. بدأ دراساته العلمية بخالف إرادة والده في الدراسات اإلسالمية بني «هارفرد» و«كمبردج» و«بـــرنـــســـتـــون»، ومـــنـــذ أكـــثـــر مـــن ثـــ ثـــ عـــامــ صــار أستاذًا للتاريخ اإلسالمي بجامعة «هارفرد». كانت أعــمــالــه األولـــــى عـــن الـبـويـهـيـ ، فــي الــقــرنــ الــرابــع والخامس للهجرة، حني تمايز االثني عشرية فقهًا وسياسة عن اإلسماعيلية وعن السنة. لكنه اشتهر عن نهوض 1986 شهرة واسعة بعد صدور عمله عام رجـــال الـديـن اإليـرانـيـ ووصـولـهـم للسلطة بـإيـران في الثورة املعروفة، وعنوان الكتاب: «بُردة 1979 عام النبي، الدين والسياسة في إيران». ما بدأت عالقتنا ) بل بالنقاش 2004( بترجمتي للكتاب إلى العربية عن عِلَل سـوء العالقة بني اإليرانيني 1985 منذ عـام والعرب خالل استقطابات الحرب العراقية - اإليرانية ). وكـمـا فـي مقدمته للترجمة العربية 1988-1980( لكتابه ما كان متحدة مقتنعًا باألسباب القومية أو إشكاليات الجوار لالشتباك الشهير. في نظر متحدة، قومية الشاه ما كانت خطِرة على الجوار حقًا. بيد أن خطأه كان اصطدامه برجال الدين من دون داع بعد وفاة الفقيه حسني بروجردي . أما النهوض الديني اإليراني فال يختلف 1961 عام كثيرًا عن النهوض الديني في العالم السني، والفرق أنــــه فـــي إيـــــران كـــانـــت املــؤســســة هـــي الـــتـــي تــحــرّكــت؛ فــي حــ أضـعـفـت الــحــداثــة والـعـسـكـريـون املؤسسة السنية في العالم العربي وباكستان وإندونيسيا، فحصل النهوض الديني من جانب الحركات الدينية املــعــارِضــة لـلـمـؤسـسـة ولـلـسـلـطـات الـقـومـيـة. وكنت ، تشبيهًا Revivalist » أُســـمّـــي الــظــاهــرة: «إحــيــائــيــة باالحتجاجيات البروتستانتية، لكن روي متحدة كان يرى أن «التقليد» رغم الهجمات عليه من جهات عدة كان ال يزال قويًا وبخاصة في النهوض الديني اإليـــرانـــي. وكـــان اعـتـقـاده أن الـنـزعـة التوسعية ذات البعد التبشيري فـي الــثــورة الدينية ستتجه نحو آسـيـا الـوسـطـى والــقــوقــاز وأفـغـانـسـتـان وبـاكـسـتـان وفيها جميعًا أقـلـيـات شيعية قـويـة. إنـمـا فـي عهد الخميني كـان هناك اتـجـاه الدعـــاء الزعامة الدينية الـــعـــامـــة فــــي الـــعـــالـــم اإلســـــ مـــــي، وشـــجّـــعـــت الـــحـــرب الـــعـــراقـــيـــة هــــذا االنــــدفــــاع بـــاتـــجـــاه الــــعــــراق الـشـيـعـي األكــــثــــريــــة، لــيــكـــون ســهــمــ مـنـطـلـقـ بـــاتـــجـــاه الــعــالــم العربي. وعندما الحظت أن االنشقاقات في اإلسالم السني لم تلتق مع إيران الثورية، جادل في أن اللقاء سيحصل آجِالً، وبخاصة أن إيران رغم الحرب ترفع الـرايـة الفلسطينية لـــدواع دينية. وقـد نبهني مـرارًا إلـــى مــا ذكــــره فــي «بــــردة الـنـبـي» عــن عــواطــف رجــال الــديــن الـشـبـان فــي الـخـمـسـيـنـات والـسـتـيـنـات تجاه ثــــورة الــجــزائــر والـــثـــورة الفلسطينية. وأن تـ مـذة الـخـمـيـنـي بــتــوجــيــه مــنــه كـــانـــوا يــتــرجــمــون أدبــيــات «اإلخوان» إلى الفارسية في الستينات، رغم أن جمال عبد الناصر عدو «اإلخــوان» كان يدعم ثـوران رجال الدين ضد الشاه. بـعـد نـهـايـة الـــحـــرب الــعــراقــيــة - اإليـــرانـــيـــة عـام ، تـــصـــاعـــدت آمـــــــال روي مـــتـــحـــدة فــــي عـــــودة 1988 تـدريـجـيـة لـلـعـ قـات السلمية الـعـربـيـة - اإليـرانـيـة، بسبب سوء سياسات الواليات املتحدة في املنطقة، ولـيـس بسبب إســرائــيــل فـقـط، بــل ولـفـتـرة الهيمنة بعد سقوط االتحاد السوفياتي. وقد وصل اعتقاده إلــى حـالـة اليقني فـي عهد الـرئـيـس محمد خاتمي. ورغم جمود عالقاته بإيران الثورية، فقد بذل جهدًا مـع األســاتــذة اإليـرانـيـ فـي الــواليــات املـتـحـدة، كي ال تـدعـم إيــــران الــغــزو األمـيـركـي لـلـعـراق. وعــبّــر عن األمل نفسه في الندوة التي أقامها «املجلس األعلى للثقافة بمصر» احتفاء بـصـدور ترجمتي لكتابه: . ليلتها قال له الدكتور جابر 2004 «بردة النبي» عام عصفور األمـــ الـعـام لــ«املـجـلـس األعـلـى للثقافة»: لكن ذلـك حصل، واملعارضون العراقيون القادمون مــن إيــــران وســوريــا وبـريـطـانـيـا وأمــيــركــا يحكمون فـي الـعـراق اآلن، وإيـــران مـن ورائـهـم مـع األميركيني الـغـزاة، عندها قـال روي على ما أذكــر: لسوء الحظ والـتـقـديـر يـبـدو أنـهـم بـذلـك ينتقمون لـحـرب صــدّام عليهم في الثمانينات! وما تضاءل أمله رغم كل ما حصل خالل عقد ونصف العقد، ولذلك المني على مـا ورد فـي كـتـابـي: «الــعــرب واإليــرانــيــون وعـ قـات ) بـوصـفـهـا وقـائـع 2017 ،2014( » الـــزمـــن الــحــاضــر عارضة ال يصح عدّها ظواهر باقية. وعندما التقى الـسـعـوديـون واإليــرانــيــون فـي الـصـ واتـفـقـوا على استعادة العالقات الدبلوماسية كتب إلـي روي من على فراش املرض والشيخوخة: ألم أقل لك منذ عام إنه لن يبقى إال الصحيح، فكيف يتآلف األتراك 2004 واإليرانيون وال يتآلف اإليرانيون والعرب؟! رضوان السيد إيران: األخبار الطيبة والسيئة وجهان لعملة واحدة تُشير األنباء الواردة من إيران إلى أنه لن يكون هناك أدنى تغيير في األسلوب الذي لطاملا تصرفت تبعًا له. ويعني ذلك أن النظام اإليراني قرر أن يزدرد املـــذلـــة األخـــيـــرة الــتــي لـحـقـت بـــه جــــراء اغــتــيــال زعـيـم جماعة «حـمـاس»، إسماعيل هنية، في طـهـران، وأن يمتنع عن السعي إلـى «االنتقام العنيف»، كما كان يأمل األكثر تطرفًا فيه. الثالثاء، داهمت مجموعة من «الحرس الثوري» معهد غـوتـه األملــانــي فـي طــهــران، وأغـلـقـتـه، ردًا على إغــــ ق الــحــكــومــة األملـــانـــيـــة مــركــز دعـــايـــة إيـــرانـــي في الجمهورية الفيدرالية. أما الخبر السيئ فهو نفسه أنه لن يكون هناك أي تغيير في األسلوب الذي لطاملا تصرفت به إيران. وعـــلـــيـــه، لــــن يـــكـــون الـــرئـــيـــس املـــنـــتـــخـــب حــديــثــ مـسـعـود بـزشـكـيـان بـمـثـابـة غـوربـاتـشـوف اإليـــرانـــي، كما كان يأمل الفصيل املوالي للواليات املتحدة داخل الزمرة الحاكمة. رجال وامـرأة واحدة اقترحها وزير 18 ومن بني الــخــارجــيــة الــســابــق مـحـمـد جــــواد ظـــريـــف، املـتـحـدث الــحــالــي بــاســم الـفـصـيـل املـــوالـــي لــلــواليــات املـتـحـدة، لتعيينهم أعضاء في مجلس الــوزراء، وافق «املرشد األعلى» آية الله علي خامنئي على ثالثة فقط. كـمـا أُجــبــر ظـريـف املــتــذمــر، عـلـى االسـتـقـالـة من الـوظـيـفـة الــرمــزيــة غـيـر الـتـنـفـيـذيـة، الــتــي منحها له بزشكيان، بوصفه «مستشارًا استراتيجيًا»، أيًا كان ما يعنيه مثل هذا املنصب. وبــــاملــــثــــل، لــــن يـــكـــون يـــزشـــكـــيـــان بــمــثــابــة ديــنــغ شياوبينغ اإليـرانـي، كما كـان يأمل فصيل الواقعية السياسية داخـل النظام. وبذلك، تظل إيــران ملتزمة «بتصدير الثورة»، بدال عن القمصان واألحذية كما فعلت الصني في عهد شياوبينغ. وجـــاءت املحصلة النهائية أن مجلس الـــوزراء الـــذي يـرأسـه بزشكيان، تهيمن عليه بشكل ساحق شخصيات مرتبطة بـــ«الــحــرس الـــثـــوري» وأجـهـزتـه األمنية. ويرى بعض املراقبني أن هذا بمثابة تحضير لــعــصــر مـــا بــعــد خــامــنــئــي، عــنــدمــا تــمــســك األجـــهـــزة العسكرية واألمنية بزمام األمور. واآلن، مـــــاذا سـيـفـعـل بــزشــكــيــان فـــي الــســنــوات األربــع املقبلة، مع افـتـراض أن فترة واليته استمرت كل هذه املـدة؟ تتمثل أحد الخيارات في اتباع الخط الــــذي حــــدده سـلـفـه الـــراحـــل إبــراهــيــم رئـيـسـي. وعلى امـــتـــداد األلـــف يـــوم الـتـي قـضـاهـا بمنصب الـرئـيـس، كـثـيـرًا مــا كـــان يـتـعـرض رئـيـسـي النــتــقــادات بوصفه نصف متعلم. اليوم، وحينما أعيد النظر إلـى الـــوراء، أجدني ال أتـفـق مـع هــذا الــــرأي. أعتقد أن رئيسي كــان يملك نوعًا خاصًا من الـذكـاء، أو املكر إذا شئت. لقد أدرك أنـــه داخــــل نــظــام اســـتـــبـــدادي ال يـمـكـن أن يـعـنـي لقب الرئيس، تحت مظلته، املعنى نفسه الذي يعنيه داخل جمهورية حقيقية. وكان يدرك أنه عندما ال تستطيع فعل أي شيء، فإن أفضل رهان لك أال تفعل شيئًا لكن ببراعة. ولـــــذلـــــك، نـــجـــد أنـــــه كـــــان دومــــــ فــــي حـــالـــة تـنـقـل مستمر، فقد سافر إلى جميع محافظات البالد البالغ محافظة، وأحيانًا في أكثر من مناسبة، 31 عددها عالوة على ما ال يقل عن اثنتي عشرة دولة أجنبية. وفي املجمل، قضى رئيسي ما يقرب من ثلث واليته في الذهاب إلى مكان ما، من دون الوصول إلى إنجاز أي شـــيء حقيقي. وتـنـاقـضـت تـحـركـات رئـيـسـي مع صــــورة خـامـنـئـي، كــونــه شـخـصـ مــنــعــزال مـحـصـورًا داخل منطقة ال تتجاوز مساحتها الكيلومتر املربع الواحد، في العاصمة طهران. كان أسلوب رئيسي ما يطلق عليه الفرنسيون «تزيني الفراغ». وكان رئيسي محظوظًا كذلك بتزامن فترة واليته مع وجود جو بايدن في البيت األبيض. فمن جهته، أحـيـا الـرئـيـس األمـيـركـي سياسة سلفه بــاراك أوبـامـا في محاولة إقناع إيــران بالدخول إلى الخيمة الدولية الكبيرة. لقد خفف بايدن مجموعة مــن الـعـقـوبـات املــفــروضــة عـلـى إيــــران، مــا مكنها من مضاعفة دخلها من صادرات النفط خالل فترة األلف يوم التي قضاها رئيسي بالرئاسة. واآلن، هــل يستطيع بـزشـكـيـان أن يـحـذو حـذو رئيسي؟ هـــذا مــا يــأمــل الـكـثـيـر مــن املــدافــعــ عــن الـنـظـام أن يــحــدث، فـهـم يـعـتـقـدون أن مـجـرد التفكير فــي أي محاولة إصـ ح كبيرة محفوف باملخاطر، في وقت تلوح القضية الحاسمة املتمثلة في خالفة خامنئي في األفق. وبمعنى ما، نجت إيران ملدة خمسة عقود تقريبًا عـبـر الـعـيـش عـلـى أســـاس يــومــي، وإنــفــاق ما تـحـصـل عـلـيـه مـــن دخـــل مـــن الـنـفـط عـلـى ضــمــان حد أدنى للبقاء في الداخل، وتوفير موارد كافية إلطعام وكالئها في الخارج. وهناك مشكلة أخــرى: بزشكيان ليس رئيسي، فقد اكتسب الرئيس الجديد لقب «بـاخـمـه»، والــذي يعني، إذا حاولنا ترجمته برفق ولطف، «الكسول». ورغــــم أنـــه لـيـس أكــبــر سـنـ كـثـيـرًا مـــن رئــيــســي، فـإنـه مفتقر إلى الطاقة التي تمتع بها سلفه. األهم من ذلك أن املشكالت التي جرى تجاهلها عبر رحلة رئيسي الرئاسية سترتد قريبًا في وجه بـزشـكـيـان. وأولــــى هـــذه املــشـكــ ت بــركــان املـعـارضـة الشعبية الذي ثار في عهد رئيسي، ويبدو أنه يستعر مرة أخرى وبصورة أشد خطورة. وهــــنــــاك شــــائــــعــــات، كــــي ال نــــجــــزم، عــــن ارتـــفـــاع مـسـتـوى الـسـخـط داخــــل املــؤســســة الـعـسـكـريـة. ومـن عـــ مـــات ذلــــك غـــيـــاب الـــــزي الـــرســـمـــي حــــول «املـــرشـــد األعلى» في عدد من املناسبات العامة األخيرة التي شارك بها. وربما أسهم قرار النظام اإليراني بتجاهل فكرة االنتقام الغتيال هنية، في تأجيج هذا السخط، خصوصًا بـ العناصر األكـثـر تطرفًا فـي التحالف العسكري ـ األمني. ورغــــــم املـــســـاعـــدة الـــتـــي قــدمــتــهــا إدارة بـــايـــدن، فــــإن الـــوضـــع االقـــتـــصـــادي فـــي إيـــــران ال يــــزال مــزريــ . ورغــــم تـبـاطـؤ الــتــحــرك نـحـو الـتـضـخـم املـــفـــرط، فـإنـه لـم يتوقف، بينما يخلق احتمال النمو السلبي في العامني املقبلني تحديًا أمام فريق بزشكيان الجديد. ويبدو أنه ال توجد آلية موثوقة إلدارة مسألة خالفة خامنئي، وفترة االنتقال الحتمية التي ستلي ذلك. وأخيرًا، يضيف احتمال عودة دونالد ترمب إلى البيت األبيض، مستوى آخر من وضع معقد بالفعل في إيران. أمير طاهري

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==