issue16704

5 حرب غزة ... تتمدد NEWS Issue 16704 - العدد Thursday - 2024/8/22 الخميس ASHARQ AL-AWSAT الحركة حافظت على استمرارية قدرتها الصاروخية... ولم تخسر قيادات بارزة ما حصة «الجهاد اإلسالمي» في حرب غزة؟ جهود استخباراتية و«ذكاء اصطناعي» لكشف أماكن الرهائن اإلسرائيليين في غزة لم يكن إعــان الجناحني العسكريني لــــــحــــــركــــــتــــــي «حـــــــــــمـــــــــــاس» و«الــــــــجــــــــهــــــــاد» الفلسطينيتني، قبل يومني، مسؤوليتهما املــشــتــركــة عـــن تـفـجـيـر قـنـبـلـة بــالــقــرب في تــل أبـيـب هــو األول مــن نـوعـه الـــذي يُظهر تنسيقًا بــ الـحـركـتـ ، لـكـنـه أعــــاد إلـقـاء الــضــوء عـلـى طبيعة الــحــرب الـحـالـيـة في غـــزة بـالـنـسـبـة لـــ«الــجــهــاد»، والـــتــي يُنظر إليها على أنها ثاني أقـوى تنظيم مسلح فـــي غـــــزة، واألكــــثــــر ارتـــبـــاطـــ بــعــاقــات مع إيران. و«الـــــــجـــــــهـــــــاد» الــــــتــــــي تـــــأســـــســـــت فـــي ثــــمــــانــــيــــنــــات الـــــــقـــــــرن املـــــــاضـــــــي عـــــلـــــى يـــد الفلسطيني فتحي الـشـقـاقـي (اغـتـيـل في )، ويـقـودهـا راهـنـ، زيـاد 1995 مالطا عــام الـنـخـالـة، تـعـبِّــر عــن تــيــار أكـثــر راديـكـالـيـة مـــقـــارنـــة بــــ«حـــمـــاس» بـــ قــــوى الـــتـــيـــارات اإلســــامــــيــــة فـــــي فـــلـــســـطـــ ، ويُـــعـــتـــقـــد أن جناحها الـعـسـكـري «ســرايــا الــقــدس» أقـل تسليحًا وعـــددًا مـن نظيره فـي «حـمـاس» ويمثله «كتائب عز الدين القسام». ولــــعــــبــــت «ســـــــرايـــــــا الـــــــقـــــــدس» خــــال الـحـرب املستمرة فـي قطاع غــزة، دورًا في مـــواجـــهـــات عــســكــريــة الفـــتـــة مــنــهــا الــقــتــال املشترك مـع «حـمـاس» فـي إطــار مـا عُرفت بمعركة «مستشفى الشفاء» في غـزة قبل أن تدمره وتحرقه إسرائيل. ورغـــــم أن «ســــرايــــا الــــقــــدس» لـــم تـبـدأ هـــجـــوم «طـــــوفـــــان األقـــــصـــــى» فــــي الــســابــع مــن أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) املــاضــي؛ فـإن عـنـاصـرهـا شـــاركـــوا فــي قـتـل وأســــر عديد مــن اإلسـرائـيـلـيـ بـعـدمـا الـتـحـقـوا بباقي املجموعات املسلحة من فصائل مختلفة، واقـــتـــحـــمـــوا مــســتــوطــنــات غــــاف غــــزة في أعقاب انهيار الجيش اإلسرائيلي. ومـــــنـــــذ بـــــــدء الــــهــــجــــوم اإلســــرائــــيــــلــــي املضاد، فقدت «الجهاد اإلسلمي» بعض قادتها ومقاتليها، لكن بوتيرة أقل بكثير مــــن «حـــــمـــــاس»، وذلـــــــك عـــلـــى الـــعـــكـــس مـن جـــوالت سـابـقـة مــن التصعيد كـانـت فيها «الــجــهــاد» تـمـثـل رأس الــحــربــة، وخـسـرت خللها أبرز قادتها العسكريني. أشهر 5 وقــبــل الــســابــع مــن أكــتــوبــر بــــ فـــقـــط، فـــقـــدت «ســــرايــــا الــــقــــدس» أمــــ سر مجلسها، جهاد غـنـام، وخليل البهتيني قــــائــــد املـــنـــطـــقـــة الـــشـــمـــالـــيـــة فـــــي املـــجـــلـــس العسكري، وطارق عز الدين الذي كان يقود الـعـمـل الـعـسـكـري لـــ«الــجــهــاد» فــي الضفة الغربية، وجميعهم قتلتهم إسرائيل. وعــــــلــــــى عـــــكـــــس «حـــــــــمـــــــــاس»، ومــــنــــذ تأسيسها، تعتمد «الـجـهـاد» على الدعم اإليـرانـي الـواسـع، إذ حرصت على تدريب قـيـادات وعناصر من «سـرايـا الـقـدس» من خــــال دورات جــــرت فـــي لــبــنــان وســـوريـــا وإيـران نفسها، ونقلت أسلحة وصواريخ متطورة للتنظيم. ووفـــــق مـــصـــادر فـــي غــــزة فـــإنـــه «مـنـذ بداية الـحـرب، لم تعان (الجهاد) أي أزمة مــــالــــيــــة»، وأضـــــافـــــت املــــــصــــــادر: «واظــــبــــت (الــجــهــاد) عـلـى صـــرف رواتــــب عناصرها بشكل منتظم، إلى جانب صرف ما سمِّي بـــ(غــاء املـعـيـشـة)، خـصـوصـ فــي مناطق شمال قطاع غزة بسبب حالة املجاعة وقلة الطعام والــشــراب وارتــفــاع أسـعـار مـا كان يتوفر خلل األشهر املاضية في األسواق». خسائر حركية وقــيّــمــت مـــصـــادر مـيـدانـيـة فـــي قـطـاع غــزة لــ«الـشـرق األوســــط»، أنــه «مـنـذ بداية الـــحـــرب الــحــالــيــة، فـــإن الـغـالـبـيـة العظمى مــــن الــــقــــيــــادات الـــســـيـــاســـيـــة والـــعـــســـكـــريـــة لـ(الجهاد اإلسلمي)، نجوا بأنفسهم وال يزالون على قيد الحياة، خصوصًا الصف األول والـــثـــانـــي، لــكــن أعــــــدادًا ال بـــأس بها مـن الناشطني داخــل الحركة مثل مطلقي الـصـواريـخ والـقـذائـف املـضـادة واملقاتلني الذين خاضوا معارك ومواجهات مباشرة، قد قُتلوا بالفعل». األمــــــــــر نــــفــــســــه أكــــــدتــــــه مــــــصــــــادر مــن «الــــجــــهــــاد»، وقــــالــــت إن «قـــــيـــــادة الــحــركــة بخير، لكن بعض قـادة الكتائب والسرايا والـفـصـائـل داخــــل (ســـرايـــا الـــقـــدس) قُــتـلـوا نتيجة اغتياالت، أو من خلل استهدافات لهم خـال مهام قتالية ومـعـارك تــدور في املـــيـــدان». وحــســب مــصــادر فــي «الـجـهـاد» فــــإن «جــمــيــع قـــيـــادات املــجــلــس الـعـسـكـري الجديد الذي تشكل بعد حقبة االغتياالت الـــتـــي ســبــقــت الــــحــــرب، عـــلــى قــيـــد الــحــيــاة ويمارسون مهامهم». وخــــــال الــــحــــرب الـــحـــالـــيـــة، فــقــدت «الجهاد» قيادات ميدانية، من بينها، محمد الجعبري، الــذي قالت إسرائيل إنها قتلته مطلع الشهر الحالي بعملية مـــخـــطـــطـــة، وأفــــــــــادت بــــأنــــه كــــــان نــائــبــ لرئيس البنية التحتية إلنتاج الذخائر فــي «الـــجـــهـــاد». وادَّعـــــت إســرائــيــل أنها نجحت كذلك في اغتيال أشـرف جودة قائد لواء الوسطى في «سرايا القدس» خـــال الـقـصـف الــــذي طـــال فـــي الـعـاشـر مـن الشهر الــجــاري، مـدرسـة التابعني، بمدينة غـــزة، إال أن مـصـادر مـن داخـل الـحـركـة أكـــدت لـــ«الــشــرق األوســــط» أنـه «لم يكن موجودًا لحظة القصف داخل املدرسة». ترسانة الصواريخ فـــــي املــــقــــابــــل، فــــإنــــه بــــاإلضــــافــــة إلـــى أن مــعــظــم قــــــادة «الــــجــــهــــاد» الــســيــاســيــ والعسكريني نجوا، حتى اآلن، من عمليات كــبــيــرة، فـــإن الــحــركــة حـافـظـت كــذلــك على ترسانة صواريخها قدر اإلمكان. وشرحت مصادرة ميدانية في «غزة» لـــــ«الــــشــــرق األوســــــــط» أنـــــه «خــــــال الــحـــرب الحالية حافظت (الـجـهـاد) على ترسانة صواريخ بشكل أفضل من حركة (حماس)، الـــتـــي فـــقـــدت كـــثـــيـــرًا مــــن مـــقـــدراتـــهـــا بـفـعـل الهجمات املركزة ضدها من إسرائيل». وبرهنت املصادر تقييمها بأنه «حتى األيــــام األخـــيـــرة، واصــلــت (ســرايــا الـقـدس) إطلق الصواريخ تجاه مستوطنات ومدن إسرائيلية، خصوصًا تلك املحاذية لشمال قطاع غـزة». وقالت لـ«الشرق األوسـط» إن «ما يُطلق من صواريخ عادة ال يتجاوز في صواريخ، وليس رشقات كبيرة 3 كل دفعة تشمل أعدادًا أكبر». وافتقرت األجنحة املسلحة للفصائل الفلسطينية، ألكـثـر مـن شهرين ونصف بعد تراجع حـدة العمليات اإلسرائيلية، إلـى الـقـدرة على إطــاق الـصـواريـخ تجاه مستوطنات غلف غزة من مناطق شمال الــقــطــاع، لـكـن «الـــجـــهـــاد»، عـلـى مــا يـبـدو، تــمــكــنــت مــــن إثــــبــــات حـــضـــور صـــاروخـــي هناك. واعـتـمـدت «ســرايــا الــقــدس» أن تكون عــمــلــيــات إطــــــاق الــــصــــواريــــخ أقـــــل كـثـافــة مـــن املــعــتــاد مــقـــارنـــة بــــ«الـــقـــســـام» الـتـابـعـة لـ«حماس»، في محاولة منها للحفاظ على ترسانتها الصاروخية، وهو ما سمح لها باالستمرارية فـي إطــاق هـذه الصواريخ حتى بعد كل هذه املدة من الحرب. مــصــادر مـقـربـة مــن «الــجــهــاد» قالت لــ«الـشـرق األوســــط» إن «عـنـاصـر الـوحـدة الـــصـــاروخـــيـــة الـــعـــامـــة (الـــتـــابـــعـــة لــقــيــادة عـلـيـا)، والـخـاصـة (تـتـبـع لـقـيـادة املناطق املــــحــــدودة)، وهــمــا وحـــدتـــان لــكــل واحــــدة مـنـهـمـا مــهــامــهــا الــعــســكــريــة، نــجــحــا في الــــوصــــول إلــــى مـــرابـــض صــــواريــــخ كــانــت مجهَّزة مسبقًا، وأيـضـ إلــى أمـاكـن كانت توجد بها مخازن صواريخ، بعد انسحاب الــقــوات اإلسرائيلية مـن مناطق مختلفة من مدينة غزة وشمالها، واستعادوا جزءًا كبيرًا منها، ويستخدمونها حاليًا بشكل مُقنن يتيح لهم االسـتـمـراريـة فـي إطـاق الصواريخ حتى ولـو كـان مـرة واحــدة كل أسبوع». ولـــفـــتـــت املـــــصـــــادر إلـــــى أن «غــالــبــيــة الــــصــــواريــــخ املــــــوجــــــودة (لـــــــدى الـــجـــهـــاد) قصيرة املــدى، وبعضها صـواريـخ يُطلق إلـى 7 )، وال يـتـجـاوز مــداهــا 107( عليها كــيــلــومــتــرات فـــي أفـــضـــل األحــــــــوال، إلــى 8 جـانـب تمكنهم مــن الــوصــول إلـــى قـذائـف هـــاون بـأحـجـام مختلفة، منها مـا تُعرف 3 ) ويصل مــداه إلــى مـا بـ 120 بـــ (هــاون كيلومترات». 5 و أما على صعيد العمليات، فقد نفَّذت «سرايا القدس» خلل هذه الحرب عديدًا من الهجمات املؤثرة التي قُتل فيها جنود إســـرائـــيـــلـــيـــون، خــــال مـــعـــارك كـــانـــت تقع وجهًا لوجه، ومـن خـال تفجير العبوات الـــنـــاســـفـــة وإطـــــــاق الــــصــــواريــــخ املـــضـــادة لآلليات. األسرى والتنسيق ورغــــــم مـــشـــاركـــة جـــنـاحـــهـــا «ســـرايـــا الـــــقـــــدس» املــــتــــأخــــرة نــســبــيــ فــــي عـمـلـيـة «طوفان األقصى» فإن «الجهاد» تمكنت شـخـصـ خــــال الــســابــع من 30 مـــن أســــر أكتوبر، وفق إفادة من أمينها العام زياد النخالة، في أعقاب العملية. وحــســب مــعــلــومــات حـصـلـت عليها «الــــشــــرق األوســـــــط» فــــإن «عـــــدد الــرهــائــن 7 لـــــــدى (الـــــجـــــهـــــاد) اآلن يُــــــقــــــدّر بـــنـــحـــو أشـــــخـــــاص» بـــعـــدمـــا جــــــرى اإلفــــــــــراج عـن آخرين خلل صفقة مبكرة لتبادل إطلق ســـراح األســـرى بـ إسـرائـيـل والفصائل الفلسطينية املختلفة. وعززت الحرب الحالية التنسيق بني «حماس» و«الجهاد» بشكل أكبر وأوسع، بــل إن تـقـاريـر إعـامـيـة إيــرانــيــة ودولــيــة أشـــارت إلــى أن األمــ الـعـام لـ«الجهاد»، كان موجودًا في نفس املبنى الـذي شهد اغـتـيـال هنية نـهـايـة الـشـهـر املــاضــي في طهران. ولـــــوحـــــظ فـــــي األســــابــــيــــع األخـــــيـــــرة، خـصـوصـ فــي الـفـتـرة الــتــي تـلـت اغـتـيـال إسماعيل هنية رئيس املكتب السياسي لـحـركـة «حـــمـــاس»، فــي طـــهـــران، تصاعد العمليات املشتركة بني عناصر «سرايا الـــــقـــــدس» و«كــــتــــائــــب الــــقــــســــام» وزيـــــــادة التنسيق بــ الـجـنـاحـ لـيـس فـقـط في غــزة، وإنـمـا فـي الضفة الغربية، وصـوال إلـــى تبنيهما املــشــتــرك عـمـلـيـة التفجير التي وقعت في تل أبيب والتي تُعد تطورًا مــهــمــ فـــي املـــعـــركـــة الـــحـــالـــيـــة، خـصـوصـ أنـــه التفجير األول داخــــل إســرائــيــل منذ سنوات. وزادت العلقات متانة بني «حماس» و«الـــجـــهـــاد» مـنـذ انــتــخــاب هـنـيـة رئيسًا للمكتب الـسـيـاسـي لـــ«حــمــاس» فــي عـام ، وزاد الــتــنــســيــق الـــعـــســـكـــري بـ 2017 الجناحني املسلحني للحركة، رغـم فتور فــي الــعــاقــات خـــال بـعـض التصعيدات العسكرية املنفردة لكل طرف مع إسرائيل خلل األعوام األربعة املاضية. فــــي عــمــلــيــة اســـتـــخـــبـــاراتـــيـــة مــعــقــدة، تـمـكـنـت الـــقـــوات اإلســرائــيــلــيــة مـــن الـعـثـور رهـــــائـــــن بـــــغـــــزة، فـــــي تـــطـــور 6 عـــلـــى جـــثـــث يعكس الـتـقـدم املستمر فـي عمليات جمع املـعـلـومـات الـتـي تـركـز على تحديد أماكن املختطفني منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين األول). ووفـقـ لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جــورنــال»، استمرت العملية عدة 200( قـدمـ 650 سـاعـات داخـــل نفق بـطـول مـتـر) فـي خــان يـونـس، حيث عثر الجنود اإلســـرائـــيـــلـــيـــون عـــلـــى جـــثـــث أربــــعــــة رجــــال وامرأة واحدة. جاء هذا االكتشاف بفضل معلومات دقـيـقـة أدلــــى بـهـا فلسطيني مـعـتـقـل، مما ســاعــد الـجـيـش اإلســرائــيــلــي عـلـى توجيه عملية البحث بشكل دقيق. وصـــرح أحـــد جـنـود االحــتــيــاط الـذيـن شاركوا في العملية: «من الصعب إزالة تلك الرائحة من رأسك.. إنها أيضًا نفسية ألنك تعلم أنـهـا رائـحـة إنــســان»، فـي إشـــارة إلى األثر النفسي للعملية. ومنذ بداية النزاع، واجهت إسرائيل تـــــحـــــديـــــ كـــــبـــــيـــــرًا فـــــــي جـــــمـــــع املــــعــــلــــومــــات االستخباراتية، إذ لم تكن على دراية كافية بمصير املفقودين أو عددهم. ومــع ذلــك، وبعد أشهر مـن العمليات العسكرية التي خلفت آالف القتلى في غزة، بـــدأت إسـرائـيـل بـاسـتـخـدام التكنولوجيا الـحــديـثــة والــــذكــــاء االصــطــنــاعــي لتجميع أجـــــزاء الــلــغــز، مـــن خــــال تـحـلـيـل األجـــهـــزة اإللــــكــــتــــرونــــيــــة املــــضــــبــــوطــــة واســــتــــجــــواب املعتقلني. جـــاء الــتــقــدم األخــيــر بـفـضـل الـتـعـاون بني مختلف الوكاالت األمنية اإلسرائيلية، حـــيـــث تــــم اســــتــــخــــراج كـــمـــيـــات هـــائـــلـــة مـن بيانات «حماس» من الحواسيب والهواتف املـحـمـولـة والــوثــائــق املـضـبـوطـة فــي غــزة. واستخدمت إسرائيل الذكاء االصطناعي لـفـحـص تـلـك الــبــيــانــات، مـــع دعـــم أمـيـركـي عزز من قدراتها في استخبارات اإلشارات. بـــاإلضـــافـــة إلــــى ذلـــــك، كــــان لــاســتــخــبــارات البشرية، التي تم جمعها من الفلسطينيني املـــعـــتـــقـــلـــ ومــــــن أولـــــئـــــك الـــــذيـــــن يـــقـــدمـــون املـــعـــلـــومـــات لـــلـــقـــوات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة، دور أساسي في هذه الجهود. وأشـــار الجنرال اإلسرائيلي املتقاعد إسـرائـيـل زيـــف، الـــذي يطّلع على تـطـورات العمليات مـن املسؤولني العسكريني، إلى أن تـلـك الـجـثـث كــانــت هــنــاك لــعــدة أشـهـر، واســــتــــغــــرق األمـــــــر وقــــتــــ لـــجـــمـــع الــــصــــورة وتنفيذ هذه املهمة. وفـــــي ســــيــــاق مـــتـــصـــل، لـــعــبـــت كـــاريـــن نــــــهــــــون، عـــــاملـــــة املــــعــــلــــومــــات مــــــن جـــامـــعـــة ريـخـمـان، دورًا مـحـوريـ فــي تنظيم فريق مــــن املـــتـــطـــوعـــ ملـــســـح وســــائــــل الـــتـــواصـــل االجتماعي، وتطوير خوارزميات لفحص ألف مقطع فيديو، في محاولة لتحديد 200 املفقودين. شــارك هـذا الفريق نتائجه مع املسؤولني االستخباريني، على الرغم من العقبات التي واجهتهم في البداية بسبب غياب دعم الدولة. ووفــــقــــ ألوفــــــر مـــيـــريـــن، املــــديــــر الـــعـــام ملركز «شعاري تسيديك» الطبي، أنـه بعد أسبوعني من هجمات السابع من أكتوبر، شُــــكِّــــلــــت لـــجـــنـــة مـــــن الــــخــــبــــراء الــصــحــيــ ملراجعة املعلومات االستخباراتية السرية، وتـــحـــديـــد مـــا إذا كــــان الـــرهـــائـــن أحــــيــــاء أو أمـواتـ ، وبـنـاء على األدلــة املتاحة خلصت رهــيــنــة لـقـوا 40 الـلـجـنـة إلــــى أن أكـــثـــر مـــن حتفهم. وما زال التحدي األكبر الذي تواجهه إسرائيل هو أن الرهائن موزعون في جميع أنحاء قطاع غـزة، ويتم نقلهم باستمرار، مما يصعّب تحديد مواقعهم. فــقــد أفـــــادت الــرهــيــنــة املــــحــــررة، أفـيـفـا موقعًا 13 سيجل، بأنها كانت محتجزة في يومًا قضتها في غزة. 51 مختلفًا خلل ورغم صعوبة إنقاذ الرهائن األحياء، فإن تحديد أماكن جثث األسرى يعد مهمة معقدة، خصوصًا أن الجثث غالبًا ما يتم إخفاؤها بعناية. ففي ديسمبر (كانون األول) املاضي، عـثـر عـلـى جـثـتـي رهـيـنـتـ داخــــل أكـيـاس قمامة في نفق شمالي غـزة، وفقًا لشهادة إحدى العائلت. وعــــلــــى الــــرغــــم مــــن الـــتـــقـــدم فــــي جـمـع املعلومات االستخباراتية، فإن إسرائيل ال تختار دائمًا تنفيذ عمليات إنقاذ، معتبرة أن املـــفـــاوضـــات هـــي الــخــيــار األكـــثـــر أمــانــ لعودة الرهائن. ومع ذلك، تظل عملية استعادة جثث الرهائن املتوفني تحديًا كبيرًا بسبب تعمد «حــــمــــاس» إخـــفـــاءهـــا فـــي مـــواقـــع مـتـعـددة ومعقدة. تــجــســد هـــــذه الــــتــــطــــورات الــتــحــديــات الكبيرة التي تواجه إسرائيل في جهودها الستعادة الرهائن، سـواء كانوا أحياء أو مـــوتـــى، فـــي ظـــل ظــــروف أمـنـيـة وسـيـاسـيـة بالغة الصعوبة. هنية ونائب أمين عام «حزب هللا» ورئيس «الجهاد اإلسالمي» ومتحدث باسم الحوثيين في مراسم القسم للرئيس اإليراني بطهران الشهر الماضي (رويترز) امرأة تعبر من أمام صور للرهائن الذين اختطفوا خالل الهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (رويترز) غزة: «الشرق األوسط» تل أبيب : «الشرق األوسط» استخراج بيانات «حماس» من الحواسيب والهواتف والوثائق المضبوطة

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==