issue16704

Issue 16704 - العدد Thursday - 2024/8/22 اخلميس كتب BOOKS 17 الحياة ميدان تسويات مستديمة رومانتيكية فائضة في عالم سريع التغيّر لم تعُد مفردة «الرومانتيكية» تُذكَر إل قليالً، وحتى عندما تذكّر فغالبًا ما تكون في سياق استذكار تاريخ التيارات األدبية التي سادت في بدايات القرن التاسع عشر. من الصعب نسيان فرسان الرومانتيكية: شــــيــــلــــلــــي وشــــيــــلــــلــــر وكـــــــــولـــــــــردج وكـــيـــتـــس ووردزورث. تراجعت مفاعيل الرومانتيكية كـثـيـرًا فــي عـصـرنـا بـفـعـل مـــؤثـــرات العقلنة العلمية وسطوة الثورات التقنية املتوالية الـــــتـــــي تـــتـــطـــلـــب عـــــقـــــ مـــنـــضـــبـــطـــ يـــتـــحـــرك بخوارزميات صارمة. بالنسبة لي صارت املـرات القليلة التي تُعرَض لي فيها مفردة «الــرومــانــتــيــكــيــة» أو مـشـتـقـاتـهـا الـلـغـويـة تــــذكّــــرنــــي بـــكِـــتـــاب «رومـــنـــطـــيـــقـــيـــو املـــشـــرق العربي» لحازم صاغية الـذي اختار مفردة «رومــنــطــيــقــيــو» بـــــدل مـــن «رومــانــتــيــكــيــو» فـي عـنـوان كـتـابـه. املـثـيـر أن أغـلـب أساطني الرومانتيكية العربية على صعيد السياسة واألدب نـــــشـــــأوا فـــــي حـــاضـــنـــة «الـــجـــامـــعـــة األمـيـركـيـة فــي بـــيـــروت»، ونـعـلـم جميعًا أن الـفـلـسـفـة املــعــتــمــدة فـــي الــحــيــاة األمـيـركـيـة هــي الـبـراغـمـاتـيـة الـتـي طــوّرهــا وأنضجها ويــلــيــام جـيـمـس، وهـــي أبــعــد مـــا تــكــون عن الـرومـانـتـيـكـيـة ومـفـاعـيـلـهـا املتشعبة على الصعيدين الفردي والجمعي. تـــتـــجـــوهـــر املـــعـــضـــلـــة الــرومــانــتــيــكــيــة (الـــتـــي قـــــادت بــعــض كـــبـــار الـرومـانـتـيـكـيـ إلــــى النـــتـــحـــار) فـــي تـغـلـيـب الـــخـــاص على العام. لكل منّا منخفضاته السيكولوجية وتـحـلـيـقـاتـه املــتــوهّــجــة. أحـــد املــوضــوعــات اإلشـكـالـيـة هــو تشخيص ومـعـرفـة مناطق الشتباك بني الخاص والعام: هل ما نعانيه نتاج توعّكاتنا الشخصية أم هو ردّة فعل ملا يحصل في العالم، ولو حصل الشتباك بني الخاص والعام (وهو حاصل بالتأكيد حد الصراع القاسي املفضي لنتائج مؤملة) فـــكـــم هــــو حــــجــــم مــنــطــقــة الشــــتــــبــــاك؟ هـــذه التشخيصات ليست يسيرة، وقــد يحصل أن يتداخل الخاص والعام بطريقة مؤذية، وربــمــا نـكـون نـحـن أحـــد األطــــراف الساعية لـــلـــنـــفـــخ فـــــي هــــــذا الشــــتــــبــــاك عـــلـــى طــريــقــة رومــانــتــيــكــيــي الـــقـــرن الـــتـــاســـع عــشــر الــذيــن تـــلـــذّذوا بـمـعـانـاتـهـم كـلّــمـا رأوهـــــا تتضخّم ككرة نار جهنّمية. ما أتمنّاه أول وقبل كل شــــيء أن ل يـــغـــرق أي شــخــص ذي ضمير حـــي فـــي لــجّــة مـنـطـقـة الشــتــبــاك بـــ الـعـام والخاص، وسواء حصل هذا الغرق بطريقة قصدية أو مُتوهّمة. ل يمكن فصل األوهام عـن كثير مـن ألـــوان معاناتنا النفسية ألن سلوكنا الـيـومـي لـيـس ســـوى تـمـثّــل ذهني شديد الخصوصية ملا نراه في العالم وعن الـعـالـم، وهـــذه الــرؤيــة مطبوعة ببصماتنا الذهنية والنفسية املتفرّدة كفرادة بصمات أصابعنا. الحياة عمل شاق. ليست هذه العبارة مـحـض عــنــوان يصلح لـكـتـاب - مـثـل كتاب )Kieran Setiya( البروفسورة كيران سيتيا - بل هي قناعة تعززها 2022 املنشور عـام الــخــبــرة الــيــومــيــة املـــتـــواتـــرة. الــعــالــم مـكـان شديد الخطورة للعيش فيه والتعامل معه. هذه ليست تخريجة رومانتيكية أنتجتها حــسّــاســيــة أخـــ قـــيـــة مـــتـــرفّـــعـــة. فـــي الـــعـــادة أتـــــســـــاءل، وكــــنــــوع مــــن الـــتـــجـــارب الــفــكــريــة املــثــيــرة: لـــو أن إنــســانــ رفــيــع األخــ قــيــات، مـــعـــروفـــ بـــصـــرامـــة اعـــتـــبـــاراتـــه الــســلــوكــيــة، تركناه يتعامل مع البشر لساعة من الزمن - ليس أكثر- هل سيعود بعد هذه التجربة بـاملـواصـفـات الـرفـيـعـة الـتـي كـــان عليها؟ ل أظن ذلك. الـــحـــيـــاة عـــمـــل شـــــــاق، والــــعــــالــــم مــكــان يطفح بالسيئني أكثر بكثير مـن نظائرهم املـــخـــالـــفـــ لـــهـــم فــــي الــــصــــفــــات. هــــــذا لـيـس اكتشافًا جديدًا، إنّه حقيقة أزلية. قد تدفعنا هذه الحقيقة إلى الخراب النفسي والظالم العقلي والشعور بالخواء املطبق؛ لكن أحد المـــتـــيـــازات الـكـبـرى الــتــي تُــحــسَــب لـنـا هي مـعـرفـتـنـا بــهــذه الـحـقـيـقـة؛ ومـــع هـــذا نبقى محافظني على مخزوننا الستراتيجي من الطاقة الروحية النشيطة والفاعلة واملؤثرة. ليس من املـروءة أو اإلنصاف تحميل أنـفـسـنـا عـــبء املـعـضـلـة األخــ قــيــة فـــي هـذا العالم. مـن الـواجـب أن نعرف أفاعيل الشر فــي الــعــالــم؛ لـكـن مــن الــســذاجــة - فــضــ عن عدم الجدوى - أن نتعامل مع هذه األفاعيل بــالــطــريــقــة الــرومــانــتــيــكــيــة املـــعـــهـــودة الـتـي قرأنا عنها. يجب وضع حدود صارمة قدر الستطاعة بني الخاص والعام. املعضالت العاملية أو حتى اإلقليمية ليست حكاية حب على شاكلة روميو وجولييت. ما هو ألعن من العبء األخالقي هو التصارع بني العقل - الضمير: هذه الثنائية التصارعية ل تقل شأنًا فـي مترتباتها األخالقية والفلسفية عــن معضلة الـثـنـائـيـة الـديـكـارتـيـة الـعـقـل - الجسد التي ظلّت أحـد األعـمـدة الجوهرية في املقاربات الفلسفية منذ عصر النهضة األوروبية وحتى اليوم. ملاذا نحمّل أنفسنا هــــذا الـــعـــبء األخـــ قـــي بـــاهـــض الـتـكـالـيـف؟ ل أقـــول هـــذا مــن بـــاب تسكني الــــروح القلقة املـحـمّــلـة بــالــنــزوع اإلنــســانــي الــفــائــق؛ لـكـن واقــع الـحـال ينبئنا أن خـسـارة أرواحـنـا لن تضيف شيئًا ولن تصنع فارقًا سوى زيادة مـنـاسـيـب الـقـبـاحـة فــي هـــذا الــعــالــم، وليس هـــذا بـــاألمـــر املــقــبــول فـــي ســيــاق املـحـاجـجـة املنطقية الباردة أو في سياق مواجهة الشر ومــا تستلزمه مـن تفكّر وتسبيب للنتائج املتوقّعة. التعامل برومانتيكية فائضة في موضوعات ساخنة عاملية النطاق من حيث املـــؤثـــرات والــنــتــائــج مَـــهْـــلَـــكَـــة مـــؤكـــدة. ربـمـا Broken( سمعنا بمتالزمة القلب الكسير ). الحَزَن الشديد واملفاجئ Heart Syndrome قـــد يـــدمّـــر قــلــب املــــرء ويــــــورده مـــــوارد املـــوت املحتّم. هـذا ما حصل لرومانتيكيي القرن الــتــاســع عـــشـــر، وهــــو مـــا يـمـكـن أن يحصل ألي فـــــرد مـــنّـــا عـــنـــدمـــا ل تــــتــــوازن الــجــرعــة الــبــراغــمــاتــيــة املــطــلــوبــة لـــديـــه فـــي الـتـعـامـل الـــســـلـــوكـــي الـــيـــومـــي مــــع حـــجـــم ردة الــفــعــل األخالقية. حـــتـــى ل أبــــقــــى فـــــي نــــطــــاق األعــــالــــي الـتــنــظــيـريــة ســـأتـــنـــاول مـــثـــال مـــؤثـــرًا على كــامــل مـسـاحـة الـعــالــم ولــكــل الـبـشـر بعيدًا عـن اعـتـبـارات الـزمـان واملـكـان والجغرافية املـــــحـــــلـــــيـــــة: األغـــــــــذيـــــــــة املـــــــعـــــــدّلـــــــة وراثــــــيــــــ ). ملــاذا لجأ Genetically Modified Crops( العالم لهذه التقنية الثورية في زيادة غلّة املحاصيل والحفاظ عليها من التلف؟ لكي يـسـتـطـيـع إطـــعـــام املـــلـــيـــارات املـــتـــزايـــدة من البشر، ولول هذه التقنية لحلّت بالبشرية مجاعة كارثية رهيبة. صحيح أن مذاقات األطـــعـــمـــة لــــم تـــعـــد مــثــلــمــا كــــانــــت. صــــارت الطماطم والقرنبيط وسواهما من الفواكه والــــخــــضــــراوات أشــــكــــال هــنــدســيــة بـديـعـة لكنها تفتقد إلى املذاق األصيل للثمار غير املـعـامـلـة وراثـــيـــ . هـــذا جـــزء مــن التضحية الـــتـــي يــجــب أن نـقـبـل بــهــا حــتــى ل يـجـوع مــلــيــارات الـبـشـر فــي الــعــالــم. إنــهــا مــوازنــة بــراغــمــاتــيــة دقــيــقــة بـــ الـــلـــذة الشخصية واملصلحة الجمعية. ل تخلو كـل فعالية عاملية النطاق من تحقيق مصالح لبعض األطـــــــــــراف (شـــــــركـــــــات، حـــــكـــــومـــــات، أفــــــــرادًا أثـريـاء...)؛ لكن الحقيقة البيّنة أن األغذية املــعــدلــة وراثـــيـــ أنــقــذت الـبـشـر مــن مجاعة مهلكة. من األفضل دومًا أن نؤكّد الحقيقة املـركـزيـة ول نتغافل عنها بالتركيز على مــوضــوعــات جانبية سلبية مقترنة بكل فـعـالـيـة بــشــريــة. هــكــذا هــي بـعـض حقائق الحياة التي نعيش. من هـذه املوضوعات السلبية - مثال - أن األغذية املعدّلة وراثيًا قــــد تــتــســبــب بـــبـــعـــض الـــعـــلـــل وأنــــــــــواع مـن السرطانات عقب عشرين سنة من تناولها املفرط. لنفترض صحة هذا الـرأي. كم هي نسبة اإلصـــابـــة؟ يـقـولـون إنـهـا لــن تتعدى الـــــواحـــــد بـــــاأللـــــف. أتــــــســــــاءل: لــــو امــتــلــكــت مــصــبــاح عــلــي بــابـــا الــســحــري وعـــرفـــت أن «فالنًا» من البشر سيصاب بالسرطان بعد عشرين سنة، ولو خيّرتَه بني السرطان أو املـــوت جــوعــ ، أيـهـمـا تـظـن سـيـخـتـار؟ أظــن أن موتًا بعد عشرين سنة بمعدة ممتلئة أفـضـل مـن مــوت آنــي بشع بمعدة جائعة. برغم هذا ثمة فائض من الرفاهية ما زلنا نـمـتـلـكـهـا، إذ يـمـكـن ملـــن يــريــد أن يتبضّع أغـذيـة عضوية بتكاليف تبلغ فـي الـعـادة أربـــعـــة أضـــعـــاف تـكـالـيـف األغـــذيـــة املـعـدلـة وراثــــيــــ . هـــل بــعــد كــــل هــــذه الـــرفـــاهـــيـــة في الخيارات املتاحة نتحسر على عصر كنّا نأكل فيه طعامًا عضويًا؟ إنها رومانتيكية فائضة من مخلفات العصر الرومانتيكي الذي رأى في اآللة تحطيمًا لروح اإلنسان، وتناسى أن اآللـــة (التقنيات بمعنى أعــمّ) هي التي رفعته في مرتقيات أعلى مقامًا على املستويني املادي والرمزي. يبقى على املـرء أن يصمّم مقاربته الشخصية لبلوغ حالة التوازن بني العام والخاص. الحياة الشخصية منحة مباركة وهِبَة ثمينة يجب أن نعيشها ول نفرّط بها تحت أي شعار إنساني أو آيديولوجي، أو تحت ضغط أثقال نفسية وعقلية رهيبة ناجمة عن التصارع بني متطلبات الفضاء الخاص واشتراطات الحياة في الفضاء العام. أتمنّى أل نكتفي بتحويل منخفضاتنا الـــنـــفـــســـيـــة - املــــتــــوقّــــعــــة بـــــ حـــــ وآخــــــــر - مرتفعات تسعى للتخوم البعيدة. ما أتمنّاه هو فض اشتباك صارم بني الخاص والعام، وأن تستعيد أرواحنا وعقولنا املنهكة من فــرط التفكير غير املنتج ألقها وتوهجها بـعـيـدًا عــن مـــؤثـــرات اإلجـــهـــاد واإلنـــهـــاك. لن نكسب شيئًا لو خسرنا أنفسنا. سنخسر حينها أنفسنا ومن نحب وما نحب. تـــــبـــــدو الــــرومــــانــــتــــيــــكــــيــــة الـــفـــائـــضـــة خــصــيــصــة شــخــصــيــة تــســتــمــد مـغـذيـاتــهـا مـن نقص املعرفة والـخـبـرة. عندما يصبح املــرء تجسيدًا للمثال البورخسي (بمعنى املـــثـــال الـــــذي حــكــى عــنــه بـــورخـــيـــس) حيث املـرء يفضّل النكفاء على معرفته السابقة وخبرته القديمة فحينها تتفجر فيه ينابيع الــرومــانــتــيــكــيــة الـــتـــي قــــد تـــدفـــع صـاحـبـهـا للغرق، ومعها تغرق كل أحالمه وتطلعاته. ل أظـــــن أن مـــن الــحــكــمــة غــــض الـــطـــرف عن «الشر الذي في العالم» والنكفاء في منزل ل نبارحه، ويطيب لنا فيه رسم صور عن العالم كيفما نشاء. الحياة ميدان تسويات مستديمة، وما لـم ننجح فـي إدامـــة تلك التسويات بمزيج متوازن من الرغائب الشخصية واإلحساس البراغماتي املتناغم مع معادلت الواقع - أو غير املتصادم معها بعنف في أقـل تقدير- فسننتهي إلى النهاية املفجعة التي انتهى إليها «رومانتيكيو املشرق العربي» وأجاد حازم صاغية في وصف مآلتها الحزينة. شللي لطفية الدليمي «الشارقة الثقافية»: حضور نجيب محفوظ في الصين ، لـشـهـر أغــســطــس (آب) 94 صــــدر أخـــيـــرًا الـــعـــدد الـــــــ م، مـــن مـجـلـة «الـــشـــارقـــة الــثــقــافــيــة»، وقـــد تضمّن 2024 مـجـمـوعـة مــن املــوضــوعــات واملـــقـــالت والــــحــــوارات، في األدب والــفــن والــفــكــر والـسـيـنـمـا والـتـشـكـيـل واملـــســرح، وقــــد جـــــاءت افــتــتــاحــيــة الـــعـــدد بـــعـــنـــوان «اإلبــــــــداع بني الشعر والرسم»، تناولت الرؤية التي تجمع بني الرسم والشعر، معتبرة أنها واحـدة وعابرة للحدود والزمن، تــــقــــوم عـــلـــى الـــتـــعـــبـــيـــر واملــــحــــاكــــاة والتخييل. أمــــــا مــــديــــر الـــتـــحـــريـــر نـــــواف يـــونـــس؛ فــاســتــعــرض فـــي مـقـالـتـه مـــــ مـــــح الـــــنـــــجـــــاح الــــــــــذي حــقــقــتــه «الــــــــشــــــــارقــــــــة الـــــثـــــقـــــافـــــيـــــة» خـــــ ل مسيرتها، انطالقًا من هدف املجلة فـي تأسيس الـوعـي الـجـديـد حول القضايا الرئيسية التي تواجهنا في الواقع الثقافي العربي. وفـي تفاصيل الـعـدد، تناول يــــقــــظــــان مـــصـــطـــفـــى، أحـــــــد عـــلـــمـــاء الفيزياء، وهو العالمة قطب الدين الشيرازي موسوعة املعرفة والعلم، وكتب محمد أحمد عنب عن أبرز العلماء في دراسة املجتمعني اإلسالمي والعربي، وهو أدريان ريالند الذي يعد أكثر املستشرقني إنصافًا، فيما قدم أحمد سليم عوض إطاللة على مدينة مرسى علم التي تعد زينة الشواطئ املصرية. أما عماد البحراني فوثّق رحلته إلى مدينة ظفار، التي تتمتع بتضاريس متنوعة وخالبة، وجال حسن بن محمد في ربوع مدينة ينبع السعودية، التي تضم معالم تراثية شاهدة على تاريخ حضارات وقبائل استقرّت بها. أمـــا فــي بـــاب «أدب وأدبـــــاء»؛ فـرصـد ولـيـد عثمان مقالت حاكم الشارقة في جريدة «الخليج»، التي تشي بحب متجذر ملهنة املتاعب. وكتبت داليا سليم عن فن املقال األدبي والصحافة العربية. وتوقف شوي تشينغ قـوه عند الحضور القوي لنجيب محفوظ في الصني، بينما استعرضت هبة النجار مسيرة فاضل السباعي، وتــنــاولــت ثــــراء هــانــي األديــــب والــشــاعــر مـحـمـد خليفة التونسي الذي يعد من أبرز شعراء «مدرسة الديوان». وحـــــاور مـحـمـد يــاســر مـنـصـور األديـــــب والـشـاعـر قحطان بيرقدار، الذي رأى أن الكتابة الشعرية لألطفال تــتــكــئ عــلــى الــجــانــبــ الــجــمــالــي والــــتــــربــــوي. والــتــقــى أشـرف قاسم الكاتبة نجوى عبد الرحمن التي مزجت بـــ الـــتـــاريــخ والــــواقــــع والــخــيــال في رواياتها. واحتفى عبد الـــرزاق الربيعي بتجربة عبد الـوهــاب البياتي الـذي أقــــــــام وشـــــائـــــج عـــمـــيـــقـــة مـــــع األدبــــــــاء والقراء. وكتبت عبير محمد عن أحد أعــــ م األدب الـــوجـــدانـــي، وهــــو زكــي مبارك الذي لقبوه بـ«فارس البيان». وحــــــاور د. أنــــس الــفــيــ لــي الــشــاعــر والــــروائــــي د. عــلــي عـــــواد. وتــنــاولــت شذى كامل خليل الروايات السريالية وبُعدها النفسي اإلنساني. ومـــــــن املـــــوضـــــوعـــــات األخـــــــــرى، توقّف محمد األرنـاؤوط عند الكاتب شـــمـــس الــــديــــن ســــامــــي فــــي الــــذكــــرى لـرحـيـلـه. وقــــرأت نعيمة مـحـمـد سـلـيـمـان سيرة 120 الــــــ «فـتـاة غـسـان». وحـــاور هاني بكري الكاتب أشــرف أبو اليزيد. وتناول يحيى السيد النجار النقد البنّاء ودوره فـي تشكيل الـوعـي الـثـقـافـي. أمــا حـاتـم الــســروي فكتب عن محمد مندور رائد املنهج الجمالي في النقد، وهو من الجيل الذهبي في األدب العربي الحديث. وقـدم د. سعيد بـكـور قـــراءة فـي قصص «عـطـر الـنـدى» للقاصة نــــدى الـــبـــكـــوري، الـــتـــي تــتــنــوع بـــ الــــذاتــــي والـــواقـــعـــي واملتخيل. وشارك أحمد حسني حميدان بمداخلة حول روايــة «زيــارة أخيرة» للروائي علي عطا الـذي يعاكس الواقع السردي، وغيرها من املوضوعات. الشارقة: «الشرق األوسط» «سكك حديد مصر»... قاطرة للنهضة والتحديث عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «مصر والطرق الحديدية» للكاتب محمد أمـ حسونة، الــذي يتناول دور هـذا املرفق باعتباره مرآة لفهم مشروع التحديث والنهضة في مصر. وفي تقديمه للكتاب، يشير الباحث واملؤرخ د. خالد عزب إلى أن الطبعة األولى منه صدرت في ثالثينات القرن املاضي، وأن العمل يرصد بدقة تثير اإلعجاب جذور وتطور هذا املرفق الفارق حضاريًا رغم أن مؤلفه هو أديب وشاعر باألساس، كما تقلد مناصب قيادية في هذا املجال. ويـشـيـر املــؤلــف إلـــى أن الـسـكـة الـحـديـد لــم تكن نـتـاجـ منفصال لعملية تـحـديـث مـصـر، بــل جــاءت فــي سـيـاق أشـمـل إذ أدخــلــت إلـــى الــبــ د الـعـديـد من الصناعات بصورة جديدة، منها على سبيل املثال ل الـحـصـر «مـسـبـك الـحـديـد» فــي بـــولق الـــذي شُيد على أحدث نظم عصره وتكلف آنذاك مليونًا ونصف املـلـيـون فـرنـك وصممه مستشار محمد علي باشا وهو مهندس امليكانيكا اإلنجليزي توماس جالوي، من 5 فــكــان عـلـى غــــرار مـسـبـك لــنــدن وكــــان يــعــاونــه من مالطا كرؤساء للعمال والتحق به 3 اإلنجليز و مصريًا وزعوا على أقسامه املختلفة. 40 قنطارًا 50 وكــان يصّب فـي هـذا املسبك يوميًا من الحديد املعد لصناعة اآللت واملراكب فصُنعت به آلت كبس القطن واآللت البخارية وآلت لعصر وتكرير السكر. وكان جالوي أقنع محمد علي، حاكم مصر، باستخدام اآللت البخارية في مضارب األرز تـوفـيـرًا لـلـنـفـقـات، فـاقـتـنـع الـبـاشـا وشُـــيـــدت حينئذ ثالثة مضارب تعمل بالبخار بـدأ أولها في مدينة رشيد. وتحول املسبك إلى أحد الركائز التي اعتُمد عـلـيـهـا فـــي مـــشـــروع ســكــك حـــديـــد مـــصـــر، إذ أمــدهــا بـالـعـديـد مــن مـسـتـلـزمـات املـــشـــروع، وهـــو مــا أعطى الـعـامـلـ بــه خــبــرات إضـافـيـة جعلت الـعـديـد منهم يتنقل لصيانة الـقـاطـرات والـعـربـات، بـل وتصنيع الـعـربـات لحــقــ. وأدت الـسـكـك الـحـديـديـة لتوظيف مئات املصريني ممن عملوا فـي هــذا املـرفـق نتيجة سياسات التعليم فـي عصر محمد علي وخلفائه، ومـن املـــدارس التي التحق خريجوها بها «مدرسة 1834 » و«مــــدرســــة املــــعــــادن 1834 » اإلدارة املــلــكــيــة و«املحاسبة» 1835 » و«األلــســن 1835 » و«الـهـنـدسـة ، وهكذا تكاملت األدوات الالزمة 1839 » و«الصنائع إلدارة السكك الحديدية. تواكب مع هذا نمو حركة الـبـريـد البريطاني عبر مصر للهند ومستعمرات بـــريـــطـــانـــيــا فــــي شـــــرق أفـــريـــقـــيـــا والـــخـــلـــيـــج الــعــربــي والـيـمـن، فـضـ عـن نمو الـتـجـارة الـداخـلـيـة وحركة التصدير من مصر. وكــــان أول خـــط سـكـك حــديــديــة أنــشــئ فـــي مصر هـو الـخـط بـ الـقـبـاري فـي اإلسـكـنـدريـة ومـديـنـة كفر الـزيـات، وكـان خطًا مفردًا تم النتهاء منه في سنتني ، وفي السنة التالية افتتح الخط من 1854 فافتتح في كفر الزيات إلى طنطا بواسطة استعمال معدية على النيل بدل من الكوبري املعدني الذي شُيد لحقًا. وفي افتتح الخط بني طنطا وقليوب والقاهرة، 1856 سنة أما ثاني الخطوط فكان خط طنطا املتفرع على مدن سـمـنـود وطـلـخـا ودمـــيـــاط وافــتــتــح الـقـسـم األول منه . كما بدأ خط الوجه القبلي (الصعيد) من بولق 1857 الدكرور لألقصر وأسوان، حيث تم افتتاح القسم األول .1896 والقسم الثاني من 1867 منه وكـــان مـن نـتـاج هــذا الـصـعـود املستمر فـي دور السكة الحديد مصريًا ودولـيـ أن شرعت بريطانيا في دراسة مد خطوط السكة الحديد من اإلسكندرية آلف ميل، 5 إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا بطول منها ألفا ميل في مصر والـسـودان، كما أدت الحرب الــعــاملــيــة األولـــــى إلــــى اعــتــمــاد بـريـطـانـيـا وحـلـفـائـهـا على خطوط السكة الحديد املصرية بصورة كبيرة. وتـحـولـت الـسـكـة الـحـديـد فــي الـثـ ثـيـنـات مــن الـقـرن العشرين إلى «مصلحة حكومية» قائمة بذاتها على 33 الـنـمـط الــتــجــاري، وقــــدر رأسـمـالـهـا آنــــذاك بـنـحـو مليون جنيه، وهو رقم مذهل في ذلك التوقيت، ودفع لخزانة الدولة املصرية أكثر من 1931 املرفق في عام في املائة 6 مليوني جنيه أرباحًا للحكومة، أي حوالي من رأسمالها. وتـحـولـت الـسـكـة الـحـديـد فــي مـصـر إلـــى قـاطـرة لالقتصاد والتنمية في هذه الفترة التاريخية، ومن الالفت لالنتباه أنها كانت تساير التقدم في مجالها عــلــى الــصـعــيـد الــــدولــــي أول بـــــأول حــتــى كــــان يـشـار إليها بالبنان في التقارير الدولية. ومن ذلك تغيير 1889 القضبان من الحديد إلى الصلب بـدءًا من عام لـصـ بـتـه. وامـتـلـكـت مصلحة الـسـكـة الـحـديـد ورشــ منها 1910 و 1894 ومصانع تم إنشاؤها بني عامي مصنعان في بولق والثالث في القباري، حيث كانت تتم صيانة القاطرات والعربات، بل تصنيع عربات الركاب ونقل البضائع، وأول عربة قطار صنعت في .1889 مصر كانت في عام القاهرة: «الشرق األوسط» بورخيس: لم أكن واعيا بوجود الشر ألنني لم أكن أغادر المنزل

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==