issue16704

2011 فــي شـهـر أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) مــن عـــام تـــوصـــلـــت مـــصـــر إلــــــى اتــــفــــاق بــــن إســــرائــــيــــل وحـــركـــة «حــــــمــــــاس»، أفــــرجــــت بـــمـــوجـــبـــه األخـــــيـــــرة عــــن جــنــدي إسرائيلي محتجز لديها اسمه جلعاد شاليط مقابل أسيرًا فلسطينيًا لدى الدولة العبرية. ورغـم أن 1027 نــص االتـــفـــاق كـــان واضــحــ بــعــدم جــــواز إعــــادة سجن األســـــرى املـــحـــرريـــن، فـــإن إســرائــيــل لـــم تـلـتـزم وأعــــادت فلسطينيًا مـحـررًا فـي األشـهـر الـتـي تلت 540 اعـتـقـال االتــــفــــاق. وقــــد بــلــغ عــــدد األســــــرى الـفـلـسـطـيـنـيـن في أسيرًا؛ 8040 » سجون إسرائيل منذ «طوفان األقصى سنة، وتتفاوض إسرائيل 16 دون 98 ، امرأة 270 بينهم إلطـــــــاق بـــعـــض مـــنـــهـــم لــــقــــاء إطـــــــاق جـــمـــيـــع األســــــرى اإلسرائيليي دفعة واحــدة. ويقول متحدث من الوفد الحمساوي في «اجتماعات الـدوحـة» إنـه ليس هناك أي قيمة التفاق تبادل أسـرى إذا لم يكن ضمن اتفاق شامل برعاية وضمانة دولية؛ وتحديدًا أميركية، وإال فإن تكرار ما حدث في اتفاق جلعاد شاليط هو األمر املرجح حدوثه. مـــن نــاحــيــة أخـــــرى، وفــــق املــتــحــدث الــحـمــسـاوي، تـــقـــول «حــــمــــاس» إن مــــا تـــقـــوم بــــه حـــكـــومـــة بـنـيـامـن نتنياهو مـن تدمير ممنهج لكامل قـطـاع غـــزة، الـذي بــــات أشــبــه بــمــوقــف ســـيـــارات كــبــيــر، وكـــذلـــك الـسـمـاح الـفـاضـح للمستوطني اإلسرائيليي بـاالعـتـداء على فلسطينيي الـضـفـة الـغـربـيـة الـــعـــزل وعــلــى مــــرأى من الجيش اإلسرائيلي، يؤكد وجهة نظر الحركة بأنه ال جدوى من اتفاق لوقف إطلق النار من دون حل شامل للقضية بضمانات دولية. وأمــــا مــوقــف الـحـكـومـة اإلســرائــيــلــيــة فـهـو معلن بــلــســان رئــيــســهــا، وأقـــطـــابـــهـــا األســـاســـيـــن: بـــن غفير وســمــوتــريــتــش وكـــاتـــس، وجـمـيـعـهـم تــقــودهــم أفــكــار أصولية متطرفة إلــى حـد الـجـنـون، فبالنسبة إليهم: إســرائــيــل الـصـافـيـة مــن الــعــرب هــي الـتـي تمنع إعـــادة أكـتـوبـر» املـاضـي، وإبـعـاد «حــزب الـلـه» عن 7« أحـــداث الـــحـــدود الـشـمـالـيـة لـلـدولـة ضــــرورة حـتـى لــو تتطلب األمر تدميرًا شامل لقواعد الحزب املأهولة باملدنيي. هــؤالء الساسة اإلسرائيليون يرفضون بشكل مطلق مجرد الحديث عـن حـل الـدولـتـن، فـــاألرض هـي أرض يهودا والسامرة، والتخلي عن شبر واحـد، كما يقول ســمــوتــريــتــش، هـــو «خـــيــانـــة ملـــا وعــــد بـــه الـــــــرب»، وقــد هدد أقطاب حكومة نتنياهو بأن قبول حل الدولتي سيؤدي حتمًا إلى انفراط التحالف وسقوط الحكومة في الكنيست. يــقــول مــرجــع مــقــرب مـــن مــركــز الـــقـــرار فـــي إحـــدى دول الخليج إن مـا يسعى إليه نتنياهو هـو الهروب من مأزقه الداخلي بأن يستمر في الصراع الدائر على الـرغـم مـن الخسائر الـتـي لحقت باقتصاد إسـرائـيـل، والـــتـــي ســيــجــري الــتــعــويــض عـنـهـا بــالــكــامــل مـــن قبل الواليات املتحدة والغرب. من املستبعد التوصل إلى أي حل مستدام خلل املـفـاوضـات الــدائــرة فـي الــدوحــة أو الـقـاهـرة، وأقصى مـــا يـمـكـن الــتــوصــل إلــيــه هـــو هــدنــة اللــتــقــاط األنــفــاس لتعود بعدها دوامـة العنف. وحتى لو جرى التوافق بي املتقاتلي، فإن توقيع االتفاق لن يحدث مع إدارة أميركية راحلة، وسينتظر ضمانة القادم الجديد إلى البيت األبيض. قـال أنتوني بلينكن، وزيـر الخارجية األميركي، يوليو (تـمـوز) املـاضـي خـال مؤتمر أمني في 19 فـي أشهر 6 كولورادو: «استنادًا إلى كل ما كنا نفعله منذ حتى اآلن - بــدءًا مـن يناير (كـانـون الثاني) املـاضـي - اعتقدنا، وما زلنا نعتقد، أن أسرع طريقة إلنهاء هذه الحرب، وتقديم اإلغاثة لسكان غزة الذين هم في أمس الـحـاجـة إلـيـهـا، ووضـــع غـــزة نـفـسـهـا، وحـتـى املنطقة بأكملها، على مسار أفضل، هي اتفاق على وقف إطلق النار وإطلق الرهائن... هذه، في الواقع، أسرع طريقة إلنهائها». ووصـــف بلينكن الـجـولـة املقبلة مـن املـفـاوضـات آنذاك بشروط كرة القدم قائلً: «أعتقد أننا داخل (خط يـــاردات) ونقود نحو خط املرمى للحصول على 10 الـــ اتفاق». لكنه حذر بعد دقائق فقط: «باملناسبة؛ عندما يـاردات)، ونحن كذلك اآلن، 10 أقول إننا داخل (خط الـ فإننا نعلم أيـضـ أنـــه، رغــم أي شـــيء، غالبًا مـا تكون ياردات) هي األصعب». 10 (آخر اجـتـمـع املـــســـؤولـــون اإلســرائــيــلــيــون واملــصــريــون واألميركيون في القاهرة يومي األحد واالثني ملناقشة «مـــمـــر فــيــادلــفــيــا». بـــنـــاء عــلــى أوامـــــر نـتـنـيـاهـو، قــدم الجانب اإلسرائيلي خريطة تظهر أن إسرائيل تقلل من بعض قواتها ولكنها ال تزال تنشرها على طول املمر، كما قــال املـسـؤولـون اإلسـرائـيـلـيـون. رفــض املصريون تلك الخطة. كانت املحادثات في القاهرة غير مجدية. قال أحد املسؤولي: «نحن عالقون بالتأكيد». ونعود إلى بلينكن الذي يعرف جيدًا ما يجري أو سيجري، حيث قال: «ما ال يمكننا التوصل إليه هو اتفاق يتبعه نوع من الفراغ الذي سيُمأل - إذا حدث - عبر عودة (حماس)، وهـو أمـر غير مـقـبـول... أو إطـالـة إسرائيل احتللها، التي تقول إنها ال تريدها وإنها غير مقبولة؛ أو مجرد وجود فراغ يمأله الخروج على القانون حيث تنتشر الفوضى». هل هناك سبب آخر لعدم التوصل إلى «الصمت»؟ قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بعد ظهر االثني؛ إن الـــنـــظـــام الــســيــاســي فـــي إســـرائـــيـــل فـــي حـــالـــة تـوتـر على خلفية مـفـاوضـات صفقة الـتـبـادل، وأضــافــت أن «تقديرات في الحكومة واملعارضة تشير إلى أن نجاح املفاوضات أو فشلها، سيؤدي إلى تحوالت في النظام الــســيــاســي سـتـشـمـل: حـــل الـكـنـيـسـت، وتــقــديــم مـوعـد االنتخابات». ال حل... إنما هدنة اللتقاط األنفاس OPINION الرأي 13 Issue 16704 - العدد Thursday - 2024/8/22 اخلميس تثبيت وقف إطالق النار يحتاج إلى ضمانات دولية هدى الحسيني اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani يدرك األردن، وهو من أكثر املتأثرين بتداعيات الــــــعــــــدوان اإلســــرائــــيــــلــــي عـــلـــى قــــطــــاع غـــــــــزةَ، وكـــذلـــك االعـــتـــداءات الـيـومـيـة عـلـى الفلسطينيي فــي الضفة الــغــربــيــة، واالقـــتـــحـــامـــات املـــتـــكـــررة يــومــيــ للمسجد األقــــصــــى املـــــبـــــارك، أن رئــــيــــس الـــــــــوزراء اإلســرائــيـــلــي بنيامي نتنياهو وحكومتَه املتطرفة ال يريدون وقفًا للحرب أيًا كانت صيغ االتفاق وأيًا كان رعاتُها. الفهم األردنـــي لتصرفات نتنياهو واملتطرفي فــي حكومته أمــثــال بــن غفير وسـمـوتـريـتـش أنَّــهــا ال تقيم وزنـــ لـعـاقـات إسـرائـيـل الـخـارجـيـة وال ملوقف املجتمع الدولي، بما في ذلك موقف اإلدارة األميركية الحالية؛ مثلما أنَّــه ال يضع عــودة املختطفي أيضًا ضمن أولوياته. وعليه؛ فإن سقف التحرك األميركي إزاء الحرب عــلــى غــــزة والــضــفــة الــغــربــيــة هـــو مـــا ســيــوافــق عليه نتنياهو، بدليل مبادرة الرئيس بايدن التي وافقت عـلـيـهـا «حــــمــــاس» قــبــل أن يــضــيــف نـتـنـيـاهـو إلـيـهـا شروطًا معطلة عـادت اإلدارة األميركية لتوافق على بعضها. فــي كــل جـولـة تـفـاوضـيـة، ومـــع دخـولـهـا فــي كل التفاصيل، لم تحمّل اإلدارة األميركية نتنياهو علنًا مسؤولية أي تعطيل. بالنسبة لنتنياهو، فـــإن أولـويـتـه، بـل وأهــداف حكومته املـتـطـرفـة، الـقـضـاء نهائيًا عـلـى فـكـرة قيام دولــة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة فـي الضفة الغربية وقـطـاع غـــزة، بـل وإنَّـــه يفعل كـل مـا بوسعه لتوسيع رقعة الصراع إقليميًا حتى لو أدَّى ذلك إلى توريط الواليات املتحدة بحرب أوسع عامليًا. استمرار الحرب بالنسبة للحكومة اإلسرائيلية يعني استمرار غياب الصورة الحقيقية عن العالم، فإسرائيل التي تـدَّعـي أنَّــهـا الديمقراطية األولـــى في املنطقة ال تسمح لوسائل اإلعــام العاملية بالدخول إلى غزة، وهي تدرك تمامًا أن ما رآه العالم من الدمار واآلالم في غزة، ال يعادل عشرة في املائة من الكارثة. أدركــــــت أوروبـــــــا مـــتـــأخـــرة أنَّـــهـــا وقـــعـــت فـــي فــخ نتنياهو الــذي صــوَّر لها هـجـوم السابع مـن أكتوبر (تشرين األول) بأنَّه خطوة الجتثاث إسرائيل. سارع زعماء أملانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرُهم لـــزيـــارة إســـرائـــيـــل ومـــدّهـــا بـــاملـــال والــــســــاح، قــبــل أن يصلوا إلــى قناعة بـــأن اسـتـدراجَــهـم لـدعـم نتنياهو منحه شـرعـيـة الـقـتـل الجماعي والـتـدمـيـر والـجـرائـم ضد اإلنسانية. اعترفت دول أوروبية عدة بالدولة الفلسطينية وتستعد إسبانيا لعقد مؤتمر الشهر املقبل لحشد التأييد ومـزيـد مـن االعــتــراف بـالـدولـة الفلسطينية. كذلك فإن فرنسا تستعد ملبادرة من هذا النوع. املــعــارضــة اإلسـرائـيـلـيـة ومـعـهـا كــبــار جــنــراالت الـجـيـش الــســابــقــون، يــــرون أن نـتـنـيـاهـو صـــار عبئًا عـلـى إســـرائـــيـــل، كــذلــك يـهـمـس قــــادة ودبـلـومـاسـيـون أوروبـــيـــون بـــأن نتنياهو لـيـس عبئًا عـلـى إسـرائـيـل فحسب، بل وعلى املجتمع الدولي. أمَّا على صعيد الحليف األول واألكبرِ، الواليات املـتـحـدة، فيشعر الديمقراطيون أن نتنياهو صار عبئًا عليهم أيضًا، وأن هدفَه املرحلي هو استمرار الحرب حتى موعد االنتخابات الرئاسية األميركية وآمـــالـــه مـعـلـقـة عـلـى فـــوز الــرئــيــس الــســابــق دونــالــد ترمب. يــــدرك نـتـنـيـاهـو أنَّــــه إذا أوقــــف الــحــرب فسيرى العالم حجم الكارثة، وستدفع إسرائيل ثمنًا باهظًا من جراء جرائمِها ضد اإلنسانية، وستفقد تعاطف أقــرب حلفائها في الـغـرب. وسيدفع نتنياهو الثَّمن في الداخل. أعـــــود لـلـمــوقــف األردنــــــي مــمــا يـــجـــري. فـــــاألردن يــــوظّــــف دبـــلـــومـــاســـيـــتَـــه الـــنـــشـــطـــة لــفــضــح ادعــــــــاءات نــتــنــيــاهــو، لــكــنَّــه فـــي الـــوقـــت نــفــسِــه يـــواصـــل يـومـيـ إيصال شحنات الـغـذاء والـــدواء جـوًا وبـرًا إلـى قطاع غزة، إضافة إلى دور املستشفيات امليدانية األردنية فـــي األراضــــــي الـفـلـسـطـيـنـيـة، وقـــد جـــهَّـــز فـريـقـ طبيًا مـتـخـصـصـ لــتــركــيــب األطـــــــراف الــصــنــاعــيــة بــأحــدث التقنيات العاملية ملن بترت أطرافهم من جراء عدوان إسرائيل على غزة، وال سيما األطفال. لــكــن األردن - الــــذي عـــد تـهـجـيـر الفلسطينيي وتــغــيــيــر الـــوضـــع الـــقـــائـــم فـــي الـــقـــدس خــطــ أحـــمـــر - بـــدأ يُــعِــد الــعــدة ملـواجـهـة حـكـومـة نتنياهو فــي حـال تصعيدها لألوضاع في الضَّفة الغربية. مواجهة األردن هذه املـرة لن تكون دبلوماسية فـــحـــســـب، بــــل إن الـــحـــكـــومـــة األردنـــــيـــــة بــــــدأت تــــدرس إجراءات مؤثرة قد تعيد النظر في كثير من الشؤون السياسية والقانونية املترتبة على معاهدة السَّلم مع إسرائيل. الحكومة األردنية تدرس خياراتِها بعناية آخذة في االعتبارات علقاتها الدولية واإلقليمية. تدرك أن أوروبا تتفهَّم مواقفَها، وأن اإلدارة األميركية الحالية بـاتـت أكـثـر فهمًا ملـا يـجـري. أمَّـــا على صعيد اإلقليم فيعيد األردن حساب علقاتِه حتى مع إيران والنظام السوري. األردن وإسرائيل أولويات نتنياهو القضاء نهائيا على فكرة قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة فيصل الشبول

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==