issue16704

11 أخبار NEWS Issue 16704 - العدد Thursday - 2024/8/22 اخلميس ASHARQ AL-AWSAT اليوم الثاني من مؤتمر الحزب الديمقراطي يؤكد ترشيحها وسط سخرية من «صغائر» ترمب وانتخاب هاريس 2008 أوباما وزوجته يدفعان «األمل» في تكرار تجربة ألـهـب الـرئـيـس األسـبـق بـــاراك أوبـامـا وزوجته ميشال أوباما حماسة املشاركني فــــي الــــيــــوم الـــثـــانـــي مــــن املـــؤتـــمـــر الــوطــنــي للحزب الديمقراطي في شيكاغو، الثالثاء، 2008 بـدعـواتـهـمـا إلـــى تــكــرار تـجـربـة عـــام وتـشـكـيـل ائـــتـــ ف عـــريــض يــدفـــع «األمـــــل» بانتخاب نائبة الرئيس كـامـاال هـاريـس، لتكون املرأة األولى التي تصعد إلى املرتبة األعلى في البيت األبيض. واســــتــــعــــاد الـــرئـــيـــس أوبـــــامـــــا بـعـضـا مـــن صـــعـــوده كـنـجـم ســيــاســي فـــي مـؤتـمـر لـلـديـمـقـراطـيـ ، فــقــال: «أشـعـر 2004 عـــام بــاألمــل ألن هـــذا املـؤتـمـر كـــان دائــمــا جيدًا للغاية لـأطـفـال ذوي األســمــاء املضحكة الذين يؤمنون ببلد فيه كل شيء ممكن»، مضيفا أنـه «لدينا اآلن الفرصة النتخاب شـخـص أمـضـى حـيـاتـه كلها فــي محاولة منح الناس الفرص نفسها التي منحتها لها أميركا». إنها كاماال هاريس. ورأى أوبــامــا أن األمـيـركـيـ «ليسوا بـــحـــاجـــة إلــــــى أربــــــــع ســـــنـــــوات أخــــــــرى مــن التهويل والـفـوضـى. شاهدنا هــذا الفيلم - ونحن جميعا نعلم أن التكملة عـادة ما تـكـون أســـوأ (...) أمـيـركـا مستعدة لفصل جديد. أميركا مستعدة لقصة أفضل. نحن مستعدون لرئيسة مثل كاماال هاريس». وفـــــي تــصــمــيــم مـــتـــقـــن، لـــعـــب أوبـــامـــا دور الشخصية الكاريزمية إللـهـام الذين حضروا املؤتمر وغيرهم خارجه من أجل تـمـكـ هـــاريـــس مـــن الـــفـــوز فـــي الـشـهـريـن 5 املــتــبــقــيــ قـــبـــل يـــــوم االنــــتــــخــــابــــات فــــي نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل. عودة األمل وفـــي تـصـريـحـاتـهـا، وجــهــت ميشال أوبــامــا رســالــة مـمـاثـلـة، فـقـالـت: «أمـيـركـا، األمل يعود»، ألن هاريس «واحدة من أكثر األشــخــاص املـؤهـلـ على اإلطـــ ق الذين ســـعـــوا إلـــــى مــنــصــب الــــرئــــاســــة». وشــنــت ميشال أوباما، واحـدة من أشد الهجمات عـــلـــى الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق دونــــالــــد تـــرمـــب، ســـاخـــرة مـــن أكـــثـــر خـــطـــوط حـمـلـتـه إثــــارة لـلـجـدل ضـــده، بـالـتـسـاؤل: «مـــن سيخبره أن الوظيفة التي يبحث عنها حاليا يمكن أن تكون مجرد واحــدة من تلك الوظائف السوداء؟». ثم أثارت حماسة الحاضرين فـــــي شـــيـــكـــاغـــو بـــتـــقـــديـــم الـــــدعـــــم والـــثـــنـــاء االستثنائيني لهاريس، لكنها ركزت جزءًا 20 كبيرًا مـن خطابها الـــذي استمر نحو دقـيـقـة عـلـى تــرمــب، مــكــررة الـسـخـريـة من تـعـلـيـقـاتـه وخـلـفـيـتـه وســـلـــوكـــه، فـــي حني تجنبت ذكر اسمه. وأعـطـت مالحظاتها نبرة شخصية عـــنـــدمـــا تـــحـــدثـــت عــــن الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق، الـذي قـاد حملة استمرت لسنوات عديدة للتشكيك فــي مــكــان مــيــ د زوجــهــا بــارك أوبــــــامــــــا، فــــقــــالــــت: «بـــــــذل دونـــــالـــــد تـــرمـــب لــســنــوات كـــل مـــا فـــي وســـعـــه فـــي مـحـاولـة لــجــعــل الــــنــــاس يـــخـــافـــون مــــنّــــا»، مـضـيـفـة أن «نــظــرتــه املــــحــــدودة والــضــيــقــة لـلـعـالـم جـــعـــلـــتـــه يـــشـــعـــر بـــالـــتـــهـــديـــد مـــــن وجـــــود شــخــصــ نـــاجـــحـــ ومــتــعــلــمــ تـعـلـيـمـا عــالــيــا ومــجــتــهــديــن، وهـــمـــا مـــن الـــســـود». وركــــــــزت عـــلـــى شــــكــــواه حـــــول املـــهـــاجـــريـــن الذين يأخذون «وظائف السود» من خالل اإلشـــارة إلــى أن رئـاسـة الــواليــات املتحدة كانت كذلك، وقد تكون كذلك قريبا. ورأت أن األميركيني الذين مثل هاريس يدركون أن «معظمنا لـن يُمنح أبـــدًا نعمة الفشل إلى األمــام»، في إشـارة إلى مشاكل ترمب التجارية. وأشـــــارت إلـــى أن مـعـظـم األمـيـركـيـ ال يـكـبـرون مــع «الـعـمـل اإليـجـابـي للثروة املـــتـــوارثـــة» عـلـي غــــرار تــرمــب املـــولـــود من عــائـلــة ثــريــة فـــي نـــيـــويـــورك. وقـــالـــت: «إذا رأيــنــا جـبـ أمـامـنـا، فــ نـتـوقـع أن يكون هناك سلم متحرك ينتظرنا ليأخذنا إلى القمة. درجة تلو الدرجة»، وسط تصفيق مدو من الجمهور. تأكيد ترشيح هاريس وقـبـل أن يـتـحـدث أوبــامــا وزوجــتــه، أجــــــــرى املـــــنـــــدوبـــــون تـــصـــويـــتـــا بـــالـــنـــداء عـلـى هـــاريـــس، فـــي طـقـس احـتـفـالـي أكـد تـرشـيـحـهـا رسـمـيـا. ثــم تــم نـقـل هـاريـس لــتــحــيــة مـــنـــدوبـــي شــيــكــاغــو فــــي تـجـمـع جـــمـــاهـــيـــري كـــانـــت تــقــيــمــه بــمــيــلــووكــي، حيث خاطبت حشودًا مبتهجة في كلتا املدينتني في وقت واحد. وقالت هاريس: «أشـــكـــر الـجـمـيـع هــنــاك وهــنــا (...) هـذه حملة مـدعـومـة بـالـنـاس، وسـنـرسـم معا طريقا جديدًا للمضي قدما». وفي تصريحاته، أشاد أوباما أيضا بـفـتـرة واليــــة بـــايـــدن وإنـــجـــازاتـــه. وقـــال: «سـيـتـذكـر الــتــاريــخ جـــو بـــايـــدن بصفته رئيسا دافــع عن الديمقراطية في لحظة من الخطر الكبير»، مضيفا: «أنـا فخور بـأن أُسمّيه رئيسي، ولكنني أكثر فخرًا بأن أُسمّيه صديقي». ولـــم يـكـن أوبــامــا الـوحـيـد مــن نــادي الــــرؤســــاء املـــدافـــعـــ عـــن ســجــل هــاريــس الــرئــاســي، إذ شــــارك فــي املــؤتــمــر أحـفـاد الرئيس جيمي كـارتـر، وجــون كينيدي، لــدعــمــهــا بـصـفـتـهـا الـــوريـــثـــة الـطـبـيـعـيـة لـــزعـــمـــاء ديـــمـــقـــراطـــيـــ ســـابـــقـــ . وقــــال جايسون كارتر، حفيد الرئيس التاسع والــثــ ثــ : «تـحـمـل كــامــاال هــاريــس إرث جدي. إنها تعرف ما هو الصواب وتقاتل مـــن أجــــلــــه». واقــــتــــرح جــــاك شـلـوسـبـيـرغ أن هــاريــس سـتـواصـل أجــنــدة كينيدي، فقال إنها «تؤمن بأميركا كما كان جدي يؤمن بها. أننا نفعل األشياء ليس ألنها سهلة، ولكن ألنها صعبة». جمهوريون ضد ترمب وصــــعــــد بـــعـــض الـــجـــمـــهـــوريـــ إلـــى مــنــصــة الــــحــــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي لـتـوجـيـه رسالة إلى زمالئهم، مفادها أنه ال بأس من ترك ترمب. وقالت ستيفاني غريشام التي عملت في أدوار مختلفة في البيت األبيض في عهد ترمب الذي «ليس لديه تعاطف وال أخالق وال إخالص للحقيقة». وقـالـت: «لـم يعد بإمكاني أن أكــون جـزءًا من الجنون بعد اآلن. عندما كنت ناطقة صحافية، تعرضت للسخرية ألنـنـي لم أعقد إحاطة في البيت األبيض أبدًا. هذا ألنه على عكس رئيسي. لم أرغب قط في الوقوف على تلك املنصة والكذب». وقــــال كــايــل سـويـتـسـر، وهـــو نـاخـب لــــتــــرمــــب مـــــن أالبـــــــامـــــــا، إن الـــتـــعـــريـــفـــات الجمركية التي فرضها الرئيس السابق جـعـلـت الــحــيــاة أكــثــر صــعــوبــة بالنسبة لـــعـــمـــال الـــبـــنـــاء مـــثـــلـــه. ويـــتـــحـــدث رئــيــس بــلــديــة مـيـسـا فـــي أريــــزونــــا الــجــمــهــوري، جــــون غــيــلــز، عـــن ســبــب دعــمــه لــهــاريــس، معدًّا أن سياسات ترمب تضر باملدن مثل مدينته. وتحدث الرجل الثاني دوغ إيمهوف، وزعيم الديمقراطيني في مجلس الشيوخ الــســيــنــاتــور تـــشـــاك شـــومـــر، والــســنــاتــور املـسـتـقـل بـيـرنـي ســـانـــدرز، املــحــبــوب من التقدميني. هويتان متشابهتان وكــــان نــاشــطــو الـــحـــزب الـديـمـقـراطـي استعادوا في اليوم الثاني من مؤتمرهم، بـــــدايـــــة الــــعــــ قــــة بـــــ أوبــــــامــــــا وهــــاريــــس ، عــــنــــدمــــا ســـــاعـــــدت هــــاريــــس 2004 عـــــــام فــــي اســـتـــضـــافـــة حــمــلــة لــجــمــع الــتــبــرعــات لترشيحه ملجلس الشيوخ في قاعة فندق في سان فرانسيسكو. وسرعان ما نشأت بينهما عـ قـة متينة بسبب خلفياتهما الثقافية، ووجــدا قواسم مشتركة مريحة مـــع بـعـضـهـمـا فـــي عــالــم ســيـاســي يُهيمن عليه السياسيون البيض. ، لـــم تُــصـر 2008 و 2007 وبـــ عــامــي هــاريــس، وهـــي ابـنـة عـالـم هـنـدي وأسـتـاذ اقـــتـــصـــاد جـــامـــايـــكـــي، مـــجـــرد بـــديـــل قـــوي لسياسات أوباما فحسب، بل صارت أيضا سـفـيـرة لخلفيته الـثـقـافـيـة، إذ أوضـحـت تعقيدات هويته للناخبني الذين لم يفكروا قط في مرشح رئاسي مثله من قبل. وقالت : «يميل الكثيرون منا 2007 هـاريـس عــام إلى تبسيط التصنيفات السياسية بشكل مـفـرط. إنــه أكـثـر إثـــارة لالهتمام وتعقيدًا مـــــن تـــلـــك الــــفــــئــــات الـــــعـــــاديـــــة». وتــــوطــــدت هــــذه الــعــ قــة بــعــد فــــوز أوبـــامـــا بـتـرشـيـح الــحــزب الـديـمـقـراطـي لـلـرئـاسـة فــي يونيو ، والــرئــاســة فــي نوفمبر 2008 ) (حــــزيــــران (تشرين الـثـانـي) مـن ذلــك الـعـام، فاحتلت هاريس العناوين الرئيسية في املقارنات اإليجابية مع أوباما. وتــــوجــــد أوجـــــــه تـــشـــابـــه عــــديــــدة بـ أوباما وهاريس، اللذين أمضى كل منهما حياته املهنية فـي الــدفــاع عـن قضية بلد يـغـلـب عـلـيـه الــبــيــض مــفــادهــا أن «الـطـفـل النحيف ذو االســـم املــضــحـك»، كـمـا أطلق أوباما على نفسه مرشحا ملجلس الشيوخ ،2004 في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام وهــــاريــــس، «ابـــنـــة أوكــــ نــــد» الـــتـــي نـشـأت فـي بيركلي ألم عــزبــاء، يمكن أن يساعدا األميركيني على بناء جسور ثقافية فيما بينهم وتجاوز الخالفات السياسية. في بداية عالقتهما السياسية، زعمت هـاريـس أن خلفية أوبــامــا ـــ كـانـت والـدتـه بيضاء من كانساس وكان والده من كينيا ــ كانت ميزة، وهو النوع من الهوية التي قد يعدها عدد متزايد من األميركيني ليس تهديدًا للوضع الراهن بل سمة مرحب بها للعيش في ديمقراطية متنوعة. وربــط بعضهم حضور أوبـامـا بأنه لم ينس قط ما فعلته هاريس، وجاء إلى املــؤتــمــر الــوطــنــي الـديـمـقـراطـي لــيــرد لها الـجـمـيـل، بـخـطـاب عـمـل عـلـيـه ملـــدة ثالثة أشــهــر عــلــى األقـــــل، وفــقــا لـشـخـص مطلع عـلـى اســتــعــداداتــه، مـوضـحـا أن الـرئـيـس األســــبــــق أعــــــاد صـــيـــاغـــة الـــخـــطـــاب أخـــيـــرًا ليتناسب مع انسحاب بايدن من السباق ملصلحة هاريس. الرئيس األميركي األسبق باراك أوباما يتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب) شيكاغو : علي بردى لعب أوباما دور الشخصية الكاريزمية إللهام الذين حضروا المؤتمر وغيرهم خارجه من أجل تمكين هاريس من الفوز بايدن «يقاطع» بيلوسي و«مستاء» من أوباما بعد التنحي... هل يتخطى عمالقة الديمقراطيين خالفاتهم؟ في حني اعتلى كل من الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل منصة املؤتمر الـوطـنـي الديمقراطي فـي شيكاغو لـإعـراب عــن دعمهما غـيـر املــشــروط ملـرشـحـة الـحـزب كـــــامـــــاال هـــــاريـــــس، غــــــاب وجــــــه هـــــاريـــــس مـن الحضور، فوقفت هي ونائبها تيم والز على كلم عنهما للحديث 100 منصة تبعد أكثر من مع الناخبني في والية ويسكنسن. مـوقـف غـريـب والفـــت رآه البعض دليال على استمرار الخالفات الداخلية في صفوف الـــحـــزب الـــديـــمـــقـــراطـــي الـــتـــي دفـــعـــت قــيــاداتــه الـــرئـــيـــس الـــحـــالـــي جـــو بـــايـــدن إلــــى الـتـنـحـي والــتــخــلــي عـــن طــمــوحــاتــه فـــي واليـــــة ثـانـيـة. فـهـاريـس ال تــــزال نـائـبـة الـرئـيـس األمـيـركـي، وأي ظهور لها برفقة أوبـامـا وغـيـاب بايدن مـن شـأنـه أن يعقّد املشهد الـداخـلـي ويعمّق الـــشـــرخ الـــــذي خــلــقــه دفــــع الـــرئـــيـــس الــســابــق وزوجته لبايدن إلى التنحي. ويـــحـــمّـــل بــــايــــدن، الـــــذي كــــان هـــو نفسه نـائـبـا ألوبـــامـــا، الـرئـيـس الـسـابـق مسؤولية الـجـهـود لدفعه خـــارج حلبه الــصــراع، ويــراه كالرأس املدبر الذي جمع ما يكفي من الدعم من قيادات الحزب للضغط عليه لالستسالم وتسليم الشعلة لهاريس. رأي وضــــع هـــاريـــس فـــي مـــوقـــف حـــرج، فـهـي الــيــوم تــرتــدي قـبـعـتـ : قبعة املرشحة الـديـمـقـراطـيـة لـلـرئـاسـة الـتـي يقضي دورهـــا بـــــرص الـــصـــف الـــديـــمـــقـــراطـــي، وقــبــعــة نـائـبـة الرئيس التي تتمثل مهامها بدعمه وتأييد أجــنـــدتـــه، ومــــن هــنــا تـسـعـى جـــاهـــدة لتوفير الــــتــــوازن بـــ حـمـلـتـهـا الـــرئـــاســـيـــة مـــن جهة ومــهــامــهــا الــحــالــيــة فـــي الــبــيــت األبـــيـــض من جهة أخـرى رغـم تداخل امللفني وتقاطعهما، فـــالـــســـبـــاق إلـــــى الـــبـــيـــت األبــــيــــض فــــي حــاجــة إلـــى وحــــدة صـــف ال لـبـس فـيـهـا فـــي صـفـوف الحزب، ومهمة هاريس ستقضي بلعب دور وســيــط بــ أقــطــاب الــحــزب وعـمـالـقـتـه لــردم االنقسامات في البيت الديمقراطي. بيلوسي وبايدن: هل تنجو العالقة؟ وال يـــقـــتـــصـــر الــــــخــــــ ف عــــلــــى بــــايــــدن وأوبــــامــــا فــحــســب، بـــل يـتـخـطـاهـمـا ليشمل قـطـبـا مـــن أقـــطـــاب الــــحــــزب: رئــيــســة مجلس الــــنــــواب الـــســـابـــقـــة نـــانـــســـي بــيــلــوســي الــتــي تحدثت علنا عن ضرورة تنحي بايدن، فيما وصــفــه الـكـثـيـرون فــي واشـنـطـن بــ«الـطـعـنـة من األمـام». وتسعى بيلوسي جاهدة اليوم إلـى مللمة الـجـراح ورأب الصدع في العالقة املتينة والـطـويـلـة الـتـي جمعتها بالرئيس ، فهما أمضيا عقودًا 1970 األميركي منذ عام يعمالن معا في الكونغرس، هي في مجلس النواب، وهو في مجلس الشيوخ. وتعاونا على إقرار مشاريع وملفات أساسية للحزب الـديـمـقـراطـي. لـكـن الـعـ قـة تــأزمــت إلـــى حد القطيعة بعد موقف بيلوسي التي تحدثت عن حظوظ العالقة بالنجاة لصحيفة «ذي نيويوركر» مطلع الشهر الحالي قائلة: «آمل أن يـحـصـل ذلــــك، أُصـــلّـــي كـــي يـحـصـل ذلـــك، وأبكي. ال يمكنني النوم...»، لتعود وتشرح موقفها لشبكة (ســي إن إن) خــ ل املؤتمر الحزبي وتـقـول: «فعلت مـا كـان علي فعله. هــو (بـــايـــدن) اتــخــذ الـــقـــرار ملصلحة الــبــ د. قــلــقــي لــــم يــكــن بــســبــب الـــرئـــيـــس بــــل بـسـبـب حملته...». أوباما وبايدن: التاريخ يعيد نفسه من ناحيته، يعلم أوبـامـا، الـذي أمضى أعـوام جنبا إلى جنب مع بايدن في البيت 8 األبــيــض، خيبة أمـــل الـرئـيـس الـحـالـي، وهـو سعى بشكل واضح في خطابه إلى مد غصن الزيتون له فخصص جـزءًا بـارزًا فيه لبايدن قــــائــــ ً: «الـــتـــاريـــخ ســــوف يــتــذكــر جـــو بــايــدن رئيسا استثنائيا دافـع عن الديمقراطية في وقت الخطر. وأنا فخور بأنه رئيسي، لكني فخور أكثر بأن يكون صديقي...». كـــــلـــــمـــــات واضـــــــحـــــــة تــــــهــــــدف إلـــــــــى طـــمـــر الخالفات السياسية والتركيز على العالقات الشخصية، وهـــذا مـا يـأمـل أوبــامــا تحقيقه، لكن جعبة الرئيس الحالي ممتلئة بذكريات ، حني 2016 املـاضـي، خصوصا ذكـريـات عــام سعى بايدن حينها للترشح ملنصب الرئاسة خلفا ألوبـــامـــا، فــي تقليد مـتـعـارف عليه في اإلدارات املتعاقبة فـي حـال وجــود طموحات رئــاســيــة لــنــائــب الـــرئـــيـــس، وخــيــر مــثــال على ذلـك آل غـور بعد انتهاء واليـة بيل كلينتون. لــكــن أوبـــامـــا وبـــــدال مـــن تــأيــيــد نــائــبــه ودفــعــه نحو الترشح، اختار حينها وزيرة خارجيته هيالري كلينتون ظنا منه أن حظوظها بالفوز ضـد تـرمـب أكـبـر مـن حـظـوظ نائبه. وهـــذا ما تـحـدث عنه بـايـدن بشكل صـريـح فـي مقابلة مــع املـحـقـق الــخــاص روبــــرت هـيـر عـنـدمـا قـال له: «لقد ظن (أوباما) أن حظوظها (كلينتون) بالفوز بالرئاسة أكبر من حظوظي...». وأثـــــبـــــت هـــــــذا الـــــظـــــن خــــطــــأ فـــــادحـــــا فــي التقييم، أدى إلــى هزيمة كلينتون ووصــول ترمب إلـى البيت األبيض، ليتساءل البعض مــا إذا كـــان وجـــود بــايــدن عـلـى الـبـطـاقـة بــدال مــن الـسـيـدة األولــــى الـسـابـقـة ليغير املـعـادلـة ويــنــقــذ الــديــمــقــراطــيــ مـــن بـــراثـــن خصمهم الـــلـــدود. وهـــو أمـــر عـلـى األرجــــح أال يتخطاه بـايـدن فـي حــال أعـــاد الـتـاريـخ نفسه فـي هذه الجولة االنتخابية املصيرية، على حد وصف الديمقراطيني. واشنطن: رنا أبتر (رويترز) 2022 أبريل 5 بايدن وحوله أوباما وبيلوسي وهاريس بالبيت األبيض في

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==