issue16703

تستضيف العاصمة املصرية القاهرة مـشـاورات بـن وفـد مـن الحكومة السودانية واملــــبــــعــــوث األمــــيــــركــــي إلـــــى الــــــســــــودان، تـــوم بيريلو؛ للبحث في تنفيذ مخرجات «اتفاق جـــدة» لـوقـف الـحـرب فـي الـــســـودان، فـي وقت أعلنت فيه واشنطن مواصلة املفاوضات في جـنـيـف «لــلــوصــول إلـــى الــتــزامــات مــن طرفي الحرب تنهي األزمة». وبـــعـــد اتــــصــــاالت مـكـثـفـة مـــن الــوســطــاء مـع قـائـد الجيش رئـيـس «مجلس الـسـيـادة» السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قـــررت الحكومة الـسـودانـيـة، الـتـي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها، إرسال وفد إلى القاهرة لــلــقــاء وفــــد مـــن اإلدارة األمــيــركــيــة «ملـنـاقـشـة إنفاذ (اتفاق جدة)». وقـــالـــت مـــصـــادر ســـودانـــيـــة مـطـلـعـة إن «مـــــشـــــاورات وفــــد الــحــكــومــة الـــســـودانـــيـــة مع املــــبــــعــــوث األمــــيــــركــــي ســــتُــــجــــرى عـــلـــى مـــدى يـومـن»، وأشـــارت، في تصريحات لـ«الشرق األوســــط»، إلــى أن «الـوفـد الحكومي سيضم وزيــــر املـــعـــادن الــســودانــي مـحـمـد بـشـيـر عبد الـــلـــه، وســفــيــر الــــســــودان فـــي الـــقـــاهـــرة عـمـاد عــــــدوي، بــجــانــب مــفــوضــة الـــعـــون اإلنــســانــي ســــلــــوى آدم بـــنـــيـــة، وقــــــيــــــادات مـــــن الــجــيــش السوداني». وأعـلـن تـوم بيريلو، املبعوث األميركي الـخـاص إلـى الــســودان، وصـولـه إلـى القاهرة الثلثاء، إلطــاع وزيــر الخارجية األميركي، أنتوني بلينكن، وكبار املسؤولي املصريي، عـلـى نـتـائـج «اجـتـمـاعـات جـنـيـف»، وقـــال في تدوينه له عبر حسابه الرسمي على منصة «إكــــــس»، إنـــه «سـيـلـتـقـي وفــــدًا مـــن الـحـكـومـة الـسـودانـيـة بـشـأن مـشـاركـة الــقــوات املسلحة السودانية في جهود الوساطة بسويسرا». وقـــال إن «املـــشـــاورات تستهدف تعزيز وصـــــــول املـــــســـــاعـــــدات اإلنــــســــانــــيــــة وحـــمـــايـــة املـــدنـــيـــن فـــي الـــــســـــودان، وضـــمـــان االمــتــثــال لللتزامات الـــواردة في (إعــان جــدة)، فضل عن وقف األعمال العدائية في السودان». وسبق ذلك تأكيد املبعوث األميركي إلى السودان على استمرار «اجتماعات جنيف» مـــن أجــــل وقــــف الـــحـــرب فـــي الــــســــودان، وقـــال فـي تصريحات صحافية، عقب اجتماعات الـوفـود الدولية مع ممثلي «الـدعـم السريع» فــي سـويـسـرا االثــنــن، إن «الـــوفـــود املـشـاركـة فـي املـفـاوضـات تـريـد اسـتـمـرار االجتماعات الجارية لتحقيق نتائج على األرض»، مشيرًا إلى أنه «سيواصل (املفاوضات األحادية) مع الطرفي للحصول على االلتزامات املمكنة». وشــــدد وزيــــر الــخــارجــيــة املـــصـــري، بـدر عــبــد الـــعـــاطـــي، خــــال مـبـاحـثـاتـه مـــع نـظـيـره األمــــيــــركــــي، أنـــتـــونـــي بــلــيــنــكــن، فــــي الـــقـــاهـــرة الــــــثــــــاثــــــاء، عــــلــــى «مــــــوقــــــف مــــصــــر املـــطـــالـــب بالتوصل لوقف فوري وشامل إلطلق النار، والـعـمـل عـلـى احــتــواء الـتـداعـيـات اإلنسانية لـلـصـراع، وتسهيل العمل اإلنـسـانـي، ووفــاء الـــــــدول املـــانـــحـــة بــتــعــهــداتــهــا الـــســـابـــقـــة عـلـى صــعــيــد تـــقـــديـــم املــــســــاعــــدة لــــلــــســــودان ودول الـــجـــوار لـلـتـعـامـل مــع الــتــداعــيــات اإلنـسـانـيـة لألزمة». وقلّل املدير التنفيذي لـ«مركز فكرة للدراسات والتنمية» السوداني، أمجد فريد، مــن جـــدوى املـــشـــاورات الـتـي تـقـودهـا اإلدارة األميركية فـي جنيف والـقـاهـرة مـع األطــراف السودانية، وقــال إن «الـــدور األميركي تجاه السودان يحتاج إلى إعادة نظر، حتى يصبح أكثر واقعية في التعاطي مع األزمة». وعزا ذلك إلى «مشاركة (الدعم السريع) فــــــي مـــــفـــــاوضـــــات وقــــــــف الــــــحــــــرب فــــــي وقــــت تــواصــل فـيـه اسـتـهـداف املـدنـيـن فــي مناطق كـثـيـرة بــالــســودان دون إدانــــة مــن املـسـؤولـن الدوليي». وتــــــرى مــــديــــرة «الـــبـــرنـــامـــج األفـــريـــقـــي» فــي «مــركــز األهـــــرام لــلــدراســات الـسـيـاسـيـة»، الـــدكـــتـــورة أمـــانـــي الـــطـــويـــل، أن املـــفـــاوضـــات التي دعت إليها الواليات املتحدة األميركية، بمشاركة أطـراف دولية وإقليمية، «يمكن أن تقدم فرصًا لحل األزمة السودانية»، وأعادت ذلــك إلــى «قـــدرة الـوسـطـاء املـشـاركـن فـي تلك املشاورات على ممارسة ضغوط على طرفي الحرب لتحريك مسارات الحل». ورهــــــن الـــبـــاحـــث فــــي «مــــركــــز األهــــــرام لــــلــــدراســــات الـــســـيـــاســـيـــة»، صـــــاح خــلــيــل، تـحـقـيـق انــفـــراجــة لـحــل األزمـــــة الــســودانــيـة بــتــنــفــيــذ «اتـــــفـــــاق جــــــــدة»؛ بــــ«ضـــمـــانـــة مـن مصر»، مشيرًا إلى أن «املفاوضات لن تحقق شيئًا فـي حـال ممارسة الجانب األميركي ضغوطًا على الجيش السوداني». وعــــد خـلـيـل، فــي تـصـريـحـات لــ«الـشـرق األوســـــط»، أن «اإلدارة األمـيـركـيـة تـرغـب في مـمـارسـة ضــغــوط عـلـى الـجـيـش الــســودانــي؛ إذ تتبنى واشنطن سياسة دعم امليليشيات املسلحة فـي أفريقيا؛ ملمارسة ضغوط على األنــظــمــة الــتــي تـتـجـه لـتـعـزيـز عــاقــاتــهــا مع الصي وروسيا». من جهة ثانية، أكد بيان مشترك صدر فـي جنيف (مـن الـواليـات املتحدة األميركية وســـويـــســـرا والــســـعـــوديـــة ومـــصــر واإلمــــــارات واألمـــــــم املـــتـــحـــدة واالتـــــحـــــاد األفــــريــــقــــي) أنـــه فــي «إطــــار الـجـهـود الـجـاريـة لتعزيز حماية املــــدنــــيــــن والـــــــوصـــــــول اإلنــــــســــــانــــــي، ووقــــــف األعمال العدائية في السودان، التقت الوفود بـمـمـثـلـي (قــــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع)، وشــــددت على االحتياجات اإلنسانية امللحة للشعب السوداني، وضــرورة تنفيذ االلتزامات التي تم التعهد بها بموجب (إعلن جدة)، ويشمل ذلــــــك مـــســـؤولـــيـــة كـــــا الــــطــــرفــــن عـــــن حــمــايــة املدنيي». وحضّت «الدعم السريع» على «ضرورة الــســمــاح بـــاملـــرور اآلمـــــن، ومــــن دون عــوائــق، للمساعدات اإلنسانية والعاملي في جميع املــــنــــاطــــق الــــتــــي تــســيــطــر عـــلـــيـــهـــا؛ لــتــوســيــع مليون 12 إمـكـانـيـة وصــــول املــســاعــدات إلـــى سوداني عبر عدة واليات». وأعلنت الوفود اعتزامها مقابلة «وفد القوات املسلحة السودانية فـور وصوله، أو االتصال به بأي طريقة يختارها». وكرر البيان دعوة الطرفي إلى «االلتزام بالقانون اإلنـسـانـي الــدولـي بحماية البنية التحتية املدنية؛ بما في ذلك الجسور والطرق اللزمة لوصول املساعدات اإلنسانية». 8 أخبار NEWS Issue 16703 - العدد Wednesday - 2024/8/21 األربعاء المبعوث األميركي إلى السودان: الوفود المشاركة في المفاوضات تريد استمرار االجتماعات الجارية لتحقيق نتائج على األرض ASHARQ AL-AWSAT مقتل مدنيين وأضرار كبيرة بمستشفى الضعين الطيران الحربي السوداني يشن غارات مكثفة على مدن في دارفور شــــــن الـــــطـــــيـــــران الـــــحـــــربـــــي الــــتــــابــــع لقوات الجيش السوداني غــارات مكثفة على عــدد مـن مناطق الــبــاد، مستهدفًا أمــاكــن سـيـطـرة «قــــوات الــدعــم الـسـريـع»، وشملت مدينة الضعي حـاضـرة واليـة شـــرق دارفـــــور، ومـديـنـة الـطـويـشـة شـرق الــفــاشــر، عـاصـمـة واليــــة شــمــال دارفــــور، ومدينة الحصاحيصا بـواليـة الجزيرة وســــط الـــبـــاد، وألــحــقــت خــســائــر كـبـيـرة بـاملـواطـنـن املـدنـيـن بـن قتيل وجـريـح، وبالبني التحتية، بما في ذلك مستشفى الــضــعــن املــــدنــــي، ومـــــــدارس لــجــأ إلـيـهـا نــــازحــــون، ومــــنــــازل ومـــحـــال املـــواطـــنـــن. وتناقلت وسـائـط التواصل االجتماعي مـعـلـومـات وصـــور ومـقـاطـع فـيـديـو، عن الخسائر البشرية واملادية التي سُجّلت جراء الغارات. وقال مواطنون لـ«الشرق األوســـــط» عـبـر اإلنــتــرنــت الــفــضــائــي، إن املــنــاطــق الـــتـــي اســتــهــدفــهــا الـــطـــيـــران «ال تــوجــد بـهـا قــــوات تـابـعـة لــــ(قـــوات الـدعـم السريع)، وإن عـددًا من املواطني العزل لـقـوا مصرعهم، وجُـــرح آخـــرون كـثـر، ما أثــار موجة غضب عـارمـة، دفعت الناس للمطالبة بفرض حظر طيران لحمايتهم مــن الـــغـــارات الـجـويـة والـقـصـف املدفعي العشوائي». ومنذ أسابيع، خلت معظم مناطق الــتــمــاس بـــن الـــقـــوات املـسـلـحـة و«قــــوات الــــــدعــــــم الــــــســــــريــــــع»، مــــــن االشــــتــــبــــاكــــات املـــــبـــــاشـــــرة، بـــيـــنـــمـــا دأب الـــجـــيـــش عـلـى شــن غــــارات جـويـة عـلـى بـعـض املـنـاطـق، بينما استخدمت «قوات الدعم السريع» املــدفــعــيــة الـثـقـيـلـة والـــراجـــمـــات، مـــا أدى إلحـــــــداث خـــســـائـــر بــــن املـــدنـــيـــن، فــــي أم درمان وعدد من املناطق التي تقع تحت سيطرة الطرفي. وطالب الناطق باسم وفـد تفاوض «قــــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» إلــــى مـبـاحـثـات جنيف، محمد املـخـتـار، فـي تصريحات صــــحــــافــــيــــة، بــــفــــرض حــــظــــر طـــــيـــــران فــي املـــنـــاطـــق الـــتـــي تــســيــطــر عــلــيــهــا قـــواتـــه، باعتبار ذلـك أولوية إليصال املساعدات اإلنسانية التي يعرقلها القصف الجوي العشوائي، وعد وقف القصف الجوي من الـنـقـاط الــثــاث الـتـي هــي ضـمـن أجندته ملـبـاحـثـات جـنـيـف، وتتمثل فـــي: إيـصـال املــــســــاعــــدات اإلنـــســـانـــيـــة، وهــــدنــــة لــوقــف إطلق النار، وآلية مراقبة متفق عليها. ولم يتسن التحقق من أعداد القتلى والــجــرحــى، بسبب انـقـطـاع االتـــصـــاالت، واتساع دائرة العملية الحربية الجوية. وكانت «منظمة العفو الدولية» قد طالبت في يوليو (تموز) املاضي، بفرض حــظــر تـسـلـح عــلــى الــــســــودان، يـــطـــول كل أنحاء الـبـاد، وأال يقتصر على دارفــور، 1591 وفـقـ لــقــرار مجلس األمـــن الـــدولـــي ، ودعـــــت املــجــتــمــع اإلنــســانــي 2005 عــــام لتوقيع عريضة للمطالبة بحظر السلح فــي الـــســـودان، مــن أجـــل حـمـايـة املـدنـيـن. ولـــقـــي آالف مــصــرعــهــم وجــــــرح عـــشـــرات اآلالف، بينما نـــزح داخــلــيــ أو لـجـأ إلـى مليون سـودانـي، 16 بـلـدان الـجـوار نحو فــــــرارًا مـــن الـــحـــرب الـــتـــي دخـــلـــت شـهـرهـا الـسـادس عشر، وتوسعت خللها دائـرة في املائة من 80 القتال، لتشمل أكثر من مساحة البلد. واألسـبـوع املـاضـي، قـالـت: «منظمة الهجرة الـدولـيـة»، إن شخصًا واحـــد من بـــن كـــل خــمــســة داخـــــل الـــــســـــودان، نـــازح مــلــيــون 2.3 داخــــلــــيــــ، بــيــنــمــا فـــــر نـــحـــو شـخـص خـــارج الــبــاد، هـربـ مــن الـقـتـال. وقـــالـــت مـنـظـمـة األمــــم املــتــحــدة للطفولة «يونيسيف»، إن الــســودان «يشهد أكبر أزمـــة إنـسـانـيـة فــي الـعـالـم، وإن أكـثـر من مـــلـــيـــون شـــخـــص مــــن جــمــلــة ســكــانــه 25 مــلــيــون، يــعــانــون من 48 الــبــالــغ عـــددهـــم ألف ًا 755 حالة غذائية حرجة، من بينهم يتعرضون بشدة لخطر املجاعة». من األضرار التي أصابت مستشفى الضعين (الشرق األوسط) كمباال: أحمد يونس مبعوث واشنطن دعا «وفد الحكومة» للمشاركة في «مفاوضات جنيف» ترقب سوداني لمباحثات إنفاذ «اتفاق جدة» في القاهرة «مفاوضات جنيف» لحل األزمة في السودان (حساب المبعوث األميركي إلى السودان توم بيريلو) القاهرة: أحمد إمبابي نيروبي: محمد أمين ياسين تزامنا مع مناقشة البرلمان مشروع قانون «اإلجراءات الجنائية» توصية بشأن «الحبس االحتياطي» 24 مصر: «الحوار الوطني» يرفع للسيسي بالتزامن مع مناقشة البرملان املصري مشروع قانون «اإلجراءات الجنائية»؛ رفع توصية بشأن ملف 24 » «الــحــوار الـوطـنـي «الــحــبــس االحــتــيــاطــي» إلـــى الــرئــيــس عبد الفتاح السيسي، التـخـاذ مـا يلزم بشأنها وســط تـرقـب مـن الحقوقيي والسياسيي الذين يأملون وضع نهاية لهذا امللف الذي يوصف بـ«الشائك». وشــــــارك فـــي إعــــــداد هــــذه الــتــوصــيــات بــرملــانــيــون وأعـــضـــاء مـــن مـجـلـس األمـــنـــاء، وعــــــــــدد مــــــن الــــشــــخــــصــــيــــات الــــســــيــــاســــيــــة، وحقوقيون وشخصيات عـامـة، وممثلون من لجنة العفو الرئاسي. وحـسـب بـيـان مجلس أمــنــاء «الــحــوار الــــوطــــنــــي»، مـــســـاء االثــــنــــن؛ بـــلـــغ إجــمــالــي 24 الــتــوصــيــات الــتــي تـــم رفـعـهـا للسيسي 20 تـوصـيـة، تـم الـتـوافـق بشكل كـامـل على توصيات تضمنت أكثر من 4 منها، وهناك رأي آللية تنفيذها. وتــــــتــــــنــــــاول الـــــتـــــوصـــــيـــــات عـــــــــــددًا مـــن املــــــــوضــــــــوعــــــــات املـــــتـــــعـــــلـــــقـــــة بــــــ«الـــــحـــــبـــــس االحــــتــــيــــاطــــي»، مـــنـــهـــا «مـــــدتـــــه، وبــــدائــــلــــه، واملـــــــــوقـــــــــف فــــــــي حـــــــــــال تـــــــعـــــــدد الــــــجــــــرائــــــم وتــــعــــاصــــرهــــا، والـــتـــعـــويـــض عــــن الــحــبــس الــــخــــاطــــئ، وكـــــذلـــــك الــــتــــدابــــيــــر املـــصـــاحـــبـــة لـ(الحبس االحتياطي)». فـــــــي غــــــضــــــون ذلـــــــــــك، بـــــــــــدأت الـــلـــجـــنـــة التشريعية والـدسـتـوريـة بمجلس الـنـواب (البرملان)، الثلثاء، مناقشة مشروع قانون «اإلجراءات الجنائية» الذي جرت مناقشات عامة ملسودته األولية داخل املجلس السبت املــــاضــــي، بــمــشــاركــة قـــطـــاعـــات واســـعـــة من الـــخـــبـــراء واملــعـــنــيـــن بــالــقــضــيــة، ورؤســــــاء األحزاب والحقوقيي والشخصيات العامة. وأثــار التزامن بي توصيات «الحوار الـــوطـــنـــي» بـــشـــأن «الـــحـــبـــس االحـــتـــيـــاطـــي» ومـــــنـــــاقـــــشـــــة الــــــبــــــرملــــــان مـــــــشـــــــروع قـــــانـــــون «اإلجراءات الجنائية»، تساؤالت حول مدى التشابه واالخــتــاف بـن مـشـروع القانون والتوصيات. وأكـــــــــد عــــضــــو الـــلـــجـــنـــة الــــدســــتــــوريــــة والــتــشــريــعــيــة بـمـجـلـس الــــنــــواب، سـلـيـمـان وهـــدان، أنـه ال يوجد تعارض بي االثني، وقـــال لـــ«الــشــرق األوســــط» إن «الـتـوصـيـات التي خرجت من (الحوار الوطني) تسير في االتــجــاه نفسه ملـشـروع قـانـون (اإلجــــراءات الــجــنــائــيــة) الـــــذي يــنــاقــشــه الـــبـــرملـــان، وإن االثـــنـــن (الـــتـــوصـــيـــات ومـــشـــروع الــقــانــون) ثمرة نقاشات وحوار مجتمعي». وبــــشــــأن املــــســــار الـــبـــرملـــانـــي املـــرتـــقـــب، أوضــــــح وهـــــــدان أن «الـــلـــجـــنـــة الـتـشـريـعـيـة والـدسـتـوريـة بـــدأت الــيــوم أولـــى جلساتها ملـــنـــاقـــشـــة مــــــشــــــروع قــــــانــــــون (اإلجــــــــــــــراءات 500 الــجــنــائــيــة) الـــــذي يـتـضـمـن أكـــثـــر مـــن جلسات 5 أو 4 مادة، وستستمر املناقشات أخـــرى، وسيتم وضــع الصياغة النهائية؛ ســــواء بــالــحــذف أو اإلضـــافـــة أو الـتـعـديـل، انطلقًا من النقاشات التي جرت بالبرملان السبت املــاضــي، واملـاحـظـات الـتـي أبـداهـا املشاركون». وأكـــــد عــضــو مـجـلـس أمـــنـــاء «الـــحـــوار الوطني» املحامي الحقوقي نجاد البرعي، أن «مـشـروع قـانـون (اإلجــــراءات الجنائية) الــــــذي يــنــاقــشــه الـــبـــرملـــان لــــن يـــحـــل مـشـكـلـة (الـــحـــبـــس االحـــتـــيـــاطـــي)، وال يــتــشــابــه مـع توصيات (الحوار الوطني)». وأضـــــــــاف الــــبــــرعــــي الـــــــذي شـــــــارك فـي نقاشات الـبـرملـان، لــ«الـشـرق األوســــط»، أن «مـــشـــروع قـــانـــون (اإلجـــــــــراءات الـجـنـائـيـة) الذي يناقشه البرملان غير كاف لحل مشكلة (الحبس االحتياطي). ومن بي امللحظات الــتــي تــحــدثــت عـنـهـا خـــال الــنــقــاش داخـــل املـــجـــلـــس، أنـــــه لــــم يـــقـــدم أي جـــديـــد ســـوى تـــقـــلـــيـــص مـــــــدة (الــــحــــبــــس االحــــتــــيــــاطــــي)، ومعظم املواد تم استنساخها من القانون الـــحـــالـــي»، حـسـب رأيـــــه. وتـضـمـن مـشـروع قـــــانـــــون «اإلجــــــــــــــــراءات الــــجــــنــــائــــيــــة» الـــــذي يناقشه الـبـرملـان، تخفيض مــدد «الحبس أشــهــر فـــي قـضـايـا 4 االحــتــيــاطــي» بـــواقـــع شــهــرًا في 12 أشـــهـــر، و 6 الـجـنـح بــــدال مـــن 18 شـهـرًا، و 18 قضايا الجنايات بــدال مـن شــهــرًا فــي الـقـضـايـا الــتــي تـصـل عقوبتها شـهـرًا، على 24 لـإعـدام أو املـؤبـد بــدال مـن شــهــرًا. وأصـــدر 24 أال تتخطى أطـــول مــدة مــجــلــس أمــــنــــاء «الـــــحـــــوار الـــوطـــنـــي» قـــــرارًا طوعيًا يلزم أعضاء مجلس األمـنـاء بعدم اإلفصاح عن مضمون توصياته الخاصة بــقــضــيــة «الـــحـــبـــس االحـــتـــيـــاطـــي» إلـــــى أن يـطّــلـع عـلـيـهـا الــرئــيــس الـسـيـسـي، ويتخذ بشأنها ما يراه مناسبًا؛ وفق البرعي الذي أكــد أيـضـ أنــه «عـلـى الـرغـم مـن أن مشروع الــقــانــون الــــذي يـنـاقـشـه الــبــرملــان مختلف؛ فــــإنــــه ال يــــوجــــد تـــــعـــــارض، ولــــــــدي أمـــــل أن تـتـم إضــافــة تـعـديـات تتضمن تـوصـيـات (الحوار الوطني)». وأشـــار الـبـرعـي أيـضـ إلــى أنــه «لــو تم فـــي املـــائـــة فــقــط مـــن تـوصـيـات 70 األخـــــذ بــــــ (الحوار الوطني) فستُحل مشكلة (الحبس االحتياطي) نهائيًا، وسيكون حل مرضيًا لكل أطراف القضية». وتـثـيـر قضية «الـحـبـس االحـتـيـاطـي» جدال واسعًا في املجتمع املصري، ويصفها حقوقيون بـ«امللف الشائك» نظرًا لتشعبها. وقـــال وزيـــر الــشــؤون النيابية والقانونية والــتــواصــل الـسـيـاسـي، املـسـتـشـار محمود فــــــــوزي، فــــي مـــداخـــلـــة تـــلـــفـــزيـــونـــيـــة، مــســاء االثني، إنه «توجد نقطة توازن دقيقة تجب مراعاتها في قضية (الحبس االحتياطي)، وهي أنه مثلما يتم النداء بحقوق املتهمي وضــرورة وضع حد أقصى للحبس، يجب أن نعي أن هناك مجتمعًا له حق في عدالة جنائية وأمن». القاهرة: عصام فضل

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==