issue16702

7 كتاب BOOK Issue 16702 - العدد Tuesday - 2024/8/20 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT رستم غزالة للحريري: فشرت أنت وشيراكوكلّ الأميركان. سوريا تاجراسك (...) سيادته يقول تمديد يعني تمديد غازي كنعان: ظلمناكفي بعضالأوقات، لكن أكتافك عريضة، وللظروف أحكام أنت تتفهّمها (غيتي) 2002 الرئيسبشار الأسد مجتمعاً بلحود وبري والحريري في بيروتعام لـــــلـــــســـــيـــــارة الــــــتــــــي يــــقــــودهــــا الحريري، منتظراً انتهاءهما من حديث على الواقف استمر نصف دقيقة. ناداني بعدها غــزالــة قـــائـــاً: «أخ بــاســم، كن مطمئناً. لا تخف من شـيء. لن نسمح أن تتعرض لأذى ما فعلوا مع مـروان. أخوك أبو عبدو موجود ساعة تريد». رافـقـتـنـا الـدهـشـة إلـــى الــســيــارة. قـال الــــحــــريــــري: «هــــــل ســـمـــعـــت مـــــــاذا قــــــــال...؟ مـجـنـون هـــذا الــرجــل! إمـــا أنـــه غـبـي أو أنـه يهدّدك». أجبت: «الكلم موجّه إليك دولة الرئيس على طريقة احكي مع الكنّة تسمع الجارة». نـــــــــال غـــــــزالـــــــة نــــصــــيــــبــــه مـــــــن أمـــــجـــــاد المـــخـــابـــرات الــســوريــة فـــي لــبــنــان، وحـصـد ثروة لم تنحصر بما جمعه من الحريري وســــيــــاســــيــــن ورجــــــــــال أعـــــمـــــال وطـــالـــبـــي خــــدمــــات، وقـــــد كـــــان يــقــبــضشـــهـــريّـــ مـن الحريري مبلغ خمسي ألـف دولار، وفق مـعـلـومـة عــبــد الـلـطـيـف الـــشـــمّـــاع المـؤتـمـن على توزيع هبات الحريري ومساعداته، بــل تخطّتها إلـــى المـشـاركـة فــي نـهـب بنك المـــديـــنـــة، لــصــاحــبــه الـــســـعـــودي الـلـبـنـانـي الأصــــــــل عـــــدنـــــان أبـــــــو عـــــيّـــــاش ومــــديــــرتــــه التنفيذية رنا قليلت (...). أصـابـت فضيحة بنك المـديـنـة الـلـواء غــازي كنعان بشظايا رافقته إلـى دمشق لـــتـــســـلّـــم مــــهــــامــــه رئــــيــــســــ لــــجــــهــــاز الأمـــــن الـسـيـاسـي، وانـقـطـع بعد ذلــك عـن المشهد الـــســـيـــاســـي الـــلـــبـــنـــانـــي والمـــــلـــــف الـــخـــاص بالتمديد للرئيس لحّود الذي انفرد غزالة في التسويق له. لكن الحريري لم ينقطع عن التواصل معه فبادر إلى زيارته في مكتبه بعد أقل من شهرين على تسلّمه منصبه الجديد. كانت زيارتنا محل تقدير منه، وإن بدا في حـالـة انـكـسـار وضـمـور معنوي عكستها نبرات صوته، والإيحاء بـأنّ: «العمل هنا لا يتطلب جهداً كبيراً... هـذه فرصة لكي نرتاح قليلً». توجّه إلى الحريري قائلً: «لقد قدّمت الكثير للبنان وسوريا يا دولة الرئيس. ظلمناك في بعض الأوقـات، لكن أكــتــافــك عــريــضــة، ولــلــظــروف أحـــكـــام أنـت تتفهّمها». ومــن بــاب الـتـفـهّـم، اجتنب الحريري أي كلم عن رستم غزالة، بمثل ما تحاشى كــنــعــان الإتـــيـــان عــلــى ذكـــــره مـــن قـــريـــب أو بعيد، خلفاً لغزالة الـذي كـان يتعمّد في لــقــاءاتــه، الــكــام بـاسـتـخـفـاف عــن رئيسه السابق. بــعــد تــلــك الــــزيــــارة، الــتــقــى الــحــريــري كــنــعــان مـــرتـــن. الأولــــــى فـــي مـكـتـب بــشّــار الأســـــد فـــي قــصــر الـــشـــعـــب. والأخـــــــرى في منزل خدّام في دمشق لرفع الأضرار التي نجمت عن المرّة الأولى. بــــلــــغ الاشـــــتـــــبـــــاك الــــســــيــــاســــي حــــول ، حدوداً 2004 التمديد للحّود بداية العام غير مسبوقة، كشفت انقسام البلد على متغيّرات جوهرية في خريطة التحالفات الـــســـيـــاســـيـــة، وانــــكــــســــار هـــيـــبـــة الـــتـــدخّـــل الـــســـوري فــي الــشــأن الـلـبـنـانـي. صـــدر عن مجلس المطارنة الموارنة بيان عنيف يعلن رفض التمديد والتلعب بالدستور، جاء فيه: «إن سوريا تتعاطى مع لبنان كأنه إقـلـيـم ســــوري، فـهـي تـأمـر وتـنـهـي وتـعـنّ الـحـكّـام وتنظّم الانـتـخـابـات، فتأتي بمن تــــشــــاء وتـــبـــعـــد مــــن تــــشــــاء وتــــتــــدخّــــل فـي جميع مرافق الـدولـة». وصــرّح الحريري: «إن لبنان متّجه إلــى أفــق مـسـدود إذا لم يتغير أسلوب الحكم القائم». تحرّكت في مـــوازاة ذلـك ماكينة وليد جنبلط لحشد القوى السياسية المناهضة للتمديد وفي مقدّمها لقاء قرنة شهوان المسيحي. فــــي أوائـــــــل مــــــارس (آذار) مــــن الـــعـــام ذاتـــــــه، فــــي أعــــقــــاب صــــــدور عـــريـــضـــة وقّــــع عليها سبعمائة مثقّف وكاتب وسياسي ســــــوري تـــطـــالـــب بـــإلـــغـــاء حـــالـــة الــــطــــوارئ وإطـــــــاق المُــعــتـــقَــلــن الــســيـــاســيــن، وصـــل إشـعـار للرئيس الـحـريـري بموعد طـارئ مــع الـرئـيـس بــشّــار الأســــد. راهــــن عـلـى أن يـكـون الاجـتـمـاع فـرصـة لإعـــادة النظر في التمديد للحّود في ضوء الرفض اللبناني والمــســيــحــي خــصــوصــ . تــضــاعــف رهــانــه على وقع الضغوط الخارجية على سوريا وانـــطـــاق ورشــــة الإعــــــداد لــلــقــرار الــدولــي وصدور قانون محاسبة سوريا في 1559 الكونغرس الأميركي. لـــــم تـــتـــطـــابـــق رغـــــبـــــات الـــــحـــــريـــــري مــع حسابات الرئاسة الـسـوريـة، التي أعـــدّت له جـلـسـة مـحـاسـبـة غـيـر مـسـبـوقـة فـــي تـاريـخ العلقات اللبنانية - السورية. وصـل إلـى القصر في الموعد المحدّد. وجــــــد الــــرئــــيــــس بــــشّــــار مــــع ضــــبــــاط كــبــار تعاقبوا على لبنان، الـلـواء غـــازي كنعان (عُيّ وزيراً للداخلية)، مسؤول المخابرات فــي لـبـنـان الــلــواء رسـتـم غــزالــة، ومـسـؤول شـعـبـة المـــخـــابـــرات الـعـسـكـريـة فـــي بـيـروت العميد محمد خلوف. حـدّد الأسـد جدول أعمال الاجتماع ببند واحــد؛ إهانة رفيق الـحـريـري. قــال: «إن الـرفـاق غــازي ورستم ومـــحـــمـــد، كــــرّســــوا عـمـلـهـم لــخــدمــة لـبـنـان ومـسـاعـدتـك عـلـى تـحـمّـل المــســؤولــيــة، أمـا أنـــــــت، فــــتــــكــــرّس كــــــلّ عــــاقــــاتــــك لــلــنــيــل مـن ســوريــا. مــا تفعله لمـنـع الـتـمـديـد للرئيس لــحّــود لــن يــمــرّ. الـرئـيـس لــحّــود يعني أنـا وأنـــا الـرئـيـس لــحّــود، والـعـمـل الـــذي تقوم بــه مــع أصـدقـائـك الفرنسيي والأمـيـركـان سيرتد عليك. التمديد للحّود سيتم ولن تـقـف فــي طـريـقـه لا الـبـيـانـات ولا ضغوط أصــــدقــــائــــك... ولا جـــريـــدة (الـــنـــهـــار) الـتـي تـخـصّـصـت بـتـحـريـض الــشــعــب الـــســـوري ضـــدي... أنـت تملك معظم أسهم الجريدة ولا يــمــكــنــك الــــتــــبــــرّؤ مــــن حـــمـــاتـــهـــا ضـــدّ ســوريــا. غـيـر مـقـبـول بـعـد الــيــوم أن يكون هناك منبر تموّله أنــت، وظيفته الهجوم على سوريا. أقلّ ما يجب أن تفعله التخلّي عن تلك الأسهم». أعطى بشّار بعد مداخلته أمر الهجوم لـــلـــضـــبـــاط. وجّــــــه كـــنـــعـــان الــطــلــقــة الأولـــــى مــتــعــمّــداً عــــدم الإصـــابـــة المـــبـــاشـــرة. عــرض للدعم الذي قدّمته سوريا للبنان، ولتاريخ الـعـاقـة بـن الـبـلـديـن، منبّهاً إلــى مخاطر استخدام لبنان ورئاسة الحكومة منصّة لـــضـــرب ســــوريــــا ومـــحـــاصـــرتـــهـــا أمــيــركــيّــ وغــــربــــيّــــ ، ومـــشـــيـــداً بــــــدور الــــحــــريــــري فـي خـال حكم الرئيس الـراحـل حافظ الأسـد. أما رستم، فسار على خطى بشّار وأطلق قذائفه في اتجاه الحريري: «من أنت لولا سوريا وسيادة الرئيس؟ أنت مجرد رجل أعـمـال، لـن تحلم برئاسة الحكومة إذا لم تــوافــق ســـوريـــا. نـحـن ســاعــدنــاك ودعـمـنـا سياساتك وفتحنا لـك الأبــــواب هنا وفي لـبـنـان. لكنك تـنـكّـرت لـكـل تـاريـخـنـا معك. أنت تقف مع شيراك ضدّنا وتحرّضه على أذيّـــــة ســـوريـــا. فــشــرت أنــــت وشـــيـــراك وكـــلّ الأميركان. سوريا تاج راسـك وإذا سيادة الرئيس بيعطي إشــارة بيكون لي حديث آخـــر. سـيـادتـه يـقـول تمديد يعني تمديد وأنـــت عليك أن تنفّذ. لا خـيـار لـك فـي هذا الأمــر. وكلمي باسم سيادة الرئيس لازم يكون مفهوم». تحمّس خلوف لكن ضمن الحدود التي رسمها كنعان. بدا بشّار في حالة نشوة وهو يراقب الضربات تتتالى على رأس الـحـريـري. انتهت الجلسة كما بــدأت وغـــادر الحريري مـن دون أن يُعطى حقّ الدفاع عن النفس. قال بعد عودته إلى بيروت: «لم أشعر في حياتي بـأذى أصابني كالذي سمعته فـي حـضـور بـشّـار الأســـد. كــدت للحظة أن أخـــرج مـن دون اسـتـئـذان، وأن أنـهـي سيل الإهانات بمشكلة كبيرة. لكن المشكلة مع مـــن؟ مــع رئـيـس ســـوريـــا. هــل أشـتـبـك معه وأردّ عــلــيــه فــــي وجـــــه ضـــبـــاطـــه؟! اخــتــرت الـصـمـت والــصــبــر. تـجـالـدت عـلـى نفسي، فيما العرق تصبّب من جسمي إلـى كعب الــقــدمــن، وخـــرجـــت مـثـقـاً بــالــخــوف على سوريا ولبنان». كتم الحريري سرّه في صدره. لم يبح بـه حتى لعبد الحليم خـــدّام، الــذي اتصل به مستفسراً عما جرى. أجابه: «اسأل أبو يــعــرب، كـــان مـــوجـــوداً. سـأبـقـى فــي بيتي، ولـــن تــرانــي فــي الــشــام بـعـد الـــيـــوم». أدرك خـــدّام أن فـي الأمــر تـطـوراً خطيراً، قــال له: «أرسل إليّ باسم غداً صباحاً». استقبلني خـــدّام فـي منزله مـن دون أي اعـتـبـار لإمـكـانـيـة الـتـنـصّـت عـلـيـه. قـال بصوت لا يخلو مـن الـحـدة: «غير مقبول مـا جــرى مـع أبــو بـهـاء. اتصلت بالرئيس بشّار وأبديت استغرابي لما حصل وقلت له بصراحة، لا يصحّ لرئيسسوريا إهانة رئيس وزراء لبنان، لا في حضور الضباط ولا فـي غيابهم. رفيق الـحـريـري صديقي وكــان صديق والـــدك، لكنه رئيس حكومة بلد شقيق والتعامل معه باحتقار أمـر لا يليق برئيس سوريا». أضـــاف خـــــدّام: «لــأمــانــة اسـتـمـع إلــيّ الــرئــيــس، ونـصـحـتـه بـمـعـالـجـة المــوضــوع واســتــقــبــال الــحــريــري لتصحيح المــوقــف. لكنه دعاني لمعالجة الموضوع بمعرفتي، وقـال أنـت مخوّل بالاعتذار وفعل ما تراه مناسباً». (إ.ب.أ) 2002 غازي كنعان يتحدث وإلىجانبهرفيق الحريري عام جلسة التمديد للرئيسإميل لحود في البرلمان اللبناني...رفيق الحريري وافقعلى التمديد مرغماً (غيتي) عبد الحليم خدام (رويترز) رستم غزالة (أ.ف.ب) >>> (أرشيف باسم السبع) 2005 باسم السبع مع الحريري في مجلسالنواب ببيروت قبلساعة من الانفجار الذي أودى بحياته عام

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky