issue16702

6 كتاب BOOK Issue 16702 - العدد Tuesday - 2024/8/20 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT بند واحد فيجدول الأعمال... إهانةرفيق الحريري يتطلّب ذهاب السياسيين إلى دمشق المـــــــرور الإلـــــزامـــــي فــــي بـــلـــدة عـــنـــجـــر. أقــيــم فــي تـلـك الـبـلـدة البقاعية الأرمــنــيــة، لأكثر مـــن ثـــاثـــ ســـنـــة، المـــقـــرّ الـــخـــاص لــقــيــادة المخابرات السورية على مقربة من الحدود الشرقية. هذه القيادة تعاقب عليها اللواء إلــــى الــعــام 1976 مـحـمـد غـــانـــم مـــن الـــعـــام 1982 ، واللواء غازي كنعان من العام 1982 والــلــواء رسـتـم غـزالــة من 2001 إلــى الـعــام إلى موعد الانسحاب العسكري 2001 العام الــســوري بعد اغـتـيـال رفـيـق الـحـريـري في .2005 العام اتّــخــذ الــلــواء غـانـم مــن بــيــروت أيضاً مقرّاً لقيادته، ليكون على قـرب من قيادة قوات الردع العربية التي تشكّلت في القمة الـعـربـيـة فــي الـقـاهـرة لــإشــراف عـلـى قــرار عـربـي بـإنـهـاء الــحــرب الأهـلـيـة. بــ الـعـام ، انـسـحـبـت الــوحــدات 1979 والـــعـــام 1976 الــعــســكــريــة الــعــربــيــة المـــشـــاركـــة فـــي قــــوّات الــــردع تـبـاعـ ، وانـــفـــردت الـــقـــوّات الـسـوريـة بـالـسـاحـة الـلـبـنـانـيـة، بـعـديـدهـا الـــذي بـدأ ألفاً. 40 ألف جندي ووصل إلى 25 بـ دخــــول الــــقــــوّات الـــســـوريـــة إلــــى لـبـنـان ســـبـــق إنــــشــــاء قـــــــوّات الـــــــردع الـــعـــربـــيـــة. تـــمّ تـحـت غـطـاء جـيـش الـتـحـريـر الفلسطيني بـدعـوى تصحيح مـسـار منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. حصل الــــدخــــول عـــلـــى غـــطـــاء شـــرعـــي فــــي مــــارس ، مـن خـال طلب رسمي تقدّم 1976 ) (آذار به الرئيس اللبناني سليمان فرنجية من الـرئـيـس حـافـظ الأســــد، لـلـتـدخّـل عسكريّاً ووقـــــف هــجــمــات المــنــظّــمــات الفلسطينية والمـــيـــلـــيـــشـــيـــات الـــيـــســـاريـــة ضـــــدّ المـــنـــاطـــق المسيحية. (...) تـسـلّـم غــــازي كـنـعـان مسؤولية المـنـدوب السامي الـسـوري في لبنان، بعد أشـــهـــر قـلـيـلـة عــلــى مــذبــحــة مــديــنــة حـمـاة الــســوريــة، الــتــي أســفــرت عــن آلاف القتلى واجـتـثـاث حـركـة الإخــــوان المسلمين (...). بقي كنعان فـي هــذا المـوقـع طــوال عشرين سنة، متّخذاً من منزل معزول عن الأحياء الـــســـكـــنـــيـــة فـــــي بــــلــــدة عـــنـــجـــر فـــــي الـــبـــقـــاع الـلـبـنـانـي، مــقــرّاً لـقـيـادتـه فــي مــــوازاة المـقـرّ الـــدائـــم فـــي الــرمــلــة الـبـيـضـاء الــــذي اعـتُـبـر لـسـنـوات طويلة بمثابة الممثلية الأمنية لعنجر في بيروت. زرت عنجر منفرداً وبرفقة الحريري مرّات عدّة لا تتجاوز عدد أصابع اليدين. توقفت في تلك الزيارات على سلوك كنعان مــعــي، فـلـم أســجّــل أي خــــروج عـلـى حــدود اللياقة ومـحـاولـة الاسـتـقـواء بموقعه في تعامله السياسي. لكنني لاحظت تعمّده في تكريم بعض الزائرين وتحقير آخرين، بينهم نوّاب ووزراء ورجال أعمال ودين. من النادر جدّاً، لأي مسؤول لبناني أو شخصية تعمل في الشأن العام، أن يذهب إلى دمشق، من دون أن يمرّ بديوانية اللواء فــي عـنـجـر، ســـواء أكـــان كـنـعـان حــاضــراً أم غائباً عن الديوانية. التقيت عنده رؤساء كتل نيابية ووزراء من الصفّ الأوّل، وقادة أمنيين، ورجال قضاء، ومشايخ ومطارنة ومـــفـــتـــ ، وأســــاتــــذة جــامــعــيــ ، ومـــديـــري مــــصــــارف وســـــيّـــــدات أعــــمــــال وخــــافــــه مـن طالبي الـرضـا والـتـوسّـط لتمرير مخالفة في وزارة أو إدارة رسمية. تـــوقّـــفـــت ديـــوانـــيـــة غـــــازي كــنــعــان عن ،2001 اســتـــقـــبـــال الــــزائــــريــــن أوائـــــــل الــــعــــام بــــعــــدمــــا أصـــــــــدر الــــرئــــيــــس بــــــشّــــــار الأســــــد أمـــــراً رئـــاســـيّـــ يــعــيــده إلــــى دمـــشـــق. وولّــــى مــكـانــه رســتــم غـــزالـــة بـــإســنـــادٍ مــبــاشــر من آصــــف شـــوكـــت بــعــد تـعـيـيـنـه نــائــبــ لمـديـر الاسـتـخـبـارات العسكرية، أحــد أهــم فـروع أجهزة المخابرات في سوريا، والباب الذي شـــرع أمــامــه لأن يـصـبـح شـريـكـ مـضـاربـ للواء كنعان في الملفّ اللبناني. آصـــــف شــــوكــــت، شــخــصــيــة أحــاطــهــا الالـــــتـــــبـــــاس مــــنــــذ بـــــــدأ اســــمــــه يــــــتــــــردّد فــي الـــصـــالـــونـــات الـــشـــامـــيـــة، كـــضـــابـــط يـطـمـح لــــلــــزواج مــــن بـــشـــرى ابـــنـــة حـــافـــظ الأســـــد. (...) نـافـس آصــف شـوكـت، بعد أن اشتدّ عُــوده في بداية عهد بـشّـار، غـازي كنعان عــلــى المـــلـــفّ الــلــبــنــانــي، ووجـــــد فـــي رسـتـم غـزالـة ضـالّـتـه، لتحقيق مـأربـه فـي إبعاد كنعان، الذي اشتغل على التقدّم من بشّار بـــشـــهـــادات حـــســـن ســــلــــوك، تـــلـــبّـــي أوامــــــره المتعلّقة بلبنان، ومنها ممارسة الضغط على الحريري لانتخاب لـحّـود رئيساً ثم التمديد له ثلث سنوات. بقي اسم آصف شوكت بالنسبة إليّ، محلّ استطلع إلى حين تجرأ إميل لحّود على مطالبة بـشّــار الأســـد بتغيير غـازي كنعان، والحديث عن التحاق اللواء جميل السيّد بخيمة آصف في مرابض آل الأسد. كان لهذا الاسم وقع القنبلة الصوتية في حياتي الشخصية والسياسية، ألقاها 2001 شاب لبناني في منزلي أوائل العام بـــعـــد فــــوزنــــا فــــي الانـــتـــخـــابـــات الــنــيــابــيــة، وتــــأهّــــل رفـــيـــق الـــحـــريـــري لإعــــــادة تشكيل حكومته الأولى تحت وصاية بشّار الأسد. حــضــر شــــاب إلــــى مــنــزلــي فـــي مـحـلّـة بئر حسن، حيث أستقبل يوميّاً الأصدقاء وطالبي الخدمات في خلل فترة الصباح. طــلــب الـــشـــاب مـــن مــرافــقــي مـقـابـلـتـي على انفراد، بعد أن أنهيت لقاءاتي الصباحية وقمت بتبديل ثيابي استعداداً للمغادرة. استقبلت الشاب في الصالون، فيما وقف المرافق عند المدخل بحالة استنفار تأهّباً لأي طـــارئ. الضيف يـزورنـا للمرّة الأولـى ولاحظ أن طلبه الانفراد بي أثار حساسية مرافقي، فبادر إلى معالجتها ملتفّاً على نـفـسـه كـاشـفـ عـــن وســطــه قـــائـــاً: «أنــــا في ضيافة الأستاذ لرسالة سياسية. لا أحمل أي سلح، أريد الاجتماع به على انفراد». الـشـاب طـويـل الـقـامـة، حنطي الـلـون، ريـــاضـــي الـــجـــســـم، أنـــيـــق المـــلـــبـــس، لهجته لــبــنــانــيــة بــخــلــفــيــة جـــنـــوبـــيـــة. ارتـــــــاح إلـــى الخلوة واسترسل: «ليس المهم أن تعرف اسمي (قال إنه يُعرف باسم خالد). المهم أن تعرف هدف رسالتي (...) أنا أستطيع بكل تـواضـع أن أفتح للرئيس رفيق الحريري باباً على اللواء آصف شوكت (...) علقتي باللواء آصـف أكبر مما تتصوّر. أنـا معه من أهل البيت (...) ويمكنني أن أقوم بدور إيـجـابـي لمصلحة الـرئـيـس الـحـريـري (...) هو الآن أقرب شخص إلى بشّار، والوحيد الــــــذي يــمــكــن أن يــفــتــح الأبــــــــواب لـلـرئـيـس الحريري. جرّبني ولـن تخسر. دور خـدّام انتهى، والعماد الشهابي استقال، واللواء كنعان على الطريق». (...) هـــرعـــت إلــــى قــريـــطـــم. مـــجـــرد أن أنهى الرئيس (رفيق الحريري) اجتماعاً في مكتبه، دخلت عليه وأقفلت الباب (...) رويــت لـه بالتفصيل المـمـلّ مـا حصل (...) طلب السنترال: «اطلب لي يا ابني اللواء كــنــعــان... سـنـرى ردّ فـعـلـه. الـــلـــواء كنعان عـــلـــى الــــخــــط». أبـــلـــغـــه الــــحــــريــــري: «بـــاســـم ســيــتــوجّــه إلــــى عـنـجـر لإطـــاعـــك عــلــى أمــر مهمّ». رد كنعان أنه سيكون خارج المكتب ويـفـضّـل ذهــابــي لـلـقـاء الـعـمـيـد غــزالــة في مكتبه. «سأتصل به فــوراً وأبلّغه انتظار باسم». توجّهت إلى مقرّ المخابرات السورية في الرملة البيضاء. وجّهني عنصر أمني لـلـقـاء غـــزالـــة. تـــقـــدّم لاسـتـقـبـالـي وجلسنا أمــــام مكتبه وأحـــدنـــا فــي مـواجـهـة الآخـــر. كــــــرّرت الــــروايــــة بـتـفـاصـيـلـهـا. انــتــقــل إلــى خـلـف المــكــتــب، وطــلــب الـــلـــواء كـنـعـان على الخط العسكري وقوفاً. حمل السمّاعة بيد وخصص الثانية لتحية عسكرية استمرت طوال المكالمة. أطلعه على التفاصيل وراح يـــــــردّد: «أمــــــرك ســـــيّـــــدي... أمـــــرك ســـيّـــدي». اســتــدار نـحـوي قــائــاً: «راجـــع لعندك هذا الكلب بكرا (غداً)؟ ... شكراً لتعاونك معالي الـوزيـر. أتمنّى أن تستقبله وتطلعني إذا كانت هناك مستجدّات». حزمت قلقي وخرجت قاصداً قريطم من جديد. وضعت الحريري في تفاصيل الاجتماع، وعـدت إلى منزلي أنتظر قدوم الـيـوم الـتـالـي والــشــاب خـالـد. وصــل خالد بعد الانتهاء من استقبالاتي الصباحية. فتحت لــه الــبــاب فــي حـضـور زوجــتــي. ما كــــادت قــدمــاه تـطـأ مــدخــل الــصــالــون حتى وجـــدت رسـتـم غـزالـة يقتحم مـدخـل المنزل مع شابين مسلّحين، فيما أنا أهمّ في إقفال الباب. انقض عليه بعصا غليظة. أشبعه ضرباً على رأسه وظهره وطرفيه بما ملك زنـــــده مـــن قـــــوة. طــلــب إلــــى مــرافــقــيــه «نـقـل الكلب إلــى الــســيــارة... سـيـرى مـــاذا يعني الــتــطــاول عـلـى أســـيـــاده». شـكـرنـي وغـــادر مسرعاً، وتركني في حالة ذهـول، قادتني على وجه السرعة إلى قريطم. لم يتوقّع الحريري أن يكون ردّ فعل رستم غزالة بهذا الشكل. أبديت خشيتي مـــن أن أكـــــون قـــد تــــورّطــــت فـــي صـــــراع بين جناحي مخابرات سـوريـة. اتصل بغزالة مستفسراً، وطـلـب مـنـي أن أذهـــب للقائه. وقـــــف وراء مــكــتــبــه وبــــيــــده الـــعـــصـــا الــتــي هـــاجـــم بــهــا غــريــمــه، وأغــــــدق عـــلـــيّ كـلـمـات الـــشـــكـــر والــــثــــنــــاء. أوضــــحــــت لــــه هـاجـسـي ممّا حصل، فـقـال: «لا داعــي للخوف، لقد نــال جـــزاءه ولــن تـقـوم لـه قيامة قبل عشر سنوات، إلى أن يتعفن في السجن ويأكله الــدود». اطمئن، أصبح في عهدة الشرطة العسكرية. هو شخصنكرة لا علقة له مع أي شخص في القيادة. لازمـــنـــي الــقــلــق أشـــهـــراً عـــــدّة وشــعــور بـالـذنـب مما حصل مـع الـشـاب خـالـد. هل تمت تصفيته أم أنه فعلً نُقل إلى السجن؟ المندوب السامي السوري (...) طـــوى الانـغـمـاس فــي المـتـغـيّـرات الــســيــاســيــة ومــــا اقــتــضــتــه مـــن مــواجــهــات إعـــامـــيـــة، قـــصـــة هـــــذا الــــشــــاب عــــن جــــدول اهــتــمــامــي، إلـــى حـــ الإعـــــان عـــن تشكيل اللواء غازي كنعان، لتولّي مسؤولية الأمن الــســيــاســي فـــي دمـــشـــق، وتـسـلـيـم مَــهــمّــات المندوب السامي في لبنان لمساعده رستم غـــــزالـــــة. أحــــدثــــت تــســمــيــة غــــزالــــة لـــتـــرؤس جهاز الأمن والاستطلع للقوات السورية فـــي لـــبـــنـــان، تـــعـــديـــاً فـــي حـــســـابـــات رفـيـق الــــحــــريــــري، الــــــذي وجـــــد فــــي الـــتـــعـــامـــل مـع كـنـعـان تــكــامــاً لـعـاقـتـه بـالـعـمـاد حكمت الــشــهــابــي وعــبــد الـحـلـيـم خــــــدّام. انـسـحـب الشهابي من المشهد العسكري والسياسي ورفض التمديد له في هيئة رئاسة الأركان ، مــــع الانـــتـــفـــاخ المـــتـــدرج 1998 فــــي الــــعــــام لـــتـــدخّـــل بــــشّــــار الأســــــد فــــي إدارة شــــؤون السلطة، والتراجع المدروس لدور والده. (...) احـتـفـل رسـتـم غــزالــة بالجلوس على عــرش عنجر، وبـقـي يتقبّل التهاني لمدّة ثلثة أيام في دارة تبعد مئات الأمتار عن المقرّ الذي أقام فيه كنعان زهاء عشرين سنة. نشطت مراكز المخابرات السورية في الحمراء والضاحية الجنوبية وطرابلس والمـــــــن الـــشـــمـــالـــي، فــــي اســـتـــنـــفـــار الـــقـــوى الحزبية اللبنانية وشخصيات اقتصادية وقضائية وأمنية وإعلمية، للقيام بواجب التهنئة والانتظام في صفوف طويلة لنيل بركة ولي أمر اللبنانيين الجديد. أما كنعان، فكانت له جولات وداعية وحـفـات تكريم رافـقـه إليها غــزالــة، بـدأت في القصر الجمهوري، حيث قلّده الرئيس إميل لحّود وســام الأرز الوطني من رتبة ضـابـط كبير «تـقـديـراً لـعـطـاءاتـه مــن أجـل لبنان»، ونـظّـم لـه الحريري لـقـاءً تكريميّاً فـي الـسـراي الحكومي حضره إلــى غزالة، أمين عام مجلس الــوزراء سهيل البوجي، ومحافظ بيروت يعقوب الصراف ورئيس بـلـديـة بـــيـــروت عـبـد المـنـعــم عـــريـــس، الـــذي سلّمه «مفتاح مدينة بيروت عربون وفاء وتـقـديـر». ومـن الـسـراي تـوجّـه كنعان إلى وزارة الدفاع في الـيـرزة، حيث قلّده وزير الــــدفــــاع خــلــيــل الـــــهـــــراوي وســــــام الــتــقــديــر العسكري من الدرجة الفضية. (...) عــلــم الـــحـــريـــري أن قـــــرار إبــعــاد كنعان، لم يكن بعيداً من النتائج السرّية للقمة اللبنانية - السورية، وتقاطعت عليه مصالح إميل لحّود وجميل السيّد وآصف شـــوكـــت ورســــتــــم غــــزالــــة. عـــبّـــر لــــحّــــود عـن انـزعـاجـه مـن دور كنعان فـي الانتخابات الـنـيـابـيـة، ومــشــاركــتــه الــحــريــري احـتـفـال بلدة الخيارة فـي البقاع الغربي. وترجم الانـزعـاج بكلم مباشر مع الرئيس بشّار يطالبه بتغيير كـنـعـان، فيما كــان جميل السيّد يحفر مع شوكت «لإعادة غازي إلى حجمه الطبيعي». خــــــصــــــوم الــــــحــــــريــــــري فـــــــي المـــــعـــــادلـــــة اللبنانية - الـسـوريـة المشتركة، اجتمعوا على قــصّ أجنحة كنعان مستفيدين من تـقـلّـص دور خـــــدّام وانــســحــاب الـشـهـابـي. أسقطوا بيدقاً سوريّاً مقرّباً منه، وأعـدّوا له بيدقاً للهجوم والتواطؤ اسمه رستم، مؤهّل بصفات الابتزاز السياسي والمالي والأمني لأداء أقذر الأدوار. بـعـد أيــــام عـلـى تـكـلـيـفـه، قـصـد غـزالـة الرئيس الحريري بطلب خاص. أرسل إليه أبو طارق فعاد بلئحة أدرج فيها حاجات القيادة الجديدة الملحّة. تأمين منزل لإقامة غــزالــة فــي بــلــدة شــتــورة وتـأهـيـل الـطـريـق إلـيـه، وإنـشـاء مـراكـز حـراسـة أمــام المدخل، وتوفير مستلزمات الإقـامـة من غـرف نوم وصالونات ومكتب وأجهزة تبريد وتلفزة وكـــل مــا يتطلبه مــنــزل لـقـائـم مــقــام بـشّـار الأسد في لبنان. (...) ارتـــاح غـزالـة فـي منزله الجديد واعــــتــــمــــده مـــــقـــــرّاً لـــتـــألـــيـــب المـــــواقـــــف عـلـى الـــحـــريـــري، مـــن دون أن يــضــع أي اعـتـبـار أخلقي لإقامته في البيت الــذي وُهــب كلّ ما فيه من الحريري. تـسـنّـى لــي الــتــعــرّف عـلـى هـــذا البيت ، فــــي طـــريـــق الـــعـــودة 2004 أواخـــــــر الــــعــــام مـــع الـــحـــريـــري مـــن دمـــشـــق، بــعــد أســابــيــع عـــلـــى مــــحــــاولــــة اغــــتــــيــــال مـــــــــروان حـــمـــادة بسيارة مفخّخة. استقبلنا غزالة بحرارة استخدمها لنفي أي عـاقـة لـه فـي العمل على التمديد للحّود، وغلّفها بكلم مباشر عــن مـحـاولـة اغـتـيـال حــمــادة، وتـأكـيـده أن سوريا يستحيل أن تغطي جريمة كهذه، عـلـى الــرغــم مــن المــواقــف المـسـتـجـدة لوليد جـنـبـاط والــحــمــات الــتـي تـسـتـهـدف دور الـــقـــوّات الــســوريــة ودعـــواتـــه المــتـــكـــرّرة إلـى إعــــــــادة الانــــتــــشــــار، مـــاحـــظـــ أن «مـــعـــالـــي الوزير السبع يدلي بمواقف عنيفة لكنه لا يهاجمنا...». علّق الحريري في إطار مازح قائلً: «ماذا يمكن أن نفعل يا بو عبدو... صوفتكم حمرا مع الدروز». شيّعنا غزالة إلـى خارج المــنــزل، حـيـث اصـطـف المـوكـب وفـــــتـــــحـــــت الـــــــبـــــــاب الأمــــــامــــــي تنشر «الشرق الأوسط» اليوم الحلقة الثانية (الأخيرة) من كتاب السياسي اللبناني باسم السبع، ويــروي فيه فصولاً من العلاقة الشائكة بين رئيس الـوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وأركان الحكم في سوريا. يحمل الكتاب عنوان «لبنان في ظلال جهنم - من اتفاق الطائف إلى اغتيال الحريري» (من إصــدارات شركة المطبوعات للتوزيع والنشر). شغل السبع لـسـنـوات مستشاراً لرفيق الـحـريـري، 1992 وفـاز بعضوية مجلس الـنـواب اللبناني من العام . كما شغل منصب وزير للإعلام في 2009 وحتى العام . وهو ينتمي 1998 و 1996 حكومة الحريري بين العامين آذار». 14 إلى «تيار المستقبل» ومن أقطاب «تيار النائب والوزير السابق باسم السبع يروي قصة لقاء «التمديد للحود» بين رئيس الوزراء اللبناني والرئيس السوري وقادة أجهزة استخباراته لندن: «الشرق الأوسط» بشار الأسد للحريري: تكرّسكلّ علاقاتك للنيل منسوريا. ما تفعله لمنع التمديد للرئيسلحّود لن يمرّ. الرئيسلحّود يعني أنا وأنا الرئيسلحّود قال الحريري: لم أشعر في حياتي بأذى أصابني كالذي سمعته فيحضور بشّار الأسد. هل أشتبكمعه وأردّ عليه في وجه ضباطه؟! اخترت الصمت والصبر الحريري وزوجته نازك(أ.ف.ب) >>> الرئيسرفيق الحريري يحيي مناصريه وإلىجانبه باسم السبع (أرشيف باسم السبع)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky