issue16702

10 أخبار NEWS Issue 16702 - العدد Tuesday - 2024/8/20 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT زيلينسكي يتحدث عن «تحقيق أهداف الهجوم»... وموسكو تحذّر وارسو من اعتراضصواريخها الكرملين يرفضمحاورة أوكرانيا تحتضغط «مغامرة كورسك» أكد الكرملين، أمس، أنه «لن يتحاور» مــع أوكــرانــيــا بـعـد هـجـومـهـا عـلـى كـورسـك الــــحــــدوديــــة، حـــاســـمـــا بـــذلـــك جــــــدلاً أطـلـقـتـه وسـائـل إعــام غربية تحدثت عـن ترتيبات ســـابـــقـــة لــعــقــد جـــولـــة حــــــوار لــلــتــهــدئــة بـ الطرفين فـي الـدوحـة. وكـانـت موسكو نفت صحة تلك المعطيات وقـالـت إنـهـا «لــم ولن تخطط لعقد أي جــولات حــوار مـع الجانب الأوكراني». وقال مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، يــوري أوشــاكــوف، إن موسكو «لن تتحاور» مع أوكرانيا نظراً إلى هجومها داخـــل منطقة كـورسـك الـروسـيـة، الذي دخل أسبوعه الثاني وفاجأ موسكو. أضــــــــاف أوشـــــــاكـــــــوف لمـــنـــصـــة «راشـــــــن شــــــوت» عـــلـــى «تــــلــــغــــرام» إنـــــه «فـــــي المــرحــلــة الراهنة ونظراً إلى هذه المغامرة، لن نتحاور (...) سيكون من غير المناسب على الإطلق الدخول في عملية تفاوضية». وأوضح السياسي الروسي أن الحديث عن تحضيرات الانتخابات الأميركية تلقي بظللها على احتمالات فتح قنوات اتصال أو حوار بشأن التسوية في أوكرانيا «ليس دقيقا»، مضيفا أن «ذلك المسار لا يؤثر على أي خــطــط لـــلـــحـــوار، لــكــن مــغــامــرة كــورســك تؤثر بالتأكيد». وكــانــت مـوسـكـو نــفــت، أول مــن أمــس، صحة معطيات نشرتها صحيفة «واشنطن بـوسـت» حــول أن «الـهـجـوم الأوكــرانــي على كورسك عطّل مفاوضات سرية في الدوحة بـــ روســـيـــا وكــيــيــف لمــنــع قــصــف الـطـرفـ مــواقــع الــطــاقــة»، وأكــــدت أنـهـا لا تـجـري أي مفاوضات مع كييف. وقـــــالـــــت الـــنـــاطـــقـــة بــــاســــم الـــخـــارجـــيـــة الــروســي مــاريــا زاخـــاروفـــا: «لـــم يعطل أحـد شيئا؛ لأنــه لا يـوجـد مـا يمكن تعطيله. لم نـــجـــر، ولا نـــجـــري أي مـــفـــاوضـــات مـبـاشـرة أو غير مباشرة مـع نـظـام كييف حــول أمن المواقع المدنية والبنية التحتية الحيوية». وأضــافــت أن «تـهـديـد محطتي زابـوروجـيـا وكورسك النوويتين لا ينبع إلا من أوكرانيا والولايات المتحدة وداعميهما». وكــانــت «واشـنـطـن بــوســت» نقلت عن مـصـدريـن قـولـهـمـا إن «أوكـــرانـــيـــا وروســيــا كانتا بصدد إرسال مفاوضين إلى الدوحة هذا الشهر لبحث اتفاق يمنع الجانبين من قصف البنية التحتية للطاقة». 6 وشـــــنّـــــت الــــــقــــــوات الأوكــــــرانــــــيــــــة فـــــي أغـــســـطـــس (آب) الـــحـــالـــي هـــجـــومـــا مـبـاغـتـا عــلــى مـقـاطـعـة كـــورســـك الـــحـــدوديـــة جـنـوب غــــربــــي روســـــيـــــا، أســــفــــر بـــعـــد مــــــــرور نـحـو أســبــوعــ عــلــى مـــعـــارك ضـــاريـــة عـــن تـمـدد الـــقـــوات المـتـوغـلـة عـلـى مـسـاحـة تــزيــد على بلدة وقرية 80 كيلومتراً تضم زهـاء 1150 روســـيـــة، كــمــا نـجـحـت الـــقـــوات الأوكـــرانـــيـــة فـي فــرض سيطرة شبه كاملة على مدينة سودجا لتكون أول مدينة روسية تقع تحت احتلل أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية. وأكـــــدت مــوســكــو أنـــهــا تـــواصـــل «دحـــر العدو»، وأفــادت، أمـس، بأن «خسائر قوات كييف في هذه المغامرة حتى الآن بلغت نحو قتيل، وعشرات الدبابات والآليات». 3800 لـكـن الـجـانـب الأوكـــرانـــي أكـــد أن قـواتـه نجحت في تحصين مواقعها، وأعلن إطلق عمل مكتب إقليمي لقواته في سودجا، كما تحدث عن خطط لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي الروسية، وكذلك عن احتمال فرض «حــكــم عــســكــري» فـــي بــعــض المــنــاطــق الـتـي سيطر عليها. وقــال الرئيس الأوكــرانــي، فولوديمير زيـلـيـنـسـكـي، أمــــس، إن الـجـيـش الأوكـــرانـــي «يحقق أهـدافـه فـي منطقة كــورســك». وزاد أن الــعــمــلــيــة تـــهـــدف إلـــــى مـــمـــارســـة «مـــزيـــد مـن الـضـغـط» على روسـيـا مـن أجــل تقريب السلم. أضـاف زيلينسكي: «هـذا الصباح، جــــدّدنــــا (إمـــــــــداد) صــــنــــدوق تــــبــــادل (أســـــرى الحرب) لبلدنا». وأعــــلــــنــــت كـــيـــيـــف أنّ الــــهــــجــــوم عــلــى الأراضي الروسية يهدف إلى إجبار موسكو على التفاوض بناءً على شروط «منصفة» في وقت تواجه القوات الأوكرانية صعوبات على الجبهة الشرقية. ورغـــــــــم الــــكــــثــــافــــة الـــــنـــــاريـــــة الــــروســــيــــة غــيــر المــســبــوقــة عــلــى مـــواقـــع إمـــــداد الــقــوات الأوكــــرانــــيــــة المـــتـــوغـــلـــة، بــــدا أن الـــهـــجـــوم ما زال يــســبــب أضـــــــراراً بــالــغــة لمـــوســـكـــو، على خلفية مواصلة القوات المتوغلة التمدد في بعض المناطق المحيطة. وأعلنت السلطات الروسية، الأحــد، حالة الـطـوارئ في مدينة جديدة تضررت بسبب المواجهات الضارية، بـــعـــدمـــا كـــانـــت فـــرضـــت الـــــطـــــوارئ فــــي مـــدن حدودية عدة في وقت سابق. ووفقا لبيان الــســلــطــات المــخــتــصــة، فــقــد تـــم فــــرض حـالـة الـــطـــوارئ فــي بـرولـيـتـارسـك، جـنـوب غربي روســــيــــا، حـــيـــث تــســبــب هـــجـــوم بــمــســيــرات أوكرانية، الأحد، في اشتعال خزان للوقود مــــن عــنــاصــر 18 وإصـــــابـــــة مــــا لا يـــقـــل عــــن الإطفاء. وبحسب مصادر، فإن هذه المنشأة تمد «المجمع الصناعي العسكري» الروسي. عــــلــــى صـــعـــيـــد مــــتــــصــــل، حــــــــذّر أولــــيــــغ تيابكين، مدير الإدارة الأوروبية الثالثة في وزارة الخارجية الـروسـيـة، مـن أن موسكو ستردّ بشكل «ملموس وملئم ومناسب»، إذا حـــاولـــت بـــولـــنـــدا اعــــتــــراض الـــصـــواريـــخ الروسية فوق أوكرانيا. وقــــال تــيــابــكــ ، لــوكــالــة «سـبـوتـنـيـك» الـــروســـيـــة لـــأنـــبـــاء، الاثــــنــــ ، إنـــــه «إذا مـا اســـتـــســـلـــمـــت وارســــــــــو الــــرســــمــــيــــة لانــــدفــــاع المــــــغــــــامــــــرة، وقـــــــــــررت الـــــقـــــيـــــام بــــمــــحــــاولات لاعتراض وسائل التدمير بعيدة المدى التي تستخدمها قواتنا المسلّحة بشكل قانوني، مــــن أجـــــل تــحــيــيــد الـــتـــهـــديـــدات الــعــســكــريــة المنطلقة مـن أراضـــي أوكـرانـيـا إلــى روسيا، فـــإن الـــرد عليها سـيـكـون مناسبا ومـحـدداً تماما». فـــي الأثــــنــــاء، نــفــت الــحــكــومــة الألمــانــيــة صحة ادعاءات بالتخطيط للحد من دعمها لأوكرانيا بسبب ضيق الميزانية. وقـــال نـائـب المـتـحـدث بـاسـم الحكومة الألمـــانـــيـــة، فـولـفـجـانـج بــوشــنــر، فـــي بــرلــ : «ألمـــانـــيـــا لا تــــزال مـلـتـزمـة تــمــامــا، وتنطبق هـنـا كـلـمـة المـسـتـشـار بـــأن الــدعــم لأوكـرانـيـا سيستمر طـالمـا كــان ذلــك ضــروريــا، وأنـــه لا يمكن لأحد – وخصوصا الرئيس الروسي - أن يأمل في أن يتراجع هذا الدعم». وأوضـــح بوشنر أنـه مـن المـقـرر تسليم أربعة أنظمة دفـاع جوي من طـراز «إيريس - تــي» هــذا الـعـام لأوكـرانـيـا، بـالإضـافـة إلى عشر دبابات «جيبارد» المضادة للطائرات، 10 مـــدفـــع «هــــاوتــــزر» ذاتـــيـــة الــــدفــــع، و 16 و دبــــــابــــــات قـــتـــالـــيـــة مـــــن طــــــــراز «لـــــيـــــوبـــــارد»، وطــــائــــرات مـقـاتـلـة مــســيّــرة وآلاف عــــدة من الطلقات المدفعية وذخائر الدبابات. وكـــان وزيـــر المالية كريستيان ليندنر (الحزب الديمقراطي الحر) كتب في رسالة إلــــى وزيـــــر الـــدفـــاع بـــوريـــس بـيـسـتـوريـوس (الــحــزب الـديـمـقـراطـي الاشــتــراكــي) ووزيـــرة الخارجية أنالينا بيربوك (حـزب الخضر) أنـه لا ينبغي اتخاذ «إجـــراءات جـديـدة» إلا إذا «تــم تـأمـ تـمـويـل» فـي خطط الميزانية لهذا العام. وتــــــرى أوســـــــاط ســيــاســيــة فــــي ألمــانــيــا أن تقديم الـدعـم لأوكـرانـيـا مستقبلً يجب أن يكون من فوائد أصــول الـدولـة الروسية المجمدة. لكن المتحدث باسم الحكومة فولفغانغ بوشنر قال للصحافيين إنّ «التقارير التي تــلــمّــح إلــــى أنّـــنـــا نــخــفّــض المـــســـاعـــدات غير دقيقة»، مضيفا أنّ ألمانيا «ملتزمة تماما» في دعم أوكرانيا، «طالما كان ذلك ضروريا». حافلة مدنية تمرّ بجوار دبابة أوكرانية قرب الحدود الروسية الأحد (إ.ب.أ) موسكو:رائد جبر تحدثت أوكرانيا عن خطط لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي الروسية مبادرة «فرنسا الأبية» تُحدث انقساماً في «الجبهة الشعبية»... ويمكن أن تفجّرها من الداخل اليسار الفرنسي «المتطرف» يهدّد ماكرون بتنحيته «دستورياً» يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز)، خـــســـر مـعـسـكـر 7 يـــــوم الرئيس الفرنسي الانتخابات البرلمانية بعدما حلّت «الجبهة الشعبية الـجـديـدة» فـي المرتبة نائبا، وفي اليوم 193 الأولـى، بحصولها على الـتـالـي قـــدّم غــابـريــال أتـــال اسـتـقـالـة حكومته، أيــــام حتى 9 إلا أن إيـمـانـويـل مـــاكـــرون انـتـظـر قبولها، وهي فترة ليست مألوفة في فرنسا. وبـعـد مـــرور شهر كـامـل على الاستقالة، يـومـا على ظـهـور نتائج الانـتـخـابـات، ما 40 و زالت فرنسا من غير حكومة كاملة الصلحيات، ومـا زالــت الحكومة المستقيلة تقوم بتصريف الأعمال اليومية، ولا يبدو ماكرون مستعجلً لاســـتـــخـــاص الــنــتــائــج مـــن خـــســـارة مـعـسـكـره للنتخابات، ولــم يعمد لتعيين شخصية من المجموعة البرلمانية الأكـثـر عـــدداً فـي البرلمان (الجبهة الشعبية)، بحجة أنها لم تحصل على نـائـبـا، 289 الأكــثــريــة الـبـرلمـانـيـة المـطـلـوبـة، أي التي من شأنها أن توفر لها الديمومة، وللبلد الاســتــقــرار، إلا أنـــه يـتـنـاسـى أن كـــاً مــن الكتل الـثـاث الرئيسية فـي البرلمان الجديد لا تملك أكــثــريــة؛ إذ إن الـكـتـلـة الـوسـطـيـة الــتــي تدعمه 166 حلّت في المرتبة الثانية، بحصولها على نائبا، بينما مجموعة اليمين المتطرف المنبثقة 123 من حزب «التجمع الوطني» حصلت على نائبا. كـــذلـــك فــــإن الــتــحــالــف المــمــكــن بـــ الـكـتـلـة الـوسـطـيـة ونـــــواب حـــزب «الــيــمــ الـجـمـهـوري مقعداً، 47 (التقليدي)» الذي لم يحصل إلا على نائبا). 213( يبقى بعيداً عن الأكثرية المطلقة تهديد ماكرون بالتنحية إزاء هذا الوضع السياسي المعقّد، اختار مــاكــرون أسـهـل الـحـلـول، وهـــو الانــتــظــار؛ تـــارةً بــحــجــة الألــــعــــاب الأولمــــبــــيــــة، وضــــــــرورة وجــــود حكومة وإن مستقيلة للإشراف عليها، وضمان حصولها بسلم وأمــن، وتـــارةً أخـرى بانتظار أن تتفاهم الكتل النيابية (أو بعضها) فيما بـيـنـهـا، لـلـتـمـكـن مـــن تـحـقـيـق أكــثــريــة تدعمها في الندوة البرلمانية، لكن ما لا يريده ماكرون هـــو تــــشــــارُك الــســلــطــة الــتــنــفــيــذيــة مـــع حـكـومـة مـــن الــيــســار تــريــد أن تـطـبـق حـرفـيـا الـبـرنـامـج الحكومي الذي انتُخب نوابها على أساسه. إزاء هـــذا الـــوضـــع المــعــقّــد، ومـــا يــبــدو أنـه رهان ماكرون على الزمن ليفعل فعله، وتحديداً تفكّك جبهة اليسار بسبب خلفات مكوناتها الآيديولوجية وأجنداتها السياسية، لم يتردّد التشكيل الأكثر جذريةً، المتمثّل بحزب «فرنسا الأبية»، في رفع سيف التهديد بإقالة ماكرون مــــن مـــنـــصـــب رئــــاســــة الـــجـــمـــهـــوريـــة، اســـتـــنـــاداً مـن الـدسـتـور الـتـي تـحـدّد الآلية 68 إلــى المـــادة لذلك، ففي إعــان وقّعه زعيم الحزب والمرشح الــــرئــــاســــي الــــســــابــــق جــــــان لــــــوك مـــيـــلـــونـــشـــون، وكذلك منسّقه العام النائب إيمانويل بومبار، ورئيسة مجموعته فـي البرلمان ماتيلد بانو، ونـشـرتـه صحيفة «لا تـريـبـون دو ديـمـانـش»، الأحــــــــــــد، اتـــــهـــــم مـــــــاكـــــــرون بـــتـــنـــفـــيـــذ «انـــــقـــــاب دســتــوري»، وبــ«الاسـتـئـثـار بالسلطة»، ووجّــه إلـــيـــه «إنـــــــذاراً رســمــيــا» بـالـعـمـل عــلــى تنحيته فــــي حــــــال «عـــــــدم قـــبـــولـــه نـــتـــائـــج الانـــتـــخـــابـــات التشريعية»، و«رفضه تسمية لوسي كاستيت رئـيـسـةً للحكومة»، وذلـــك بتهمة «عـــدم القيام بــواجــبــاتــه» الــدســـتـــوريـــة. وجــــاء فـــي الـتـحـذيـر مــن الـدسـتـور 68 أيـضـا الإشـــــارة إلـــى أن الـبـنـد يتيح ذلك. وأضاف بومبار، الاثنين، أن شرط حيازة عُشر أعضاء المجلس النيابي متوافر للحزب نائبا، مضيفا أن ماكرون يتمتع 72 الذي لديه بدعم لا يصل إلى ثلث العدد الإجمالي للنواب نائبا، وإذ رأى منسق عـام الحزب 577 البالغ «تنحية ماكرون أمراً يتمتع بالصدقية» سارع إلـــى الـــقـــول، وبـجـمـلـةٍ لا تـحـتـمـل الـــتـــأويـــل، في حديث لإذاعة «آر تي أل»، متوجها إلى ماكرون: «إذا لم تفعل (ولم تسمّ كاستيت)، فسنلجأ إلى كل الأدوات الدستورية من أجل تنحيتك». لكن التهديد شيء، وتنفيذه شيء آخر؛ إذ إن الـشـروط التي يمكن أن تُفضي إلــى تنحية مـاكـرون غير مـتـوافـرة، فالدستور ينص على التصويت لصالح التنحية بنسبة الثلثَين في الـبـرلمـان بمجلسَيه (الــنــواب والـشـيـوخ)، وهـذا غير متوافر لحزب «فرنسا الأبية»، كذلك يتعين أن تُــوافــق عليه «المحكمة العليا» المشكّلة من أعضاء من مجلسَي البرلمان بالتساوي، وأيضا بنسبة الثلثين، وتتمتّع المحكمة بمهلة شهرين للقيام بمهمتها، وهذا يعني عمليا أن الإطاحة بماكرون بالوسائل الدستورية أمر مستحيل، ولم يسبق أبداً، منذ ولادة الجمهورية الخامسة في خمسينات القرن الماضي، أن ظهرت مطالبة الذين 7 بتنحّي أيّ مـن رؤســـاء الجمهورية الــــ تعاقبوا على رئاسة فرنسا. «خدمة» للرئيس يتّضح، بالنظر لما سبق، أن حزب «فرنسا الأبية» يريد ممارسة ضغوط قوية على رئيس الجمهورية؛ ليضع حداً لاستراتيجية التأجيل والمماطلة وربـح الوقت، لكن مصادر سياسية ترى أنه ليسمن المؤكد أن ما أقدم عليه سيشكّل مــكــونــات 3 تـــهـــديـــداً لمـــــاكـــــرون، خـــصـــوصـــا أن ) من «الجبهة الشعبية الجديدة» 4 (مـن أصـل أعربت عن معارضتها خطة التنحية. ونقلت صحيفة «لو موند» المستقلة، في عددها ليوم الاثنين، عن مصادر رئاسية قولها إن ماكرون «يـؤدي مهمته الدستورية، وفي غياب أكثرية مطلقة فإنه يستشير الكتل السياسية من أجل تـسـمـيـة رئــيــس لـلـحـكـومـة»، كــذلــك نـــــدّدت هـذه المصادر بـ«الهياج الذي لا يتلءم؛ لا مع النص الدستوري، ولا مع روحية (نُظم) الجمهورية»، مضيفةً أن ما يحصل يعكس «رغبةً في إثـارة الفوضى، وليس في ذلك ما يُطمئن». فـضـاً عـن ذلـــك، تــرى هــذه المـصـادر أن ما أقـــدم عليه ميلونشون ومجموعته مــن شأنه نتائج؛ الأولى: إحداث انقسام 3 أن يُفضي إلى عميق داخـــل جبهة الـيـسـار، والـثـانـيـة: إســـداء خدمة للرئيس ماكرون، والثالثة: عزل «فرنسا الأبية». فــمــن جـــهـــة، ســـــارع أولــيــفــيــه فـــــور، الأمـــ العام للحزب الاشتراكي، إلى النأي بحزبه عن خـطـط «فـرنـسـا الأبـــيـــة»، بـتـأكـيـده أن مــا صـدر عنها «لا يلزم سواها». وذهـــب بـاتـريـك كـانـيـر، رئـيـس المجموعة الاشتراكية في مجلس الشيوخ، أبعد من ذلك؛ إذ رأى أن ما صدر عن اليسار المتشدّد بمثابة «اســــتــــفــــزاز لا فــــائــــدة مــــنــــه»، و«عــــمــــل مـــعـــزول» ســتــكــون نـتـيـجـتـه الأولــــــى «إضــــعــــاف الـجـبـهـة الشعبية الجديدة ولوسي كاستيت». كذلك انتقد فابيان روسيل، الأمـ العام للحزب الشيوعي، المبادرة، مؤكداً أن «المطلوب ليس تهديد رئيس الجمهورية بالتنحية، ولا التسبّب بأزمة مؤسساتية»، مشككا بالأساس الـقـانـونـي الـــذي تـقـوم عليه المــبــادرة المــذكــورة، كــذلــك ذكــــرت مـــاريـــن تــونــدولــيــه، رئـيـسـة حـزب «الـخـضـر»، أن دعـــوة التنحية «لا تحظى بأي دعم»، بينما رأى زميلها يانيك جادو، العضو فــــي مــجــلــس الـــشـــيـــوخ، أن «مـــــا يــمــكــن وصــفــه بالضغوط الإضـافـيـة (عـلـى مــاكــرون) يُبعدنا أكثر فأكثر عن تسمية المرشحة كاستيت، كما ينزع عنا بعض المصداقية التي نحتاج إليها». مشكلة الدعوة الحقيقية أنها تأتي بعد أن حدّد ماكرون، لأول مرة، موعداً للكتل السياسية أغـسـطـس (آب) الـــجـــاري، لاستشارتها 23 فــي بشأن تسمية رئيس للحكومة، ووعد بأن يعمد إلـى القيام بذلك فـي الأسـبـوع الـاحـق، ورهـان مــاكــرون على انـفـجـار «الجبهة الشعبية» من الداخل قد لا يكون بعيد المنال، بحيث ينفصل الاشــتــراكــيــون، وربــمــا الـشـيـوعـيـون والـخـضـر، عن «فرنسا الأبية»، وينضمّون إلى ما يسميه «القوس الجمهوري»، الذي يخرج منه الطرفان المـــتــشـــدّدان يمينا ويـــســـاراً. مــن هـنــا، فـــإن اسـم رئـــيـــس الــــــــــوزراء الاشــــتــــراكــــي الـــســـابـــق بـــرنـــار كازنوف، آخر رئيس حكومة في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند، قد يسهّل انشقاق الاشــتــراكــيــ ، مــا يـعـنـي أن رهــــان مـــاكـــرون قد يصبح واقعا. ماكرون خلال مشاركته في احتفال تحرير قرية «بورن ليه ميموزا» القريبة من المنتجع الصيفي «بريغونسون» لرؤساء الجمهورية السبت الماضي (إ.ب.أ) باريس: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky