issue16701

دأب قائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حـمـدان دقـلـو، الشهير بـ«حميدتي»، على ترديد القول إن قواته ظلت منذ انـدلاع الحرب «تقدم خيار السلام» رغم انتصاراتها المــــيــــدانــــيــــة. وفـــــي آخـــــر خـــطـــابـــاتـــه الأســــبــــوع الماضي، اتهم ما أطلق عليها «أيادي الحركة الإسلامية» بعرقلة الوصول إلى السلام ومنع ذهاب الجيش للتفاوض، استجابةً للمبادرة الأميركية في جنيف. وظل يؤكد أنه «معنيّ بــــاســــتــــرداد الـــحـــكـــم المــــدنــــي الـــديـــمـــقـــراطـــي»، ويــــجــــدد اتـــهـــامـــاتـــه لـــقـــيـــادة الـــجـــيـــش بـأنـهـا متشبثة بـ«السلطة على حساب الوطن»، فهل تخلو الساحة لـ«قوات الدعم السريع» لتحكم البلاد؟! رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فـــي آخـــر مـــا رشـــح عــنــه، أكـــد ســـرديـــة الــقــوات المـسـلـحـة أن «الـــحـــرب نـتـيـجـة انـــقـــ ب فـاشـل دبره قائد (قوات الدعم السريع)». ظل طرفا الحرب في السودان يتبادلان اتـــهـــامـــات الانــــقــــ ب بـعـضـهـمـا عــلــى بـعـض، والقول إن إشعال شــرارة الحرب كـان بسبب «شهوة السلطة»، في حين يطرح كل منهما سردية مختلفة، فتأتي خلاصة ذلك لتؤكد أن الجنرالين يتصارعان على السلطة، وأنهما تبنيا دوافع مختلفة؛ فالبرهان وأنصاره من الإسـ مـيـ مــن جـهـة، يعلنون عـزمـهـم على القضاء على «الدعم السريع»، و«حميدتي» وأنصاره من جهة أخرى، يتوعدون بانتزاع الـــنـــصـــر وإعـــــــــادة الـــســـلـــطـــة لـــلـــمـــدنـــيـــ ، لـكـن الأطــروحــتــ لا تُـخـفـيـان «صــــراع الـسـلـطـة»، وتحديد مَن يحكم البلاد. وتستند سردية الجيش إلـى أن «قـوات الدعم السريع» نفذت انقلاباً عسكرياً فاشلاً بالتعاون مـع دولـــة أجنبية، ودعـــم سياسي مـن تحالف «الـحـريـة والتغيير»، بهجومها على مقر قائد الجيش لقتله أو إلقاء القبض أبـــريـــل 15 عـــلـــيـــه، صــبــيــحــة انـــــــدلاع الــــحــــرب ، ومن ثمّ إذاعة بيان الانقلاب، 2023 ) (نيسان في حين تقول سردية «قوات الدعم السريع»، إن قائد الجيش وحلفاءه «أرادوا التخلص من (قوات الدعم) للانفراد بالسلطة، وإعادة الإسـ مـيـ للحكم مـجـدداً، بالتعاون أيضاً مع دول في الإقليم». في أيام الحرب الأولـى، قال «حميدتي» إنـه سيلقي القبض على البرهان، لتسليمه للعدالة أو قتله أثناء الـحـرب، وإن قواته لن تتوقف قبل تحقيق ذلـك الهدف، لكن الرجل لاحقاً طور سرديته إلى أنه يريد «استعادة الانتقال المدني الديمقراطي»، خصوصاً بعد سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد. أمـــــا الـــبـــرهـــان فـــقـــد ظــــل يـــؤكـــد مـسـتـنـداً إلــــى جــمــاعــة الإســــــ م الـــســـيـــاســـي، وأنـــصـــار نظام «الإخـــوان» السابق، طروحه «انقلابه» المــمــثــل فـــي «إصـــــ ح حــــال الــــســــودان، مـقـابـل فوضى المدنيين وفشلهم»، لكنه ظل متمسكاً بكرسي «رئيس مجلس السيادة الانتقالي»، رغـم الـفـراغ الــذي تركه حـل المجلس الشرعي وإبعاد المدنيين منه. ولتكريس السلطة في يده، فإن البرهان، وبُـعـيـد الانــقــ ب بقليل، عـــّ «مـدنـيـ » في المجلس العسكري، لكنه سـرعـان مـا أقالهم، وبــقــي عـلـى رأس المـجـلـس الــــذي كـــان يتكون عـــضـــواً، نـصـفـهـم مــدنــيــون والـنـصـف 11 مـــن الآخر عسكريون، حسب الوثيقة الدستورية الحاكمة للبلاد، وأبقى على أربعة عسكريين بعد إقالة «حميدتي»، ثم بـقـرارات متباعدة عـــــّ أعــــضــــاء جــــــدداً بــالمــجــلــس مــــن مـــؤيـــدي الجيش من الحركات المسلحة، لكن السلطة الفعلية بقيت بيده. ولا يـــمـــكـــن، وفــــقــــ لـــلـــمـــراقـــبـــ ، إخـــفـــاء «الـصـراع على السلطة» بين الجنرالين، لكن من ينتصر ليحكم، هو أمر تحدده الأوضاع المــدنــيــة والـعـسـكـريـة والـسـيـاسـيـة والــدولــيــة المحيطة بالمشهد السياسي في البلاد. فرغم سيطرة «قـــوات الـدعـم السريع» على مناطق واسعة من البلاد كلياً وجزئياً، فإن الجيش لا يــــزال يـتـمـسـك بــــ«الـــســـيـــادة» رغـــم تـراجـعـه الكبير. فــــي رؤيـــــــة اســـتـــشـــرافـــيـــة، تــــوقــــع المــفــكــر الــــســــودانــــي الــــحــــاج وراق، قـــبـــيـــل الانــــقــــ ب العسكري ضد الحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك، صراع الجنرالين على السلطة، وصدامهما على ما سماها «غنيمة السلطة» بقوله: «طبيعة الحكم العسكري الاستفراد. ولا يوجد حكم عسكري بـرأسـ ، وكــل حكم عسكري له رأس واحـد، لذلك فإنهما (حتماً) سيقتتلان». صـــــدقـــــت تــــوقــــعــــات الــــــــــــــوراق، وانـــقـــلـــب الـــــرجـــــ ن، مــثــلــمــا صـــدقـــت تـــوقـــعـــاتـــه بـفـشـل الانــــقــــ ب، وهـــنـــا بــــدأ حــمــيــدتــي «يـتـمـلـص» من الانـقـ ب، وكـان قد ذكـر في عـدة أحاديث صحافية أنه «تورط» في الانقلاب الذي أعاد الإسلاميين الذين أبعدتهم الـثـورة الشعبية إلى السلطة، موجهاً اتهاماته لرفيق الانقلاب بــأنــه أعـــادهـــم لــلــواجــهــة، فـــــزادت الــشّــقــة بين الرجلين، ووصلت القطيعة بينهما إلـى حدّ «عدم تبادل السلام». فشل الانـقـ ب الثنائي نتيجة المقاومة الشعبية الواسعة والجسورة التي واجهته، ولـــــــم يـــفـــلـــح الــــعــــنــــف الـــــ فـــــت الــــــــذي مــــارســــه الانــقــ بــيــون إزاء المــدنــيــ ، وقــتــل الـعـشـرات وجــــرح الآلاف مـنـهـم. ثـــم فـشـل الانـــقـــ ب في الـحـصـول عـلـى تـأيـيـد إقليمي أو دولــــي، بل جمّد «الاتـحـاد الأفـريـقـي» عضوية الـسـودان مما خنق الانـقـ ب، فطفت خلافات الرجلين على السطح مبكراً. تـــصـــاعـــدت حـــــدة الـــتـــوتـــر بــــ «طـــرفـــي الانـــــقـــــ ب»، وتــــوتــــرت الـــعـــ قـــة الاجــتــمــاعــيــة بـيـنـهـمـا، مــمــا كــــان يـــنـــذر بـــصـــراع «مــســلــح» وشـــيـــك، وإزاء ذلــــك تــوافــقــت الـــقـــوى المـدنـيـة وقـــتـــهـــا فــــي «تـــحـــالـــف قـــــوى إعـــــــ ن الـــحـــريـــة والتغيير» وقوى أخرى رافضة للانقلاب من حيث المبدأ، مع قادة الطرفين، ووقعوا اتفاقاً «إطــاريــ » قضى بتوحيد الجيش وخـروجـه مـــن الــســلــطــة وإبــــعــــاد الــعــنــاصــر الإســ مــيــة داخـــلـــه، ثــم دمـــج «قــــوات الــدعــم الــســريــع» في قطاعاته. لــــكــــنّ شِــــقــــ مــــن «الــــحــــركــــة الإســـ مـــيـــة» وحـــزب «المـؤتـمـر الـوطـنـي»، رأى فـي الاتـفـاق الإطــــاري خـطـراً يـتـهـدده، ويـتـهـدد التخطيط للعودة للسلطة، والمكتسبات التي جاءت مع الانـقـ ب، فعمل على «إجهاضه» واستغلال الصراع بين الجنرالين على مدة دمج القوات، والـــهـــيـــاكـــل الــــقــــيــــاديــــة. ويــــقــــول المـــنـــاصـــرون لـــــ«قــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» إن «الإســـ مـــيـــ ورّطوا الجيش في حرب لم يكن مستعداً لها باستخدام بعض عناصرهم، لقطع الطريق أمــــام اتـــفـــاق تـهـدئـة كــانــت الـــقـــوى المــدنــيــة قد أوشــكــت عـلـى عـقـده مــع الــرجــلــ ، بالهجوم عــلــى مـعـسـكـر (الـــدعـــم الـــســـريـــع) فـــي المـديـنـة الرياضية». وتوعد قادة الجيش بحسم المعركة ضد «قـــوات الـدعـم السريع» فـي غضون ساعات، لــكــن تــقــديــراتــهــم لـلـمـوقـف لـــم تــكــن سـلـيـمـة، فاستمرت الحرب، ولا تزال. بل نتجت عنها سيطرة «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» على بعض ولايـــــات الـــبـــ د، وحـــامـــيـــات، وفــــرق الـجـيـش بـمـا فــي ذلـــك الـعـاصـمـة الــخــرطــوم، فــي حين اضـطـرت قـيـادة الجيش لنقل العاصمة إلى بـورتـسـودان بشرق الـبـ د، ووصلت الحرب إلى كل ولايات البلاد ما عدا ولايتين يسيطر عليهما الـجـيـش كـلـيـ هـمـا «كــســ والـبـحـر .18 الأحمر» من جملة ولايات البلاد الـ الــواقــع المـيـدانـي الـــذي نـتـج عــن الـحـرب أثــــــــار الـــــتـــــســـــاؤلات عــــمّــــا إذا كــــــان بـــمـــقـــدور «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» حكم الـــســـودان، لكن الانـــتـــهـــاكـــات الـــواســـعـــة الـــتـــي ارتــكــبــتــهــا في مناطق سيطرتها، أضعفت الاحتمال. واســـتـــبـــعـــد المـــحـــلـــل الـــســـيـــاســـي مـحـمـد لطيف بـدوره في حديث لـ«الشرق الأوسـط» ذلـــــك الاحــــتــــمــــال، وقـــــــال: «بــــغــــضّ الـــنــظـــر عـن الأحــاديــث عــن الانـتـهـاكـات - وهـــي مــؤثــرة لا شك - فإن تجربة (الدعم السريع) الإدارية في مناطق سيطرتها، كشفت عـن ضعف كبير وثغرات واضحة». بــيــد أن لــطـيـف لـــم يـسـتـبـعـد أن يخلق اســتــمــرار الــحــرب «ســيــطــرة مطلقة لـــ(الــدعــم الـسـريـع)، تضع بموجبها الجميع أمــام أمر واقـــع جـديـد تـمـامـ »، وقـــال: «أفـريـقـيـا عامرة بــالــنــمــاذج الــشــبــيــهــة، وأعـــنـــي انـــهـــيـــار دولـــة بــالمــعــنــى الـــســـيـــاســـي، وقــــيــــام دولــــــة جـــديـــدة مكانها». أمـــــــا المــــحــــامــــي والـــــنـــــاشـــــط فــــــي مـــجـــال الـــحـــقـــوق، حـــاتـــم إلــــيــــاس، فــقــد وضــــع شـرطـ لحكم «قـــوات الـدعـم السريع» للبلاد، يتمثل فــي اســتــعــادة ثـقـة الـشـعـب الــســودانــي، وقــال فــــي حـــديـــث لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــط»، إن «ذلــــك رهـــن قـدرتـهـا عـلـى ضـبـط تـفـلـتـات قـواتـهـا»، وأوضــــح: «نقطة الضعف الـوحـيـدة لــ(قـوات الدعم السريع) هي عـدم قدرتها على ضبط تفلتات قواتها». وقــــال إلـــيـــاس: «(قـــــوات الــدعــم الـسـريـع) واقعياً تسيطر على أجـزاء كبيرة من البلاد، وإذا استطاعت مسح الصورة الكارثية التي رسمتها تلك الانتهاكات، يمكنها حينها أن تحكم البلاد، وأن يعود الناس إلى مدنهم». ولحكم الــبــ د، اشـتـرط إلـيـاس «وجــود حـلـيـف مـــدنـــي ذي قـــاعـــدة كـــبـــيـــرة، يـسـتـولـي عــلــى الــســلــطــة عــبــر اتـــفـــاق ســيــاســي وفــنــي، يحتفظ فيه لـ(قوات الدعم) بدورها العسكري وحفظ النظام، فيما يحتفظ المدنيون بإدارة الــســلــطــة»، وتـــابـــع: «هــنــا يـمـكـن أن تتصدى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) والـــــقـــــوى المـــدنـــيـــة المـــنـــاهـــضـــة لـــلـــحـــرب لــهــذه المهمة». وأمـــــــــــــام تــــفــــريــــطــــهــــا فــــيــــمــــا ســــمّــــاهــــا «المسؤولية التاريخية»، فإن القوى المدنية، حسب ظنه، تصبح «أقـــرب للجيش منها لـ(الدعم السريع)، على عكس ما يـروج له بأنها حليف (الـدعـم الـسـريـع)»، وأوضــح: «لـــــــو تـــبـــقـــت قـــــريـــــة واحــــــــــدة فـــــي صــــحــــراء الجيش، فإن (تقدم) السودان تحت سيطرة ستظل تطالب بحضوره في أي اتفاق، لأنها تضمر أن أي شرعية أو اتفاق سياسي، لن يتم إلاّ بوجود الجيش الـسـودانـي، وأنــه لو خـرج من المعادلة تماماً، فهي ستذهب إليه وتستدعيه من الغياب كأن شرعية أي سلطة لا تكتمل إلا بحضوره». فهل يستمر البرهان حاكماً للسودان تحقيقاً لــــ«الأســـطـــورة» المـنـسـوبـة لــوالــده بأنه «تنبأ له بحكم البلاد»، أم أن «المقاتل حميدتي» الـقـادم من الصحراء، هو الذي سينقل مركز الحكم إلى مضارب البدو؟ 8 أخبار NEWS Issue 16701 - العدد Monday - 2024/8/19 الاثنين توعد قادة الجيشبحسم المعركة ضد « الدعم السريع» في غضونساعات، لكن تقديراتهم للموقف لم تكنسليمة ASHARQ AL-AWSAT التقى في جنيف السفير السعودي لدى السودان ووفد «الاتحاد الأفريقي» وفد «الدعم السريع» يناقشمع الوسطاء استراتيجيات تحقيق السلام قالت «قـــوات الـدعـم السريع» إن وفدها إلــــى مـــفـــاوضـــات جـنـيـف أجـــــرى لــيــل الـسـبـت - الأحــــد، مـنـاقـشـات وصفتها بــ«الـحـاسـمـة» حــــــــول «الـــــــوضـــــــع المـــــتـــــطـــــور فــــــي الــــــســــــودان واستراتيجيات تحقيق السلام والاستقرار». وعــقــد الـــوفـــد اجــتــمــاعــات مـنـفـصـلـة مع وفــود مـن الاتـحـاد الأفـريـقـي، برئاسة محمد بــن شـمـبـاس، والمـمـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة. وأعـــــرب فـــي الاجـــتـــمـــاع مـــع «الأفـــريـــقـــي»، عن «تقديره العميق للجهود الإقليمية والدولية التي تركز على تعزيز السلام في السودان». وأكــــــد أن المـــشـــاركـــة فــــي مـــفـــاوضـــات جـنـيـف تؤكد «التزام (قـوات الدعم السريع) الصادق بإنهاء الصراع، وتخفيف المعاناة الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني». وأشـــــــــــار الــــــوفــــــد إلـــــــى «رفـــــــــض الـــــقـــــوات المسلحة الـسـودانـيـة الـدخـول فـي مفاوضات وقــــف إطــــ ق الـــنـــار، وإصــــرارهــــا عــلــى إطــالــة أمد الأعمال العدائية، رغم الخسائر الكبيرة في ساحة المعركة، بسبب تعدد مراكز القرار داخـلـهـا، واستغلالها مـن قبل فـلـول النظام المـعـزول». ومـن جهة ثانية، عبّر وفـد «الدعم الــــســــريــــع» خـــــ ل لـــقـــائـــه بـــالـــوفـــد الـــســـعـــودي بـرئـاسـة سفير المـمـلـكـة لـــدى الـــســـودان، علي بن جعفر حسن، عن «امتنانه لجهود المملكة الـــــدؤوبـــــة لــتــعــزيــز الــــســــ م والاســــتــــقــــرار فـي الـبـ د، والـــدور المـحـوري للمملكة فـي رعاية جولتي المفاوضات في منبر جدة التي مهدت الطريق لمحادثات جنيف». كما أشار إلى «تقديمها الدعم الإنساني الــــكــــبــــيــــر لـــلـــمـــتـــضـــرريـــن مــــــن الـــــــصـــــــراع، مــن خـــ ل مـركـز المـلـك سـلـمـان لـإغـاثـة والأعــمــال الإنسانية». وجــددت «قــوات الدعم السريع» تأكيد التزامها بضمان «إيـصـال المساعدات الإنــســانــيــة دون عـــوائـــق إلـــى المـحـتـاجـ في جــمــيــع أنــــحــــاء الــــــســــــودان». وكــــــان المــبــعــوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيريلو، تحدث عن أن النقاشات مع «الدعم السريع» مستمرة، وفــي الـوقـت نفسه تـواصـل الإدارة الأميركية التحدث هاتفياً مع رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان: «لدفعه للمشاركة في المفاوضات». ومـــــن المــــقــــرر أن تـــســـتـــأنـــف المـــحـــادثـــات الاثنين بعد توقفها يومين، بينما لم يحصل الــوســطــاء بـعـد عـلـى تــأكــيــدات لمــشــاركــة وفـد القوات المسلحة السودانية. نيروبي: محمد أمين ياسين استنفار أمني واحتقان شعبي في شمال سوريا افتتاحرسمي لمعبر «أبو الزندين» التجاري بين مناطق الحكومة والمعارضة وســــط حــالــة اســتــنــفــار أمــنــي واحــتــقــان شعبي، جرى افتتاح معبر «أبو الزندين» بين مناطق سيطرة الجيش الوطني المدعوم من تـركـيـا، ومـنـاطـق سيطرة الــقــوات الحكومية السورية فـي ريـف مدينة الـبـاب شـرق حلب. وأظــــهــــرت مــقــاطــع فـــيـــديـــو، بــثّــهــا نــاشــطــون، شـاحـنـات تـجـاريـة قــالــوا إنــهــا عـــبَـــرَت، أمـس الأحــد، معبر «أبـو الزندين»؛ إشــارة إلـى بدء حركة التجارة بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق المعارضة، وسط معلومات عن فتحه، يوم الاثنين، أمام حركة المدنيين. ووفـــــــــق مــــــصــــــادر، انــــتــــشــــرت الـــشـــرطـــة الـعـسـكـريـة فـــي الـحـكـومـة الــســوريــة المـؤقـتـة، وفصيل «السلطان مراد»، التابع لتركيا، في محيط المعبر؛ بهدف حمايته من أي هجمات محتملة، أو وصول الاحتجاجات إليه. وقـــالـــت المــــصــــادر لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، إنـــه جـــرى تـحـذيـر الــرافــضــ لافـتـتـاح المعبر مـــن الـــخـــروج بـاحـتـجـاجـات ومـــظـــاهـــرات، أو محاولة عرقلة عبور الشاحنات، تحت طائلة المسؤولية. ويـــــربـــــط مـــعـــبـــر «أبـــــــــو الـــــزنـــــديـــــن» بــ مناطق سيطرة الـقـوات الحكومية فـي ريف حلب الشرقي، ومدينة الـبـاب، على الحدود مـــع تــركــيــا، الــواقــعــة ضـمـن مـنـاطـق سيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا. يشار إلى أن فصائل المعارضة السورية ،2017 المـسـلّـحـة سـيـطـرت عـلـى المــعــبــر، عـــام بـــعـــدمـــا تــمــكــنــت مــــن دحـــــر تــنــظــيــم «داعــــــش» مـــن المــنــطــقــة، وجـــــرى إغـــــ ق المــعــبــر ومـعـابـر ،2020 أخــــرى عـلـى الـــحـــدود مـــع تــركــيــا، عـــام ضــمــن الإجــــــــــراءات الاحــــتــــرازيــــة لمــنـــع تـفـشـي فــيــروس «كـــورونـــا»، لـيُـعـاد طـــرح فـتـح معبر «أبو الزندين» في يونيو (حزيران) الماضي، نتيجة تفاهمات تركية روسية. وبعد تجهيزه وفتحه بشكل تجريبي، 28 هاجم متظاهرون وفصائل مسلّحة، في يوليو (تموز) الماضي، المعبر وحطّموا غُرفه ومــحــتــويــاتــهــا، لــيــعــاد إغــــ قــــه. ومــــع إعــــادة افتتاح، الأحد، تجددت المخاوف من اقتحامه مجدداً، حيث دعا ناشطون في مدينة الباب، أمــس الـسـبـت، إلــى اعـتـصـام؛ رفـضـ لافتتاح معبر «أبو الزندين»، على أساس أن افتتاحه جــــاء فـــي ســيــاق مــســاعــي مــوســكــو للتقريب بـــ أنـــقـــرة ودمـــشـــق، الــتــي تـتـجـاهـل مـواقـف ومــصــالــح الــســوريــ المــعــارضــ الـرافـضـ لـلـتـطـبـيـع مــــع دمــــشــــق، وفـــــق المــــصــــادر الــتــي قالت إن الفصائل السورية، التابعة لتركيا، استغلت حالة الـرفـض الشعبي تلك، لتعلن رفـضـهـا فـتـح المــعــبــر؛ كـونـهـا اســتُــبــعــدت من إدارتــــه، بـالإضـافـة لــأضــرار الـتـي سيلحقها فــتــح هــــذا المــعــبــر عــلــى مــــواردهــــا مـــن المـعـابـر غير الشرعية التي تسيطر عليها منذ ست ســـــنـــــوات. وأكــــــــدت المـــــصـــــادر المـــحـــلـــيـــة عــبــور الشاحنات، يوم الأحد، ذهاباً وإياباً، وقالت إنه من المقرر أن يخضع المعبر لإدارة مدنية ووزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، إلا أن ما ظهر، الـيـوم، أن الشرطة العسكرية وفصيل «السلطان مـراد» هم من يتولى إدارة المعبر، وهـــــذا لا بـــد أن يـقـابـلـه رفــــض مـــن الـفـصـائـل المسلّحة المحلية الأخرى. «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بوجود حالة احتقان شعبي في مدينة الباب بمنطقة درع الفرات في ريف حلب الشرقي؛ رفـضـ لافـتـتـاح معبر «أبـــو الــزنــديــن». وقــال «المــــرصــــد» إن مــوطــنــ عـــبّـــروا عـــن رفـضـهـم التام لافتتاح المعبر، محذّرين من أن ذلك «قد يؤدي إلى تهريب المخدرات، ودخول سيارات مـفـخـخـة، إضـــافـــة إلـــى اعــتــقــادهــم أن افـتـتـاح المعبر سيعود بمنفعة اقتصادية وانتعاش لمناطق سيطرة قوات النظام». يشار إلى أن الحكومة السورية المؤقتة وافقت على إعــادة فتح معبر «أبـو الزندين» بضغط من تركيا، بعد التفاهم مع الجانب الــــروســــي، فـــي يــولــيــو المــــاضــــي، واشــتــرطــت وضع المعبر تحت إدارة مدنية، وتخصيص جزء من واردتــه لإعـادة إعمار البنية المدمّرة في مدينة الباب. صورة متداولةلافتتاح معبر «أبو الزندين» (وكالة سنا) دمشق: «الشرق الأوسط» محللون: الانتهاكات والضعف الإداري في مناطق سيطرتها يقللان فرصها في الحكم هل تحكم «قوات الدعم السريع» السودان بسيطرتها على الأرض؟ كمبالا: أحمد يونس (غيتي) 2019 يونيو 30 متظاهرون يطالبون بحكومة مدنية خلال احتجاجات الخرطوم في

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky