issue16701

6 كتاب BOOK Issue 16701 - العدد Monday - 2024/8/19 الاثنين الحريري: سأجتمع مع بشّار. هكذا يريد الختيار... الأب يعاني صحيّاً والشابسيصل إلى الحكم، ومطلوب مني مساعدته ASHARQ AL-AWSAT النائب والوزير السابق باسم السبع يروي قصة العلاقة الشائكة بين رئيس الوزراء اللبناني السابق وأركان الحكم في دمشق رفيق الحريري بعد اجتماعه الأول ببشار: صرتخائفاً علىسوريا وليسلبنان عـــاشـــت عـــاقـــة رفـــيـــق الـــحـــريـــري مـع السلطة الـسـوريـة قـرابـة ربــع قــرن ونيف، بــــــدأت فــــي مــســتــهــل الــثــمــانــيــنــات كـمـوفـد لـلـمـلـك الـــســـعـــودي فــهــد بـــن عــبــد الــعــزيــز، يواكب المَهمّات الدبلوماسية للأمير بندر بـــن ســلــطــان، خــصــوصــا مـــا يـتـصـل منها بالجهود العربية لـوقـف الـحـرب الأهلية اللبنانية. تقاطعت في التأسيس لتلك العلقة، لنجاحاتها وإخفاقاتها، أدوار ومصالح وحسابات سياسية وشخصية لمسؤولين في النظام الـسـوري، حصلوا من الرئيس حافظ الأسد على إذن التدخل في المسألة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، والــــتــــعــــامــــل مـــــع مـــكـــوّنـــاتـــهـــا الطائفية والحزبية. تـــولّـــى جـــانـــب الـــعـــاقـــة المـــبـــاشـــرة مع الحريري كلّ من نائب الرئيس عبد الحليم خــــــــدّام ورئــــيــــس أركــــــــان الـــجـــيـــش الـــعـــمـــاد حـكـمـت الــشــهــابــي والــــلــــواء غـــــازي كـنـعـان واللواء رستم غزالة. وانضم لهذه القائمة بشّار الأسد في السنوات الأخيرة لوالده. وتـــولّــى جـانـب الاهــتــمــام بـالمـعـارضـة اللبنانية ورمـــوز المواجهة مـع الحريري، باسل الأسـد قبل مقتله، ومن بعده بشّار وماهر الأسد واللواء محمد ناصيف (أبو وائل)، واللواء آصف شوكت، واللواء علي المــمــلــوك. وأضـيـفـت إلـيـهـم لـــــدواعٍ رسمية وطارئة شخصيات تولّت رئاسة الحكومة الــســوريــة، ووزراء مــن وزن وزيــــر الــدفــاع مصطفى طــاس، ووزيـــر الخارجية وليد المعلّم، وسلفه الوزير فاروق الشرع، وكبار الضباط ممن تولوا قيادة القوّات السورية في لبنان. المتعارف عليه، مما علمناه وقرأناه وتابعنا وقائعه، أن العلقة بين الحريري الأب والأســــــــــد الأب، نـــــشـــــأت وتـــــطـــــوّرت واختُبرت تحت مظلّة العلقات السعودية - السورية، وحكمتها ظروف عـزّزت الثقة والاحترام المتبادل بين الرجلين، إلى حدود سُمح فيها لقياديّ في حزب البعث من آل الأحمد بكتابة مقال في جريدة «السفير»، يـطـالـب فـيـه بـرئـيـس لـلـحـكـومـة الـسـوريـة من طـراز رفيق الحريري، في الوقت الذي كان اسمه يسطّر في وسائل الإعلم وزيراً لــخــارجــيــة الــبــلــديــن، وأهــــم صـــنّـــاع اتــفــاق الطائف والوفاق الوطني في لبنان. لم تنسحب علقة الحريري مع حافظ الأســـد عـلـى عـاقـتـه بـأبـنـائـه، أي بـكـلّ من باسل وبشّار وماهر، بل هي خلف ذلك، شابها كثير من الرسائل المفخخة وانعدام الثقة، وتعرّضت لنكسات سياسية خلّفت أضـــراراً جسيمة في العلقات اللبنانية - السورية، وانتهت إلى قـرار مجلس الأمن ، وسقوط لبنان وسوريا 1559 الدولي رقم معا في مستنقع الأحقاد المتبادلة. قــبــل بـــشّـــار، عــقــد حــافــظ الأســــد لـــواء الــــوراثــــة الــســيــاســيــة لابـــنـــه الــبــكــر بــاســل، الــــذي قـضـى فـــي حــــادث سـيـر عـلـى طـريـق مـــطـــار دمــــشــــق. بـــاســـل شــخــصـيـة احــتــلّــت منذ الثمانينات مركزاً متقدّما من مراكز القوى في النظام السوري، بصفته الوريث الـذي لا ينازعه أحد على هذا الموقع، بعد إقصاء عمّه رفعت ونفيه (...) إلى فرنسا وإســـبـــانـــيـــا، وبـصـفـتـه أحــــد أركــــــان الـــقـــرار فـــي المـــربّـــع الــذهــبــي لــلــنــظــام، أي الـعـائـلـة والـطـائـفـة والـجـيـش والـــحـــزب. فـهـو الابــن الـــبـــكـــر لـــرئـــيـــس الــــبــــاد وزعــــيــــم الــطــائــفــة العَلَوية والـقـائـد الأعـلـى للقوات المسلّحة والأمين العام لحزب البعث الحاكم، وكلها صـفـات تتشكل منها سـمـات الـدخـول إلى جنّة المربع. شاركت مع الحريري في مأتم باسل الذي أقيم في بلدة القرداحة شمال سوريا، وشهدت على الحشد الذي تجمّع في باحة المــســجــد، يــتــقــدّمــه الــرئــيــس حــافــظ الأســـد والـــرئـــيـــس حـسـنـي مـــبـــارك وخــــــدّام وكــبــار المــســؤولــ . ولاحـــظـــت الــرئــيــس الـحـريـري يبكي متأثّراً، خلفا لبقية كبار المشاركين. سألته بعد المأتم عن سبب بكائه وهو لم يكن على معرفة بباسل وليست بينهما علقات ودّ تستوجب البكاء. أجــاب: «كلّ مـــا فـــي الأمـــــر أنــنــي تـــذكّـــرت ولـــــدي حـسـام (ابــنــه الـــذي قـضـى فــي حـــادث سـيـر أواخـــر الثمانينات فـي الــولايــات المـتـحـدة). ليس هناك أصعب من هذه اللحظات على الأب. كان اللَه في عون الرئيس الأسد». (...) كـــان بـاسـل بـطـل ســوريــا الـدائـم فــي الـفـروسـيـة والأوّل فــي دورتــــه لـإنـزال المـــظـــلّـــي، والـــضـــابـــط الـــــذي بــهــر أســاتــذتــه وحصل على دكتوراه في العلوم العسكرية بدرجة ممتاز من الأكاديمية العسكرية في ، قبل شهر 1991 الاتحاد السوفياتي عـام واحـــد مـن بــدء تفكّك الــدولــة السوفياتية. أمــا بـشّـار فقد دانـــت لـه فـي عـمـرٍ مبكر، لم يتجاوز الثالثة والعشرين، شهادة الطبّ من كلية الطب في الجامعة السورية، قبل أن يجري الحديث عن التحاقه للتخصّص في طبّ العيون في بريطانيا، ويُستدعى 1994 قبل نهاية تخصّصه إلى دمشق عام لنيل رتبة وريــث حافظ الأســد بعد مقتل شقيقه بــاســل، ويــجــرى تـعـديـل دسـتـوري يتيح لابن الثالثة والثلثين تولّي رئاسة الجمهورية. ســــار بـــشّـــار عــلــى خــطــى الــــوالــــد. قفز مــن الــطــبّ إلـــى الـجـيـش، ومــنــه إلـــى قـيـادة الـــحـــزب والـــرئـــاســـة. الابـــــن الــثــالـــث مــاهــر، درس إدارة الأعـمـال ومـارسـهـا على أعلى المـسـتـويـات. لـم يـسـاعـده طبعه الـحـاد في وراثـة موقع شقيقه باسل، لكنه احتلّ في المعادلة العَلَوية موقع عمّه رفعت، واحتل الموقع الثاني في النظام، منذ توليه قيادة الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، الدرع العسكري الذي يحيط دمشق ويقوم مقام سـرايـا الــدفــاع أيـــام رفـعـت، المـكـلّـف حماية الرئيس من السقوط. لعب الأبــنــاء الـثـاثـة أدواراً متفاوتة فــي الـتـأثـيـر عـلـى الــــدور الـسـيـاسـي لرفيق الحريري. يضاف إليهم من البيت العَلَوي الـعـمـاد عـلـي دوبــــا والـــلـــواء كـنـعـان بحكم موقعه كرئيس لجهاز الأمـن والاستطلع للقوّات السورية في لبنان، واللواء محمد نــاصــيــف المـــعـــروف بــوفــائــه لـبـيـت الأســــد، واللواء آصف شوكت، زوج ابنة الرئيس، الذي قوي نفوذه بعد مصرع باسل وتولّى مسؤوليات أمنية رفيعة مع بشّار. حـــــاول رفـــيـــق الـــحـــريـــري الـــتـــقـــرّب من بــاســل الأســــد بـــدايـــة الـتـسـعـيـنـات، لــــدوره الأســـــاســـــي فــــي المـــلـــف الـــلـــبـــنـــانـــي وشــبــكــة الـــــعـــــاقـــــات الــــتــــي أقــــامــــهــــا مـــــع كـــثـــيـــر مــن الشخصيات اللبنانية المصنفة في خانة المعارضة، لكن الرئيس حافظ لم يسعفه فـــي تـحـقـيـق هــــذه الـــرغـــبـــة، ووجـــــد الــوقــت المـائـم لتحقيقها أواخـــر التسعينات، من خلل فتح الباب للقاء مع بشّار. اتّـسـمـت الـعـاقـة مــع بــشّــار فــي تلك المـرحـلـة، بمنسوب عـــالٍ مـن النفور بعد اعتماد الرئيس إميل لحّود رجل سوريا الأوّل فــي لـبـنـان، وتـسـهـيـل عـمـل فريقه الـقـضـائـي والأمـــنـــي فــي تـركـيـب المـلـفّـات الـــكـــيـــديـــة ومـــاحـــقـــة رجــــالــــه فــــي الإدارة وشــنّ حملت التشهير بسياساته بعد إبــــعــــاده عــــن رئــــاســــة الـــحـــكـــومـــة. اعـتـبـر الـــحـــريـــري أن المــــوقــــف يــتــطــلّــب تــحــرّكــا لـفـكّ الحصار المـفـروض عليه مـن لحّود وجـــمـــاعـــتـــه بــــالــــتــــعــــاون مـع مسؤول المخابرات السورية فــــــي لــــبــــنــــان الـــــــلـــــــواء غــــــازي كــــنــــعــــان ومـــــعـــــاونـــــه رســـتـــم رفيق الحريري... علاقة شائكة مع المسؤولين الأمنيين فيسوريا (أ.ف.ب) لندن: «الشرق الأوسط» الرئيسالأسد مستقبلاً رفيق الحريري (غيتي) صورة تجمع (من اليمين) فارسبويز،رفيق الحريري، فاروق الشرع، إلياسالهراوي، عبد الحليم خدام وغازي كنعان (غيتي) الرئيسالسوري الراحل حافظ الأسد مستقبلاً رفيق الحريري (غيتي) تـبـدأ «الــشــرق الأوســــط» الــيــوم نـشـر حـلـقـات مــن كتاب جديد للسياسي اللبناني باسم السبع يـروي فيه فصولاً مــن الـعـاقـة الـشـائـكـة بــن رئـيـس الـــــوزراء اللبناني الـراحـل رفيق الحريري وأركـــان الحكم فـي سـوريـا. يحمل الكتاب عــنــوان «لـبـنـان فــي ظـــال جـهـنـم - مــن اتــفــاق الـطـائـف إلـى اغتيال الحريري» (من إصدارات شركة المطبوعات للتوزيع والنشر). عمل السبع لسنوات مستشاراً لرفيق الحريري حتى . فاز بعضوية مجلس النواب اللبناني من 2005 اغتياله عام . كما شغل منصب وزير للإعلم 2009 حتى عام 1992 عام . وهو 1998 و 1996 في حكومة رفيق الحريري بي العامي آذار. 14 ينتمي إلى تيار المستقبل ومن أقطاب تيار

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky