issue16699

11 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16699 - العدد Saturday - 2024/8/17 السبت «سيناريوهات» لتطور الوضع حول كورسك 3 وجّهت أوكرانيا ضربة للكرملني، حني سلّطت الضوء على فشله في حماية أراضي روســـيـــا وحــطّــمــت روايـــــة الــرئــيــس فـاديـمـيـر بـــوتـــ أن روســـيـــا ظــلــت إلــــى حـــد كـبـيـر غير مـــتـــأثـــرة بـــاألعـــمـــال الــحــربــيــة عــلــى الـجـبـهـات البعيدة. الـــتـــوغّـــل األوكـــــرانـــــي فـــي روســـيـــا أرســـل أيضًا إشارة قوية إلى حلفاء كييف أن الجيش األوكـــــرانـــــي يــمــكــن أن يـــنـــتـــزع زمــــــام املــــبــــادرة ويـــلـــحـــق هـــزيـــمـــة ولـــــو مــــحــــدودة حـــتـــى اآلن، بالجيش الروسي. وهذه رسالة مهمة بشكل خاص قبل االنتخابات الرئاسية األميركية. وفـــــي إطـــــــار الــــســــجــــاالت الـــغـــربـــيـــة املـــتـــزايـــدة حـــول آفـــاق دعـــم أوكــرانــيــا وتــداعــيــات الـحـرب املتواصلة على البلدان األوروبية. مجريات العملية وأهدافها بــعــد أشـــهـــر مـــن الـــتـــراجـــع عــلــى الـجـبـهـة الــشــرقــيــة، أطــلــقــت أوكـــرانـــيـــا عـمـلـيـة واســعــة الـــنـــطـــاق غــيــر مــســبــوقــة فـــي مـنـطـقـة كــورســك الـــــحـــــدوديـــــة الـــــروســـــيـــــة، ســـمـــحـــت لـــقـــواتـــهـــا 35 بـــالـــتـــوغـــل، حـــســـب مـــحـــلّـــلـــ ، حـــتـــى عـــمـــق 80 كيلومترًا على األقل، والسيطرة على نحو بـلـدة وقـريـة روسـيـة بمساحة إجمالية تزيد كيلومتر. 1000 على أغـسـطـس (آب) الــحــالــي، تدفقت 6 يـــوم الـــقـــوات األوكـــرانـــيـــة إلـــى مـنـطـقـة كـــورســـك من اتــجــاهــات عـــدة، وســـرعـــان مــا اجـتـاحـت عــددًا قـــلـــيـــا مــــن نـــقـــاط الــتــفــتــيــش والــتــحــصــيــنــات امليدانية التي يحرسها حرس الحدود الروس املسلحون تسليحًا خفيفًا. وتخطّت القوات األوكرانية كذلك وحدات املشاة الروسية على 245 حدود املنطقة الروسية التي يبلغ طولها ميلً) مع أوكرانيا. 152( كيلومترًا وعـلـى النقيض مــن الـهـجـمـات السابقة الـــــتـــــي شــــنّــــتــــهــــا مــــجــــمــــوعــــات صــــغــــيــــرة مــن املتطوّعني الـروس الذين يقاتلون إلى جانب القوات األوكرانية، ورد أن التوغّل األوكراني في منطقة كورسك شمل هذه املرة وحدات من ألوية عدة من الجيش األوكراني املخضرم. وأفــــــاد مــــدوّنــــون عــســكــريــون روس بــأن مـــجـــمـــوعـــات أوكــــرانــــيــــة مــتــنــقّــلــة تـــتـــألـــف مـن مركبات مدرعة عــدة، قــادت كل منها بسرعة عـــشـــرات الــكــيــلــومــتــرات (األمــــيــــال) إلــــى داخـــل األراضــــي الــروســيــة، مـتـجـاوزة التحصينات الـــروســـيـــة، وزرعـــــت الـــذعـــر فـــي جـمـيـع أنــحــاء املـنـطـقـة. وشــكّــل هـــذا الـتـطـور ضـربـة واسـعـة لثقة الـروس بتقدّم قواتهم على الجبهات، ال سيما أن هذه املساحة التي تحققت السيطرة عــلــيــهــا فــــي أســــبــــوع واحــــــــد، تــــعــــادل تـقـريـبـ املـــســـاحـــة الـــتـــي ســيــطــرت عـلـيـهـا روســـيـــا في أوكرانيا منذ بداية العام. الهدف النهائي ما زال الهدف النهائي من عملية كورسك غير واضـح تمامًا، رغم الخطوات األوكرانية على األرض، بما في ذلك على صعيد الحديث عــــن إعــــــان مــنــطــقــة عــســكــريــة وفـــتـــح مـــمـــرات إنـسـانـيـة لـــخـــروج املــدنــيــ ، أو الـخـطـة الـتـي تكلمت عن إنشاء «منطقة عازلة» في كورسك لــتــخــفــيــف الـــضـــغـــط املـــدفـــعـــي والــــصــــاروخــــي الـــروســـي عـلـى املــنــاطــق األوكـــرانـــيـــة املـحـاذيـة لـــلـــحـــدود. لــكــن األكـــيـــد وفـــقـــ لــتــقــديــر خــبــراء عـسـكـريـ أن درجــــة نــجــاح الـهـجـوم املـبـاغـت فاجأت حتى األوكرانيني أنفسهم، الذين بدأوا نـقـاشـات لتحديد آلــيــات اإلفــــادة مــن الـوضـع الجديد. تـــقـــاريـــر روســـيـــة تــشــيــر إلــــى أن الــتــقــدم الـــســـريـــع لـــلـــقـــوات األوكـــــرانـــــيـــــة فــــي كـــورســـك تحقَّق بفضل مُعدات حرب إلكترونية قطعت االتـصـاالت الروسية، وسمحت بتقدم سريع لــآلــيــات داخــــل املــنــاطــق الـــروســـيـــة، مـدعـومـة بــهــجــمــات مـــن الـــطـــائـــرات املُـــســـيّـــرة وحــمــايــة الدفاع الجوي. وهذا يعكس أن كييف حصلت حتمًا على مساعدة لوجستية واستخباراتية قــويــة مـــن جــانــب الـــغـــرب، الــــذي ربــمــا يــكــون، بــــدوره، فـوجـئ بتوقيت العملية وحجمها، لــكــنــه بــالــتــأكــيــد كـــــان عـــلـــى عـــلـــم بـــجـــانـــب مـن التخطيط لعملية كبيرة محتملة. لقد ربح األوكرانيون عمليًا مع السيطرة على مساحة من األرض الروسية موطئ قدم فـــي روســـيـــا يـمـكّــنـهـم مـــن إرســـــال مـجـمـوعـات اســـتـــطـــاع لـلـبـحـث عـــن نـــقـــاط ضــعــف هــنــاك، واستقدام قِطع املدفعية لقصف أهداف داخل عمق أراضيها. فــــي املـــقـــابـــل، قـــــال مــــســــؤول أمـــيـــركـــي إن واشنطن ترى أن أحد أهــداف عملية كورسك هــو قـطـع خــطــوط اإلمـــــداد الــروســيــة للجبهة الشرقية، حيث ينفّذ الجيش الروسي هجومًا منذ مايو (أيار) املاضي. وتقول مصادر إنه بعيدًا عن االنتصارات الـتـكـتـيـكـيـة، أظـــهـــرت أوكـــرانـــيـــا قــدرتــهــا على التخطيط بسرّية لعملية هجومية وتنفيذها، خصوصًا بعد فشل هجومها املضاد الصيف املــــاضــــي، الـــــذي طــــرح تــــســــاؤالت فـــي الـــداخـــل والـخـارج حـول قدرتها على مواصلة «حـرب الخنادق» الطاحنة أمام الهجوم الروسي. وفـــقـــ لـــخـــبـــراء، ســـعـــت كــيــيــف عـــبـــر شـن هذا التوغّل إلى إجبار الكرملني على تحويل املـــــــــوارد مــــن مــنــطــقــة دونـــيـــتـــســـك (فــــــي شـــرق أوكــــرانــــيــــا)، حـــيـــث شـــنّـــت الــــقــــوات الـــروســـيـــة هـجـمـات فــي قـطـاعـات عـــدة وحـقـقـت مكاسب بـطـيـئـة ولــكــن ثــابــتــة، مـعـتـمـدة عـلـى تفوقها فـي الـقـوة الـنـاريـة. وإذا تمكنت أوكـرانـيـا من التمسك ببعض مكاسبها من التوغّل داخل روســيــا، فمن شــأن هــذا تعزيز مـوقـف كييف في مباحثات السلم املستقبلية، وقد يسمح لــهــا بــتــبــادل هــــذه املــكــاســب مــقــابــل األراضــــي األوكرانية التي تحتلها موسكو. وعـــلـــى الــــرغــــم مــــن الـــنـــجـــاحـــات األولـــيـــة لــلــتــوغّــل األوكــــرانــــي داخــــل روســـيـــا، فــإنــه قد يتسبب فـي اسـتـنـزاف بعض أكـثـر الـوحـدات قـدرة في أوكرانيا، ويترك القوات األوكرانية في دونيتسك من دون تعزيزات حيوية، كما أن مـــحـــاولـــة تــأســيــس وجـــــود أوكــــرانــــي دائـــم في منطقة كورسك قد تشكّل تحديًا للقوات األوكـــرانـــيـــة، الــتــي سـتـغـدو خــطــوط إمـــدادهـــا عُرضة للنيران الروسية. رد فعل موسكو ال شـك أن التوغل املباغت أحــرج الرئيس فلديمير بوتني، الذي وصف أكبر هجوم بري تتعرض لـه بــاده منذ الـحـرب العاملية الثانية بــأنــه مــجــرد «اســتــفــزاز واســــع الــنــطــاق»؛ أي إن الكرملني لم يتعامل مباشرة مع التطور بصفته حـدثـ كبيرًا يمكن أن يـؤثـر على مـسـار الحرب وعلى استراتيجيات إدارة الصراع. ولـعـل الـفـشـل الــروســي فــي تـوقـع الهجوم أوالً، وفي مواجهته ثانيًا، سيخلّفان تداعيات واســــعــــة عـــلـــى املـــســـتـــوى الــــداخــــلــــي؛ إذ لــــم يـكـن الروس يتوقعون قبل ثلثني شهرًا عندما أطلق بوتني «العملية العسكرية الخاصة» أن يكونوا يومًا أمام مشهد الدبابات األملانية وهي تتجوّل فـوق أراضيهم، وال ناقلت الجنود واملـدرعـات الغربية وهي تبني تحصينات ومواقع دفاعية في مدنهم. هــــذا املــشــهـد مـــع قــســوتـه سـيـشـكّــل حــافــزًا لـــرفـــض أي تـــســـويـــات، ووضـــــع مــــــوارد ضخمة بـــهـــدف إعــــــادة تــحــريــر املـــنـــاطـــق الـــتـــي دخـلـتـهـا القوات األوكرانية. عـلـى املـسـتـوى الـعـسـكـري، حـيّــر املـراقـبـ فــشـل روســـيـــا بــشـن هــجــوم مــضــاد ســريــع ضد األوكرانيني والحلفاء الغربيني. ولم تنقل وزارة الــدفــاع الـروسـيـة حتى اآلن قـواتـهـا على نطاق واسع من الدونباس إلى منطقة كورسك. تبرير ذلك بسيط للغاية، وهو أن موسكو تــرى أنــه بـ أبـــرز أهـــداف تخفيف الضغط عن قــطــاعــي خـــاركـــيـــف ودونـــيـــتـــســـك، لـــذلـــك حــرص بوتني خلل اجتماعات القيادة العسكرية على تأكيد أن الهجوم الروسي في العمق األوكراني لــــم ولـــــن يـــتـــأثـــر. لـــكـــن إلـــــى أي درجــــــة يــمــكــن أن تحافظ موسكو على هذه الوتيرة في التعامل مع الحدث؟ هذا سؤال ما زالت السلطات املختصة في روسيا لم تقدم جوابًا بشأنه. لقد تـحـرك الـهـجـوم بسرعة كـبـيـرة، وكـان رد الــــروس بطيئًا لـلـغـايـة لــدرجــة أن أوكـرانـيـا ربــمــا بــــدأت تـعـيـد الـنـظـر فــي أهــدافــهــا. وبــدايــة كانت كييف مدفوعة بالرغبة في رفع معنويات األوكــــرانــــيــــ وتـــحـــفـــيـــز الــــدعــــم الـــعـــســـكـــري مـن حلفائها الغربيني. وباإلضافة إلى ذلك، سعت القوات األوكرانية إلى تحويل القوات الروسية عـن خـط املواجهة فـي منطقة دونيتسك، حيث تتقدم الـقـوات الـروسـيـة بالقرب مـن توريتسك وبـوكـروفـسـك وتـشـاسـوفـوي يـــار. وهـــذا يفسر كلم العسكريني األوكرانيني بعد مرور أسبوع عـلـى بـــدء الــهــجــوم عــن خـطـط إلنــشــاء «منطقة عـــــازلـــــة» عـــلـــى األراضـــــــــي الــــروســــيــــة أو تــعــزيــز تحصينات إضافية فيها. مغامرة زيلينسكي تقلق الغرب فــي هـــذه األثـــنـــاء، يـقـول خــبــراء غربيون إن الرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي اتـخـذ بــإطــاق العملية قــــرارًا جـريـئـ للغاية، يكاد يقترب من أن يكون مغامرة حقيقية؛ إذ قال زيلينسكي خلل أيام من بدء الهجوم إن كييف «تسعى إلى نقل الحرب» داخل روسيا، وإن أوكرانيا «تثبت أنها قادرة على ممارسة الضغط الضروري؛ الضغط على املعتدي». أغسطس، بدا 6 وعندما بدأ التوغل، في األمر كأنه «عرض آخر للشجاعة العسكرية» مـن قِــبـل «الفيلق الــروســي»، وهــو واحـــدة من مـجـمـوعـات املـيـلـيـشـيـات املـنـاهـضـة لـبـوتـ ، لكن بعد مرور يومني فقط أصبح من الواضح أن كـــيـــيـــف نــفــســهــا تــــحــــاول تـــوجـــيـــه ضــربــة استراتيجية مضادة لروسيا. املرجح أن وراء الهجوم قرارًا مباشرًا من زيلينسكي، الــذي ضغط وفقًا لتقارير لعدة أشــهــر عــلــى قـــادتـــه الـعـسـكـريـ لــشــن هـجـوم صــيــفــي. ونـــظـــرًا لـلـمـشـاكـل املـتـعـلـقـة بـالـقـوى الـبـشـريـة واملـــــوارد فــي أوكــرانــيــا، كـــان الـقـادة متردّدين، لكن زيلينسكي كان يسعى جاهدًا إلــى عكس الـسـرد القائل إن أوكـرانـيـا تخسر الـحـرب. بـل حـــاول فـعـا إيـجـاد طريقة لوقف خسارة املزيد من األراضي في شرق أوكرانيا، وتعطيل هـذه الديناميكية أو عكسها. وهذا الخيار العسكري االستراتيجي «أسلوب إلى حـد كبير جــريء ومحفوف باملخاطر»، وفقًا لتعبير معلق عسكري. أمــــا الــــقــــادة الـــغـــربـــيـــون فــيــشــعــرون اآلن بالقلق، وبخاصة مع استخدام بعض املعدات األرضـيـة (مركبات قتالية مـدرّعـة، ومركبات مــشــاة مـــدرّعـــة، وقـــاذفـــات صـــواريـــخ، ومــدافــع هـــاون، ووحــــدات دفـــاع جــوي أرضــيــة) لحلف شـمـال األطـلـسـي (نــاتــو) داخـــل روســيــا، األمـر الذي يمثّل تجاوزًا لعتبة أو «خط أحمر» آخر، ولو أن القادة األوكرانيني طلبوا اإلذن الغربي مسبقًا ملا حصلوا عليه. لذلك أقدم زيلينسكي عـلـى الـهـجـوم مــن دون تنسيق واســــع، وفقًا لتقديرات مع الغرب. وهذا يفسر أن واشنطن في األيام التالية قالت إنها تنتظر معلومات إضافية من كييف حول الهجوم. مــع هــــذا، مـغـامـرة زيلينسكي محفوفة بـــاملـــخـــاطـــر؛ فـــلـــيـــس أمـــــــام مـــوســـكـــو اآلن مـن خيارات سوى فعل كل ما يلزم لوقف التوغل، وال يـمـكـن لـلـضـربـة املـــضـــادة األوكـــرانـــيـــة في كورسك أن تحقّق سوى أهداف محدودة. وكــــــحــــــد أقـــــــصـــــــى، قـــــــد تــــــأمــــــل الــــــقــــــوات األوكــرانــيــة حـــول كــورســك فــي تـوسـيـع نطاق وصولها إلـى ما هو أبعد من احتلل محطة الطاقة النووية فيها، مقابل الحتلل روسيا ،2022 ملــحــطــة زابـــوريـــجـــيـــا األوكــــرانــــيــــة عــــام لـكـن هـــذه األهــــداف ستعتمد عـلـى املـــدة التي ستستغرقها الـعـمـلـيـة، وبــــأي طـريـقـة يمكن لألوكرانيني الصمود داخل كورسك. ماذا بعد كورسك؟ يقول املحلل العسكري فرانتز ستيفان غادي، من جنيف، إن املرحلة املقبلة من عملية كـورسـك تعتمد على االحـتـيـاطـي املُــتــاح لدى كـل طـــرف، وكـيـف سيستخدمه على الجبهة. ويـتـابـع: «ستحتاج أوكـرانـيـا إلــى نقل جنود وموارد عسكرية إضافية للجبهة كي تحافظ على زخـم الهجوم، في حني ستسعى روسيا لـــصـــد الـــهـــجـــوم بـــســـرعـــة، واســـتـــخـــدام قـوتـهـا النارية كالقنابل املنزلقة». ويـــــــرى غـــــــــادي، كـــمـــا نـــقـــلـــت عـــنـــه «وول ستريت جـــورنـــال»، أن املشكلة الرئيسية في عـمـلـيـة كـــورســـك أنـــهـــا ال تُــغــيــر الـــوضـــع على الـــجـــبـــهـــة الـــشـــرقـــيـــة، حـــيـــث مــــا زالــــــت الـــقـــوات الــــروســــيــــة تـــتـــقـــدم، وإن كـــــان بـــوتـــيـــرة أبـــطـــأ. ويضيف: «عملية كورسك تتطلب قـدرًا كبيرًا من املـوارد، خصوصًا جنود املشاة، الذين قد تـحـتـاج إلـيـهـم أوكــرانــيــا عـلـى جبهة أخـــرى». وعــــلــــى الـــجـــبـــهـــة الـــشـــرقـــيـــة يـــعـــانـــي الـــضـــبـــاط األوكرانيون قلة عدد الجنود، ويتساءلون عن مغزى مهاجمة األراضــي الروسية، رغـم أنهم يأملون أن تـؤدي هذه العملية الهجومية في كورسك إلى تخفيف الضغط على جبهتهم. وهـــنـــا، يـــرجّـــح أن الــجــيــش األوكــــرانــــي يــفــضّــل الـــوقـــوف والـــقـــتـــال فـــي الــجــيــب الـــذي أنــــشــــأه، وربـــمـــا يــتــم تـــعـــزيـــزه، لــكــن األعـــــداد الهائلة من الجنود الذين سترسلهم موسكو سـتُــنـبـئـنـا فـــي نـهـايـة املـــطـــاف بـشـكـل الـقـتـال املقبل. واسـتـمـرار وجــود هــذا التوغل داخـل األراضـــي الروسية سيكون أمـرًا غير مقبول بالنسبة للرئيس بوتني. من آثار المعارك على جبهة كورسك (رويترز) ال شك في أن التوغل األوكراني املباغت داخل األراضي الروسية في منطقة كورسك الحدودية األسبوع الفائت، شكّل مفاجأة صادمة ملوسكو، التي انشغلت خالل األشهر األخيرة بتسجيل إنجازاتها على األرض، ومستوى التقدم البطيء ولكن املـتـواصـل، على عدد من الجبهات. كانت كييف تصارع خالل أشهر لتأكيد قدرتها على الصمود أمــام الهجمات الروسية الناجحة على مـحـوري خاركيف ودونيتسك، ولتوصل رسالة إلى الغرب مفادها أن املساعدات التي تقدم إلى أوكرانيا فعالة وضرورية، وأن مقولة «االنتصار الروسي املؤلم ولكن املحتوم» التي بدأت تأخذ رواجًا أكثر في الغرب، ليست أكيدة. في هذه الظروف جاء هجوم كورسك ليقلب موازين القوى، ويضع الرئيس الروسي فالديمير بوتني أمـام إحــراج غير مسبوق منذ اندالع الحرب قبل ثالثني شهرًا. مغامرة زيلينسكي تحرج الكرملين... وتعيد ترتيب أولويات الحرب األوكرانية موسكو: رائد جبر الخيارات الثالثة: مزيد من التقدم، تراجع أو انسحاب جزئي 3 ، * يـــتـــوقـــع الــــجــــنــــرال األســـــتـــــرالـــــي املــــتــــقــــاعــــد، مـــيـــك رايــــــــــان ســـيـــنـــاريـــوهـــات لـــتـــطـــور األحــــــــداث فــــي مــنــطــقــة كــــورســــك. يـتـضـمـن السيناريو األول، األكثر اندفاعًا، محاولة التمسك باألراضي التي أمكن االستيلء عليها، حتى التقدم أكثر من أجل سحب مزيد من الـقـوات الروسية من أوكرانيا، والحصول على أوراق مساومة في املفاوضات املستقبلية. لكن هذا أمر محفوف باملخاطر، وفق املحلل، ألنه سيكون من الصعب على القوات األوكرانية توفير غطاء للحرب اإللكترونية والدفاع الجوي، حتى للقوات املتمركزة جيدًا في مثل هذه املنطقة الواسعة. أمـا السيناريو الثاني فهو التراجع وإنـقـاذ الـقـوات واملـعـدات وإعــادة تجهيزها، وقد تسلحت بـروح معنوية عالية، في محاولة تـحـريـر أراضــيــهــم الــعــام املــقــبــل. وأمــــا الـخـيـار الـثـالـث فـيـقـوم على االنسحاب جزئيًا إلى مواقع أكثر أمنًا أقرب إلى الحدود األوكرانية. وسـيـتـطـلـب األمـــــر قـــــوات أقــــل عــــــددًا، وتـــوفـــيـــر دعــــم مــدفــعــي أفـضـل ولوجستيات أفضل، وتأمني قاعدة ملزيد من الهجمات في املستقبل. ويشير مـصـدر ملجلة «اإليـكـونـومـيـسـت» فـي هيئة األركــــان العامة للقوات املسلحة األوكرانية إلى أن هذا الخيار هو األكثر ترجيحًا. وقد جرى بالفعل نقل جزء من الخدمات اللوجستية - قوات الهندسة والوقود واملستشفيات امليدانية وقواعد الغذاء واإلصلح - على بعد عدة كيلومترات إلى عمق األراضي الروسية. «هذه األفعال االستفزازية (صلة الوزير اإلسرائيلي إيتمار بن غفير في الحرم القدسي) ال تـــــؤدي إال إلــــى تــفــاقــم الـــتـــوتـــرات فـــي لحظة مـحـوريـة، حـ ينبغي أن ينصب كـل التركيز على الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلـــى اتــفــاق لـوقـف إطـــاق الــنــار وتــأمــ إطــاق سـراح جميع الرهائن وخلق الظروف من أجل استقرار إقليمي أوسع». وزير الخارجية األميركي أنتوني بلينكن «فــــي هــــذه االنـــتـــخـــابـــات الــرئــاســيــة (للحزب)، من الضروري أن نظهر للناس أن الحزب الديمقراطي الحر يتغير وأن الحزب حزب ديمقراطي حر جديد؛ ولذا تــعــد االنـــتـــخـــابـــات الــشــفــافــة واملــفــتــوحــة والـنـقـاش الـحـر والنشط أمـريـن مهمني، والـــــخـــــطـــــوة األولـــــــــــى األوضـــــــــــح هــــــي أن أتنحى». رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا «هنا في لبنان، نعتقد أنه يمكننا الوصول إلــــى نــهــايــة الــــنــــزاع اآلن، الــــيــــوم. نـــــدرك أن هـنـاك مــن يــريــد ربــطــه بــنــزاعــات أخــــرى، لـكـن هـــذا ليس موقفنا... إذ ما زلنا نعتقد أن الحل الدبلوماسي أمـر ممكن ألننا نؤمن بــأن ال أحـد يرغب حقًا في وقــوع حـرب شاملة بني لبنان وإسـرائـيـل... كلما مـر وقـت على التصعيد ازدادت احتماالت وقـوع حوادث وأخطاء». المبعوث األميركي آموس هوكستين «طاملا استمرت حالة االنقسام، يبقى تحررنا منقوصًا... يجب أن تصل الحرية التي نتمتع بها إلى الشمال املتجمد، حيث الناس محرومون من الحرية ويعانون الفقر والجوع... مطلوب إنشاء مجموعة عمل بني الكوريتني يمكن أن تتناول أي مـسـألـة مــن تخفيف الــتــوتــرات إلـــى الـتـعـاون االقـتـصـادي والتبادالت الشعبية والثقافية واالستجابات للكوارث وتغير املـنـاخ. .. الحاجة كبيرة إلــى تغيير ذهنية الشعب الكوري الشمالي لجعله شديد الرغبة في وحدة قائمة على الحرية». الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول تشير تقارير إلى أن التقدم السريع للقوات األوكرانية تحقَّق بفضل مُعدات حرب إلكترونية قطعت االتصاالت الروسية

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==