طــــالــــب الــــرئــــيــــس الــفــلــســطــيــنــي مــحــمــود عـبـاس (أبـــو مـــازن) املجتمع الــدولـي بالضغط عـلـى إســرائــيــل لــوقــف اإلبـــــادة الـجـمـاعـيـة التي تـقـوم بـهـا فــي غـــزة والـضـفـة الـغـربـيـة والـقـدس وإلـزامـهـا بـوقـف إطـــاق الـنـار واالنـسـحـاب من غزة على الفور، وإيصال املساعدات اإلنسانية من دون عوائق. وأعـلـن عباس أنـه قـرر التوجه مـع جميع أعــضــاء الـقـيـادة الفلسطينية إلـــى قـطـاع غــزة، داعيًا قادة الدول العربية واإلسلمية واألخيار فـــــي الــــعــــالــــم واألمــــــــــن الـــــعـــــام لــــأمــــم املـــتـــحـــدة للنضمام إليه فـي هـذا التحرك اإلنساني من أجل تحقيق السلم واالستقرار. وقـــال عــبــاس: «قــــررت الـتـوجـه مــع جميع أعــضــاء الـقـيـادة الفلسطينية إلـــى قـطـاع غــزة، ســأعــمــل بــكــل طــاقــتــي لــكــي نـــكـــون جـمـيـعـ مع شعبنا لـوقـف الــعــدوان اإلسـرائـيـلـي الهمجي، وإن حياتنا ليست أغلى من حياة أي طفل من الشعب الفلسطيني». التوجه إلى غزة وأضــاف عباس، في خطاب أمـام البرملان الـتـركـي، أمـــس الـخـمـيـس، تــنــاول فـيـه الــعــدوان اإلسرائيلي على غـزة واألراضـــي الفلسطينية: «نــــحــــن نـــطـــبـــق أحــــكــــام الـــشـــريـــعـــة، الـــنـــصـــر أو الشهادة، وفي هذا املقام وأنا أمام منبر دولي، أدعو قادة الدول العربية واإلسلمية واألخيار في العالم واألمي العام للمم املتحدة ملشاركتي في ذلك وتحقيق االستقرار للجميع». وتـــابـــع: «أدعــــو مـجـلـس األمــــن إلـــى تأمي وصــولــنــا إلـــى قــطــاع غــــزة، وســتــكــون وجهتي بـعـد قـطـاع غـــزة الـــذهـــاب إلـــى الــقــدس الشريف عاصمتنا األبدية». ولفت عباس إلى أن الدول األوروبية بدأت تعترف بدولة فلسطي، قائل: «وسنصل إلى إجــبــار الـــواليـــات املـتـحـدة عـلـى االعـــتـــراف بها، نــنــاشــد املــجــتــمــع الــــدولــــي التـــخـــاذ اإلجـــــــراءات القانونية اللزمة بحق انتهاك دولـة االحتلل اإلسرائيلي للقانون الدولي، ونأمل من تركيا مساعدتنا في هذه املساعي». ووجـه عباس التحية إلى انضمام تركيا إلى الدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا ضد اإلبـــادة الجماعية في قطاع غـزة أمــام املحكمة الـدولـيـة، وقـــرار وقـف التجارة مـع «إسـرائـيـل»؛ دعمًا للشعب الفلسطيني. وقــــال: «نـثـمـن عـالـيـ دور تـركـيـا حـكـومـة وشعبًا بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني». وأشـــــــــــــــــــــاد عـــــــــبـــــــــاس بـــــــــمـــــــــواقـــــــــف مــــصــــر واألردن الـــرافـــضـــة لـخـطـط إســـرائـــيـــل لتهجير الفلسطينيي من قطاع غزة، وتقديمهما الدعم للقضية الفلسطينية في مختلف املحافل. وتساءل عباس: «كيف للمجتمع الدولي أن يبقى صـامـتـ أمـــام الــجــرائــم الـيـومـيـة التي ترتكبها قـــوات االحـــتـــال فــي مــراكــز إيــــواء في غزة، وآخرها مجزرة مدرسة التابعي». وفــي مستهل خطابه أمـــام الـبـرملـان، نـدّد عباس باغتيال رئيس املكتب السياسي لحركة املـــقـــاومـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة «حــــمــــاس»، إسـمـاعـيـل هنية، مـؤكـدًا أن االحــتــال اإلسـرائـيـلـي ارتكب جريمة بحق القائد الشهيد إسماعيل هنية. محاسبة إسرائيل وقــــال عــبــاس إن «غــــزة والـــقـــدس والـضـفـة الغربية هـي أرض تشكل الـدولـة الفلسطينية، وال دولــــــة فــــي غـــــزة وال دولــــــة فـلـسـطـيـنـيـة مـن دون غـــــزة، شـعـبـنـا لـــن يـنـقـسـم وسـنـعـيـد بـنـاء غــزة ونضمد جـــراح شعبنا بـسـواعـد أبنائها، وبدعم العاملي العربي واإلسـامـي، أمـا القتلة فـلـن يفلتوا أبـــدًا مــن الـعـقـاب عـلـى مــا اقـتـرفـوه، ومـــــا زالــــــــوا، مــــن جــــرائــــم لــــن تــســقــط بـــالـــتـــقـــادم، وسنواصل نضالنا وكفاحنا لتحقيق العدالة للفلسطينيي، وسنواصل العمل مع املؤسسات الدولية، وعلى رأسها محكمة العدل الدولية، واملــحــكــمــة الـجـنـائـيـة الـــدولـــيـــة الــتــي أعــلــنــت أن نتنياهو وأحد وزرائه مطلوبان للسجن». وتـابـع الـرئـيـس الفلسطيني: «فـضـا عن قرارات الجمعية العامة للمم املتحدة ومجلس األمــــــن، فــــإن الــــدولــــة الـفـلـسـطـيـنـيـة هـــي حقيقة واقــعــة، والـشـعـب الفلسطيني متمسك بأرضه ومقدساته، ولن يتخلى عنها مهما كان الثمن». وواصـــل: «شعبنا بصموده األسـطـوري، 100 ومــقــاومــتــه الـبـاسـلـة املـسـتـمـرة ألكــثــر مـــن عــام، ال يدافع فقط عن أرضــه ووطنه فلسطي أو هـــويـــتـــه اإلســــامــــيــــة وحـــقـــوقـــه الــســيــاســيــة املشروعة، فحسب، لكنه يقف أيضًا في الخندق األمامي دفاعًا عن األمة العربية واإلسلمية في وجه هذا املشروع االستعماري التوسعي، وفي وجـه الحركة الصهيونية التي تريد الهيمنة على منطقتنا كلها... لن نسمح لهم». وقـــــال عـــبـــاس: «إنـــنـــا نـعـلـم جـــيـــدًا مـكـانـة القدس في قلوبكم منذ التاريخ، لن نفرط في القدس الشريف، هذا ما كان يقوله العثمانيون فــــي بـــدايـــتـــهـــم وحـــتـــى يـــومـــنـــا هــــــذا، والـــقـــدس بأقصاها وكنائسها وهـي بالنسبة لكم ولنا خط أحمر، وهـي أمانة شعبنا التي لن نفرط فيها أبدًا، ولن تفلح أبدًا املمارسات واإلهانات اإلسرائيلية في املسجد األقصى مهما فعلوا». ولـفـت عـبـاس إلــى «أن هـنـاك حديثًا هذه األيام عن سيناريوهات يجري إعدادها لليوم التالي للعدوان على غــزة، ونحن نقولها بكل وضوح إن قطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الــغــربــيــة هـــي وحـــــدة جــغــرافــيــة واحــــــدة تشكل الـدولـة الفلسطينية املستقلة حسب الشرعية الــــدولــــيــــة، والــــتــــي تــحــكــمــهــا حـــكـــومـــة شــرعــيــة واحــــــدة، ومــــن دون ذلــــك، ومــــن دون االعـــتـــراف بــالــدولــة الفلسطينية لــن تـنـعـم املـنـطـقـة كلها بـاألمـن واألمــــان، فالطريق إلــى الـسـام واألمــن تبدأ من فلسطي وتنتهي في فلسطي». وحيّا عباس جميع الحركات التي قامت فــي كــل مـكــان بـأنـحـاء الـعـالـم تــرفــض الــعــدوان اإلسرائيلي، وتدين إسرائيل الرتكابها جرائم اإلبــادة الجماعية والتطهير العرقي والتمييز العنصري فـي األراضــــي الفلسطينية، مشيرًا في املائة من اليهود في أميركا اآلن 40 إلى أن يعدون إسرائيل دولة مجرمة. انتقاد الصمت الدولي وقــــــال عـــبـــاس إن «أولـــويـــتـــنـــا الــــيــــوم هـي وقـــــــف الـــــــعـــــــدوان اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي بـــــــأي وســـيـــلـــة ومـهـمـا كـــان الــثــمــن، واالنـــســـحـــاب الـــفـــوري من أرض دولــــــة فــلــســطــن، واإلســـــــــراع فــــي تـقـديـم املساعدات اإلنسانية، ومنع التهجير القسري 1948 خــــــــارج الـــــوطـــــن كـــمـــا حــــــدث فـــــي عــــامــــي ، وإعــادة النازحي إلـى بيوتهم، ووقف 1967 و االستيطان وجرائم قـوات االحتلل في الضفة الغربية والقدس». وأضــــــــاف عــــبــــاس: «لـــــــذا أطــــالــــب مـجـلـس قـــــرارًا لـــم يُــنـفَّــذ 80 األمـــــن، الــــذي سـبـق وأصـــــدر منها قرار واحد بسبب أميركا، بتنفيذ قراراته بـالـوقـف الــفــوري إلطـــاق الــنــار، وسـحـب قـوات االحتلل من قطاع غزة من دون تأخير، وتنفيذ توصيات محكمة العدل الدولية». وأشـــــار إلــــى أنــــه رغــــم مـــحـــاوالت الـعـرقـلـة املستمرة من جانب الـواليـات املتحدة حصلت منظمة 120 دولــة فلسطي على العضوية في دولـــــيـــــة، مـــنـــهـــا املـــحـــكـــمـــة الـــجـــنـــائـــيـــة الـــدولـــيـــة ومحكمة العدل الدولية، التي نحاكم إسرائيل من خللها حاليًا على جرائمها. 4 حرب غزة ... تتمدد NEWS Issue 16698 - العدد Friday - 2024/8/16 اجلمعة أبدى عباس ثقته بإمكان إجبار الواليات المتحدة على االعتراف بدولة فلسطين ASHARQ AL-AWSAT إسرائيل تهدم بيوتهم بالجرافات و«حماس» تهدمها بالصواريخ عرب النقب «بين نارين» تـظـاهـر الـعـشـرات مــن املـواطـنـن الـعـرب فــــي الـــنـــقـــب، أمـــــس الـــخـــمـــيـــس، أمـــــــام مـجـمـع الــدوائــر الحكومية واملـحـاكـم فـي مدينة بئر الـسـبـع، وذلـــك احـتـجـاجـ عـلـى عمليات هـدم املــنــازل الـتـي تستهدف املجتمع الـعـربـي في الـــنـــقـــب، والــــغــــرامــــات املـــالـــيـــة الــبــاهــظــة الـتـي تفرض على املواطني، باإلضافة إلى توزيع كتب إخطار لهدم املزيد من البيوت في معظم مناطق سكناهم. وقـــد عـبـر الـكـثـيـرون منهم عــن الغضب واإلحـــــبـــــاط، مـــن جـــــراء املـــصـــائـــب الـــتـــي تحل عـلـيـهـم والـــتـــي تــضــاعــفــت وتــفــاقــمــت بشكل خطير منذ الحرب على غزة، التي وضعتهم فـي موقف ينطبق عليه املـثـل: «بـن نـاريـن». فقد دفعوا ثمنًا باهظًا خلل هجوم «حماس» أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) 7 على إسـرائـيـل فـي 10 ، شــخــصــ 16 املـــاضـــي، حــيــث قــتــل مـنـهـم مـنـهـم خـــال الـقـصـف الـــصـــاروخـــي مـــن غـــزة، والــــبــــاقــــون قـــتـــلـــوا بـــالـــرصـــاص مــــن عـنـاصـر «حماس»، وتم خطف ستة منهم إلى غزة مع مـواطـنـ إسـرائـيـلـيـ مـخـطـوفـن، وخــال 234 100 الحرب هدمت الشرطة اإلسرائيلية نحو بيت وخربة، بحجة أنها بُنيت بل ترخيص. وجــــــــاءت املــــظــــاهــــرة بــــدعــــوة مــــن لـجـنـة الــتــوجــيــه الـعـلـيـا لــلــعــرب فـــي الــنــقــب واألطــــر الفاعلة والـلـجـان الشعبية فـي النقب. ورفـع املتظاهرون اللفتات التي تطالب الحكومة اإلسرائيلية بوقف عمليات الهدم، واالمتناع عن تحرير الغرامات املالية الباهظة للهالي فــــي إطــــــار ســـيـــاســـة الــــهــــدم الـــتـــي تـنـتـهـجـهـا الحكومة اإلسرائيلية بحقهم. وعـــرب الـنـقـب هــم جـــزء مــن فلسطينيي ، الــذيــن أصـبـحـوا مـواطـنـن فــي إسـرائـيـل 48 ألــف 240 بــعـد الــنــكــبــة. وهــــم يـشـكـلـون نــحـو نـــســـمـــة. ويــــوجــــد لـــهـــم أقــــــــارب كــــثــــيــــرون مـن العائلت نفسها في غزة، يقدر عددهم بنحو ألف مواطن. فعندما هاجمت «حماس» 300 إسرائيل خسروا عددًا من أبنائهم وبناتهم، وعندما هاجمت إسرائيل قطاع غزة خسروا بــعــضــ مـــن أبــنــائــهــم وبـــنـــاتـــهـــم. ولـــذلـــك فقد أكـثـروا مـن إطـــاق نـــداءات االستغاثة بوقف الحرب، التي تلحق بهم أذى مزدوجًا. لكن العديدين منهم يتلقون تهديدات مــــــن جـــــهـــــات فــــــي غـــــــزة وغـــــيـــــرهـــــا، تــتــهــمــهــم بـالـتـعـاون مـع االحــتــال. وفــي الـوقـت نفسه، تمارس السلطات اإلسرائيلية حملت عدائية ضدهم، تتمثل في القمع والكبت السياسي وهـــدم الـبـيـوت على نـطـاق واســـع، تستهدف ترحيلهم عــن أراضــيــهــم وتـدمـيـر مساكنهم وتهويد املنطقة، عبر تجميع أكبر عـدد من العرب على أقـل مساحة من األرض، وتركيز املـجـتـمـعـات الــبــدويــة فــي أحــيــاء جــديــدة يتم إنشاؤها في مدن وبلدات قائمة، في املقابل تـشـجـع هــجــرة الــيــهــود إلـــى املـنـطـقـة وتعمل على إنشاء مـدن وتجمعات سكنية يهودية جديدة. وخلل فترة الحرب، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر املاضي، وفي أثناء والية الحكومة الحالية التي يتولى فـيـهـا املـتـطــرف إيـتـمــار بــن غـفـيـر وزارة األمــن الداخلي، وعضو حزبه، يتسحاك فاسرالوف، يتولى وزارة النقب والجليل، ارتفعت وتيرة عـــمـــلـــيـــات الــــهــــدم بـــحـــق أهــــالــــي الـــنـــقـــب الـــذيـــن يـــتـــعـــرضـــون لـــحـــمـــات مــــاحــــقــــات وتــضــيــيــق مستمرة، وبلغت في شهر مايو (أيار) املاضي بيتًا ومبنى لديهم. 74 هدم وقال رئيس بلدية رهط، طلل القرناوي، إن هذه املظاهرة هي بداية لسلسلة مظاهرات واحتجاجات مقبلة، خاصة في ظل تصعيد عــمــلــيــات الــــهــــدم. فــرئــيــس الــحــكــومــة يعطي الصلحية للوزراء املتطرفي أمثال إيتمار بن غفير وآخرين، واالستمرار بهذه السياسات سيضر بعلقات املواطني العرب في النقب مع الدولة». وقــــال رئــيــس املـجـلـس اإلقـلـيـمـي للقرى غــيــر املـــعـــتـــرف بـــهـــا، عــطــيــة األعــــســــم: «يـجـب علينا تغيير طريقة االحـتـجـاج؛ إذ إن هذه الطريقة باتت مستهلكة ولـم تمنع عمليات الــــهــــدم، يـــجـــب عــلــيــنــا الــتــصــعــيــد والــــوقــــوف واالعتصام بـاآلالف، وذلك ملنع هدم بيوتنا، ويــجــب عـلـيـنـا إغــــاق الـــطـــرق، مـــن أجــــل صد هـذه املـمـارسـات». وأضــاف أن «الهجمة على بـيـوتـنـا شــرســة، ومـــن أجـــل حمايتها علينا العمل بشكل وحدوي». وأكدت لجنة املتابعة العليا للجماهير العربية أن «جرائم تدمير عشرات البيوت في النقب، تـنـدرج فـي إطــار الـحـرب اإلسرائيلية عـلـى شعبنا الفلسطيني فــي جـمـيـع أمـاكـن وجوده في الوطن، بموازاة استفحال التمييز الـــعـــنـــصـــري، وغــــــض الـــنـــظـــر عــــن اســتــفــحــال الجريمة، بهدف ضرب االستقرار املجتمعي ومــــواصــــلــــة وتـــكـــثـــيـــف ضــــــرب وجـــــودنـــــا فـي وطننا». تل أبيب: «الشرق األوسط» (رويترز) 2024 أبريل 14 يتفقدون بقايا صاروخ أطلقته إيران باتجاه إسرائيل بالقرب من النقب في هيئتان فلسطينيتان تتهمان تل أبيب بانتهاك منهجي للقوانين الدولية غزاوي يروي كيف استخدمته إسرائيل درعا بشرية نشرت «هيئة شؤون األسرى واملحررين» و«نـادي األسير الفلسطيني»، أمس الخميس، بــيــانــ مــشــتــركــ يـتـضـمـن شـــهـــادة لــلــشــاب (م. عـامـ مــن غـــزة، والـــذي 21 د) الـبـالـغ مــن الـعـمـر اسـتـخـدمـتـه قــــوات الـجـيـش اإلســرائــيــلــي درعـــ يومًا بعد اعتقاله في 40 بشرية ملدة تجاوزت يـونـيـو (حــــزيــــران) املـــاضــي مــن مـعـبـر كـــرم أبـو سالم. وقد روى كيف أجبره الجنود على ارتداء زي عسكري وتزويده بكاميرا الستخدامه في مهام عسكرية تحت تهديد الضرب والتجويع املستمر. وقــال الـشـاب إن مـا أنـقـذه مـن هــذه املهمة البشعة هــو إصـابـتـه بطلقة نــاريــة فــي صــدره أغسطس (آب) الحالي؛ إذ نُقل على أثرها 6 في إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع، حيث مـكـث ثـاثـة أيـــام قـبـل إطـــاق ســراحــه، الجمعة املــاضــي، ليتابع الــعــاج فــي مستشفى ناصر الطبي في غزة بسيارة إسعاف، حيث تبي أن اإلصــابــة سببت لـه كـسـرًا فـي صـــدره، وإصـابـة أخــــــرى فــــي الــــرئــــة، وال يــــــزال مـــخـــرج اإلصـــابـــة مفتوحًا وهو بحاجة إلى علج ومتابعة طبية حــثــيــثــة. وأشـــــــارت الــهــيــئــتــان الـفـلـسـطـيـنـيـتـان إلـــى أن «الــشــاب تـعـرض لجريمة حـــرب مركبة تتضمن االعتقال والتعذيب واستخدامه درعًا بشرية، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الـدولـي واالتفاقيات الدولية التي تحظر مثل هذه املمارسات». وأكــدت الهيئة والـنـادي أن هـذه الجريمة تـــأتـــي ضــمــن سـلـسـلـة مـــن الـــجـــرائـــم املـنـهـجـيـة الـــــتـــــي يـــرتـــكـــبـــهـــا االحـــــــتـــــــال ضــــــد املـــعـــتـــقـــلـــن الفلسطينيي، حـيـث تـصـاعـدت بشكل خـاص منذ بدء الحرب على غـزة. وأعــادت املؤسسات دعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته فـي مواجهة الجرائم اإلسرائيلية، ومحاسبة االحــتــال على انتهاكاته املـتـكـررة، داعـيـة إلى تـجـاوز حـالـة الـعـجـز الـراهـنـة والـتـصـدي لهذه الجرائم بشكل فعال. وجاء في الشهادة أن الشاب (م. د) اعتقل خــــال عــمــلـه فـــي نــقــل الــبــضــائــع، حــيــث تـعـمّــد االحـتـال إبـقـاءه فـي نقطة تمركز تابعة لقوة من الجيش بي محور صلح الدين (فيلدلفيا) ورفح. وبحسب الشهادة، «فإن قوات االحتلل استخدمته درعًا بشرية بشكل يومي، عبر عدة أساليب منها: وضعه على مقدمات السّيارات العسكرية التابعة للجيش، وهو مقيد األيدي واألرجــل، إضافة إلى إجباره على ارتــداء الزي العسكري لجيش االحتلل وتزويده بكاميرا». وأوضـــحـــت الـــشـــهـــادة أنــــه فـــي حــــال رفــض الـــشـــاب االمـــتـــثـــال ألوامـــــر االحــــتــــال، فــإنــه «كـــان يتعرض للضرب، وكانت ترافقه طيارة مسيرة لتوجيهه خـــال حـركـتـه، وعـلـى مـــدار تـلـك املــدة مارس جنود االحتلل بحقّه سياسة التّجويع، كـــمـــا حــــرمــــوه مــــن اســــتــــخــــدام دورة املـــــيـــــاه، أو االستحمام، واستمر ذلك على مدار مدة اعتقاله، حيث كان يواجه املوت كل لحظة بحسب تعبيره، إلى أن أُصيب بالطلق الناري في صـدره، وبقي لنحو نصف ساعة من دون علج». وبـــحـــســـب بـــيـــان الـــهـــيـــئـــة والــــــنــــــادي، فـــإن الشاب (م. د) تعرض هو وعائلته «كما مئات اآلالف مـن املـواطـنـن مـن غــزة إلــى الــنــزوح إلى أكثر من منطقة، جـرّاء حرب اإلبــادة املستمرة، وخـــال الـحـرب استشهد والــــده، كما أن هناك أفـــرادًا مـن عائلته فـي عــداد املـفـقـوديـن». وربـط البيان بي هذه الحادثة وعشرات الحاالت التي مورست فيها جرائم تعذيب في السّجون وفي مـعـسـكـرات االعــتــقــال اإلســرائــيــلــيــة، وقـــد شكّل معسكر «سـديـه تـيـمـان» إحـــدى أبـــرز املحطات لجرائم التّعذيب والتّجويع والجرائم الطبيّة واالعتداءات الجنسيّة بحقّهم، والتي أدت إلى استشهاد العشرات من معتقلي غزة، غالبيتهم يـــواصـــل االحـــتـــال إخـــفـــاء هــويــاتــهــم، هـــذا عـدا اإلعدامات امليدانية التي نفذها». وذكّــــــرت الـهـيـئـتـان أن «االحــــتــــال، ومـنـذ بدء حرب اإلبـادة، نفّذ وال يزال حملت اعتقال منهجية ومتصاعدة في كافة أنحاء فلسطي، وقـد بلغ عـدد حـاالت االعتقال في الضّفة أكثر من عشرة آالف، إضافة إلى آالف املواطني من غزة، الذين تعرضوا لجريمة اإلخفاء القسري، وقد رافـق عمليات االعتقال جرائم وانتهاكات - غــيــر مــســبــوقــة - بــمــســتــواهــا، واســـتـــمـــر ذلــك بــعــد نـقـلـهـم إلــــى مـــراكـــز الـتّــحـقـيـق والــتّــوقــيــف والسّجون واملعسكرات، التي تحوّلت إلى حيز لجرائم التعذيب». وجـــــددت الـهـيـئـة والــــنــــادي مـطـالـبـاتـهـمـا املــؤســســات الـحـقـوقـيـة الـــدّولـــيـــة، بـــ«اســتــعــادة دورهــــــا الــــــازم واملـــطـــلـــوب أمـــــام حــــرب اإلبـــــادة املــســتــمــرة والـــجـــرائـــم املـنـهـجـيـة الـــتـــي يـنـفـذهـا االحـــتـــال بــحــق األســـــرى واملـعـتـقـلـن، وتحمل مـسـؤولـيـاتـهـا الـــازمـــة، وتـــجـــاوز حــالــة العجز املرعبة التي تلف دورهـــا، وتـجـاوز هــذا الــدور الـقـائـم فـقـط عـلـى رصـــد الـجـرائـم واالنـتـهـاكـات وإصدار املواقف والبيانات، إلى مستوى يؤدي إلى محاسبة االحتلل والقوى الداعمة له». تل أبيب: «الشرق األوسط» أرشيفية ألسرى في زنزانة إسرائيلية (وفا) طالب أمام البرلمان التركي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب عباس: سأذهب مع جميع أعضاء القيادة إلى قطاع غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرفع شارة النصر خالل إلقائه خطابا أمام البرلمان التركي بأنقرة أمس (رويترز) أنقرة: سعيد عبد الرازق
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==