issue16698

شدّد مبعوث األمم املتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، خالل إحاطته الشهرية أمـام مجلس األمـن، الخميس، على أهمية توحيد العملة اليمنية وإنــهــاء االنقسام املصرفي، مشيرًا إلى الـدور السعودي في احتواء دائرة التصعيد االقتصادي األخير بني الحكومة اليمنية والحوثيني. إحـــــاطـــــة املــــبــــعــــوث األمـــــمـــــي تـــزامـــنـــت مــــع تــــواصــــل اإلدانـــــــــات الـــدولـــيـــة القــتــحــام الــحــوثــيــ فـــي صــنــعــاء مــقــر مـكـتـب األمـــم املــــتــــحــــدة لــــحــــقــــوق اإلنــــــســــــان ومـــــصـــــادرة محتوياته وإغـ قـه، والـدعـوة إلـى اإلفـراج عـــــن املــــوظــــفــــ اإلغــــاثــــيــــ فـــــي الـــــوكـــــاالت األممية واملنظمات الدولية املعتقلني لدى الجماعة املوالية إليران. وأشـــــــــــــار غـــــــرونـــــــدبـــــــرغ إلـــــــــى خـــفـــض الـــتـــصـــعـــيـــد االقـــــتـــــصـــــادي بـــــ الـــحـــكـــومـــة اليمنية والــحــوثــيــ ، وقــــال فــي إحـاطـتـه: «تمكّن الـطـرفـان الشهر املـاضـي بدعم من اململكة العربية السعودية من وقف دائرة خطيرة من التصعيد الذي كان يؤثر سلبًا في قطاعي البنوك والنقل في اليمن ويهدد بإشعال فتيل نزاع عسكري جديد». ولـــــفـــــت إلــــــــى الــــتــــصــــعــــيــــد اإلقـــلـــيـــمـــي الـــــــذي يــــحــــدث بــــالــــتــــوازي مــــع مــــا وصــفــه بـــ«الــتــحــديــات الـحـقـيـقـيـة واملــلــحــة» داخـــل اليمن التي تحتاج إلى معالجة، موضحًا أن معالجة الــنــزاع املستمر مـنـذ عـقـد من الزمن في اليمن ال يــزال هو محور تركيز جهوده. وإزاء حــمـلــة الـــقـــمـــع الـــحـــوثـــيـــة ضـد مـــوظـــفـــي الـــــوكـــــاالت األمـــمـــيـــة واملــنــظــمــات الــــدولــــيــــة، دعـــــا املـــبـــعـــوث الـــجـــمـــاعـــة «إلــــى التصرف بمسؤولية ورأفة تجاه املواطنني واملــواطــنــات فــي بـلـدهـم واإلفـــــراج الـفـوري غــيــر املــــشــــروط عـــن جـمـيـع مــوظــفــي األمـــم املــــتــــحــــدة واملــــنــــظــــمــــات غــــيــــر الـــحـــكـــومـــيـــة واملجتمع املدني والبعثات الدبلوماسية والـــقـــطـــاع الـــخـــاص، بـــاإلضـــافـــة إلــــى أبــنــاء األقليات الدينية». وتـابـع بـالـقـول: «بـعـد أربـعـة أيـــام في أغسطس (آب)، ســوف نحتفل باليوم 19 اإلنساني العاملي، إال أننا مع ذلـك نواجه في اليمن حملة قمع على الفضاء اإلنساني واملدني من قبل أنصار الله (الحوثيون)». وشــدّد غروندبرغ على أهمية العمل نحو توحيد العملة اليمنية، ونحو بنك مـــركـــزي مـــوحــد وضـــمـــان الـــنـــأي بـالـقـطـاع املـــصـــرفـــي عـــن الـــتـــدخـــل الـــسـيــاســي، وقـــال إن مكتبه أعــد «خـيـارات، وعــرض مقترحًا ومسارًا واضحني لتحقيق هذه األهداف». إدانات غربية اســـتـــمـــرارًا لـلـتـنـديـد الـــدولـــي بـاقـتـحـام الحوثيني مقر املفوضية السامية لحقوق اإلنسان في صنعاء، أدانـت اململكة املتحدة «بـــشـــدة» هـــذا االقـــتـــحـــام، ودعــــت الـحـوثـيـ إلـى السماح لألمم املتحدة واملنظمات غير الحكومية بمواصلة عملها الحيوي خدمة لشعب اليمن، وإلـى اإلفــراج فـورًا عن جميع املـــوظـــفـــ املـــحـــتـــجـــزيـــن، وفـــــق مــــا جـــــاء فـي بيان لوزير شــؤون الشرق األوســط هيمش فولكنر. وكـــانـــت الــــواليــــات املـــتـــحـــدة أدانــــــت في بـيـان للنائب الرئيسي للمتحدث الرسمي بــــاســــم وزارة الـــخـــارجـــيـــة فــــيــــدانــــت بـــاتـــل، اسـتــيـ ء الـحـوثـيـ عـلـى مـكـتـب املفوضية السامية لألمم املتحدة لحقوق اإلنسان في صــنــعــاء، وقـــالـــت إن ذلــــك «يـنـتـهـك األعــــراف الـدولـيـة، ويـبـ أن الحوثيني ال يحترمون أدنى املمارسات الدولية األساسية». ورأت الخارجية األميركية أن ما حدث لـيـس «ســــوى خــطــوة أخــــرى ضـمـن سلسلة عدوانية من أعمال الحوثيني، التي تشمل عمليات اعتقال ملوظفني فـي األمــم املتحدة ومـــنـــظـــمـــات دولــــيــــة وهـــيـــئـــات دبــلــومــاســيــة يعملون ملساعدة الشعب اليمني». وحذرت من أن هذه األعمال ستفاقم عرقلة عمليات تسليم املــســاعــدات إلـــى املــدنــيــ اليمنيني الــــذيــــن يـــعـــانـــون ظــــــروف األزمـــــــة مـــنـــذ وقـــت طويل. وأوضــــح الـبـيـان أن الـــواليـــات املتحدة تـــواصـــل دعــــم الـــســـ م املـــتـــفـــاوض عـلـيـه في الــيــمــن بـــرعـــايـــة األمـــــم املـــتـــحـــدة. كــمــا تـدعـم بشدة عمل املفوضية السامية لألمم املتحدة لـــحـــقـــوق اإلنـــــســـــان وغـــيـــرهـــا مــــن الــــوكــــاالت واملنظمات التي تغيث الشعب اليمني. وشـددت الخارجية األميركية على أنه «ال يـمـكـن الــتــوصــل إلـــى حـــل دائــــم لـلـصـراع الــيــمــنــي، مـــا دام الــحــوثــيــون يـــصـــرون على مهاجمة السفن الدولية ويهددون جيرانهم والشعب اليمني». زعيم الجماعة يتوعّد تــوعّــد زعـيـم الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة عبد امللك الحوثي في خطبته، الخميس، بالرد على القصف اإلسرائيلي مليناء الحديدة، وبـــاالســـتـــمـــرار فـــي مـهـاجـمـة الــســفــن الـتـي لــهــا صــلــة بـــإســـرائـــيـــل، مــشــيــرًا إلــــى مقتل منذ 181 عنصرًا مـن أتباعه، وإصـابـة 73 بـــدء التصعيد الــبــحــري، جـــراء الـضـربـات قتلى سقطوا 6 الغربية، بمن فيهم نحو في القصف اإلسرائيلي للحديدة، ونحو جريحًا. 80 واعــــتــــرف الـــحـــوثـــي بـتـلـقـي جـمـاعـتـه منها 8 ، غــــارات غــربــيــة 10 هـــذا األســـبـــوع اسـتـهـدفـت الـحـديـدة عـلـى الـبـحـر األحـمـر، وغــارتــان استهدفتا حجة وصـنـعـاء، كما تبنّى خالل األسبوع نفسه مهاجمة السفن صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة 15 بـ مسيرة. كــمــا اعـــتـــرف الـــحـــوثـــي بــــأن جـمـاعـتـه نوفمبر 19 نجحت منذ بدء التصعيد في (تشرين الثاني) املاضي في تعبئة أكثر من ألـف متخرج في الـــدورات العسكرية، 400 وقـال إن الـرد على اغتيال إسماعيل هنية وقـصـف الـحـديـدة «آت حتمًا، ولــه مساره وتـــجـــهـــيـــزاتـــه وتـــكـــتـــيـــكـــه، ولــــــه إمـــكـــانـــاتـــه املخصصة»، وأن تأخّر الرد «هو في سياق عملي ليكون موجعًا». 2 أخبار NEWS Issue 16698 - العدد Friday - 2024/8/16 اجلمعة المبعوث األممي: بدعم السعودية تمكن اليمن من وقف دائرة خطيرة من التصعيد المؤثر سلبا على البنوك والنقل ASHARQ AL-AWSAT إدانات غربية الستيالء الحوثيين على مكتب أممي في صنعاء غروندبرغ يدعو إلى عملة يمنية موحدة واإلفراج عن موظفي المنظمات في صنعاء المبعوث األممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (األمم المتحدة) عدن: علي ربيع رابطة العالم اإلسالمي تدشن أكبر مشروعاتها للمياه بأفريقيا دَشَّنَت رابطة العالم اإلسالمي في ماالوي، أحد أكبر مشروعاتها للمياه في قـارة أفريقيا، واألكبر في مــاالوي، بحضور أمينها العام الدكتور محمد العيسى، والسيدة األولى بماالوي مونيكا تشاكويرا، ووزيرة املياه عابدة مايا، وعدد من املسؤولني الحكوميني ومسؤولي املنظمات اإلنسانية. وأكد العيسى أن هذا املشروع النوعي «يُبرز قِيَم ديننا الرفيعة في نفع اإلنسانية دون تمييز». وثَــمَّــنـت مونيكا تـشـاكـويـرا جـهـود رابـطـة الـعـالـم اإلســ مــي في إنجاز هـذا املـشـروع الــذي ينهي أزمــة اآلالف من السكان في املناطق املـحـيـطـة بــاملــشــروع، والـــذيـــن هــم فــي أشــــد الــحــاجــة إلـــى مــصــدر آمــن ومُـــســـتـــدام لـلـمـيـاه الـنـقـيـة بـعـد أن طــالــت مُــعـانـاتُــهـم مــن نــــدرة املـيـاه وتلوّثِها، وما يسببه ذلك من أمـراض خطيرة ووفيات، ال سيما بني األطفال. يُـــشـــار إلـــى أن املـــشـــروع يـــخـــدِم ســـت مــنــاطــق، ويــعــمــل بـالـطـاقـة الشمسية لضمان االستدامة في ظـل شُــح مــوارد الطاقة في املنطقة، ويضُم وحدات للتخزين واملضخَّات، ويستفيد منه آالف املحتاجني، الذين طاملا عانوا من عدم الحصول على مصدر آمن للمياه النقيَّة. ليلونغوي (مالوي): «الشرق األوسط» حمالت جباية رغم تدهور إنتاج المحاصيل إرغام مزارعين في ريف صنعاء على التبرع للجبهات أرغـمـت الجماعة الحوثية مــزارعــ فـي ريف صــنــعــاء عــلــى تــقــديــم مــحــاصــيــل زراعــــيــــة مـجـانـيـة ملـصـلـحـة مـقـاتـلـيـهـا فـــي الــجــبــهــات، بـــالـــتـــوازي مع إجبارها عددًا آخر على دفع مبالغ مالية لنقل تلك التبرعات. وذكـرت مصادر مطَّلعة في صنعاء لـ«الشرق األوســــــــط»، أن عــمــلــيــات اإلرغـــــــام الــحــوثــيــة تــــوازت مــع إجــبــار سـكـان األحــيــاء واملــؤســســات الحكومية الخاضعة للجماعة في العاصمة املختطفة صنعاء وريــفــهــا عـلـى املــشــاركــة فــي تسيير قــوافــل غـذائـيـة متنوعة مع جمع تبرعات نقدية. وطبقًا للمصادر، أجبر الحوثيون أهالي قرى ذي مرمر وخربة سعوان وصـرف، التابعة ملديرية بني حشيش شمال شرقي صنعاء على تقديم نحو قوافل متنوعة من مختلف املحاصيل الزراعية، 6 منها األعناب بمختلف أنواعها والخوخ، ملصلحة مقاتلي الجماعة. كما أرغـمـت الجماعة مـزارعـ فـي قـرى تتبع مديريات همدان وبني مطر وسنحان وخـوالن في مـحـافـظـة ريـــف صـنـعـاء عـلـى تسيير قــوافــل مالية مليون ريال يمني (الدوالر نحو 20 وعينية بمبلغ ريـــاال فـي مناطق سيطرة الـجـمـاعـة) تتضمن 530 بعضها زبيبًا ولوزًا، وأصنافًا متعددة من الفواكه. واشتكى مزارعون في ريف صنعاء لـ«الشرق األوســـــــــط»، مــــن تـــجـــدد االســــتــــهــــداف الـــحـــوثـــي لـهـم بفرض إتاوات إجبارية جديدة، رافقها أعمال تعقب وخـــطـــف طـــاولـــت عـــشـــرات املــــزارعــــ بــعــد رفـضـهـم التبرع. وفي حني يتولى مشرفو الجماعة الحوثية مهمة مـراقـبـة وتـتـبـع عـمـلـيـات الـــزراعـــة مـنـذ بـدايـة املـــوســـم وحــتــى جـنـي الــثــمــار، أفــــاد املــــزارعــــون بـأن الجماعة فرضت في هذا املوسم جبايات مضاعفة عما كان في العام السابق، بزعم وجود اتساع في عملياتها العسكرية، بما في ذلك التصعيد املستمر للجماعة ضـد السفن التجارية فـي البحر األحمر وخليج عدن. وتـتـهـم الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة بـأنـهـا تــشّــن منذ االنــقــ ب حـربـ شـعـواء ضـد زراعـــة املـحـاصـيـل، مع تـسـخـيـر كـــل جـهـدهـا لــدعــم وتـشـجـيـع زراعـــــة نبتة «القات» املخدرة؛ ألنها تدر على كبار قادتها مبالغ مالية طائلة من عائدات الضرائب. وأكد أحد املزارعني في منطقة بني حشيش لـ«الشرق األوسط»، أن مشرفًا حوثيًا أرغمه على سـلـة مــن الـعـنـب والـــخـــوخ، وهـي 20 تـقـديـم نـحـو أكثر من ربع إنتاجه السنوي، ملصلحة املجهود الحربي. يــــأتــــي االســـــتـــــهـــــداف الــــحــــوثــــي لـــلـــمـــزارعـــ بمحافظة ريـــف صـنـعـاء ومـنـاطـق يمنية أخــرى تـــحـــت ســـيـــطـــرة الـــجـــمـــاعـــة فــــي وقـــــت يـــعـــانـــي فـيـه غالبيتهم مــن حـالـة تــدهــور فــي اإلنـــتـــاج، بسبب غالء الوقود، وعدم وجود صيانة للمعدات. وتتحدث املصادر الزراعية في صنعاء عن اســتــمــرار حــمــ ت االنـقـ بـيـ فــي اســتــهــداف ما بقي مـن املــزارعــ إلجـبـارهـم على مبالغ مالية، بذرائع مختلفة، لكن الجماعة ال تكتفي بذلك، إذ تقوم في كل موسم باإلعالن عمّا تسميه «حملة رفد الجبهات»، لتجبر املزارعني على التبرع من منتجاتهم الزراعية. ومنذ الفترة التي أعقبت االنـقـ ب والـحـرب، دخل القطاع الزراعي في اليمن كغيره من القطاعات األخــــرى، حـالـة تـدهـور كـبـيـرة؛ إذ قضت سياسات الجماعة التدميرية على ثلث اإلنـتـاج الـزراعـي في مناطق سيطرتها. وطـبـقـ لـتـقـاريـر مـحـلـيـة، فـقـد تــضــرّر الـقـطـاع الـــزراعـــي الـيـمـنـي بـــدرجـــة كـبـيـرة نـتـيـجـة اسـتـمـرار الـحـرب الحوثية؛ إذ إن إجمالي املساحة املـزروعـة مليون هـكـتـار، مسجّلة 1.08 بلغ نحو 2018 عــام ألف 118 بأكثر من 2005 انخفاضًا عن مستوى عام هكتار. ويـــشـــيـــر مــــســــؤولــــون فـــــي الــــقــــطــــاع الـــــزراعـــــي الــخــاضــع لـلـجـمـاعـة إلـــى أن الــقــطــاع شـهـد تــدهــورًا حــــــــادًا، رافــــقــــه تــــراجــــع كـــبـــيـــر فــــي إنــــتــــاج عــــــدد مـن املــحــاصــيــل وزراعـــتـــهـــا، بـسـبـب مـــمـــارســـات الـنـهـب والتدمير املمنهج الذي انتهجته الجماعة بحق هذا القطاع ومنتسبيه. صنعاء: «الشرق األوسط» لماذا طلبت مصر المشاركة في قوات حفظ السالم «األفريقية» بالصومال؟ أثار طلب مصر املشاركة في بعثة االتحاد األفـــريـــقـــي الـــجـــديـــدة لـــدعـــم األمـــــن واالســـتـــقـــرار فـي الـصـومـال، تــســاؤالت حــول دالالت التحرك املصري، خصوصًا بعد االتفاق العسكري الذي وقعته القاهرة ومقديشو، األربعاء، على هامش زيـارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلــــى مــصــر. فـــي حـــ رأى خـــبـــراء أن «الــقــاهــرة تُعزز حضورها بمنطقة القرن األفريقي، حماية ملصالحها االستراتيجية واألمنية». وكــــــــان الــــرئــــيــــس املـــــصـــــري عــــبــــد الـــفـــتـــاح الـــســـيـــســـي قــــد اســـتـــقـــبـــل نـــظـــيـــره الـــصـــومـــالـــي، األربـعـاء، بالقاهرة (للمرة الثانية هـذا العام)، وأكـــــد «مـــوقـــف مــصــر الــــداعــــم لـــوحـــدة وســـيـــادة الصومال على أراضيه، والرافض ألي تدخل في شؤونه الداخلية». وعارضت مصر توقيع الحكومة اإلثيوبية في يناير (كانون الثاني) املاضي، اتفاقًا مبدئيًا مـع إقليم «أرض الـصـومـال»، تحصل بموجبه أديـــس أبـابـا على مَنفذ بـحـري يتضمن ميناء تـــجـــاريـــ وقــــاعــــدة عــســكــريــة فـــي مـنـطـقـة بــربــرة عـامـ، مقابل اعـتـراف إثيوبيا بـــ«أرض 50 ملـدة الصومال» دولة مستقلة. وعدّت القاهرة حينها االتفاق «مخالفًا للقانون الدولي، واعتداء على السيادة الصومالية». وخـــــ ل املــؤتــمــر الــصــحــافــي املــشــتــرك مع نــظــيــره الـــصـــومـــالـــي، قــــال الـسـيـسـي إن «مـصـر ستتقدم باعتبارها عضوًا في االتحاد األفريقي بـطـلـب املـــشـــاركـــة فـــي بـعـثـة االتــــحــــاد األفــريــقــي لــحــفــظ الــــســــ م فــــي الــــصــــومــــال، والــــتــــي سـيـتـم إرسـالـهـا بـدايـة الـعـام املـقـبـل». وربـــط «مشاركة الـــــقـــــوات املـــصـــريـــة بـــمـــوافـــقـــة الـــــدولـــــة املـضـيـفـة (الـــصـــومـــال)»، مـشـيـرًا إلـــى أن «بــــ ده سـتـرأس مجلس السلم واألمن األفريقي أكتوبر (تشرين األول) املــقــبــل». وعـــد ذلـــك «فــرصــة للعمل على دعــم األمـــن واالســتــقــرار بـالـصـومـال ودعـمـه في مواجهة خطر اإلرهاب». من جانبه، رحب سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير عـلـي عــبــدي، بــإعــ ن مـصـر املـشـاركـة فــي قــوات حـــفـــظ الــــســــ م بـــالـــصـــومـــال. وقــــــال فــــي إفــــــادة، مـــســـاء األربـــــعـــــاء: «مـــمـــتـــنـــون لــتــعــهــد مـــصـــر أن تـكـون مـن أوائـــل الـــدول الـتـي تنشر قـــوات لدعم الجيش الصومالي بعد انسحاب قوات االتحاد األفـريـقـي الحالية». واعتبر أن اتفاقية الدفاع املشترك التي تم توقيعها بني البلدين، «ستمنع الـــفـــراغ األمــنــي فــي الـــصـــومـــال»، مـشـيـرًا إلـــى أن االتــفــاقــيــة «تــتــضــمــن الـــتـــدريـــب ودعـــــم املـــعـــدات والعمليات املشتركة بني قوات البلدين». فــــي ســــيــــاق ذلـــــــك، أكــــــد وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة املــــصــــري، الـــدكـــتـــور بـــــدر عـــبـــد الـــعـــاطـــي، خـــ ل لقائه نظيره الصومالي، أحمد مُعلم فقي، في القاهرة، الخميس، «حرص مصر على املشاركة في بعثة حفظ السالم في الصومال بناء على رغبة األشـقـاء الصوماليني»، مشيدًا بـ«خطوة التوقيع على بروتوكول التعاون العسكري بني البلدين». وكان الرئيسان املصري والصومالي شــــهــــدا، األربـــــعـــــاء، الـــتـــوقـــيـــع عـــلـــى بـــروتـــوكـــول التعاون العسكري بني البلدين. وقــــــرر مــجــلــس الـــســـلـــم واألمـــــــن الــتــابــع لـــ تـــحـــاد األفـــريـــقـــي، فـــي يــونــيــو (حــــزيــــران) املــاضــي، إرســـال بعثة جـديـدة لحفظ السلم في الصومال باسم «بعثة االتحاد األفريقي لدعم االستقرار في الصومال»، اعتبارًا من .2025 يناير وقالت مساعد وزير الخارجية املصري لــــلــــشــــؤون األفــــريــــقــــيــــة األســــــبــــــق، الـــســـفـــيـــرة مــنــى عــمــر، إن «إرســــــال مــصــر قــــوات لحفظ الـسـ م فـي الـصـومـال، ليس موجهًا ألحــد». وأضـــافـــت أن «الــتــحــرك املــصــري يــأتــي لدعم الصومال في الـدفـاع عن أراضـيـه ومواجهة خطر التنظيمات اإلرهابية، والتصدي ألي مساس بالسيادة الصومالية». وأوضحت أن «القاهرة سبق أن شاركت في بعثات حفظ سالم باألراضي الصومالية»، مشيرة إلى أن أهمية املـشـاركـة الـجـديـدة تأتي «بعد إنهاء مشاركة قـوات إثيوبية ضمن بعثة االتحاد األفريقي في الصومال». وذكرت عمر لـ«الشرق األوسط» أن «املوقع الـجـيـوسـيـاسـي لـلـصـومـال عـلـى سـاحـل البحر األحـــمـــر والـــقـــرن األفـــريـــقـــي، وارتـــبـــاطـــه بـحـركـة املـــ حـــة بـمـضـيـق بــــاب املـــنـــدب وصــــــوال لـقـنـاة السويس، يبرر التدخل املصري لدعم مصالحها االستراتيجية واألمنية بتلك املنطقة»، مشيرة إلى أن «مصر ال تتحرك لدعم أي دولة عسكريًا، إال بناء على طلب هذه الدولة». وكـان الرئيس املصري قد أكد عقب لقائه نظيره الصومالي في يناير املاضي، أن بالده «لن تسمح ألحد بتهديد الصومال أو املساس بأمنه»، وخاصة لو كان أشقاؤها طلبوا منها «الوقوف معهم». الــبــاحــث الــســيــاســي الـــصـــومـــالـــي، نـعـمـان حـسـن، رأى أن «مـصـر تـريـد تـعـزيـز حضورها داخل منطقة القرن األفريقي». وقال إن التعاون الـدفـاعـي بـ الـقـاهـرة ومقديشو يـأتـي لــ«الـرد على التحركات اإلثيوبية داخل الصومال»، إلى جـانـب «دعـــم الجيش الـصـومـالـي فـي التصدي لـلـتـهـديـدات األمــنــيــة، بـمـا يـمـكـنـه مـــن مـواجـهـة حالة الفراغ األمني داخـل الصومال». وأوضح حسن لـ«الشرق األوســـط» أن «وجــود قــوات من دول جــــوار الـــصـــومـــال، مـثـل إثـيـوبـيـا وكـيـنـيـا، ضمن بعثات حفظ الـسـ م، لم يكن مرحبًا به، في ظل خالفات تاريخية ونزاعات حدودية مع تلك الدول». وعد أن املشاركة املصرية في بعثة حفظ الـسـ م «سـتـكـون مختلفة عـن مشاركات دول أخرى». وفسر ذلك بأن «القاهرة ليس لها مصلحة سوى حفظ األمن واالستقرار في داخل الصومال». وفــــــي يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز) املـــــاضـــــي، وافـــقـــت الحكومة الصومالية على اتفاقية دفاعية بني مصر والصومال، تم توقيعها بني البلدين في يناير املاضي، خالل زيارة الرئيس الصومالي ملصر. القاهرة: أحمد إمبابي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==