issue16698

Issue 16698 - العدد Friday - 2024/8/16 اجلمعة صحتك HEALTH 17 التمارين في الطفولة المبكرة ترتبط بالنجاح في مختلف المراحل الدراسية ممارسة الرياضة والتفوّق األكاديمي على الرغم من اتفاق أولياء األمور على الـفـوائـد العظيمة ملـمـارسـة الـريـاضـة على كل املستويات، سواء البدنية والنفسية أو حتى االجتماعية، فإن معظمهم يرفض أن يلتزم أبـنـاؤهـم بممارسة أي لعبة بشكل ثابت يخضع لتدريبات منتظمة في أثناء فـتـرات الــدراســة، مخافة أن يتعارض ذلك مــع األداء األكــاديـــمــي لـــهــؤالء الــطــاب في املدرسة. ويشمل هذا خصوصًا الرياضات الــتــي تـحـتـاج إلـــى مـجـهـود بــدنــي مـكـثّــف، وتستغرق وقتًا طويل في التمرينات. والحقيقة أن هناك عديدًا من الدراسات التي ربطت بني ممارسة الرياضة وتحسّن األداء الدراسي واألكاديمي، نُشر أحدثها فـــي مــجــلــة الـــطـــب والـــعـــلـــوم فـــي الــريــاضــة Medicine & Science in« والــتــمــريــنــات » فــــي مـــطـــلـــع شـهـر Sports & Exercise أغسطس (آب) من العام الحالي. مشاركة رياضية ونجاح دراسي الــــــدراســــــة، الــــتــــي قــــــام بـــهـــا بـــاحـــثـــون Université de( » مــن جـامـعـة «مــونــتــريــال ) في كندا، أوضحت أن ممارسة Montréal األطـــفـــال لـلـريـاضـة تجعلهم أكــثــر نجاحًا عـلـى املــســتــوى األكـــاديـــمـــي لـيـس فـقـط في املدرسة، ولكن بعد ذلك في الكلية وحتى بـعـد الـتـخـرج فــي الـحـيـاة الـعـمـلـيـة، وذلــك اعتمادًا على البيانات وامللحظات العملية الــــتــــي ربــــطــــت بـــــ املــــشــــاركــــة الـــريـــاضـــيـــة فـــي مــرحــلــة الــطــفــولــة املـــبـــكـــرة، وبــعــد ذلــك خـال سنوات الـدراسـة املختلفة والنجاح الــــدراســــي فـــي جـمـيـع املــــراحــــل، بـــدايـــة من دخـــول املــدرســـة وحـتـى الـتـخـرج فيها في نهاية املرحلة الثانوية. حـلّــل الـبـاحـثـون بـيـانـات مــن دراســـة طــولــيــة تــنــاولــت نــمــو الــطــفــل بــوجــه عــام 746 فــي مقاطعة كيبيك، وشـمـلـت نـحـو 1997 ذكـــرًا، وُلـــدوا خــال عــام 721 فتاة و ، ملــعــرفــة إذا كــانــت هــنــاك صلة 1998 أو تربط بني املشاركة في رياضة معينة في عمر مبكر (املدة من بداية دخول املدرسة ،)10 ســنــوات وحـتـى عـمـر 6 مــا بــ ســن والنجاح األكاديمي في سنوات الدراسة االبـتـدائـيـة واإلعـــداديـــة والـثـانـويـة حتى عـامـ ، وهــل اسـتـمـر هــذا التفوق 17 عمر بعد ذلك من عدمه. وجــــد الـــبـــاحـــثـــون أن األطــــفــــال الــذيــن يــمــارســون الــريــاضــة بـانـتـظـام فــي جميع مراحل التعليم كانوا األكثر حصوال على درجات مرتفعة، وأقل عرضة للنقطاع عن الـــدراســـة، خـصـوصـ فــي املــراحــل األخـيـرة لـلـمـدرسـة الــثــانــويــة، بــاملــقــارنــة بـأقـرانـهـم الذين يمارسون قدرًا أقل من الرياضة، أو ال يـمـارسـون أي نــوع مـن النشاط البدني على اإلطلق. بــــاإلضــــافــــة إلــــــى االنــــتــــظــــام تــــبــــ أن الرياضيني كانوا األكثر اهتمامًا بتحسني أدائـهـم الـدراسـي، ومعظمهم كانت لديهم تطلعات أكاديمية أعلى من مجرد االنتهاء من املـدرسـة، ويسعون ملواصلة دراستهم في الكلية والجامعة. تطوير المهارات وتنمية القدرات أوضح العلماء أن ممارسة الرياضة > بـانـتـظـام تُــكـسـب األطـــفـــال صــفــات معينة تـسـاعـدهـم فــي تـطـويـر مـهـاراتـهـم وتنمية قدراتهم؛ ألن الطفل الرياضي يتعلّم مبكرًا ضـرورة االلتزام بقواعد معينة، سواء في اللعب أو حضور التمرينات، كما يتعلم السيطرة على الرغبات وعــدم االستسلم للكسل والتواكل والشعور الكاذب بالتعب، فـضـا عـن معرفة الـتـصـرف الصحيح في الوقت الصحيح؛ ألن كل دقيقة تضيع من الصعب تعويضها في امللعب. كما أن الشعور باإلنجاز والتفوق > في مجال معني (الرياضة) يشجّع الطفل على بـذل الجهد في التحصيل الـدراسـي، حـتـى يـشـعـر بـشـعـور الــنــشــوة نـفـسـه بعد االنـتـصـار؛ ألن النجاح يحفّز خليا املـخ، ويزيد من التوصيلت العصبية، ويجعل الطالب مستعدًا تمامًا للمذاكرة ومتيقظ الذهن في الفصل الدراسي. كما أن التفوّق الـــريـــاضـــي يــجــعــل الـــطـــالـــب مــحــل إعــجــاب أقـــــرانـــــه، مــــا يـــســـاعـــد فــــي تـــحـــسّـــن حــالــتــه الــنــفــســيــة وصــــورتــــه الــــذاتــــيــــة، وبــالــتــالــي ينعكس باإليجاب على األداء الدراسي. وفــــي بــعــض األحــــيــــان الـــتـــي يـكـون > فيها الطفل متعثرًا دراسيًا نتيجة للتنمر (لسبب أو آلخر) يكون التفوّق في ممارسة ريـــاضـــة مـعـيـنـة نــوعــ مـــن الـــعـــاج لــهــؤالء األطفال. ومن خلل املشاركة املنتظمة في الـريـاضـة مــع األقــــران يتخلّص الـطـفـل من املشاعر السلبية تجاه أصدقائه الناتجة عـــن الـتـنـمـر الــــذي يــتــحــوّل بــالــتــدريــج إلـى التقدير، وأيضًا يتعلّم الطفل أن مشاركة اآلخـــــريـــــن يــمــكــن أن تــــــؤدي إلـــــى الــنــجــاح الجماعي؛ األمر الذي يجعله يشارك أقرانه فـــي املــــذاكــــرة والـتــحـصـيــل حــتــى يـتـحـسّــن أداؤه. ممارسة النشاط الرياضي بانتظام > تحافظ على صحة الطفل الـعـضـويـة، ما يـجـعـلـه أقــــل عــرضــة لــإصــابــة بـــاألمـــراض املختلفة، وبالتالي ال يتغيّب عن املدرسة نـــتـــيـــجـــة لــــلــــعــــدوى املـــــتـــــكـــــررة، فــــضــــا عـن ضرورة أن يتناول الطفل كميات كافية من السعرات الحرارية حتى يستطيع اللعب والــتــمــريــن لــســاعــات طــويــلــة، وفـــي الـوقـت نــفــســه يــتــخــلّــص مــــن الـــســـعـــرات الــــزائــــدة، نــتــيــجــة لـــتـــنـــاول الـــطـــعـــام غـــيـــر الــصــحــي، مــمــا يــمــثّــل نـــوعـــ مـــن الـــوقـــايـــة الطبيعية مــن الـسـمـنـة الـتـي تُــعـد مــن أكـثـر األسـبـاب املــؤديــة ملــرض الـسـكـري مـن الـنـوع الثاني الـــذي يصيب األطـفـال واملـراهـقـ ، نتيجة للحياة الخاملة، وعدم ممارسة أي نشاط، وكل هذه العوامل تجعل الطالب قادرًا على التركيز في الدراسة بشكل أفضل. االلتزام بمواعيد معينة للتمرينات > واملــــبــــاريــــات املــخــتــلــفــة يـــقـــتـــص مــــن وقـــت الـطـالـب، وهـــو األمـــر الـــذي يجعله يـحـاول جاهدًا االستفادة من الوقت املتاح ملطالعة الدروس ألقصى درجة بعيدًا عن التأجيل والـــتـــســـويـــف. وقـــــد وجـــــد الـــبـــاحـــثـــون فـي الدراسات السابقة أن أداء الطلب الدراسي يـــتـــحـــسّـــن كـــلـــمـــا كــــانــــت فــــتــــرة املــــبــــاريــــات مزدحمة بعكس الفترات التي تكون فيها راحـــة، وذلــك ألن الطالب الــذي يعلم سلفًا أن الــوقــت املــتــاح لـانـتـهـاء مــن الـواجـبـات املــــدرســــيــــة مـــــحـــــدود، وبـــالـــتـــالـــي يـتـجـنّــب األمـــور الـتـي يمكن أن تستهلك وقـتـه مثل مشاهدة الفيديوهات أو متابعة وسائل التواصل املختلفة. وفـــــــي الــــنــــهــــايــــة أكــــــــدت الـــــــدراســـــــة أن ممارسة الرياضة في أثناء املدرسة ال تؤثر في األداء املدرسي، بل على النقيض تُعد ضرورة مهمة لضمان التفوّق األكاديمي. ونـصـحـت اآلبـــــاء بتشجيع أبـنـائـهـم على عـــدم االنــقــطــاع عـــن مـمـارسـتـهـا فـــي أثـنــاء الدراسة خصوصًا إذا كان الطالب متفوقًا على املستويني الرياضي والدراسي. • استشاري طب األطفال *القاهرة: د. هاني رمزي عوض اإلناث أكثر عرضة له... وقصر القامة أبرز عالماته التحذيرية «النمو المبكر عند األطفال»... األسباب والحلول الــــنــــمــــو الــــصــــحــــي لــــأطــــفــــال لـــــه مــــراحــــل متتالية ومهمة وهي: مرحلة ما بعد الـوالدة، ومـرحـلـة نـمـو الــرضــيــع، ومـرحـلـة نـمـو الطفل الـصـغـيـر، ومـرحـلـة مــا قـبـل املـــدرســة، ومرحلة الطفل في سن املدرسة. وخــال جميع هــذه املـراحـل يمر األطفال بكثير مــن الـتـغـيـرات الـجـسـديـة واضــطــرابــات النمو وأهمها النمو املبكر. لقاء طبي الـتـقـت «صـحـتـك» األســتــاذ الـدكـتـور عبد املعني عيد األغا أستاذ واستشاري غدد صماء وسـكـري أطـفـال بمستشفى جامعة املـلـك عبد الــعــزيــز بـــجـــدة، الــــذي أوضــــح أن الـنـمـو املبكر (الــبــلــوغ املــبــكــر) يــعــد حــالــة يــبــدأ فـيـهـا جسم الطفل في التغيّر إلى جسم شخص بالغ، في مـرحـلـة مـبـكـرة جــــدًّا، إذ تتضمن هـــذه املرحلة نـــمـــوًا ســريــعــ لــلــعــظــام والـــعـــضـــات، وتــغــيّــرًا فـــي شــكــل الــجــســم وحـــجـــمـــه، وحــــــدوث بعض الـتـغـيـرات الـهـرمـونـيـة لجسم الـطـفـل (فــتــاة أو ذكـرًا)، ومنها زيادة هرمون اإلستروجني عند الفتاة وهــرمــون التستوستيرون عند الـذكـر، ويــســمــى هــــذا الــنــمــو الــجــنــســي. أمــــا فـــي حـالـة زيــادة الكتلة العضلية والتغيرات في األوتـار الصوتية، مثل خشونة صوت الذكر، فيسمى النمو الجسدي. عامًا، 12 حتى 8 تحدث فترة البلوغ من عــامــ ، 14 إلــــى 9 وتـــبـــدأ عــنــد الـــذكـــر مـــن ســـن وتـــكـــون لــهــا مـــراحـــل. يـــبـــدأ الــبــلــوغ مـــع بــدايــة الـــتـــغـــيـــيـــرات الـــهـــرمـــونـــيـــة فــــي جـــســـد األطـــفـــال مـــع زيـــــادة هـــرمـــون اإلســـتـــروجـــ لـــدى اإلنـــاث وهرمون التستوستيرون لـدى الـذكـور، وهما املـــســـؤوالن عــن ظــهــور عــامــات الــبــلــوغ. ويتم التحكم فـي تلك الـهـرمـونـات عـن طـريـق الغدة النخامية ومنطقة ما تحت املهاد باملخ، وهي التي تنظم إفراز الهرمونات بالجسم مع بداية نــشــاط الـــغـــدد الـتـنـاسـلـيـة (املــبــيــضــان لـإنـاث والخصيتان للذكور)، وحينها تظهر التغيرات الفسيولوجية للبلوغ بما يتوافق مع الجنس، لذا يُنصح دائمًا عند ملحظة أعراض البلوغ عــنــد األطــــفــــال بــاملــتــابــعــة مـــع طــبــيــب األطـــفـــال للتأكد مــن مــاءمــة عــامــات الـبـلـوغ مــع السن الوظيفي للجسم وتجنب التأخر في ملحظة حالة البلوغ املبكر. أنواع البلوغ المبكر البلوغ املبكر املركزي، هو الذي يعتمد > » الـــذي يُــفــرز من GNRH« عـلـى إفــــراز هــرمــون غدة تحت املهاد من الدماغ، ويكون إفرازه في وقــت مبكر، مما يـــؤدي إلــى زيـــادة هرمونات الـغـدة النخامية ومــن ثـم هـرمـونـات املبايض لـدى الفتيات، والخصيتني لـدى الـذكـور، مما ينتج عنه بلوغ مبكر مركزي. البلوغ املبكر الطرفي، وهو الذي ينتج > عـــن زيـــــادة الـــغـــدد الــطــرفــيــة، ولــيــس املــركــزيــة، بـمـعـنـى أن يـــكـــون الـــبـــلـــوغ نــاتــجــ عـــن زيــــادة إفـراز هرمونات الغدة الكظرية (األندروجني) أو زيـــــــادة هــــرمــــون اإلســــتــــروجــــ املــــفــــرز مـن املبايض بسبب أورام أو أكياس في املبيض، والشيء نفسه عند الذكور، حيث يفرز هرمون «األندروجني - التستوستيرون» من الخصية. البلوغ املشترك، ما بني البلوغ املركزي > والبلوغ الطرفي. عوامل خطر تزيد البلوغ المبكر - جـنـس الــطــفــل، أن يــكــون أنــثــى فــيــزداد احتمال ظهور البلوغ املبكر عندها أكثر من الذكور. - الــبــدانــة، فــالــزيــادة املـلـحـوظـة فــي وزن الطفلة ستزيد من خطر حدوث البلوغ املبكر. - الــتــعــرض لــلــهــرمــونــات الـجـنـسـيـة، قد يزيد استعمال الكريمات أو املراهم املحتوية عـلـى اإلســتــروجــ الـصـنـاعـي، أو غـيـرهـا من املـــســـتـــحـــضـــرات املـــحـــتـــويـــة عـــلـــى الـــهـــرمـــونـــات املسببة لخطر إصابة الطفل بالبلوغ املبكر. - وجــــود طـــفـــرات وراثـــيـــة، تــحــرض على إطــــاق الــهــرمــونــات الـجـنـسـيـة، وتــكــون سببًا في حـدوث البلوغ املبكر أحيانًا، ويعاني في معظم األحيان أحـد الوالدين أو أقــارب أولئك األطفال من طفرات وراثية مشابهة. - أحــــــد مـــضـــاعـــفـــات األمـــــــــــراض، ومــنــهــا اإلصـابـة بمتلزمة «ماكيون - أولـبـرايـت»، أو اإلصـــابـــة بـفـرط تنسج الـكـظـر الـخـلـقـي، وهـي الحاالت التي يحدث فيها إنتاج غير طبيعي للهرمونات الذكرية «األندروجينات». ويمكن أن يــرتــبــط حــــدوث الــبــلــوغ املــبــكــر فـــي حـــاالت نادرة أيضًا باإلصابة بقصور الغدة الدرقية. ويـضـيـف األســـتـــاذ الــدكــتــور عـبـد املـعـ األغـــا أن هـنـاك عــدة عـوامـل أخـــرى تلعب دورًا في البلوغ املبكر، من أهمها: - الوراثة، لها دور في تحديد عمر البلوغ لدى الجنسني. - الـــــعِـــــرق، بـــعـــض الـــشـــعـــوب تـــتـــأخّـــر فـي الـبـلـوغ مـثـل الــيــابــان والـــصـــ ، وفـــي البعض اآلخـــــــر يــــحــــدث الـــبـــلـــوغ مـــبـــكّـــرًا مـــثـــل شــعــوب املناطق الحارة. - البدانة، تلعب دورًا رئيسيًا في البلوغ املبكر، خصوصًا لدى اإلناث، حيث إن الخليا الدهنية تفرز «ببتيد الليبتني» الذي من شأنه تحفيز محور منطقة مـا تحت املـهـاد - الغدة النخامية - الغدد التناسلية. - الـــعـــوامـــل الــبــيــئــيــة، تـلـعـب دورًا مهمًا فـــي مــوعــد بـــدء الــبــلــوغ لـــدى اإلنـــــاث، كـوجـود هـرمـون اإلسـتـروجـ النباتي فـي املحاصيل الــــزراعــــيّــــة، ومــنــتــجــات الـــلـــحـــوم الــحــيــوانــيــة، وكـذلـك اإلسـتـروجـ الصناعي فـي املنتجات البتروكيميائية مثل: البلستيك، والنايلون، وجميعها أدت إلى تغيير مواعيد البلوغ لدى اإلنـــاث بشكل ملحوظ، وأسهمت فـي حدوثه مـبـكّــرًا، مـمـا أصـبـح يـشـكّــل إزعــاجــ لكثير من العائلت، بجانب زيــادة استعمال الكريمات أو املــــراهــــم املــحــتــويــة عــلــى اإلســـتـــروجـــ أو التستوستيرون أو غيرهما من املستحضرات املحتوية على هذه الهرمونات مثل األدوية أو املكملت الغذائية التي يستعملها البالغون، فـهـي تــزيــد مــن خـطـر إصــابــة الـطـفـل بالبلوغ املبكر. مضاعفات محتملة هــــــل لــــلــــبــــلــــوغ املــــبــــكــــر مــــــن مـــضـــاعـــفـــات محتملة؟ يجيب األستاذ الدكتور األغا بنعم، فــهــنــاك مــضــاعــفــات عــلــى جــســم الــطــفــل نفسه وعلى صحته النفسية واالجتماعية، وهي: • قصر القامة، إذ قد ينمو األطفال الذين يعانون من البلوغ املبكر بسرعة في البداية، ويصبحون مـن طـــوال الـقـامـة عند مقارنتهم بــأقــرانــهــم، ولــكــن نــظــرًا الكـتـمـال نـمـو الـعـظـام بـــســـرعـــة أكـــبـــر مــــن املــــعــــدل الــطــبــيــعــي، فـإنـهـا تتوقف غالبًا عـن النمو فـي وقــت مبكر، وقد يتسبب هذا في جعل قامتهم أقصر من الطول املتوسط للبالغني، ويمكن أن يساعد العلج املبكر لهذه الحالة - خصوصًا عندما تصيب األطفال الصغار جدًا - في تجنب ذلك. • املـشـاكـل االجـتـمـاعـيـة والـعـاطـفـيـة، فـقـد يشعر األوالد والـبـنـات الــذيــن بــدأت مظاهر البلوغ لديهم قبل أقرانهم بفترة طـويـلـة، بخجل شـديـد نتيجة التغيرات الــتــي تــحــدث فــي أجـسـامـهـم، وهـــو مــا قد يؤثر في ثقتهم بأنفسهم ويزيد من خطر إصابتهم باالنطوائية. تأثير النمط الغذائي مـا العلقة بـ النمط الغذائي ومشاكل النمو؟ يجيب األستاذ الدكتور األغا بأن النمط الغذائي أصبح اآلن يؤثر بشكل كبير على نمو األطـفـال، فتناول كثير من الوجبات السريعة والـــلـــحـــوم املـصـنـعـة واألطـــعـــمـــة الــتــي تـحـتـوي على نسبة عالية من امللح، له دور في حدوث اضطرابات الغدد الصماء، مما قد يـؤدي إلى وصول األطفال إلى سن البلوغ مبكرًا، فالنظام الغذائي يؤثر على تكوين البكتيريا املعوية، ويــــغــــيــــر مــــســــتــــويــــات هـــــرمـــــون اإلســــتــــروجــــ الجنسي، مما قد يؤثر على توقيت البلوغ. كــمــا تـــؤثـــر أنــــــواع مـعـيـنـة مـــن بـكـتـيـريـا األمـــعـــاء عـلـى إنــتــاج الــنــاقــات العصبية مثل السيروتونني والدوبامني، ويمكن لهذه املواد أن تــعــمــل عــلــى املـــحـــور تــحــت املـــهـــاد والـــغـــدة الـنـخـامـيـة والـــغـــدد الـتـنـاسـلـيـة، وهــــو الـنـظـام الرئيسي الضروري لتطور البلوغ. إن بــعــض األطـــعـــمـــة يــســهــم فـــي تقصير فترة البلوغ لدى األطفال مثل األطعمة املقلية، لكونها تحتوي على نسبة عالية من الدهون، ما يـؤدي بسهولة إلى السمنة إذا تم تناولها بكميات كبيرة، وهذه الحالة التي تحدث قبل املراهقة يمكن أن تسرع تحويل األندروجينات إلـى هرمون اإلسـتـروجـ ، وتغير الحساسية وإفـراز الهرمون، وتنشط املحور تحت املهاد، والـغـدة النخامية، والـغـدد التناسلية، وتعزز الـبـلـوغ بـعـد ذلـــك، إذ تنتج الــدهــون املتراكمة فـــي الــجــســم هـــرمـــون الــلــبــتــ ، الــــذي يـمـكـن أن يـعـمـل عــلــى مـنـطـقـة مـــا تــحــت املـــهـــاد لتحفيز إطلق هرمون الغدد التناسلية، وهو هرمون يوجد عادة في مرحلة البلوغ املبكر، كما تزيد األطـعـمـة الـتـي تـحـتـوي عـلـى نسبة عـالـيـة من الدهون املشبعة من خطر مقاومة اإلنسولني، وتــحــفــز املـبـيـضـ إلنـــتـــاج مـــزيـــد مـــن هــرمــون اإلســتــروجــ ، وتـزيـد مـن خطر الـبـلـوغ املبكر لدى الفتيات تحديدًا. العالج والتوصيات - يؤكد األستاذ الدكتور عبد املعني األغا نصيحته الدائمة بعدم تجاهل حاالت األطفال الــــذيــــن تــظــهــر عــلــيــهــم بـــــــوادر الـــبـــلـــوغ املــبــكــر، وضرورة البحث عن املسببات والتدخل املبكر. - اتـبـاع طــرق الـوقـايـة مـن حــدوث البلوغ املبكر عند األطفال بسبب العوامل الخارجية، وذلــــك لـتـمـكـ األطـــفـــال مـــن الـنـمـو الـصـحـيـح، وحــتــى تـصـبـح أطــــوال قـامـتـهـم مـمـاثـلـة لطول القامة الطبيعية عند البالغني. - يتوفر اآلن الـعـاج بإبر تأخير البلوغ عــنــد األطـــفـــال لــلــحــاالت املــرضــيــة الــتــي لـديـهـا «عـــــامـــــات لـــلـــبـــلـــوغ فــــي ســــن مـــبـــكـــرة وزيـــــــادة الــــــــــــوزن». وهــــــــذه اإلبــــــــر الـــعـــاجـــيـــة آمــــنــــة وال تسبب أي مضاعفات مستقبلية على حـدوث الــحـمـل أو الــعــقــم، أو حــــدوث اضـــطـــرابـــات في الــــدورة الـشـهـريـة، إذ إن آثــارهــا ليست مثيرة للقلق وتتضمن األلــم املوضعي فـي العضلة، وحــســاســيــة نــاتــجــة عـــن الــــــــدواء، وقـــلـــة كـثـافـة املعادن في العظام. من املهم خلل فترة العلج الــحــفــاظ عــلــى تـــنـــاول فـيـتـامـ «دي» وشـــرب الحليب أو منتجاته، مع التنويه بأنه قد يكون عـاج استخدام إبـر تأخير البلوغ بمفرده أو مــع هــرمــون الـنـمـو مـعـ اعــتــمــادًا عـلـى حساب الــطــول املستقبلي املــتــوقــع عـنـد إقــفــال فجوة النمو وكيفية تقدم عمر العظام. أخـــيـــرًا... يـشـيـر الــبــروفــســور عـبـد املعني األغا إلى بعض الشائعات املتداولة بني عامة الـنـاس مـن أن إبـر تأخير البلوغ عند األطفال تـزيـد الـــوزن أو تسبب تساقط الشعر أو غير ذلـك، فأوضح أن الدراسات لم تثبت شيئًا من ذلــك، ولكن الـواقـع أن زيـــادة الـــوزن خـال فترة العلج تكون بسبب النمط الغذائي، خصوصًا املعتمد على الوجبات السريعة، وعدم ممارسة أي نشاط رياضي يحافظ على الوزن الصحي. كــمــا أوضـــــح أنــــه لــيــس بـــاإلمـــكـــان تجنب بعض عـوامـل خطر اإلصــابــة بالبلوغ املبكر، مثل الجنس والـعِــرق، لكن هناك أشياء يمكن القيام بها لتقليل فرص حدوث البلوغ املبكر، مـــثـــل تــجــنــيــب الـــطـــفـــل أي مــــصــــادر خـــارجـــيـــة للستروجني والتستوستيرون، مثل: األدوية املــوصــوفــة لـلـبـالـغـ املـــوجـــودة فـــي املـــنـــزل أو املكملت الغذائية املحتوية على اإلستروجني أو الـتـسـتـوسـتـيـرون، وتشجيع األطــفــال على املحافظة على الوزن الصحي. * استشاري طب املجتمع الدكتور عبد المعين األغا *جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة حالة يبدأ فيها جسم الطفل بالتغيّر في مرحلة مبكرة جدّا بالنمو السريع للعظام والعضالت وحدوث بعض التغيرات الهرمونية

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==