issue16697

ظـنّ دونـالـد ترمب أنّـه في «حــواره الــودي» على منصة «إكـــس» ذات العشرة ملايين متابع، لساعتين كاملتين، مع أغنى رجل في العالم، سيقلب الموازين الانتخابية لصالحه في مواجهة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التي بدأت تتقدم عليه، وتصيبه بالجنون، فجاءت النتائج عكسية. المـــداهـــنـــة المــبــالــغ فـيـهـا بـــ الــرجــلــ الـــثـــريـــ ، جعلت تـــرمـــب يـــبـــدو مـــمـــ ً، مـــضـــجـــراً، يـــكـــرر قــصــصــه نــفــســهــا، عن كامالا اليسارية المتطرفة، ونجاحاته الاقتصادية، ومهارته السوبرمانية في منع الحروب، وإنجازاته في توفير الأموال لـجـيـوب الأمـيـركـيـ . وكـلـهـا أمـــور مـشـكـوك فـيـهـا. تسابقت وسائل الإعـ م في اليوم التالي، إلى إحصاء أكاذيب ترمب وتـلـفـيـقـاتـه. لـــم يـقـل الـــرجـــل شـيـئـا يـسـتـحـق الــتــوقــف عـنـده. وفشل مستضيفه إيلون ماسك، في أن يلعب دور المحاور، فوافقه على أي شــيء، وأثنى على مغالطاته، مشجعا إياه على الاسترسال. ولم يوفر ترمب كعادته عنصرية أو فوقية إلا وبـثّـهـا فـي كلماته. ولــم يتوقف عـن كيل المــدائــح لإيلون مـــاســـك حــتــى إنــــه امــتــدحــه لأنــــه اقـــتـــصّ مـــن مــوظــفــيــه، وهــو ينهرهم: «حسنا، تُضربون عن العمل؟ لا بأس. أنتم جميعا مطرودون». قائلاً له: «أنت أفضل من يفعل هذا!» يا للهول! إنهم بإهانة الناس يتفاخرون! ليس واضـحـا، أيّ من بين المليارديرين يتسلق الآخـر، في انتهازية مريرة؛ ترمب الذي يثني على النجاح الساحق لكتاب مـاسـك، أم مـاسـك الـــذي يعبّر عـن دهشته مـن بطولة وربــاطــة جــأش المـرشـح الـجـمـهـوري، وهــو يـتـعـرّض لمحاولة اغتيال، مما جعله يؤيده، ويتراجع عن رأيه القديم به؟ في كتاب صـدر العام المـاضـي، يـروي فيه ماسك سيرة حـيـاتـه، يـكـرر: «أنـــا لست مـن محبي تـرمـب. إنــه مــدمّــر». بل إنــه يـكـنّ لـه «ازدراءً عميقا»، معتبراً إيـــاه «رجـــً مـحـتـالاً»، و«مجنونا نوعا ما». لــكــن مـــاســـك، المــنــســاق وراء زيـــــادة نـــفـــوذه وثــــروتــــه، لا يـتـردد فـي مسح كلمات الأمـــس، والتحالف مـع مـن يـزدريـه، مــا دام سـيـصـبـح الــرجــل الأول فــي أمــيــركــا، وأســهــمــه بــدأت بالصعود. فمصالح صاحب «تسلا» و«سبيس إكس» الذي بنى إمبراطوريته، بفضل دعم حكومي، وعقود مربحة مع «ناسا»، وقروض فيدرالية سخية، يريد أن يدعّم مصالحه، ويوثّق عُرَى تعاونه مع الجهات الرسمية، وليس أفضل من رئيس البلاد لتمرير الـقـرارات المفيدة. ولا يمانع ملياردير مليون 45 العصر في تمويل ترمب بمبلغ هزيل لا يتعدى دولار في الشهر، مقابل أن يكون له موقع في لجنة لخفض النفقات في إدارتـه المقبلة. ويجيبه المرشح ترمب بحماسة: «أنت أعظم من يخفّض النفقات». مصالح ماسك لا تُحصى، أقلها أن رفع الضرائب على السيارات الصينية الكهربائية الـــذي ينويه تـرمـب، سيفتح الـسـوق الأميركية المـديـدة أمـام «تــســ »، الـتـي ليس لها منه الـيـوم ســوى عـشـرة فـي المـائـة. وإن لم يخب الظن، وجـرت الأمــور كما يريد، ليس ما يمنع أن يصبح ماسك مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما دامت المليارات تمنحه شرعية أن يفعل ما يحلو له، متى بدا له ذلك مناسبا. لم نعد نعرف إن كان إيلون ماسك، رجل أعمال، مخترعا، أم أنه أصبح محاوراً صحافيا، أم مؤثراً، أم تراه منجّما يطلق التوقعات المستقبلية؟ وهـو يتدخل في السياسة الداخلية لبريطانيا، ويوجه نقده إلـى رئيس وزرائـهـا كير ستارمر؛ يـهـاجـم حـكـومـتـه، وجـــهـــازي الــشــرطــة والــقــضــاء، عـلـى مــدار أسبوعين، ويتهم الشرطة بالتعامل مع بعض المتظاهرين بـقـسـوة أكـثـر مــن غـيـرهـم، ويـصـف أحــكــام الـسـجـن الــصــادرة بحق مثيري الشغب اليمينيين المتطرفين، الـذيـن هاجموا المـــهـــاجـــريـــن المــســلــمــ ، بــأنــهــا «فـــوضـــويـــة». وأطـــلـــق مـاسـك توقعاته القاطعة أن «الحرب الأهلية في بريطانيا حتمية». ولا نعرف من أين يأتيه اليقين، أو تتملكه الجرأة لأن يطلق الــشــائــعــات. وهـــو بــذلــك مــن مــدرســة المـتـطـرفـ الشعبويين الذين ينذرون بالحروب والكوارث التي لا يمكن درؤهـا من دونــهــم. تـرمـب يبشرنا بـحـرب عالمية ثـالـثـة، وهــو المخلّص الوحيد الذي يمكنه نجدتنا منها، كما أن بمقدوره أن يوقف حرب أوكرانيا وروسيا بعصاه السحرية. أما حرب غزة فلم تكن لتقع أصلاً لو كان رئيسا. وهذا حال كل متطرفي اليمين، يــرعــبــون مـواطـنـيـهـم مـــن المـــهـــاجـــريـــن، ويـــهـــددونـــهـــم بـهـويـة تتشوه وتذوي، ومستقبل قاتم مظلم. إنــــه لأمــــر فـــي غـــايـــة الـــخـــطـــورة، أن تـتـسـلـط حــفــنــة من أغنياء شركات التكنولوجيا على رقاب البشر، بمنصاتهم، وبـيـانـاتـهـم الـتـي جـمـعـوهـا عــنّــا، ومـلـيـاراتـهـم ومـعـادلاتـهـم الـذكـيـة، فيما تغيب الـقـوانـ والـتـشـريـعـات الـتـي يمكن أن تكبح جماحهم، أو تفرمل نزقهم وطغيانهم. ومـــا مــاســك إلا نـــمـــوذج، أُعــطــي قـــوة شــمــشــون، يأتينا محملاً بعُقَد الطفولة، وظُلم الأب، واليُتم المبكر ونقصالحب، وصعوبة التعاطي مع من حوله، ليقرر لنا بخوارزمياته، ما يحق لنا أن نعبّر عنه أو ما لا يجوز، ويمنح نفسه حق التسلط والتفرد، واستغلال منصة عامة ليحصد مصالح شخصية بحتة. بعض القراءِ مطلعٌ - بالتأكيد - على الجدل القديم، حول كون الإنسان مسيّراً أم مخيّراً. وهو جدلٌ أثاره سؤالٌ بسيط: إذا كانَ الإنسانُ يفعل ما يفعل بـإرادةِ اللهِ وعلمِه المـسـبـق، فـإنّـه لـيـسَ مــســؤولاً عـن أفـعـالـه، وبـالـتـالـي كيف يُعاقب. وهل يقدر الله شيئا ويريده في الوقت نفسه، ثم يعاقب عبدَه إذا فعل ما أراده؟ أقول هذه مسألة معروفةٌ في التاريخ الإسلامي. وقد حُسمت فـي الــقـرونِ الأخـيــرة، لصالحِ فهمٍ مـوسـع، يربطُ الإثـمَ بكونِ الفاعلِ قاصداً متعمداً، وكونه عارفا بحقيقة مـا يفعل. وتـوصّـل الـنـاسُ إلــى هــذا الفهم بعدما فصلوا بـ مرحلتين: الـقـدرة على الفعل وإرادة القيام بالفعل. فأنت قـادرٌ على العيشِ في الغابة مثلاً، وأنـتَ قـادرٌ على التّبرعِ بكل أموالِك، لكنِ القليلُ من الناس سيفعل هذا. أمّا الأكثريةُ الساحقة فهي «تريد» خياراتٍ بديلة. هذا يعني أنّــك تستطيع فعلَ أشـيـاء، لكنّك لا تـريـدهـا، فـ تفعلها. وهـــذا بالضبط معنى أن تـكـونَ مختاراً وصـاحـبَ إرادة. وبـنـاءً عليه قيل إنّ الانــســانَ مخيرٌ فـي الأعـــمّ الأغـلـبِ من أفعاله. يبدو هذا الكلامُ معقولاً ولا غبارَ عليه. لكن تعالوا نناقشِ القولَ السائر، الذي فحواه أنّ إنسانَ اليوم، واقعٌ - من حيث يشعر أو لا يشعر - تحتَ سيطرةِ أنظمةِ الإعلام والـدعـايـة الهائلةِ الـقـوة، أو أنّــه خـاضـعٌ لأعـــراف المجتمعِ وقوانينه وثقافته، التّي تجعلُه يفعل ما تريدُه هي وليس ما يريدُه هو. يـقــول أصـــحـــابُ هـــذا الــــرأي إنّ إنـــســـانَ الــيــوم لــم يعد صــاحــبَ إرادة، لأنّـــه لا يـخـتـار مــا يــريــد. أجــهــزة الـدعـايـةِ والإعلام تتلبس عباءةَ العلم حينا والسياسة حينا آخر، والاقـــتـــصـــاد تــــارة أخـــــرى، وحــتــى الـــحـــرص عــلـى الـصـحـة العامة في بعض الأحيان. يقولون أيضا إنّ الـذي يختار الرئيس الأميركي مثلاً، ليس الناخبين الأفراد الذين يأتون إلى صناديق الاقتراع، بل أجهزة الدعاية التي تبارت في إقناع الناخبين بالشخص الذي اختارته ودعمته، فجاؤوا للصناديق وقد اقتنعوا بما أريد لهم أن يقتنعوا به. كــذلــك الـــحـــال فـــي الــســلــوك الــغــذائــي لـــأفـــراد، فـهـم لا يأكلون الطعامَ الــذي ألفه آبـاؤهـم، والــذي ربّما يعبر عن حـــاجـــات الـبـيـئـة المـحـلـيـة، بـــل يــأكــلــون مـــا روّجـــتـــه أجـهـزة الدعاية، أي ما عرضته عليهم باعتباره رمزاً للسعادة أو العظمة أو الصحة. والشيء نفسه يقال عن نوع الملابس الــتــي نـرتـديـهـا، والـــخـــيـــارات الـثـقـافـيـة الــتــي نـمـيـل إلـيـهـا، وأنظمة العمل التي نتبعها في شركاتنا، وغيرها. نحن نعيش - كما يقول هؤلاء - مسيّرين لا مخيّرين. صحيحٌ أنّه لم يضربنا أحدٌ على أيدينا، وليس في طرقنا حواجزُ ماديةٌ تمنعُنا من مغادرة الطريق الذي سلكناه. لكنّنا مع ذلك لا نسير كما نختار، بل نسير وفـقَ هوى الدعاية أو هوى المجتمع، أو تبعا للفضول الذي حفزه هذا أو ذاك. هــــذا نــــوع مـــن الـتـسـيـيـر غــيــر المـــرئـــي الــــذي يـنـبـع من داخـــل الإنــســان، فيدفعه لمــســارات سلوكية مــحــددة، يظن أنّـه يختارها بحرية، لكنّه - في واقـع الأمـر - لا يـرى غير خــيــارات مـحـددة سلفا. وبـالـتـالـي فـــإنّ اخـتـيـاره مـرسـوم، وليس خياراً حراً، حتى لو توهّم - في الوهلة الأولى - أنّه حر. احــتــمــل أن المـــفـــكّـــرَ الــفــرنــســي جــــان جــــاك روســـــو هو أول مـن أثــار هــذه المـفـارقـة، فـي سياق حديثه عـن تلاشي المجتمع الطبيعي السابق للدولة، وقيام المجتمع المدني المحكوم بالقانون، إذ يقول ساخراً: «يا لغباء هذا الإنسان الذي مشى إلى سجن القانون بقدميه، وكان في وسعه أن يبقى حرّاً إلى الأبد»! أراد روســــو كـشـف المـــفـــارقـــة، بـــ حــيــاة فـيـهـا حـريـة مطلقة لكنّها غيرُ آمنة (فـي الغابة مثلاً) وحياة بنصف حرية، لكنّها آمنة ومريحة (في ظل القانون). قال هذا كي يوضح للقارئ لماذا اختار الإنسان أن يتنازل عن حريته الأولى، فهل وجد في الثانية ما يستحق التضحية؟ منذ أشهر والشرقُ الأوسطُ يتأرجحُ على حافةِ الصّراع الكامل. ولا يمكن لأحدٍ منّا أن يعرف تحديداً مدى قربِنا من الهوة السحيقة لحرب مكتملةِ الأركان. إلا أنّ الجميعَ يعترف بـــــأنّ هــــذه لــحــظــةٌ حـــرجـــةٌ لاســـتـــقـــرار المـنـطـقـةِ بأكملها، وبـــأنّ خـطـرَ التصعيد الــخــارج عن السيطرة يتعاظمُ بصورةٍ حادة. تفعل الحكومةُ البريطانيةُ الجديدة كلّ ما في وسعها للدفع نحو خفضِ التصعيد الحاصل. ففي نهاية الأسـبـوع الأوّلِ منذ أن تولّيتُ منصبي، سافرتُ إلى تل أبيب والقدس ورام الـلـه، حيث التقيت زعــمــاءَ إسرائيليين وفلسطينيين ومجتمعاتٍ محلية. كما قمنا، أنـــا ووزيــــر الـــدفـــاعِ الـبـريـطـانـي، جـــون هيلي، بزيارةٍ مشتركة إلى قطر ولبنان. رسالتُنا للنظراء في المنطقة وخارجها بسيطةٌ وواضـحـة: توسيعُ نطاق الـصـراع لا يصبّ في مصلحةِ أحد - وخصوصا مصلحة المدنيين على كلّ الأطراف. وبريطانيا ملتزمة التوصلّ إلى حل دبلوماسي يمكّننا معا من خلاله أن نخفّف التوتراتِ الحالية. بُــذلــت فــي هـــذا الأســـبـــوع مــســاعٍ جـديـدةٌ للدفع تحديداً بمثل هذا الحلِ الدبلوماسي، بــدءاً بالتّوصل إلــى اتـفـاقِ وقــف إطــ ق النار والإفـــــراجِ عـن الـرهـائـن فـي غـــزة. ولا ريـــبَ في أنّ مــثــل هــــذا الاتــــفــــاق مـــســـألـــةٌ حـــيـــويـــة. وفــي هــــذا الــــصّــــدد، تـــرحّـــبُ بـريـطـانـيـا وشــركــاؤنــا الأوروبــــــيــــــون بـــالـــجـــهـــودِ الـــتـــي تــبــذلــهــا قـطـر ومـــصـــرُ والــــولايــــاتُ المــتــحــدة: فـلـم يـعـد هـنـاك أيّ وقتٍ لتبديده. فالقتالُ لا بد وأن يتوقّفَ، بـل ويـتـوقـف الآن. ولا بــدّ مـن الإفــــراج عـن كل الـــرهـــائـــن الـــذيـــن تـحـتـجـزهـم «حــــمــــاس» بكل وحشية - والإفــــراجُ عنهم الآن. ويجب البدءُ في إدخالِ المساعدات العاجلة إلى غزة بلا أي عقبات - وأن يحدثَ ذلك الآن. وعلى كل الأطـــراف انتهازُ هـذه الفرصة لفتح المجال نحو التوصل إلى حلّ دائم. وذلك يتطلّبُ ضبطَ النفس. كما يجب أن تتوقّفَ إيرانُ والجماعاتُ الموالية لها عن أي اعتداءات تعرقل التوصّلَ إلى هذا الحل الدائم، حيث لا يمكننا المخاطرةُ بمزيدٍ من التأخير. وبالطبع، يُعدّ وقـفُ إطـ ق النارِ مجردَ خــطــوةٍ أولــــى فــي سـبـيـل الـــوصـــول إلـــى سـ م طويل الأجل. وستنهض المملكةُ المتحدة بدورٍ دبلوماسي شامل لاقتناصِ الفرصة لتعزيز الــزخــم تــجــاه حــل لـلـدولـتـ ، وتـهـيـئـةِ الأمــــانِ والأمن والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين على حـد ســـواء. وفــي الـوقـت نفسه، يجب أن نـدعـمَ لبنان بصفته بـلـداً ذا سـيـادة ويتمتع بمؤسساتٍ قـويـة لـلـدولـة. وفــي هــذا الـصـدد، فــإنّ الـقـواتِ المسلحةَ اللبنانية وقـــواتِ الأمـن الـداخـلـي تضطلعان بـــدور حـيـوي فـي تأمين مستقبل لــبــنــان، ونــحــن نـسـتـمـر فـــي دعـمِـهـا بالتدريب والمعدات. فمن شأن الاستثمار في هذه المؤسساتِ اللبنانية أن يحفظَ استقرار لـبـنـان، ويـحـدّ مـن تـهـديـدِ الإرهــــاب فـي لبنان وفي المنطقة الأوسع نطاقا. كــــمــــا نـــــحـــــثّ إســـــرائـــــيـــــلَ ولـــــبـــــنـــــانَ عــلــى الانخراط في المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية ولحل الـخـ فـات بينهما حـــً دبـلـومـاسـيـا. ويبقى الأســــاسَ لحل 1701 قــــرارُ مـجـلـسِ الأمـــن رقـــم طــويــل الأجــــل. إذ يــدعــو هـــذا الـــقـــرار إلـــى نـزع ســـ حِ جميع الـفـصـائـل المـسـلـحـة فــي لبنان، وإلى عدمِ وجود قوات أجنبية في لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية، وإلى عدمِ وجود قـــــواتٍ مـسـلـحـة بــخــ ف قــــوات الأمــــم المـتـحـدة وقــــوات الـحـكـومـة الـلـبـنـانـيـة فــي جــنــوبِ نهر الليطاني بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وفــــــــــي حـــــــ أنّـــــــنـــــــا نُــــــكــــــثّــــــف الـــــجـــــهـــــودَ الدبلوماسية، تواصل المملكةُ المتحدة تقديمَ الــــدعــــم الإنــــســــانــــي الـــــواســـــع. فـــقـــد اســتــأنــفــت حكومتُنا الـجـديـدةُ تمويلَ وكـالـة «أونــــروا»، وهي الوكالة الأممية التي تمثل مساعداتُها المــــــنــــــقــــــذة لــــــــــــــــأرواح أهـــــــــــمّ مـــــــصـــــــدرٍ حــــيــــوي للفلسطينيين فـي غـــزةَ وفــي المنطقة الأوســع نطاقا. كما أعلنّا تقديم تمويل جديد لدعم المستشفيات المـيـدانـيـة الـتـي تـديـرهـا منظمة » الطبية الخيرية في غزة، ولجهود UK-Med« «يـونـيـسـيـف» مــن أجـــلِ تـوفـيـر الـطـعـام والمـــاء والـــخـــدمـــات الأســـاســـيـــة لــأســر الفلسطينية المحتاجة إلى مساعدة. وسوف أواصلُ انتقاديصراحةً للفعال الـــتـــي تـجـعـل وصــولــنــا إلــــى حـــل دبـلـومـاسـي أمـــراً أصـعـب. إنّ أرواحَ المدنيين الـتـي أُزهـقـت فــــي مـــجـــدل شـــمـــس حــــــدثٌ مــــــروع - يـــجـــب أن يــتــوقّــفَ «حــــزبُ الــلــه» و«حـــمـــاس» عــن إطــ ق صـواريـخـهـم الـتـي لا يـأتـي مـن ورائــهــا سوى تقويضِ احتمالات الوصول إلى وقف إطلاق النار. كذلك، يجب أن تمتثلَ إسرائيلُ للقانون الـــدولـــي الإنـــســـانـــي - فـــــــالأرواح الــتــي أُزهــقــت ضـحـيـةَ الـهـجـوم عـلـى مــدرســة الـتـابـعـ هي أيضا حدثٌ مأساوي. كما ينبغي أن تتراجعَ الـــحـــكـــومـــةُ الإســـرائـــيـــلـــيـــة عــــن الـــتـــصـــريـــحـــاتِ الأخــــيــــرة لـــلـــوزيـــر ســمــوتــريــتــش، وتــديــنــهــا - فـالـقـانـون الــدولــي واضــــحٌ: الـتـجـويـعُ المتعمد للمدنيين يُعدّ جريمةَ حرب. أيضا، فإنّ صلاةَ أحــدِ وزراء الحكومة الإسرائيلية في المواقع المقدسة من المسجد الحرام خطوةٌ تحريضية - ونحن نعارض أي عمل أحــادي الطرف في القدس في غيابِ تسوية نهائية للوضع. فـي هــذا الـوقـت الـــذي يشهد هــذا التوتر الخطير، فـإنّ النقطة التي نسترشد بها هي الــحــل الــدبــلــومــاســي. فـــ يـمـكـن إنـــهـــاء دورة العنف الانتقامي هذه التي تؤدي إلى الدمار الـــحـــالـــي ســـــوى بـــالـــدبـــلـــومـــاســـيـــة. ولا يـمـكـن أن نـوفـر للجميع الــســ مَ والأمــــنَ عـلـى المــدى البعيد إلا من خلال الدبلوماسية. * وزير الخارجية البريطاني OPINION الرأي 12 Issue 16697 - العدد Thursday - 2024/8/15 الخميس في مسألة الجبر والاختيار: هل حقاً نملك إراداتنا؟ إنّها حقاً لمهزلة! بالدبلوماسية فقط يمكن إحلالسلام طويل الأمد وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com * ديفيدلامي أجهزة الدعايةِ والاعلام تتلبسعباءةَ العلم حيناً والسياسة حيناً آخر توفيق السيف إنه لأمر في غاية الخطورة أن تتسلطحفنة من أغنياء شركات التكنولوجيا علىرقاب البشر سوسن الأبطح نحن نعارضأي عمل أحادي الطرففي القدس

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky