issue16696

6 لبنان NEWS Issue 16696 - العدد Wednesday - 2024/8/14 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية «حزبالله» يبرر تأخر الرد بـ«الحرب النفسية» فــي مـــــوازاة تـمـسـك «حــــزب الــلــه» بـالـرد العسكري على اغتيال القيادي فــؤاد شكر، وبــــأنــــه ســـيـــنـــفّـــذه قـــريـــبـــا وســـيـــكـــون «مـــؤلمـــا ورادعـــا»، يعدّ أن جـزءاً من هذا الـرد نفّذ من خــال الـحـرب النفسية الـتـي يـقـوم بها منذ عملية الاغتيال قبل أسبوعين في الضاحية الـجـنـوبـيـة لــبــيــروت، «الـــتـــي جـعـلـت الـكـيـان المـحـتـل فــي حــالــة اســتــنــزاف وشــلــل وخــوف وهلع ورعــب، وبــات الجميع يعيشون على أعــصـــابــهــم»، بـحـسـب مـــا قــــال نـــائـــب رئـيـس المــجــلــس الــتــنــفــيــذي الــشــيــخ عــلــي دعــمــوش الاثــنــ ، مــؤكــداً أن «هـــذا يعني أن المـقـاومـة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به». والأمر نفسه عاد، وتحدث عنه الثلثاء، النائب في «حزب الله» علي فياض، قائلً إن «الـــرد على اغتيال القائد الـجـهـادي الكبير فـــــؤاد شـــكـــر، والـــقـــائـــد الـفـلـسـطـيـنـي الـكـبـيـر إسماعيل هنية، آتٍ لا محالة، وأمـا التأخر في الرد فهذا جزء مدروس من أداء المقاومة وإدارتها للمعركة». ويؤكد اللواء الركن المتقاعد، الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، أن الحرب النفسية هـــي جــــزء أســـاســـي فـــي الــــحــــرب، وعــــــادة ما تسبق العمليات العسكرية وتترافق معها وتـأتـي بعدها، فيما يبقى عنصر المفاجأة لجهة الـتـوقـيـت والمـــكـــان هــو الأســــاس الــذي يحتفظ به الطرف المعني. ويلفت في حديثه لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» إلـــــى أن «حــــــزب الـــلــه» يعتمد خـال الـحـرب النفسية على المواقف التي تؤكد على أن الـرد آتٍ ولا تراجع عنه، مـا يجعل إسـرائـيـل تترقب وتنتظر، ومما لا شكّ فيه أنها تلعب دوراً مهما في عملية المـــواجـــهـــة والـــحـــرب بـــ الـــطـــرفـــ ، وهــــو ما تعكسه ردود الفعل الداخلية ، حيث يكون تــأثــيــر الـــحـــرب الـنـفـسـيـة عــلــى الـعـسـكـريـ والسكان والحكومات. بـــــــدوره، يــلــفــت رئـــيـــس مـــركـــز «الـــشـــرق الأوســـــــط والـــخـــلـــيـــج لـلـتـحـلـيـل الــعــســكــري» (أنــيــجــمــا) ريــــاض قــهــوجــي إلــــى أن الــحــرب النفسية أمـــر طبيعي يـحـدث فــي الــحــروب، لكن تداعياتها مكلفة بالنسبة إلى الطرفين المـتـحـاربـ ، ولـيـس مــن يـقـوم بـهـذه الـحـرب فـقـط، والـدلـيـل عـلـى ذلـــك انعكاساتها على لـبـنـان وإســرائــيــل مـعـا، وهـــو مــا ظـهـر جليا من خلل الحركة الاقتصادية وحركة المطار وتحذيرات الدول لرعاياها وغير ذلك. ويـــوضـــح لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»: «هـــذه الــــحــــرب الــنــفــســيــة لا تــقــتــصــر عـــلـــى (حــــزب الــلــه)، صـاحـب الـــرد، فـقـط، إنـمـا على لبنان والـلـبـنـانـيـ أيــضــا، الــذيــن يـنـتـظـرون كيف ســـيـــكـــون الـــــــــردّ عـــلـــى الـــــــــرد، ولا ســـيـــمـــا أن المـسـؤولـ فـي تـل أبـيـب يـتـوعـدون بـدورهـم بـــردّ مـضـاعـف»، مضيفا: «كـلـمـا تـأخـر الــرد الـــذي قــال الــحــزب إنـــه يـحـدد مـكـانـه وزمـانـه سترتفع التوقعات حيال حجمه، خصوصا فـي أوســـاط مناصريه وبيئته، وسيصعب عليه تفسير الردّ إذا كان صغيراً». لــكــنــه يــــــرى، فــــي المـــقـــابـــل، أن «الـــحـــزب سينفذ ردّه الذيسيكون مدروسا للمحافظة على وتـيـرة منخفضة فـي المـواجـهـات، لأنه لا يــريــد هـــو، ولا إيـــــران، الـــدخـــول فــي حـرب كــبــيــرة، وهــــو مـــا يــتــحــدث عــنــه مــســؤولــوه، بـالـتـأكـيـد عـلـى أنــهــم لا يـــزالـــون يـخـوضـون حرب إسناد لغزة». وبانتظار ما ستكون عليه طبيعة هذا الــــرد، فــي مـــــوازاة الــجــهــود الــتــي تــبــذل على أكـثـر مـن خـط للتهدئة، تستمر المـواجـهـات بـالـوتـيـرة نفسها عـلـى جـبـهـة الـجـنـوب في جـنـوب لـبـنـان بــ «حـــزب الــلــه» وإسـرائـيـل، الــتــي تـعـتـمـد بـشـكـل أســـاســـي عـلـى سياسة الاغـتـيـالات فـي معركتها ضـد «حــزب الله». وآخــــــر هـــــذه الــعــمــلــيــات كـــانـــت بــاســتــهــداف دراجة نارية على طريق برعشيت في جنوب لبنان، قضاء بنت جبيل، بصاروخ موجه، مـــا أدى إلــــى وقـــــوع إصـــابـــتـــ ، بــحــســب ما أفـــادت «الـوكـالـة الوطنية لــإعــام»، لتعود وســائــل إعـــام لبنانية وتــؤكــد أنـهـمـا قتل، وأنهما عنصران في «حزب الله». وخلل ساعات النهار، استمر القصف الإسـرائـيـلـي عـلـى بــلــدات عـــدة فــي الـجـنـوب، واســـتـــهـــدف بـــلـــدات الــعــديــســة ويـــــــارون في جنوب لبنان وبلدة شيحين، كما تعرضت أطـــــــــــراف بــــلــــدتــــي طــــيــــرحــــرفــــا وزبــــــقــــــ فــي الـقـطـاع الـغـربـي لقصف مـدفـعـي بـالـقـذائـف الانشطارية. فــــي المــــقــــابــــل، أعــــلــــن «حـــــــزب الــــلــــه» عـن تـــنـــفـــيـــذه عـــــــدداً مـــــن الـــعـــمـــلـــيـــات، وقـــــــال فـي بـــيـــانـــات مــتـــفـــرقـــة إن مــقــاتــلــيــه اســـتــهــدفـــوا انـــتـــشـــاراً لــجـــنـــود إســـرائـــيــلـــيـــ فــــي مـحـيـط موقع السماقة في تلل كفرشوبا، وتجمعا آخــــر فـــي مــحــيــط ثــكــنــة مـــيـــتـــات، بـالأسـلـحـة الـصـاروخـيـة والـتـجـهـيـزات التجسسية في موقع مسكاف عام. بيروت: كارولين عاكوم قبرصمستعدة لاستضافة آلاف النازحين من لبنان وإسرائيل ألف مبنى مهدّد بالانهيار... والطيران الإسرائيلي يرفع المخاطر 16 أكثر من هوكستين في بيروت ووزير الخارجية البريطاني يدعو لـ«التهدئة الفورية» الهزّة الأرضية ترعب اللبنانيين: كل المباني القديمة معرّضة للسقوط يصل المبعوث الأمـيـركـي الـخـاص أمـوس هـوكـسـتـ إلـــى بـــيـــروت، الأربـــعـــاء، بـعـد جولة مـــحـــادثـــات ســريــعــة فـــي إســـرائـــيـــل تـــهـــدف إلــى خفض الـتـوتـر فـي المنطقة الـتـي تشهد سباقا محموما بــ مـسـاعـي الـتـهـدئـة والــحــرب التي يـــتــهــدد بــهـــا رد، قـــــال «حــــــزب الــــلــــه» الـلـبـنـانـي إنــه سينفذه انتقاما لاغـتـيـال إسـرائـيـل قائده العسكري فــؤاد شكر فـي الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية قبل نحو أسبوعين. وأكــد مسؤولون لبنانيون أن هوكستين طلب مواعيد عاجلة من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي على الأقل، من دون أن يطرح جدول أعمال للقاءاته المرتقبة فــــي بــــيــــروت. وتــــوقــــع مــــســــؤول لــبــنــانــي كـبـيـر لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأميركي يسعى لـ«التهدئة» من دون أن يغفل إمكانية أن يحمل اقتراحات أو رسائل إسرائيلية. ويــــــــــــزداد مــــنــــســــوب الــــتــــوتــــر فــــــي لـــبـــنـــان وإسرائيل في انتظار الخطوة المقبلة لـ«حزب الـــــلـــــه» وحـــلـــيـــفـــتـــه إيـــــــــــران. وقــــــد اتــــصــــل وزيـــــر الــخــارجــيــة الــبــريــطــانــي ديــفــيــد لامــــي بـرئـيـس الحكومة نجيب ميقاتي. وفـي خـال الاتصال قــال الــوزيــر الـبـريـطـانـي: «إنـهـا لحظة حاسمة بالنسبة لـاسـتـقـرار فــي الــشــرق الأوســــط، ولا يمكن أن يـكـون هـنـاك المــزيــد مــن الـتـأخـيـر، بل يــجــب أن يــتــوقــف الـــقـــتـــال الآن». وشـــــدد على «ضــــــرورة قـــيــام كـــل الأطــــــراف بـتـهـدئـة الــوضــع بـــشـــكـــل عــــاجــــل وفــــــــــــوري». وقــــــد شـــكـــر رئـــيـــس الــحــكــومــة الــــوزيــــر الــبــريــطــانــي «عـــلـــى اهـتـمـام الحكومة البريطانية الدائم بلبنان وحرصها على حفظ الاستقرار فيه». وواصــل ميقاتي عقد سلسلة اجتماعات فـي الـسـرايـا، فـي إطـــار متابعة خطة الـطـوارئ الـــتـــي أعـــدتـــهـــا الــحــكــومــة لمـــواجـــهـــة احــتــمــالات تــوســع الــحــرب بــ الــحــزب والـــدولـــة الـعـبـريـة. وشدد ميقاتي، وفقا لبيان من مكتبه، على أن «الهم الأوحــد الــذي يجمع اللبنانيين في هذه المـرحـلـة، هـو مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستجدة والــعــدوان المستمر على لبنان منذ أشــهــر». وأكـــد ميقاتي «وجــــوب قـيـام المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بواجبهم تجاه لبنان ودعمه في هذه الظروف الصعبة، خـصـوصـا أنـــه يــــرزح تـحـت أعـــبـــاء كـبـيـرة جـداً بـفـعـل الـــنـــزوح الـــســـوري». وقــــال: «إن الــعــدوان والتهديدات الإسرائيلية يجب أن يشكل حافزاً إضـافـيـا وأســاســيــا للتضامن بــ اللبنانيين وعــــــدم فـــتـــح ســــجــــالات جــانــبــيــة لـــيـــس أوانـــهـــا حاليا»، مشيداً «بالمبادرات الأهلية لاستقبال اللبنانيين النازحين». وتـــحـــدث الـــنـــائـــب وائـــــل أبــــو فـــاعـــور بعد لقائه ميقاتي عما «يـقـوم بـه الرئيس ميقاتي بـــالـــشـــراكـــة الـــكـــامـــلـــة مــــع الـــرئـــيـــس نــبــيــه بــــري، خلل حملة الاتصالات الدبلوماسية والدولية الـتـي يـقـومـان بـهـا لأجـــل درء الأهــــوال وتـفـادي الأســـوأ». وقــال: «لبنان يقوم بحملة اتصالات دبــلــومــاســيــة وســيــاســيــة كــبــيــرة جـــــداً، الــهــدف مـنـهـا تــفــادي انــــدلاع حــــرب، وهــــذه الاتــصــالات بعضها يجري على المستوى الـدولـي، وأيضا هـنـاك تـوقـعـات لــــزوار ومـــبـــادرات قــد تـأتـي من الخارج نأمل أن تقود هذه المبادرات إلى خفض الــتــوتــر. وفـــي الـنـهـايـة فـــإن الــحــل الـنـهـائـي هو وقف إطلق النار في غزة، وإذا ما حصل وقف لإطلق النار هناك فهذا يقود الأمور في المنطقة بشكل عام إلى تخفيف التوتر ولجم الاندفاعة الإسرائيلية نحو الحرب». إلى ذلك صرح وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كـومـبـوس لـــ«وكــالــة الأنـبـاء الـــقـــبـــرصـــيـــة»، الــــثــــاثــــاء، بـــــأن الــــبــــاد أكــمــلــت الإعـــدادات لإجــاء محتمل للأجانب من لبنان وإســرائــيــل. وقـــال كـومـبـوس إن قـبـرص يمكن أن تستضيف عــدداً كبيراً مـن الأشـخـاص، من بينهم مدنيون من دول أوروبـيـة أخـرى ودول ثالثة، بشرط أن يعودوا إلى بلدهم في الوقت المـــنـــاســـب. وقـــــد تــــم وضـــــع أســـــــرّة فــــي مـــــدارس بمدينة لارناكا، كما تم إعـداد منشآت نظافة. وأشـــــار وزيــــر الــخــارجــيــة إلـــى أنـــه خـــال حـرب ألف 60 ، استضافت قبرص مؤقتا 2006 لبنان شخص. إلـــى ذلـــك انـتـقـد المـكـتـب الـسـيـاسـي لحزب «الـكـتـائـب الـلـبـنـانـيـة»، بـعـد اجـتـمـاعـه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، «هرولة الـحـكـومـة لتغطية التكاليف الـبـاهـظـة لـنـزوح الـــجـــنـــوبـــيـــ بـــعـــشـــرات الآلاف مــــن مـنـاطـقـهـم وإعــــانــــهــــا صــــراحــــة أنـــهـــا لا تــلــقــى الـــتـــجـــاوب الـدولـي المطلوب مع الأرقـــام الكبيرة للخسائر المحتملة»، عـاداً ذلك «يقود إلى سـؤال بديهي: ألــم يكن مـن الأجـــدى أن تجتمع هــذه الحكومة لتسلّم زمام الأمور وتجنيب لبنان حربا عبثية بدل التباكي والاستجداء شرقا وغربا؟» وأكـــــد الـــحـــزب أن «المــســؤولــيــة الأولـــــى لما يحصل اليوم تقع على (حزب الله) أولاً، وعلى المجموعة الحكومية الـتـي رضـيـت وانصاعت إلى ضغوطه، وتنازلت عن قرارها وعن سيادة الـــدولـــة، ورضــيــت بـــأن تـكـون واجــهــة لميليشيا مسلحة تتباهى بوضع الخطط وتنفيذها على الإيــقــاع الـــذي يناسبها ويـنـاسـب إيــــران جـــارةً معها لبنان واللبنانيين إلى المجهول». وفي حين أكّـد حزب «الكتائب اللبنانية» أن «الــنــازحــ مــن كــل لـبـنـان هــم أبــنــاء الـوطـن ومــــرحــــب بـــهـــم فــــي كــــل المـــنـــاطـــق وهــــــذا أمـــــر لا يحتاج إلـى مـزايـدات أو مـنّـة»، رفَــضَ «تحويل كـل المناطق اللبنانية إلــى دروع بشرية وبـؤر مـواجـهـات ومـنـصـات صـــواريـــخ، خـدمـة لحرب يرفضها معظم اللبنانيين، وهــذا الأمــر يحتّم معالجات جـــادة وحثيثة درءاً لأي مواجهات على غرار ما يحصل في بعض المناطق». أثارت الهزّة الأرضيّة القوية التي ضربت ســوريــا ووصــلــت إلـــى لـبـنـان الــذعــر فــي نفوس اللبنانيين، الـذيـن اسـتـعـادت ذاكـرتـهـم الـزلـزال فبراير 6 المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في ، وخلّف آلاف القتلى والجرحى، 2023 ) (شباط وخشيتهم من سقوط آلاف المباني القديمة في العاصمة بيروت والمدن الكبرى، وهو ما حذرت منه «الهيئة اللبنانية للعقارات»، التي تحدّث بشكل علمي عن «خطر انهيار المباني المهددة ألـف مبنى، 16 بالسقوط، ولا يقلّ عـددهـا عـن دون احـــتـــســـاب المـــبـــانـــي الـــتـــي تـــضـــررت جـــراء انـفـجـار المــرفــأ فــي بـــيـــروت». وذكــــرت «الهيئة» بالمباني الأخـــرى فـي طرابلس التي «تضررت جـــــــراء الــــهــــزة الـــكـــارثـــيـــة الــــتــــي ضــــربــــت تــركــيــا وسـوريـا، بالإضافة إلـى المباني التي تضررت أو تهدمت مـجـدداً بفعل الـحـرب على المناطق الجنوبية». وأعــلــنــت «الــهــيــئــة» أن «المـــنـــاطـــق الأعــلــى نسبة في وضع أبنيتها هي في محافظة بيروت ومنطقة الـشـمـال وطــرابــلــس... وهـنـاك عوامل عـــدة، سـبـق أن تـطـرقـت إلـيـهـا (الـهـيـئـة)، بفعل التغير المناخي الــذي انعكس على الخرسانة ومـــتـــانـــة الأبـــنـــيـــة والإســـمـــنـــت. بـــالإضـــافـــة إلــى الأبنية قديمة العهد التي غابت عنها الصيانة الــدوريــة بسبب قـوانـ الإيــجــارات القديمة أو بسبب تصنيف بعضها بــ(مـبـانٍ تـراثـيـة)، أو بسبب المخالفات والتعديات، وأبنية لم تعالَج بشكل تقني مدروس بعد الحروب الدامية التي استمرت سنوات»، مذكرة بـ«تمركز لبنان على خريطة فالق الزلازل، وهذا عامل موجود». وتـــطـــرقـــت «الـــهـــيـــئـــة» أيـــضـــا إلـــــى «خــطــر الـنـزوح الداخلي للمواطنين هربا من المناطق غير الآمنة والخطرة بسبب العدوان، واللجوء إلـــى مـنـاطـق أخــــرى مـفـتـرض أن تــكــون آمــنــة»، وأيــــضــــا إلـــــى «وجــــــــود الــــنــــازحــــ الـــســـوريـــ ، ومـعـظـمـهـم لـــجـــأوا إلــــى مــنــاطــق ذات اكـتـظـاظ سـكـانـي، وهـــي شعبية نــوعــا مـــا، وذات أبنية مــتــاصــقــة، وهـــنــا الـــخـــطـــورة؛ لأن مـعـظـم هــذه الأبــنــيــة قــنــابــل مـــوقـــوتـــة، وفــــي كـــل مــــرة تــــزداد خــطــورتــهــا لــعــدم إجـــــراء أي تــرمــيــم أو تـدعـيـم أو حـــتـــى مـــعـــايـــنـــة الــــعــــقــــار بـــشـــكـــل مـــــــدروس، نـاهـيـك بــأصــوات (اخـــتـــراق جـــدار الــصــوت) من الطائرات المعادية (الإسرائيلية)، التي تشكل خطراً وتساهم في زيــادة حصيلة التصدعات والـــتـــشـــقـــقـــات وانـــهـــيـــار بـــعـــض أجـــــــزاء المــبــانــي والشرفات والأسقف». أمـــــــا فـــــي مــــســــألــــة المــــعــــالــــجــــة قــــبــــل وقـــــوع الـكـارثـة، فـأكـدت «الهيئة اللبنانية للعقارات» على «ضــرورة إجــراء مسح جـدي من البلديات التي ما زالـت متأخرة في إعطاء أرقــام نهائية وجـديـة لعدد المباني المـهـددة بالسقوط، فهذا ســيــقــلــل مــــن الــــخــــطــــورة، وســـيـــســـمـــح بـتـقـيـيـم وضــع الأبنية مـن (الأكـثـر خـطـورة) إلــى (الأقــل خــــطــــورة)، وتــحــديــد مــــدى قـابـلـيـتـهـا للترميم أو الــتــدعــيــم»، مـعـربـة عـــن أسـفـهـا لــ«الـفـوضـى والـخـلـل الاقـتـصـادي والمعيشي و(الانـضـبـاب) الـــقـــانـــونـــي وغـــيـــاب الـــرقـــابـــة لــحــمــايــة المـــواطـــن وحـقـه فـي أدنـــى سبل العيش الــائــق». ودعـت المــــواطــــنــــ إلـــــى «مــــراقــــبــــة أوضــــــــاع أبــنــيــتــهــم، خـصـوصـا الــتــصــدعــات والــتــشــقــقــات، وتجنب الوجود تحت الأسقف المتهرئة والناتئة بسبب انتفاخ الورقة الإسمنتية، وحماية أنفسهم من نظرية (كـل مواطن خفير نفسه)، والاستعانة بذوي الخبرة من المهندسين والخبراء لحماية أنفسهم من المخاطر التي تحدق بهم». ومنذ وقوع زلزال تركيا وانعكاساته على لــبــنــان، لـحـظـت بـلـديـة بــيــروت الـخـطـر المـحـدق بالأبنية القديمة والتراثية، واستعانت بمكاتب هندسة لتقييم الوضع. وأوضـح رئيس بلدية بيروت، عبد الله درويش، لـ«الشرق الأوسط»، أن محافظ بيروت، القاضي مروان عبود، «كلّف مــكــاتــب هــنــدســة مـخـتـصـة، 2023 فـــي شـــبـــاط وجــــــرى مـــســـح شـــامـــل لــلــمــبــانــي الـــقـــديـــمـــة فـي بيروت والمعرضة لخطر السقوط». وأشار إلى أنه «باتت لدى المحافظ الـدراسـات الهندسيّة، وهناك تنسيق بين المحافظة و(دائرة الهندسة) فــــي بـــلـــديـــة بـــــيـــــروت، لمـــعـــالـــجـــة وضـــــع المــبــانــي الـقـديـمـة، حـيـث يـجـري الـتـعـاطـي مــع كـــلّ حالة على حـــدة، بسبب غـيـاب الــقــدرة على معالجةٍ واحــــدة وفــتــح ورشــــة شــامــلــة». ولــفــت درويـــش إلـى أن «مسألة الـنـزوح الجديدة والـخـوف من وقوع حربصعّبت المهمّة، لكن لم تلغِ الاهتمام بوضع المباني وإن بشكل تدريجي». من جهته، دقّ أستاذ الهندسة الإنشائية بالجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور بلل حمد، ناقوس الخطر، وأفاد بأن «أغلب المباني معرضة 2000 القديمة الـتـي أنشئت قبل عــام للسقوط في حال حصل زلزال مدمّر تفوق قوته درجـــات على مقياس ريـخـتـر». وأوضـــح في 6 تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المباني القديمة أنشئت بدراسة لتحمّل الأوزان العمودية، لكن الزلزال يحمّل هذه المباني أوزانـا جانبية ومن كل الاتجاهات»، مشيراً إلى أن «كل زلزال تفوق درجــات هو زلــزال مدمر، خصوصا إذا 6 قوته طـالـت مـدتـه واستمر لدقيقة مـثـاً»، لافـتـا إلى أنـه «كلما ارتفع المبنى زادت أوزانـــه الجانبية وارتفع خطر سقوطه بالكامل»، ونبّه حمد إلى أن «المباني التراثية لن يبقى منها شيء إذا وقع زلـزال، وبالتالي لا بد من إقـرار قانون موجود في مجلس النواب لترميم هذه المباني من قبل أصحابها شــرط السماح لهم ببيع أجـــزاء من العقار الواقع عليه المبنى ليتمكنوا في ترميمه ويصبح مؤهلً للسكن ومقاوما للزلازل». ميقاتي مجتمعاً مع عضو كتلة الحزب «التقدمي الاشتراكي» وائل أبو فاعور (حسابرئاسة الحكومة) تحذير من الاقتراب من مبنى مهدد بالسقوط في لبنان (أرشيفية) بيروت: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسفدياب يصل هوكستين إلى بيروت، اليوم، بعد جولة محادثات سريعة في إسرائيل تهدف إلى خفضالتوتر في المنطقة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky