issue16696

5 حربغزة ... تتمدد NEWS Issue 16696 - العدد Wednesday - 2024/8/14 الأربعاء » أنه قد يكون 13 ذكرت «القناة هناكهجوم مشتركمن قبل إيران و«حزبالله»، سواء في وقت واحد أم على التوالي ASHARQ AL-AWSAT ًالجيش في وضعية دفاعية وهجومية... والمواطنون يتهافتون على شراء مواد غذائية ومياه ووقود إسرائيل تستعد لرد إيراني... لكنها لا تتوقع حربا بعد مرور أسبوعين على اغتيال إسماعيل هـــنـــيـــة، زعــــيــــم حــــركــــة «حـــــمـــــاس» فـــــي طــــهــــران، أصبحت إسـرائـيـل تنتظر الـــرد الإيــرانــي بفارغ الـصـبـر لتحديد طبيعة الـــرد عـلـى الــــرد. وعلى الرغم من أن المسؤولين في إسرائيل يستعدون لرد إيراني مباشر، فإنهم مطمئنون إلى حد ما أنــه سـيـكـون رداً لا يـقـود إلــى مـواجـهـة مباشرة أو حـــرب. وينسحب ذلــك على الـــرد المنتظر من «حـــزب الـلـه» على اغـتـيـال إسـرائـيـل فـــؤاد شكر، القائد العسكري في الحزب اللبناني، قبل يوم واحد من اغتيال هنية. ومع تأكيد إيـران و«حـزب الله» أن الـرد آتٍ لا محالة، تروج معلومات في إسرائيل أنه قد لا يحدث إذا تم التوصل إلـى اتفاق مع «حماس» عـــلـــى وقـــــف الــــحــــرب فــــي غـــــزة فــــي مـــفـــاوضـــات، الخميس، المرتقبة. ورغـــم ذلـــك، رفـعـت إسـرائـيـل حـالـة التأهب مـــنـــذ يــــــوم الاثــــــنــــــ ، ولـــــوحـــــظ تـــحـــلـــيـــق مـكـثـف لـلـطـائـرات المـروحـيـة الإسـرائـيـلـيـة عـنـد الـحـدود الـشـمـالـيـة مــع لـبـنــان، واسـتـنـفـار كـبـيـر لـلـقـوات البرية الموجودة على طول الحدود. وأعــــلــــن وزيــــــر الــــدفــــاع الإســـرائـــيـــلـــي يــــوآف غالانت أن إسرائيل عـززت دفاعاتها، ووضعت «خـــيـــارات هـجـومـيـة» اســـتـــعـــداداً لـلـوضـع الـــذي «تتجسد فيه الـتـهـديـدات الــصــادرة عـن طهران وبيروت». ويـبـدو أن الاسـتـعـدادات الإسرائيلية التي بــــــدأت، الاثــــنــــ ، مــرتــبـطـة بــمــعــلــومــات حــــول أن الـهـجـوم أصـبـح محتملاً أكــثــر. وجـــاء ذلـــك قبل مـــن كـبـار 3 أن تـنـقـل «رويــــتــــرز»، الـــثـــ ثـــاء، عـــن المـسـؤولـ الإيـرانـيـ أن السبيل الوحيد الـذي يمكن أن يرجئ رد إيران على الفور على إسرائيل بسبب اغتيال هنية هو التوصل في المحادثات المأمولة، هذا الأسبوع، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وذكــــرت «هـيـئـة الـبـث الإسـرائـيـلـيـة» (كـــان) »، مـسـاء الأحـــد، أن التقييم 13 وأخــبــار «الـقـنـاة الإسـرائـيـلـي المــحــدّث هــو أن طــهــران تـعـتـزم شن هجوم كبير، هذا الأسبوع. » أنــــه قـــد يــكــون هـنـاك 13 وذكـــــرت «الـــقـــنـــاة هجوم مشترك من قبل إيران و«حزب الله»، سواء فـي وقـت واحــد أم على الـتـوالـي. وقـالـت الشبكة التلفزيونية إن أحــد الـعـوامـل الـتـي أخّـــرت الـرد على اغتيال هنية وشكر كان الضغط الفرنسي على إيـران و«حـزب الله» لعدم شن هجوم كبير خـ ل دورة الألـعـاب الأولمبية في بـاريـس، التي انتهت يوم الأحد. ومــع هــذه الـتـقـاريـر، أخــذ الجيش وضعية دفاعية وهجومية، وبدأت مراكز صحية وطبية وكـذلـك شـركـات كبرى بـشـراء مزيد مـن مولدات الكهرباء، بينما تهافت الإسرائيليون على شراء مواد غذائية ومياه ووقود. وحـصـل ذلـــك فيما ألـغـت شــركــات الـطـيـران الكبرى رحلاتها إلـى إسرائيل ودول أخـرى في المنطقة. ونشرت مواقع وصفحات إسرائيلية صوراً للتهافت عـلـى شـــراء الأغـــذيـــة، ووضـــع مـولـدات كهرباء أمام المراكز الصحية في إطار الاستعداد لإمكانية انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن معظم المـــدن الإسـرائـيـلـيـة فــي حـــال جـــرى شــن هجمات بصواريخ دقيقة من لبنان أو مناطق أخرى. وهـــذا الــوضــع الـــذي بـــدا يشبه حـالـة هلع، دفع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هـاغـاري للخروج في مؤتمر صحافي مفاجئ، يـــوم الاثــنــ ، أعـلـن فـيـه أنـــه لا يـوجـد أي تغيير فـــي الــتــعــلــيــمــات الـــخـــاصـــة بـالـجـبـهـة الــداخــلــيــة الإسرائيلية، وأنه في حال طرأ أي حدث سيجري الإعلان فوراً عن التغيير في التعليمات. وحاول هاغاري طمأنة الإسرائيليين بقوله إنـــه جـــرت زيـــــادة الـــقـــوات الــبــريــة عـلـى الـــحـــدود، ورفع حالة الاستنفار والجاهزية، وكذلك زيادة الطلعات الجوية فـي سـمـاء لبنان وغيرها من الجبهات اسـتـعـداداً للتعامل مـع أي سيناريو. وأضـــــــــاف: «يـــــراقـــــب جـــيـــش الـــــدفـــــاع والمـــؤســـســـة الدفاعية أعداءنا والتطورات في الشرق الأوسط، مع التركيز على إيــران و(حــزب الله)، ويقيّمون الـوضـع بـاسـتـمـرار. قواتنا منتشرة ومستعدة بمستوى عالٍ من الجاهزية، وستتعامل مع أي هجوم من أي جبهة كانت». وســـبـــق ذلــــك اجـــتـــمـــاع عـــقـــده رئـــيـــس هيئة أركــــان الـجـيـش الإســرائــيــلــي هـيـرتـسـي هاليفي لـــقـــيـــادة هـيـئـة الأركـــــــان الـــعـــامـــة بــمــشــاركــة قـــادة المنطقتين الشمالية والجنوبية. وصـــــــــادق هـــالـــيـــفـــي عـــلـــى ســـلـــســـلـــة خـطـط هجومية ودفاعية للتعامل مع سيناريوهات أي هجوم متوقع. لكنهم في إسرائيل بدوا مطمئنين بشأن أن كل ذلك لن يقود إلى حرب؛ لأن إيران لا تريد ذلك، وخشية من تدخّل أميركي مباشر. أغسطسالحالي (أ.ب) 1 موكب تشييع إسماعيل هنية فيطهران يوم رامالله: كفاح زبون مخاوف تُلقي بثقلها على السوريين المنهكين ما زال موقف دمشق الرسمي من احتمالات الـرد الإيراني على إسرائيل بسبب اغتيال قيادي حركة «حـمـاس» إسماعيل هنية، غير واضح تماماً. ولوحظ أن الإعلام الرسمي ما زال ينأى عن الانخراط في تحليل تداعيات الرد المحتمل، رغم ترجيحات بأن إيران ستستخدم الأجواء والأراضي السورية منطلقاً للرد، إذا ما حصل، علماً بأن سوريا المنهكة جراءات أزماتها الداخلية تُعد طرفاً أساسياً فيما يُعرف بـ«محور المقاومة». وقال محللون سوريون لـ«الشرق الأوسط» إن طهران تهوّل -كما يبدو- من قوة ردها هذه المرة على إسرائيل، مقارنة بردها في أبريل (نيسان) المـاضـي، عندما أطلقت مئات من الطائرات المُسيّرة والصواريخ، انتقاماً لمقتل قادة عسكريين كبار في غارة على قنصليتها فـي دمـشـق. ورأى هــؤلاء أن إيـــران تريد تعزيز أوراق التفاوض مع واشنطن والمجتمع الدولي، ولذلك فإنها لن تـــورط نفسها على الأرجـــح فـي حــرب كـبـرى تعرّضها لخسائر كبرى؛ لا سيما في منشآت برنامجها النووي. وانعكست المـخـاوف مـن احتمال الــرد الإيــرانــي قريباً على حركة الأسواق السورية التي تشهد حالة من الترقب والجمود، بينما يمضي مـراسـلـو وكــــالات الأنـــبـــاء المـعـتـمـدون فــي دمشق ليلهم وراء المكاتب، تحسباً لبدء الرد بين لحظة وأخرى، وسط مخاوف حقيقية من انــدلاع حـرب واسعة تعيد عقارب الساعة ســنــوات إلـــى الــــــوراء. وقــــال مـهـنـدس مــن ســكــان دمــشــق: «لـم 10 نعد نحتمل. الحياة لم تعد ممكنة في سوريا. كل يوم نقول إن الحرب انتهت ويتبين أنها لم تنتهِ». ويقول سكان في مناطق حدودية مع العراق ولبنان، إنهم يعيشون ذعــراً خشية تأثرهم بـرد إيــران على إسرائيل. وقالت مصادر في ريف حمص؛ حيث يتمركز «حزب الله» اللبناني: «إن الإيرانيين و(حــزب الله) يتغلغلون في الأحـيـاء المدنية بطريقة خفية، لا نعلم بها سوى عند استهداف إسرائيل لها». دمشق: «الشرق الأوسط» «ممر الصواريخ الوحيد»... بغداد الأكثر قلقاً من الرد الإيراني اللبنانيون يعيشون على وقع انتظار الحرب يـمـيـل ســاســة ومـــراقـــبـــون إلــــى الاعـــتـــقـــاد بــأن الـــعـــراق مـــن بـــ أكــثــر دول المـنـطـقـة قـلـقـ لـــو ردت إيـران وأذرعها على إسرائيل، بالنظر لاعتبارات؛ فـي مقدمتها أن سـمـاءه وأراضــيــه ستكون المعبر الأساسي، وربما الوحيد، للصواريخ الإيرانية. ويعتقد مـصـدر سـيـاسـي مـقـرب مــن «الإطـــار الـتـنـسـيـقـي» أن «الـــعـــراق بـحـكـم جـــــواره مـــع إيـــران وقـربـه النسبي مـن إسـرائـيـل، سيكون أكثر الـدول تأثراً بالحرب المتبادلة بين طهران وتل أبيب، مع ملاحظة أن قدرته على ردع وتفادي تداعيات ذلك معدومة تقريباً». ويـــــقـــــول المـــــصـــــدر لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســـــــــــط»، إن «الأراضـــــي الـعـراقـيـة سـتـكـون مستباحة فــي حـال وقعت الحرب، مثلما حصل في هجوم إيران الذي شـنـتـه عــلــى إســـرائـــيـــل مـنـتـصـف أبـــريـــل (نــيــســان) المـــاضـــي، عـنـدمـا عــبــرت جـمـيـع صــواريــخــهــا فـوق الأجواء العراقية». ويـضـيـف المــصــدر الـسـيـاسـي أن «أي هجوم إيــــرانــــي بـــالـــصـــواريـــخ سـيـتـم بــطــريــقــتــ : إمــــا من خــ ل الـصـواريـخ الموجهة الـعـابـرة فــوق الأراضـــي العراقية، وإما من خلال صواريخ تطلقها الفصائل المـــوالـــيـــة لإيـــــــران مــــن داخــــــل هـــــذه الأراضـــــــــي. وفـــي الـحـالـ سيكون مـن الصعب جــداً على الحكومة مـواجـهـة ذلـــك، بالنظر لـعـدم سيطرتها على قـرار الفصائل أو إمكانية ردعـهـا». ويتابع المـصـدر أن «انــدلاع الحرب بشكل واسـع وغير مسيطَر عليه، ربما يدفع إسرائيل إلى استهداف مصالح حيوية داخـل الـعـراق، وقـد سمعنا تهديدات من إسرائيل باستهداف موانئ البصرة، مثلما استهدفت من قـبـل مـيـنـاء الــحــديــدة الـيـمـنـي، فــي حـــال انـخـرطـت الفصائل العراقية بصراع معها لصالح إيران». ويتفق الدبلوماسي السابق غازي فيصل مع «محدودية قــدرة الحكومة العراقية» على تفادي تداعيات حرب محتملة بين إيران وإسرائيل. ويـــــقـــــول لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســـــــــــط» إن «بــــغــــداد تــمــارس دوراً حـيـاديـ فــي إطــــار الأزمــــة الإقليمية والــــحــــروب المـشـتـعـلـة بـــ إســـرائـــيـــل وبــعــض دول المنطقة، وخصوصاً إيـــران». ويضيف أن «العراق فـــي الأســـــاس بــلــد مــحــايــد عــلــى صـعـيـد الـسـيـاسـة الـحـكـومـيـة. وإعــــ ن الــحــرب والــســ م –دسـتـوريـ - مرتبط بقرار من البرلمان. والحكومة العراقية بهذه الحالة تراقب الأوضاع، وتحاول أن تدفع الفصائل وإيــــران لـعـدم إشـراكـهـا فـي الـحـرب إذا مـا اندلعت بصورة واسعة، أو حتى محدودة». ومع ملاحقة بغداد لبعض عناصر الفصائل الذين استهدفوا سابقاً قاعدة عين الأسد، والكلام للدبلوماسي السابق: «فإنها لا تمتلك سلطة على الفصائل المسلحة المرتبطة بــ(الـحـرس الإيـرانـي) وغــيــر قـــــادرة عـلـى ردعـــهـــا رغـــم مـوقـفـهـا المـحـايـد، وأنها غير معنية بأي حرب قد تقع». يعيش لبنان واللبنانيون فـي حالة انتظار وتــــرقــــب ردّ «حــــــزب الــــلــــه» المـــتـــوقـــع عـــلـــى اغــتــيــال القيادي فــؤاد شكر، والتهديدات بإمكان توسّعه إلى حرب شاملة، ما انعكس على حياة المواطنين والقطاعات على اختلافها. منذ اللحظة الأولــى للاغتيال، أواخــر الشهر الماضي وما تلاه من مواقف متوعدة بالثأر، انقلب الـــوضـــع فـــي لــبــنــان رأســــ عــلــى عــقــب، بــعــدمــا كــان اللبنانيون قد بدأوا يتأقلمون مع الحرب المستمرة مــنــذ شــهــر أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول)، واســـتـــعـــدوا لموسم اصطياف واعـد، انعكس زحمة في المطاعم والمـقـاهـي وفــي بـرنـامـج الـحـفـ ت الـتـي أُلـغـي عدد كبير منها كان يُفترض أن يحييها كبار الفنانين فــي شـهـر أغـسـطـس (آب)، بـحـيـث تــقــدر الخسائر مليارات دولار. 3 حتى الآن بنحو وقــاعــات الــوصــول فـي مـطـار رفـيـق الحريري الــدولــي الـتـي كـانـت تـزدحـم بـالـواصـلـ ، لا سيما من المغتربين، في شهر يوليو (تموز)، باتت اليوم شبه فـارغـة. وانعكست الـصـورة لتتحول الزحمة إلى قاعات المغادرة، على وقع تحذيرات السفارات الأجـــنـــبـــيـــة لـــرعـــايـــاهـــا بـــمـــغـــادرة لـــبـــنـــان وتـعـلـيـق شـــركـــات الـــطـــيـــران لــرحــ تــهــا. وهـــــذه الــتــحــذيــرات انعكست تــوتــراً فــي أوســــاط المـغـتـربـ الــذيــن قـرر معظمهم قطع إجازاتهم والعودة، كما تراجع من كان ينوي المجيء إلى لبنان عن قراره، بحيث بات إيجاد مقعد في الطائرة مهمّة مستحيلة، وهو ما رفع أسعار بطاقات السفر بشكل غير مسبوق. أما اللبنانيون المقيمون الذين يفترض أنهم اسـتـقـروا إلــى حـد مـا فـي أعمالهم ومنازلهم بعد سنوات من التوتر التي عاشوها، فقد عـادوا إلى المراحل السابقة من عـدم الاستقرار، بحيث باتوا يعيشون عـلـى وقـــع الــحــرب الـتـي يعيشها أهـالـي الجنوب ولا سيما في القرى الحدودية، منذ عشرة أشهر. هذا التوتر الذي أعادهم بالذاكرة إلى سنوات ، جعلهم يتسابقون على 2022 و 2019 الأزمــة بين تخزين المـواد الغذائية والأدويــة وحليب الأطفال، وهي مواد بات بعضها يباع في السوق السوداء في ظل جشع التجار، رغم تأكيد المعنيين أن المواد الغذائية والأودية متوفرة لبضعة أشهر. وهذه التهديدات المستمرة في موازاة الحرب الـقـائـمـة عـلـى جبهة الــجــنــوب، وضـعـت الـعـائـ ت التي تسكن في الضاحية الجنوبية ومحيطها كما فـي مناطق جنوبية قريبة مـن الـقـرى الـحـدوديـة، تحت الأمـر الواقع الـذي يتطلب البحث عن منازل في مناطق أخرى توضع في خانة الآمنة، لبُعدها عن تلك المحسوبة على «حزب الله» بشكل أساسي. وأدى هـــذا الـتـهـافـت إلـــى ارتــفــاع غـيـر مـسـبـوق في أسـعـار الإيــجــارات التي تـجـاوزت الألــف دولار في بعض الأحيان. بغداد: فاضل النشمي بيروت: «الشرق الأوسط» حراكدبلوماسي أردني وتأهبعسكري حتى فجر الثلاثاء، ظل رسميون أردنـيـون يتوقعون بــدءاً وشيكاً للرد الإيراني على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران قبل أسبوعين تقريباً. ويـتـابـع الأردن حـركـة التحشيد العسكري الأمـيـركـي فـي المنطقة، وسـبـاق التصريحات الإيـرانـيـة - الإسـرائـيـلـيـة المـتـبـادلـة، الـتـي وضعت المنطقة على صفيح ساخن، أمام انتظار رد طهران وما يمكن أن يتبعه من ردود فعل إسرائيلية قد تقود المنطقة إلى حرب إقليمية. لكن رسميين أردنـيـ أبـــدوا تفاؤلهم خــ ل الـسـاعـات الماضية بـإرجـاء رد إيـــران على إسرائيل في حال التوصل هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة. وبــمــوازاة الـحـراك الدبلوماسي الأردنـــي الـهـادف إلــى وقــف الحرب على غزة، تجنباً لتوسع دائرة الصراع الذي يهدد استقرار المنطقة، فإن التأهب العسكري والأمني أخذ شكلاً عملياتياً من خلال إجــراءات لمنع أي اخـتـراق لأجـــواء المملكة وسيادتها، علماً أن عـمّـان رفضت أن تكون ساحة لهذه الحرب وأبلغت جميع الأطراف (واشنطن وتل أبيب وطهران وغيرها) بأنها لن تسمح لأحد باستخدام أجوائها أو أراضيها في أي عمليات عسكرية، بحسب تصريحات رسمية. لكن عبارة بـ«الحد الذي يستطيعه الأردن ووفق قدراته وإمكاناته، سـيـتـصـدى لأي مــحــاولــة اخـــتـــراق لأجــــوائــــه»، الـــتـــي جـــــاءت عــلــى لـسـان الرسميين الأردنـيـ خـ ل الساعات الماضية، شكلت الـحـدود الواقعية للتعامل مـع ظــرف عسكري أمـنـي خطير قـد تستخدم فيه تكنولوجيا السلاح المتطور واستعراض القوى، وذلك في سياق التصعيد الإيراني - الإسـرائـيـلـي المـرتـقـب، الـــذي سيشكل تحدياً أمنياً ستتأثر بـه المملكة الأردنية بحكم موقعها. وكــان العاهل الأردنـــي الملك عبد الله الثاني ورئـيـس الـــوزراء بشر الخصاونة وكذلك وزير الخارجية أيمن الصفدي أكدوا موقف عمّان من أنها «لن تكون ساحة حرب، ولن تسمح بتعريضحياة الشعب للخطر». ولا يخفي الأردن قلقه من وجود أطـراف في المنطقة تحاول العبث بــأمـنـه الـــداخـــلـــي، وقـــد تـــم رصـــد الــعــديــد مـــن هـــذه المـــحـــاولات وكـشـفـهـا. وارتفعت أصوات نخب أردنية تنتمي لتيارات سياسية عدة، عبّرت عن خشيتها من تهديد أمن الأردن واستقراره، وأن ضرورات المرحلة القادمة يجب أن تدرس التكيّف مع هذا الاستهداف. واستدلت تلك النخب بموعد انعقاد الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي، الذي أُقر بموجب التعديلات ، وحمل دلالات سياسية وأمنية مهمة، في 2022 الدستورية مطلع عام ظل ما تشهده المنطقة ودول الجوار من تصعيد خطير مع استمرار حالة الترقب للرد الإيراني على إسرائيل. وفــي حـسـابـات المــخــاوف الأردنــيــة أن تـكـون سـمـاء المملكة مسرحاً للصواريخ الإيرانية ومـضـادات الدفاع الإسرائيلية، وهـذا بالحسابات المحلية يُشكل خطراً أمنياً يهدد أرواح السكان والممتلكات. وفي الذاكرة الـقـريـبـة ليلة الـثـالـث عـشـر مــن أبــريــل (نـيـسـان) المــاضــي عـنـدمـا سقطت عــشــرات المــســيّــرات الإيــرانــيــة داخـــل الأراضــــي الأردنـــيـــة، وسـقـط بعضها وسط تجمعات سكانية بعد التصدي لها. وإذا كان هذا حال المسيّرات، فـإن الأردنـيـ قلقون من استخدام صـواريـخ مصنعة وفـق تكنولوجيا التسليح الحديث. عمّان: محمد خير الرواشدة تعيش دول المـنـطـقـة مـنـذ أيـــام عـلـى وقـــع تـهـديـد إيــــران بــالــرد على إسرائيل على خلفية اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو (تموز) الماضي. يرصد هذا التقرير أجواء الترقب السائدة في كل من تل أبيب وعمّان ودمشق وبيروت وبغداد. وفي حين تقول إسرائيل إنها تستعد للرد الإيراني لكنها لا تتوقع حرباً، اتخذ الأردن إجراءات أمنية وعسكرية وسط مخاوف من أن تتأثر أجواءه بأي هجوم على إسرائيل. وفي وقت تلتزم سوريا، رسمياً، الصمت حيال ما يجري، يعيش لبنان على وقع الحرب المنتظرة، فيما يسود قلق في العراق كونه «ممر الصواريخ الوحيد» إذا أردت إيران ضرب إسرائيل.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky