issue16696

الثقافة CULTURE 18 Issue 16696 - العدد Wednesday - 2024/8/14 الأربعاء علىالمحك كورتاثار أستعد لكتابة 1984 كنت جالساً وراء مكتبي ذلك النهار البعيد من عام مقالة عندما بلغني نبأ وفاة خوليو كورتاثار، فانصرفت عن الكتابة ورحت أتصفح وأعيد قراءة بعض نصوصه التي أحتفظ بها حيّة في ذاكرتي. كانت أخــبــاره قـد انقطعت عني منذ فـتـرة طـويـلـة، ولــم أكــن على علم بمرضه ولا باحتضاره الأليم. لكني سررت كثيراً لمعرفتي أن أورورا كانت بجانبه طيلة الأشهر الأخيرة من حياته، وأنه بفضلها كانت جنازته رصينة وخالية من تهريج الغربان الثورية. تعرّفت عليهما قبل ربع قرن من ذلك التاريخ، في منزل صديق مشترك يقيم فـي بـاريـس، ومنذ ذلــك الـيـوم إلــى المــرة الأخـيـرة التي رأيتهما معاً في ، حيث كنا نعمل مترجمين في مؤتمر دولي حول القطن، 1967 اليونان عام لم ينقطع اندهاشي كلما رأيتهما معاً واستمعت إليهما. كانت أحاديثهما دائماً على درجة عالية من الفطنة، والثقافة، والظرف والحيوية، وغالباً ما كنت أقول لنفسي: «يستحيل أن يكونا هكذا على الدوام. لا بد أنهما يتدربان على هـذه الأحـاديـث فـي المـنـزل بهدف إبـهـار الضيوف والأصــدقــاء بالأخبار والملحوظات اللامعة، والطرائف التي في الوقت المناسب تضفي المـرح على النقاش الفكري الكثيف والعميق». كانا يتناوبان على طـرح المواضيع بمهارة لا تترك مجالاً للملل أبـداً. وكــان يجمعهما تواطؤ عفوي وذكــاء سـري يبعثان على الإعـجـاب الشديد، فضلاً عن التزامهما الوطيد بقضايا الأدب، وما يبديان من سخاء، خصوصاً مع المبتدئين مثلي. كان من الصعب جداً أن نفاضل بينهما حول من قرأ أكثر وأفضل، وأيهما كان الذي يدلي بأجمل الملحوظات والتعليقات حول الكتب والمؤلفين. والقول الـــذي كــان شائعاً بــأن خوليو يكتب وأورورا تترجم فحسب لـم يكن عندي سـوى تعبير عـن حالة مؤقتة، وتضحية عـابـرة مـن أورورا كـي لا يكون في العائلة أكثر من كاتب واحــد. وتعود بي الذاكرة إلى المـرات التي كنت أنظر إليها، صغيرة القامة، نحيلة، زرقـاء العينين المتوقدتين بالذكاء والحيوية، وأتحفزّ لأسألها عن كتاباتها ورغبتها في النشر، ثم أحجم عن طرح السؤال. جلست إلى جانب شاب نحيل فارع الطول 1958 في ذلك المساء من عام وقصير الشعر، يحرّك يديه الكبيرتين كلما بدأ بالحديث. قيل لي إنه كان نشر مجموعة قصيرة من القصص، ويتهيأ لنشر مجموعة ثانية ضمن سلسلة يشرف عليها خوان خوسيه أريولا في المكسيك. وكنت أنا على وشك إصدار مجموعة قصصية رحنا نتحادث حولها. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما علمت سـاعـة افـتـراقـنـا تلك الليلة أنــه صـاحـب مجموعة القصص الشهيرة «كتاب الحيوان» والعديد من النصوص التي كنت أواظـب على قراءتها في مجلة «جـنـوب» التي كـان يشرف عليها بورخيس، وهـو المترجم الـفـذّ الـذي نقل جميع أعمال إدغار آلان بو إلى الإسبانية. كان يبدو معاصري، لكنه في الواقع كان يكبرني باثنين وعشرين عاماً. خلال فترة ستينات القرن الماضي، بخاصة طيلة السنوات السبع التي أمضيتها فــي بــاريــس، كــان مــن أقـــرب أصـدقــائــي، وقــــدوة لـي ومــرشــداً. كنت معجباً بنمط حياته، وطقوسه وعــاداتــه، ومولعاً بسهولة نـثـره ونقاوته، وبـالمـظـهـر الـــعـــادي والألـــيـــف الــــذي كـــان يـضـفـيـه عـلـى قـصـصـه الـسـوريـالـيـة. وعـنـدمـا كــان يتصل لـدعـوتـي إلــى الـعـشـاء فـي الشقة الصغيرة على أطــراف شـارع «سيفر»، كنت كمن يضرب موعداً مع الفرح والسعادة. كـان يذهلني ذلك اللوح الذي يحمل عشرات القصاصات حول الأخبار الغريبة، والأدوات النادرة التي كان يجمعها، وتلك الزاوية التي شاع أن خوليو كان يأوي إليها وحيداً ينفخ البوق ويلعب كالصغار. كـان يعرف الكثير من أســرار باريس وأمكنتها الساحرة، ومن كل لقاء معه كنت أخرج مثقلاً بالكنوز: من الأفلام السينمائية، إلى معارض الرسم، والأماكن التي يحلو التسكع فيها والشعراء الذين كانوا على أبواب الشهرة. كانت الصداقة ممكنة وممتعة مع كورتاثار، لكنه كان يحرصدائماً على وضـع مسافة واضحة بين الصداقة والعلاقة الحميمة مستعيناً بمنظومة مــن الــقــواعــد الــتــي كـــان يـفـرضـهـا كــشــرط لـلـحـفـاظ عـلـى صــداقــتــه. وكــــان ذلـك يضفي عليه هالة من الغموض، وســدولاً من الأســرار التي يبدو أنها كانت مصدر النزعات المقلقة واللاعقلانية والعنيفة التي كانت ترشح من نصوصه الأدبـيـة. كـان شديد الـحـرص على عالمه الـداخـلـي، يصونه كمثل تحفة فنية قوامها الأدب وبعض الحياة. لكنه لم يكن متبحراً، ومثقفاً غارقاً في الكتب على طريقة بورخيس الذي كان يقول: «قرأت الكثير وعشت القليل». الأدب عند خوليو كان يبدو منحلاً فـي مــاء الحياة اليومية، يضمخ العيش بأكمله ويثريه بالنسغ والغريزة والعفوية. ولعله كان الأكثر براعة في استخدام اللهو كـأداة للإبداع الأدبي والاستكشاف الفني. لكنه لم يكن يلهو من أجل الكتابة، بل إن الكتابة عنده كانت لهواً، ومتعة لتنظيم الحياة - بالكلمات والأفكار - بالعشوائية والحرية التي تميّز الأطفال والمجانين. هذا اللهو جعل من أعمال كورتاثار مدخلاً إلى مطارح غير مطروقة كشفت لنا أبعاداً مجهولة في النفس البشرية. وليس مـن بــاب الـصـدف أن روايـتـه الأشـهـر، والأكـثـر طموحاً، عنوانها لعبة أطفال «رايويلا». التحول الكبير عند كـورتـاثـار، الـــذي لـم أشـهـد لـه مثيلاً على الإطـــ ق، . كـان يتنقل مـن مـتـراس إلـى آخــر، يــوزع المناشير 68 ) حصل فـي مايو (أيـــار التي كان يحررها ويختلط بالطلاب الذين كانوا يريدون إيصال «الخيال إلى عاماً، 16 السلطة». كان في الرابعة والخمسين من عمره، وحتى وفاته بعد كـان نصير الفكر الاشـتـراكـي، مدافعاً عن كوبا ونيكاراغوا، موقعاً على كل البيانات التقدمية وحاضراً في كل المؤتمرات الثورية حتى آخر أيامه. لكن بعكس العديد من الـزمـ ء الذين اخـتـاروا المسار اليساري وسيلةً انتهازيةً للصعود في المشهد الثقافي، كان ذلك التحول عند كورتاثار صادقاً، ونابعاً من عمقه الأخلاقي، وليس من الانتماء الآيديولوجي الذي كان ينفر مـنـه، حتى أن أعـمـالـه كـانـت تـبـدو أحـيـانـ صنيعةَ شخص آخـــر. وأذكـــر أني عرضت عليه مرة أن أعرفه بالكاتب الإسباني خوان غويتيسولو، فقال مازحاً: «اسمح لي أن أمتنع، إنه مفرط في السياسة بالنسبة لي». أعطى الحياة أكثر مما أخذ منها، وارتكب الكثير من الأخطاء مثل ذلك التصريح الذي أكّد فيه أن جرائم ستالين كانت مجرد «حادث عابر». لكن حتى في أخطائه كان ساذجاً وبريئاً يفرض الاحــتــرام. واظـبـت دائـمـ على احـتـرامـه، وعلى الصداقة التي جمعتنا، والمودة التي تجاوزت كل خلافاتنا السياسية. ماريو فارغاسيوسا خرجت منه مجموعة من القطع البرونزية عثرت عليها بعثة فرنسية كنز مليحة الأثريشاهد على التعددية الثقافية مـــن مــوقـــع مـلـيـحـة الأثـــــري فـــي إمــــارة الــــشــــارقــــة، خـــرجـــت مــجــمــوعــة مــــن الـقـطـع الـــبـــرونـــزيـــة عـــثـــرت عـلـيـهـا بـعـثـة فـرنـسـيـة خــ ل أعـمـال المسح والتنقيب التي قامت .2011 و 2010 بها في هذا الموقع بين عامَي عُرفت هذه المجموعة باسم «كنز مليحة»، ودخـــلـــت «مـــركـــز مـلـيـحـة لــــآثــــار» بــعــد أن خضعت لعملية ترميم دقيقة أعادت إليها بريقها الأصلي. تـــحـــتـــلّ مـــلـــيـــحـــة مـــكـــانـــة خــــاصــــة فـي خريطة المواقع الأثرية التي تمّ استكشافها خــ ل الـعـقـود الأخــيــرة فـي دولـــة الإمـــارات المـتـحـدة، وتتجلّى هــذه الخصوصية في تعدّديتها الثقافية التي تشهد لها اللقى الأثــريــة المـتـنـوعـة الـتـي خـرجـت منها منذ 1986 انـطـ ق أعـمـال المـسـح فيها فـي عــام إلى يومنا هذا. تقع هذه المنطقة في الجزء الجنوبي الشرقي من إمارة الشارقة، على كيلومتراً من مدينة الذيد، وتمتد 20 بُعد كيلومترات مربعة، 5 على مساحة نحو تحتضن عديداً من المعالم الأثرية البارزة، منها الحصون والمقابر، كما تضم مركزاً يزخر بعديد مـن الاكتشافات والمقتنيات ،2016 التاريخية الخاصة بها، افتُتح في وحمل اسم «مركز مليحة للثار». يحتفظ هذا المركز بمجموعة صغيرة مـــن الــقــطــع الـــبـــرونـــزيـــة خـــرجـــت مـــن مبنى سكني مـربـع الـشـكـل، قـامـت بعثة فرنسية باستكشافه منذ سنوات. يعود هذا المبنى إلــى الـــدور الأخـيـر مـن تـاريـخ مليحة الـذي يــمــتــد مـــن الـــقـــرن الـــثـــالـــث قــبــل المـــيـــ د إلــى القرن الرابع الميلادي، ويبدو أنه شهد فترة سكنية قصيرة، خرب بعدها، وتحوّل إلى أطلال غمرتها رمال الصحراء. يحوي هذا المسكن المهجور قاعات موزعة حول ساحة تحتل مركز الوسط، منها قاعة مخصصة لمـــــمـــــارســـــة الأعـــــــمـــــــال المـــــنـــــزلـــــيـــــة، وُصــــفــــت بــ«المـطـبـخ»، كما جــاء فـي التقرير العلمي الخاص بأعمال المسح الذي نشرته «حولية آثار الشارقة». وبين أطلال هذا المطبخ، عُثر على مجموعة من القطع البرونزية أطلقت عليها البعثة الفرنسية التي اكتشفتها اسم «كنز مليحة». يتألّف هذا الكنز في الواقع قطع تتمثّل برأس ثور، ومقبض إناء، 5 من 20 وقــــارورة صغيرة، وسلسلة مؤلفة مـن حلقة، إضـافـة إلـى كسرة كبيرة على شكل قــلــب هـــنـــدســـي، تـــعـــود إلــــى قـطــعــة يصعب تحديد هويتها. تـتـمـيّـز قطعتا رأس الــثــور ومقبض الإناء بطابعهما التصويري وبأسلوبهما الفني الـــذي يجمع بـ مـؤثـرات متعدّدة. 11 يـبـلـغ طـــول رأس الــثــور وعــرضــه نـحـو ثقوب تشير إلى أنه 3 سنتيمتراً، ويحوي مسامير 3 كان في الأصـل مثبّتاً بواسطة على أثـاث خشبي ضـاع أثــره. ينتمي هذا الـــرأس إلــى مـا يُـعـرف فـي قـامـوس الفنون باسم «بروتوما»، وهذا التعبير يوناني، ويعني «مـقـدّمـة جـزئـيـة»، ويشير إلــى أي قطعة تمثّل رأس كائن من الكائنات الحية المتعددة الأجناس. مـــــن جــــنــــوب شـــبـــه جـــــزيـــــرة الــــعــــرب، خـرجـت عـشـرات المـجـسّـمـات الـتـي تصوّر رأس الــثــور، وغـلـب على هــذه المجسمات التي تعدّدت وظائفها طراز جامع خاص، تـــمـــيّـــز بـــطـــابـــع هـــنـــدســـي اتــــخــــذ أنـــمـــاطـــ مـــتـــعـــدّدة. بـلـغ هـــذا الـــــرأس أنـــحـــاء أخـــرى مــتــعــددة مـــن جـــزيـــرة الـــعـــرب، وحـــمـــل في الـــقـــرون المــيــ ديــة الأولــــى ســمــات واقـعـيـة حـسـيـة، تـعـكـس أثـــر الــنــمــاذج الـيـونـانـيـة التي يزخر بها كذلك هـذا المـيـدان الفني. يتبنّى ثور مليحة هذا النسق الهلنستي بـشـكـل جـلـي يـظـهـر فـــي تـجـسـيـم الجبهة والخدين والذقن والفم. في المقابل، يظهر الـــطـــابـــع الـــشـــرقـــي فـــي لـــبـــدة الــشــعــر الـتـي تــتــوســـط أعـــلـــى الــــــــرأس، وفـــــي الـحـلـقـتـ الـــدائـــريـــتـــ الـــلـــتـــ تــحــيــطــان بــالــقــرنــ الكبيرين الممتدين أفقياً، كما يظهر في الأهــــداب الـلـوزيـة الـتـي تحيط بمحجري الـعـيـنـ ، وفـــي الـــســـوار الــــذي يــحــدّ أعـلـى الأنـــف. يـبـدو هــذا الـــرأس فـريـداً مـن نوعه في ميراث مليحة، غير أنه يمثل نموذجاً انتشر بشكل واسع في العالم المتوسّطي المـتـعـدّد الأقــالــيــم، وبـلـغ نــواحــي مختلفة من الشرقين الأدنى والأوسط، كما تشهد القطع الأثــريــة الـعـديـدة الـتـي خـرجـت من مواقع متباعدة جغرافياً. يــــبــــدو مـــقـــبـــض الإنـــــــــاء أكــــثــــر إثــــــــارة، وتـظـهـر عملية التنظيف والـتـرمـيـم التي خضع لها بعد أن طمست الأكسدة معالمه، أنـــه يـتـكـون مــن مـــواد عـــدة مـعـدنـيـة، منها الفضة، ويتميز بزينته التصويرية غير المــألــوفــة. تـتـألـف هـــذه الـزيـنـة مــن عناصر عــــدة حــافــظــت عــلــى مــعــالمــهــا بــشـكــل شبه وجوه آدمية وطير من 3 كامل، وتتمثّل في فصيلة الـبـط. فـي القسم الأعـلـى نقع على وجهين جانبيّين متماثلين تبدو معالمهما ذكــوريــة. يتطلع الـوجـه الأعـلـى فـي اتجاه اليسار، ويتطلع الوجه الأسفل إلى اليمين، ويغلب على ملامحهما الــواحــدة الطابع الـــواقـــعـــي الــــصــــرف. يــعــلــو الــــــرأس شـريـط عريض يلتف حول الهامة ويحدّ الجبين، ويـبـدو هــذا الـــزي غريباً فـي هــذه الناحية من الخليج. بين الرأسين، يحضر طير في وضعية جانبية، وتظهر معالم تكوينه المـخـتـزلـة بــأنــه مــن فصيلة الإوز، ويمثل على الأرجح ما يُعرف بـ«الإوزة المصرية»، كما يوحي طول عنقه المتوسط حجماً. يـحـتـلّ الــوجــه الـثـالـث الــجــزء الأسـفـل من المقبض، ويشكّل جزءاً من تمثال آدمي نـــصـــفـــي، يــغــلــب عــلــيــه الـــطـــابـــع الأنــــثــــوي. ينحني الرأس بشكل طفيف نحو الأسفل، وتـــــبـــــدو مــــ مــــحــــه واقـــــعـــــيـــــة، كــــمــــا يـشــهــد تجسيم الأنف والثغر والعينين المطعمتين بمادة بيضاء تمثل محجريهما. تعلو هذا الـــرأس كتلة بيضاوية تمثل خصل شعر الرأس المرفوعة نحو الأعلى على الأرجح، وتتخذ هذه التسريحة شكل قبعة عالية. ترتدي هذه القامة ثوباً فضفاضاً، وتحمل بـيـدهـا اليمنى عـصـا طـيـر، ترفعها نحو الأعــلــى، كما تقبض بيدها الـيـسـرى على كتلة دائـريـة تظهر فـي القسم الأسـفـل من صدرها. تـــمـــثّـــل هــــــذه الـــعـــصـــا وهــــــــذه الــكــتــلــة الـدائـريـة عنصرين مـعـروفـ فـي أبجدية الـفــن الـيـونـانـي الـكـ سـيـكـي، يـــرمـــزان إلـى الــقــوة والـسـلـطـة والــســيــادة. تحمل هذين العنصرين في أغلب الأحيانصبية تجسد مــعــبــودة يـونـانـيـة تُـــدعـــى نـيـكـه، انـتـشـرت صـــورتـــهـــا بـــاكـــراً فـــي مــنــاطــق واســـعـــة من الـشـرق الأدنـــى وآسـيـا الـصـغـرى، وتـكـرّرت في ميادين مختلفة تعدّدت وظائفها، من النحت الميداني إلى القطع النقدية، وباتت صــــــورة لـــســـيـــدة تــجــســد الــــقــــوة والــســلــطــة فحسب. تحضر هـذه الـصـورة في مليحة عــــلــــى مـــقـــبـــض آنـــــيـــــة ضـــــائـــــعـــــة، وتـــشـــهـــد للتعددية الثقافية المدهشة التي تميّزت بها هذه المقاطعة خلال تاريخها المتواصل قرون من الزمن. 6 على مدى أكثر من رأسثور ومقبضإناء من محفوظات «مركز مليحة للآثار» في إمارة الشارقة محمود الزيباوي مجلة «المسرح» الإماراتية: مسرح ما بعد الدراما والوعي النقدي العربي مــــن مـجـلـة 59 صـــــدر حـــديـــثـــ الــــعــــدد ، الــتــي 2024 ) «المـــــســـــرح»، أغـــســـطـــس (آب تُـصـدرهـا دائــــرة الـثـقـافـة بـالـشـارقـة، وفيه مجموعة متنوعة مـن المـقـالات والــقــراءات والمـــــتـــــابـــــعـــــات والــــــــــحــــــــــوارات، حـــــــول أبـــــرز مــــوضــــوعــــات وفـــعـــالـــيـــات «أبـــــــو الـــفـــنـــون» محلياً وعربياً ودولياً. نـــشـــرت المــجــلــة تـغـطـيـة لــحــفــل الــيــوم الوطني للمسرح الإمـاراتـي، الـذي نظمته «جمعية المسرحيين» في الثاني من يوليو (تــــمــــوز) المــــاضــــي، إضــــافــــةً إلــــى اسـتـطـ ع حـول النسخة الجديدة مـن دورة عناصر الـــعـــرض المـــســـرحـــي الـــتـــي تـنـظّـمـهـا دائــــرة الـــثـــقـــافـــة بـــمـــديـــنـــة كــــلــــبــــاء، وتـــخـــتـــتـــم فـي منتصف أغـسـطـس. وفـــي بـــاب «قـــــراءات» كتب كـمـال الشيحاوي عـن تـحـاوُر السرد والـتـشـخـيـص والـــزمـــن فــي عـــرض «رقـصـة سماء»، للمخرج التونسي الطاهر عيسى بــن الــعــربــي، وتـــطـــرّق إبــراهــيــم الحسيني إلـــــى إشـــكـــالـــيـــة مـــســـرحـــة الـــســـيـــر الـــذاتـــيـــة، انطلاقاً من مشاهدته عرض «الأرتيست» لـــلـــمـــخـــرج المــــصــــري مـــحـــمـــد زكـــــــي، وكــتــب الـحـسـام محيي الــديــن عـمـا يـمـيّـز «إبـريـق الزيت»، للمخرجة اللبنانية مايا سبعلي، وتحدثت آنا عكاش عن جماليات الإخراج فـي «بتوقيت دمــشــق»، للمخرج الـسـوري عـــــروة الـــعـــربـــي، وكـــتـــب بـــاســـم صـــــادق عن فـــرادة وأهـمـيـة «مــش رومـيـو وجولييت»، للمخرج المــصــري عـصـام الـسـيـد، بصفته عرضاً غنائياً جاذباً. وفـــي «أســـفـــار» حـكـى سـعـيـد الـنـاجـي رحـــــلـــــتـــــه إلـــــــــى الـــــعـــــاصـــــمـــــة الـــــســـــودانـــــيـــــة (الخرطوم) قبل نحو عقدَين، مستعرضاً أبرز معالمها الثقافية والسياحية، ومكانة المسرح بين سكانها. وفــــــي بــــــاب «حــــــــــوار» نــــشــــرت المــجــلــة مقابلة أجراها سامر محمد إسماعيل مع المــخــرج والمـمـثـل والــكــاتــب الــعــراقــي باسم قـــهـــار، تـــحـــدّث فـيـهـا عـــن بـــدايـــاتـــه الـفـنـيـة، ومسيرته مع الإخراج والتأليف والتمثيل، وتـــــأثّـــــره بـــالمـــشـــهـــد الـــفـــنـــي فــــي الـــعـــواصـــم العربية والغربية التي أقام فيها. وفــــي «رؤى» كــتــب عـــــواد عــلــي حــول مفهوم التلقي في المسرح الملحمي، وعبد الناصر حسو عـن مسرح مـا بعد الـدرامـا والوعي النقدي العربي. وفـي «مطالعات» كتب عـ ء رشيدي عن «نصوص للخشبة»، وهـو كتاب ضمّ نصوص مسرحية سورية. 5 وعن عرض«نساء بلا غد»، للمخرجة السورية نـور غـانـم، كتب محمد عـ م في باب «أفق»، وحاورت حفصة الخال المخرج المغربي الشاب أحمد أمين الساهل، بينما كتب محمد عبد الرحمن حسن عن تجربة الـــعـــرض الأمـــيـــركـــي «عــــمــــر»، الـــــذي تــنــاول قصة العالِم الإسلامي السنغالي عمر بن سعيد. الشارقة: «الشرق الأوسط» تتميّز قطعتا رأسالثور ومقبضالإناء بطابعهما التصويري وبأسلوبهما الفني الذي يجمع بين مؤثرات متعدّدة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky