issue16696

كــان أحــد أعـظـم إنــجــازات البيت الأبــيــض، من منظور موظفيه، إن لم يكن البلد بـالـضـرورة، هو حــرمــان الـصـحـافـة مــن هـــذا الــنــوع مــن التسريبات المثيرة التي كانت مستمرة في عهد دونالد ترمب والمتكررة في عهد أسلافه. باستثناء فترة من الزمن مـوجـزة للغاية، أي عندما كــان هـنـاك دفــع لإجبار الــرئــيــس المـــســن نــحــو الــــخــــروج: عــنــدهــا، وعـنـدهـا فـقـط، حصلنا عـلـى قــطــرات متصلة ومـتـدفـقـة من المعلومات الداخلية المثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، علمنا أن الرئيسجو بايدن لم يعقد اجتماعاً كاملاً لمجلس الوزراء منذ أكتوبر (تــشــريــن الأول) المـــاضـــي، وأن مـسـاعـديـه تـوقـعـوا أسئلة مكتوبة من مسؤولي حكومته. وعلمنا أن 4 صـبـاحـ و 10 قــدراتــه تبلغ ذروتــهــا بــن الـسـاعـة مـسـاءً، وتتراجع خــارج نـافـذة الست سـاعـات تلك. وعلمنا أن الديمقراطيي في الكونغرس، والمانحي الليبراليي، وبعض الصحافيي تعرضوا جميعاً لانحدار بايدن الذي لم يناقشوه علناً حتى كارثة مناظرة يونيو (حزيران). وعلمنا أنه لا أحد سوى هانتر بايدن كان يعمل مستشاراً مقرباً لوالده في الأيام الحاسمة التي تلت تلك المناظرة. حـــتـــى إنـــنـــا عــلــمــنــا أنـــــه مـــنـــذ وقـــــت مــبــكــر مـن رئاسته، عمل أقـرب مساعدي السيدة الأولــى على حماية زوجها من الموظفي الذين يخدمون الأسرة الأولـــى فـي مقرها، حتى فـي الـوقـت الــذي منح فيه المـسـاعـدون أنفسهم إمكانية غير عـاديـة للوصول إلــى مقر الإقــامــة، كما لـو كــان مـن الــضــروري خلق شرنقة من الولاء والصمت حول الرئيس التنفيذي للبلاد حتى عندما لا يكون قيد العمل. كل هذه حقائق مهمة ووثيقة الصلة عن الرجل الذي يقود الولايات المتحدة رسمياً في وقت الخطر الــعــالمــي، ولـــم تـتـوقـف عــن أن تــكــون وثـيـقـة الصلة بــالأمــر الـــواقـــع؛ لأن ذلـــك الــرئــيــس لــم يـعـد يترشح لإعادة انتخابه. لـــبـــضـــعـــة أســــابــــيــــع قـــلـــيـــلـــة، عـــــــززت الــتــغــطــيــة الإعـــ مـــيـــة لـلـبـيـت الأبـــيـــض فـــي عــهــد بـــايـــدن فـكـرة أن هـنــاك فضيحة كـبـيـرة هـنــا، تـلـك الـتــي تـورطـت فيها الـدائـرة الداخلية التي شجعت الرئيس على الترشح لإعـــادة انتخابه، ومـارسـت الـخـداع وسط تراجعه الواضح. وقد تضاءل النطاق المحتمل لهذه الفضيحة الآن بعد أن لم يعد مطلوباً من البلاد أن تعهد إلى بايدن بقيادة المكتب البيضاوي لمدة أربع سنوات أخـــرى. ومــن الطبيعي أن تكتسب المـخـاوف بشأن قدرات ترمب، المرشح المتقدم في السن الذي يترشح بالفعل لدخول البيت الأبيض، مزيداً من الاهتمام الآن بعد أن تم مقارنتها بمنافس أصغر سناً. ولكن بـايـدن لا يــزال رئيساً للبلاد - وإن كان لـديـه «جــــدول زمـنـي مـبـسـط» خـــ ل الأشــهــر الستة الأخـــيـــرة مـــن ولايـــتـــه. فــالأشــخــاص الـــذيـــن سجلوا أنـفـسـهـم عـلـى الــفــور لمـــدة أربــــع ســنــوات أخــــرى من لا يـــزالـــون 4 إلــــى 10 الـــرئـــاســـة الـــتـــي تــــتــــراوح بـــن يتولون إدارة الحكومة من حوله. وبما أن الأمـور لا تـــزال تـحـدث فــي الـعـالـم، عـلـى سبيل المــثــال، في الأسـبـوع المـاضـي، قــررت الـدولـة (أوكـرانـيـا) - التي كنا ندعمها بالسلاح لحرب دفاعية - التحرك لغزو روسيا، يبدو أن أميركا تستطيع أن تعرف المزيد عـــن كـيـفـيـة عــمــل الــبــيــت الأبـــيـــض مـــؤخـــراً، ومــــا قد يلاحظه المراقب الفطن (مثل جورج كلوني)، إذا كان عليه أن يراقب بايدن باستمرار على مـدى بضعة ساعة كاملة. 24 أيام أو على مدار بدلاً من ذلك، فإننا نحصل على إتمام الصفقة الـتـي عُـرضـت ضمنياً على بـايـدن مـن قبل زملائه الديمقراطيي، وهو أنه من خلال الانسحاب سوف يستبدل ظـل الفضيحة مـن خــ ل هـالـة التضحية بالذات، ويقضي الأيام الأخيرة من ولايته بوصفه «ســيــنــســيــنــاتــوس» الـــحـــزب الــديــمــقــراطــي (الــقــائــد الروماني القديم الذي استقال من منصبه الرفيع لمّا كان في نحو الستي من عمره)، ولا سيما العودة بكل نُبل إلـى المحراث (أو شاطئ ديـ ويـر، كما قد يكون). وبما أن هذه الصفقة تسير على ما يرام حتى الآن بالنسبة لخليفته المُعينة كامالا هاريس، التي تحيط بها التغطية الإيجابية، وتتقدم في بعض استطلاعات الرأي، فإن هيكل الحوافز لأي شخص يريد أن يـرى ترمب مهزوماً يبدو أنـه يفضل عدم الـتـحـدث بـعـد الآن عــن الـتـسـتـر عـلـى تــدهــور حالة الرئيس. بالتأكيد، مـن الأفـضـل ألا تُـطـرح على كامالا هـاريـس الأسئلة (على افـتـراض أنها لـم تقرر أبـداً إجـراء مقابلة معها) حول ما إذا كانت قد شاركت في هذا التستر أو أنّها انخدعت به. في الواقع، من الأفـضـل بالنسبة لهاريس ألا يـشـارك رئيسها في الحوار السياسي على الإطــ ق، حتى يتسنى لها فصل هويتها عن عدم شعبية رئاسته. ولكنّنا أيـضـ لا نـعـرف مـا إذا كــان مـن الممكن الحفاظ على صـراعـات بـايـدن بـأمـان فـي الخلفية، وما إذا كانت كل الأحداث التي تتطلب منه لعب دور رئاسي ستكون نجاحاتصغيرة مثل عملية تبادل الرهائن الأخيرة، حيث يمكن لمساعديه أن يقسموا فقط بضلوعه المكثف من وراء الكواليس. وإذا كان من المفهوم في الوقت الراهن أن إثارة مـزيـد مـن الأسئلة حــول لياقته البدنية هـو تأييد فعال لترمب، فإنّ هذه كانت أيضاً الطريقة التي تم بها فهم هــذه الأسئلة قبل ستة أشـهـر - ومــع ذلك ها نحن ذا، وينبغي على الديمقراطيي أن يكونوا ممتني لطرح تلك الأسئلة. مـــــن المــــمــــكــــن، اعــــتــــمــــاداً عـــلـــى قـــــــــدرات بـــايـــدن الـحـقـيـقـيـة، أنــــه كــــان يـنـبـغـي لـــه أن يـسـتـقـيـل، وأن تكون هـاريـس رئيسة بالفعل - وهـو مـا ربما كان سيضعها فـــي وضـــع أفــضــل لـلـفـوز بـالانـتـخـابـات حتى من شهر العسل الحالي. ومن المحتمل أيضاً أن تـحـدث أزمـــة فــي الأشــهــر القليلة المقبلة تجعل الديمقراطيي يتمنّون لو أنه قد استقال، بـدلاً من البقاء ثم الظهور بمظهر غير القادر على المنافسة. فـي الـوقـت الـراهــن، يحدوهم أمــل كبير فـي أن نتمكن من إعـ ن انتهاء قصة جو بايدن والمضي قدماً. ولكن الواقع هو أن الأحداث، وليست الآمال، هي التي تقرر متى تنتهي الرئاسة. * خدمة «نيويورك تايمز» Issue 16696 - العدد Wednesday - 2024/8/14 الأربعاء قـــبـــل أن يــصــبــح رئـــيـــســـ لمــجــلــس الـــقـــيـــادة الـرئـاسـي للجمهورية اليمنية، وضــع الباحث رشــــــاد مــحــمــد الــعــلــيــمــي أطـــروحـــتـــه المـــوســـومـــة «الأساليب التقليدية لحل النزاعات في اليمن: دراســـة فـي الـتـاريـخ الاجـتـمـاعـي»؛ واسـتـعـار من رسالة العلامة محمد بن علي الشوكاني «الدواء الـــعـــاجـــل فـــي دفــــع الـــعـــدو الـــصـــائـــل» تشخيص أوضــاع الـدولـة والمجتمع أثناء مرحلة وصفها المـؤرخـون بأنها مـن «أســـوأ مـراحـل التاريخ في اليمن إدارياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً» نتيجة «فــقــدان الــدولــة الـقـويـة الـعـادلـة الــقــادرة على تحقيق الأمـن والاسـتـقـرار، وفساد الجهاز الإداري الذي يعتقد الشوكاني أنه أدى إلى فساد المجتمع ككل» حسب الرئيس الباحث. تــــــردت الأوضــــــــاع وغــــابــــت الــــدولــــة الــقــويــة فنشبت خـ فـات القبائل اليمنية. بسبب هذه الــــظــــروف نـــشـــأت الـــحـــاجـــة إلــــى تـنـظـيـم الـصـلـح والــتــفــاهــم بـــن الـــخـــصـــوم؛ فـــاهـــتـــدوا إلــــى وضــع قواعد عرفية سُميت بـ«القواعد السبعي». تعددت تفسيرات التسمية أكان لارتباطها بعدد واضعيها، أم بعدد القواعد نفسها؛ رجح العليمي الأخيرة. «قواعد اليمن السبعون» العرفية وضعت م بـلـهـجـة عــامــيــة تخص 1527 - هــــــــ 1127 ســنــة منطقة (بَرَط - الجوف). «تردد» الرئيس الباحث إزاء شرحها؛ لكن «رغـم التحفظات والـتـردد الذي أحبطني - الــقــول للرئيس العليمي - عــن القيام بـــهـــذه المَـــــهَـــــمـــــة...» فـــقـــد أقــــــدم عـــلـــى «خــــــوض هـــذا الـــعـــراك...» مـن بــاب «يـجـود الـكـريـم بما فـي يــده». جــــادت يـــده بـمـا فـــي رأســــه وســـط كـــراســـه، ودرس الأوضــــــاع الــعــامــة لـلـبـلـد المـــعـــروف تــاريــخــيــ بـأنـه «مـسـرح صــراع الـفـرق الإسـ مـيـة المختلفة» وممر للطامحي، ومتنفس لنفوذ المتنافسي: «الاحتلال الحبشي، الحكم الفارسي، دخـول عصر الإسـ م، ثم الـوجـود العثماني فالوجود المصري الحديث والاستعمار البريطاني لعدن وفرض الحماية». الـــرئـــيـــسُ الـعـلـيـمـي المُــــلِــــمُ بــعِــلــمَــي الاجــتــمــاع والفلسفة، تطرق كذلك إلى وجود قواسم مشتركة بـــن مــحــافــظــات الــيــمــن جــنــوبــ وشــــمــــالاً تـدحـض «دعــوى وجــود اختلاف شامل بينهما... تقابلها دعوات أخرى تقول إن هناك أصلاً، وهناك فرعاً...» معتبراً أن «الـــدعـــوات غـيـر الـواقـعـيـة تحمل نفس التطرف والبعد عن الـواقـع الاجتماعي والثقافي للمجتمع بـأبـعـاده الـتـاريـخـيـة». كما يبي تأثير فـــوارق البيئة على الـبُـنـى القبلية اليمنية، حيث انـتـشـار الــزراعــة والأراضــــي الخصبة جنوباً أفقد الـبـنـاء القبلي جـــذوره العميقة الـتـي تحتفظ بها مناطق أخرى ذات أراضٍ مجدبة شمالاً، تبدو أكثر تماسكاً والتزاماً عصبياً من غيرها. ومع أن القبيلة تُعَد نواةً وأساساً للدولة قديماً وحديثاً، لكن مختلف الـدول - الإمامية وغيرها - تعاقبت على إخضاعها بالترهيب والترغيب، عن طـريـق: «نـظـام الـرهـائـن، دفــع المخصصات، إعفاء الأقــويــاء مـن الـضـرائـب، اسـتـخـدام العنف وضـرب قبيلة بأخرى». ... - لــم تَــفُــت الإشـــــارة إلـــى «مـــا تــم تحديثه» من ممارسات البطش والإخـضـاع عند «تحديث» الأطـروحـة للطبع ثانياً كـإصـدار (لمؤسسة أروقـة) استجابةً لطلب الباحثي والمهتمي -... عـــلـــى «الـــــــتـــــــردد» تـــغـــلـــب الــــرئــــيــــس الـــبـــاحـــث، موضحاً فـحـوى وجـــدوى الـقـواعـد اليمنية بشأن «الـــقـــتـــل والاعــــــتــــــداء، الـــحـــقـــوق المـــدنـــيـــة والـــعـــامـــة، وإجراءات التقاضي» وكيفية التعاطي معها، وكذا ترتيبها لأولــويــة إنـصـاف المـعـتـدى عليهم «المـــرأة والطفل قبل غيرهم من الراشدين». ولأن «هذه القواعد ليست عامة، ولا يلتزم بها كل أفراد المجتمع اليمني بحكم قِدَمِها، لكنها... ما زالت مرتكز العرف» وفقاً للعليمي «كالحكم على المـعـتـدي أثــنــاء الــصــلــح»... مــثــ ً، لتحقيق «الأمـــن والسلام الاجتماعي، وخفض التوترات». «قواعد اليمن السبعون» كأساليب «تقليدية» لـحـل الــنــزاعــات فــي الـيـمـن، هــل تخضع للتطبيق على مـن تسبب بمعاناة مـ يـن اليمنيي ومس حقوقهم وهـــدد حياتهم واعـتـدى على حاضرهم وقَتَلَ مستقبلهم بإحياء صراعات الماضي، أم ثمة أساليب «حديثة» لحل النزاعات وفـك التعقيدات الجديدة تتكشف لذوي الخبرة العلمية والعملية، فتجعلهم يـــجِـــدّون فـــي سـبـيـل الـعـمـل عـلـى بسط سـيـادة القانون وحـضـور «الـدولـة القوية العادلة القادرة على تحقيق الأمـن والاستقرار» و«السلام لليمن». عـنـدمـا تــابــعــتُ عــبْــر فـضـائـيـتـيْ «الـعـربـيـة» و«الــجــزيــرة» عملية اختيار تيم والـتـز نائباً لمن اخـــتـــارهـــا الـــحـــزب الــديــمــقــراطــي كـــامـــالا هــاريــس لـــخـــوض انــتــخــابــات رئـــاســـة الــــولايــــات المــتــحــدة، وجــــدتُ نـفـسـي كـمـا لــو أنــنــي أرى عـضـو مجلس النواب اللبناني رجل القانون ملحم خلف شكلاً بـعـض الـــشـــيء وأســـلـــوب حــديــث وتـشـابـهـ فيما يــطـــرح مـــن أفـــكـــار تــرتــبــط فـــي مــجــمــوع دوافــعــهــا بالطبقة المـتـوسـطـة فــي الـــولايـــات المـتـحـدة. وفـي الـــوقـــت نـفـسـه وجـــــدتُ نـفـسـي أتــــســــاءل: كــيــف أن الــوعـــي الـشـعـبـي الأمــيــركــي اخـــتـــار، وعــلــى أهـــون الأسـبـاب، من سيكون إلـى جانب كامالا هاريس للولايات 47 الرئيسة المحتملة أن تكون الرئيسة اﻟ المتحدة، وأحسن الاختيار، فيما اللبناني ملحم خلف الــذي يعتصم داخــل مبنى مجلس النواب 2023 ) يناير (كانون الثاني 19 منذ يوم الخميس لا يـتـفـاعـل الـلـبـنـانـيـون مــع اعـتـصـامـه تتقاذفهم الويلات الاجتماعية والبطالة والفوضى وشغف قـــــادة الأحـــــــزاب فـــي الإصـــــــرار عــلــى عــــدم انـتـخـاب رئيس للجمهورية، وكذلك في عدم التلاقي حول رؤيــــة مـــوحـــدة لـلـمـخـاطـر الــتــي بـــات الـــوطـــن على مقربة من الوقوع في شباك صانعيها. كما أنـنـي فـي الـيـوم نفسه كنت أتـأمـل فيما أصـــــاب دولـــــة بــنــغــ ديــش نـتـيـجـة أن رئـيـسـتـهـا حــســيــنــة واجــــــد غــــــــادرت بـــتـــهـــريـــب الـــجـــيـــش لـهـا إلــى الــجــوار الـهـنـدي، وبـذلـك أضيفت إلــى قائمة رؤساء تساقطوا، بعضهم تم تهريبهم بالطريقة نفسها، وبعضهم الآخــر لم يتسن له الهرب فتم إيـداعـه السجن والمحاكمة ثم نهاية غير كريمة. والسبب في هذا كله أن هؤلاء لم يأخذوا بقاعدة «لا بد من إعــادة النظر»، حيث لم يقتنع الواحد منهم بولاية رئاسية واحدة ثم يتيح المجال أمام الشعب لكي يحكم من خلال انتخاب رئيسجديد عـلـى إنـــجـــازات حققها الـرئـيـس المنتهية ولايـتـه الــرئــاســيــة المـــحـــددة بـــمـــادة فـــي الــدســتــور ببضع سنوات غير قابلة للتمديد، فيسديه كثير الشكر على أدائـه الواجب بأمانة وضمير وحـرص على سيادة الوطن، أو يقرر اختيار غيره مع إرفاق ذلك بالتمني على الخلف ألا يكون مثل السلف. فـي الـوقـت الحالي، هنالك رئيسان عربيان مع موعد لانتخاب كل منهما في بلده. ما يتمناه المــــــرء لـكـلـيـهـمـا الأخــــــذ فــــي الاعـــتـــبـــار أن ظــــروف جــمــهــوريــة هــــذا وجــمــهــوريــة ذاك تـتـطـلـب قــــراءة موضوعية لمـا يعنيه التطلع إلـى ولايــة رئاسية ثـانـيـة لـــدى الـــنـــاس، وبـــالـــذات عـنـدمـا تــكــون هـذه الـــدولـــة أو تـلـك تـعـيـش حــالـة مــن الـقـلـق المــــزدوج: قلق على الاقتصاد المتراجع. وقلق من أن تجديد الـــرئـــاســـة عـــــادة يـــحـــوّل الـــــذي تـــــرأس مـــن متفهم لظروف الرعية إلى ناقم على من يشكو ظلامات أو يسير في ركاب الحركات المعارضة. لقد كان في استطاعة رؤساء أمسكوا بزمام الــجــمــهــوريــة الــتــي يــتــربــعــون عــلــى كــرســيــهــا، ألا يصيبهم ما أصاب آخرين اعتبروا الرئاسة حقاً لـلـواحــد مـنـهـم مــن غـيـر المـقـبــول الاعـــتـــراض على ذلـــك. ولــم تكن الشيخة حسينة حصيفة بحيث تتقدم الفطنة على تعظيم الـشـأن أخْـــذاً بقاعدة «لا بـد مـن إعـــادة الـنـظـر»، ورأت، وهــي القابضة على مقاليد السلطة في بنغلاديش خمس عشرة سنة، أن الأمور بخير، وأن الناس غير منزعجي من طول ترؤسها، ومن حقها التطلع إلى سنوات أخرى فيما الشعب يمضغ قساوة العيش وكتامة التعبير. وعندما يختار قائد الجيش من هو أحد الفائزين بجائزة «نوبل للسلام» محمد يونس، ويختصر هــذا المثقف «النوبلي» المهمة بعبارة «تحقيق الاستقلال الثاني للدولة»، فهذا مؤشر على أن الـرجـل مقتنع ومــن قبل تكليفه بترؤس حكومة جـديـدة، فـإن هـذه الخطوة في حد ذاتها تــعــكــس انـــطـــبــاعـــ بـــــأن الـــجـــيـــش فــــي بــنــغــ ديــش والــرئــيــس المــدنــي ﻟ«حــكــومــة الاســتــقــ ل الـثـانـي» مـن النسيج نفسه المـأمـول مـن كثيرين يحكمون أو يـتـطـلـعـون إلـــى الــحــكــم، ومـــن قــــادة عسكريي يغامرون أحياناً بانقلابات، الأخذ بهذا التقليد. قــد يـجـوز الافـــتـــراض أن الـرغـبـة فــي تجديد تـــــــرؤس الـــجـــمـــهـــوريـــة مـــــرة واثـــنـــتـــن وأكــــثــــر مـن جـــانـــب هــــذا أو ذاك أو لــكــثــيــريــن مـــن الــــرؤســــاء، ينجي من المحاسبة. وهـذا افتراض غير واقعي؛ لأن المحاسبة تتم أحياناً فيما الرئيس بـات من السابقي، ويحاول مواجهة المحاسبي بإصرار على خــوض الـرئـاسـة مــرة ثـانـيـة. والــهــدف ليس تعزيز شــأن الـبـ د وتصحيح مــســارات خاطئة، وإنما إبعاد المحاسبة عنه قدر الإمكان. تلك مجرد هوامش، فيما الإقليم على أهبة أن يــنــفــجــر حـــربـــ لا مــثــيــل لـــهـــا يــبــشــر الــرئــيــس الأميركي السابق الغاضب على من ينافسه بأنها ستكون الحرب العالمية الثالثة... ولا حل لاحتواء نافخي الـنـار كـ مـ واســتــعــدادات حربية ينشط المثلث النافخ (نتنياهو - النظام الإيراني - «حزب الله») في انتظار يحيى السنوار، القائد الجديد لحركة «حماس»، لترجمة القول إلى الفعل، سوى الأخــــذ بــعــ ج «لا بـــد مـــن إعـــــادة الــنــظــر»، وبـذلـك يسلم الإقـلـيـم كما سـائـر الـبـ د الـواسـعـة وينعم البشر بحياة مستقيمة. قد يجوز الافتراضأن الرغبة في تجديد ترؤس الجمهورية مرة واثنتين تنجي من المحاسبة هل ثمة أساليب «حديثة» لحل النزاعات وفك التعقيدات الجديدة في اليمن؟ لطفي فؤاد نعمان فؤاد مطر * روسدوثات OPINION الرأي 14 إعادة النظر فيزمن الخطر «قواعد اليمن السبعون» لا تزال فضيحة بايدن قائمة اعتماداً على قدرات بايدن الحقيقية أنه كان ينبغي له أن يستقيل وأن تكون هاريسرئيسة بالفعل

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky