issue16695

9 مغاربيات NEWS Issue 16695 - العدد Tuesday - 2024/8/13 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT حفتر «يتوسّع» جنوباً... والدبيبة يتوعد هل تُغير «حرب النفوذ» الخريطة العسكرية والسياسية في ليبيا؟ ​ اعتاد الليبيون على مشاهد التحشيد الـــعـــســـكـــري وتـــحـــريـــك الأرتـــــــــال مــــن مـنـطـقـة إلـــى أخـــرى طـــوال الـعـقـد المــاضــي، لـكـن هـذه المـــرة وهــم يـراقـبـون تحريك عناصر تابعة لــــ«الـــجـــيـــش الـــوطـــنـــي» إلـــــى جـــنـــوب غــربــي الـــــبـــــاد، اخـــتـــلـــف الأمــــــــر، مـــتـــذكـــريـــن زحــفــه السابق على العاصمة. كانت «القيادة العامة» للجيش بشرق لـيـبـيـا الــــذي يـــقـــوده المــشــيــر خـلـيـفـة حـفـتـر، أعـلـنـت عـلـى لــســان المــتــحــدث بــاســم رئـاسـة أركـــانـــهـــا الـــبـــريـــة، تـنـفـيـذ «مــهــمــة عـسـكـريـة محددة» ضمن «خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمــن الـقـومـي»، غير أن الخبر أثار مخاوف عدة لدى الغرماء غرباً. و«المهمة» التي أطلقتها «القيادة العامة»، واكبتها تفسيرات وشكوك عـدة من جانب ســلــطــات طـــرابـــلـــس، لـجـهـة «مــــا قـــد تخفيه هــذه الـتـحـركـات مـن أهـــداف استراتيجية»، فضلً عن أنها تأتي في ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة. ومـــــنـــــذ تـــــوقـــــف الـــــحـــــرب الـــــتـــــي شــنــهــا ،2019 «الــجــيــش الـــوطـــنـــي» عــلــى طــرابــلــس والأوضـــــــاع الـعـسـكـريـة تـــــراوح مـكـانـهـا في ليبيا، إلا أن البلد شهدت عقب ذلك مزيداً مــــن الانــــقــــســــام الـــســـيـــاســـي بــــ حــكــومــتــ متصارعتين على السلطة الأولى بطرابلس، والثانية في بنغازي. وعملية تحريك القوات عدّها المناوئون بـغـرب ليبيا «نـكـوصـ » عـن اتفاقية «وقـف ،2020 إطـــــاق الــــنــــار» المـــوقـــعـــة فـــي جــنــيــف وتــعــهــدوا بـمـقـاومـتـهـا. لـكـن ذلـــك اسـتـدعـى على الفور تساؤلات حول القوة العسكرية للطرفين على الأرض. وســــعــــت قـــــيـــــادة «الــــجــــيــــش الـــوطـــنـــي» سريعاً إلى طمأنة «الرافضين»، وقللت من مـخـاوفـهـم، وقــالــت إن هـــذا الـتـحـريـك يأتي «تنفيذاً لتعليمات المشير خليفة حفتر، في إطـار تعزيز الأمـن على الحدود، والتصدي لأي تـهـديـدات قـد تستهدف سـامـة الوطن واستقراره». وتحركت القوات باتجاه مدينة سبها، الــــتــــي تــــوصــــف بـــأنـــهـــا «عـــــــــروس الـــجـــنـــوب الـــلـــيـــبـــي»، مـــــــروراً بــــغــــات، وأبــــــــاري ومـــــرزق والـــقـــطـــرون، وبــــراك والــشــاطــئ وصــــولاً إلـى أدري، تـــلـــك الـــقـــريـــة الـــصـــغـــيـــرة الـــتـــي تـعـد النهاية الغربية لـوادي الشاطئ، ويقطنها آلاف مواطن. 4 قرابة المـــــــــوالـــــــــون لــــــ«الـــــجـــــيـــــش الـــــوطـــــنـــــي»، والمــــنــــاوئــــون لــــه، قـــدمـــوا فـــي حــديــثــهــم إلــى «الــــشــــرق الأوســــــــط»، قـــــــراءات مــتــبــايــنــة من منطلقات بعضها مناطقية، لكنها عكست فــــصــــاً جـــــديـــــداً مـــــن فــــصــــول الـــــحـــــرب عـلـى «تمديد النفوذ على الأرض». انـــصـــبّ الاهـــتـــمـــام فـــي لـيـبـيـا إلــــى حد كــبــيــر بـــعـــد رحـــيـــل نـــظـــام الـــرئـــيـــس الـــراحـــل معمر الـقـذافـي، على جبهتي (شـــرق ليبيا وغـــربـــهـــا)، وبـالـتـبـعـيـة ســقــط الــجــنــوب من حــســابــات الــســاســة الـــذيـــن تـــصـــارعـــوا على الحكم مذاك، وبقي سكان تلك المدن البعيدة يشتكون «الإقصاء» حتى الآن. وظـــلّـــت حـــــدود لـيـبـيـا الـجـنـوبـيـة منذ » مقسّمة (شبه عرفي): 2019 توقف «حرب (الجنوب الغربي) منها لسلطات طرابلس، و(الشرقي) لسلطات بنغازي، لكن الأخيرة سعت للحضور حكومياً في بعض مناطق الجنوب، فضلً عن حضور عسكري أيضاً على الأرض من قبل. وعــــلــــى رغــــــم رســـــائـــــل الـــطـــمـــأنـــة الـــتـــي حـــمـــلـــتـــهـــا تــــصــــريــــحــــات المـــــتـــــحـــــدث بـــاســـم «الجيش الوطني» اللواء أحمد المسماري، فإن هناك من عدّ، أن هذه التحركات جاءت بـ«إيعاز من الجانب الروسي» الذي «يتمدد في بعض مناطق ليبيا». وانـــطـــلـــق المـــحـــلـــل الـــعـــســـكـــري الــلــيــبــي عادل عبد الكافي، من نقطة أن حفتر، بهذا الإجـــراء «يـدعـم حلفاءه الـــروس، بـالتوسع مـــــن مـــنـــاطـــق نـــــفـــــوذه كـــــي يـــــؤمّـــــن الــــحــــدود الرابطة بين ليبيا والنيجر، بداية من ممر السلفادور وصولاً إلى حقل العطشان». ويــــعــــتــــقــــد عــــبــــد الـــــكـــــافـــــي فــــــي حـــديـــث إلـــى «الـــشـــرق الأوســــــط»، أن هــنــاك فـــي هـذه مـمـراً تستطيع 18 المنطقة القصيّة «قــرابـة عناصر (الفيلق الأفـريـقـي) التابع لروسيا اســتــخــدامــهــا لــتــأمــ عــمــلــيــات الإمـــــــدادات العسكرية، ما يسهل لها الدفع بعناصر من الأراضي الليبي إلى النيجر ومالي». هـــــذا الاســـتـــنـــتـــاج الــــــذي قـــدمـــه المـحـلـل الـعـسـكـري، نـفـاه المـسـمـاري فـي تصريحات صحافية، وأكد أن الهدف هو «تأمين كامل الأراضـــــــي الــلــيــبــيــة، مـــع مـــا تــشــهــده بعض الــدول في الجنوب وفـي الصحراء الغربية أو الأفريقية، من توترات وقلقل». ويـرى متابعون ليبيون، أن ما يحدث في ليبيا من توترات، خاصة على الحدود، لا ينفصل عن الصراع الدولي في الساحل الأفــــريــــقــــي، عـــــادّيـــــن أن «كـــــل طـــــرف يـسـعـى لتعزيز قـواتـه عبر حلفائه العسكريين في المنطقة، بقصد إحكام السيطرة على أكبر قــــدر مـــن المـــنـــاطـــق الــحــيــويــة، ومــــن ثـــم فتح نافذة حدودية جديدة على القارة». وفتح الانقسام السياسي الذي تعيشه ليبيا بـابـ واســعــ لـتـغـوّل قـــوى دولــيــة في الــــشــــؤون الـــداخـــلـــيـــة لـــلـــبـــاد. وبـــحـــســـب مـا يعتقد سياسيون وأكاديميون، فإن روسيا تأتي في مقدمة هذه الأطــراف، ويـرون أنها «طوّرت من وجود قوات تابعة لها في ليبيا بــتــمــدد نـــفـــوذهـــا»، فـيـمـا يـــعـــرف بــ«الـفـيـلـق الأفريقي». والـــحـــديـــث عــــن وجــــــود قــــــوات روســيـــة في ليبيا ليس جديداً، لكن اتجاه موسكو لتعزيز هذا الوجود منذ أشهر قليلة، حسب تقارير، بعد نقل قــوات وعـتـاد إلـى مناطق فــــي شـــــرق الــــبــــاد، زاد مـــنـــســـوب المـــخـــاوف والتحذيرات، ليس فقط لدى قوى محلية بل دولية أيضاً، ومن بينها أميركا وأوروبا. رغــم نفي قـيـادات «الجيش الوطني»، فــإن الـتـوتـر وتــســارع التحشيد العسكري، تــواصــا عـلـى أطــــراف غـــرب ليبيا، ودخـلـت قــــوى دولـــيـــة عــلــى خـــط الأزمـــــــة. إذ حـضّـت البعثة الأممية، الأطـراف كافة على «تجنب أي أعمال استفزازية»، ودعتهم إلى الدخول في حوار لمنع مزيد من الانقسام، والحفاظ على الاسـتـقـرار وعـلـى «اتــفــاق وقــف إطـاق .2020 النار» الموقع في عام كما استشعرت بعثة الاتحاد الأوروبي هي الأخرى «القلق العميق» إزاء التحشيدات والتحركات العسكرية في المنطقة الجنوبية الــــغــــربــــيــــة... ومــــوقــــف الـــبـــعـــثـــتـــ ، وبــعــض الـــدول الـرافـضـة لخطوة الـجـيـش، استقبله المــســمــاري، باستهجان كـبـيـر، لـكـن ذلـــك لم يمنع مـصـادر ليبية كثيرة مـن الـربـط بين هـــذا الــتــحــرك، واجــتــمــاعــات سـابـقـة لحفتر بــقــيــادات عـسـكـريـة واسـتـخـبـاراتـيـة عربية وأجـنـبـيـة، معتقدين أن ليبيا ربــمــا تكون «على أبواب تغيرات سياسية وعسكرية في الأيام الآتية». والـــحـــديـــث عـــن المـــخـــاطـــر الـــتـــي تـتـهـدد «اتــــفــــاقــــيــــة وقــــــف الـــــنـــــار» لـــــم تـــتـــوقـــف عـنـد تحذيرات البعثة الأممية، إذ يعتقد المحلل العسكري الليبي عبد الـكـافـي، الـــذي يقيم فــي طــرابــلــس، أن هـنـاك «خــرقــ للتفاقية» التي تأسست على «عـدم قيام أي تحركات عـسـكـريـة ضــخــمــة، أو اســـتـــفـــزازيـــة لأي من الطرفين». وهــنــا، جـــدد المـسـمـاري الــتــزام الـقـيـادة الـــــعـــــامـــــة «بـــــاتـــــفـــــاق وقــــــــف إطــــــــــاق الـــــنـــــار، وبتعهداتها أمام الدول الصديقة والشقيقة، والمنظمات الدولية». غــيــر أن نـــبـــرة الـــتـــخـــوف الـــتـــي خلفها تــحــريــك قـــــوات «الــجــيــش الـــوطـــنـــي» جـــاءت مــتــصــاعــدة، فـــ«المــجــلــس الأعـــلـــى لـــلـــدولـــة»، وصـف الخطوة بأنها «مشبوهة»، وتمثل «عــودة إلـى الـصـراع المسلح»، وطالب بعثة الأمـــم المـتـحـدة والمـجـتـمـع الــدولــي «بموقف واضح» و«إدانتها بشكل واضح وصريح». إلا أن وزيـــــر الــــدفــــاع الــلــيــبــي الــســابــق محمد مـحـمـود الـبـرغـثـي، قـلـل مــن خـطـورة الأمــــــر، وقـــــال لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» إن تلك الـتـحـركـات «تـسـتـهـدف حـمـايـة الــحــدود من عمليات الـتـهـريـب، وتـدفـق المـهـاجـريـن غير النظاميين»، ورأى أن الأمـر «بـات يستدعي تدخل الجيش». وأمـــام مـا تشهده ليبيا مـن متغيرات متسارعة في ظل «جمود سياسي»، بالنظر إلـــى مـــا تــــراه سـلـطـات طــرابــلــس مـــن تـوسّـع حفتر باتجاه الجنوب الغربي، واستقبال الـــقـــاهـــرة أســـامـــة حــــمّــــاد، رئـــيـــس الـحـكـومـة المــكــلــفــة مـــن مــجــلــس الــــنــــواب، بـــاتـــت هـنـاك أحاديث داخلية تتوقع «متغيرات قريبة». ويعتقد مــســؤول ليبي سـابـق تحدث إلى «الشرق الأوســط»، أن التقارب المصري - التركي واستقبال القاهرة حمّاد، وزيـارة بــالــقــاســم نــجــل حــفــتــر إلــــى أنـــقـــرة مـــؤخـــراً: «ربما يكون وراء ذلـك كله، شـيء سيكشف عنه لاحقاً». وزاد المـسـؤول، الــذي رفـض ذكـر اسمه لـدواع أمنية، من توقعه بأن هذه التغيرات الــســريــعــة فـــي المـــواقـــف «تـــوحـــي بــــأن هـنـاك اتفاقاً ما لتغيير كامل الخريطة العسكرية والسياسية الليبية؛ بحيث يسيطر الجيش الوطني على باقي أطــراف ليبيا»، متوقعاً أن «أمــراً ما سيحدث في ليبيا خـال الأيـام القليلة المـقـبـلـة؛ وأن هـــذا سيغير مختلف قواعد اللعبة العسكرية والسياسية». ولم يوضح المسؤول، ما إذا كان هناك اتــفــاق بــ الأطــــراف الــدولــيــة المـتـداخـلـة في المـلـف الليبي بـشـأن قــرب تشكيل «حكومة جديدة موحدة» أم لا. لكن هناك رهانات من مناوئي رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، على التقارب بين صالح، وخالد المشري الذي يتقرب من رئــاســة «المـجـلـس الأعــلــى لــلــدولــة»، لإنـجـاز ذلك عما قريب. ومع أول ظهور للدبيبة، الـذي انشغل بـوفـاة نجله عبد الـرحـمـن، خــال الأسـبـوع المـاضـي، توعّد بــ«الـوقـوف أمــام من يحاول تـــجـــديـــد الــــخــــروقــــات الـــعـــســـكـــريـــة وتـــعـــزيـــز الانقسام»، دون أن يأتي على ذكر حفتر. واستغل الدبيبة كلمته خـال تخريج طـلـبـة الـكـلـيـات والأكـــاديـــمـــيـــات الـعـسـكـريـة، ووجــه حديثه للخريجين ودعـاهـم «للسير عـلـى نـهـج المـؤسـسـ للجيش مــن أجـــل رد الأطـــمـــاع الــخــارجــيــة وتـفـتـيـت الـطـمـوحـات الشخصية التي تسعى لعودة الاستبداد». الــــتــــهــــديــــدات والــــتــــحــــشــــيــــدات - الـــتـــي ربـــمـــا تـــكـــون قـــلّـــت حــدتــهــا خــــال الــســاعــات الماضية لانشغالات داخلية - دفعت كثيرين للتساؤل عن حقيقة القوة الصلبة «لطرفي الــــصــــراع» عــلــى الأرض، ومــــا يــــحــــوزان من قـــدرات عسكرية لاستخدامها إذا احتدمت المعركة التي يسعّر البعض نارها. مـتـابـعـون كــثــيــرون لـلـشـأن الـعـسـكـري يـــرون أن الأطــــراف الليبية اعـتـمـدت بشكل كـبـيـر ومـبـاشـر مـنـذ رحــيــل نــظــام الـقـذافـي، عـلـى دعـــم الأطـــــراف الــخــارجــيــة، ويـشـيـرون إلى أن «حسم أي معركة يتوقف على سخاء الـــداعـــمـــ الـــخـــارجــيـــ ، ومــــا يــقــدمــونــه من أسلحة متطورة من بينها المسيرات». وقـــــــدرات «الـــجـــيـــش الـــوطـــنـــي» كـثـيـرة، لكن المحلل العسكري عبد الـكـافـي، تحدث عـن أشهرها وتتمثل فـي «الــلــواء طــارق بن زياد المعزز» الذي يشرف عليه صدام حفتر، المعزز» و«كتيبة سبل السلم»، 128 و«اللواء إلــــــى جــــانــــب عـــــشـــــرات الـــكـــتـــائـــب والألـــــويـــــة الموجودة ما بين شرق ليبيا وجنوبها. كما تستند قوات غرب ليبيا، وفق عبد الكافي، على كتائب عدة من بينها «كتيبة قـــتـــال»، 444 مـــديـــنـــة مـــصـــراتـــة» و«الــــــلــــــواء »، بـالإضـافـة 111 » و«الـــلـــواء 555 و«الـــلـــواء إلى «القوة العسكرية بالزاوية»، كما تعتمد بشكل مباشر على التشكيلت المسلحة. أسئلة إضافية تم استحضارها على خلفية تقارب تركي مع سلطات غرب ليبيا راهـــنـــ ، ومـــا إذا كـــان ذلـــك سيسهم فــي رفـع أنـــقـــرة الــغــطــاء عـــن شــركــائــهــا بـالـعـاصـمـة، هـنـا يعتقد الأكــاديــمــي والمـحـلـل السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو، في حديث إلى «الـشـرق الأوســـط»، بـأن تركيا «تسعى منذ أكثر من عام إلى أن تـوازن في علقتها بين شرق ليبيا وغربها؛ لذا ستعمل على منع أي تصعيد، لأن عكس ذلك ستكون له أثمان باهظة». جانب من تحركقوات من «الجيشالوطني» الليبي باتجاه الجنوب الغربي (من مقطع فيديو لرئاسة أركان القوات البرية) القاهرة: جمالجوهر «التغيرات السريعة في المواقف توحي بأن هناك اتفاقاً لتغيير كامل... شيء ما سيحصل خلال أيام» إطفائيو الجزائر يسيطرون علىحرائق استدعت إجلاء سكان في منطقة القبائل سيطر عناصر الإطفاء بحلول ليل الأحد - الاثنين، على معظم الحرائق التي كانت قد انـدلـعـت فــي الــجــزائــر الـجـمـعـة، فــي منطقتي تـيـزي وزو وبجاية بمنطقة القبائل (شمال شرق)، لكنّ ذلك تطلّب إجلء عشرات السكان، حسب الحماية المدنيّة وروايات شهود عيان جمعها مراسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأجــــلــــي ســــكّــــان لــــم يُــــحــــدّد عــــددهــــم، مـع اقتراب النيران من مناطقهم في ولايـة تيزي وزو، وفق ما أفاد المدير العام للغابات جمال طواهرية، موقع «النهار أونلين» الإخباري الجزائري. ومنذ الجمعة، شهدت ولاية تيزي وزو حرائق عدة، تمت السيطرة عليها أو في طور أن تكون كذلك، وفق ما أفاد المسؤول في الحماية المدنية نسيم برناوي، الذي قال في كلم عـن تيزي 25 آيــت فــراح الـتـي تبعد نحو وزو، إن «الــــوضــــع تــحــت الـــســـيـــطـــرة»، لـكـنـه أشار إلى حرائق لا تزال مشتعلة في مناطق «يصعب الوصول إليها». 187 إطفائي و 800 وتمت تعبئة أكثر من طـــائـــرات لمـكـافـحـة الـحـرائـق 7 عـربـة تـــدخّـــل، و الــتــي أتــــت عــلــى بــســاتــ زيـــتـــون ومــســاحــات زراعــيــة واجـتـاحـت مــــزارع لـلـدواجـن والنحل وبعض المنازل، وفق الوكالة الفرنسية. وحسب تقرير أولــي صــادر عـن خدمات الــحــفــاظ عــلـى الــغــابــات فـــي تــيــزي وزو، فقد دمــرت الحرائق مئات الهكتارات مـن الغطاء الـــنـــبـــاتـــي. وقـــــال أحــــد الـــســـكـــان المـــدعـــو فــريـد فريح، إن «ألسنة اللهب وصلت إلى آيت فراح السبت. وبـدأ سكان القرية تنظيف الأحـراش عـــلـــى عـــجـــل لمـــنـــع امــــتــــداد الـــنـــيـــران إلـــــى قـــرى أخـرى». ودعـم عشرات القرويين فرق الإطفاء لساعات عدّة. من جهته، قال عبد المالك محمد، المتطوع في الهلل الأحمر الجزائري: «جئنا إلى هنا لتقديم الإسـعـافـات الأولـيـة لـأهـالـي، وكذلك لمساعدتهم في تخطي محنة سببت حالة من الذعر في المنطقة». وفي بجاية، أمرت السلطات إجلء نحو أسرة من قرية مزوارة الواقعة على مقربة 20 من غابة أكفادو، حيث اندلع الحريق الأحد. ووفق لقطات فيديو تم تداولها على شبكات الـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي، ألـــقـــت طـــائـــرة قــاذفــة للمياه حمولات عدة فوق الغابة. وكــــــل مــــوســــم صــــيــــف، تـــشـــهـــد الـــجـــزائـــر حرائق غابات في ظاهرة آخــذة بالتفاقم كل عام، بفعل التغيّر المناخي الذي يسبب جفافاً ومـــوجـــات حـــر تـجـعـل الــغــطــاء الـنـبـاتـي أكـثـر هشاشة. ،2023 ) وفـــــــي نــــهــــايــــة يــــولــــيــــو (تــــــمــــــوز اجتاحت حرائق، مناطق شمال شرقي البلد، 34 خصوصاً فـي ولايـــة بـجـايـة، حيث قضى شخصاً على الأقـــل، وأتــت الـنـيـران على آلاف الهكتارات مـن مساحات الغابات والأراضـــي الزراعية وعلى مئات المـنـازل. وفـي أغسطس شخصاً بمحيط الطارف 37 ، قضى 2022 ) (آب في حرائق كبرى اجتاحت المنطقة. كـــانـــت أكـــبـــر حـصـيـلـة وفـــيـــات مـــن جـــراء ،2021 الحرائق منذ عقود، سجّلت في صيف شــخــصــ فـــي حــرائــق 90 إذ قــضــى أكـــثـــر مـــن غابات اجتاحت شمال البلد. الجزائر: «الشرق الأوسط» من حرائق منطقة الغابات في الجزائر (أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky