issue16695

6 لبنان NEWS Issue 16695 - العدد Tuesday - 2024/8/13 الثلاثاء 1701 ميقاتي: تطبيق الـ حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن ASHARQ AL-AWSAT رئيس الحكومة اللبنانية: اتصالات لوقف التهديدات الإسرائيلية «حزبالله» متمسك برد «مؤلم ورادع» أكـــد رئــيــس حـكـومــة تـصـريـف الأعــمــال اللبنانية، نجيب مـيـقـاتـي، أن «الاتــصــالات الـدبـلـومـاسـيـة نـاشـطـة فـــي أكــثــر مـــن اتـجـاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان»، فـــي وقـــت مـــــدّدت فـيـه مـجـمـوعـة مـــن شـركـات الـــطـــيـــران تـعـلـيـق رحــاتــهــا إلــــى بـــيـــروت مع تـرقّـب ردّ «حــزب الـلـه» على اغتيال القيادي فؤاد شكر. وبينما جـــدّد «حـــزب الــلــه»، على لسان نــــائــــب رئــــيــــس المـــجـــلـــس الـــتـــنـــفـــيـــذي الــشــيــخ علي دعــمــوش، تمسكه بــــ«رد مـيـدانـي مؤلم ورادع»، قال ميقاتي، خلل ترؤسه اجتماعاً وزارياً موسعاً، إن «ورقة الحكومة اللبنانية الــتــي تـظـهـر الـــقـــواعـــد الـــهـــادفـــة إلــــى تحقيق الاســـتـــقـــرار عــلــى المـــــدى الــطــويــل فـــي جـنـوب لبنان، التي أعلناها نهاية الأسبوع، تحدد الأســـــس الـــواضـــحـــة لــلــحــل وأبــــرزهــــا خفض الــتــصــعــيــد لـتـجـنـب دوامــــــة الــعــنــف المـــدمـــرة وأن يـــقـــوم المــجــتــمــع الــــدولــــي بــــــدور حــاســم وفــوري فـي تهدئة الـتـوتـرات وكبح الـعـدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان». وأشار رئيس الحكومة إلى أن «الرسالة الأبـــلـــغ الـــتـــي يـــشـــدد عـلـيـهـا فـــي كـــل لــقــاءاتــه واتـصـالاتـه الدبلوماسية هـي تطبيق قــرار ) هو حجر الزاوية 1701 مجلس الأمـن (رقـم لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان». مـــن جـهـة أخـــــرى، لـفـت مـيـقـاتـي إلـــى أن «لبنان يتابع مع الدول المعنية ملف التمديد لـلـقـوات الــدولــيــة الـعـامـلـة فــي جــنــوب لبنان (يـونـيـفـيـل) مــن دون أي تـغـيـيـر»، مــؤكــداً أن «الـتـعـاون بـن الجيش وقـــوات (اليونيفيل) أسـاسـي فـي هـذه المرحلة، ومـا يتم ترويجه عـن خـافـات وتباينات ليس صحيحاً، وأن كــل مــا يـطـرأ خــال تنفيذ المـهـمـات المطلوبة يعالج فــوراً»، مشدداً على أن لبنان متمسك بمهامها. وفي الإطـار نفسه، أصـدرت قيادة الـجـيـش بـيـانـ حـــول «المــعــلــومــات المــتــداولــة حـول وقـف الــدوريــات المشتركة بـن الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان». وأكدت أن «الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المـهـمـات المـشـتـركـة مــع (الـيـونـيـفـيـل)، والــتــعــاون والـتـنـسـيـق الـوثـيـق مـعـهـا، وذلــك ، فــي ظــل الــظــروف 1701 ضـمـن إطــــار الـــقـــرار الاســتــثــنــائــيــة والــــتــــطــــورات الـــتـــي تـشـهـدهـا الــبــاد، ولا سيما الاعـــتـــداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي». تمديد تعليق الرحلات في غضون ذلـك، مـددت شركات طيران تـــعـــلـــيـــق رحــــاتــــهــــا إلــــــى بــــــيــــــروت، وأعـــلـــنـــت مـجـمـوعـة «لــوفــتــهــانــزا» الألمـــانـــيـــة، الاثــنــن، تــمــديــد قــــرارهــــا بـتـجـنـب الأجـــــــواء الــعــراقــيــة والإيــرانــيــة وتعليق رحـاتـهـا إلـــى تــل أبيب 21 وطــهــران وبــيــروت وعــمــان وأربــيــل حـتـى أغسطس (آب)، فـي ظـل تصاعد الـتـوتـر في الشرق الأوسط. كــــذلــــك، مــــــــدّدت شـــركـــتـــا «إيـــــــر فـــرنـــس» و«ترانسافيا» تعليق رحلتهما الجوية إلى أغـسـطـس ضمناً 14 بــيــروت حـتـى الأربـــعـــاء بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان. وعــلــقــت مـجـمـوعـة كــبــيــرة مـــن شــركــات الطيران رحلتها مــراراً إلـى الشرق الأوسـط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بي إسرائيل وحـــركـــة «حــــمــــاس»، لــكــن عـمـلـيـات التعليق تكثفت منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي 31 لــ«حـمـاس» إسماعيل هنية بطهران فـي يـولـيـو (تـــمـــوز)، ومـقـتـل الــقــيــادي العسكري يـولـيـو، 30 فــي «حــــزب الــلــه» فــــؤاد شـكـر فــي في ضربة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت. «حزبالله» والاثـــنـــن، جـــدد دعــمــوش الـتـأكـيـد على أن «المــــقــــاومــــة مــصــمــمــة عـــلـــى رد مـــيـــدانـــي مـؤلـم ورادع ولا عـــودة عـن ذلــك مهما كانت التداعيات». وأوضــح: «على العدو أن يدرك أنـــه لـــن يـفـلـت مـــن الــعــقــاب عـلـى جــرائــمــه في غـــزة وفـــي المـنـطـقـة، لا سيما عـلـى جريمتيه فــــي طــــهــــران وبــــيــــروت بــاغــتــيــالــه الــقــائــديــن الـشـهـيـديـن فــــؤاد شـكـر وإســمــاعــيــل هـنـيـة»، مؤكداً: «الرد آتٍ وحتمي ولا تراجع عنه». ورأى أن «(حـــــــزب الــــلــــه) اســـتـــطـــاع مـن مجرد تـوعـده بـالـرد إدخـــال الصهاينة على امـــتـــداد الــكــيــان المـحـتـل فـــي حــالــة اسـتـنـزاف وشـلـل وخـــوف وهـلـع ورعـــب، وبـــات الجميع يعيشون على أعصابهم داخل الكيان، وهذا يعني أن المقاومة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به». وأشــــــــار إلـــــى أن «مـــــا يـــجـــب أن يــعــرفــه الصهاينة أن المـقـاومـة لـن تكتفي بالضربة النفسية، بل مصممة على رد ميداني مؤلم ورادع، ومـــن خـــارج الـضـوابـط المـعـتـمـدة في المعركة، ويتناسب مـع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو في الضاحية». ولـفـت دعـمـوش إلــى أن «اعــتــداء العدو عــلــى الــضــاحــيــة كــــان مـــن خـــــارج الــضــوابــط المعتمدة. وعليه أن ينتظر العقاب من خارج الــضــوابــط المـعـتـمـدة، ولـــن يـفـلـت مـنـه مهما تــأخــر رد المـــقـــاومـــة»، مـبـيّـنـ أن «هــــذا الــقــرار اتخذته المقاومة ولا عــودة عنه مهما كانت الـتـداعـيـات، وتـنـفـيـذه وتفاصيله وتوقيته يـخـضـع لـــظـــروف المــــيــــدان وتــــوافــــر الـــفـــرص، وتقدير ذلك كله إنما هو بيد قيادة المقاومة الـــتـــي تــتــصــرف بــكــل هـــــدوء ووعـــــي وحـكـمـة وتــــتــــحــــرك تــــحــــت ســــقــــف مــــصــــالــــح الــــنــــاس والمصالح الوطنية». إلى ذلك، أعلنت «الدولية للمعلومات» 396 أن عـــدد قـتـلـى «حــــزب الــلــه» وصـــل إلـــى 10 سـقـطـوا فــي لـبـنـان، خـــال 568 مــن أصـــل أكتوبر 8 أشهر من المواجهات التي بدأت في (تشرين الأول)، بعد يـوم واحـد على عملية «طوفان الأقصى». ميدانياً، استمرت العمليات المتبادلة بـن إسرائيل و«حـــزب الـلـه»، الــذي أعلن ليل الأحد - الاثني عن استهداف المقرّ المُستحدث في جعتون (شرق نهاريا) 146 لقيادة الفرقة بِـصـلـيـات مــن صــواريــخ الـكـاتـيـوشـا»، وذلــك بـعـد ضـــربـــات إسـرائـيـلـيّـة عـــدة عـلـى جـنـوب من مُقاتليه، وأسفرت 3 لبنان أودت بحياة جريحاً. 12 عن سقوط 12 وأشــــــارت الـــــــوزارة أيــضــ إلــــى جــــرح ســـوريـــ ، بينهم 11 شــخــصــ ، هـــم لــبــنــانــيّ و 5 حـالـتـان حـرجـتـان لـسـيـدة وطـفـلـة عـمـرهـا أشـــهـــر، فـــي ضـــربـــة إســرائــيــلــيّــة اســتــهــدفــت، مـــســـاء الأحـــــــد، بـــلـــدة مــــعــــروب فــــي الــجــنــوب اللبناني. وقـال مصدر قريب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ اثني من المُقاتلي الـثـاثـة القتلى، الـذيـن نعاهم «حـــزب الـلـه»، الأحـــد، سقطا جـــرّاء ضربة شنّتها مُسيّرة، الأحـــــد، فـــي مـنـطـقـة الـطـيـبـة الـــحـــدوديّـــة، أمّـــا الـقـتـيـل الــثــالــث فــكــان قـــد أصــيــب «قــبــل أيّـــام عـــدّة» فـي بلدة بيت ليف الجنوبيّة وتوفّي متأثّراً بجروحه، الأحد، وفقاً لوزارة الصحّة اللبنانيّة. مــن جـانـبـه، أبــلــغ الـجـيـش الإسـرائـيـلـي صـاروخـ مـن لبنان باتّجاه 30 عـن «إطـــاق مـنـطـقـة الـــكـــابـــري»، سـقـط الــعــديــد مـنـهـا في مناطق مفتوحة، مشيراً إلــى أنــه لـم تُسجّل إصابات. وأتــــــــــــى ذلــــــــــك بـــــعـــــدمـــــا كــــــــــان الــــجــــيــــش الإسرائيلي قال إنّه «ضرب منشآت عسكريّة عدّة لـ(حزب الله)» وخليّة إرهابيّة تابعة له في بلدة العديسة القريبة من بلدة «الطيبة» ومنشأة عسكريّة في بلدة دردغيا. مـــــن جــــانــــبــــه، أعــــلــــن «حـــــــزب الـــــلـــــه» عـن استهداف مقاتليه «التجهيزات التجسسية في موقع المطلة»، و«موقع السماقة في تلل كــفــرشــوبــا»، فـيـمـا ســجّــل قـصـف إسـرائـيـلـي على بلدات جنوبية عدة، مع تحليق مكثف لـلـطـيـران الـحـربـي الإسـرائـيـلـي عـلـى ارتـفـاع متفاوت في أجواء قرى وبلدات الجنوب. نازحات يعملن فيحقل زراعي كجزء من مشروع ممول من هيئة الأمم المتحدة للمرأة لتمكينهن من خلال توظيفهن بالزراعة فيصور جنوب لبنان (رويترز) بيروت: «الشرق الأوسط» نصائح دبلوماسية لـ«حزبالله» بإعطاء فرصة لمحادثات وقف النار كـشـفـت مــصــادر لـبـنـانـيـة بـــــارزة عــن أن التواصل بي جهات دبلوماسية، وتحديداً مصرية وقطرية وغربية متعددة الجنسية، وبي قيادة «حزب الله» لم ينقطع، سعياً إلى إقناعها بتحييد استئناف المحادثات لوقف النار في قطاع غزة، المقررة الخميس المقبل، بـدعـوة مـن الرئيسي الأمـيـركـي جـو بـايـدن، والمصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن الرد الذي يُـــعـــد لـــه الـــحـــزب عــلــى إســـرائـــيـــل لاغـتـيـالـهـا القيادي العسكري فؤاد شكر. وقـالـت المـصـادر لــ«الـشـرق الأوســـط» إن هـــذه الـجـهـات تـاقـت عـلـى إســــداء النصائح إلى الحزب بإعطاء فرصة لاستئنافها لعلها تكون مـواتـيـة، بخلف المـحـادثـات السابقة، لـــلـــتـــوصـــل إلـــــى وقـــــف الـــــنـــــار، خـــصـــوصـــ أن الدعوة تأتي للمرة الأولى من القادة الثلثة مـــمـــا يـــضـــع مــصــداقــيــتــهــم عـــلـــى المـــحـــك أمــــام المجتمع الدولي الذي لم يتردد في تأييدهم. وأكــــــدت المــــصــــادر الــلــبــنــانــيــة أن قــيــادة الحزب استمعت ملياً إلى الأسباب الموجبة التي أملت على مصر وقطر ودول أوروبية، على رأسها فرنسا، التحرك في إطـار تأمي أكبر حشد دولي مؤيد لمبادرة القادة الثلثة من دون أن تُسرّ لممثليها بالجواب الشافي بتأكيدها أن مــن حقها الـــرد عـلـى إسـرائـيـل لاغتيالها شـكـر، كونها تــجــاوزت الخطوط الحمر وتمعن في خرقها قواعد الاشتباك، ويـــــعـــــود لـــهـــا اخــــتــــيــــار الـــتـــوقـــيـــت المـــنـــاســـب وتــحــديــد طبيعة الــــرد الــــذي سـيـكـون دقيقاً ومدروساً، من دون أن تتطرق إلى تزامنه مع الــرد الإيـرانـي على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، أو أن يـسـبـقـه أو يـلـيـه تـــاركـــةً كـلـمـة الـفـصـل للميدان. وعلمت «الشرق الأوســط» أن المتصلي بقيادة الحزب أجمعوا على ضــرورة تهيئة الأجــــــواء أمـــــام اســتــئــنــاف المـــحـــادثـــات لـوقـف النار في غزة بعدم مبادرتها إلى توقيت الرد قبل انعقادها لتفادي اتهامها بتعطيلها، بـدلاً من أن تشكّل فرصة قد لا تتكرر لحشر رئيس وزراء إسرائيل بنيامي نتنياهو، في الـــزاويـــة، خـصـوصـ أن لـلـحـزب مصلحة في التوصل إلى وقف الحرب على القطاع، وهو بادر إلى مساندة «حماس» للضغط على تل أبيب لوقف عدوانها. ضرورة التريث وأكد هؤلاء أنه لا ضرر يمكن أن يلحق بالحزب في حال استجاب للدعوات العربية والغربية بضرورة التريث إلى ما بعد التأكد مما سيصدر عـن استئناف المـحـادثـات ورد فعل نتنياهو عليها، ما دام أنه يحتفظ بحق الــرد، ورأوا أنـه لا مصلحة بـإصـدار الأحكام المسبقة لـئـا يُـتـهـم بـأنـه يتعمّد تـخـريـب ما يمكن أن تتوصل إليه. وتــوقــفــوا أمــــام المـــجـــزرة الــتــي ارتـكـبـهـا نتنياهو بقصفه المدرسة في حي الـدرج في غزة التي أثارت موجة إدانات عربية ودولية غـيـر مـسـبـوقـة، ونــصــحــوا الـــحـــزب بالتمهل فـــي الـــــرد لإعـــطـــاء فـــرصـــة لـــــردود الــفــعــل بــأن تتفاعل وتتعامل الـــدول بجدية مـع انعقاد مــجــلــس الأمــــــن الـــــدولـــــي فــــي جــلــســة طـــارئـــة الـــثـــاثـــاء، بـطـلـب مـــن الـــجـــزائـــر، ورأوا أنـــه لا مصلحة للحزب فـي حــرق مثل هــذه الـورقـة التي تحاصر إسرائيل التي تبحث حالياً عن الذرائع للتهرب من مسؤوليتها حيالها. مفاعيل المجزرة وشدد هؤلاء على أن الرد في هذه الحال ســـيـــؤدي إلــــى صــــرف الأنــــظــــار عـــن المـفـاعـيـل السياسية المترتبة على المـجـزرة، وبالتالي سيوفر ذريعة لنتنياهو ليرد على الرد، مما يفتح الـبـاب أمـــام خفض منسوب الاهتمام الــــــدولــــــي بــتــحــمــيــلــه مـــســـؤولـــيـــة مـــبـــاشـــرة، خصوصاً أنه ارتكبها قبل أقل من أسبوع من موعد استئناف المحادثات، كأنه أراد تمرير رسالة اعتراضية لمن يعنيهم الأمـر أراد من خللها التفلّت مسبقاً مما سيصدر عنها، في حال توصلت لوقف النار في غزة. لـذلـك يبقى الــقــرار لـــ«حــزب الــلــه» الــذي لــن يـتـفـرّد بــالــرد، كـمـا تـقـول المـــصـــادر، لا بل سيبادر للتنسيق مع إيـــران، بصرف النظر عـمّـا إذا كــان رده سيسبق الـــرد الإيــرانــي أو يعقبه، ويعود له التقدير السياسي فيضوء النصائح التي أُسديت له والتي «تتناغم» مع التحذيرات الأميركية لطهران التي يُفترض أن تأخذ بعي الاعتبار المواقف التي صدرت عن المملكة العربية السعودية والأردن بعدم السماح لأي طــرف بـخـرق مجالهما الجوي الـــذي يشكل اعــتــداء عـلـى سـيـادتـهـمـا، وذلــك فـي رسـالـة واضـحـة لطهران وتــل أبيب على السواء تؤكدان فيها وقوفهما على الحياد. وعليه، لا بد من السؤال: هل يأتي الرد قبل استئناف المحادثات؟ أم أن التريث يبقى سيد الموقف استجابةً للنصائح الأوروبية والعربية لــ«حـزب الله» على الأقــل إلـى حي الـتـأكـد مــن أنـهـا جـديـة هـــذه المـــرة وستحقق الــهــدف المــرجــو مـنـهـا بــوقــف الــنــار فــي غــزة، وأنها لن تراوح، كسابقاتها، مكانها وتدور في حلقة مفرغة، مما يعني أن لبنان سيدخل في مرحلة سياسية جديدة غير تلك القائمة اليوم بحثاً عن تسوية تعيد الهدوء المستدام إلـى الجنوب مـا دامــت مساندة «حــزب الله» لــ«حـمـاس» حققت أهـدافـهـا بـوقـف الـعـدوان الإسرائيلي على القطاع ولــم يعد مـن مبرر للربط بي جبهتي غزة والجنوب. ومع أن استقراء طبيعة الموقف الإيراني يبقى خاضعاً لما سيقرره الحزب، كما يقول مصدر دبلوماسي غربي، فـإن عـدم الترابط فـي الـــرد، فـي حــال حسما أمريهما ولــم يعد أمامهما مـن مـفـرّ لوضعه على نــار حامية، بــالمــفــهــوم الــســيــاســي لــلــكــلــمــة، لا يـــقـــلّـــل مـن أهـمـيـة الـشــراكـة فــي تحملهما تبعاته على المـــســـتـــويـــات كـــافـــة إذا مــــا اســتــبــقــا بــردهــمــا اســتــئــنــاف المـــحـــادثـــات المـــدعـــومـــة هــــذه المـــرة مــن أكـبـر حـشـد أمـمـي وتـلـقـى دفـعـ أميركياً غـــيـــر مـــســـبـــوق يُـــفـــتـــرض أن يــشــكــل كـاسـحـة ألغام لتفجير ما يُعدّه نتنياهو من عبوات سـيـاسـيـة وأمــنــيــة لتعطيلها قـبـل أن يحي موعد انعقادها. بيروت: محمد شقير لبنان يستعدّ للحرب بمراكز إيواء «آمنة» اسـتـكـمـلـت الــحــكــومــة الـلـبـنـانـيـة خطة طـــــــــوارئ كــــانــــت أعــــدّتــــهــــا لمــــواجــــهــــة الـــحـــرب الإسرائيلية المحتملة على لبنان، ووضعت أجهزتها الإداريـــة والصحيّة واللوجيستية كافة في جاهزية تامّة، لتنفيذ خطّتها التي ترتكز بالدرجة الأولـى على تحويل مدارس ومعاهد رسمية إلى مراكز إيواء، وتجهيزها بالمعدات اللزمة لاستقبال النازحي فيها. وخلل اجتماع وزاري عقد في السراي الحكومي، عــدّ وزيـــر البيئة، نـاصـر ياسي، الــــــذي يــــــرأس «لـــجـــنـــة الـــــطـــــوارئ ومـــواجـــهـــة الــــكــــوارث»، أن هـــدف الاجــتــمــاع هــو «الـتـأكـد من (جهوزية) خليا الأزمة الموجودة في كلّ المحافظات، وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة إلى خليا إضافية». وأوضح أن البحث مع المحافظي «تركز عــلــى مـــراكـــز الإيـــــــواء، حــيــث وضــعــنــا لائـحـة بهذه المراكز بالتعاون مع وزارة التربية التي تتعاون من خلل مجموعة عمل». وأكـــــد يـــاســـن أن «الــلــجــنــة» بـالـتـعـاون مـــع وزارة الــتــربــيــة «تــحــضّــر عــــدداً إضـافـيـ مـــن المــــــدارس لاسـتـخـدامـهـا عـنـد الـــضـــرورة، وهناك عشرات المـدارس التي يتم التأكد من (جهوزيتها)، وتوفير الأمور الأساسية التي يجب أن تكون مؤمنة لكي تتحول إلى مراكز إيواء». وشدد وزير البيئة على أن هذه المراكز «ستجهّز بالفرش وعوامل النظافة والأمور الغذائية الأساسية، من خلل تأمي التمويل لــهــا عــبــر الــخــزيــنــة، وبـــالـــتـــعـــاون مـــع مكتب الـــشـــؤون الإنـسـانـيـة فــي الأمــــم المـتـحـدة وكـل المنظمات الدولية التي تلعب دوراً وتحضر نــفــســهــا لـــتـــكـــون أكـــثـــر (جــــهــــوزيــــة) فــــي حـــال حــصــول اعــــتــــداءات واســـعـــة، لـتـكـون شريكاً أساسياً في تنفيذ خطة الطوارئ». وعــن قيمة التمويل الـــذي تحتاج إليه اللجنة، لفت إلى أنه «إذا حصلت حالة نزوح ؛ أي نــــزوح نـحـو مليون 2006 كـمـا فـــي عـــام لبناني، فسنحتاج إلــى مـائـة مليون دولار شهرياً، وهذا الرقم يجب أن يؤمن عبر فتح اعتمادات وسلف لتمويل الـحـالات الطارئة بالحد الأدنى، والطلب من المنظمات الدولية الدعم». وكـــان وزيـــر التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، أصـدر قبل يومي مذكرتي وجههما إلـى المـديـر الـعـام لـ«التربية»، جاء فــيــهــمــا: «بــــنــــاء عـــلـــى الــتــنــســيــق الـــقـــائـــم بـن وزارة الـتـربـيـة والـتـعـلـيـم الــعــالــي، و(لـجـنـة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمـات الوطنية)، وبعد التقييم الأولــي الـذي قامت به اللجنة المـذكـورة، نطلب منكم القيام بما يلزم لجهة وضـع المـــدارس والمعاهد التالية بـتـصـرف (لـجـنـة تنسيق مـواجـهـة الــكــوارث والأزمــــــات الــوطــنــيــة)؛ وهــــي: مـتـوسـطـة بكا الـــرســـمـــيـــة فـــــي راشـــــيـــــا (الــــبــــقــــاع الــــغــــربــــي)، ومـــــدرســـــة ســــرجــــبــــال الـــرســـمـــيـــة، ومــــدرســــة مرستي الرسمية في الشوف (جبل لبنان)، ومــــدرســــة المـــحـــامـــي حــنــا الــــخــــوري جـرجـس الـشـالـوحـي الـرسـمـيـة فــي بـلـدة دار بعشتار في الكورة (شمال لبنان)، و«مجمّع الرئيس نبيه بــرّي» في منطقة بئر حسن (بـيـروت)، ومعهد زغـرتـا الـفـنـي، والمـعـهـد الفندقي في طرابلس (شمال لبنان)». وتعكف «لجنة الـطـوارئ» على إجراء جـــــداول بــمــراكــز الإيــــــواء وقـــــدرة كــــلّ مـركـز عـــلـــى الاســــتــــيــــعــــاب. وأوضــــــــح مــــصــــدر فـي «الــلــجــنــة» لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»، أن «ثـمـة معايير اعتمدتها اللجنة لاختيار المراكز والمناطق؛ أولّـهـا أن تكون بعيداً من نقاط الـــخـــطـــر، ولـــديـــهـــا قـــــــدرة عـــلـــى اســتــيــعــاب الــنــازحــن، والــحــدّ الأدنــــى مــن التجهيزات المـــطـــلـــوبـــة، مــثــل مــســاحــة المــبــنــى والـــغـــرف ودورات المـــيـــاه، وسـهـولـة الـــوصـــول إليها مــن مـنـاطـق الـــنـــزوح المـسـتـهـدفـة بـالـغـارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى سهولة وصول وخـــروج فـرق الإغـاثـة منها وإلـيـهـا»، لافتاً إلـــى أن «كـــل المـــراكـــز الــتــي اخــتــيــرت تـتـوفّـر فيها الشروط المذكورة». وتجري «لجنة الطوارئ» تقييماً دقيقاً لـلـقـدرة الاستيعابية لـكـلّ مـن المــراكــز المشار إلــيــهــا، وتـــحـــدث المـــصـــدر عـــن «إجــــــراء جـــردة بعدد الغرف في كلّ مركز، وتجهيز كلّ غرفة 10 و 8 لــتــكــون قــــــادرة عــلــى احــــتــــواء مـــا بـــن أشــخــاص فـيـهـا، وتـوفـيـر الــفــرش والأغـطـيـة ومـــــــــواد الـــنـــظـــافـــة والمــــــــــواد الــــغــــذائــــيــــة لـــهـــا، وتحضير مطابخ مشتركة»، مشدداً على أن الخطة «تقضي فـي المـرحـلـة الأولـــى بالعمل عــلــى اســتــيــعــاب نــحــو مــلــيــون شـــخـــص، مع احتمال أن يكون العدد مضاعفاً إذا تطورت الأمور نحو الأسوأ». مؤازرة حزبية فــــي مــــــــــوازاة اهــــتــــمــــام الــــــدولــــــة، تـــراقـــب بــــعــــض الأحـــــــــــزاب الـــســـيـــاســـيـــة مـــــا يــــحــــدث، وتتحضّر ميدانياً لمؤازرة الأجهزة الرسمية عــلــى الأرض، فــقــد أشـــــار أمــــن الـــســـرّ الــعــام فـــي «الـــحـــزب الــتــقــدمــي الاشــــتــــراكــــي»، ظـافـر نــــاصــــر، إلـــــى أن الــــحــــزب «أنــــشــــأ خـــايـــا فـي مــنــاطــق الـــشـــوف (جـــبـــل لـــبـــنـــان) مخصصة لاستقبال النازحي ومـن ثـم توزيعهم على مراكز الإيـــواء، بالتنسيق مع وزارة التربية والإدارات الرسمية». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(الـحـزب الاشـتـراكـي) مـوجـود على الأرض، وسيتابع توزيع المساعدات من قبل الدولة على النازحي في مراكز الإيـواء، وإذا تطلّب الأمر تقديم المساعدات، فهو مستعدّ لذلك». وتحدّث أيضاً عن «وجود تنسيق مع (حزب الله) الذي وضع خطة متكاملة لدعم الناس فـــي بـــدايـــات أيـــــام الــــنــــزوح، وأعــتــقــد أن ذلــك يجري بالتعاون مع أجهزة الدولة». أمـــــا حـــــزب «الـــــقـــــوات الـــلـــبـــنـــانـــيـــة»، فـا يـمـلـك الإمــكــانــات والـــقـــدرات الـكـافـيـة لإغـاثـة النازحي وإيواء جزء منهم، لكنه يسعى إلى تخفيف أعـبـاء الــنــزوح فـي مناطق وجـــوده، عـــلـــى حـــــدّ تــعــبــيــر رئـــيـــس جـــهـــاز الـــتـــواصـــل والإعـــــام فــي «الـــقـــوات» شــــارل جــبــور، الــذي قـــال فــي تـصـريـح لـــ«الــشــرق الأوســــــط»: «مـن خـــــال وجــــودهــــا فــــي قـــــرى جـــنـــوبــيـــة، قــامــت (الـــقـــوات الـلـبـنـانـيـة) بـواجـبـهـا فــي مـسـاعـدة عـــائـــات نــزحــت مـــن بـــلـــدات حـــدوديـــة، والآن سـنـحـاول تـقـديـم الــدعــم الإنـسـانـي عـلـى قـدر استطاعتنا»، عــادّاً أن «إيـــواء النازحي يقع بالدرجة الأولى على عاتق الدولة، ومن غير المقبول تـرك اللبنانيي لقدرهم، كما حصل مــع الفلسطينيي فــي غـــــزّة». وحــمّــل جبور «حزب الله» مسؤولية «ما آلت إليه الأمور». وقـــال: «الـفـريـق الــذي اتخذ قــرار الـحـرب ولم يأبه لمصير الناس، كان الأجدر به قبل إعلن الحرب وضع خطّة لمواجهة آثار هذه الحرب وتداعياتها، وحماية المدنيي من بيئته ومن جميع المكونات اللبنانية، وهـذا لم يحصل للأسف». بيروت: يوسفدياب

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky