issue_16694

6 لبنان NEWS Issue 16694 - العدد Monday - 2024/8/12 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT «يونيفيل»: نستمر بالعمل للتهدئة والحد من التوترات على الأرض مواجهاتجبهة جنوب لبنان في امتحانردّ «حزبالله» المنتظر شـهـدت المــواجــهــات بــن «حـــزب الـلـه» وإسرائيل تصاعداً في طبيعة العمليات، خـــال الــســاعــات الأخـــيـــرة، وتــحــديــداً بعد اســـتـــهـــداف الــجـــيــش الإســـرائـــيـــلـــي، مــســاء السبت، عاصمة الجنوب صيدا، واغتيال المـــســـؤول الأمـــنـــي فـــي مـخـيـم عـــن الـحـلـوة لــاجــئــن الـفـلـسـطـيـنـيـن، ســـامـــر الـــحـــاج، وهو ما ردّ عليه «الحزب» من خلل هجوم بـأسـرابٍ من المُـسـيّـرات على قاعدة محفاة ألــون، جنوب غربي مدينة صفد، ليعود، صـبـاح الأحـــد، ويـنـفّـذ عـــدداً مـن العمليات ضد مواقع عسكرية. أتـى ذلـك فـي وقـت جــدّد فيه المتحدث الـرسـمـي بـاسـم قـــوات «يونيفيل»، أنـدريـا تـيـنـنـتـي، تـأكـيـد «اســتــمــرار الـعـمـل بشكل وثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية لتهدئة المواقف والحد من التوترات على الأرض». وشــــدّد، فـي تـصـريـح، لــ«الـوكـالـة الوطنية للإعلم»، على أن «يونيفيل تُواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلّحة اللبنانية، ولم يتغير شيء في هذا الصدد». امتحان لردّ «حزبالله» المرتقب؟ وفـي حـن لا يــزال الترقب سيّد الموقف لما سيكون عليه ردّ «حزب الله» على اغتيال القيادي فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، يضع رئيس «مركز الشرق الأوسط والــخــلــيــج لـلـتـحـلـيـل الــعــســكــري- أنــيــجــمــا»، ريــــاض قــهــوجــي، عـمـلـيـة «حــــزب الـــلـــه» على قــــاعــــدة مـــحـــفـــاة ألـــــــون فــــي خــــانــــة «امـــتـــحـــان (حزب الله) للدفاعات الإسرائيلية». ويقول، لـ«الشرق الأوســط»: «إن عملية الاغتيال في صيدا لا تعني توسعاً جغرافياً بحيث إنها تـــأتـــي ضــمــن إطـــــار عـمـلـيـات الاغـــتـــيـــال الـتـي تطول قادة (حماس) و(حزب الله) في لبنان، إنما رد (حــزب الـلـه) بهجوم المُـسـيّـرات على قـــاعـــدة مـحـفـاة ألـــــون» جــنــوب غــربــي مدينة صــفــد، يــهــدف إلــــى إظـــهـــار قـــــدرات (الـــحـــزب) لـــاخـــتـــراق الـــعـــمـــيـــق، وامـــتـــحـــان لــلــدفــاعــات الإســرائــيــلــيــة، وكـيـفـيـة تـعـامـلـه مــع الـضـربـة الكبيرة المرتقبة رداً على اغتيال شكر». وكــــان «حــــزب الـــلـــه» قـــد أعـــلـــن، الـسـبـت، أنه شنّ هجوماً جوياً بأسراب من المُسيّرات الانـــقـــضـــاضـــيـــة عـــلـــى قــــاعــــدة مـــحـــفـــاة ألـــــون، جنوب غربي مدينة صفد؛ رداً على اغتيال مــــســــؤول أمـــــن حـــركـــة «حــــمــــاس» فــــي مـخـيـم عـن الـحـلـوة للجئي الفلسطينيي، سامر الحاج. وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، «القضاء» على سامر الحاج، معرّفاً عنه بأنه كـــان «قــائــد الــقــوة العسكرية فــي مخيم عي الحلوة بمنطقة صيدا». وكـــانـــت هــــذه المـــــرة الأولــــــى يـــشـــنّ فيها ســاح الـجـو الإسـرائـيـلـي غـــارة داخـــل مدينة كم عن الحدود، 50 صيدا، التي تبعد نحو منذ بدء التصعيد مع «حزب الله». وأشار الإعلم الحربي، التابع للحزب، إلـــى أنــهــا «المـــــرة الأولـــــى» الــتــي يــجــري فيها اســـتـــهـــداف هــــذه الـــقـــاعـــدة، مــنــذ بــــدء تــبــادل القصف عبر الـحـدود بي لبنان وإسرائيل، في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بي الدولة العبرية وحركة «حماس» الفلسطينية. وعـــلـــى أثـــــر الـــهـــجـــمـــات الـــتـــي حـصـلـت، ذكــــــــرت صـــحـــيـــفـــة «يـــــديـــــعـــــوت أحــــــرونــــــوت» الإســـرائـــيـــلـــيـــة، أن حــــرائــــق انـــدلـــعـــت، مــســاء مـــراكـــز بـالـجـلـيـل والـــجـــولان، 5 الــســبــت، فـــي وذلــك على أثـر سقوط شظايا مـن صواريخ اعتراضية جـرى إطلقها، تزامناً مع دخول طـــائـــرات مُـــســـيّـــرة، مــصــدرهــا لــبــنــان، سـمـاء المستوطنات الإسرائيلية. كسر لقواعد الاشتباك ويـــلـــفـــت قـــهـــوجـــي إلـــــى أن هـــنـــاك حــالــة اشتباك قائمة بـن «حــزب الـلـه» وإسـرائـيـل، وما يحكى عن ردّ مرتقب سيكون ضمن هذه الـحـرب المستمرة مـع كسر قـواعـد الاشتباك الـــتـــي وضـــعـــهـــا الــــحــــزب، مـــوضـــحـــ «بــعــدمــا كــــان الـــحـــزب قـــد وضــــع هــــذه الـــقـــواعـــد، قـــرر، اليوم، أن يكسرها ويردّ بطريقة مضاعفة»، لافتاً، في المقابل، إلى المعلومات التي تشير إلـــى أن «حــــزب الـــلـــه» أُبـــلـــغ بـــأن ردّ تـــل أبـيـب ســيــكــون كــبــيــراً ومــفــتــوحــ ، وهــــو مـــا تـتـركـز عـلـيـه المـــفـــاوضـــات مـــع الــجــهــود الــتــي تُـــبـــذَل، وتحديداً من قِبل إيــران؛ لعدم الانـجـرار إلى حـــرب كـبـيـرة، لـكـن لا يـبـدو أن الأمــــور تسير كما تريده طهران، وهو ما تعكسه المؤشرات الـــســـيـــاســـيـــة والـــعـــســـكـــريـــة، إضــــافــــة إلـــــى أن الإسرائيلي استعدّ عسكرياً وشعبياً ونفسياً لحرب طويلة، وإشارة الانطلق ستكون من قِبل طهران و«حزب الله»، مضيفاً: «وهؤلاء الـاعـبـون، وتحديداً الإيــرانــي، لـم يعد قـادراً على الـتـراجـع، بعدما دخـلـوا فـي لعبة أكبر من تلك التي خططوا لها». إصابةراع شهدت جبهة الجنوب هـدوءاً حذراً، خــــــال ســـــاعـــــات الــــصــــبــــاح الأولــــــــــى، قـبـل أن يــعــلــن إصـــابـــة راعـــــي أغـــنـــام بـــجـــروح، جــــــرّاء رشـــقـــات نـــاريـــة أطــلــقــتــهــا الـــقـــوات الإسـرائـيـلـيـة. وذكـــرت «الـوكـالـة الوطنية لـــ عـــام» أن رشــقــات نــاريــة أُطـلـقـت على أطــراف الـوزانـي، ما أدى إلـى إصابة راع، وجرى نقله إلى المستشفى للعلج. كـمـا أعـلـن مـركـز عمليات الــطــوارئ، التابع لوزارة الصحة العامة، «استشهاد مواطن، الأحد، في مستشفى جبل عامل، مـتـأثـراً بــجــروح بليغة أُصــيــب بـهـا، قبل أيــــام، فــي غــــارة لـلـعـدو الإســرائــيــلــي على بلدة بيت ليف». واســــتــــهــــدف الـــقـــصـــف الإســـرائـــيـــلـــي حــــي الــــطــــراش فــــي مـــيـــس الـــجـــبـــل وبـــلـــدة محيبيب، كما أغارت مُسيّرة بصاروخي على بلدة الطيبة قضاء مرجعيون، وفق «الوطنية». من جهته، أعلن «حــزب الله» تنفيذ عــدة عمليات عسكرية استهدفت مراكز عسكرية، وقـــال، فـي بيانات متفرقة، إن مُقاتليه استهدفوا موقع المـرج بقذائف، و«نـــقـــطـــة تــمــوضــع لــجــنــود إسـرائـيـلـيـن فــــي مـــوقـــع الــــــراهــــــب»، وتـــجـــمـــعـــ لــجــنــود إسرائيليي في محيط موقع بركة ريشا، وتـجـمـعـ آخـــر فـــي مـحـيـط ثـكـنـة مـيـتـات، إضــــافــــة إلـــــى «الـــتـــجـــهـــيـــزات الـتـجـسـسـيـة فـي مـوقـع المالكية بمحلقة انقضاضية، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها». ومــســاء أفــــادت مـعـلـومـات عــن مقتل عـــنـــصـــريـــن مـــــن «حــــــــزب الـــــلـــــه» فـــــي غـــــارة إسـرائـيـلـيّـة اسـتـهـدفـت دراجــــة نــاريــة في بلدة الطيبة في جنوب لبنان. إشكال في الجنوب وفي وقتٍ يعيش فيه لبنان على وقع «الحرب المرتقبة»، التي أدت إلى تهجير ومـغـادرة معظم سكان الـقـرى الحدودية إلـــى مـكـان أكـثـر أمــنــ ، سـجّـل إشــكــال بي نازحي من بلدة عيتا الشعب الحدودية وعناصر في «حزب الله» ببلدة طورا في قضاء صـور. وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر قيام عــــدد مـــن الــشــبــاب (يــنــتــمــون إلــــى «حـــزب الله» وفق ما أفادت المعلومات)، بالاعتداء بالضرب على مجموعة من الأشخاص. وأشــــــارت المــعــلــومــات المـــتـــداولـــة إلــى خــــافٍ سُـــجّـــل بـــن عــائــلــة مـــن آل ســــرور، مـــــن عـــيـــتـــا الـــشـــعـــب نــــزحــــت إلــــــى طــــــورا، وبـــن مـــســـؤول «حــــزب الـــلـــه» فـــي الـبـلـدة، وأدى إلـــى إشــكــال واعـــتـــداء المــســؤول في «الــــحــــزب» عــلــى رب الــعــائــلــة بــالــضــرب، وتـــهـــديـــده لإخــــراجــــه مـــن المــــنــــزل، قــبــل أن يتطور الإشــكــال ويــشــارك فيه عــدد أكبر مـــن الأشــــخــــاص، ومــــن ثـــم تـــدخـــل قــيــادة «الحزب» للتهدئة. وتعليقاً منه على ما حصل، أصدر رئيس بلدية عيتا الشعب، محمد خليل ســـرور، بياناً استنكر فيه «التعدي على أبناء عيتا الشعب المقيمي فـي بلدة طــورا مـن قِبل بعض الأهـالـي»، مـــذكّـــراً إيــاهــم بـــ«أنــنــا فــي بـلـدتـنـا نسكن بيوتاً ونملك أرزاقـ ، ولسنا حفاة، وكفى تعنيفاً بأهلنا الشرفاء». بيروت: كارولين عاكوم جندي إسرائيلي يتقصى الأضرار فيسيارة أصيبت بشظايا صواريخ أطلقها «حزبالله» من جنوب لبنان (رويترز) الجيشالإسرائيلي يستهدفعاصمة الجنوب صيدا لأول مرة منذ بداية التصعيد شعارات «بيكفّي ــ تعبنا» و«ما بدنا حرب» تنتشر في لبنان... ولا أحد يتبنّاها ظهرت في بعض الشوارع اللبنانية لوحات إعلنية تحمل شعارات، منها «بيكفّي - تعبنا»، «ما بدنا حرب» (لا نريد حرباً)، انتشر أغلبها في المناطق المحسوبة على قـوى وأحــزاب المعارضة وبــعـــض أحـــيـــاء الــعــاصــمــة بـــيـــروت، تـعـبـيـراً عن حالة اعتراض على «حرب المساندة» التي فتحها «حزب الله» في جنوب لبنان، المرشّحة أن تأخذ الـبـلـد إلـــى حــــربٍ واســعــة فــي ظـــلّ ارتـــفـــاع وتـيـرة العمليات العسكرية بي إسرائيل و«حـزب الله» واغتيال قادة كبار من الحزب. اللفت في الأمر أن هذه الشعارات التي تثير غـضـب المــوالــن لـــ«حــزب الــلــه»، مــا زالـــت «يتيمة الأب»، إذ لـم تتبنّها أي مـن قـوى المـعـارضـة، ولا حتى المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية التي تنادي دوماً بتحييد لبنان عن صراعات وحروبٍ لا يــقــدر عـلـى تـحـمّـل نـتـائـجـهـا وتـبـعـاتـهـا، لكن بغض النظر عمّن يقف خلفها، تعدّ المعارضة أن هذه الشعارات تمثل رأي معظم اللبنانيي. المعارضة: اعتراضاتطبيعية ويعدّ قيادي في المعارضة اللبنانية، أن هذه الشعارات «تمثّل رأي السواد الأعظم من الشعب اللبناني، بكل طوائفه ومناطقه وانـتـمـاءاتـه». ويـــــــرى فـــــي تـــصـــريـــح لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســــــــــط» أن «الـــضـــحـــايـــا الــــذيــــن يُـــقـــتَـــلـــون جــــــراء الــعــمــلــيــات الإســـرائـــيـــلـــيـــة، يـــســـقـــطـــون قــــرابــــن عـــلـــى مــذبــح المشروع الإيـرانـي، وليس على طريق القدس أو دفاعاً عن فلسطي». ويقول القيادي الذي رفض ذكر اسمه: «من الطبيعي أن ترتفع الأصـــوات الاعتراضية أكثر فأكثر، وهذا موقف كلّ الرافضي للخيارات التي اتخذها الـحـزب وجـــرّ لبنان إلـيـهـا»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «البيئة الشيعية التي كانت تغفر كل أخطاء (حزب الله)، بدأت حالة التململ تظهر لديها، بعد أن تسبب الـحـزب فـي تدمير بــيــوتــهـا ومــقــتــل أبــنــائــهــا وتــهــجــيــرهــم، وأثــبــت عقم سرديته بأنه وحــده الـقـادر على حمايتهم وحماية البلد». ولا يختلف اثنان في لبنان على مبدأ العداء لإسرائيل، وأن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعرب والمسلمي، لكنّ ثمّة خلفاً حقيقياً حيال تفرّد فريق وحده بجرّ البلد إلى الحرب. ويسأل القيادي في المعارضة: «لمــاذا تُفتح جبهة لبنان دون سواها من الجبهات الأخرى؟ لماذا أعفى نصر الله إيران وسوريا من مسؤولية الانخراط في الحرب مع إسرائيل؟ هل يعقل أن يبقى لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإيرانية مع الـولايـات المتحدة والــغــرب؟»، عـادّاً أن «الأضرار التي لحقت بالمؤسسات السياحية، وضــــرب المــوســم الـسـيـاسـي بـالـغـة ولا تــعــوّض، بينما الحكومة مستقيلة من مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني ومصالحه ومستقبل أبنائه». «حزبالله»: حملة تخدم العدو ومـــا يثير غـضـب بيئة الــحــزب ومــؤيــديــه أن هذه الحملة تأخذ صدى في الإعلم الإسرائيلي، الذي يرى فيها وسيلة للتأثير في الحزب، وتشكّل ضغطاً داخلياً عليه حتى لا يتسبب بدمار لبنان. ويــــؤكــــد مــــصــــدر مــــقــــرب مــــن «حـــــــزب الـــلـــه» لــ«الـشـرق الأوســــط» أن هـنـاك «جـهـات معروفة تقف وراء هذه الحملة وتروّج لكذبة أن الحزب يــــريــــد الــــحــــرب ويــــأخــــذ الـــبـــلـــد إلــــــى الـــــخـــــراب»، مــشــيــراً إلــــى أن هــــذه الـحـمــلــة «الـــتـــي بـــــدأت في الـــطـــرقـــات وتـــرافـــقـــت مــــع انـــتـــشـــار واســــــع عـلـى وسائل التواصل الاجتماعي تخدم، عن قصد أو غير قصد، العدو الـذي يضمر الشر للبنان واللبنانيي». ومع أن هذه الحملة بقيت مجهولة الهوية، فإنها تحظى بمتابعة عبر وسـائـل التواصل الاجتماعي، وتفاعل واسع من الجمهور. بيروت: يوسفدياب السياسات النقدية تنجح في تأمين استقرار الليرة اللبنانية رغم المخاوف من الحرب جهود لبنانية لحفظ قنوات التواصل المالي مع الخارج تـحـتـفـظ الـــســـيـــاســـات المـــتـــشـــددة لإدارة الـسـيـولـة النقدية التي ينفذها البنك المركزي اللبناني بحصانة ملحوظة في صدّ المضاربات على العملة الوطنية، رغم قتامة الأوضاع العامة في الداخل، والمخاوف المتصاعدة من توسع المواجهات العسكرية المتركزة على الحدود الجنوبية، التي أدت إلى خسارة محققة لتدفقات وازنة بالعملت الصعبة، نظراً إلى الانكماش الحاد لأنشطة القطاع السياحي في ذروة الموسم الصيفي. وتتركز جـهـود السلطة النقدية فـي هــذه المرحلة الــحــرجــة، حـسـب مـــصـــادر مـصـرفـيـة مـعـنـيـة ومـتـابـعـة، على عزل خطوط تواصل القطاع المالي مع الخارج عن أي مـسـتـجـدات، حـربـيـة كـانـت أو مـهـنـيـة، لا سيما مع شبكة الـبـنـوك العالمية المـراسـلـة، توخياً لمنع الانـــزلاق إلـى ارتباكات مؤذية تصيب حركة التحويلت المالية عـبـر الـــحـــدود، ويـتـمـدّد ضــررهــا الأقــســى إلـــى منظومة الاستيراد والتصدير وخطوط الإمداد بالمواد الأساسية والمحروقات وسواها. ووفـــق المـعـلـومـات المـتـقـاطـعـة فــي أوســــاط القطاع المـــالـــي، فـــإن مــســؤولــن فـــي الـحـكـومـة وحـاكـمـيـة البنك المــركــزي يـــبـــادرون إلـــى نـقـل الــصــورة الـواقـعـيـة إلـــى من يعنيهم الأمـــر داخـلـيـ وخــارجــيــ ، ويـــركـــزون بـالأخـص على ضرورات الأخذ في الاعتبار والتقييم لأحوال البلد الاستثنائية، ومــا ينجم عنها مـن تـداعـيـات فـي إدارة القرارات الاقتصادية، سواء بسبب المستجدات المرتبطة بـــالأعـــمـــال الــحــربــيــة المــتــواصــلــة عــلــى مــــدار يــقــتــرب من ختام عام كامل، أو تلك الناتجة بالأساس عن انفجار الأزمـات النقدية والمالية، وكارثة انفجار مرفأ بيروت، واســــتــــطــــراداً، واقـــــع الــخــلــل المــشــهــود فـــي إدارة الـــدولـــة وحضورها جراء الفراغات الدستورية وشلل الإدارات العامة وعدم انتظام المؤسسات. قلق من «القائمة الرمادية» وإذ تـــتـــولـــى الـــحـــكـــومـــة المــــهــــام ذات الــطــابــع الــســيــادي سـيـاسـيـ واقــتــصــاديــ ، يـشـيـر مـسـؤول مـصـرفـي فـــي اتـــصـــال مـــع «الـــشـــرق الأوســــــط» إلـى حساسية حشر القرار النقدي المركزي بي حدي احتمالات اتساع الحرب وما تستوجبه من تدابير طـــارئـــة، وبــــن ضــــــرورات اســتــكــمــال المــســاعــي مع المرجعيات المالية الدولية للمعاونة في استمرار انسياب المعاملت المالية عبر القنوات المعتمدة، بـعـدمـا تـــأكـــدت مـــن كـــفـــاءة الــقــطــاع المـــالـــي المحلي وصـرامـتـه فــي تطبيق المـعـايـيـر الـدولـيـة فــي منع مرور أي عمليات مشبوهة. وليس خافياً، وفق المسؤول، ارتفاع منسوب القلق في أوساط البنك المركزي والجهاز المصرفي مـن ترجيح احتمال إقـــدام مجموعة العمل المالي الـــدولـــيـــة فــــي الـــخـــريـــف المـــقـــبـــل، وبـــعـــدهـــا بـالمـثـل المــجــمــوعــة الإقــلــيــمــيــة، عــلــى إدراج لــبــنــان ضمن القائمة «الرمادية» للبلدان التي تعاني قصوراً في منظومة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بذريعة أن السلطات غير المالية استنفدت المهل الزمنية الممنوحة للبلد مـن دون اتـخـاذ مـا يلزم من تعديلت قانونية وتدابير تنفيذية وإجرائية مكمّلة بالضرورة لاستجابة القطاع المالي. وبـــالـــنـــتـــيـــجـــة، لــــم يــــتــــردد الـــحـــاكـــم بـــالإنـــابـــة وسيم منصوري في الإفصاح بـ«أننا نجحنا في شـراء الوقت، لكننا نخشى استنفاد كل المهل ما لـــم نـسـتـجـب لـبـعـض المـتـطـلـبـات الأســاســيــة الـتـي تطمئن نسبياً الهيئات الإقليمية والدولية»، علماً بأن لبنان عانى سابقاً من هذه التجربة، وعمدت سلطاته إلى إنشاء منظومة متكاملة أفضت إلى إلغاء تصنيفه ضمن لائحة الـدول غير المتعاونة .2002 في محاربة تبييض الأموال منذ العام إجراءات منصوري واستتباعاً، فــإن هيئة التحقيق الخاصة الــتــي يــرأســهــا مــنــصــوري تـــواظـــب عــلــى تــزويــد المــجــمــوعــتــن الـــدولـــيـــة والإقــلــيــمــيــة بــالــوثــائــق والمستندات ذات الصلة بمعالجة أوجه القصور، لا سيما المحقق بينها لجهة إصـــدار الــقــرارات الــخــاصــة بتجميد حــســابــات عــائــدة لمـسـؤولـن كبار سابقي وحاليي في قطاعات مدنية وغير مـدنـيـة، والمـنـشـود تحقيقه وفــق جـــداول زمنية مـــحـــددة بــالــتــعــاون مـــع الـسـلـطـتـن الـتـشـريـعـيـة والتنفيذية، فضلً عن موجبات تطوير إجراءات الاستجابة لدى القضاء والمحاكم وكتاب العدل وسواهم من مكونات السلطة القضائية. ويـــــنـــــدرج فــــي هــــــذا الـــســـيـــاق إعـــــــان هـيـئـة التحقيق الخاصة في تقريرها السنوي أنّ عدد حــــالات غــســل (تــبــيــيــض) الأمــــــوال المــشــتــبَــه بها حـالـة خــال العام 527 فـي لبنان قـد وصــل إلــى فـــي المـــائـــة مــصــدرهــا 80 المــــاضــــي، مــنــهــا نــحــو في المائة عائدة لجهات 20 جهات محليّة، ونحو أجنبية. حـالـة، 495 وقــامــت الـهـيـئـة بالتحقيق فــي حالة أخـرى قيد الـدراسـة. وتبعاً 32 فيما أبقت لذلك، أَمَرَت السلطات القضائية في لبنان برفع 81 حـالـة، مـوزعـة بـن 96 السريّة المصرفيّة عـن حالة ذات مصدر 15 حالة ذات مصدر محلي، و أجنبي. أمّـــا بالنسبة لتوزيع حـــالات غسل الأمـــوال وفــــــق الـــــجـــــرم الأصــــــلــــــي، فــــــــإنّ حــــــــالات «تــــجــــارة المخدّرات» شكّلت الحصّة الأكبر لشبهات غسل في 21.5 حالة، وبنسبة بلغت 89 الأموال بواقع المــائــة مــن الإجــمــالــي، تبعتها حـــالات «الـفـسـاد» في المائة، وبعدها 11.84 حالة، وبنسبة 49 بعدد في المائة، 11.59 حالة تمثل 48 «التزوير» بعدد حـــالـــة تــقــع تــحــت شــبــهــات «الإرهــــــــاب أو 39 ثـــم في المائة. 9.42 تمويل الإرهاب» بنسبة بلغت وبحسب التوزيع الجغرافي للإبلغات التابعة لحالات غسل الأموال في لبنان خلل بلغاً 95 العام الماضي، فإن أغلبها، أي نحو فـــي المـــائـــة كــانــت مـتـمـركـزة في 57.2 بـنـسـبـة الـعـاصـمـة، تلتها منطقة جـبـل لـبـنـان بعدد بلغاً، 17 بلغاً، وبعدها الشمال بواقع 29 بلغات، وختاماً الجنوب 9 ثم البقاع بعدد بلغات. 7 بعدد بيروت: عليزين الدين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky