issue_16694

الثقافة CULTURE 18 Issue 16694 - العدد Monday - 2024/8/12 الاثنين الروائي والشاعر الفلسطيني يقول إن متعته تكمن في ابتكار أشكال جديدة رواية 100 إبراهيم نصرالله: ما يحدث في غزة أكبر من يضع الــروائــي والـشـاعِـر الفلسطيني إبــــــراهــــــيــــــم نـــــصـــــر الــــــلــــــه ســـــــرديـــــــة الـــــوطـــــن الــفــلــســطــيــنــي فــــي قـــلـــب مـــشـــروعـــه الأدبـــــي المُـتـراوح ما بين الكتابة الأدبية والشِعرية والنقدية، منذ ديوانه الأول «الخيول على مـشـارف المـديـنـة»، مـــروراً بملحمة «الملهاة 250 الـفـلـسـطـيـنـيـة» الـــتـــي تـــــروي أكـــثـــر مـــن عاماً من التاريخ الفلسطيني، حتى أحدث أعماله «مصائد الرِياح». ) في عمان بالأردن 1954( وُلد نصر الله لأب وأم فلسطينيين هُجِرا من قرية البريج ، وتُـــوّجـــت أعــمــالــه بـالـعـديـد من 1948 عـــام الجوائز الأدبية، أبرزها «البوكر العربية» الـتـي تـرشـح لها أكـثـر مـن مــرة ونـالـهـا عام عــن روايـــتـــه «حــــرب الـكـلـب الـثـانـيـة»، 2018 كما فـاز بجائزة «كـتـارا» مرتين الأولــى عن روايـتـه «أرواح كليمنجارو» والثانية عن «دبابة تحت شجرة عيد الميلاد»، كما نال جـائـزة «سلطان العويس للشعر العربي» . هــنــا حـــــوار مــعــه حــــول روايـــتـــه 1997 عــــام الجديدة وتجربته الأدبية. انتهيت من روايتك الجديدة هل يمكن أن > تحدثنا عن ملامحها؟ - الـــــروايـــــة الــــجــــديــــدة ضـــمـــن مـــشـــروع «الملهاة الفلسطينية» وواحـــدة مـن ثلاثية أطلقتُ عليها اسم «ثلاثية الـرّاوي العَليم» بـــقـــدر مـــا هـــي مــعــنــيّــة بــحــالــنــا الــــيــــوم، هي مـعـنـيّـة بــتــاريــخ الــبــشــر، وكـــل روايـــــة منها مستقلة تماماً عن الروايات الأخرى. أحـــــــــداث هــــــذه الــــــروايــــــة الــــتــــي تـحـمـل اســـم «مــصــائــد الــــرّيــــاح» تـتـشـكـل مـــن ثـ ثـة ، في كل 2021 وعام 1936 مسارات بين عام مـن فلسطين وبريطانيا والـعـالـم العربي، وتـــلـــعـــب فــيــهــا الـــنـــســـاء والـــخـــيـــول الأدوار الرئيسية، وكـلّ ذلك عبر علاقة حب تُشكّل الخيطَ الـنّـاظـم لـهـذه المــســارات، وستصدر عـــن «الــــــدار الـعـربـيـة لـلـعـلـوم» فـــي بــيــروت، وطبعة فلسطينية خاصة عن دار «طباق». تـــتـــزامـــن روايــــتــــك الـــجـــديـــدة مــــع الـــوضـــع > الـــكـــارثـــي الــــــذي تـــمـــرّ بــــه فــلــســطــن مـــنـــذ أكــتــوبــر (تشرين الأول) الماضي، كيف تؤثر المستجدات اليومية في متنك الأدبي بشكل أو بآخر؟ - هــذه الــروايــة بـــدأتُ بكتابتها أواخــر ، وكــــانــــت كــتــابــتــهــا الأولـــــــى قـد 2021 عـــــام ، بـالـتـالـي كــانــت خـــارج 2022 أنـــجـــزت عـــام مـــا يــحــدث الآن. هــــذا الـــعـــام كــنــت منشغلاً بكتابتها الثالثة. لكن مـا يــدور أثّــر تماماً على كل شيء في حياتنا، وكان الشِعر هو الأقـــرب للتعبير عـن هـــذا، وقــد كتبتُ عـدداً مــن الـقـصـائـد الـتـي سـتـصـدر بالإنجليزية بترجمة لهدى فخر الدين الشهر المقبل في أمــيــركــا بــعــنــوان «فـلـسـطـيـنـي»، وسـتـصـدر فـي فلسطين بعنوان «مـريـم غـــزة»، وقـد تمّ تحويل هذه القصيدة إلى عمل سيمفوني غنائي شعري من قِبل «معهد إدوارد سعيد الـوطـنـي للموسيقى» فــي الــقــدس، ولحّنه المـــوســـيـــقـــار الــفــلــســطــيــنــي ســهــيــل خـــــوري، وسـتـقـدم الفنانة التونسية غالية بنعلي قصيدة «فلسطيني». على مدار مشروعك الأدبي، وأنت تنحاز > لـتـصـويـر شـخـصـيـاتـك بـعـيـداً عــن الـتـنـمـيـط، فلا هو طفل الحجارة، ولا هي المـرأة التي تزغرد في جنازة ابنها، بل نرى شخوصك ممتلئي بالحياة. حدثنا عن هذا الاختيار في ضوء نظرتك الخاصة لأدب المقاومة. - فــي ظـنّـي أن مــن ينظر إلـــى الإنـسـان عبر زاويــة واحــدة فإنه لن يـرى منه شيئاً، في الأدب علينا أن نرى الإنسان في صفاته كلها، ويكفي أن ننظر بصدق إلـى أنفسنا لــكـــي نــتـــأكــد مــــن أنـــنـــا هــــكــــذا، أو كــمــا جـــاء فــي قـصـيـدة «فـلـسـطـيـنـي»: « أنـــا كـــلّ هـذي الـعـنـاصـر يــا ربّ: نــــارٌ تــــرابٌ وريــــحٌ ومــــاءٌ/ وخامسها وجعٌ لا تراهُ الأغاني الضّريرةُ/ سـادسـهـا أن أكــــونَ وحـــيـــداً، وسـابـعـهـا مُــذْ ذُبِحْتُ: دماءٌ». لحسن الحظ أنّ هذا ما توصّلتُ إليه مبكراً في تجربتي الأدبية وأنا أتأمّل كثيراً من التجارب الفلسطينية. طفل المُخيم الذي كُنتَه يسكن في شِعرك > وروايـاتـك، ومنحته صوتاً مركزياً في «طفولتي حـتـى الآن». لمــــاذا لــم تكتبها ســيــرة ذاتــيــة بحتة واخــتــرت فــي المـقـابـل أن تـمـزج فيها بــن السيرة وفن الرواية؟ - «طــــفــــولــــتــــي حــــتــــى الآن» مـــــن أكـــثـــر الــــــروايــــــات قــــربــــ إلــــــى قـــلـــبـــي، وســـعـــيـــد أن قــلــوب الـــقـــراء احـتـضـنـتـهـا بـمـحـبـة رائــعــة. لقد تعمّدتُ أن أكتبها روايــةً حتى لا أكون «بطلها» الوحيد، فالسيرة الذاتية تلتهم الآخــريــن عــــادة، ولـــذا عـمـلـتُ عـلـى كتابتها بمنطق الـــروايـــة لـكـي أتــيــح لـكـل مــن أثـــروا في حياتي أن يكونوا معي من أول الرواية حـــتـــى آخــــــرهــــــا، وبـــعـــضـــهـــم أعـــــــــدّه بـطـلـهـا الفعلي، مثل نور والأمّ. كنت أسعى لتذويب الأنا ودفْعها للخلف. مــا الـــذي منحته الـهُـويـة والـبُـعـد الأردنــــيّ > لمــــشــــروعــــك الأدبــــــــــي، ولــــــزاويــــــة رؤيـــــتـــــك الأدبــــيــــة لفلسطي؟ - عـــشـــت حـــيـــاتـــي كـــلـــهـــا فـــــي الأردن، بالتالي عشت الأردن وكل ما مرّ به، لذا كان مشروع «الشرفات» المكوّن من عشر روايات حتى الآن مكرّساً بدرجة كبيرة لهذه الحياة الـتـي عشتها هـنـا، وهــي روايــــات تحتضن الكثير أيضاً من حياتنا العربية. أثــار إطـ قـك اســم «المـلـهـاة الفلسطينية» > المفارقة بي «الملهاة» وأعماق «المأساة» التاريخية لفلسطي. لماذا اخترت «الملهاة» عنواناً لهذا العمل الملحمي؟ - لـــيـــس مــــن الـــســـهـــل أن يُـــطـــلـــق كـــاتـــبٌ مشروعاً أدبيّاً طموحاً إلى هذا الحدّ، فأول ما يواجهه هو نفسه وسؤاله لهذه النفس إن كان سيستطيع القيام بمهمة شاقة، بل مرعبة، كهذه. هذا خوفي الأول، أما تعبير «الملهاة» بدل «المأساة»، فكنتُ أدرك أن هذا الأمــر ليس مشكلة، إذ سـيـدرك الـنـاس ذلك مع مرور الوقت، وهذا ما حدث. هـــل يـمـكـن اعـــتـــبـــار «المـــلـــهـــاة» مـشـروعـ > مفتوحاً، خصوصاً أنك سبق وذكرت أن علاقتك بـجـمـع وقـــــراءة الــشــهــادات والمـــرويـــات هــي عملية مُتواصلة ومستمرة؟ - المــشــروع لا ينتهي، فـمـا يـحـدث في روايـة، 100 غـزة منذ عشرة أشهر أكبر من ومـــا يـحـدث فــي الـضـفـة الـغـربـيـة لـيـس أقـل من هـذا. الشهادات استخدمتها في روايـة «زمـــــن الـــخـــيـــول الــبــيــضــاء» بـشـكـل خـــاص، و«دبابة تحت شجرة عيد الميلاد»، وكانت ضــروريــة لأنـهـا وضعتْني فـي الـجـو العام الذي كان يعيشه الناس، لكن ما استخدمته فـي المائة 15 مـن الـشـهـادات ليس أكـثـر مـن فعلياً، ولا تـوجـد أي شخصية كـامـلـة من الشهادات في الروايتين؛ كنت أريد أن أفهم الإيقاع النفسي لحياة الناس لأكتب نصاً غير بعيد عن هذا الإيقاع. أنت تقف على مسافة واحدة بي القضية > المُتمثلة في الـجـذور والـتـاريـخ، وبـن الفن الــذي لا تــتــوقــف فــيــه عـــن الــتــجــريــب والـتـخـيـيـل وتــراســل الفنون. حدثنا عن هذه التركيبة الأدبية. - لا يـمـكـن أن تــكــون مُـخـلـصـ لقضية ما، ككاتب، إن لم تكن مُدركاً وعارفاً لأفضل الــــطــــرق الـــتـــي يــمــكــن أن تُـــقـــدّمـــهـــا عــبــرهــا. «القضايا الفنية الكبيرة تحتاج لمستويات فنية كبيرة للتعبير عنها»، قـلـتُ هــذا في أول حوار صحافي معي وأنا في السادسة والــعــشــريــن مـــن عـــمـــري، ولــــم أزل متمسكاً بهذا، ثم إن الأدب فنّ بالدرجة الأولى، وإن لم يستطيع أن يكون فناً فهو لا شيء. كما أن متعتي الحقيقية هي ابتكار أشكال فنية جديدة، مثل أي مهندس لا يمكن أن يكون مهندساً إذا أمـضـى عـمـره مُــكــرّراً نموذجاً عمرانيّاً واحداً في كلّ مشروع ينفذه. ذكـــرت فـي لـقـاء لـك بالجامعة الأميركية > بالقاهرة أخيراً أن الدّور الذي قدمه غسان كنفاني بـعـمـلـه «رجـــــال تـحـت الــشــمــس» يــفــوق مـــا فعلته المؤسسات الفلسطينية والعربية منذ النكبة، لماذا؟ - بـــبـــســـاطـــة لأنــــهــــا روايــــــــة مــــتــــجــــدّدة، عابرة للذائقة المُتغيّرة، ومؤثرة في أجيال مــتــ حــقــة ومــكــتــوبــة بـــصـــدق كـبـيـر وفـنـيـة عالية. سبق وذكـرت على لسان أحد أبطالك أنه > «يُقاتل من أجل أّ يضيع حقه»، وضمن كلمتك فـي «الـبـوكـر» قلت «نـكـتـبُ لنهُز الـعـالـمَ لا لـنُـرَبّـت عليه»، مـن أيـن تستمدّ إيمانك بالكتابة بعد كل هذه الأعوام وسط موجات اليأس التي لا تهدأ؟ - أســــتــــمــــده مـــــن أنّ لـــــي هــــــذا الــــحــــقّ، ومـــــن إيـــمـــانـــي بـــــأن الـــبـــشـــر يــســتــحــقــون مـا هــــو أجــــمــــل، ومـــــن تــجــربــتــي المـــبـــاشـــرة مـع قــارئــاتــي وقـــرائـــي، ســــواء كـــانـــوا شـبـابـ أو مــا بـعـد الــشــبــاب، وســــواء كــانــوا يعيشون حياة عادية أو كانوا سجناء منذ عشرات السنوات فـي سجون دولــة الاحـتـ ل، ومن يقيني أن الكتب غيّرتني، ولولا قراءة كتب غيري لما كنتُ الشخص الذي أنا عليه الآن. أعمالك لا ينقطع فيها الجرس الموسيقي، > وتضمي لسير غنائية وتـراثـيـة، فهل صالحك الأدب على حلمك القديم الذي لم يتحقق بدراسة الموسيقى؟ - لـــكـــل عـــمـــل أدبــــــي إيـــقـــاعـــه الـــخـــاص، ومــن لا يستطيع العثور على إيـقـاع عمله ســيــتــعــثّــر كــثــيــراً أثـــنـــاء كــتــابــتــه. كــــلّ بـنـاء لأيّ عمل أدبـــي، شعري أو روائـــي، لـه بناء موسيقي لا يختلف عـن بناء أي مقطوعة مـــوســـيـــقـــيـــة، حــــتــــى الأمــــســــيــــة الـــشـــعـــريـــة، يجب أن تــتــدرّج قصائدها حسب هــذا من الـــبـــدايـــة لـلـنـهـايـة. هــنــا يــحــدث الــتّــصــالــح، كما أن تحويل كثير من أعمالي إلى أعمال موسيقية فيه مصالحة أيضاً، أو الأدق فيه استكمال. ســبــق وتــــوقّــــف تــحــويــل «زمـــــن الــخــيــول > البيضاء» إلى عمل سينمائي. هل هناك جديد في هذا المشروع؟ - لـأسـف كـانـت هـنـاك مـحـاولـتـان في الـفـتـرة الأخـــيـــرة، وبـــدا لــي أنـهـمـا جــادّتــان، لـــكـــنـــهـــمـــا فـــــي الـــلـــحـــظـــة الأخــــــيــــــرة قُـــوبـــلـــتـــا بعقبات، الأولـى سياسية، والثانية إداريّـة غير بريئة. لدينا أمثلة كثيرة في العالم العربي على > مبدعي هجروا الشِعر لصالح الرواية، هل تؤمن بأن هناك لحظات للشِعر ولحظات للرواية؟ - بـــالـــتـــأكـــيـــد، هــــنــــاك وقــــتــــان لــلــشِــعــر والرواية، معي على الأقل، لكن الشعر، حقًا، لا يغيب عن سردي، كما أن سردي لا يغيب عن شِعري، حتى أن عنوان قصيدة كتبتُها عن غزة حديثا اسمها «رواية قصيرة». ارتـــبـــطــت فـــي طــفــولــتــك بــــــالأدب الــعــالمــي، > فيكتور هوغو «البؤساء» على سبيل المثال، برأيك متى يمكن أن تصير الرواية الفلسطينية بعمقها الإنساني والمأسوي، وفنّياتها المتصاعدة، رواية عالمية؟ - هي رواية عالمية، مثل أي رواية تكتب في تشيلي، أو اليابان، أو أي مكان، الفرق أنـه لم يُتح للرواية الفلسطينية والعربية أيضاً أن تترجم كما تستحق. وماذا عن ترجمة كتبك؟ > إصــــــــداراً لـكـتـبـي 40 - هـــنـــاك حــــوالــــي بلغات مختلفة، هذا العام سيصدر عشرة كتب بلغات مختلفة. هل نجحت عبر سنواتك الطويلة في أن > تحتفظ بتكريس طقوس للكتابة؟ - دائـــمـــ كــنــتُ أكــتــب فـــي الـــنـــهـــار، ومــا أعمل 2016 زلتُ، ومنذ تفرّغي للكتابة عام ساعات يومياً، قـراءة وكتابة 8 في مكتبي وبحثاً. إبراهيم نصرالله القاهرة: منى أبو النصر من ينظر إلى الإنسان ًعبر زاوية واحدة فإنه لن يرى منه شيئا «كراساتسينمائية»: مراجعات نقدية لأفلام سعودية جديدة ثلاثية خلدون الشمعة صــــــدر الـــــعـــــدد الــــخــــامــــس مـــــن «كـــــراســـــات سـيـنـمـائـيـة»، وتــضــمّــن مــوضــوعــات مختلفة، شـــمـــلـــت مـــــراجـــــعـــــات نــــقــــديــــة لأحـــــــــدث الأفـــــــ م السعودية التي عُرضت في المهرجانات الدولية وفــي صـــالات الـعـرض، خــ ل الأشـهـر الماضية، ومواد تطرّقت إلى قضايا وظواهر في السينما الخليجية والعربية والعالمية، بالإضافة إلى ملف حــول تجربة المـخـرج الأمـيـركـي تيرنيس مـالـيـك، جـــاء بـعـنـوان «جـــد طـريـقـك مــن الظلمة إلـــى الـــنـــور»، وكـــذلـــك نــشــرت المـجـلـة سـيـنـاريـو فيلم «شجرة الحياة» لتيرنيس ماليك نفسه، وتـرجـمـه أزدشــيــر سليمان الـــذي شـــارك أيضاً فــــي كـــتـــابـــة المــــوضــــوع الأول فــــي المــــلــــف، الــــذي ترجم مـواده محمد علام. وقد خصّصت هيئة التحرير افتتاحية العدد وعنوانها «السينما السعودية حديث العالم» للتنويه بالخطوات المـهـمـة الـتـي قطعتها السينما الـسـعـوديـة في الأشــهــر الأخـــيـــرة، وفـــي مـقـدمـتـهـا إنــتــاج أفــ م مـهـمـة اسـتـقـبـلـهـا الـجـمـهـور والــنــقــاد بـحـفـاوة كـبـيـرة. وفـــي قـسـم «سـيـنـمـا ســعــوديــة» نطالع عـدداً من المــواد التي رصـدت المشهد السعودي الــــراهــــن فـــي الــســيــنــمــا، فـــي مــقــدمــتــهــا الـــحـــوار مــع المــخــرج عـلـي الكلثمي (أجـــــراه محمد عبد الـرحـمـن) وقـــال فـيـه إنـــه لا يـعـد نفسه مخرجاً حراً، وإنه يهمّه كثيراً أن يحب الجمهور فيلمه سنوات كاملة 6 «مندوب الليل»، الذي استغرق من التحضير، مشيراً إلى رغبته في تقديم عمل يظل حياً في ذاكرة الجمهور. وكـــتـــب الـــدكـــتـــور مــحــمــد الــبــشــيــر قـــــراءة فـي «مــنــدوب الـلـيـل» بـعـنـوان «لـيـل القضعاني وخيباته»، ذاهباً فيها إلى أن المشاهد سيصدم بذلك الليل الذي لا يعرفه في الشوارع الخلفية للمدينة. في حين أكد الفنان عبد المحسن النمر، فـي حـــواره مـع هـيـام بـنـوت، أنــه حـقّـق مـا يقدر عليه، وأنه ليس شغوفاً بالشهرة والنجومية، ووصـف تكريمه في مهرجان أفـ م السعودية بأنه ليلة عــرس. وكتب أحمد العياد عـن عبد المحسن النمر بوصفه «الممثل الأيقونة». وقارن خالد محمود بين فيلمي «حوجن» و«هجان»، مـــوضـــحـــ أن الــســيــنــمــا الـــســـعـــوديـــة تـــتـــجـــاوز الصورة المألوفة. وأجـــرى الـفـنـان إبـراهـيـم الـحـجـاج حــواراً مـــع أحــمــد عـــدلـــي، قـــال فـيـه إنـــه دخـــل التمثيل بالصدفة، وإنـــه يحضر لأعماله بشكل جيد، مــــؤكــــداً عـــلـــى أن الــســيــنــمــا الـــســـعـــوديـــة تـسـيـر بـخـطـى جـــيــدة، وأن جــــزءاً مـــن نــجــاح أي عمل يعتمد عـلـى الـتـسـويـق. وفـــي مـقـالـه عــن فيلم «نــورة» للمخرج توفيق الـزايـدي، كتب محمد رضـــا أن الـفـيـلـم حـكـايـة بـسـيـطـة ذات مــفــادات كـبـيـرة، مـشـيـراً إلـــى أن المــخــرج قـفـز مــن خلاله خطوتين إلى الأمام؛ الأولى كانت الانتقال إلى ميدان الفيلم الروائي الطويل، والثانية كانت دخول فيلمه مسابقة «نظرة ما» في مهرجان كـــان الـسـيـنـمـائـي. وكــتــب عـبـد الــلــه الـدحـيـ ن عن فيلمي «نـاقـة» و«مـنـدوب الليل» والعوالم الــســفــلــيــة فــــي المـــجـــتـــمـــع. ونـــطـــالـــع حـــــــواراً مـع ممدوح سالم، أجراه صادق الشملان، قال فيه سالم إن الشغف هو المحرك الأساسي لأي حلم. وكـــشـــف عـــمـــرو الـــعـــمـــاري، فـــي حـــــوار مع أمـنـيـة عــــادل، أنـــه مـشـغـول بـالـبـحـث عــن سبل جـــديـــدة لـصـنـاعـة الــــصــــورة. وذهـــبـــت الـفـنـانـة أضـــــوى فـــهـــد، فـــي حــــوارهــــا مـــع نـــــورة بــــدوي، إلـــى أن الـتـجـربـة المـتـنـوعـة الـتـي خاضتها في مجالات عديدة مكنتها من كسر الرهبة. ويرى المـــخـــرج عــبــد الــعــزيــز سـلـطــان أنــــه «مــــن المـبـكـر الـحـكـم عـلـى الإنـــتـــاج الــســعــودي». وكـتـب عمر محمد بــركــات عــن الاسـتـلـهـام فــي السينما... الــخــط الأحــمــر الــرفــيــع بــ الإبـــــداع والـتـقـلـيـد. وتـــطـــرقـــت تــغــريــد ســـعـــادة فـــي مـــقـــال لــهــا إلــى نــجــاحــات «ســـــوق مــهــرجــان الــبــحــر الأحـــمـــر»، وخـطـواتـه نـحـو الـــصـــدارة والـعـالمـيـة. ونطالع مـــقـــالـــ مـــهـــمـــ : «أحــــــــ م الــــعــــصــــر» وصــــــراع الأزمـنـة، ليزيد السنيد، و«مـقـام الحجاز على طريق (راء)»، لمشاعل عبد الله. وكتبت رانيا يـوسـف مـراجـعـة لـكـتـاب «السينما المستقلة» للناقد السعودي خالد ربيع. يــحــضــر اســـــم الـــنـــاقـــد الــــســــوري خـــلـــدون الـــشـــمـــعـــة بــــقــــوة، بـــمـــنـــاســـبـــة صـــــــدور طــبــعــات أعمال نقدية له، سبق أن صدرت 3 جديدة من طـــبـــعـــاتـــهـــا الأولـــــــــى بـــدمـــشـــق فـــــي ســبــعــيــنــات الـــقـــرن المـــاضـــي. صــــدرت الــثــ ثــيــة حــديــثــ عن «دار المـتـوسـط» بـمـيـ نـو، وحـمـلـت العناوين التالية: «الشمس والعنقاء» و«النقد والحرية» و«المـنـهـج والمـصـطـلـح»، هــذه الثلاثية النقدية تسعى متضافرة إلى بلورة معالم مرحلة لعب فيها الشمعة دوراً تأسيسياً، أسهم في تطوير الــجــهــاز المــعــرفــي والمـفـاهــيـمــي لـلـنـقـد الـعـربـي الحديث. حـدث ذلـك بالاستجابة لحافزَين؛ الأول: فحص واختبار وتفكيك أفكار سجالية أُثِيرت للتأكيد مجدداً على أن فاعلية هذه الأفكار ذات الطابع السجالي ليست معلّقة أو مؤجّلة الآن، بل ما زالت - في تقدير النقد العربي الراهن - .)closure( بعيدة عن مرحلة الغلق هــذه الثلاثية التأسيسية الــصــادرة قبل زهاء نصف قرن ترمي، من بين أمور أخرى، إلى تصحيح وتبئير وتصويب المفاهيم المراوِغة المتحكّمة بتجربة العلاقة بين الأدب والثورة فـي مـثـال الأدب العربي الـحـديـث، وخصوصاً العلاقة بين الأدب والأيديولوجيا السياسية، هـذه العلاقة التي يمكن وصفها بأنها علاقة ملتبسة. ويمكن إرجـاع هذا الالتباس، حسب الناقد، إلى «هيمنة ضرب من النقد الشعاري المـتـخـفّـي وراء دعــــاوى العلمية، الـتـي تنحدر ) تزييف Scientism( بــ حــــذر، عـلـى عـلـمـويـة العلم والـفـن مـعـ ». هــذه الهيمنة ذات الطابع الـــشـــعـــاري، وربـــمـــا الــطــابــع الــشــعــائــري، وهـــذا هو الأصح، تنظر إلى إدراج الأدب تحت مظلة العسكريتاريا المهيمِنة، بـوصـف ذلــك مسألة أيـديـولـوجـيـة مُــلــزِمــة، ولــكــن الأعـــمـــال النقدية التي نحن بصددها تُحاجِج بالقول: إن هناك الفنان الذي يرى في الأيديولوجيا شيئاً عليه مناهضته، وربما تفنيد إلزامه، لحماية عمله الفني من فقدان جوهره الجمالي. وهــــــــــــذا يــــعــــنــــي تــــقــــيــــيــــده بــــمــــتــــطــــلّــــبــــات أيــــديــــولــــوجــــيــــة، تــســتــمــد قـــوتـــهـــا مــــن هـيـمـنـة العسكريتاريا، وقـد تحوّلت إلـى سلطة الأمـر الــــواقــــع. وتــبــعــ لـــذلـــك تــســعــى ثــ ثــيــة الــنــاقــد خلدون الشمعة التأسيسية هـذه إلـى التأكيد عـــلـــى أن الـــعـــمـــل الـــفـــنـــي مـــنـــاهِـــض بـطـبـيـعـتـه لليديولوجيا. ما هي نقطة المحرق في هذه المناهضة؟ إنها «تكمن في محاولة تحطيم النظام القديم لـأفـكـار بــاســم نــظـام جــديــد، وفــضــً عــن ذلـك يمكن القول إن الفن مناهِض لليديولوجيا؛ لأن أحــــد جـــوانـــب طـبـيـعـتـه أنــــه يـكـشـف نـقـاط ضـعـف وأخـــطـــاء الـكـائـن الــبــشــري، عــوضــ عن كــونــه يـعـكـس نــظــامــ مـتّـسـقـ ومـتـمـاسـكـ من الكمال». إيـــضـــاحـــ لمــــا تــعــنــيــه الـــثـــ ثـــيـــة الــنــقــديــة بالعلاقة الملتبسة، يشبه الـنـاقـد الشمعة في توصيفه لـهـا: «عـقـم الشعارية الـتـي سيطرت عـــلـــى الـــنـــقـــد الـــعـــربـــي، وهـــــي شـــعـــائـــريـــة لأنــهــا مقدسة، وتشبه ساعة حائط، يذكر كيركغارد فـي مـعـرض سخريته مـن الـقـرن التاسع عشر أن بـنـدولـهـا ظــل يُــقــرع عـالـيـ ، ولـكـن عقربَيها كانا عاجزين عن تحديد الوقت». وهي صورة تـــبـــدو الـــيـــوم، حــســب الــشــمــعــة، أشــــد انـطـبـاقـ على مفهوم الثورة في الأدب العربي المعاصر منها على الفكر الأوروبـــي في القرن الماضي. ويتكشف ذلـك، كما ينبه الناقد، باستعمالنا لمصطلحات على غـرار الثورة والأيديولوجيا والالــــــتــــــزام الــــــذي يــعــنــي الإلـــــــــزام فــــي جـــوهـــره التطبيقي، وتلك المصطلحات التي تقرع عالياً كساعة الحائط المعطوبة دون أن تحدد وقتاً أو تشير إلى معنى. ويـخـلـصخـــلـــدون الـشـمـعـة مـــن ذلـــك إلـى الــقــول إن هـــذا المــؤشــر الـسـجـالـي فــي ثلاثيته المبكرة ربما يكشف ما عنته من حيث تفعيل حــراك نقد عربي مناهض لأصوليات القدامة والحداثة ذات الـنـزوع الأيديولوجي والطابع المانوي. الرياض: «الشرق الأوسط» لندن: «الشرق الأوسط» خلدون الشمعة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky