issue16693

3 حرب غزة ... تتمدد NEWS Issue 16693 - العدد Sunday - 2024/8/11 األحد ASHARQ AL-AWSAT هجوم فلسطيني على اإلدارة األميركية وأسلحتها... إسرائيل تُشكك في أرقام الضحايا... «حماس»: لم يكن هناك مسلحون «مجزرة الفجر» في غزة... الصور المرعبة تُغضب العالم قالت مصادر طبية فلسطينية إن ما ال شخص قُــتـلـوا فـي هـجـوم جوي 100 يقل عـن اســتــهــدف أمـــس (الــســبــت) مـــدرســـة لـلـنـازحـن في مدينة غزة، في واحدة من املجازر الكبيرة الــتــي نـفـذتـهـا إســرائــيــل مــؤخــرًا فــي مـثـل هـذه املــــدارس، مخلفة دمـــارًا هــائــاً، وكـومـة كبيرة من األشلء املتناثرة املحترقة. وأثارت الصور املـرعـبـة لـضـحـايـا املـــجـــزرة الـتـي وقـعـت خـال صــــاة الـــفـــجـــر، غــضــبــا واســـعـــا حــــول الــعــالــم، وسط تنديد بما يتعرض له الفلسطينيون من مجازر جماعية، ومطالبات بتحقيق لكشف ملبسات ما حصل. وهــاجــمــت طـــائـــرات حــربــيــة إسـرائـيـلـيـة مصلى في مدرسة «التابعي»، الواقعة بحي الــدرج شـرق مدينة غــزة، أثناء تأدية نازحي صـــواريـــخ مـــدمـــرة، مخلفة 3 صــــاة الــفــجــر، بـــــ مصابا من بي آالف 150 قتيل، و 100 أكثر من النازحي في املـدرسـة الصغيرة، وفـق ما قال مسؤولون فلسطينيون. وأفاد مسؤولون بأن الشيخ محمد حسن أبـو سـعـدة، مدير األوقـــاف فـي مديرية مدينة غزة، كان أحد القتلى في الهجوم، إضافة إلى عبد العزيز الكفارنة، نائب رئيس بلدية بيت حـانـون، والـدكـتـور يـوسـف الكحلوت، أستاذ اللغة العربية في الجامعة اإلسلمية. وأظــــهــــرت مـــقـــاطـــع فـــيـــديـــو دمـــــــارًا كـبـيـرًا وجثثا محترقة وأشلء متناثرة جراء الهجوم الــــذي جــلــب كــثــيــرًا مـــن االتـــهـــامـــات واإلدانــــــات إلسرائيل. وقـــال املـتـحـدث بـاسـم الــدفــاع املــدنــي في قـــطـــاع غــــــزة، مـــحـــمـــود بـــصـــل، إن «االحــــتــــال اإلســرائــيــلــي اســتــهــدف فـــي مـــدرســـة الـتـابـعـن طـابـقـن؛ األول كــان يـــؤوي الـنـسـاء الـنـازحـات واألطـــــفـــــال، واألرضــــــــي الــــــذي كـــــان عــــبــــارة عـن مـــصـــلـــى لــــلــــنــــازحــــن». وأضــــــــــاف: «كـــثـــيـــر مـن األشلء لم يتم التعرف على هوية أصحابها». ‏وتــابــع فــي إحــاطــة صـحـافـيـة: «الجميع فُــجـع بحجم املـجـزرة الكبيرة واملـخـيـف. عدد الــــشــــهــــداء والــــجــــرحــــى كـــبـــيـــر، بــيــنــهــم أطـــفـــال ونـــــســـــاء، وجـــــــزء مـــنـــهـــم أشـــــــــاء، وجـــــــزء آخـــر اشتعلت فيهم الـنـيـران فـي مشهد مخيف لم يراع أدنى االعتبارات اإلنسانية». واحتاج التعامل مع الجثامي إلى وقت أطـــول مما يـجـب، بسبب الـدمـار الـــذي خلّفته الصواريخ ودرجــة الـحـرارة العالية، وحقيقة وجــود كثير من األشــاء املتناثرة التي يجب جمعها. وقـــــال املــكــتــب اإلعـــامـــي الــحــكــومــي، من هـــــول املـــذبـــحـــة لــــم تــتــمــكــن الــــطــــواقــــم الـطـبـيـة والــدفــاع املـدنـي وفـــرق اإلغــاثــة والـــطـــوارئ من انتشال الجثامي بسرعة. وعـلّــق املمثل األعـلـى للتحاد األوروبـــي لـــلـــشـــؤون الـــخـــارجـــيـــة والـــســـيـــاســـة األمـــنـــيـــة، جـــوزيـــب بـــوريـــل، عــلــى صــــور املـــجـــزرة قــائــاً: «الــصــور الـتـي التقطت مــن مــدرســة إيــــواء في غـزة تعرضت لضربة إسرائيلية، مع عشرات الـضـحـايـا الفلسطينيي، مــرعــبــة». وأضـــاف بــوريــل فــي مـنـشـور عـلـى مـنـصـة «إكـــــس»: «ال يــوجــد أي مــبــرر لــهــذه املـــجـــازر، وإنــنــا نشعر بالفزع إزاء العدد اإلجمالي الرهيب للوفيات». ووصــــــف املــــفــــوض الــــعــــام لـــوكـــالـــة األمــــم املتحدة إلغاثة وتشغيل الجئي فلسطي في الــشــرق األدنــــى (األونـــــــروا)، فيليب الزاريــنــي، ما جـرى بأنه «يــوم آخـر من الرعب في غـزة». وأضاف: «حان الوقت لوضع حد لهذه األهوال والـــفـــظـــائـــع الـــتـــي تـتـكـشـف أمـــــام أعــيــنــنــا، فل يمكننا السماح لهذه األحداث بأن تصبح أمرًا واقعا عاديا، فكلما تكررت، فقدنا إنسانيتنا الجماعية». والــهــجــوم عـلـى مــدرســة «الـتـابـعـن» هو الــــذي يـسـتـهـدف مـــراكـــز إليـــواء 13 الــهــجــوم الــــــ النازحي في أنحاء القطاع منذ بداية الشهر الحالي. وجاء الهجوم في ذروة ضغوط أميركية - مـــصــريـــة - قـــطـــريـــة مــــن أجـــــل وقـــــف الـــحـــرب، بـعـد دعـــوة الجـتـمـاع حـاسـم منتصف الشهر الـــحـــالـــي، وفــيــمــا تـسـتـعـد واشـــنـــطـــن لـتـمـويـل مــلــيــار دوالر لـصـالـح 3.5 إســـرائـــيـــل بـمــبــلــغ عمليات التسليح. وحــمّــلــت الــرئــاســة الفلسطينية اإلدارة األمــيــركــيــة املــســؤولــيــة عـــن املـــجـــزرة الـجـديـدة جــــراء دعـمـهـا املــالــي والـعـسـكـري والـسـيـاسـي للحتلل. وقــال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبـو رديـنـة: «إن هـذه الجريمة تأتي استمرارًا للمجازر اليومية التي يرتكبها االحتلل في قـطـاع غـــزة، وكـذلـك فـي الضفة الغربية، التي تـؤكّــد مساعي دولــة االحـتـال إلبـــادة شعبنا، عبر سياسة املجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب». وأضــــــــاف: «أنــــــه فــــي الــــوقــــت الــــــذي تـعـلـن مليار 3.5 فيه اإلدارة األمـيـركـيـة اإلفــــراج عـن دوالر لصالح إسرائيل، إلنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فــورًا بارتكاب جريمة نـكـراء ومــجــزرة بحق أهلنا فــي غــزة، الــنــازحــن فــي مــدرســة بـمـديـنـة غــــزة، تتحمل اإلدارة األميركية املسؤولية املباشرة عن هذه املـــجـــزرة، وعـــن تــواصــل الـــعـــدوان اإلسـرائـيـلـي السافر على قطاع غزة في شهره العاشر». وأكــد الناطق الـرئـاسـي أن «عـلـى اإلدارة األمــيــركــيــة إجـــبـــار دولــــة االحـــتـــال فــــورًا على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا األعزل، واحــــتــــرام قــــــرارات الــشــرعــيــة الـــدولـــيـــة، ووقـــف دعمها األعـمـى الـــذي يُقتل بسببه اآلالف من األطفال والنساء والشيوخ العُزل». كما اتهمت «حـمـاس» اإلدارة األميركية بقتل الفلسطينيي عـبـر تــزويــدهــا إسـرائـيـل باألسلحة القاتلة. وقـــال عـضـو املـكـتـب الـسـيـاسـي للحركة، عــــزت الـــرشـــق، إن املـــجـــزرة ارتــكــبــت بـأسـلـحـة أميركية عمياء، وليست ذكية. واتـــــــهـــــــام األســـــلـــــحـــــة األمـــــيـــــركـــــيـــــة بــقــتــل الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــن، لـــــم يـــقـــتـــصـــر عـــلـــى الــســلــطــة و«حماس». وقــالــت املـــقـــررة الـخــاصــة لــأمــم املـتـحـدة املـعـنـيـة بـحـالـة حــقــوق اإلنـــســـان فــي األراضــــي الـفـلـسـطـيـنـيـة، فـرانـشـيـسـكـا ألــبــانــيــز، إنـــه في أكبر مخيمات االعتقال وأكثرها عارًا في القرن الـــحـــادي والــعــشــريــن، تــقــوم إســرائــيــل بــإبــادة الـفـلـسـطـيـنـيـن فــــي حــــي واحـــــــد، ومـسـتـشـفـى واحـــــد، ومـــدرســـة واحــــــدة، بـأسـلـحـة أمـيـركـيـة وأوروبـــــيـــــة. وأضــــافــــت ألــبــانــيــز أن إســرائــيــل تـرتـكـب إبــــادة جـمـاعـيـة بـحـق الفلسطينيي، وسط عدم اكتراث كل «األمم املتحضرة». وأشــــــــارت إلـــــى أن تــــاريــــخ إســـرائـــيـــل فـي اغـــتـــيـــال الـفــلــســطــيــنــيـن بـــالـــداخـــل والــــخــــارج «طويل، وال يمكن أن يبقى دون حساب». وجاء الهجوم على اإلدارة األميركية، في وقت أكد فيه محمد املغير، مدير دائرة اإلمداد بـجـهـاز الـــدفـــاع املــدنــي فــي غــــزة، أن إسـرائـيـل صواريخ 3 » استخدمت في مجزرة «التابعي رطل، وتصل 2000 أميركية فتاكة تزن أكثر من آالف درجة. 7 حرارتها إلى ولــم يشر الجيش اإلسـرائـيـلـي إلــى نوع قـــنـــابـــل صـغـيـرة 3 الـــقـــنـــابـــل، لــكــنــه قـــــال إنـــهـــا ودقيقة. ومع توالي ردود الفعل العربية والدولية الـواسـعـة والـغـاضـبـة الـتـي تضمنت اتهامات إلســرائــيــل بـالـسـعـي لـتـخـريـب اتــفــاق محتمل لــوقــف الـــنـــار، حـــاولـــت إســرائــيــل الـــخـــروج من مأزقها باتهام «حماس» و«الجهاد اإلسلمي» بــــاســــتــــخــــدام مــــــدرســــــة «الـــــتـــــابـــــعـــــن» مــــركــــزًا لـلـقـيـادة والـسـيـطـرة، وبالتشكيك فــي األرقـــام الفلسطينية. وزعــــــــم نــــاطــــق بــــاســــم جـــيـــش االحــــتــــال اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي بـــــــأن الــــقــــصــــف عــــلــــى مــــدرســــة «التابعي» طال مقر قيادة عسكرية لـ«حماس» و«الجهاد اإلسلمي». وأضـــــاف: «إن عـنـاصـر حــركــة (حــمــاس) استخدموا املدرسة املخصصة مأوى للسكان للختباء وتخطيط وتنفيذ عمليات عدائية ضد قوات الجيش ومواطني إسرائيل». وأكد أن إســرائــيــل اتـــخـــذت قـبـل الــهــجــوم إجـــــراءات كـثـيـرة لتقليص احـتـمـال املــســاس باملدنيي، بما في ذلك استخدام ذخيرة دقيقة، واعتماد معلومات استخباراتية. وشـــكـــك الـــنـــاطـــق اإلســـرائـــيـــلـــي بــــاألرقــــام الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــة عـــــن الــــضــــحــــايــــا. وقــــــــال إنـــهـــا «مـــبـــالـــغ بـــهـــا، وال تــتــنــاســب مــــع املــعــلــومــات املتوفرة لدى الجيش اإلسرائيلي». وأضـاف: 20 «وفــقــا للمعلومات االسـتـخـبـاراتـيـة، قُــتـل مسلحا بينهم قــادة كبار نشطوا فـي املوقع، واستخدموه للنطلق بعمليات مسلحة». وردت «حــمــاس» مـؤكـدة أنــه لـم يكن في مــدرســة «الـتـابـعـن» أي مـسـلـح، وأن الجيش اإلسـرائـيـلـي يـكـذب مــجــددًا ويـخـتـلـق الــذرائــع السخيفة، الستهداف املدنيي. رام هللا: كفاح زبون جثامين ضحايا مدرسة التابعين في غزة أمس السبت (د.ب.أ) مدارس غزة... مالذ النازحين األخير حوّلتها قنابل إسرائيل إلى مقابر مؤقتة حــولــت الـــقـــوات اإلســرائــيــلــيــة املــــدارس التي يفترض أنها أصبحت مـاذ النازحي األخير إلى مقابر جماعية، بعدما استهدفت بـشـكـل مـمـنـهـج كــثــيــرًا مـنـهـا فـــي األســابــيــع الـقـلـيـلـة املــاضــيــة مـخـلـفـة كـثـيـرًا مـــن الــدمــار والضحايا. وارتـكـبـت قـــوات االحــتــال اإلسـرائـيـلـي كــثــيــرًا مـــن املـــجـــازر داخــــل تــلــك املــــــدارس في ســــيــــاســــة جـــــديـــــدة لـــــم تــــعــــد تـــكـــتـــفـــي مــعــهــا بـاســتـهـداف فـصـل مـــدرســي واحــــد أو غـرفـة جانبية، بل تتعمد تدمير أجزاء كبيرة منها لتبقيها خـــارج الخدمة وحـرمـان النازحي من العودة إليها بعد أن يحل بها دمار كبير. وشـــهـــد الـــســـبـــت أحــــــدث تـــلـــك الـــجـــرائـــم فــي قـصـف اسـتـهـدف مصلى داخـــل مـدرسـة 1800 «التابعي» الخاصة التي تضم نحو نـــازح، غالبيتهم مـن سكان حـي الشجاعية املدمر، الذين اضطُرّوا للنزوح قبل أيام إلى املـــدرســـة املـسـتـهـدفـة بـعـد أن كـانـت طـائـرات االحتلل قد دمرت مدرستي أخريي. وقـــــالـــــت نــــيــــرمــــن عـــــابـــــد الـــــتـــــي فـــقـــدت 100 زوجها عبد الله العرعير، من بي نحو فلسطيني قضوا فـي الهجوم على مدرسة «التابعي»، إنها لم تكن لتصدق أنها سترى زوجها للمرة األخيرة قبل لحظات من نزوله مـــن الـــصـــف املــــدرســــي الـــــذي يــعــيــشــون فـيـه، ألداء صـاة الفجر داخـل مصلى صغير في الطابق األرضي للمدرسة. ودَّعــــــت نــيــرمــن عـــابـــد زوجـــهـــا بكثير من الـدمـوع، وانـهـارت مـرات عـدة، عندما لم تتمكن من مرافقته لدفنه برفقة عدد آخر في مقبرة مؤقتة قرب حي الشجاعية. وقــــــــال أحــــمــــد عـــــابـــــد، شـــقـــيـــق نــيــرمــن لـــــ«الــــشــــرق األوســـــــــــط»، إنــــهــــم وصــــلــــوا إلـــى مـدرسـة «التابعي» بعدما نجوا بأعجوبة من مدرسة دالل املغربي التي قُصفت بداية الـشـهـر الـحـالـي فــي حــي الـشـجـاعـيـة، ألنهم ال يـــجـــدون ســـوى هـــذه املـــــدارس مــــاذًا لـهـم. وأضاف: «ال يوجد مكان آخر نذهب إليه. كل مكان في غزة هو هدف». وتــــــوجــــــد فــــــي قـــــطـــــاع غــــــــــزة، مــــــــدارس حـــكـــومـــيـــة، وأخـــــــــرى تـــابـــعـــة لــــوكــــالــــة غـــوث وتشغيل اللجئي الفلسطينيي (أونـــروا) وأخــــــرى خـــاصـــة، تــحــولــت جـمـيـعـهـا ملــراكــز مـــركـــزًا منذ 175 إيـــــواء، حـيـث جـــرى قـصـف مــــدرســــة، وقـتـل 154 بـــدايـــة الــــحــــرب، مــنــهــا فلسطينيا، 1150 بـداخـلـهـا مـــا يــزيــد عـلـى وفق إحصائية للمكتب اإلعلمي الحكومي بغزة. منشأة تابعة 190 وأكدت «األونروا» إن لها في قطاع غزة دمرت كليا أو جزئيا، في حــن أن ثـلـثـي املـــــدارس الـتـابـعـة لـهـا والـتـي تضم نازحي قد تعرضت لنفس املصير. وعــــلــــى الـــــرغـــــم مـــــن ذلــــــــك، فــــــإن مـحـمـد الجعبري، أحـد الناجي من املـجـزرة بعدما شــخــصــا مــــن أبــنــاء 11 فـــقـــد مــــا ال يـــقـــل عــــن عـمـومـتـه، ال يـجـد مـكـانـا يــأويــه ســـوى هـذه املــــــدارس، وقــــال لـــ«الــشــرق األوســــــط»: «هــذه املجزرة لم ولـن تكون األخـيـرة، لكن أعطني مــكــانــا نـــذهـــب إلـــيـــه. إنـــهـــم يــســتــهــدفــون كل مدارس الشمال». ولـــــوحـــــظ فــــعــــا أن غـــالـــبـــيـــة املــــــــدارس ومــراكــز اإليــــواء املستهدفة هـي فـي مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، وبدرجة أقل في وسطه وجنوبه. مــــدارس تــأوي 7 واســتــهــدف االحـــتـــال نــــازحــــن مــنــذ بــــدايــــة شــهــر أغــســطــس (آب) الــحــالــي، جميعها فــي مـنـاطـق مـتـفـرقـة من مدينة غــزة وحــدهــا، وخـلّــفـت مـا ال يقل عن ضحية وعـشـرات اإلصـابـات، وذلــك من 177 مـــركـــزًا إليـــــواء الــنــازحــن فـــي أنـحـاء 13 بـــن القطاع استهدفت. وتــــــزعــــــم إســـــرائـــــيـــــل أنـــــهـــــا تـــســـتـــهـــدف مـــراكـــز اإليـــــــواء خــصــوصــا املـــــــدارس بحجة اســـتـــخـــدامـــهـــا مــــن قـــبـــل حـــركـــتـــي «حـــمـــاس» و«الــــجــــهــــاد اإلســـــامـــــي» لــتــنــفــيــذ هــجــمــات ضــــــدهــــــا، لــــكــــن كــــثــــيــــرًا مــــــن اإلحــــصــــائــــيــــات املـدعـومـة بالصور ومقاطع الفيديو تظهر سقوط ضحايا من النساء واألطفال. ونــفــت «حـــمـــاس» وجــــود مسلحي في مدرسة «التابعي»، وقالت إن ثمة تعليمات صارمة بعدم وجود املسلحي بي املدنيي. وقــــالــــت ســـمـــاهـــر أحــــمــــد، الـــنـــازحـــة فـي مـدرسـة بحي الشيخ رضـــوان شمال مدينة غـــزة، واخـتـبـرت قصف مـــدارس عـــدة: «إنهم يكذبون. إنهم يريدون قتل أكبر عدد منا». وأضــــافــــت ســمــاهــر أحـــمـــد الـــتـــي فـقـدت نـــجـــلـــهـــا األكــــــبــــــر بــــعــــد إصـــــابـــــتـــــه بـــقـــذيـــفـــة إسـرائـيـلـيـة خـــال مـحـاولـتـه الـحـصـول على «كـــيـــس طـــحـــن» عــنــد دوار الــنــابــلــســي قبل أشـهـر: «فـقـدت منزلي ومـنـزل والـــدي، واآلن يلحقوننا في املدارس». وتـسـاءلـت أحـمـد فـي حـديـث لــ«الـشـرق األوســــط»: «أيــن نـذهـب؟ ويــن نـــروح بحالنا وبــــأوالدنــــا الــلــي ضـايـلـن عـايـشـن مـــن قلة املوت؟». ويــقــول نجلها عـبـد الــلــه، وهـــو خريج جامعي: «كل الناس املوجودة باملدارس هم عائلت، ما فيه مكان يأويها، والشوارع ما بتستر بناتنا، وال بتستر أي عائلة، ولذلك املدارس هي ملذنا األخير». ويــــتــــكــــدس الـــــنـــــازحـــــون فـــــي املـــــــــدارس، متحدين املوت واملرض كذلك. وكـــان كثير مـن مـراكـز اإليــــواء تحولت إلـى مناطق مـوبـوءة، وأسهمت في انتشار األمـــراض املعدية وغيرها فـي ظـل الـظـروف الصحية والبيئية الصعبة الـتـي يعيشها النازحون، إال أن النازحي لم يغادروها. وقـــــال املـــســـن جــمــيــل الــــشــــعــــراوي، من داخـــــل أحــــد مـــراكـــز الــــنــــزوح بــحــي الـشـيـخ رضــــــوان: «بـــدنـــا نــضــل هـــــان، مـــا فــيــه غير املـدارس قـادرة تأوينا، رضينا أو رفضنا، مــا فـيـه حــل غـيـر هـيـك، ومـــا راح نطلع من هان وننزح على الجنوب». أضاف: «بدهم يحولوا املـدارس مقابر إلنا مثل ما عملوا في بيوتنا، يا مرحبا بـاملـوت، ألنـه تعبنا وزهــقــنــا ومـــا ضــل مــكــان نــــروح عـلـيـه غير القبر. وهينا قاعدين». غزة: «الشرق األوسط» تنديد واسع بالمجزرة... والسعودية تستنكر «التقاعس» الدولي فـجّــرت املـجـزرة التي ارتكبتها إسرائيل، فجر أمس (السبت)، في مدرسة تؤوي نازحي في حي الدرج بمدينة غزة، موجة من اإلدانات الواسعة. وأدانــــــــت الـــســـعـــوديـــة، بـــأشـــد الـــعـــبـــارات، استهداف قــوات االحـتـال اإلسرائيلي مدرسة «التابعي». وأكدت وزارة الخارجية السعودية، عـبـر بـــيـــان، ضـــــرورة وقـــف املـــجـــازر الـجـمـاعـيـة فـــي قـــطـــاع غــــزة الـــــذي يـعـيـش كـــارثـــة إنـسـانـيـة غـــيـــر مـــســـبـــوقـــة؛ بــســبــب انـــتـــهـــاكـــات االحـــتـــال اإلســــرائــــيــــلــــي املــــتــــواصــــلــــة لـــلـــقـــانـــون الــــدولــــي والـــقـــانـــون الـــدولـــي اإلنـــســـانـــي، كـمـا اسـتـنـكـرت تـــقـــاعـــس املـــجـــتـــمـــع الـــــدولـــــي تــــجــــاه مــحــاســبــة إسرائيل جراء هذه االنتهاكات. وفـــي ســيــاق مـتـصـل، أدانــــت مـصـر بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة «التابعي»، واستنكرت اسـتـمـرار االعـــتــداءات اإلسرائيلية بحق املدنيي في قطاع غزة، حسبما أورد بيان لوزارة الخارجية املصرية. وعـدّت الخارجية أن القصف اإلسرائيلي «اســـتـــخـــفـــاف غــيــر مــســبــوق بـــأحـــكـــام الــقــانــون الـدولـي والـقـانـون الـدولـي اإلنـسـانـي»، مطالبة بـــ«مــوقــف دولـــي مـوحـد ونــافــذ يـوفـر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حدًا ملسلسل استهداف املدنيي العزل». وعـــــدّت مـصـر أن «اســـتـــمـــرار ارتـــكـــاب تلك الـجـرائـم واســعــة الـنـطـاق، وتـعـمـد إســقــاط تلك األعداد الهائلة من املدنيي العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء ملحاولة التوصل إلـى صيغة لـــوقـــف إطـــــاق الـــنـــار فـــي الـــقـــطـــاع، دلـــيـــل قـاطـع عــلــى غـــيـــاب اإلرادة الــســيــاســيــة لــــدى الـجـانـب اإلســـرائـــيـــلـــي إلنـــهـــاء تــلــك الـــحـــرب الـــضـــروس، وإمـــــعـــــان فــــي اســــتــــمــــرار املــــعــــانــــاة اإلنـــســـانـــيـــة للفلسطينيي تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزًا عن وضع حد لها». وأكــــــــدت مـــصـــر أنــــهــــا ســـــوف تــســتــمــر فـي مــســاعــيــهــا وجــــهــــودهــــا الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة، وفـــي اتصاالتها املكثفة مـع جميع األطـــراف املؤثرة دوليا؛ لضمان نفاذ املساعدات اإلنسانية إلى قـطـاع غـــزة بشتى الــطــرق والــوســائــل، والعمل عـلـى الــتــوصـل إلـــى وقـــف إلطــــاق الـــنـــار، مهما تكبدت من مشاق أو واجهت من معوقات كـــمـــا أدانـــــــت وزارة الـــخـــارجـــيـــة وشـــــؤون املـغـتـربـن األردنـــيـــة بــــ«أشـــد الــعــبــارات» قصف إسرائيل مدرسة «التابعي»، عـادّة ذلك «خرقا فاضحا لقواعد القانون الـدولـي، وإمعانا في االســتــهــداف املمنهج للمدنيي ومــراكــز إيـــواء النازحي». وأكــــــد الـــنـــاطـــق بـــاســـم الـــــــــــوزارة، ســفــيــان الــقــضــاة، «إدانـــــة املـمـلـكـة واسـتـنـكـارهـا املطلق الستمرار إسرائيل فيما تقوم به من انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي اإلنساني، في ظل غياب موقف دولـي حـازم يلجم العدوانية اإلسـرائـيـلـيـة، ويجبرها على احــتــرام القانون الدولي ووقـف عدوانها على غـزة، ومـا ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة». ونقلت «قناة اململكة األردنية» عن القضاة قوله إن «هـذا االستهداف الـذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف املفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم إلطلق النار مؤشر على سعي الحكومة اإلسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها». عواصم: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==