issue16693

على وزن أغنية الجسمي «لقيت الطبطبة» فإن هناك كثيرين من جماهيرنا العربية لهم مشاعر سهلة االنقياد وسـهـلـة اإلقـــنـــاع، وبـالـتـالـي سـهـلـة الــدغــدغــة، فــا تحتاج للكثير كي تتمكن من دغدغة مشاعرها والحصول على تصفيق حار ونيل اإلعجاب منها. تـلـك ظـــاهـــرة تـسـتـحـق الـتـمـعـن فـيـهـا ودراســـــة العقل الجمعي لها، فالخطاب الرائج جماهيريًا واألكثر تـداوال بني جماهيرنا العربية اآلن هو ذلـك الخطاب الــذي يلوم ويؤنب األنظمة العربية، ويتهمها بالتخاذل والتهاون، بـل الخيانة ضـد إخوتنا الفلسطينيني، ومما يؤسف له أن يجد مثل ذلك الخطاب أذنًا عربية صاغية واستحسانًا ورواجًا! بالنسبة لجماهيرنا، فإن األنظمة العربية متهاونة، أكتوبر (تشرين 7 ألنها لم تعلن الحرب على إسرائيل بعد األول) ولـم توسع نطاق الـصـراع مع إسرائيل وتمده إلى دولها، وهذه خطيئة تعدّها الجماهير لألنظمة العربية، تسببت فـي وصمها بالعار وبالخيانة والعمالة، يكفي أن يــكــون خـطـابـك مـلـيـئـ بـجـلـد الـــــذات الـعـربـيـة ومـداعـبـة الضمير الـذي يتعذب نتيجة عجزه عن مساعدة إخوانه فـي غـــزة، فتضمن لـه الــــرواج واالنـتـشـار، تضع فيه اللوم على األنظمة، فتثير حالة من الحنق والتذمر ضدها، وهو املـطـلـوب، فتشعر أيها املتلقي بـاالرتـيـاح، وتكتفي بهذه الدغدغة، ظنًا منك أن القصة انتهت هنا. الــغــريــب أن هــــذا الــعــقــل الـجـمـعـي ال يــــدرك أنــــه ليس القصد من هـذا الخطاب راحـة ضميرك بدغدغة مشاعرك فــحــســب، بـــل املـــقـــصـــود هـــو خــلــق حـــالـــة الـــتـــذمـــر الـعـربـيـة وتوسيع الفجوة بني املواطن العربي ونظامه السياسي بإقناعه بأنه يعيش تحت مظلة نظام «مقصر» في خدمة عروبته ودينه، وإقناعه بالتالي بـأن محور املقاومة هو الوحيد الذي ثأر للشرف العربي! املــقــصــود هـــو أال تـبـحـث وتـتـقـصـى عـــن حـقـيـقـة تلك األنـظـمـة العربية مـن القضية الفلسطينية، فقد ساعدك هذا الخطاب على أن تلقي باللئمة عليهم، من غير إدراك أنـــك تـلـقـي بـالـائـمـة عـلـى أنـظـمـة تــوفــر الـرفـاهـيـة والـنـمـو االقـــتـــصـــادي ملــواطــنــيــهــا، وأنـــظـــمـــة تـنـشـغـل بـــك كـمـواطـن وتتحمل مسؤوليتك ومسؤولية ابنائك من بعدك، موفرة لـهـم بـيـئـة آمــنــة ومـسـتـقـبـا زاهـــــرًا، أنـظـمـة ال تـفـكـر فــي أن تـقـحـمـك فـــي حــــرب تــعــرف كــيــف تـشـعـلـهـا، إنــمــا ال تـعـرف كيف توقفها، كما فعل النظام اإليراني بمحور املقاومة، ويـــحـــاول اآلن جـــاهـــدًا أن يـبـعـد الـــنـــار عـــنـــه، ويـبـتـعـد عن الـصـراع الـذي أشعله بعد أن دفـع ميليشياته لتدخل فيه دون أن يخبرها كيف ومتى وأين سيخرجهم منه. خـــطـــاب يــجــعــلــك تـــصـــدق أن األنـــظـــمـــة الـــتـــي تـعـيـش فـــي كـنـفـهـا لـــم تــقــدم يـــد الـــعـــون للفلسطينيني وخـذلـتـهـم فاستسغت جلدهم واإلذعـــان لخطاب الـذل والـهـوان الذي أقنعوك أنك تستحقه. دغدغة ال يراد منها التنفيس، إنما يراد منها الغضب، ويــراد منها الحنق والتذمر، بالرغم من سذاجة منطقه، وبالرغم من عدم استناده ملعطيات واقعية، وبالرغم من عدم اجتهاده في إسناد حجته بالبراهني والحجج، إال أنه - كأي خطاب عاطفي - يلقى رواجـ وازدهــارًا وقبوال عند النفس اللوامة العربية، التي اعتادت أن تشتكي وتتذمر وتتذرع بالعجز والهوان. دغدغة لم تكلف نفسها بالبحث عن املواقف والدور الحقيقي لتلك األنـظـمـة الـتـي تلومها وتتحسب عليها، وهــي مـواقـف تاريخية دفـعـت مـن أجلها أرواحــــ وأمـــواال ومــصــالــح حـقـيـقـيـة، مـــواقـــف قـــدّمـــت الـــدعـــم الـــــذي بسببه استطاعت املليني الفلسطينية أن تصمد إلى اآلن، سواء باستضافتها في دولها أو بتقديم الدعم لها في أرضها املحتلة، أفعال ال أقوال، وحقائق ال ادعاءات، وشواهد ترى بالعني املجردة، يكفيك ما تقدمه اململكة العربية السعودية واإلمـــــارات والـكـويـت والـبـحـريـن لـلـمـواطـنـ . تكفي قصة » الـــذي أوصـلـت بـه دولـــة اإلمــــارات ماء 3 «الــفــارس الشهم الــشــرب لـلـنـازحـ فــي رفـــح، حــ كـــان الـقـصـف يـطـاردهـم مــن مـكـان ملــكــان، حــ جـــازف الـشـبـاب اإلمـــاراتـــي بحياته عـلـى الــحـــدود، وحــ مــد آالف األنــابــيــب، ومـحـطـة تحلية ملياه الشرب، كي يساعد إخوانه الفلسطينيني. وقصص الفروسية والشهامة العربية كثيرة، ال تعد وال تحصى، تـقـف وراءهـــــا تـلـك األنــظــمــة الــتــي تنعتها بــالــتــخــاذل، أال تدغدغ تلك القصص اإلنسانية مشاعرنا، أم أن مشاعرنا ال تتدغدغ إال حني نجلد ذاتنا؟ حقًا إنها ظاهرة تستحق الفهم. إذا كــــان مـــن عـــنـــوان ملــقــابــلــة بــنــيــامــ نـتـنـيـاهـو مـع مجلة «تـايـم» األميركية يجب أن يـكـون: «ملـــاذا لن أستجيب»! فهذه املقابلة لم تكن للشرح، أو للتبرير، وإنما للقول سأفعل ما أفعله، ولن أكترث ألحد. فــي الــلــقــاء لــم يـكـن نـتـنـيـاهـو يــشــرح ملــــاذا يـفـعـل ما يفعله، وإنما للقول كيف يرى هو املستقبل، وما يجب، وما ال يجب فعله. ومرارًا وتكرارًا أقول إن تقييم نتنياهو مهم، ومــن بــاب اعــرف عـــدوك، وسبق أن كتبت بعنوان: «كيف تفهم العدو» بفبراير (شباط) املاضي، ما نصه: «في فيلم (العراب) الشهير مقولة تستحق التأمل والتذكر سياسيًا، وهــي: (ال تكره أعـــداءك إطـاقـ ألن ذلـك يؤثر على أحكامك). وهـذه املقولة يجب تذكرها تحديدًا عند التفكير بطريقة التعاطي مع نتنياهو، وأي عدو باملنطقة». وعليه فإن مقابلة نتنياهو مع مجلة «تايم» كانت عبارة عن «مانفيستو»، أو عقيدة نتنياهو للمرحلة املــقــبــلــة، ولـــيـــس فـــي غــــزة فــحــســب، وإنـــمـــا بـاملـنـطـقـة، وعندما أقول إنه بدا غير مكترث فهذه حقيقة، وليست مبالغة. ويتجلَّى ذلـك بإجابته حـ سئل: «هـل أنـت قلق من أن هذا يشوّه صورة إسرائيل للجيل املقبل وليس عند األميركيني فقط، بل في كل مكان، وسيكون له آثار طويلة األجـل على أمنك؟» حيث أجـاب إجابة تهكمية يفهمها القارئ اإلسرائيلي واألميركي. قــــال: «نـــعـــم، ولــكــن الـتـدمـيـر آثـــــاره أعــظــم عـلـى أمـن إســــرائــــيــــل، لــــذلــــك أفــــضّــــل الـــخـــبـــر الـــســـيـــئ عـــلـــى الــنــعــي الجيد»؛ أي أنه يفضل أن يعيش بسمعة سيئة لتحقيق مصالحه، ومصالح إسرائيل، على أن يموت ليقال عنه إنه كان جيدًا! ومــا يـؤكـد قناعته بالتصعيد، والـتـصـرف وحيدًا اآلن، هو الخبر الذي أوردته صحيفتنا، الجمعة املاضي، بأن استطلعات الرأي تشير إلى تصدر نتنياهو املشهد اإلســرائــيــلــي بـتـقـدمـه عـلـى بـيـنـي غـانـتـس رئــيــس حـزب «املعسكر الرسمي»، الذي عاد إلى املرتبة الثانية. وكـمـا قلت مـــرارًا يفعل نتنياهو ذلــك اسـتـعـدادًا ملا ستسفر عنه االنتخابات الرئاسية األميركية بنوفمبر (تشرين الثاني)، فإما أن تأتي بالديمقراطية هاريس وستجد واقـعـ ال بـد مـن التعامل مـعـه، أو الجمهوري ترمب، وحينها ستكون املسألة مجرد االنطلق لتنفيذ خطة عمل متفق عليها مسبقًا. ولــــم يـــحـــدث كـــل ذلــــك بـــذكـــاء مـــن نــتــنــيــاهــو، وإنــمــا بــمــســاعــدة مـــن أخـــطـــاء «حــــمــــاس»، ومــــن خـلـفـهـا إيــــران و«حــــزب الـــلـــه»، ومـــن عملية الـسـابـع مــن أكــتــوبــر، التي اعـــتـــقـــدت «حــــمــــاس» ومــــن خـلـفـهـا بــأنــهــا عـمـلـيـة حـافـة الهاوية، دون تقدير أن للهاوية حافتني، وإحداهما يقف عليها نتنياهو. ومــا زاد األمـــر ســـوءًا وتعقيدًا، وهــو بمثابة غلطة املـلـيـون، ولـيـس غلطة الـشـاطـر بـعـشـرة، حينما أصبح يحيى الـسـنـوار قــائــدًا لـــ«حــمــاس» حـيـث قـطـع كــل سبل «لــعــب» الـسـيـاسـة، وحــــوّل الـحـركـة إلـــى فصيل ذي لـون واحد، مثله مثل الجماعات املنبوذة. هذا هو التحليل الواقعي، ألننا أمام موازين قوى، وال عاطفة بالسياسة، ناهيك عن الـحـروب. والسياسة فن املمكن، وليس مدى الصراخ، والتخوين، كما يفعل «حــــزب الــلــه» واإلخــونــجــيــة الــذيــن تـغـافـلـوا عــن أن أحـد أعضائهم أنقذ حكومة إسرائيلية. وكما قـال نتنياهو، وهــذا حقيقي، بمقابلة مجلة «تــايــم»، بــأن «الـحـكـومـات اإلسـرائـيـلـيـة السابقة دخلت ائـتـافـ مــع حـــزب تـابـع لــإخــوان املـسـلـمـ » بـإسـرائـيـل! الخلصة هي أن هذه هي القراءة لتفكير نتنياهو، فمن يستوعب؟! الــيــوم، مـع حــرب اإلبــــادة اإلسـرائـيـلـيّــة في غـــزّة، وتــــداول الـسـيـنـاريـوات الخطيرة واألشـــد خطورة، يبدو كل كلم عن حل سياسي للمسألة الفلسطينيّة بالغ االستبعاد والرغبويّة. لكن تـأريـخ هــذا االسـتـبـعـاد يـبـدو أيـضـ مُستبعَدًا، أو أن التذكير به يقتصر على التنويه بالدور اإلســرائــيــلــي فــيــه. وهــــذا الــــدور مــؤكّــد بطبيعة الحال، تعنّتًا وبطشًا، وإن كان يهبط ويصعد بالتفاعل مـع مثيله العربي الــذي يتبادل معه التأثّر والتأثير. لكن لحظات املعاندة اإلسرائيليّة للسلم وللحل السياسي تبقى مفهومة، وبمعنى ما طبيعيّة، وإن كانت مُــدانـة أخلقيًّا وسياسيًّا، إذ أن حـــــا كـــهـــذا يــنــتــزع أرضـــــ مـــن االحـــتـــال اإلسرائيلي ويعيدها إلى أصحابها الشرعيّني. أمّــــــا املـــعـــانـــدة الـــعـــربـــيّـــة، الـــتـــي يـــســـود الــتــكــتّــم بصددها، فهي بالضبط التاريخ املمنوع الذي يتوافق كثيرون على إبقائه ممنوعًا. وقد يكون مفيدًا التذكير، وسط النسيان املــصــنــوع هــــذا، بـصـفـحـة واحـــــدة مـــن صفحات التاريخ الذي يضج بالدم واملآسي التي طالت، فـــي مـــن طـــالـــت، بــعــض كــــــوادر الــعــمــل الــوطــنــي الفلسطينيّ. فــفــي أواســــــط الــســبــعــيــنــات، ومــــع اعـتـمـاد منظّمة التحرير الفلسطينيّة «برنامج النقاط الـــعـــشـــر»، بـــــدأ يـــاســـر عــــرفــــات يــكــتــشــف إحــــدى الـحـقـائـق األســاســيّــة لــلــصــراع: إن كـسـب قطاع عــريــض مــن اإلسـرائـيـلـيّــ لـلـحـق الفلسطيني شـــرط شــــارط إلحـــــراز أي مـكـسـب وطـــنـــيّ. وفـي املـرحـلـة إيّــاهــا بالضبط أسّـــس املــدعــو صبري البنّا، املنشق عن «حركة فتح» واملعروف باسمه الحركي «أبو نضال»، تنظيمه اإلرهابي املسمّى «حركة فتح – املجلس الثوريّ». وتناوبت على تمويل البنّا ودعمه األنظمة األمنيّة في العراق وسوريّا وليبيا، إذ هو، بحسب وصف شائع، «بـنـدقـيّــة لـإيـجـار». بيد أن الـثـابـت فـي سلوك البنّا كان استهدافه قادة في «فتح»، وخصوصًا مـنـهـم الـضـالـعـ فـــي الـــحـــوار مـــع إسـرائـيـلـيّــ يـــؤيّـــدون الــحــق الفلسطينيّ، واالنــفــتــاح تاليًا على قوى مؤثّرة في العالم، ال سيّما في الرأي الـــعـــام الـــغـــربـــيّ. وكــــان املـــدهـــش أن هـــذا الـهـدف الثابت عند البنّا، وعند داعميه، سـار يـدًا بيد مع اإلرهــاب الـذي تمارسه تلك األنظمة الثلثة إيّاها، واحدها ضد اآلخر، ومن خلل البنّا إيّاه. اغتال «املجلس الثوريّ» ممثّل 1978 ففي منظّمة التحرير في لندن سعيد حمامي، والذي شـغـل عــضــويّــة املـجـلـس الــوطــنــي الفلسطيني . وحمامي كـان مهتمًّا ببناء جسور 1969 منذ مع إسرائيليّني وغربيّني، وتطوير استراتيجيّة تفضي إلى الحصول على دولة فلسطينيّة من خلل التفاوض. هكذا عقد أوّل لقاء يُجرى بني رسميّني فلسطيني وإسرائيليّ، وكـان شريكه عـضـو الـكـنـيـسـت يــــوري أفــنــيــري الــــذي غـــدا من دعاة السلم ثم ألّف كتابًا عن مُحاوره املغدور. ، اغـتـال أبــو نضال 1978 ، فـي الـعـام نفسه عــــز الـــديـــن قـــلـــق، مــمــثّــل مــنــظّــمــة الــتــحــريــر في باريس، والذي حل في موقعه هذا محل محمود الـهـمـشـري الــــذي اغـتـالـه املـــوســـاد اإلســرائــيــلــيّ. وقلق، الذي سبق أن رأس اتّحاد طلبة فلسطني فــــي فـــرنـــســـا، ارتــــبــــط اســـمـــه بـــإقـــنـــاع الــحــكــومــة اإلسبانيّة بإقامة مكتب للمنظّمة فـي مدريد، وبـمـشـروع لتعريف األوروبـــيّـــ بفلسطني من خـال تعريفهم بالطوابع القديمة، العثمانيّة والبريطانيّة، التي حملت اسم فلسطني. كذلك تولّى قلق تمتني العلقة بسينمائيّني فرنسيّني، بـعـد إنـشـائـه قسمًا للسينما الفلسطينيّة في مكتب املنظّمة بباريس. والـــحـــال أن مـهـمّــة حـمـامـي وقــلــق لـــم تكن قليلة الصعوبة إذ تصدّت ملحو اآلثـار البشعة الـــتـــي خــلّــفــتــهــا فــــي أوروبـــــــــا عـــمـــلـــيّـــة مـيـونـيـخ .1972 اإلرهابيّة عام فـــكـــان عـــصـــام الـــســـرطـــاوي 1983 أمّـــــا فـــي ضحيّة البنّا، والسرطاوي كان مستشار عرفات للشؤون الخارجيّة، وممثّل املنظّمة في لشبونة بــالــبــرتــغــال، فــضــا عـــن عــضــويّــتــه فـــي اللجنة محاورة 1976 املركزيّة لـ»فتح». وهو باشر منذ إسرائيليّني يـقـرّون بـحـق الشعب الفلسطيني فـي تقرير مـصـيـره، وعـبـر األمـمـيّــة االشتراكيّة نـسـج عــاقــات متينة مــع املـسـتـشـار الـنـمـسـوي بـــرونـــو كــرايــســكــي الـــــذي ربــطــتــه صــلــة وثـيـقـة بـــ»حــزب الـعـمـل» اإلسـرائـيـلـي مـصـدرهـا انتماء الطرفني إلى االشتراكيّة الديمقراطيّة. بطبيعة الــحــال ال تختصر جــرائــم الـبـنّــا الـثـاث املـذكـورة أفعاله املجرمة التي ال يتّسع لها عــدد كـامـل مـن جـريـدة. لـكـن تلك الصفحة، وصفحات كثيرة مماثلة، ينبغي أن ال يطويها الكلم الفقير الرائج الذي يعفي األنظمة الثلثة، العراقي (صـــدّام) والليبي (القذّافي) والسوري (حـــــافـــــظ)، مــــن الــــــدم الــفــلــســطــيــنــيّ. فــاألنــظــمــة هــذه، وهـو ما ال ينبغي أن يتعب منه التكرار، أسّست بالقتل والجريمة للنسداد السياسي أكتوبر والـحـرب الحاليّة 7 الــذي كـانـت عمليّة والنكبة الثانية من نتائجه. وقد يكون من أكبر إخـفـاقـاتـنـا الـسـيـاسـيّــة، ولــكــن أيـضـ املـعـرفـيّــة، مـــا هـــو ســائــد مـــن ضـعـف الـــربـــط بـــ االنــقــاب الــعــســكــري ونــظــامــه فـــي املـــشـــرق وبــــ املــأســاة الفلسطينيّة التي يُراد لها أن تبقى مأساة، وأن تتعمّق كمأساة. فـــتـــلـــك االنـــظـــمـــة هــــي الــــتــــي أسّــــســــت نـهـج مــنــع الــقــضــيّــة الـفـلـسـطـيـنـيّــة مـــن الــــحــــلّ، وقـتـل الفلسطينيّني الــذيــن يـــريـــدون حـلّــهـا، وهـــو ما اسـتـأنـفـه الــنــظــام الـخـمـيـنـي فـــي إيـــــران بـكـفـاءة أكبر وقتل أكثر، على ما تشهد غزّة اليوم. وهذا مـــردّه، وعلى ما سبق القول مـــرارًا، إلـى أن تلك الـقـضـيّــة تــكــاد تــكــون املــصــدر األوحــــد لشرعيّة هـــذيـــن الــنــمــطــ مــــن األنـــظـــمـــة الـــلـــذيـــن يـجـمـع بينهما االفتقار إلى الشرعيّة. OPINION الرأي 12 Issue 16693 - العدد Sunday - 2024/8/11 األحد «لماذا لن أستجيب»؟! «آه لقيت الدغدغة» في استعادة صفحة مجرمة ضد الفلسطينيّين... باسم قضيّتهم وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة قد يكون مفيدا التذكيربصفحة واحدة من صفحات التاريخ الذي يضج بالدم طالت بعض ّكوادر العمل الوطني الفلسطيني السياسة فن الممكن وليس مدى الصراخ طارق الحميد دغدغة ال يراد منها التنفيس إنما يراد منها الغضب ويراد منها الحنق والتذمر سوسن الشاعر

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==