issue16692

9 الحرب الروسية ــ األوكرانية NEWS Issue 16692 - العدد Saturday - 2024/8/10 السبت ASHARQ AL-AWSAT كييف تُوسّع هجومها في العمق الروسي... ومسيّرات تضرب قاعدة جوية ومحطات كهرباء الواليات المتحدة وافقت على استخدام أسلحتها في ضرب أراض روسية «تنطلق منها الهجمات» توغل كورسك: موسكو تزج باآلليات الثقيلة وسط معارك ضارية هل نسّقت كييف هجوم كورسك مع واشنطن؟ مع دخول املعارك العنيفة في منطقة كـورسـك الـروسـيـة يومها الـرابـع الجمعة، بــــدا أن الـــتـــوغـــل األوكـــــرانـــــي املـــبـــاغـــت عبر الـــــحـــــدود تــــحــــول إلــــــى هــــجــــوم مـــنـــظـــم هـو األوســـــع فـــي الـعـمـق الـــروســـي مـنـذ انـــدالع شـــهـــرًا. ونـجـحـت الــقــوات 30 الـــحـــرب قـبــل األوكرانية املهاجمة في إحداث حالة إرباك واسـعـة فـي صـفـوف الجيش الــروســي، ما دفع موسكو إلى زج قوات وإشراك اآلليات الثقيلة والـطـيـران الحربي فـي الـدفـاع عن املنطقة الحساسة على الحدود. وتــــــجــــــاوز الــــهــــجــــوم األوكـــــــرانـــــــي كــل الـــتـــوقـــعـــات الـــســـابـــقـــة، الـــتـــي رجّــــحــــت فـي الــــبــــدايــــة أن يــــكــــون قــــد هـــــدف إلـــــى إربـــــاك مـــوســـكـــو ودفـــعـــهـــا إلــــــى ســـحـــب جــــــزء مـن قــــواتــــهــــا مـــــن مـــحـــيـــط مـــنـــطـــقـــة خـــاركـــيـــف األوكــرانــيـة لتخفيف الضغط عنها. ومع سـاعـة 24 أن مــوســكـو أعــلــنــت بـعــد مــــرور عـلـى الـهـجـوم، الـــذي بـــدأ صـبـاح الـثـاثـاء، أنـهـا سيطرت على املـوقـف وأوقــفــت تقدم القوات املتوغلة عبر الحدود، لكن استمرار املـــعـــارك الــضــاريــة لـلـيـوم الـــرابـــع، وإعـــان الــــقــــوات األوكــــرانــــيــــة عـــن تـــقـــدّم جـــديـــد في كيلومترًا 45 املنطقة لتسيطر على نحو مربعًا، دفعا إلى توقع األسوأ. وأعــلــنــت وزارة الــــطــــوارئ الــروســيــة، الــجــمــعــة، حـــالـــة «الـــــطـــــوارئ الــفــيــدرالــيــة» فـــي مـنـطـقـة كــــورســــك، مـــا عــكــس مـسـتـوى الــــصــــعــــوبــــات الــــتــــي يــــواجــــهــــهــــا الـــجـــيـــش الروسي في هذه املنطقة. ولـلـتـوضـيـح، فـــإن الـسـلـطـات املحلية كــانــت أعــلــنــت حــالــة طـــــوارئ إقـلـيـمـيـة في كورسك منذ اليوم األول، وهو إجراء يُتخذ عــادة ملواجهة مشكلت أو أوضــاع طارئة تــقــع فـــي املــنــطــقــة، لــكــن إعـــــان «الــــطــــوارئ الـــفـــيـــدرالـــيـــة» الـــتـــي تــعــنــي أعـــلـــى درجـــــات الـتـحـذيـر مــن خـطـر داهــــم، يـعـكـس اتّــســاع مــســتــوى املــــخــــاوف وتــــحــــوّل الـــوضـــع إلــى تهديد على سلمة األراضي الروسية. وكــانــت الـتـقـديـرات الــروسـيــة أشـــارت إلـى أن نحو ألـف جندي أوكـرانـي شاركوا فـــي الــهــجــوم، وأعــلــنــت الـسـلـطـات األمـنـيـة الــخــمــيــس أن قــــــوات روســــيــــا قـــضـــت عـلـى منهم وأعطبت عشرات اآللـيـات التي 660 استهدفوها للتوغل إلـى عمق يــراوح بني كـيـلـومـتـرًا فـــي مـنـاطـق عـــدة على 20 و 10 طول الحدود مع منطقة كورسك. ومــــــــــع تـــــأكـــــيـــــد اســــــتــــــيــــــاء الـــــــقـــــــوات مــوقــعــ ، بـيـنـهـا قــرى 11 األوكـــرانـــيـــة عـلــى وبلدات صغيرة، انشغلت القوات الروسية بمحاولة منع املهاجمني من توسيع رقعة سـيـطـرتـهـم، وضــــرب مــواقــعــهــم الـخـلـفـيـة، خـصـوصـ فــي منطقة ســومــي الـحـدوديـة األوكـــرانـــيـــة الـــتـــي انــطــلــق مـنـهـا الــهــجــوم، وتتمركز فيها نقاط اإلمداد. وكانت القوات األوكرانية قد توغلت أكــــثــــر مـــــن مــــــرة فـــــي الــــســــابــــق إلــــــى داخـــــل مناطق حـدوديـة روسـيـة، وخصوصًا في منطقتي بيلغورود وكورسك، لكن الفارق أن الـتـوغـات الـسـابـقـة كـانـت خـاطـفـة ولـم تهدف إلى السيطرة على مناطق روسية، فضل عن أن املهاجمني في املرات السابقة كـانـوا مـن «الفيلق الـــروســـي»، وهــو يضُم مــجــمــوعــات مـــن املــقــاتــلــ الــــــروس الــذيــن يتعاونون مـع كييف. لكن فـي هــذه املــرة، اتّــــضــــح أن الـــهـــجـــوم مُـــنـــظّـــم بــشــكــل جـيـد وقامت به قوات نظامية أوكرانية مدعومة مـــــن بـــعـــض املــــجــــمــــوعــــات الــــتــــي تــنــاهــض روسيا، وبينها مجموعات من املتطوعني الجورجيني وفقًا لتقارير روسية. الـافـت أن حجم اإلربـــاك الــذي أصـاب مـــوســـكـــو بـــــدا واضــــحــــ مــــن خـــــال تــبــايــن الـتـصـريـحـات عـلـى املـسـتـويـ السياسي والـعـسـكـري. وفـــي مـقـابـل إعـــان الكرملني عـــن مــواجــهــة «اســـتـــفـــزاز واســــع الــنــطــاق»، أصـر املستوى العسكري منذ اليوم األول على أن «الوضع تحت السيطرة». فـــي املــقــابــل، بـــدا الــجــانــب األوكـــرانـــي حـذرًا في تحديد أهــداف الهجوم. واعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن روســـيـــا «جــلــبــت الــــحــــرب» إلــــى بــــاده، وعليها أن تشعر بتداعيات ما قامت به، مُــتــعــهــدًا بـتـقـديـم مــعــلــومــات إضــافــيــة في وقت الحق. ومع استمرار املعارك الجمعة، لـــجـــأت مـــوســـكـــو إلـــــى إجــــــاء ســـكـــان عـــدد إضـــافـــي مـــن الـــقـــرى والـــبـــلـــدات فـــي محيط منطقة املعارك، وسط توقعات بأن الجيش الـــــروســـــي يـــــواجـــــه صــــعــــوبــــات جــــديــــة فـي السيطرة على املوقف. كما عملت السلطات عـلـى تـعـزيـز األمـــن والـــقـــدرة عـلـى مواجهة تطورات محتملة. وعلى وجه الخصوص، قــــررت الـسـلـطـات تجهيز جـمـيـع محطات الوقود في منطقة كورسك بمعدات الحرب اإللكترونية والـــدروع الـواقـيـة، فـي خطوة رأى فيها مراقبون تجهيزًا ملواجهات قد تمتد لفترة أطول من املتوقع. وطلب الرئيس فلديمير بوتني، خلل اجـتـمـاع عـسـكـري حــضــره حـاكــم املنطقة، توسيع التحرك ملواجهة الوضع الحالي. وخـــــاطـــــب الــــحــــاضــــريــــن بــــالــــقــــول: «يـــجـــب تـسـريـع الـعـمـل عـلـى مختلف املـسـتـويـات، بالتعاون مع الزملء من مختلف اإلدارات، بما في ذلك وزارة حـاالت الـطـوارئ، يجب تـنـفـيـذ هــــذا الـــعـــمـــل. وهـــــذا يـتـعـلـق أيـضـ بفقدان املمتلكات والسكن». وقـال بوتني: «كل هذا يجب أن يتم على نطاق واسع». فــــي الــــوقــــت ذاتـــــــه، صــــعّــــدت مـوسـكـو ضــربــاتــهــا الـــجـــويـــة الــجــمــعــة بــشــكــل غير مــــســــبــــوق عــــلــــى مـــنـــطـــقـــة ســــــومــــــي، الـــتـــي تنطلق منها خطوط اإلمـــداد للمهاجمني األوكرانيني. واستخدمت موسكو الطيران الحربي بشكل مُكثّف لضرب مواقع تجمع ومنصات دفاع صاروخية تم نقلها أخيرًا إلــــى املــنــطــقــة، فـــي إطـــــار الـتـحـضـيـر لـهـذا الهجوم. وذكـــرت وزارة الــدفــاع أن «الـضـربـات الـــجـــويـــة والــــقــــوات الـــصـــاروخـــيـــة ونـــيـــران املدفعية والعمليات النشطة الـتـي قامت بها الــوحــدات الـتـي تغطي حـــدود الـدولـة ملجموعة القوات في اتجاه كورسك، منعت العدو من التقدم في عمق أراضي االتحاد الروسي». الـافـت أن الــقــوات األوكــرانــيــة سعت إلى توسيع املعركة، عبر توجيه ضربات واسـعـة الـنـطـاق بـمُــسـيّــرات تـوغّــلـت داخـل العمق الروسي ملئات الكيلومترات. ومع أن املسيّرات األوكرانية كانت ضربت في أوقـــــات سـابـقـة مـنـاطـق عـــدة فـــي روســيــا، لـكـن مـحـلّــلـ عـسـكـريـ ربـــطـــوا الـهـجـوم الـــذي اسـتـهـدف مـديـنـة ليبيتسك (غـــرب) بالتوغل في منطقة كورسك الحدودية. وأعلنت موسكو أن هجومًا «ضخمًا» بطائرات من دون طيّار وقع ليل الخميس إلى الجمعة في منطقة ليبيتسك الروسيّة، التي ال ترتبط بحدود مع أوكرانيا. ووفقًا لـلـمـعـطـيـات األولــــيــــة فــقــد ألـــحـــق الـهـجـوم أضـــرارًا بمحطّة كهربائيّة، حسبما أعلن حــــاكــــم املـــنـــطـــقـــة. وكــــتــــب الـــحـــاكـــم إيـــغـــور أرتــامــونــوف على «تـلـغـرام» أن ليبيتسك «تعرضت لهجوم ضخم بطائرات من دون طيّار». وأضاف في رسالة الحقة أن «بنية تـحـتـيّــة لـلـطـاقـة تــــضــــرّرت»، مـــا أدّى إلــى انقطاعات فـي الـتـيّــار الكهربائي، مشيرًا إلى أن الكهرباء عادت في وقت الحق إلى معظم املنازل التي تأثّرت. وأعلن الحاكم حالة الطوارئ في بلديّة ليبيتسك، وأمر بإخلء أربع قرى محيطة «لضمان سلمة السكّان». لكن الهدف الرئيسي للهجوم، كـــمـــا اتــــضــــح الحـــــقـــــ ، تــــركــــز عـــلـــى قـــاعـــدة جـــويـــة عـسـكـريـة فـــي لـيـبـيـتـسـك، حسبما ذكرت وكالتا أنباء «تاس» و«نوفوستي» الروسيتان الرسميتان. ونقلت الوكالتان عــن الــــــوزارة اإلقـلـيـمـيـة لــحــاالت الــطــوارئ أن «حـريـقـ انــدلــع فــي مـطـار عـسـكـري في منطقة ليبيتسك»، من دون تحديد ما إذا كان الحريق اندلع بسبب هجوم أوكراني أم ال. وتقع مدينة ليبيتسك على بعد نحو كيلومتر مــن الــحــدود مــع أوكـرانـيـا. 200 كما أُبلِغ عن هجوم أوكراني آخر بطائرات مــــن دون طــــيّــــار فــــي مـنــطــقــة بـــيــلــغـورود، قــرب الــحــدود األوكــرانــيــة. ووفـقـ للحاكم اإلقليمي فياتشيسلف غلدكوف، أسقط طائرة من دون 29 الدفاع الجوّي الروسي طــيّــار، وتـسـبّــب الـهـجـوم بــأضــرار مــادّيــة، لكن لم تُسجّل إصابات. وفي سيفاستوبول، في شبه جزيرة ،2014 الـــقـــرم الــتــي ضـمّــتـهـا روســـيـــا عــــام أبـلـغ الحاكم ميخائيل رازفـوجـايـيـف عن هجمات بمُسيّرات جوّية وبحريّة. ورأى خبراء عسكريون أن هذه الضربات ترتبط بـهـدف مـوحـد، يـقـوم على إربـــاك موسكو وهز معنويات الجيش الروسي، الذي كان قــد حــافــظ خـــال األســابــيــع املـاضـيـة على مواقعه في محيط دونيتسك وخاركيف، وأحرز تقدمًا محدودًا في بعض الحاالت. ورغـــــم أنــــه مـــحـــدود، فـــإنـــه حــمــل تــأثــيــرات رمـــزيـــة بـالـغـة األهــمــيــة، خـصـوصـ لجهة تـــأكــيــد «فــــقــــدان كــيــيــف الــــقــــدرة عـــلــى شـن هجمات مضادة». على الـرغـم مـن عـدم وضــوح األهــداف الحقيقية للهجوم األوكراني املفاجئ على منطقة كورسك الروسية، فإن تصريحات بـعـض املـسـؤولـ األمـيـركـيـ والغربيني قــــد تـــســـاعـــد فــــي جـــــاء بـــعـــض الـــغـــمـــوض. والـــافـــت أن هـــذا الـهـجـوم لــم يُــثــر حفيظة إدارة الرئيس األمـيـركـي جـو بـايـدن حتى اآلن، بـــيـــد أنـــــه يُـــنـــفّـــذ بــأســلــحــة أمــيــركــيــة وغربية، كانت واشنطن تضع قيودًا على اسـتـخـدامـهـا فــي مهاجمة عـمـق األراضـــي الروسية. وطرح ذلك تساؤالت عمّا إذا كان هذا الهجوم تم بمساعدة، أو بتنسيق مع حلفائها الغربيني. دعم أميركي عـدّت إدارة بايدن الهجوم األوكراني األخـــيـــر «اســـتـــخـــدامـــ مـــقـــبـــوالً» لـأسـلـحـة األميركية لضرب روسيا، بما يتوافق مع تـغـيـيـر الـسـيـاسـة املـتـعـلـقـة بـاسـتـخـدامـهـا فـــي مـــايـــو (أيـــــــار)، الـــــذي ســمــح ألوكــرانــيــا بــــاســــتــــهــــداف الــــــقــــــوات الـــــروســـــيـــــة داخــــــل روســيــا «إذا كـانـت تستعد لـشـن هجمات عـلـى أوكـــرانـــيـــا». وقـــالـــت املـتـحـدثـة بـاسـم البنتاغون، سابرينا سينغ، للصحافيني، الخميس: «فـي حني يـرون هجمات قادمة عـبـر الـــحـــدود، عليهم أن يـكـونـوا قــادريــن عـــلـــى الـــــــــرد». لــيــلــحــقــهــا املـــتـــحـــدث بــاســم الخارجية، ماثيو ميلر، قـائـا إن روسيا شـنـت هـجـمـات عـلـى أوكــرانــيــا مــن منطقة كورسك، وإن الـواليـات املتحدة تؤيد حق كــيــيــف فـــي الــــدفــــاع عـــن نــفــســهــا. وأضــــاف مـيـلـر: «فـــي املـنـطـقـة الــتــي يـعـمـلـون فيها، رأينا هجمات تأتي من هناك». موقف تبناه مـسـؤولـون أملــان أيضًا، إذ قـــــــال مــــتــــحــــدث بــــاســــم وزارة الــــدفــــاع األملـانـيـة لصحيفة «واشـنـطـن بـوسـت» إن هـدف برلني املعلن هو «دعـم أوكرانيا في صراعها الدفاعي ضد املعتدي الروسي»، مُشيرًا إلى تصريحات سابقة تؤكد «حق أوكـــرانـــيـــا بــمــوجــب الـــقـــانـــون الــــدولــــي في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات». وبــــــــــدا أن الـــــهـــــجـــــوم املـــــفـــــاجـــــئ عــلــى كـيـلـومـتـر 500 كــــورســــك، عــلــى بُـــعـــد نــحــو جــــنــــوب مــــوســــكــــو، كــــــان يــــهــــدف إلــــــى نـقـل الحرب إلى روسيا، إلجبارها على تحويل بــعــض مــــواردهــــا الــعــســكــريــة مـــن جـبـهـات أخـرى، خصوصًا من املناطق التي حقّقت فيها تـقـدمـ فــي اآلونــــة األخـــيـــرة، وتمكني كييف من الحصول على موقف أفضل في أي مفاوضات مستقبلية لوقف الحرب. أفضل دفاع هو «الهجوم الجيد» تقول إيفانا سترادنر، كبيرة الباحثني فـــي الـــشـــأن الـــروســـي فـــي مـؤسـسـة الــدفــاع عن الديمقراطيات، إن الهجوم األوكراني يـــشـــكـــل خــــطــــوة فـــــي االتـــــجـــــاه الـــصـــحـــيـــح. وأضـــــــافـــــــت فــــــي تــــصــــريــــحــــات لــــــ«الـــــشـــــرق األوسط»: «هذا من شأنه أن يسمح لكييف بقلب السيناريو على موسكو». ورأت أن هذا األمـر مهم، ألنه سيتعني على روسيا بـــذل وقـــت وطــاقــة ومـــــوارد فــي الـــدفـــاع عن نـفـسـهـا، بـــدال مــن مـهـاجـمـة أوكــرانــيــا، ألن أفــضــل دفــــاع هـــو الــهــجــوم الــجــيــد. وفيما أكّـــدت أن اسـتـخـدام األسلحة األميركية ال ينتهك السياسات، ألن أوكرانيا دولة ذات سيادة، ويمكنها أن تقرر كيف تدافع عن نـفـسـهـا ضـــد الــــعــــدوان الــــروســــي، أضــافــت قـائـلـة: «إذا قـــررت أوكـرانـيـا الـتـفـاوض مع روســـيـــا، فــــإن هــــذا مـــن شـــأنـــه أن يمنحها املزيد من النفوذ في املفاوضات». وقــال مسؤول أميركي إن التقييمات تـــشـــيـــر إلــــــى أن األوكـــــرانـــــيـــــ يـــحـــاولـــون عرقلة تحرك القوات الروسية إلى منطقة خـــاركـــيـــف، جـــنـــوب شـــرقـــي ســـومـــي. وقـــال مسؤول آخر إنه يبدو من املرجح أن ترغب أوكرانيا في إرهاق الوحدات الروسية بدال مـن االسـتـيـاء على األراضــــي، واالحتفاظ بـــهـــا عـــلـــى املــــــــدى الــــطــــويــــل. وأضـــــــــاف أن «روسـيـا ليس لديها الـقـوة البشرية التي تمكنها من خللها إرســال تعزيزات (...) مـــع الـــحـــفـــاظ عــلــى وضــــع قــوتــهــا الــحــالــي وأعـــدادهـــا، ســـواء فـي منطقة خـاركـيـف أو في الـشـرق. لكن عليها أن تسحب القوات ًمن مكان ما». نافذة موسكو قد تغلق قريبا وفــــي تـحـلـيـل نــشــرتــه مـجـلـة «فــوريــن أفيرز»، الخميس، رأت أن الجيش الروسي أُتيحت له الفرصة إلحـداث تحول حقيقي ، «فـقـد 2023 فـــي الـــحـــرب قـــرب نـهـايـة عـــام فشل هجوم أوكرانيا املضاد، واستنفدت كميات كبيرة من الذخائر وأنظمة الدفاع الــــجــــوي، وواجــــهــــت صــعــوبــة فـــي تجنيد املـزيـد مـن العناصر، وتـأخـرت أميركا في مليار دوالر 61 تقديم حزمة الدعم بقيمة أشــــهــــر». لــكــن عــلــى مــــدى األشــهــر 6 نــحــو الستة املاضية، فشلت روسيا بشكل عام فــــي االســــتــــفــــادة مــــن هـــــذه الــــفــــرص. ورغــــم شـنّــهــا هــجــمـات جــويــة وصـــاروخـــيـــة ضد الــبــنــيــة الـتـحـتـيـة األوكــــرانــــيــــة، لـــم تتمكن مــــن الـــســـيـــطـــرة إال عـــلـــى أجــــــــزاء صــغــيــرة مـــن األرض، لــكــن بـتـكـلـفـة بــشــريــة عـالـيـة ألف ضحية روسية، حسب 180 تجاوزت تــــقــــديــــرات اســـتـــخـــبـــاريـــة غـــربـــيـــة. وتـــوقـــع الـتـقـريـر أ تـتـمـكـن روســـيـــا مـــن مـواصـلـة هذا النوع من الهجمات املكلفة إلى األبد، وبـأن النافذة املتاحة لها قد تغلق قريبًا. وهـــــذا يـعـنـي أن أوكـــرانـــيـــا يــجــب أن تـبـدأ فــي التخطيط ألفـضـل الـسـبـل للستفادة مـــن تـــراجـــع روســـيـــا الـــوشـــيـــك، مـــن بينها دراســـــــة ســـاحـــة املـــعـــركـــة عــــن كـــثـــب، بـحـثـ عــن عــامــات الـضـعـف الـــروســـي. ويمكنها العمل مع حلف شمال األطلسي للتدريب واالســـتـــعـــداد لـهـجـمـات جـــديـــدة، وابــتـكــار نــظــريــة جـــديـــدة لــلــنــصــر، وإبــــقــــاء تـوقـيـت العمليات الهجومية املستقبلية ومكانها ســــرًا مـــن أجــــل مــنــح كـيـيـف أفـــضـــل فـرصـة ملفاجأة موسكو، وجعل موقفها العسكري غير قابل للدفاع عنه. وآنــذاك فقط سوف تـتـمـكـن أوكـــرانـــيـــا مـــن الــتــفــاوض بـشــروط مواتية وتحقيق فــوز دائـــم. وهــو مـا أكـده مـيـخـايـلـو بـــودولـــيـــاك، مـسـتـشـار الـرئـيـس األوكـــرانـــي، خــال مقابلة على التلفزيون الوطني، الخميس، من دون أن يشير إلى عملية التوغل في كورسك، قائلً: «إن أي أعــمــال عـسـكـريـة عـلـى األراضـــــي الـروسـيـة يـمـكـن أن تـحـسـن مــوقــف أوكـــرانـــيـــا خــال املفاوضات املستقبلية مع روسيا إلنهاء الـــــحـــــرب». ويـــتـــوافـــق هـــــذا الـــتـــصـــريـــح مـع إعراب املسؤولني األوكرانيني عن شعورهم بالحاجة لتحسني موقفهم العسكري، قبل انتخابات الرئاسة األميركية في نوفمبر (تـشـريـن الــثــانــي)، خـاصـة إذا فـــاز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب، الذي قال إنه سيدفع الجانبني بسرعة للتوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب. جانب من إجالء سكان بلدة ريلسك في منطقة كورسك الروسية أمس الجمعة (أ.ف.ب) الرئيس فالديمير بوتين يصل إلى غرفة اجتماعات مجلس األمن القومي الروسي لمناقشة الهجوم األوكراني على كورسك (إ.ب.أ) موسكو: رائد جبر واشنطن: إيلي يوسف تحوّل التوغل األوكراني المباغت عبر الحدود مع روسيا إلى هجوم منظم هو األوسع في ًالعمق الروسي منذ اندالع شهرا 30 الحرب قبل

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==