issue16691

10 أخبار NEWS Issue 16691 - العدد Friday - 2024/8/9 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT دعوات في روسيا لتوسيع الهجوم في العمق الأوكراني... وتفعيل «الدفاع المشترك» مع كوريا الشمالية توغل كورسك يباغت موسكو... ويعيد خلط الأوراق علىخطوط التماس لم تكن موسكو تتوقع هجوماً أوكرانياً واســعــ يـخـتـرق الـــحـــدود، ويـنـقـل المـواجـهـات المباشرة إلى عمق الأراضــي الروسية. خلال الأسابيع الأخيرة ركّـزت البيانات العسكرية الروسية بنشاط على سير العمليات الجارية في محيط دونيتسك، وفـي مناطق متاخمة لمدينة خاركيف شرقاً. وبــــــــــدا أن تــــوســــيــــع رقـــــعـــــة الـــهـــجـــمـــات الــروســيــة المـــركـــزة فــي مـنـاطـق عــــدة، وبشكل متزامن، بدأ يرسم ملامح جديدة للمواجهة عـلـى الـجـبـهـات. خـصـوصـ مــع الإعــــ ن عـدة مــرات عن تحقيق تقدم على أكثر من مسار. صـحـيـح أنـــه تــقــدم مــحــدود لـلـغـايـة، ومكلف بالنسبة إلــى موسكو، لكنه أسـفـر عـن واقـع جديد، استبعدت معه الأوساط العسكرية أن تكون لدى الجانب الأوكراني فرصة لالتقاط الأنفاس وشنّ هجوم مضاد. لــــذلــــك، فـــــإن الـــتـــطـــور الــــــذي بـــــدأ صــبــاح الأربــــعــــاء لـــم يــقــع ضــمــن حـــســـابـــات مـوسـكـو العسكرية. وكـانـت الـقـوات الأوكـرانـيـة شنّت هــجــومــ مــبــاغــتــ عــلــى بـــلـــدات حــــدوديــــة في مـــحـــيـــط مـــديـــنـــة كـــــورســـــك الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، ونجحت خــ ل ســاعــات، وبــقــوات مـحـدودة، لم يزد حجمها خلال اليوم الأول من المعركة عسكري وعشرات المدرعات والآليات، 300 عن في إحداث اختراق واسع، هو الأول من نوعه على الجبهة خلال أشهر. ومـــع تــطــور المـــعـــارك فـــي الـــيـــوم الـتـالـي، بـدا أن أوكـرانـيـا عملت على تطوير الهجوم وتـوسـيـع الاخـــتـــراق فــي المـنـاطـق الـحـدوديـة، لــتــشــمــل رقـــعـــة المــــعــــارك مـــســـاحـــة تـــصـــل إلـــى كـيـلـومـتـرات 10 كـيـلـومـتـراً بـعـمـق 230 نـحـو داخل الأراضي الروسية. وبرغم أن البيانات الــعــســكــريــة الـــروســـيـــة تـكـتـمـت عــلــى حقيقة الوضع على هذه الجبهة، سرعان ما اتضح أن الـقـوات المهاجمة نجحت فـي زجّ وحــدات إضافية. ووفقاً لتقارير روسية، وصـل عدد عسكري ومئات 1000 المهاجمين إلى أكثر من المدرعات والدبابات، ما ساعد في السيطرة على بلدات عدة وتعزيز قدرات الهجوم فيها. دفــــعــــت الــــتــــطــــورات الـــســـريـــعـــة الـــقـــيـــادة العسكرية الروسية إلى إعلان حال الطوارئ، الأربـــعـــاء، وتـــرأس الـرئـيـس فلاديمير بوتين اجتماعاً عسكرياً طارئاً، حذّر خلاله أوكرانيا من مغبة «الاستفزاز الكبير». اتـضـح لاحـقـ أن موسكو اضـطـرت إلى ألف شخص، وأقرت بأنها واجهت 30 إجلاء هجوماً كبيراً ومركزاً، تم التخطيط له بشكل جيد. صـــحـــيـــح أن وزارة الـــــدفـــــاع أكـــــــدت فـي بـيـانـاتـهـا المـتـ حـقـة الـنـجـاح فــي وقـــف تقدم ساعة على انطلاق 24 المهاجمين بعد مـرور الـــهـــجـــوم، لـــكــن الـــبـــيـــان الـــعـــســكـــري الـــروســـي حــمــل إشــــــارات إلــــى مــســتــوى الـــهـــزة الـكـبـيـرة الـــتـــي أحـــدثـــهـــا هـــجـــوم كــــورســــك. خـصـوصـ لجهة الحديث عن «مواصلة تدمير وحـدات من الـقـوات المسلحة الأوكـرانـيـة في منطقتي سـودجـيـنـسـكـي وكـوريـنـيـفـسـكـي فــي منطقة كـورسـك» بعد مـرور يومين كاملين على بدء الهجوم. ارتكز ردّ الفعل الروسي العسكري على عناصر: وقف تقدم 3 المباغتة الأوكرانية على القوات المهاجمة عبر استخدام كثافة نارية كـبـيـرة، والـسـعـي إلــى إيـقـاع أكـبـر قــدر ممكن فـي الـقـوات المهاجمة لتقليص قدراتها على تــوســيــع الـــهـــجـــوم، بــالــتــزامــن مـــع اســتــخــدام الطيران الحربي لضرب مواقع خلفية داخل الأراضــــــــي الأوكــــرانــــيــــة شـــكّـــلـــت نـــقـــاط إمـــــداد للقوات المهاجمة. الصعوبة التي واجـهـت موسكو تكمن فـي أنــه، وفقاً لتقارير، قامت أوكـرانـيـا بنقل منصتي «بـاتـريـوت» الـصـاروخـيـة الدفاعية إلــــى مـنـطـقـة ســـومـــي المـــحـــاذيـــة لـــلـــحـــدود من الطرف الأوكراني، تحضيراً للعملية، ما أربك في البداية الطيران الروسي. فــــي المـــحـــصـــلـــة، عــمــلــت مـــوســـكـــو خـــ ل ليل الأربــعــاء ونـهـار الخميس على ملاحقة المـجـمـوعـات المـهـاجـمـة الــتــي بــاتــت تتحصن في مواقع داخل الأراضي الروسية، مع تركز ضرباتها الجوية على سومي لإضعاف قدرة الجيش الأوكراني على دفع تعزيزات إضافية عبر الحدود. في المجمل، قالت موسكو، في مركبة 82 عسكرياً، و 660 بيان: «فقد العدو ناقلة جند 12 دبابات و 8 مدرعة، بما في ذلك مركبة 55 مـركـبـات قـتـال مـشـاة و 6 مــدرعــة و قتالية مدرعة ومركبة حاجز هندسية» وهي معطيات لم يؤكدها الجانب الأوكراني. ومـع استمرار المواجهات لليوم الثاني فــــي المـــنـــطـــقـــة، بــــــدأ المـــحـــلـــلـــون الـــعـــســـكـــريـــون الروس بوضع تقديراتهم للعملية وأهدافها وتداعياتها المحتملة. انطلاقاً من أن الهجوم بــحــجــمــه وشـــكـــلـــه أعــــــاد خـــلـــط الأوراق عـلـى الجبهات، وأن واحـــداً مـن الأهـــداف المباشرة لـلـهـجـوم كــــان تـشـتـيـت الــجــهــد الـــروســـي في منطقة خاركيف المـجـاورة، وإجـبـار موسكو على سحب جزء من قواتها المهاجمة لتعزيز وضـع الجبهة الداخلية على الـحـدود. أيضاً حمل الهجوم عنصراً معنوياً رمـزيـ لا يقل أهمية عن العنصر الميداني، لجهة أن موسكو روّجــت بشكل نشط خـ ل الأسابيع الماضية لنجاحها في إحباط خطط أي هجوم مضاد لأوكرانيا، ونقل الاهتمام بشكل مباشر نحو التقدم البطيء والمتواصل في بعض مناطق دونـــيـــتـــســـك وخــــاركــــيــــف. بــمــعــنــى آخــــــر، كـمـا يـقـول خبير روســــي، كـــان مــن المـهـم للجانب الأوكراني إبراز واقع مختلف يهزّ معنويات العسكريين الروس. لــذلــك، فـــإن ردّ الـفـعـل الــقــوي مــن جانب الكرملين حمل استعداداً لتدابير واسعة رداً على «الاستفزاز الأوكراني الكبير». عـلـى المـسـتـوى الأوســـــع، تـمـيـز ردّ فعل الــــغــــرب عـــلـــى الــــوضــــع فــــي مــنــطــقــة كـــورســـك بضبط النفس الشديد. وقال البيت الأبيض إنـــه يـعـتـزم الــوصــول إلـــى حقيقة مــا يـجـري. وللقيام بذلك، ستطلب الولايات المتحدة من حليفتها أوكرانيا «معلومات إضافية» حول الهجوم. كان المغزى من التصريح وفقاً للفهم الروسي تأكيد أن واشنطن لا علاقة مباشرة لها بالهجوم. فــــي المــــقــــابــــل، قــــــال المـــتـــحـــدث الـــرســـمـــي للمفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، إنه وفقاً لمبادئ القانون الدولي، فإن «لأوكرانيا الحق فــي الـحـمـايـة، بـمـا فــي ذلـــك الــحــقّ فــي ضـرب أراضي العدو». ردود الــفــعــل هــــذه تـعـكـس أن الـهـجـوم شكّل بالون اختبار، كما يقول معلق روسي، وأنـــــه بـــرغـــم عــــدم قـــــدرة هـــجـــوم مــمــاثــل على إحــــــداث تـغـيـيـر كــبــيــر عــلــى الـــجـــبـــهـــات، وأن مـوسـكـو سـتـكـون قــــادرة عـلـى حـسـم الـوضـع في المنطقة الحدودية لصالحها، لكنه ينذر بمزيد من الهجمات المماثلة، ويجبر موسكو على إعـــادة النظر بتكتيكاتها على خطوط التماس. وهــــــو الأمـــــــر الـــــــذي ألمــــــح إلــــيــــه الـــرئـــيـــس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما قال إنه كلما زاد الضغط على روسيا، كلما اقترب الطريق إلـى السلام. ووعـد بتقديم تفاصيل إضـافـيـة لاحـقـ . أيـضـ لفت الـهـجـوم الأنـظـار إلــى خطر مـحـدق بـروسـيـا، إذ كــان يمكن أن يؤثر على إمـدادات الغاز الروسي من محطة تـــوزيـــع الـــغـــاز فـــي ســـودجـــا المــحــاذيــة لمنطقة القتال. وهي أكبر منشأة تدعم تشغيل خط أنابيب تصدير الغاز الاستراتيجي. لم تتأثر المنشأة، لكن الـسـؤال حـول أمنها واستمرار عملها سيكون مـطـروحـ لاحـقـ على أجندة أي تحرك. ولا شــــــك أن الأنــــــظــــــار ســـــــوف تــتــعــلــق بمستويات الـردّ الروسي بعد هذه العملية، كــل شـــيء ممكن بطبيعة الـــحـــال، لـكـن هناك شـــكـــوكـــ جـــديـــة فــــي قــــــدرة الــــقــــوات المـسـلـحـة الأوكـــرانـــيـــة عـلـى شـــن هــجــوم واســــع الـنـطـاق في عمق الأراضـي الروسية. إذ ليست لديها الموارد اللازمة لذلك. حـتـى لــو عـــزّز الـغــرب قــــدرات كـيـيـف، لن يــكــون بـــالمـــقـــدور نــقــل المـــواجـــهـــات إلــــى داخـــل العمق الــروســي. لكن فـي المـقـابـل، لـن تنتظر مـوسـكـو هـجـمـات جــديــدة قـد يتسع نطاقها وتأثيرها الميداني والمعنوي. في هذا الإطار، بدت دعوة نائبسكرتير مجلس الأمــن ديمتري مدفيديف، وهـو أحد «صـــقـــور» الـــحـــرب الأوكـــرانـــيـــة، إلــــى تـوسـيـع الهجوم المباشر وخطط التوغل والسيطرة داخل أراضي أوكرانيا ليشمل رقعة جغرافية أوسع من «المناطق الروسية»، في إشارة إلى المناطق التي ضمّتها موسكو سابقاً. أيـضـ كـــان لافـتـ أن صحيفة «فوينيي أبوزريني» القريبة من وزارة الدفاع استغلت الحدث لتؤكد أن «موضوع تفعيل الاتفاقية المــوقــعــة مــؤخــراً بــ مـوسـكـو وبــيــونــغ يانغ بشأن الشراكة الاستراتيجية (الشاملة)، بما فـي ذلــك فـي المـجـال العسكري، بـاتـت تحظى بأهمية متزايدة». تـــنـــصّ الاتـــفـــاقـــيـــة، الـــتـــي وقّــعــهــا بـوتـ فـــي بـيـونـغ يــانــغ قـبـل أســابــيــع، عـلـى تقديم المساعدة المتبادلة في حالة الاعتداء على أحد أطراف هذه الاتفاقية. الرئيسالروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال فيديو مع أليكسيسميرنوفحاكم منطقة كورسكفي موسكو أمس(أ.ف.ب) موسكو:رائد جبر كان من المهملأوكرانيا إبراز واقع يهزّ معنويات العسكريين الروس واشنطن تنتظررد كييف لتفسير التوغل عبر الحدود أعلنت الــولايــات المـتـحـدة أنّـهـا لا تـــزال تـجـري اتــصــالات مع كييف، لمعرفة المزيد عن «أهـداف» توغّل القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية في منطقة كورسك الحدودية. وقـــالـــت المــتــحــدثــة بــاســم الــبــيــت الأبـــيـــض كـــاريـــن جــــان بـيـار للصحافيين، رداً على سؤال بشأن العملية العسكرية الأوكرانية التي أدّت إلى إجلاء آلاف المدنيين على جانبي الحدود: «سنتّصل بـالـجـيـش الأوكــــرانــــي لمــعــرفــة المـــزيـــد عـــن أهــــدافــــه». وأضـــافـــت أنّ واشـنـطـن تـدعـم الإجـــــراءات «المـنـطـقـيـة» الـتـي اتـخـذتـهـا أوكـرانـيـا لوقف هجمات القوات الروسية. لا تغيير فيسياسة واشنطن رغم ذلـك، عُـدّ الهجوم الأوكـرانـي تجاوزاً لقرار الحظر الذي تــفــرضــه إدارة الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي، جـــو بـــايـــدن، عــلــى اســتــخــدام الأسـلـحـة الأمـيـركـيـة فــي ضـــرب الـعـمـق الـــروســـي، عـلـى الــرغــم من سماحها في مايو (أيار) الماضي لكييف باستخدام تلك الأسلحة فـي ضــرب أهـــداف داخـــل روسـيـا قــرب منطقة خـاركـيـف، الواقعة شمال شرقي أوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي. لكنّ المتحدّث باسم مجلس الأمــن القومي الأمـيـركـي، جون كيربي، شـدّد على أنّ «شيئاً لم يتغيّر» في السياسة الأميركية الرافضة لشنّ أي ضربة أوكرانية في عمق الأراضي الروسية. وأفـــــاد «مـعـهـد دراســـــة الـــحـــرب» المـسـتـقـل، ومـــقـــره الـــولايـــات المـتـحـدة، بـــأن أوكــرانــيــا حققت مـكـاسـب مـيـدانـيـة كـبـيـرة فــي أول يومين من التوغل. وأضاف أن تردد المسؤولين الروس بين تأكيد صد الهجوم، أو أنه سيتم صده قريباً، والاعتراف بحجم الاختراق على طـول الـحـدود، مـن المحتمل أن يعكس محاولة المـوازنـة بين إدانة أوكرانيا بسبب ما وصفه بوتين بـ«الاستفزاز»، والمخاطرة بغضب السكان بسبب انهيار الأمن. قلب الطاولة ورغـــم ذلـــك، عُـــدّ الـهـجـوم منعطفاً جـديـداً ومفاجئاً مـن قبل أوكرانيا. وذكــرت وسائل إعـ م أميركية عـدة أنـه يمثل محاولة مــن جــانــب كـيـيـف لـقـلـب الــطــاولــة عـلـى مـوسـكـو، بـعـدمـا فـاجـأت روسيا أوكرانيا في مايو، عندما هاجمت قواتها عبر الحدود، المنطقة الواقعة شمال خاركيف. ويعد هذا التوغل، ثالث هجوم بري أوكراني كبير على الأراضي الروسية منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا قبل أكثر من عامين. لكن يبدو أنه الأكبر، وفقاً لمحللي الاستخبارات مفتوحة المصدر الذين يدرسون الصور ومقاطع الفيديو من المنطقة الروسية التي تتعرضللهجوم، وهي مساحة ممتدة من الحقول الزراعية والغابات والبلدات الصغيرة. ويـــقـــدر بـعـض المـحـلـلـ أن أوكـــرانـــيـــا أرســـلـــت المـــئـــات من القوات إلى روسيا. وسيكون ذلك بمثابة التزام كبير في وقت تتعرض فيه الــقــوات الأوكــرانــيــة لضغوط شـديـدة على طول الـخـطـوط الأمـامـيـة فــي جـنـوب وشـــرق الــبــ د. وقـــال محللون ومـــــدونـــــون عـــســـكـــريـــون روس إن الـــتـــقـــدم الأوكـــــرانـــــي يـشـمـل وحـــدات مـن الجيش الـنـظـامـي. وسـيـكـون ذلــك بمثابة تغيير عـن التوغلات السابقة، التي نفذتها مجموعات مسلحة من المنفيين الروس بدعم من الجيش الأوكراني. تشكيكفي نيّات كييف وتشير الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، والتي تم التحقق منها من قبل محللين عسكريين مستقلين، إلى أن القوات الأوكرانية تجاوزت الدفاعات الحدودية في المنطقة، وكــانــت تــنــاور عـلـى الــطــرق داخــــل روســـيـــا. كـمـا أســــرت جـنـوداً روساً ودمـرت موقعاً حدودياً روسياً. لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت القوات الأوكرانية تنوي حفر الخنادق ومحاولة الاحتفاظ بالأراضي الروسية أم الانسحاب. وتـــســـاءل بـعـض المـحـلـلـ الـعـسـكـريـ عــن الأســـبـــاب التي تدفع أوكرانيا إلى الزج بجنودها ومواردها الشحيحة أصلاً، فـي هـجـوم محفوف بـالأخـطـار، وفـتـح جبهة جـديـدة فـي وقت تخوض فيه معارك ضارية للاحتفاظ بمواقعها على أراضيها. وتوقع هؤلاء أّ يؤدي هذا الهجوم إلى تغيير في ميزان القوى الحالي في ظل احتفاظ روسيا بتفوق في العديد والعتاد. واشنطن: إيلي يوسف عدّ أن البلاد حصلت على استقلال ثانٍ بعد إطاحة الشيخة حسينة محمد يونسرئيساً لحكومة بنغلاديشالانتقالية أعلن محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام، أن بنغلاديش حصلت على استقلال ثـــانٍ، وذلـــك لــدى عـودتـه إلــى دكــا أمـــس؛ لأداء الـيـمـ الــدسـتــوريــة رئـيـسـ لـحـكـومـة مؤقتة تقود «عملية ديمقراطية» نحو الانتخابات، بعد إطاحة رئيسة الــوزراء السابقة الشيخة حسينة. وبــــعــــد وقــــــت قـــصـــيـــر مــــن وصــــولــــه إلـــى العاصمة دكا، قال الخبير الاقتصادي البالغ عاماً أمام الصحافة وأنصاره، 84 من العمر إنّ «بـــنـــغـــ ديـــش تــعــيــش يـــومـــ جــــديــــداً مـن الـنـصـر. بـنـغـ ديـش حـصـلـت عـلـى اسـتـقـ ل ثانٍ»، مشيراً إلى «يوم مجيد». وأدى يــــونــــس الــــيــــمــــ الــــدســــتــــوريــــة، الـــخـــمـــيـــس، لـــقـــيـــادة الـــحـــكـــومـــة المـــؤقـــتـــة فـي بنغلاديش كمستشار رئيسي لها. وقــال يونس خــ ل مـراسـم أداء اليمين: «سأحافظ على الدستور وأدعمه وأحميه»، مضيفاً أنه سيؤدي واجباته «بصدق». وتــأتــي عـــودة يـونـس بـعـد أعــمــال عنف شخص وفرار 400 أسفرت عن مقتل أكثر من رئيسة الحكومة المخلوعة الشيخة حسينة، الاثـــــنـــــ . وكـــــــان يــــونــــس فــــي المـــنـــفـــى بــعــدمــا صدرت بحقّه إدانة جنائية في بداية العام. وأكــــد يــونــس لــــدى عـــودتـــه أنّ أولــويــتــه ستكون استعادة «القانون والنظام». وقال: «إذا كنتم تثقون بـي، تـأكّـدوا من عـدم وقوع أيّ هـجـوم ضــدّ أيّ شخص فـي أي مـكـان في البلاد». وقال قائد الجيش الجنرال وقر الزمان، في خطاب متلفز موجه للأمة، إنه «واثق» من أن محمد يونس سيكون «قـــادراً على قيادة عملية ديمقراطية جيدة سنجني ثمارها». وكـــان يـونـس قـد وصــل مـن بـاريـس إلى دكـا بعد ظهر أمـس، وقـال في بيان: «أناشد الجميع بـشـدة الـحـفـاظ عـلـى الـــهـــدوء. رجـــاءً الامتناع عن جميع أنواع العنف». وتــــعــــهّــــد يـــــونـــــس، أول مـــــن أمــــــــس، فـي مـقـال نـشـره فــي مـجـلّـة «ذي إيكونوميست» الـبـريـطـانـيـة، أنّــــه سـيـبـذل كـــلّ مــا فــي وسـعـه لضمان «تنظيم انتخابات حـرة ونزيهة في الأشـــهـــر المــقــبــلــة»، مـضـيـفـ أنــــه يـنـبـغـي على الشباب «ألا ينشغلوا بتصفية الحسابات، كما فعل كثر في حكوماتنا السابقة». كذلك، دعا طـارق الرحمن، رئيس حزب بــنــغــ ديــش الــوطــنــي بـــالإنـــابـــة، وهــــو حـركـة المـــعـــارضـــة الـرئـيـسـيـة لـلـنـظـام الـــســـابـــق، إلــى إجـراء انتخابات «في أقرب وقت ممكن»، في كلمة وجّهها عبر الفيديو إلى حشد كبير في دكا، من منفاه في لندن الذي لجأ إليه خلال ولاية الشيخة حسينة. وسهّلت عـودة محمد يونس إلى بلاده تبرئته، الأربــعــاء، فـي محكمة استئناف من تهمة انـتـهـاك قــانــون الـعـمـل. وكــانــت إدانـتـه أمـــام المـحـكـمـة الابـتـدائـيـة فــي يـنـايـر (كـانـون الـــثـــانـــي) الــحــكــم الــوحــيــد الـــصـــادر ضــــده في أكثر من مائة دعوى جنائية تستهدفه، ويعدّ المدافعون عنه أن أهدافها سياسية. دكا: «الشرق الأوسط» محمد يونسيصافح كبار الضباط في مطار دكا أمس(أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky