issue16690

6 حربغزة ... تتمدد NEWS Issue 16690 - العدد Thursday - 2024/8/8 الخميس ASHARQ AL-AWSAT بعضهم ينتظر وبعضهم قرر المغامرة نازحو الجنوب يخشون تهجيراً ثانياً ولا يتأقلمون بعيداً عن أرضهم رغــــــــم مــــــــــرور عــــــشــــــرة أشــــــهــــــر عـــلـــى نـــزوحـــهـــم مــــن قــــراهــــم والـــعـــيـــش خــــارج مـنـازلـهـم، فــإن الجنوبيين الـذيـن تركوا أرضـــهـــم هــربــا مـــن الـــحـــرب لـــم يـتـأقـلـمـوا مــع «حـيـاتـهـم الــجــديــدة»، بــل لا يـزالـون يـنـتـظـرون لـحـظـة الـــعـــودة إلـــى ديــارهــم، ويخشون في الوقت نفسه النزوح مرة ثانية، مع التهديدات بتوسع الحرب. هم يحاولون قدر المستطاع تسيير أمـــــــورهـــــــم، لــــكــــن الــــحــــســــرة تـــبـــقـــى عــلــى أرزاقهم ومنازلهم التي إن لم تدمّر فقد تـعـرضـت لأضــــرار جـسـيـمـة تـحـتـاج إلـى وقت لإعادة إصلاحها. بـــعـــضـــهـــم لا يـــــــــزال يـــنـــتـــظـــر ويـــعـــد الأيـــــــام لـــلـــعـــودة، والـــبـــعـــض الآخــــــر قــــرّر عـــــدم الاســـتـــســـ م لـــ نـــتـــظـــار، فـــبـــدأ مـن نقطة الـصـفـر فــي مـغـامـرة جــديــدة، كما فعل علي غـنـدور الـــذي نــزح مـن منطقة الخيام الـحـدوديـة إلـى مدينة النبطية، حــيــث افــتــتــح مـطـعـمـا، عــلــى غــــرار الـــذي كــــان يـمـلـكـه فـــي بــلــدتــه. ويــتــحــدث علي لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» عـــن رحــلــة نــزوحــه قـــــائـــــ ً: «صــــمــــدنــــا فــــي الــــخــــيــــام، شـــهـــراً 7 ونـــصـــف شـــهـــر بـــعـــد بـــــدء الــــحــــرب فــــي أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) قـبـل أن ننتقل إلـى زحلة فـي البقاع لمـدة شهرين، لكن بـــعـــد ذلــــــك، وعـــنـــدمـــا رأيــــنــــا أن الـــحـــرب ســـتـــطـــول ولا نــــعــــرف مـــتـــى ســتــنــتــهــي، قررت البدء مجدداً من الصفر، وانتقلت إلــــــــى الــــنــــبــــطــــيــــة فــــــي الــــــجــــــنــــــوب، حــيــث افـــتـــتـــحـــت مــطــعــمــا كــــالــــذي كـــنـــت أمــلــكــه فــي الــخــيــام، آمــــً عـلـى الأقــــل فــي تـأمـ لـقـمـة الـعـيـش لــي ولـعـائـلـتـي. سـاعـدنـي بـعـض الأشــخــاص مــن الأقــــارب والأهـــل. استأجرت محلاً واستطعت نقل بعض المعدات واشتريت البعض الآخر. «هـــــــي مــــغــــامــــرة لا شـــــــك، لا ســيــمــا أنـــنـــي دفـــعـــت كـــل مـــا أمـــلـــك مـــن المـــــال مـع ديـــون إضــافــيـة، لـكـن لا يمكننا انـتـظـار المـــجـــهـــول»، بــهــذه الـكـلـمـات يـصـف علي خطوته، ويشدد على أن العودة الفورية إلـــى الــخــيــام، فــي الــيــوم الــثــانــي لتوقف الحرب ليست ممكنة، موضحا: «الحياة فـــي الـــخـــيـــام بـــاتـــت مـــعـــدومـــة، والـــعـــودة إلـــيـــهـــا تـــحـــتـــاج إلــــــى ســـنـــتـــ أو أكـــثـــر، وبـالـتـالـي الأرجـــح سنبقى فـي النبطية على أمـل ألا نضطر للنزوح مـرة أخـرى إذا توسعت الحرب». ويــــــؤكــــــد عـــــلـــــي أنــــــــه وعـــــائـــــلـــــتـــــه لـــم يـتـأقـلـمـوا فــي حـيـاتـهـم الــجــديــدة، لكنه يـحـاول تسيير أمـورهـم بالحد الأدنـــى، ويــــــقــــــول: «دمّـــــــرنـــــــا نـــفـــســـيـــا ومـــعـــنـــويـــا ومـــــاديـــــا... ولا يــمــكــن مـــقـــارنـــة مــدخــول المـطـعـم الــجــديــد بـمـطـعـم الــخــيــام، الـــذي مضى على افتتاحه سبع سنوات، لكن على الأقل أؤمن لقمة العيش». ويلفت إلى أنه يحاول، على أبواب العام الدراسي الجديد، تأمين ولديه في مــدرســة فــي الـنـبـطـيـة، «الـسـنـة المـاضـيـة بــــالــــكــــاد تـــعـــلـــمـــا، الـــــتـــــدريـــــس أونــــ يــــن بــــ نـــتـــيـــجـــة، عـــلـــى أمـــــل أن أتـــمـــكـــن مـن تسجيلهما هذا العام في مدرسة». وكما علي، تعد كل من أم سليمان وجـــورج الأيـــام لانـتـهـاء الــحــرب؛ الأولــى نزحت من يارون، البلدة الحدودية إلى البابلية في قضاء صيدا، والثاني هرب من بلدة دبل، إلى المتن، وكلاهما (يارون ودبل) في قضاء بنت جبيل. تعيش أم سليمان في البابلية مع زوجـــهـــا وابــنــتــهــا وصـــهـــرهـــا، فـــي بـيـت صديق لهم، قدمه لهم مـن دون مقابل، فيما انتقل جــورج وعائلته وشقيقتاه إلــى بيت شقيقهم المـهـاجـر إلــى ألمانيا، فــي الــدكــوانــة، قـضـاء المـــ . والـعـائـلـتـان تــــحــــاولان الــتــأقــلــم بــصــعــوبــة عــلــى أمــل العودة السريعة إلى بلدتيهما. تقول أم سليمان لـ«الشرق الأوسط» أكتوبر، حين 7 «خرجنا من منزلنا في اشـتـد الـقـصـف بـاتـجـاه قـريـتـنـا، لـم نكن نتوقع أن تطول الحرب هذه المدة. وهذا الأمـــر بــدأ ينعكس سلبا على صحتنا، نشعر وكأننا دائما مرضى ومتعبون، هــــنــــاك دائــــمــــا حــــرقــــة فــــي الـــقـــلـــب لـكـنـنـا صــــابــــرون ومـــؤمـــنـــون بــأنــنــا سننتصر ونـــعـــود قــريــبــا إلــــى مـــنـــازلـــنـــا؛ لأنـــنـــا لـن نسمح للإسرائيلي أن ينجح فيما يريد ويهجّرنا من أرضنا». وإضافة إلـى خروجها من بلدتها، فالنزوح أبعد أم سليمان عن عائلتها، بحيث نزح كل منهم إلى منطقة، وتقول: «أصــبــحــت بــعــيــدة عـــن أهــلــي وإخـــوتـــي، وبــعــض الأحـــيـــان تـمـر أســابــيــع لأتـمـكـن من رؤيتهم، بعدما كنا نعيش معا في بلدة واحدة». ومع كل هذه الصعوبات، تـعـبّـر أم سـلـيـمـان عـــن خـشـيـتـهـا مـــن أن تضطر للنزوح مرة ثانية مع التهديدات بتوسع الـحـرب، وتـقـول: «الـيـوم نعيش هاجسا إضافيا وهو: إلى أين سنذهب إذا تـــوســـعـــت الـــــحـــــرب؟ خــــاصــــة مــــع مـا نـسـمـعـه عـــن ارتـــفـــاع أســـعـــار الإيـــجـــارات بشكل جنوني. 2006 ) فـــــي حــــــرب يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز هربنا إلى سوريا، لكن اليوم هذا الأمر غير ممكن، وتبقى أمنيتنا الوحيدة أن نعود إلى منزلنا في أقرب وقت». في المقابل، يبدو جــورج، ابـن بلدة دبل، أكثر اطمئنانا لاعتباره أن منطقة الدكوانة الواقعة في قضاء المـ ، حيث نـــــــزح، ســـتـــكـــون إذا تـــوســـعـــت الــــحــــرب، بعيدة عن الاستهداف، لكنه في الوقت عينه يعبر عن عدم قدرته على التأقلم، وهــو الـــذي اعــتــاد الـعـيـش فــي الـجـنـوب. ويــــقــــول لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــط»: «حــظــنــا كــان جـيـداً أنـنـا استطعنا الانـتـقـال إلـى مـنـزل شقيقنا، وتـابـعـت عملي مـدرسـا (أونلاين) كما ابني وابنتي. لكن أختي المــــــدرّســــــة، أيــــضــــا، لــــم تــحــتــمــل الـــنـــزوح الـــطـــويـــل وعـــــــادت إلـــــى دبــــــل، مـــنـــذ نـحـو شهر». ويـضـيـف «نـــرى أن وضـعـنـا أفضل من كثيرين من النازحين، لكننا جميعا ننتظر اليوم الذي ستنتهي فيه الحرب ونــــعــــود إلـــــى مـــنـــازلـــنـــا وأرضـــــنـــــا؛ لأنــنــا تعبنا التهجير ولم نعد نحتمل المزيد». بيروت: كارولين عاكوم أشهر على «المساندة»... حربجنوب لبنان بلا أفق 10 الـثـابـت الـوحـيـد فــي نـتـائـج حـــرب «المــســانــدة» الـتـي أطلقها أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لدعم قطاع 8 «حزب الله»، في غـــزة، الـخـسـائـر الاقـتـصـاديـة والـبـشـريـة الـتـي أصــابــت جنوب لبنان، بينما لا تزال النتائج السياسية غير واضحة، رغم تأكيد «حـزب الله» أنـه خفّف الضغط عن القطاع، ولـن يوقف الحرب في الجنوب، قبل وقف الحرب في غزة، مستنداً إلى «ضغوط» فرضتها الحرب على إسرائيل، وأبرزها نزوح عشرات الآلاف من الشمال، وتوقف النشاط الزراعي والصناعي على الحدود مع لبنان. إصابة، 2180 قتيلاً، و 530 في لبنان، تم توثيق أكثر من ألــــف نــــازح مـــن الـــبـــلـــدات الـــحـــدوديـــة، بـيـنـمـا تــقــدّر 100 ونــحــو وحـــدة سكنية 1900 المـؤسـسـات الحكومية اللبنانية وجـــود وحدة سكنية تعرضت لأضرار بالغة، 1500 مدمّرة بالكامل، و وحـــدة سكنية تعرضت لأضـــرار طفيفة. وتـضـررت 5600 و منشأة صناعية وتجارية، كما منعت الحرب 220 إثر الحرب مليون متر مربع من الأراضي الزراعية. 17 المزارعين من زراعة 200 ملايين و 3 وأدّت الحرب إلى خسائر زراعية لحقت بـ ألـــف مـتـر مــربــع تــعــرّضــت لــحــرائــق، وطــالــت بـسـاتـ الـزيـتـون والـحـمـضـيـات والمــنــاطــق الـحـرجـيـة. أمـــا خـسـائـر «حــــزب الـلـه» قياديين بـارزيـن، 3 مقاتلين، بينهم 404 البشرية، فناهزت الــــ وعلى رأسهم القائد العسكري المركزي فؤاد شكر. الاتصالات الدولية نجحت بمنع تمددها... وفشلت بخفض التصعيد مرات... بانتظار الحرب 4 «جبهة الدعم» تجمّد حياة اللبنانيين مـــنـــذ أن فـــتـــح «حــــــــزب الـــــلـــــه» جـبـهـة الجنوب اللبناني لـ«مساندة غزّة»، انقلبت حياة اللبنانيين رأسا على عقب، وانتابهم الـــخـــوف مـــن تـــحـــوّل هـــذه «المـــســـانـــدة» إلـى حربٍ تقضي على أحلامهم وتحوّلها إلى كابوس. وشـهـدت هــذه الـحـرب، أربـــع محطات بـــــــــــارزة رافــــقــــتــــهــــا تـــــهـــــديـــــدات وتــــرقــــبــــات لمـــســـارهـــا ومـــآلاتـــهـــا، بـــــدأت فـــي الأســـبـــوع الأول من الحرب، حيث طوقت التحركات الـدبـلـومـاسـيـة المـخـاطـر مــن تـوسـعـهـا، ثم تــصــاعــدت المـــخـــاوف مـــع اغــتــيــال الـجـيـش الإسرائيلي للقيادي فـي حركة «حماس» صالح الـعـاروري في الضاحية الجنوبية لــــبــــيــــروت، مـــطـــلـــع شـــهـــر يـــنـــايـــر (كــــانــــون الثاني) الماضي، وتداعت على أثره الوفود الـدبـلـومـاسـيـة إلـــى لـبـنـان وإســرائــيــل لمنع تمدد الحرب. المـحـطـة الـثـالـثـة كــانــت بُـعـيـد اغـتـيـال إسرائيل لقياديين فـي «الـحـرس الـثـوري» الإيــــــرانــــــي فــــي الــقــنــصــلــيــة الإيــــرانــــيــــة فـي دمــــشــــق، ورد إيــــــــران عـــلـــى الــــضــــربــــة، أمـــا الاختبار الرابع فهو الحالي مع اغتيالين نفذهما الجيش الإسرائيلي بحق المسؤول الـعـسـكـري المــركــزي فــي «حـــزب الــلــه» فــؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران، وهو ما وضع لـبـنـان فـــي مـرحـلـة الــتــرقــب، وجـــمّـــد حـيـاة اللبنانيين بانتظار الردود المتوقعة سواء من إيران والحزب، أم من إسرائيل في ردها على الرد. حرب مشاغلة... واغتيالات تــبــدلــت كــــلّ الــحــســابــات لــــدى أطــــراف الــــصــــراع، فــــ«حـــزب الـــلـــه» الـــــذي اعــتــقــد أن «مـشـاغـلـة» الإسـرائـيـلـيـ بعملياته التي وضعت مستوطنات الشمال تحت مرمى نـــيـــرانـــه، سـتـحـمـلـهـم عــلــى وقــــف الــهــجــوم على غـــزّة، وفــرض شـروطـه ضمن «تــوازن الــــردع» الـجـديـد، لــم تحقق الأهــــداف التي وضـــعـــهـــا الـــــحـــــزب. وفـــــي المــــقــــابــــل، اعــتــقــد الجيش الإسرائيلي أن عمليات الاغتيال الــتــي نـفـذهـا فـــي لـبـنـان وســـوريـــا ستدفع الحزب إلـى التراجع، وتجبره على تنفيذ والانسحاب إلى شمال مجرى 1701 القرار نهر الليطاني، الأمـر الـذي لم يتحقق رغم الضغوط الدولية. اغتيال العاروري وقصف القنصلية الإيرانية بدمشق عمليات جسّ النبض التي بدأت في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أشهر لدى الطرفين، لم 3 واستمرت لنحو تلتزم بها إسرائيل طويلاً، فسارعت إلى كسر قواعد الاشتباك، متخطية الخطوط الـــحـــمـــراء المـــرســـومـــة مـــنـــذ انـــتـــهـــاء حـــرب ، لتنفّذ عملية اغتيال 2006 ) يوليو (تموز فـــي عــمــق الــضــاحــيــة الــجــنــوبــيــة، وتـقـتـل نائب رئيس المكتب السياسي فـي حركة «حماس» صالح العاروري، وتستتبعها باغتيالات طالت قادة عسكريين وأمنيين لــلــحــزب فـــي الــجــنــوب والـــبـــقـــاع والـــداخـــل الـسـوري، ومـا بـ كـلّ هـذا وذاك، تجرّأت عـــلـــى قـــصـــف الـــقـــنـــصـــلـــيـــة الإيـــــرانـــــيـــــة فـي دمشق وقتل القيادي البارز في «الحرس الـــثـــوري» الإيـــرانـــي الـجـنـرال محمد رضـا زاهدي، وعدد من المستشارين الإيرانيين وكوارد في «حزب الله». بعد استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية ومقتل زاهدي، عاشت الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية ساعات طـــويـــلـــة مــــن حـــبـــس الأنـــــفـــــاس، وجــــــاء ردّ طهران في منتصف شهر أبريل (نيسان) المــــــاضــــــي بـــقـــصـــف إســـــرائـــــيـــــل بـــعـــشـــرات المـسـيـرات والـصـواريـخ الباليستية، غير أن نتيجته جاءت متواضعة أعلنت على أثره طهران أن ردّها كان كبيراً وتاريخيا. فـــــي كـــــل مــــــرة كــــــان يـــتـــصـــاعـــد فـيـهـا الــــتــــوتــــر، كـــانـــت الـــحـــركـــة الــدبــلــومــاســيــة تـتـفـعـل، ونـجـحـت فـــي مــــرات سـابـقـة قبل الــــــرد عـــلـــى اغـــتـــيـــال شـــكـــر وهـــنـــيـــة، بـمـنـع توسعة الحرب، لكنها لم تنجح بخفض التصعيد وإنهاء الحرب القائمة. ويــــــــــــرى مــــــصــــــدر دبــــــلــــــومــــــاســــــي أن «الاتــــــصــــــالات الــــدولــــيــــة لــــم تـــنـــجـــح حـتـى الآن فــي تخفيف حـــدّة التصعيد مــا بين إسـرائـيـل مـن جـهـة، وإيـــران و(حـــزب الله) من جهة ثانية». ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «لبنان سيشهد أياما صعبة ومـــصـــيـــريـــة بـــانـــتـــظـــار ردّ الــــحــــزب عـلـى اغـتـيـال قــائــده الـعـسـكـري وتــرقّــب المـوقـف الإسـرائـيـلـي مـنـه»، مشيراً إلــى أن «إقـفـال بــعــض الـــســـفـــارات أبـــوابـــهـــا فـــي بـــيـــروت، ودعــــــــوات الــــســــفــــارات الـــغـــربـــيـــة المـــتـــكـــررة لمواطنيها بــضــرورة مــغــادرة لبنان على الــــفــــور، كـــلّـــهـــا تـــزيـــد مــــن قــيــمــة الــتــحــذيــر وإفهام الحزب بأن أي عملية كبيرة ضدّ إسرائيل ستكون لها تداعيات كبيرة على لبنان». وتـــــمـــــنّـــــى المــــــصــــــدر الــــدبــــلــــومــــاســــي أن «يـــفـــهـــم أطـــــــراف الــــصــــراع أن الــحــركــة السياسية والدبلوماسية الناشطة تجاه تل أبيب وبيروت وطهران، هي محاولات الساعة الأخـيـرة لمنع الانـــزلاق إلــى حرب واسعة». قواعد الاشتباك رغــــــــم الــــــتــــــطــــــورات الــــخــــطــــيــــرة الـــتـــي شهدتها الجبهة اللبنانية والاغـتـيـالات والضربات الموجعة التي تلقاها، لم يكسر «حزب الله» قواعد الاشتباك، صحيح أنه نفّذ عمليات تخطّت خمسة كيلومترات، ونجح في إصابة مراكز ومقرات للجيش والاســـتـــخـــبـــارات الإســـرائـــيـــلـــيـــة، لـكـنـه آثــر عـــــدم ارتــــكــــاب خـــطـــأ اســـتـــراتـــيـــجـــي يــــؤدي إلــــى قــتــل مــدنــيــ إســرائــيــلــيــ ، ويـعـطـي بنيامين نتنياهو وحكومته المـبـرر لشنّ حـــرب واســعــة عـلـى لـبـنـان، إلـــى أن جــاءت عملية مجدل شمس في الجولان السوري مـدنـيـا 14 المـــحـــتـــلّ الـــتـــي أدت إلـــــى مــقــتــل غـالـبـيـتـهـم مـــن الأطـــفـــال، ورغــــم أن «حـــزب الله» نفى مسؤوليته عنها، فـإن تل أبيب حـمّـلـتـه تـبـعـاتـهـا، وردّت عليها باغتيال الــقــائــد الـعـسـكـري الأول فـــي الـــحـــزب فـــؤاد شــكــر داخـــــل مــنــزلــه فـــي حـــــارة حـــريـــك في الضاحية الجنوبية، وبعد ساعات اغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية داخل غرفة نومه في قصر الضيافة في طهران. قلق ونزوح بانتظار أن يأتي ردّ «حزب الله» على اغتيال شكر، والـــردّ الإيـرانـي على اغتيال هــنــيّــة، يـعـيـش الـلـبـنـانـيـون ســـاعـــات قلق شديد، يعززها دعـوات السفارات الغربية والعربية رعاياها إلى مغادرة لبنان على الـــفـــور، مــتــرافــقــة مـــع وقــــف أغــلــب شــركــات الــــطــــيــــران رحــــ تــــهــــا إلــــــى مــــطــــار بـــيـــروت الدولي. وأثــــــــارت عــمــلــيــة اغـــتـــيـــال فــــــؤاد شـكـر فـــي عـمـق الـضـاحـيـة الـجـنـوبـيـة، مـخـاوف اللبنانيين خصوصا المقيمين في ضاحية بـــــيـــــروت الـــجـــنـــوبـــيـــة، الـــــذيـــــن اســـتـــعـــادت التي 2006 ذاكرتهم مشاهد حـرب يوليو شـــهـــدت تـــدمـــيـــراً واســــعــــا، حـــيـــث ســـارعـــت آلاف الـعـائـ ت إلـــى مــغــادرة المنطقة فــوراً إلـــــى مــــــدنٍ وبـــــلـــــدات آمـــنـــة أو أقــــــلّ خـــطـــراً، وغالبيتهم انتقل إلى منازل استأجروها فــــي وقـــــت ســـابـــق فــــي جـــبـــل لـــبـــنـــان، فـيـمـا تركت العملية والتهديد بالانتقام نتائج سلبية على الوضع الاقـتـصـادي، عززتها مــــغــــادرة الـــجـــالـــيـــات الأجـــنـــبـــيـــة وغــالــبــيــة المغتربين الذين حضروا إلى لبنان لقضاء موسم الاصطياف، ترافق ذلـك مع تراجع فــي حـركـة الأســـــواق، بـالإضـافـة إلـــى إلـغـاء معظم المهرجانات الفنية والحفلات التي كـــانـــت مــــقــــررة مـــنـــذ أشــــهــــر، فــيــمــا ألـغــيــت آلاف الحجوزات في الفنادق والمؤسسات السياحية. بيروت: يوسفدياب شهدتهذه الحرب أربع محطات بارزة رافقتها تهديدات وترقبات لمسار تطورها

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky