issue16690

أهم ما يجب أن تفعله خلال وقت قصير داخل المدينة ساعة في كيب تاون؟ 36 كيف تمضي أجمل مـــــديـــــنـــــة كـــــيـــــب تــــــــــــاون ســـــــاحـــــــرة بـــكـــل المقاييس، إنها مبنية على المحيط الأطلسي، حول جبل، مما يسمح بإطلالات خلابة في كل اتجاه. ومع ذلك، فإن الإرث القاسي لعهد الــفــصــل الــعــنــصــري، عــنــدمــا دفــعــت حـكـومـة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا الأغلبية الــــســــوداء إلــــى أطـــــراف المـــديـــنـــة، هـــو بـمـثـابـة الـحـقـيـقـة الـــواضـــحـــة. لا تــــزال المــنــاطــق الـتـي يـمـيـل مـعـظـم الـــزائـــريـــن إلــــى الـــذهـــاب إلـيـهـا يـقـطـنـهـا ســـكـــان بــيــض إلــــى حـــد كــبــيــر. إلــى يومنا هـذا، يمكن أن يثير التجول في كيب تـاون بوصفك شخصاً ملوناً، لحظات غير مريحة. لـكـن جـنـوب أفـريـقـيـا تحتفل هــذا الـعـام عـــامـــ عـــلـــى الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة، وقـــد 30 بــــمــــرور حــاولــت، على الـرغـم مـن كـل الـتـحـديـات التي تـواجـهـهـا، تـبـنـي شــعــار «أمــــة قـــوس قــــزح» - مكان للتنوع العرقي والإثـنـي. وانطلاقاً من تلك الــــروح، تتخلى كيب تـــاون عـن هويتها الأوروبـــيـــة المــركــزيــة وتـتـبـدى كـمـركـز ثقافي أفريقي ثري. تناول الطعام فيسوق افــتــتــحــت ســـــوق «تــــايــــم آوت مــــاركــــت»، وهـــــي ســلــســلــة قــــاعــــات الـــطـــعـــام الـــراقـــيـــة فـي العديد من المـدن العالمية الكبرى، أول موقع لها في أفريقيا العام الماضي في مكان واسع ذي طــابــع صـنـاعـي عـلـى الــواجــهــة الـبـحـريـة الرئيسية. توقف عند مطعم «مليلو» لتجربة لمسات الشيف «فوسي ندلوفو» العالمية على طـبـق «شـيـسـانـيـامـا» الـتـقـلـيـدي، أو الــشــواء الجنوب أفريقي. اطلب لحم الضأن السنغالي رانــــــداً) أو ســمــك الـــنـــازلـــي المـــشـــوي مع 180( رانــداً). على الناحية 250( الصلصة الغانية الأخرى من القاعة، في مطعم «بركات»، يقدم الـــزوج والــزوجــة «يــولانــي أبـراهـامـس وأنــور عـبـد الـلـطـيـف» أطـبـاقـ مـسـتـوحـاة مــن طهي الطعام الماليزي في كيب تــاون، وهـو مطبخ نشأ فـي أحـضـان مطابخ جنوب شـرق آسيا الـذيـن كـانـوا غالباً عبيداً للمستعمرين في جـنـوب أفـريـقـيـا. لا يمكنك أن يفوتك تناول رانــــداً) أو طبق 195( سـمـك كينكليب المـقـلـي «بــوبــوتــي»، وهـــو طـبـق يـقـدم الـلـحـم البقري المــفــروم بـالـكـاري الـحـلـو والمـغـطـى بكاسترد رانــداً). تناول حلوى «كويستر» 80( البيض رانــــــــدات)، وهــــي عـــبـــارة عـــن كــــرة مـحـ ة 10( شبيهة بالدونات. تسلق الجبل تكثر المسارات في هذه المدينة الجبلية. القمم الأكـثـر شـهـرة هـي جبل «تـيـبـل» وجبل «رأس الأســد»، وبالفعل يمكن أن يوفر المشي لمسافات طويلة إلى أعلى هذه القمم الكثير من التمارين والمـغـامـرة. ولكن لتجنب الازدحـــام والاستمتاع بـإطـ لات ساحلية بـ انقطاع، جرب مسار «بايليز كلوف»، وهو مسار آخر بمناظر خلابة يبدأ على طـول الساحل على دقيقة خارج وسط المدينة. 30 بعد نحو جولة في الطبيعة الخلابة يــبــلــغ طـــــول طـــريـــق «تـــشـــابـــمـــانـــس بـيـك أمـــيـــال ونـــصـــف المـــيـــل عــلــى طــول 5 » درايـــــــف سـاحـل المحيط الأطـلـسـي المـتـعـرج الممتد من خليج «هـــوت» إلــى «نـــوردهـــوك»، وغـالـبـ ما يعد واحداً من أجمل الطرق على هذا الكوكب. إنـــه مــزيــج مــن الــســاحــل الــصــخــري مــع المـيـاه الــخــضــراء حـتـى نـهـايـة المـــــدى. احــــرص على عـــدم الـتـعـرض لـلـريـاح الـقـويـة عـنـد الـخـروج لالـتـقـاط الــصــور فــي إحــــدى نــقــاط المـشـاهـدة الـــعـــديـــدة. فـــي نــهــايــة الـــطـــريـــق، تـــوقـــف عند شـاطـئ «نـــوردهـــوك» واستمتع بـالمـشـي. إنه سهل رملي واسع ومسطح تشعر فيه وكأنك في صحراء على المحيط. (لاحـظ أن الطريق رانداً). 61 برسوم بدءاً من درسفي التاريخ شُــيــدت «قلعة الــرجــاء الـصـالـح» لتكون من قبل مستعمري 1666 حصناً بدءاً من عام شـركـة الهند الشرقية الـهـولـنـديـة. وهـــي الآن أقدم مبنى استعماري في جنوب أفريقيا. لقد خدمت العديد من الأغــراض على مر السنين، بما في ذلك قاعدة عسكرية، وميناء للعبيد، متاحف 9 ومقر حكومي. تضم القلعة اليوم صـغـيـرة تحكي قـصـة الأشـــخـــاص المتنوعين الذين شكّلوا كيب تاون والأمة بأسرها. تـــم إنـــشـــاء «مُـــتـــحـــف تـــــراث كـــيـــب» على يـد المـحـامـي الحقوقي «إيـغـشـاون هيغينز» خــ ل جائحة «كـــورونـــا». باستخدام القطع 25 الأثـريـة الـتـي جمعها هيغينز على مــدى عــــامــــ ، يــــــروي المـــتـــحـــف قـــصـــص الاســتــعــمــار الاســتــيــطــانــي والمـــجـــمـــوعـــات المـخـتـلـفـة الـتـي عانت من هذا القمع، بمن فيهم شعب الخوي، والــســكــان الأصــلــيــون، والمـسـلـمـون فــي كيب، وقبيلة الخوسا. تضم القلعة أيضاً مجموعة «ويليام فيهر»، وهي مجموعة من اللوحات الــزيــتــيــة والـــفـــنـــون الــزخــرفــيــة الـــتـــي أنـشـأهـا المستعمرون والتي تعكس موضوعات مثل العبودية وحروب سلب الملكية. أماكن تناول الطعام «تايم آوت مـاركـت»: صالة طعام راقية تقدم تشكيلة متنوعة من الأطعمة الجنوب أفريقية. «ثـــــيـــــرابـــــي»: مـــطـــعـــم يــــديــــره اثــــنــــان مـن مــنــســقــي الأغـــــانـــــي مــــن بــــلــــدة «خــايــلــيــتــشــا» الـــــــســـــــوداء، يــــقــــدم طـــعـــامـــ مـــريـــحـــ وأجــــــــواء عصرية. «مطبخ هـــاري»: يقع المطعم في مزرعة لـلـعـنـب فـــي «فــرانــشــهــوك» مـــع إطـــــ لات على الــجــبــال، ويـــقـــدم مـــا يـصـفـه الــشــيــف، المـتـعـلّـم ذاتياً، بأنه مأكولات أفريقية مميزة. فــي «كــ يــن غـــويـــدراســـت»، أول مصنع نــبــيــذ مــمــلــوك بــالــكــامــل لــلــســود فـــي «وادي فـــرانـــشـــهـــوك»، يـمـكـنـك إقــــــران تـــــذوق الـنـبـيـذ الخاص بك مع بوفيه «كيب ملايو» الشهي، الذي يضم لحم الضأن المشوي على السيخ. يــــــقــــــدم مــــطــــعــــم وبــــــــــــار «روبــــــــــنــــــــــز» فـــي «فرانشهوك» أطباقاً مبتكرة مستوحاة من التقاليد العائلية. *خدمة «نيويورك تايمز» يمكن ممارسة العديد من الهوايات المائية في كيب تاون (نيويورك تايمز) * كيب تاون (جنوب أفريقيا): جون إليغون مدينة كيب تاونساحرة بكل المقاييس(نيويورك تايمز) سفر وسياحة TRAVEL 21 Issue 16690 - العدد Thursday - 2024/8/8 الخميس في قلب بيروت وبين جبيل والبترون تعبَق رائحة الأرض بيتان يتجاوز عمرهما القرن يأتيان بالقرية اللبنانية إلى المدينة لـيـسـت الأمـــاكـــن بــحَــجَــرهــا وسـقـوفـهـا، بـل بقدرتها على المـــسّ بـالـداخـل الإنـسـانـي، كــأنْ تعبَق برائحة أو تُـحـرّك ذكــريــات... بين منطقتَي الجمّيزة ومـار مخايل في بيروت، مـــســـاحـــة مــــن هـــــذا الـــصـــنـــف تــــكــــاد لا تـشـبـه موقعها، المـــدن صاخبة لا تنجو مـن وجـوه الـزحـمـة؛ بـشـر وســـيـــارات وعــمــران وأصـــوات وانفعالات، أمكنة مثل «بيت توريف» تُذكّر بالقرى الجميلة. وبــــ جــبــيــل والــــبــــتــــرون، يـنـتـظـر بـيـتٌ يُسمّى «قصرا» باحثين عن انسلاخ ما، ربما عن كل ما هو مُتشابه، وربما للتماهي مع شجرة يعبُرها الهواء. هـذان البيتان خارج «الوسط»، مساحتهما الخاصة بعيدة قليلاً عن الجوّ العام؛ واحد في بيروت، يخترقها على شكل قرية، والثاني في منطقة «غرزوز» بـــقـــضـــاء جـــبـــيـــل. يـجـمـعـهـمـا أيـــضـــ تــــجــــاوُزُ عـمـرِهـمـا الـــقـــرن، ووقـوفـهـمـا شــاهِــدَيــن على تحوّلات لبنان. أمــــضــــى ســــاســــ مــــزرعــــانــــي، صــاحــب فكرة «تـوريـف»، سنوات خـارج لبنان، وظلّ الـشـوق يُـحـرّك والحنين يلفح، لمـا عـاد خطر لـه: «لِــمَ لا آتـي بالقرية إلـى بـيـروت؟». يُخبر «الـشـرق الأوســـط» أنّ المسألة مـردّهـا رغبته فــي أّ يشعر إنــســان بـأنـه بــ جــــذور، يريد للمغتربين خصوصاً تمضية أوقـــات حلوة فــي جـــوّ قـــــروي، فــ تـصـيـب بـعـضـهـم غـصّـة الولادة في المدينة. عــــامــــ ، ويـحـلـو 20 عُـــمـــر المــــنــــزل قـــــرن و لمـسـتــأجــره الــحــديــث عـــن «رائـــحـــة المـــاضـــي»، يـقـول إنّ الآتـــي يشمّها فـي كـل زاويــــة. حـوّل السطح إلى حديقة، «كما في القرى»، وترك الطبقة السفلية لجَمعة السّفرة، وفي الأرجاء زرعٌ وزهور. هذه «عريشة» تتسلّق الجدران، وتفرش أوراقـهـا على أحجار الماضي، وتلك «لــيــفــة» تـنـمـو وتُــثــمــر، وبـــجـــوارهـــا أصـنـاف الـــعـــطـــور: يــاســمــ وغـــارديـــنـــيـــا؛ وأصـــنـــاف شجر: لوز ودرّاق؛ وما لا يعلو في الارتفاع، مثل النعناع والـبـصـل، لكنه ينضمّ إلــى ما يُحلّي المنظر. يـعـنـي الاســــم جــولــة فـــي الـــريـــف، فـولـد «توريف». يقول ساسين مزرعاني إنّ الطابع الـقـروي يشمل أيضاً توظيف يـد عاملة من النساء؛ لدعم النمو الاقتصادي في المناطق الريفية، فالطعام مصدره المنازل في القرى، والمرطبانات فـي «النملية» موقّعة بأسماء صُــنّــاعــهــا، ومُـحـمّـلـة بــلــذائــذ الـطـبـيـعـة، تلك «الـنـمـلـيـة»، كـمـا أطــلــق عليها أجــــداد الـقـرى اللبنانية، أي خزانة المونة، واقفة في المكان كأنها شجرة بين الأشجار، تنضمّ إلى خبز «التنّور» المُستعمل على المائدة لمَنْح النكهة أصالتها. وإذا كانت قصة «بيت تـوريـف» وُلــدت من رغبة في مشاركة القرية مع الجميع، فإنّ حكاية «قــصــرا» وُلـــدت مـن قـطـاف الـزيـتـون. تـقـول صاحبة الـفـكـرة ريـــدا عـــازار لــ«الـشـرق ،2017 الأوســـــط» إنّ الــبــدايــة كــانــت مـــن عـــام «فـشـهـدنـا آلام لـبـنـان ومـــا تـحـمّـل». حينها، دعت الناس إلى «ورشة عمل» لتعليم قطف الزيتون، وفوجئت بالمهتمّين. ليس «قـصـرا» منزلاً كبيراً، بل تُشبهه عاماً، وغرفه 150 بـ«البيت الـزراعـي»، عمره مفتوحة بعضها على بـعـض، وكـمـا قطاف الــزيــتــون تـتـوالـى ورش صـنـاعـة الـصـابـون، وأخــــرى لتعليم الأولاد الـــزراعـــة، وبـرنـامـج للسير فــي المـنـطـقـة، وهـــي مُـحـايـدة تقريباً، فــيــحــدُث اكــتــشــافــهــا، فـــي الـــقـــرى الـلـبـنـانـيـة، بعض هذه المشاوير يُسمّى «سْليقة»، وفيه يُــمــيّــز الــخــبــراء بـــ الــنــبــات الــصــالــح لـأكـل وآخر لا مكان له في البطون الجائعة. مـتـر عــن سطح 400 عـلـى ارتـــفـــاع نـحـو الــــبــــحــــر، يـــــحـــــدُث الـــــتـــــعـــــارف بـــــ الإنـــــســـــان والطبيعة، فتُميّز العين مرة تلو الأخرى بين النبات المُتشابه في شكله وأوراقه، والذي لا يفكّ ألغاز تشابهه هذا سوى خبراء الأرض. مــثــل ســـاســـ مـــزرعـــانـــي، لا تستسيغ واقـــع أنّ البعض مـحـروم مـن قـريـة، فتجعل المـنـزل العتيق مساحة للتعويض. برأيها، «عـلـى الـريـف والمـنـاطـق المــجــاورة الـنـمـوّ، ما يــتــيــح فـــــرص الـــعـــمـــل ويُـــــحـــــرّك الاقـــتـــصـــاد»؛ لـــذا تـشـتـري الــحــاجــات مـــن جـــارهـــا الـــدكـــان، ومكوّنات الطبخ من نساء المنطقة، وما يلزم مباشرة من أراضي المزارعين بقُربها. وماذا يعني «قصرا»؟ فتروي: «القصة تعود إلـى مرحلة العثمانيين، حين اعتادت عـــمّـــتـــي زيـــــــــارة هــــــذه الأرض فـــــي الــــظــــروف الــصــعــبــة، راح الــبــعــض يـسـخـر مـــن ولائــهــا لـــلـــتـــراب، فــســمّــوا المـــكـــان (قـــصـــرا) بـالـعـامـيـة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، والمــــقــــصــــود (قــــصــــرهــــا)، بــنــيّــة تـسـخـيـفـه؛ لـكـونـه لــم يـكـن عــمــارة بــعــد، ومـا اندفعت لحبّه بهذا الشكل سـوى لأنـه قصرٌ مــــن وهـــــــم. حـــافـــظـــتُ عـــلـــى الاســــــــم، وتــــحــــوّل (قصرا) من لحظة ساخرة إلى مشروع». مَــــــــن تـــخـــطـــر لــــــه الـــــقـــــهـــــوة يـــــدخـــــل إلــــى المـطـبـخ ويــعــدّهــا للجميع، «كــمــا فــي مـنـازل أهـل الـقـرى». تتابع ريــدا عـــازار إنّ «الثلاجة والخزائن متاحة للزوار»، لا تريدهم أن يأتوا مـن أجــل الــغــداء فـقـط، ثـم يــغــادرون مـن دون اكـتـمـال الـتـجـربـة، «لــســتُ مطعماً، بــل مكان مـريـح». يُشاركها ساسين مـزرعـانـي الوفاء للفكرة: «لسنا فندقاً ولا كافيه، نحن رائحة القرية في بيروت». بيروت: فاطمة عبدالله حكاية «بيت توريف» وقصة «قصرا» برائحة الذكريات الفرشالمناسب للمنازل الصخرية في القرى (بيت توريف) منزلان عمرهما يتجاوز القرن يخبّئان حكاية (من اليمين «بيت توريف» ومن اليسار «قصرا») مأكولات من وحي القرى اللبنانية (بيت توريف)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky