issue16689

تتصاعد المخاوف في العراق من انهيار الهدنة بين الفصائل الموالية لإيـران والقوات الأمــيــركــيــة، بـالـتـزامـن مــع الـتـهـديـد الإيــرانــي المستمر بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة «حماس». وليل الاثنين، تعرضت الـقـاعـدة الـتـي تـقـع غـــرب الــبــاد وتستضيف قـوات أميركية إلى هجوم بصاروخين أسفر جنود أميركيين؛ 5 عن إصابة ما لا يقل عن أحدهم في حالة خطرة، وفقاً لـ«رويترز». وقالت «قيادة العمليات المشتركة»، في بيان صحافي، إنها توصلت إلـى معلومات مهمة بـشـأن منفذي الـهـجـوم، الـذيـن أطلقوا صـــاروخـــ مـــن عـجـلـة نـقـل صـغـيـرة بقضاء حديثة في محافظة الأنبار. وطـبـقـ لمـصـدر أمـنـي مـطـلـع، فـــإن فريقاً مشتركاً وصل إلى محيط القضاء للتحقيق في استهداف القاعدة، بهدف جمع معلومات مـيـدانـيـة عـــن مـنـفـذي الــهــجــوم، وأقـــــام نـقـاط تفتيش وقطع طريقاً رئيسية. وأوضــــحــــت «الــعــمــلــيــات المـــشـــتـــركـــة» أن الــــقــــوات الأمـــنـــيـــة ضــبــطــت الــعــجــلــة مـــن نــوع صــــواريــــخ، مـــن أصــل 8 «حـــمـــل»، وبــداخــلــهــا كــانــت مُـــعـــدّة لـــإطـــاق، مـبـيـنـة أنـــه جـرى 10 «تـفـكـيـكـهـا تــحــت الــســيــطــرة مـــن قــبــل مــفــارز المــعــالــجــة الــهــنــدســيــة». وتــــوصّــــل المـحـقـقـون إلـى «معلومات مهمة عن مرتكبي الاعـتـداء، وحـــالـــيـــ تـــجـــري مـاحـقـتـهـم لـتـقـديـمـهـم إلــى الـــعـــدالـــة... فـيـمـا جـــرت مـحـاسـبـة المـقـصّـريـن المسؤولين عن القاطع ومقترباته، من القادة والآمرين والضبّاط»، وفقاً لبيان «العمليات المــشــتــركــة». ورفــضــت الــقــيــادة الـعـسـكـريـة أن تـــكـــون الأرض الـــعـــراقـــيـــة «ســــاحــــة لـتـصـفـيـة الــحــســابــات وخــلــط الأوراق والانــــجــــرار إلــى ويــــــات الــــحــــروب وتــــداعــــيــــات الــــصــــراعــــات»، ونـددت «بكل الأعمال والممارسات المتهوّرة» التي تستهدف القواعد العسكرية. وقــبــل الــهــجــوم بــســاعــات، اتــفــق رئـيـس الـحـكـومـة، محمد شـيـاع الــســودانــي، ووزيـــر الخارجية الأمـيـركـي، أنتوني بلينكن، على «بـــذل الــعــراق جــهــوداً أكـبـر لضبط التهدئة، بينما تواصل الإدارة الأميركية الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف المجازر في غزة». رسالة إلى «الإطار التنسيقي» لـكـن المــخــاوف ازدادت خــال الـلـيـل بعد الهجوم، وأبلغ رئيس الحكومة قـادة أحزاب فــــي الـــتـــحـــالـــف الـــشـــيـــعـــي الـــحـــاكـــم «ضــــــرورة دعــم الحكومة لحماية الـهـدنـة»، مـحـذراً من «تداعيات خطيرة لو تورط العراق في حرب أوسع في المنطقة». وقــال مصدر سياسي مطلع، لـ«الشرق الأوســــــــــط» إن «قــــــــادة بـــــارزيـــــن فــــي (الإطـــــــار الـتـنـسـيـقـي) وافـــقـــوا الـــســـودانـــي عــلــى ضبط الـسـاحــة الـعـراقـيـة وكــبــح جــمــاح فـصـائـل قد تشترك في الرد الإيراني على اغتيال هنية». لــكــن المـــصـــدر أوضــــح أنــــه «مــــن الـصـعـب منع الفصائل من رد فعلها في هذه اللحظة المتوترة». وكــــــــــان «الإطــــــــــــــار الــــتــــنــــســــيــــقــــي» عـــقـــدا اجـــتـــمـــاعـــ ، مـــســـاء الاثــــنــــ ، فـــي مـــنـــزل زعـيـم منظمة «بـدر» هادي العامري ببغداد لبحث تداعيات التوتر في الشرق الأوسط، لا سيما بـعـد اغـتـيـال هـنـيـة والــــرد الإيـــرانـــي المـتـوقـع. ونـقـلـت وســـائـــل إعــــام مـحـلـيـة أن الاجـتـمـاع نـاقـش «دعـــم الحكومة فـي إبـعـاد الـعـراق عن شبح حرب أوسع». وكان من اللفت أن تظهر مواقفشيعية تمسك العصا من المنتصف بشأن استهداف الـقـوات الأميركية، لا سيما حركة «عصائب أهــــل الـــحـــق» الـــتـــي قــــال الــنــائــب عـنـهـا حسن سالم، إن «المقاومة العراقية ترى أن الاحتلل لن يخرج إلا بضربات موجعة منها»، لكنه أشار في الوقت عينه إلى «أهمية المفاوضات الــحــكــومــيــة الـــتـــي تـــريـــد جـــدولـــة الانــســحــاب الأميركي بشكل سريع». وكشفت مجلة «نـيـوزويـك» الأميركية، الجمعة الماضي، عن تحذير فصائل عراقية بـــأنـــهـــا يـــمـــكـــن أن تـــســـتـــأنـــف المــــشــــاركــــة فـي الهجمات على القوات الأميركية مع استمرار تــصــاعــد الـــتـــوتـــرات بـــشـــأن الـــحـــرب فـــي غــزة الـتـي أثـــارت أزمـــات فـي جميع أنـحـاء الشرق الأوسط. وتوقفت هجمات الفصائل ضد القوات الأميركية إلـى حد كبير في فبراير (شباط) جــنــود أمـيـركـيـ في 3 المـــاضـــي، بـعـد مـقـتـل إحدى هذه الهجمات على الحدود بين الأردن وســــوريــــا، مــمــا أدى إلــــى شـــن غـــــارات جـويـة أميركية مكثفة ضـد مـواقـع الميليشيات في العراق. ونـــقـــلـــت المـــجـــلـــة تـــصـــريـــحـــات مــــن عـلـي الأســـــــدي، رئـــيـــس المــكــتــب الــســيــاســي لـحـركـة «الــــنــــجــــبــــاء»، إذ قـــــــال: «هـــــــذا الـــــوجـــــود غـيـر الـــقـــانـــونـــي وغـــيـــر الـــشـــرعـــي يـــقـــوم بـعـمـلـيـات اغتيال داخل الأراضي العراقية و(ضد) أفراد من قوات الأمن دون علم الحكومة العراقية». وأضاف: «كل ذلك يعطي مبرراً لفصائل المـــقـــاومـــة والـــشـــعـــب الـــعـــراقـــي لــلــتــصــدي لها وتـحـريـر أرضـــه مـن هــذه الـقـوى الـتـي تنتهك حقوق العراقيين وكرامتهم». وتابع الأسدي: «أصل الوجود الأميركي غـيـر قـانـونـي وغـيـر شــرعــي، خـصـوصـ بعد الــقــرار الـبـرلمـانـي بـإنـهـاء الــوجــود العسكري الأمـيـركـي فـي الــعــراق، فـضـاً عـن المـظـاهـرات المـــلـــيـــونـــيـــة لـــلـــشـــعـــب الــــعــــراقــــي لــــطــــرد قـــــوات الاحتلل». وأوضـــــــــح: «أمـــــــا بـــالـــنـــســـبـــة لـــوجـــودهـــم على أســاس (اتفاقية الإطـــار الاستراتيجي) المزمع إنجازها، فهو الآن أيضاً غير قانوني ومخالف للقوانين الـدولـيـة؛ لأنـهـم يحتلون سماء العراق وينتهكون أجواءه». جندي أميركي 2500 ولا يزال هناك نحو فـي الــعــراق فـي مهمة تدريبية واستشارية. وبــــدأت المـنـاقـشـات حـــول مـصـيـرهـم ومصير «اتفاقية الإطار الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة والعراق في وقت سابق من هذا العام مـــن خــــال «الــلــجــنــة الـعـسـكـريـة الــعــلــيــا» بين الولايات المتحدة والعراق، لكن «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)» لم تشر إلى أي خطط لسحب الـقـوات الأميركية بالكامل، مما زاد من الدعوات إلى إنهاء الهدنة غير الرسمية مع الفصائل. 3 أخبار NEWS Issue 16689 - العدد Wednesday - 2024/8/7 الأربعاء رفضالجيشالعراقي «الأعمال المتهورة» التي تستهدف القواعد العسكرية ASHARQ AL-AWSAT القضاء العراقي يحل أحزاباً مرتبطة بـ«العمال الكردستاني» اتخذ القضاء العراقي قـراراً بحل ثلثة أحــزاب سياسية، قـال إنها مرتبطة بـ«حزب العمال الكردستاني»، المحظور في العراق. وصــــدر الـــقـــرار عـــن «الـهـيــئــة الـقـضـائـيـة لـــانـــتـــخـــابـــات»، بــعــد تـلـقـيـهـا طــلــبــ مـوجـهـ مـــن «دائـــــــرة شـــــؤون الأحـــــــزاب والـتـنـظـيـمـات الــســيــاســيــة» بــحــل «الـــحـــريـــة والـديـمـقـراطـيـة الإيــزيــدي»، و«جبهة النضال الديمقراطي»، و«مجتمع كردستان»، بناء على شكوى تقدّم بها جهاز الأمن الوطني. ووفـــــقـــــ لـــلــحــكـــم الـــــصـــــادر عـــــن مـحـكـمـة الهيئة القضائية للنتخابات، فقد تقرّر حل الأحـزاب الثلثة، وإغـاق مقارها، ومصادرة أموالها بعد استنفاد طرق الطعن القانونية عملً بقانون الأحزاب السياسية. ويـمـنـع الـقـانـون عـلـى الأحــــزاب العاملة «الارتباط التنظيمي أو المالي بأي جهة غير عراقية أو توجيه النشاط الحزبي بناءً على توجيهات من أي دولة أو جهة خارجية. كما أوجب عليها الامتناع عن الأحزاب السياسية التي تحظرها الدولة». قرار قابل للطعن وعــلــى الــرغـــم مـــن أن قــــرار حـــل الأحــــزاب الثلثة قابل للطعن، فإنه من المرجح أنها لن تحصل على الحكم المناسب لإعادة نشاطها، بــالــنــظــر إلــــى الـتـعـقـيـد الـــحـــاصـــل فـــي قضية وجود «حزب العمال الكردي» داخل الأراضي العراقية، ســواء بالنسبة لعلقة الـعـراق مع تـركـيـا، أو لطبيعة الأعـــمـــال الــتــي يمارسها هذا الحزب داخـل العراق، وما يترتب عليها مـــــن مـــشـــكـــات أمـــنـــيـــة واجـــتـــمـــاعـــيـــة وحـــتـــى اقـتـصـاديـة، نتيجة الأعـمـال العسكرية التي تنفذها أنقرة ضده. وكــانــت الأمــانــة الـعـامـة لمجلس الـنـواب يـــولـــيـــو (تــــمــــوز) المـــاضـــي، 23 أصــــــــدرت، فــــي تــعــمــيــمــ بـــاعـــتـــمـــاد تــســمــيــة «حــــــزب الــعــمــال الــكــردســتــانــي» «المـــحـــظـــور» فـــي المـخـاطـبـات والـكـتـب الـرسـمـيـة، وصــــدرت الـتـوصـيـة بـنـاءً على توجيه من رئيس الــوزراء محمد شياع السوداني. ويـعـتـقـد الــكــاتــب والـــبـــاحـــث الـسـيـاسـي الــــكــــردي كـــفـــاح مـــحـــمـــود، أن زيــــــارة الـرئـيـس التركي رجب طيب إردوغان إلى العراق نهاية أبريل (نيسان) الماضي «تمخضت عن موافقة الحكومة الاتـحـاديـة فـي بـغـداد على اعتبار (حــزب العمال التركي) وملحقاته محظوراً، لكن مـن دون التوصيف الـــذي طلبته تركيا باعتباره منظمة إرهابية». وقــــال مـحـمـود لـــ«الــشــرق الأوســــــط»، إن الــــنــــزول عــنــد الــطــلــب الـــتـــركـــي وإدراج حــزب الــعــمــال عـلـى لائــحــة الإرهــــــاب، كـــان «سـيـلـزم (الحشد الشعبي) بإيقاف التعامل معه (حزب العمال)، خشية اعتبارها هي الأخرى منظمة إرهــابــيــة، ولــذلــك اكـتـفـت الـحـكـومـة الـعـراقـيـة بـحـظـره وعــــدّه حـزبـ مـحـظـوراً، وهـــذا يشمل كل واجهاته وأذرعــه في العراق وكردستان، خـــصـــوصـــ فــــي قــــضــــاء ســـنـــجـــار ومــحــافــظــة السليمانية، حيث تنتشر واجهاته ومقاره بأسماء مختلفة، بل بأحزاب شكلية أُسست في دوائــر (حـزب العمال) المـوجـودة في جبل قنديل». العلاقة مع «الحشد» ويــــتــــردد عـــلـــى نـــطـــاق واســــــع أن بـعـض فــصــائــل «الـــحـــشـــد الــشــعــبــي» المــــوجــــودة في محافظة نينوى وقضاء سنجار لها علقات وثيقة مـع «العمالي» الـتـركـي، مثلما يتردّد أن الأحـــزاب الكردية النافذة في السليمانية لها الصلت ذاتها معه، وتتهم تركيا حزب «الاتـــــحـــــاد الــــوطــــنــــي» الـــكـــردســـتـــانـــي بـصـفـة خاصة بتقديم الدعم والتغطية على وجوده في السليمانية.ويرى محمود أنـه «لـو طُبّق قـــــرار الــحــظــر وحــــل الأحــــــزاب بـصـفـة فـعـلـيـة، فسينهي وجود المجموعات المسلحة القادمة مـــن ســـوريـــا وتـــركـــيـــا، ويـــوقـــف تـنـظـيـمـاتـهـا وانتشارها في العراق وكردستان». ويضيف أن «حــزب العمال» وجماعات أخرى «تستغل الأزمة المالية والبطالة وارتفاع نسبة الفقر التي جعلت مئات الشباب، إن لم يكن الآلاف منهم، ينخرطون بصفوف هذه المنظمات والأحزاب والميليشيات». ومع ذلك يشكّك محمود في «مصداقية تطبيق هـــذا الـــقـــرار (الـــحـــل)»، لأنـــه «سـيـوقـع (الـــحـــشـــد الـــشـــعـــبـــي) فــــي إشـــكـــالـــيـــة مــعــقــدة، بـــل ســـيـــؤدي إلـــى حـــل عــديــد مـــن التشكيلت المـــيـــلـــيـــشـــيـــاويـــة الــــتــــابــــعــــة لـــــهـــــذه الأحـــــــــزاب المـــــحـــــظـــــورة، إلا إذا كـــــــان رئــــيــــس الــــــــــوزراء السوداني أكثر عزماً وجدية في تطبيق هذا القرار»، على حد قوله. وبــيــنــمــا تـــتـــحـــدث مــــصــــادر كــــرديــــة عـن وجود عضو لأحد الأحزاب الثلثة المحظورة فـي مجلس محافظة نينوى، تنفي مصادر أخـرى ذلـك. ورأى الصحافي الـكـردي، المطلع على شــؤون «حــزب العمال» التركي، ديـاري مـحـمـد، أن «حـظـر الـسـلـطـات الـعـراقـيـة حـزب (الــــعــــمــــال)، ربـــمـــا يـــكـــون تــحــضــيــراً لـلـخـطـوة التالية، المتمثلة بوضعه على لائحة الإرهاب. الحكومة العراقية تتصرف من زاويــة النظر إلى مصالح بلدها، وإن توجب وضعه على اللئحة ربما ستفعل ذلك». وقـــــال مــحــمــد لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، إن «وضـــع (حـــزب الـعـمـال) على لائـحـة الإرهـــاب لـن يحل المشكلة، ولا أظــن أنــه ارتـكـب أعمالاً إرهابية. الأهم من ذلك أنه يجب حل المشكلة بينه وبين تركيا سلمياً». بغداد: فاضل النشمي التحالف الحاكم ناقش تداعيات اغتيال هنية والرد الإيراني مخاوفعراقية من انهيار الهدنة مع القوات الأميركية منطائرة هليكوبتر لقاعدة عين الأسد الجوية فيصحراء الأنبار (أ.ب) 2019 ديسمبر 29 صورة جوية ملتقطة في بغداد: حمزة مصطفى الخارجية الأميركية ترمي بثقلها لإنجاح مفاوضاتجنيف السودانية بــــيــــان يــــبــــدو فـــــي ظـــــاهـــــره كـــالـــبـــيـــانـــات الـــســـابـــقـــة الـــــصـــــادرة مــــن وزارة الـــخـــارجـــيـــة الأمـــــيـــــركـــــيـــــة، يـــــعـــــرض اتـــــــصـــــــالاً بــــــ وزيــــــر الخارجية الأميركي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، للتشديد على ضرورة مـــشـــاركـــة الـــــقـــــوات المـــســـلـــحـــة فــــي مـــحـــادثـــات سويسرا، لكن الناظر في تفاصيله سرعان ما يُفاجأ بتفصيل مهم. فبالبرهان، الذي لطالما 25 عرفت عنه الإدارة الأميركية منذ انقلب بـــ«قــائــد 2021 ) مـــن أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول القوات المسلحة»، تم التعريف عنه في البيان هذه المرة على أنه «رئيس مجلس السيادة»، في تغيير لافـت في لهجة الإدارة الأميركية، فسّره البعض على أنه تودد من قبلها لإقناع البرهان بالمشاركة في المحادثات التي تسعى من 14 الولايات المتحدة جاهدة لعقدها في الـ الشهر الحالي. «تغييررمزي مهم» يـــــصـــــف كــــــامــــــيــــــرون هــــــــدســــــــون، كـــبـــيـــر الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، التغيير في التوصيف على أنه «تغيير رمزي مهم من قبل واشنطن»، ويفسر فــي تـصـريـحـات خـاصـة لـــ«الــشــرق الأوســـط» قائلً: «إنـه يمنح البرهان والـقـوات المسلحة السودانية أمراً لطالما طالبوا به منذ البداية، وهـــو الاعـــتـــراف بــأنــه لا يــــزال يـمـثـل السلطة السيادية في البلد، وأنـه ليس مجرد طرف آخر في الصراع على قدم المساواة مع (قوات الدعم السريع)». ويـــــوافـــــق ألـــبـــيـــرتـــو فـــرنـــانـــديـــز، الــقــائــم بـــالأعـــمـــال الــســابــق لــلــســفــارة الأمــيــركــيــة في الـــــــســـــــودان، عـــلـــى تـــقــيــيـــم هـــــدســـــون، فــيــقــول لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاعتراف الأميركي بالبرهان «يهدف إلى إظهار أنه يتعدى كونه طـرفـ مـن طـرفـي الـحـرب الأهـلـيـة، ويتماشى مــع نـظـرة الـجـيـش لنفسه بـوصـفـه مؤسسةً فريدة تمثل الأمـة وتحميها»، مضيفاً: «لقد كـــان هـــذا تحفيزاً ضــروريــ لـلـقـوات المسلحة لـــحـــضـــور المــــحــــادثــــات؛ لأنـــــه يـــعـــد نـــوعـــ مـن المكافأة الملموسة». ويعرض البيان تفاصيل الاتـصـال بين البرهان وبلينكن فيقول إن وزيـر الخارجية الأميركية «شدد علىضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في المحادثات على وقف إطلق النار في سويسرا»، مؤكداً أن «الدمار والخراب اللذين شهدتهما البلد منذ أبريل دليل على أن عقد محادثات 2023 ) (نيسان وطـنـيـة عـلـى وقـــف إطـــاق الــنــار هــو السبيل الــوحــيــد لإنـــهـــاء الــــصــــراع، وتــجــنــب انـتـشـار المـــجـــاعـــة، واســــتــــعــــادة الــعــمــلــيــة الـسـيــاســيـة المــدنــيــة». مــن جـانـبـه، قـــال الـبـرهـان فــي وقـت لاحق على منصة «إكس»: «تلقيت اتصالاً من وزيـــر الخارجية الأمـيـركـي أنتوني بلينكن، تـحـدثـت مـعـه عـــن ضـــــرورة مـعـالـجـة شـواغـل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات، وأبـلـغـتـه بـــأن (الميليشيا المــتــمــردة) تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم». هل تنعقد المحادثات؟ تــــشــــديــــد واضــــــــــح عــــلــــى أهــــمــــيــــة عــقــد المــــحــــادثــــات الــــتــــي تــــراهــــن عــلــيــهــا الإدارة الأميركية بوصفها ورقةً أخيرة لحل الأزمة ووقــــــف إطــــــاق الــــنــــار فــــي بـــلـــد يـــعـــانـــي مـن أزمـــة إنسانية مستشرية، وصـلـت إلــى حد المجاعة، لكن انعقادها يعتمد بشكل جذري على موافقة طرفي النزاع؛ أي «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، على المشاركة فيها، وهو أمر لم يحسم بعد من جانب البرهان. ويـــرى هــدســون أن التغيير فــي لهجة الخارجية الأميركية «لا يضمن أن القوات المسلحة السودانية ستحضر المحادثات»، لكنه يشدد في الوقت نفسه على أنه يحسن من فرص تلك المشاركة. إلا أن فرنانديز متفائل أكثر بانعقاد هـــذه المــحــادثــات، فـيـقـول: «مـــن شـبـه المـؤكـد أن تـنـعـقـد هــــذه المــــحــــادثــــات»، لـكـنـه يـعـقّـب قــائــاً: «رغـــم ذلـــك، نجاحها غير مضمون، فــــالــــطــــرفــــان، وخـــــاصـــــة الــــــقــــــوات المــســلــحــة الـسـودانـيـة، يـريـدان الـفـوز العسكري، ومن المـحـتـمـل أن تـقـبـل (قـــــوات الـــدعـــم الــســريــع) بالتقسيم، وهو ما لا يمكن للجيش قبوله». ويـــفـــســـر فـــرنـــانـــديـــز قـــــائـــــاً: «الــجــيــش هـــــو الـــــطـــــرف الأكـــــثـــــر تـــــشـــــدداً، وأعــــتــــقــــد أن احتمالية النجاح الكامل لأي وقف لإطلق الـنـار وإنـهـاء القتال والتوصل إلـى تسوية سياسية، هي منخفضة جــداً، لكن بالنظر إلـى أن هـذا هو موسم الأمـطـار، وأن القتال قــــد تـــبـــاطـــأ، فـــــإن احـــتـــمـــال تــحــقــيــق نــجــاح جزئي عبر المحادثات من دون نهاية كاملة لـلـحـرب، بــل وقــفــة إنـسـانـيـة، كـمـا فــي غــزة، لإدخـال المساعدات الغذائية الطارئة، كبير جداً». مـــن نـاحـيـتـه، يــعــدّ هـــدســـون أن نـجـاح المــحــادثــات هــو فــي انـعـقـادهـا فـقـط، مشيراً إلــى أن هـنـاك احـتـمـالات جـيـدة فـي حصول هذا، مضيفاً: «أما على المدى الطويل، فمن الصعب تخيّل كيف سيتجسد النجاح». أغسطسيخاطب البرهان بصفتهرئيساً لمجلسالسيادة 5 بيان للخارجية الأميركية بتاريخ واشنطن:رنا أبتر يخاطب البرهان بصفته قائداً للجيش 2024 مايو 28 بيان للخارجية الأميركية بتاريخ

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky