issue16689

Issue 16689 - العدد Wednesday - 2024/8/7 الأربعاء OPINION الرأي 14 اليسار الفرنسي وحقيقة النموذج الإسباني المناظرة الثانية... هل تحسمرئاسة أميركا؟ الطريق إلى «خريطة الطريق» اليمنية يتضمن برنامج اليسار الفرنسي المُوحّد تحت راية «الجبهة الشعبية الجديدة» إجـراءات تقتضي التضريب الــــتــــصــــاعــــدي عـــلـــى الـــــدخـــــل، وســــــن ضـــريـــبـــة عـــلـــى شـكـل مـسـاهـمـة اجـتـمـاعـيـة عــامــة، وإرجـــــاع الــفــرض الـتـدريـجـي للضريبة التضامنية على الثروة. من جانب آخر، ينوي تحالف اليسار الرفع من الحد الأدنـى للأجور والتراجع عــن الــرفــع مــن ســن الـتـقـاعـد؛ هـــذا بـالإضــافــة إلـــى تحقيق التحول الإيكولوجي وإطـــاق العنان لتنافسية المقاولة عبر تحسين عوامل الإنتاج والتغلب على العراقيل التي 18 ، تعيقه (مجلة «الاقتصاد والسياسة»، مجلة ماركسية .)2024 ، يونيو/حزيران وتــعْــتــبِــرُ قــــوى الــيــســار أن الـــنـــمــوذج الــــذي يــجــب أن يُحْتَذى في هـذا الإطــار هو النموذج الإسباني، حيث إن إسبانيا بقيادة بيدرو سانشيز استطاعت أن تحقق ما لم تحققه دول أخرى في أوروبا من حيث النمو وخلق فرص الشغل والحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية. وصحيح أن مؤشر «إيبكس» في إسبانيا عرف أكبر ، وعرف قطاع السكن انتعاشاً ملحوظاً 2017 ارتفاع له منذ )، وحققت إسبانيا إحدى 2024 في المائة سنة 4.2 (زائـد أكبر النسب لخلق مناصب شغل جـديـدة على المستوى 2 الأوروبــي، وارتفع الطلب الداخلي على السلع بحوالي (بيدرو سينغاري: «يورو نيوز»، 2024 في المائة في بداية )، كما استمرت السياحة في النمو 2024 ، مــارس/آذار 29 كقطاع رائد في خلق الثروة والشغل. وصـحـيـح كــذلــك أن مــا قــامــت بــه حـكـومـة سانشيز، مـــن وضــــع ســقــف لـلـشـغـل غــيــر الــــقــــار، والــــرفــــع مـــن الـحـد الأدنى للأجور، ورفع ضرائب المقاولات الكبرى والدخول المرتفعة، ساهم في جعل الاقتصاد الإسباني يحقق أكبر نسبة نمو في منطقة الأور، حيث تم رفـع التوقعات من مقابل معدل 2024 في المائة في 2.4 طـرف الحكومة إلـى فـي المـائـة فـي الـــدول الأوروبــيــة الأخـــرى (فيليب روبير، 1 .)2024 ، أغسطس/ آب 1 ، لوبوان غير أن الأمــر ليس بالسهولة، كما يتصور اليسار الفرنسي (فيليب روبير). أولاً، الإصلحات التي قامت بها 2018 و 2011 حكومة ماريانو راخوي في إسبانيا ما بين وفي عز الأزمـة المالية والاقتصادية وارتفاع البطالة إلى فــي المــائـــة، والــتــي هـمّـت إصـــاح ســـوق الـشـغـل، وســنّ 25 سياسة تقشفية للتحكم في المؤشرات الماكرو اقتصادية، وإعـادة هيكلة النظام المصرفي عبر تدخل الدولة لتأميم البنوك المفلِسة، والرفع من سن التقاعد... إلخ كلها عبّدت الطريق لاستفادة إسبانيا من الدعم الأوروبي، ووضعت إطاراً مناسباً لخلق مناخ أعمال جاذب للستثمارات. 2018 الإصـــــاحـــــات الـــتـــي قـــــام بـــهـــا ســانـــشـــيـــز بـــعـــد خـــصـــوصـــ الــــحــــد مـــــن هـــشـــاشـــة ســــــوق الـــشـــغـــل والــــرفــــع مـــن الــضــرائــب عـلـى الـــدخـــول الــكــبــرى لـتـمـويـل المـــبـــادرات الاجـــتـــمـــاعـــيـــة، ودعــــــم قـــطـــاع الـــســـيـــاحـــة بـــعـــد «كـــوفـــيـــد»، خصوصاً فـي ظـل توفر إسبانيا على نظام قـوي وفعال للحماية الاجتماعية (فيليب روبير)، وارتفاع الطلب على المنتوج الإسباني، والاستمرار في التحكم في التوازنات المــــاكــــرو اقـــتـــصـــاديـــة مــمــا ســهــل مـــن عـمـلـيـة تــلــقــي الــدعــم الأوروبـــــــي، جـعـل الاقــتــصــاد الإســبــانــي يـحـقـق نـجـاحـات .2025 من المتوقع أن تستمر إلى 2023 كبرى في كـــل هـــذا غـيـر مـتـوفـر فـــي فــرنــســا. أولاً، تـــم تسييس إصلح أنظمة التقاعد إلى درجة أصبح الكل على اليسار وعلى أقصى اليمين يطالب بالتراجع عن رفع سن التقاعد دون دراسـة حقيقية لأثر ذلك على المالية العمومية. هذا في المائة 5 في وقـت ما زال عجز المالية العمومية يفوق 112 رغـم تحذيرات بروكسل، ومـا زالـت المديونية تناهز فـي المـائـة مـن الـنـاتـج الـداخـلـي الــخــام، ومــا زالـــت البطالة مـرتـفـعـةً رغـــم الــخــصــاص المــهـــول فـــي الـعـمـالـة فـــي بعض القطاعات. تعثر معدل النمو، ووجود سوق عمل متشدد، واستمرار التدني في القدرة على الإنتاج والتنافسية، لم تزد الطين إلا بلة. كـل هــذا يقتضي إصـاحـات هيكلية جريئة تتطلب الـــجـــرأة الـسـيـاسـيـة لـلـقـيـام بــهــا. الـــرفـــع مـــن الــحــد الأدنـــى لــ جــور وتـضـريـب الأجــــور الـعـلـيـا وتـثـبـيـت الأســـعـــار قد لا يـعــطــي نــتــائــج مـثـلـمـا حــصــل فـــي إســبـــانــيـــا، لأن هــذه ، وخفّضت عجز المالية 67 الأخيرة رفعت سن التقاعد إلى فــي المــائــة، وخـفّـضـت نسبياً 3 العمومية إلـــى مــا يــقــارب ثقل الدّيْن العمومي. كما أن الحكومة الإسبانية أصلحت 11 سوق الشغل، مما أدى إلى انخفاض البطالة إلى حدود في المائة بعدما كانت جد مرتفعة قبل سنوات، ورفعت من نسبة الطلب على المنتوج الإسباني سواء. نعم الاقتصاد الفرنسي له مقومات وقوة وصلبة قد لا يتوفر عليها الاقتصاد الإسباني، وصحيح أن إسبانيا تواجه تحديات كبرى تتمثل في بطالة مزمنة واستمرار ثقل التضخم والاعتماد المفرط على السياحة، ومـع ذلك فإن إسبانيا تبدو وكأنها شقت طريقها نحو نمو مطرد فـي الـسـنـوات المقبلة نتيجة الإصــاحــات الهيكلية التي قامت بها الحكومات المتعاقبة واستفاد منها سانشيز لإدخــال الإصـاحـات الضرورية، خصوصاً على مستوى ســوق الشغل والـضـرائـب ودعـــم الـطـلـب. هــذا غير متوفر في فرنسا دون إصلحات قد تكون أليمة وتتطلب توافقاً سياسياً داخلياً غير متوفر الآن ألا وهي تخفيض عجز المـالـيـة والمـديـونـيـة وإصــــاح حقيقي لـصـنـاديـق التقاعد وإصلح فعال لسوق الشغل ولنظام الحماية الاجتماعية. تزداد سخونة الـرؤوس بين المرشح المؤكد جداً دونـــالـــد تــرمــب عـــن الـــحـــزب الــجــمــهــوري، والمـرشـحـة المــــرجــــحــــة بــــــدورهــــــا كـــــامـــــالا هـــــاريـــــس عـــــن الــــحــــزب الــديــمــقــراطــي. وتــبــدو الـحـاجـة إلـــى لـحـظـة مـواجـهـة أو مجابهة بينهما حتمية، فهل يسعيان بالفعل للوصول إليها، أم التهرب منها؟ الاتـفـاق السابق بـ تـرمـب وبـايـدن كــان ينص سبتمبر 10 على إجـراء مناظرة انتخابية ثانية في »، غير أن الأول بعد انسحاب ABC« (أيلول) على قناة الثاني يـرى أن الاتفاق أضحى مُلغى، وبـات يفضل سبتمبر على قناة «فوكس» ذات 4 عليه مناظرة في التوجهات اليمينية. حملة هـاريـس تــرى أن الأمــر بمثابة تـهـرّب من المواجهة، والركض بعيداً خوفاً من ملقاتها، بينما ترمب يدفع بأن هناك قضايا عالقة بينه وبين المحطة التي يفضلها الديمقراطيون، ما يجعلها طرفاً غير نزيه، وأقرب إلى الخصم منها إلى الحكم المحايد. هل تعد هذه المناظرة مهمة بالفعل للمرشحَين على حد سواء؟ وهل نتيجتها يمكن أن تغير كثيراً من الأوضاع على الأرض؟ تكتسب الحملة الانتخابية الأميركية ملمح متسارعة جداً في الفترة الأخيرة؛ بل وباتت تشهد تــاســنــ واضـــحـــ بـــ المـــرشـــحَـــ ، وضــــربــــات تحت الـــحـــزام لا تــوفــر اســتــدعــاء مـشـاهـد الـــعِـــرق والـــديـــن، ناهيك عن فتح كافة الملفات السياسية القديمة، بما تحمله من أوزار. صـحـيـفـة تـــرمـــب الـشـخـصـيـة مـــنـــشـــورة فـــي كل مـــوقـــع ومــــوضــــع، بـيـنـمـا هـــاريـــس تــتــوقــع مــفــاجــآت بشأن تاريخها، ونقاط ضعفها، وهو ما لن يقصر الجمهوريون في البحث عنه، ولو كان إبرة في كومة قش. تبدو أهمية المناظرة كبيرة بالفعل؛ لا سيما أن في الخلفية الذهنية صورة سلبية لبايدن منذ اللقاء الـــذي كـبـده فـرصـتـه الـثـانـيـة، أو هـكـذا قـيـل رسمياً، وعليه فالجميع ناظر لهاريس الأصغر بعقدين من الزمن عن ترمب سنّياً، والتي تدرجت في كثير من المناصب السياسية، بخلف «سيد الصفقات». لــــكــــن مــــــن جـــــانـــــب آخــــــــــر، يـــــبـــــدو تـــــرمـــــب رجــــــاً كــاريــزمــاتــيــ ، بـكـل مـــا تـحـمـلـه شـخـصـيـتـه مـمـا يـــراه البعض متناقضات، عطفاً على النظر إليه كصمام أمان من قبل مليين الأميركيين الذين يدركون عمق حالة السيولة الجيوستراتيجية العالمية، والمخاوف المحلقة فوق رأس الولايات المتحدة، وكيف أنه قادر عــلــى أن يــحــافــظ عــلــى مـكـتـسـبـات المـــاضـــي، وصـــون معالم المستقبل من ناحية أخرى. يـتـطـلـع الأمــيــركــيــون فـــي المـــنـــاظـــرة، ربـــمـــا، إلــى مـا هـو أهـــم، أي إلــى مـقـارنـة رؤيـــة كـل مـن المرشحَين لأميركا، في الداخل والخارج، أي البرنامج السياسي للرئاسة الـقـادمـة، وفــي هــذه الـحـال مـن الــواضــح أن قــضــايــا بـعـيـنـهـا ســتــكــون مــحــل جــــدل طـــويـــل، منها السؤال عن الديمقراطية وما إذا كانت أميركا تعزز مسيرتها على الدرب الذي سارت عليه منذ أكثر من سنة، أم ستنتكس وترتد إلـى أميركا شمولية 240 ديــكــتــاتــوريــة، بـيـنـمـا ســــؤال الاقــتــصــاد يـبـقـى دومـــ الأهم. أسـئـلـة الـتـعـايـش المـجـتـمـعـي وقـــبـــول الآخـــــر؛ لا سيما في ظل المـد اليميني العنصري، الـنـازي مرة، والـــفـــاشـــي مــــرة تـــالـــيـــة، وصــــــراع الأعـــــــراق الآخـــــذ في الـتـصـاعـد، الأمــــر الــــذي يـنـفـي فــكــرة «أمــيــركــا بوتقة الانصهار» التي عرفتها الجمهورية بدورها. إحـــــدى أهــــم عـــامـــات الاســتــفــهــام الـــتـــي ينتظر المــايــ الـتـأكـد مـنـهـا مـوصـولـة بــحــدود أمــيــركــا، لا الـجـغـرافـيـا فـقـط، وهــل ستغلق أبـوابـهـا أمـــام حركة الـــهـــجـــرة الــــتــــي ضـــخـــت فــــي شـــرايـــيـــنـــهـــا وأوردتـــــهـــــا دمــــاء مـتـجـددة عـلـى مـــدى تـاريـخـهـا؛ بــل الإنـسـانـيـة والـسـيـاسـيـة عـلـى مـسـتـوى الــعــالــم، وهـــل ستفضل حـــالـــة الانـــعـــزالـــيـــة والــتــركــيــز عــلــى شـــــؤون وشــجــون الداخل، والقطع بأنها ليست شرطي العالم أو دركه، أم ستظل «الأول بين متساويين أو متقدمين»، تُقْدم ولا تحجم، لتظل رمانة الميزان على مستوى الكوكب المتألم؟ هــنــا وفــــي هــــذا الإطـــــــار، يـــبـــدو تـــرمـــب واضــحــ بـبـرامـجـه، تـلـك الــتــي يـمـكـن تلخيصها فــي عــبــارات عـدة؛ لكن بمعنى واحــد: «جعل أميركا عظيمة»، أو «جعلها غنية»، ناهيك عن الشعار الموازي: «اجعلوا أميركا تصلي»؛ حيث الـعـزف على الأوتـــار العقدية يكتسي زخــمــ غـيـر اعــتــيــادي، فــي دولــــة دسـتـورهـا يفصل بين الدين والممارسات السياسية. هـــنـــا لا تـــبـــدو هــــاريــــس واضــــحــــة المــــعــــالــــم، ولا برامج جاهزة لديها، وهذا من بين التكاليف الغالية للصراعات التي جرت في داخل الحزب، قبل أن تتم إزاحـــة بـايـدن، أو طــرده مـن موقعه، على حـد تعبير ترمب. نعم؛ تكتسب حملة هاريس زخماً كبيراً مؤخراً؛ لكن لا أحد يقطع بالمدى الزمني الذي سيستمر فيه هـــذا الـــزخـــم فـــي الــتــقــدم، وخــصــوصــ فـــي ظـــل ضيق الوقت لترويجها برنامجاً رئاسياً موثوقاً من قبل الجماهير. «مـــنـــاظـــرة ثــانــيــة» أمــــر مــهــم لــلــغــايــة، لـحـسـم لا أصغر المقاطعات المتأرجحة ولا الــولايــات المـتـرددة فقط، فهل ستحسم المناظرة رئاسة أميركا القادمة؟ لكن ماذا لو لم تحدث؟ دعونا ننتظر كي نرى. شاعت التكهنات حـول خريطة الطريق التي عـاود مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الحديث عنها ضمن إعلن م عـن اتـفـاق الأطــراف 2024 ) يوليو (تـمـوز 23 اليمنية «الحكومة الشرعية، وجماعة أنصار الــلــه (الـــحـــوثـــيـــ )»، عـلـى خـفـض الـتـصـعـيـد، كتهدئة مطلوبة وخـطـوة فـي طـريـق السلم لليمن. «إن غـــمـــوضـــ يـــكـــتـــنـــفُ تـــلـــك الــخــريــطــة ومصير البلد...» هكذا تـــردّد، ويتّضح مدى الاســــتــــســــام لـــنـــظـــريــة «المـــــــؤامـــــــرة»، تـمـاشـيـ بـــ تــحــيــزات مـسـبـقـة ومـــصـــادفـــات الــوقــائــع الــــطــــارئــــة، وإشــــاعــــة لـــحـــالـــة مــــن عـــــدم الـيـقـ إثــر «إلــغــاء الإجـــــراءات المـصـرفـيـة»... يُحسَب لمحافظ البنك المــركــزي اليمني أحـمـد غالب، شجاعة اتخاذ القرارات بتلك الإجراءات التي شكّل الإعـان عنها ضغطاً على من اضطروا إلــى أن يتوسلوا الــرجــوع إلــى تلك الخريطة الواضحة للعيان إذا بـذل مروجو غموضها جـــهـــدهـــم بـــمـــجـــرد ضـــغـــطـــة زر عـــلـــى صـفـحـة «السيد: غوغل (رضي الله عنه)» لكي تتجلى لهم «خـريـطـة الـطـريـق» إلــى معرفة مضمون «خريطة الطريق». المضمون «غير المضمون تنفيذه» لدى بعض اليمنيين بتأثير شك منطقي وسوابق اليمنيين الآخرين، يسبقُ استعراضَه جوابٌ بـــدهـــيّ -عــلــى مـــن يــتــســاءل حــــول: «مـــن صـاغ وابتكر خريطة الطريق؟»- إنها «معاناة وآلام اليمنيين». تلك المعاناة والآلام، قبل أي «مـؤامـرة»، هــــي الــــذخــــيــــرة الأســــاســــيــــة ووقــــــــود الــتــحــرك صوب إعداد خريطة من الطبيعي أن تتضمن إجــــــــــــراءات عـــســـكـــريـــة وأمــــنــــيــــة، وإنـــســـانـــيـــة، واقــــتــــصــــاديــــة وســــيــــاســــيــــة، تـــمـــس عــــــوارض المـــعـــانـــاة والآلام. فـبـسـبـب الـــصـــراع المـسـلـح، تنص الخريطة على «وقف إطلق النار». ولأن بعض الـطـرق والمــوانــئ والمـطـارات أُغــلِــقَــت، أشــــارت الـخـريـطـة إلـــى «فــتـح الـطـرق والموانئ والمطارات». ولــــــوجــــــود قـــــــــوات غــــيــــر يـــمـــنـــيـــة، تـــركـــز الــخــريــطــة عــلــى «خـــــروج -مــــا تـبـقـى مــــن- تلك الــــقــــوات». وبـسـبـب قـطـع المــرتــبــات وانـشـطـار العملة، وانشقاق البنك المـركـزي، واضطراب العملية المصرفية بقوانين مـا أنــزل الله بها مــــن ســـلـــطـــان، تــســتــهــدف الـــخـــريـــطـــة «صــــرف المــــرتــــبــــات وتــــوحــــيــــد الـــعـــمـــلـــة وعــــمــــل الــبــنــك واستقرار الوضع المصرفي». ونـــتـــيـــجـــة آثـــــــار الــــحــــرب لا يــــفــــوت ذِكــــر «التنمية والإعمار»... المُعَدّين مسبقاً. ولانتشار الخطاب التصعيدي يُفترض اشتمال الخريطة على «التهدئة الإعلمية». وبـــوصـــفـــه نــــزاعــــ ســيــاســيــ وتــاريــخــيــ بــــ الــيــمــنــيــ ، تـــرتـــب الـــخــريـــطـــة «تـحـضـيـر مفاوضات سياسية حول حل شامل». وبما أن المهام كبيرة لا تنجَز خلل فترة قصيرة، تحددت ثـاث مراحل زمنية أولاهـا «ستة أشهر، ثم ثلثة أشهر، وأخيراً سنتان انتقاليتان» تشكّل فيها «حـكـومـة وطنية»، وإن فضّلنا «التكنوقراط». حـــددت الأزمــنــة مسبقاً، لأن «لـكـل طرف يــمــنــي عــلــى حــــــدةٍ» أولــــويــــات كــثــيــرة تـرتـبـك عـنـدهـا الـبـصـيـرة عــن الاهـــتـــداء إلـــى التدبير المــبــكــر لآلـــيـــة تـنـفـيـذيـة مـــزمـــنـــة؛ عــســى ولـعـل أن يــعــز تـــكـــرار صــفــحــات ســابــقــة مـــن «ســيــرة (الــحــرب) فـي الـيـمـن» عـن فـصـول الاتفاقيات والمــــبــــادرات الــتــي لـــم تـــولَـــد آلــيــاتــهــا سـريـعـ ، وتطلبت فترة إضافية للتفاوض حول آليات التنفيذ... لأن «الـــنـــفـــس مـــولـــعـــة بـــحـــب الـــعـــاجـــل»، يتعجل السامعون بالخريطة أيضاً مسارعة تــنــفــيــذ الـــخـــطـــوات المـــعـــلـــن عـــنـــهـــا، مـتـنـاسـ الرصيد الضخم في إرجاء تنفيذ الاتفاقيات ٌاليمنية، حيث: الشبرُ في عُرفِ السياسة فرسخ واليوم في فلكِ السياسة جيلُ! وعـلـى الــرغــم مـمـا مـــرّ عـلـى الأبـــريـــاء من المــعــانــاة والآلام، بـيـد أن آمـالـهـم أكـبـر فــي ألا يـــمُـــر عـلـيـهـم أكـــثـــر مــمــا مــــرّ (مــــــــرارةً، ومـــــروراً مــغــروراً). وسيبذلون صبراً وتشجيعاً على مـضـيّ الأطــــراف المعنية فــي طـريـق «الالــتــزام بـتـعـهـداتـهـم تــجــاه الـشـعـب الـيـمـنـي، وإنــهــاء مــعــانــاتــهــم». لـلـيـمـنـيـ أن يـتـعـجـلـوا إنــهــاء مـعـانـاتـهـم بـمـقـابـل مــا لـــ طـــراف الـيـمـنـيـة أن يـتـمـهـلـوا اســـتـــعـــداداً لمـهـامـهـم المـرحـلـيـة وفـق خريطة الطريق، إنما حين تحين لحظة العمل فـحـقـيـقٌ عليهم ألا يـــتـــرددوا؛ وفــــاءً والـتـزامـ بالمسؤولية تجاه أجيال الحاضر والمستقبل؛ ما لم تلتهمهم صراعات الماضي المتجدد. على الرغم مما مرّ على الأبرياء من آلام بيد ّأن آمالهم أكبر في ألا يمُر عليهم أكثر مما مر إسبانيا تبدو وكأنها شقتطريقها نحو نمو مطرد في السنوات المقبلة نتيجة الإصلاحات الهيكلية ضيق الوقتلا يسمح لهاريسبترويج برنامج رئاسي موثوق من قبل الجماهير لطفي فؤاد نعمان لحسن حداد إميل أمين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky