issue16689

بـــن إخـــفـــاق مـــخـــابـــرات إســـرائـــيـــل فـــي الــســابــع في حماية مواطنيها وجنودها، 2023 من أكتوبر وإخفاق مخابرات إيران في حماية ضيفها إسماعيل هنية مـن الاغتيال وسـط طـهـران، أصبحت المنطقة تـعـيـش عـلـى صـفـيـح مـلـتـهـب، ولـيــس سـاخـنـا فقط، فالحرب لم تضع أوزارها في غزة وما جاورها بعد، ولا أعتقد أنه بات قريبا، بعد مقتل الشيخ إسماعيل هـنـيـة زعــيــم حــركــة «حـــمـــاس» فــي إيـــــران، وفـــي قلب مجمع «الحرس الثوري» الإيراني، وبقنبلة مزروعة، كما ذكرت تقارير صحف أميركية، منها «نيويورك تـايـمـز»، وأكّــدهــا نـاطـق الجيش الإسـرائـيـلـي، الـذي قـــال إنـــه لــم يـكـن هــنــاك هــجــوم صـــاروخـــي، ولا عبر الـــطـــائـــرات لــيــلــة اغـــتـــيـــال هــنــيــة، مـــا يـــؤكـــد فـرضـيـة القنبلة المزروعة المستخدَم فيها الذكاء الاصطناعي، وســـواءً كانت قنبلة مـزروعـة أو صـاروخـا، أو حتى مسيّرة، فجميعها لن تنفي حالة الاخـتـراق الأمني الكبير الـذي تعاني منه الجمهورية الإسلامية في إيــــران، بسبب حـالـة الإربـــــاك، وصــــراع الــقــوى داخــل أجــهــزة الـنـظـام الإيـــرانـــي، مــا جعلها ضحية سهلة لعملاء المـوسـاد بالتغلغل داخـل مخابئ وكواليس أجهزة الدولة، التي ينبغي أن تكون أكثر أمنا، ولكن مـا حـدث كـان العكس، والدليل اغتيال ضيف كبير بحجم إسماعيل هنية وسـط أكثر الأماكن أمنا، أو المفترض أنها آمنة، بل ومُحصّنة تحصينا جيداً، وإذ بالكارثة أنها قنبلة مـزروعـة، وليست هجوما صــــاروخــــيــــا عــــجــــزت عــــن إســـقـــاطـــه أجــــهــــزة الــــدفــــاع الصاروخي، ومؤشرات الاختراق ليست في حادث مـقـتـل هــنــيــة، بـــل هـــي فـــي مـــواطـــن وحــــــوادث كـثـيـرة مـن الاغـتـيـالات كـانـت فـي وســط إيــــران، بـل وطـهـران العاصمة تحديداً. فالاغتيال كـان قــراراً مغامِراً لنتنياهو، المعنيّ الرئيسي بالاستمرار فـي الـحـرب لخدمة مصالحه الـشـخـصـيـة والـــحـــزبـــيـــة، شـــاركـــه فــيــه بــعــض وزراء الــيــمــن مــمــن يــنــفــخــون فـــي بــــوق الـــحـــرب الــكــونــيــة، وتـحـويـل الـحـرب مـن غــزة إلــى حــرب إقليمية، قـد لا تقف عند عتبات المحيط الإقليمي، بل قد تجرّ العالم نـحـو حـــرب دولــيـــة لـيـسـت ثــــأراً لـقـمـيـص هـنـيـة، ولا شكر، ولا حتى سليماني، بل هي حرب كسر عظم قد تنتهي بصراع وجود، رغم التطمينات التي يطلقها سياسيون أميركيون بــأن الـحـرب لـن تـجـرّ المنطقة لحرب إقليمية، ومنها رسائل بلينكن وزير خارجية أميركا، التي تدعو إيران لعدم الرد، ونسيان الثأر، الأمــــر الــــذي يــعــدّ مـــن المـسـتـحـيـ ت، خـصـوصـا بعد مقتل هنية فــي وســـط قـصـور الـضـيـافـة فـيـهـا، بيد جواسيس إسرائيل. مـقـتـل هـنـيـة صـبـيـحـة تـنـصـيـب رئــيــس إيــرانــي جــديــد مُـــوصـــى بـــه مـــن المـــرشـــد، عــقــب مـقـتـل رئـيـس إيــــران فــي حـــادث سـقـوط طــائــرة غـامـض المـ بـسـات إلــــى الآن، فــهــل ســيــكــون قـمـيـص دم هـنـيـة مـنـطـلـقَ حـروب قادمة؟ أم سيكون الأمـر مجرد رد فعل بارد ينتهي بـرشـقـات صــاروخــيــة، ومــســيّــرات ستسقط جميعها قبل أن تصل أهدافها؟ صحيح إن المنظومة الـصـاروخـيـة الـدفـاعـيـة فـي إسـرائـيـل لـم تنجح لولا الدعم اللوجستي والعملياتي، بل والقتالي للقوات الأميركية والبريطانية والألمانية والفرنسية، التي اعترضت أغلب الصواريخ عبر بارجاتها وأنظمتها المـتـطـورة، وإلا لكانت إسـرائـيـل فـي مـوقـع صعب لا تُحسَد عليه، رغــم أن الهجمة الصاروخية الثأرية الإيرانية في حينها كانت مُعلَنة، وأغلبصواريخها كــانــت غـيـر مـحـمّـلـة بـعـبـوات تـفـجـيـريـة، إنــمــا كانت للتخويف، وإثبات قدرة الوصول للهدف. قــــدرات إيــــران الـعـسـكـريـة مـــحـــدودة مــع الـتـفـوق التكنولوجي في منظومات الدفاع الصاروخي، وفي وجـــود بنك داعـــم مـن أسـاطـيـل أميركية فـي المنطقة يمكنها إسقاط أســراب الصواريخ والمـسـيّـرات، كما حــــدث فـــي المــــرة الــســابــقــة، ولـــذلـــك سـتـبـقـى خــيــارات إيران محدودة، وليست مفتوحة، بل وقد تكون أمام صفقة تفاوض بوساطة أميركية لضربة شكلية في مقابل ملفات تسوية في المنطقة. مـقـتـل هـنـيـة وهـــو الــواجــهــة الـسـيـاسـيـة لحركة «حـــــمـــــاس»، رغـــــم أنـــــه ضـــربـــة مُـــوجِـــعـــة لــــ«حـــمـــاس» والمقاومة، لكنه ليس بالقائد العسكري، ولا المدبّر العملياتي للمعركة والــحــرب، وبـالـتـالـي مقتله لن يغير شيئا من معادلة الحرب والـرصـاص والمـوت، وإن كــان سيغير فـي معادلة المـقـاومـة الفلسطينية ومسار المفاوضات، رغم أن إسرائيل تقول إنه أشد مـن الـسـنـوار تصلّبا فـي مـفـاوضـات تـبـادل الأســرى والرهائن وإيقاف الحرب. بعد اغتيال هنية على أراضيها بالتأكيد إيران سـتـرفـع قـمـيـص هـنـيـة لـتـنـتـزع ولايــــة الــــدم والـــثـــأر، وتـوظـيـفـهـا فـــي مــعــركــة الـــثـــأر لـسـيـادتـهـا المـنـتـهَـكـة استخباراتيا وأمنيا، حتى من قبل مقتل هنية، وفعلاً رفعت الرايات الحمر رغم أنها ليست المرة الوحيدة، فقد سبق رفعها عند اغتيال قاسم سليماني، وهذا نصر الله ذراع إيران في جنوب لبنان، يؤكد أن الرد سيكون نوعيا لا شكليا، واعتبرها معركة مفتوحة، وأن جبهته ستكون جزءاً من المعركة، وليست جبهة إسـنـاد، وهـي معركة مفتوحة، ومرحلة جديدة من الحرب متعدّدة الجبهات، في ظل تقاطُع الحسابات الإقليمية والدولية. مرّةً بعد مرّة يلحّ تأكيد المؤكّد: فإسرائيل تُـقـلـق أهـــل المـنـطـقـة، وهـــي يـنـبـغـي أن تُقلقهم، لأسباب لا تقتصر على الحقّ الفلسطينيّ وردع الاسـتـيـطـان واحــتــ ل أراضٍ عـربـيّـة. فـإلـى ذلـك كلّه، هناك: أوّلاً، كــونــهــا آلــــة تــقــنــيّــة جــــبّــــارة مـسـلّـحـة بأنياب نوويّة، وثـــانـــيـــا، اســـتـــيـــ ء وعــــي أمـــنـــيّ هـسـتـيـريّ عليها، ما ينقلب وعيا إباديّا في أيّة لحظة، وثـالـثـا، أنّ الــقــوى الــدولــيّــة المـــؤثّـــرة تلتزم «الــدفــاع عنها»، ناهيك عـن ضمان إفلاتها من العقاب، ورابــعــا، أنّ النسيج الاجـتـمـاعـيّ لبلداننا مــهــلــهــل وضـــعـــيـــف الإجـــــمـــــاع، مــــا يــمــكّــنــهــا مـن توظيفه إمعانا في تفتيته، وخــامــســا، أنّ حـكّـامـهـا الـحـالـيّـن خلاصة أسـوأ ما في القوميّة وما في التديّن السياسيّ مصحوبَي باستعداد كولونياليّ جلف وبائد لقضم الأرض وطرد السكّان، بيد أنّ معالجة العامل الإسرائيليّ لا تتمّ بتعاويذ فقيرة ومتهالكة، كمقاومة الاحـتـ ل والتحرير ونزع الاستعمار، مع دوام الاستشهاد بفيتنام والــجــزائــر. وهـــذا ليس مـــردّه فقط إلى تغيّر الأزمــنــة، واخـتـ ف تركيب الـقـوى المعنيّة بـالـصـراع، وتـحـوّلات العالم وتـوازنـاتـه، ناهيك عــن أنّ تــجــارب الــتــحــرّر الــوطــنــيّ لـيـسـت منائر مضيئة تغري بالتقليد. فـالـفـارق، إلـى هــذا، أنّ الصراع هنا يدور على أرضصغيرة واحدة، بي جماعات شديدة التداخل جغرافيّا واقتصاديّا. وبالنتيجة ليست هناك قوّةً «تعود إلى بلادها» كما عـاد الفرنسيّون والأمـيـركـيّـون مـن الجزائر وفـيـتـنـام إلـــى فـرنـسـا والـــولايـــات المــتّــحــدة. فــإذا أضفنا الفارق التقنيّ، ارتسمت حالة قد لا نبالغ إذا وصفناها بالفرادة في العالم. والـــــيـــــوم، وبـــعـــد الـــتـــجـــارب الـــكـــثـــيـــرة عـلـى أنـــــواعـــــهـــــا، بـــالـــعـــســـكـــريّ مـــنـــهـــا والــــســــيــــاســــيّ، تواجهنا الحقيقة الـتـي لـم تكن صحيحة كما هـــي صـحـيـحـة راهـــنـــا. فــالــفــارق الـتـقـنـيّ يجعل الـــتـــفـــكـــيـــر بـــالـــعـــنـــف كــــحــــلّ لــلــمــعــضــلــة الـــكـــبـــرى أقـــرب إلــى انـتـحـار مُـعـمّـم، فحي نضيف الدعم الأمـــيـــركـــيّ والـــغـــربـــيّ الـــهـــائـــل لإســـرائـــيـــل يـغـدو الانــتــحــار وصــفــا لـطـيـفـا لا يـفـي بــالــغــرض. ولا بــأس بالتذكير هنا بـــأنّ محمّد حسني هيكل إيّــاه كـان قد حــذّر العرب منذ أواخــر الستينات مـــن «مــنــاطــحــة الـــثـــور الأمـــيـــركـــيّ»، وهـــــذا علما بــأنّ هيكل لم يكن في معسكر «الاستسلاميّي الجبناء»، بل كـان الناطق بلسان عبد الناصر وأحـد أبـرز مهندسي سياسته. وجدير بالذكر أنّ الذين اختاروا «المناطحة» يومها ما لبثوا أن غرقوا وأغرقوا المنطقة في حربي أهليّتي في الأردن ولبنان، ثمّ في غزو إسرائيليّ. ونـــحـــن نـــعـــرف أنّ تـــاريـــخ المـــواجـــهـــات مع الــــدولــــة الـــعـــبـــريّـــة أفـــضـــى إلــــى نــكــبــات وكـــــوارث وتـــراجـــع فـــي الـــوعـــي الـــعـــامّ، فــضــً عـــن تعاظم التسلّط، الميليشيويّ كما النظاميّ والأجنبيّ، على شعوب المنطقة. وما يُستنتج من ذلك، أقلّه نظريّا، أنّ الحلّ السياسيّ هو وحـده ما يبدّد أسباب قلقنا من إسرائيل ويدجّنه. لهذا كـان جرّها إلـى معركة سـيـاسـيّـة تـنـتـج حــــًّ هــدفــا دائـــمـــا تـسـعـى إلـيـه الأنــظــمــة الــعــربــيّــة غـيـر الــراديــكــالــيّــة، ومـنـظّـمـة الـتـحـريـر الـفـلـسـطـيـنـيّـة مـنـذ بــرنــامــج «الـنـقـاط الـعـشـر» أواســـط السبعينات، ولـكـنْ خصوصا .1982 بعد وهنا نعود إلى المربّع الأوّل حيث تنتصب نـظـريّـتـان يـمـكـن عـبـر إحــداهــمــا تفسير تـاريـخ الــــصــــراع وصـــــــولاً إلـــــى الــــيــــوم. فـــهـــنـــاك نــظــريّــة الأكـــتـــوبـــريّـــن الـبـسـيـطـة، ومــفــادهــا أنّ تجاهل القضيّة الفلسطينيّة وتـــرك الفلسطينيّي في مـواجـهـة الاحــتــ ل والـصـلـف الإسـرائـيـلـيّـن هو 2023 ) أكــتـــوبــر (تـــشــريــن الأول 7 الـــــذي يــفــسّــر بوصفها تــحــرّراً وطـنـيّـا مــن الاحـــتـــ ل. وهـنـاك نظريّة أخرى، يُراد حجبها وتجاهلها، مفادها أنّ المنطقة عرفت ما لا يقلّ عن عشر محاولات ســـيـــاســـيّـــة لـــحـــلّ المـــشـــكـــلـــة أحــبــطــتــهــا الأنــظــمــة ضمّت إيـران 1979 العسكريّة العربيّة، ثـمّ منذ الخمينيّة جـهـودهـا إلـــى جـهـود تـلـك الأنـظـمـة. ذاك أنّ الأنـظـمـة تلك وجـــدت دائـمـا فـي القضيّة الــفــلــســطــيــنــيّــة وفـــــي اســـتـــحـــالـــة حـــلّـــهـــا شــرعــيّــة تعوّضها شرعيّتها المفقودة. وفي هذا التاريخ المديد من رفض «أنصاف الــحــلــول» و»مــــؤامــــرات الــتـســويــة الـتــصــفــويّــة»، والتشهير بــ»مـؤامـرة كـامـب ديفيد» وبــ»اتّـفـاق أيّـــار» وبـ»الخيانة العرفاتيّة»، 17 الإذعـــان فـي ومـــن أعــمــال الاغـتـيـال الـتـي طـالـت «تـسـوويّـن» فلسطينيّي وســـوريّـــن ولـبـنـانـيّـن وأردنـــيّـــن، تطوّر أمران: مــــن جـــهـــة، تـــعـــاظـــم تـــديـــن الـــقـــضـــيّـــة الــتــي يــنــبــغــي «عــــــدم تــلــويــثــهــا» بــالــســيــاســة والـــحـــلّ الـــســـيـــاســـيّ، وفــــي الــتــديــن هــــذا لــعــب المـثـقّـفـون الذين يغرقون في شبر مـاء دور نشر الرسالة وتعميمها، ومـن جهة أخــرى، شعور باستحالة الحلّ الـسـيـاسـيّ والـضـجـر تـالـيـا مــن قـضـيّـة لا تُـحـلّ، قـــضـــيّـــةٍ نـــجـــح المــــحــــور الإيـــــرانـــــيّ-الـــــســـــوريّ فـي اســتــخــدامــهــا كــنــوع مـــن الــفــيــتّــو عــلــى ســيــادات الـــــدول الأصـــغـــر والأضــــعــــف، وفــــي الإمـــعـــان في هلهلة نسيج تلك الدول المهلهل أصلاً. وتــــمــــكّــــن المـــــحـــــور المــــــذكــــــور، عـــبـــر إرهــــــاب «حـــــــمـــــــاس»، مـــــن تــــدمــــيــــر أوســــــلــــــو، بـــالـــتـــكـــافـــل والتضامن مع أقصى اليمي الإسرائيليّ الذي اغــتــال رابــــن. هــكــذا بُــــدّد معسكر الــســ م الــذي انتمت إليه أكثريّة الإسرائيليّي ذات مرّة، ومذّاك راحـت كـلّ حكومة إسرائيليّة تبزّ سابقتها في التطرّف وتشجيع الاستيطان. أكـــتـــوبـــر، الـتـي 7 والـــيـــوم يُــســجّــل لـعـمـلـيّـة توصف بــ»وضـع القضيّة على الـطـاولـة»، أنّها نــجــحــت فــــي ضـــــرب المــــســــار الـــســـيـــاســـيّ وربّـــمـــا أرجعته أكثر من عشرين عاما إلى الوراء، ناسفةً «الـطـاولـة» من أساسها، ومؤسّسة نكبة ثانية أبشع من الأولى، وهذا فضلاً عن إنقاذها روايةَ النظامي الإيرانيّ والسوريّ عن النزاع. فـــقـــد انــتـــهــيـــنـــا إلــــــى انــــســــداديــــن ســـيـــاســـيّ وعسكريّ، فيما الثور الهائج يزداد هياجا. OPINION الرأي 12 Issue 16689 - العدد Wednesday - 2024/8/7 الأربعاء بين قميصهنية وثأر إيران قوّة إسرائيل المقلقة بين تعطيلها وتفعيلها وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة عقود من العبث أحـــــــداث أســــبــــوع واحــــــد أثـــبـــتـــت أن مـنـطـقـتـنـا عقود من العبث، والأكاذيب 5 أمضت ما لا يقل عن الـصـارخـة، الـتـي كلّفتنا أرواحــــا وأمــــوالاً، وتدميراً للدول ونسيجها الشعبي، تحت شعارات واهية. والأحـــــــداث هـــي كــالــتــالــي: أولاً اتّـــفـــاق الإقـــــرار 11 بـــالـــذنـــب، الـــــذي وقّـــعـــه الــعــقــل المــــدبّــــر لــهــجــمــات ، خالد شيخ محمد، ثم ألغاه 2001 ) سبتمبر (أيلول وزير الدفاع الأميركي. فهذا الإرهابي، خالد شيخ محمد، يريد النجاة من الموت الآن. هـذا الإرهـابـي خالد شيخ محمد، وبمساعدة ومــــســــانــــدة الإرهـــــابـــــيّـــــن أســــامــــة بــــن لادن وأيـــمـــن الــظــواهــري، ألــقــوا الـشـبـاب فــي المـهـالـك، وقـدّمـوهـم حـطـبـا فـــي حـــرب إرهــابــيــة كـلّـفـت المـنـطـقـة وسمعة الإسلام ما كلفت، بحجة الجهاد المزعوم. وعــنــدمــا جــــاءت ســاعــة المـــــوت، أراد الإرهـــابـــي خـــالـــد شـــيـــخ مــحــمــد الــــفــــرار مــنــهــا بــــإقــــرار الـــذنـــب، وبــالــتــالــي الــســجــن مــــدى الـــحـــيـــاة، بـــــدلاً مـــن المـــوت «مجاهداً» كما زعم وروّج للشباب، الذين غرّر بهم وألقاهم بالمهالك. خــطّــط الإرهـــابـــي خــالــد شـيـخ مـحـمـد، وغـيـره سـبـتـمـبـر، وروّجـــــوا 11 مـــن الإرهـــابـــيـــن، لـهـجـمـات أن مشروعهم مـشـروع «شـهـادة وجــهــاد». وعندما جاءته فرصة الموت على يد «العدو»، قرّر التعاون مـع الـقـضـاء الأمـيـركـي والاعـــتـــراف بـالـذنـب لتجنب الإعدام. والسؤال هنا؛ ماذا عن شباب غرّر بهم من قبل «الــقــاعــدة»، والمـجـرمـن الــذيــن روّجــــوا لـهـم؟ هــل لو منحت نفس هذه الفرصة لهؤلاء الشباب ليعيشوا ســــنــــوات أخـــــــرى، هــــل كــــانــــوا ســـيـــقـــررون اخــتــطــاف الـطـائـرات، وتفجير مبنيي الـتـجـارة العالمية؟ هل كانوا سيقومون بعمليات انتحارية؟ لـــذلـــك، الـــــدرس هـنـا والــتــذكــيــر هـــو أن المـفـتـن، والمــخــطــطــن، والمـــحـــرضـــن، والمـــبـــرريـــن، أخــطــر من المفجرين بألف مرة، لكن الضرر وقع للأسف، وها هـــم بــعــض المـــحـــرضـــن أصـــبـــحـــوا يــــزايــــدون علينا بــالاعــتــدال، وهـــا هــو الإرهـــابـــي خـالـد شـيـخ محمد يريد الفرار من الموت. والعبث الآخـر، وطـوال عقود، هو ما نـراه الآن فــي الــصــراع بمنطقتنا عـلـى إثــر حــرب غـــزة، حيث ثبت لنا أنــه لا إسـرائـيـل نتنياهو دولــة ســ م، ولا إيران دولة حرب، ولا «حزب الله» حزب مقاوم. اغتيال هنية في طهران يقول لنا إن نتنياهو لـيـس رجـــل ســـ م، ولا إســرائــيـل فعليا قــــادرة على تـحـقـيـق الـــســـ م، فـالـقـتـل بـالـنـسـبـة لـهـم أســهــل من توقيع اتفاقية سلام، والتخطيط للقتل أسهل لهم من مفاوضات سلام. وبالنسبة لإيــــران، فــإن الـثـابـت أنـهـا لا تجرؤ عــلــى تـغـيـيـر مــعــادلــة الـــحـــرب والـــــ حـــــرب، وإنــمــا مـقـدرتـهـا الأســاســيــة هــي الـتـخـريـب، وزعـــزعـــة أمـن المنطقة، وليس مواجهة إسرائيل، وإن فعلت فإن ذلــــك لا يـغـيـر شـيـئـا بـــمـــوازيـــن الـــقـــوى، ومـــعـــادلات الردع. والأمــــر نفسه ينطبق عـلـى «حـــزب الــلــه» الــذي أثـــبـــت أنــــه يـسـتـطـيـع اخــتــطــاف لــبــنــان، وتـحـريـض الحوثي، لكن ليس الدفاع عن غزة، أو ردع إسرائيل فرد من الحزب، وأبرز قياداته، 300 التي قتلت قرابة ويــقــول حـسـن نـصـر الـلـه إن الانــتــظــار الإسـرائـيـلـي لـــــلـــــردّ، المـــتـــوقـــع مــــن الـــــحـــــزب، «هـــــو جـــــزء مــــن الــــرد والعقاب، لأن المعركة نفسية ومعنوية وعسكرية»، هل هناك تضليل أكثر من هذا؟ والأمــــــر نـفـسـه يـنـطـبـق عــلــى «حــــمــــاس»، الـتـي أقدمت على السابع من أكتوبر (كانون الثاني) دون تقدير للعواقب. وعليه، أضـاعـت منطقتنا عقوداً نتيجة أكاذيب كبرى، وشعارات واهية، ولا بد من أخذ العبر، والسعي لمستقبل أفضل، لا يعتمد على شعارات وأكاذيب. جبريل العبيدي طارق الحميد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky