issue16688

سَيُقبِل كثيرون على كتابة الرواية الشعبية اعتقاداً بسهولتها، ومُحَفّزِين بسهولة نشرها، أتوقع أن مهمة لجنة الفرز لن تكون نزهة الثقافة CULTURE 18 Issue 16688 - العدد Tuesday - 2024/8/6 الثلاثاء كاتب وصحافي وقارئ 500 «نيويورك تايمز» تستطلع آراء «الصديقة الرائعة» لألينا فيرانتي أجمل روايات الربع الأول من هذا القرن على مشارف انقضاء الربع الأول من القرن الحالي قررتصحيفة نيويورك تايمز استطلاع آراء ما يزيد عن كاتب وشاعر وناقد وصحافي وقارئ حول أفضل 500 روايات صدرت منذ بداية هذه الألفية بهدف اختيار 10 «الأجمل» من بينها. وكانت النتيجة أن حلّت في المرتبة «الصديقة الرائعة»، وهي L’amica Geniale الأولى رواية بـاكـورة «رباعية نابولي» للكاتبة الإيطالية التي منذ خمسة عشر عاماً تنشر أعمالها تحت الاسـم المستعار إلينا فيرانتي، ومـا زالــت هويتها الحقيقية حتى الآن سراً تحرص ودائرتها الضيقة على عدم كشفه. وحـلّـت فـي المرتبة الثانية روايـــة «دفء الشموس الأخرى» للصحافية الأميركية إيزابيل ويلكرسون، التي تستعرض تاريخ الهجرة الأفريقية الكبرى إلى الولايات المـتـحـدة، بينما حـلّـت فـي المـرتـبـة الثالثة روايـــة «رواق الــذئــب» للكاتبة الإنـجـلـيـزيـة هــيــ ري مـانـتـيـل، وتـــدور حول شخصية توماس كرومويل وصعود ه السريع إلى السلطة في بريطانيا على عهد الملك هنري الثامن. كــــان اخـــتـــيـــار روايــــــة فــيــرانــتــي مـــفـــاجـــأة بـالـنـسـبـة للمشرفين على الاستطلاع، ولكثير من النقاد، لأن الأدب المـتـرجـم مــن الـلـغـات الأخــــرى إلـــى الإنـجـلـيـزيـة لا يشكّل سوى جزء ضئيل جداً من السوق الأميركية. بـعـد الإعــــ ن عــن نتيجة الاســتــطــ ع كـتـب الـنـاقـد الأدبـــي والصحافي الإيطالي ماسّيمو مونتانا يقول: «قــــــراءة (الــصــديــقــة الـــرائـــعـــة) مــغــامــرة لـــذيـــذة محفوفة بالمخاطر والتشويق كمثل ركــوب دراجـــة هوائية على الجليد أو فــوق حصى الـشـاطـئ». وكـانـت فيرانتي قد حصلت في السابق على عدة جوائز أدبية، بينها جائزة مـهـرجـان أوتــرخــت الــدولــي لـــأدب وجــائــزة الــ«صـنـداي تايمز» للامتياز الأدبي. تسرد «الصديقة الرائعة» سيرة نشوء صداقة بين طفلتين ترعرعتا فـي أحــد أربـــاض مدينة نـابـولـي بعد الحرب العالمية الثانية، ونضوج هذه الصداقة على مر الـسـنـ قـبـل أن تـتـحـول إلــى عـ قـة عاطفية تـطـل منها الكاتبة على مروحة واسعة من المشكلات الاجتماعية الــتــي مـــا زال معظمها يـعـتـمـل بـــحـــدة، وأحــيــانــ كثيرة بعنف في الجنوب الإيطالي. 2010 منذ صدور الجزء الأولى من الرباعية في عام تـــجـــاوزت شــهــرة فـيـرانـتـي الـــحـــدود الإيـطـالـيـة بـسـرعـة، ملايين نسخة من 10 حيث باعت حتى الآن ما يزيد عن لـغـة، ونقلت إلــى الشاشة 40 كتبها الـتـي ترجمت إلــى الصغيرة في مسلسل يلاقي نجاحاً منقطع النظير في التلفزيون الإيطالي. هـــذه الــشــهــرة الــواســعــة زادت الاهــتــمــام بالكشف عن هوية فيرانتي الحقيقية التي راجــت عـدة نظريات » تــسـارع F-O« وتــرجــيــحــات حــولـهــا كــانــت دار الــنــشـر إلى تكذيبها، ومناشدة وسائل الإعـ م والقراء احترام خصوصية الكاتبة وحرصها الشديد على التكتم عن هويتها. ومــع مـــرور الـوقـت راحـــت فيرانتي «تكشف»، دائماً بواسطة دار النشر، عن بعض المعلومات الخاصة بـــهـــا، مـــثـــل أنـــهـــا مــــن مـــوالـــيـــد نــــابــــولــــي، حـــيـــث أمــضــت طفولتها وصباها الأول، وأن والدتها كانت خياطة في أحد الأحياء الشعبية، وأنها متزوجة ولها أولاد. لكن تصريحاً صـــدر عنها فــي إحـــدى المـقـابـ ت الصحافية قالت فيه: «زوّرت الحقائق غير مرة عندما اقتضى الأمر لحماية نفسي ومشاعري وضغوطي» أضفى سدولاً من الشك حول صدق المعلومات الخاصة التي «كشفتها»، وعــــززت الـنـظـريـة الـقـائـلـة بـــأن لـغـز الـهـويـة لـيـس سـوى وسيلة تجارية لتسويق أعمالها وزيادة شهرتها. 2010 عام The Paris Review وفي مقابلة مع مجلة بمناسبة صـــدور الــروايــة، قـالـت فيرانتي إن «الخجل» هـو السبب الـــذي دفعها إلــى عــدم الكشف عـن هويتها الحقيقية، وأنها تتوجس كثيراً الخروج من العتمة إلى النور. لكن مع اتساع شهرتها راحت أسباب التكتم التي تذكرها في المقابلات الصحافية القليلة التي تجريها تنحو نحو المـبـررات الإبداعية والفلسفية. ونقع أيضاً على بعض المعلومات الشخصية عنها في المقالات التي نشرتها طيلة عام كامل في صحيفة الغارديان اللندنية، وفــي بعض الصحف الإيطالية خــ ل الـسـنـوات العشر المنصرمة، وفي كتابها «رحلة في الكتابة» ومراسلات مع بعض الصحافيين، لكن ليس هناك ما يؤكد صحة كل هـذه المعلومات ما دامـت هويتها الحقيقية في طي الكتمان. نشر الصحافي الإيـطـالـي كلاوديو 2016 فـي عــام غــاتّــي تحقيقاً مــطــولاً قـــال إنـــه أمــضــى عــامــ كــامــً في إعــــداده يـراجـع عـشـرات الـسـجـ ت الـعـقـاريـة والبيانات المترجمة Anita Raja المالية، يؤكد فيه أن فيرانتي هي » التي تصدر عنها رواياتها، وهي F-O« في دار النشر زوجـة الكاتب المعروف دومينيكو ستارلوني. ويذهب غالّي إلى أبعد من ذلك ليقول إنه أجـرى بحوثاً معمقة ومــقــارنــات لـغـويـة بـمـسـاعـدة نــقّــاد واخـتـصـاصـيـ في الألـــســـنـــيـــة، أظــــهــــرت وجــــــوه تـــشـــابـــه كــبــيــر بــــ أســـلـــوب ستارلوني ونصوص فيرانتي. وقد أثار ذلك التحقيق موجة واسعة من الانتقادات والاحــــتــــجــــاجــــات عـــلـــى هـــــذا «الاقــــتــــحــــام» لـخـصـوصـيـة الكاتبة، كـان أشدها البيان الــذي صـدر عن دار الناشر التي نفت ادعاءات غاتّي وجاء فيه: «هذه الاستنتاجات هـي محض خـيـال ليس أكـثـر، ومـحـاولـة دنيئة لتعرية الكاتبة فيها من العنف والقسوة والتجني، ما يمكن أن يقضي على قدرتها الإبداعية، هي التي قالت غير مرة إنها لا تستطيع الكتابة والإبداع إلا متسترة». واتهمت الــدار الصحافيين الذين يحاولون الكشف عن هويتها بمعاملتها كما لو كانت مجرماً من زعماء المافيا. وتقول مترجمتها إلى الإنجليزية آن غولدشتاين إنها لا تعرف هويتها الحقيقية، ولـــم تــحــاول يـومـ معرفتها، فيما التي Europe Editions يـؤكـد مايكل نـيـولـدز مـديـر دار توزع كتبها في القارة الأوروبية وآسيا أنه لا يعرف من هي، ولا رغبة لديه على الإطلاق في ذلك. مشهد من المسلسل المأخوذ عن رواية «الصديقة الرائعة» روما: شوقي الريّس ليس ملائماً حضور الرواية الأدبية مُطوقة ومحصورة في «الواقعية» فقط «القلم الذهبي» تنقل الرواية الشعبية من الهامشإلى متن السينما ، نـــشـــر الــكــاتــب 1910 فــــي يـــــوم مــــن أيــــــام الأمــــريــــكــــي بــيــتــر ب. كـــايـــن قــصــتــه الــقــصــيــرة «بــــرونــــكــــو بـــيـــلـــلــي والـــــرضـــــيـــــع» فـــــي صـحـيـفـة «ساترداي إيفننغ بوست». وصادف أن المُنتج والممثل ج. م. أنـدرسـون قـرأ القصة وأعجبته، فترجمها سينمائياً إلـــى فيلم لـعـب فـيـه دور الــبــطــولــة، حـسـب جِـــم هِـــت فـــي كـتـابـه «كـلـمـات ». كـــان ذلـــك فـــي زمـــن الأفـــ م 3 ،1992 ، وظـــــ ل الصامتة، التي لـم تكن صامتة تماماً، إذ كان يصاحب عــرض الفيلم عــزف على الأورغ، مع وجـود «مُحاضر» يقف بجانب الشاشة يروي ويعلق على الأحــداث، ويمل الثغرات، ويوجه انـــتـــبـــاه المـــشـــاهـــديـــن، حــســب وارِن بــكــ نــد في ». بعد مشاهدة الفيلم 2021، «الحكاية والـسـرد وإعجابه به، زار كاين المُنْتِجَ والممثل أندرسون، وأوضـح له أنه يتوقع الحصول على مبلغ من المال مقابل قصته. استجاب أندرسون لطلبه، وحصل على ما يريد دون الحاجة للجوء إلى القانون. بطلبه ثمناً لترجمة قصته للشاشة، أرســـى كـايـن حجر أســـاس الـعـ قـة بـ الأديــب وصـــانـــع الأفــــــ م. ولــــه يـــديـــن بـالـفـضـل الأدبـــــاء الـــذيـــن انــفــتــحــتْ أمـــــام روايـــاتـــهـــم المــــمــــرات إلــى عــالــم الـسـيـنـمـا. يـمـكـن الــقــول إنـــه لـــولا مــبــادرة كـــايـــن، مـــا تـــجـــرأ الــــروائــــي الأمـــريـــكـــي ثـــيـــودور درايـزر، مثلاً، أن يطلب مائة ألف دولار عندما أبـدت «باراماونت» رغبتها في ترجمة روايته » للشاشة الكبيرة. كان 1925 ، «مأساة أمريكية مبلغاً كبيراً بمقاييس ذلـك الـزمـان، لدرجة أن وكيل درايـــزر حـاول إقناعه بخفض المبلغ إلى ألــــف دولار. لـكــن بــــاءت مـــحـــاولات الـوكـيـل 25 بالفشل أمام إصرار درايزر على الحصول على المائة ألف. وبعد مفاوضات ساخنة ومتوترة، » ألـــــفـــــ . وأنـــتـــجـــت 90« وافــــــــق الــــــروائــــــي عـــلـــى «باراماونت» الفيلم بعنوان الرواية نفسه في ، بــإخــراج الــروســي سـيـرجـي آيزنشتاين 1931 ». ذكــــــرت بـعـض 60 ،1992 ، «كـــلـــمـــات وظـــــــ ل مــا ورد أعـــ ه فــي الــعــرض الـتـقـديـمـي «القصة ،2016 القصيرة على الشاشة» الذي قدمته في في جمعية الثقافة والفنون في الدمام. روائيون أثرياء ملايين 9« »، ولــكــن فــي 9« وتــكــرر الــرقــم دولار» هـــــذه المـــــــرة، دفـــعــتــهـــا «بــــارامــــاونــــت» لمـــؤلـــف روايـــــــات الإثـــــــارة الــقــانــونــيــة الـــروائـــي جـــون غـريـشـام لــشــراء حـقـوق تـرجـمـة روايـتـه «الــشــركــة» إلـــى فيلم بـالـعـنـوان نفسه أخـرجـه ســـيـــدنـــي بــــــــولاك، ولــــعــــب دور الـــبـــطـــولـــة فـيـه الممثل تـوم كـــروز. ويُـعـد غريشام، الــذي تقدر مليون دولار، من الكُتّاب الأكثر 400 ثروته بـــ ثــــراءً فــي الـعـالـم، ضـمـن قـائـمـة يهيمن عليها كُـــتّـــابُ الـــروايـــة الـشـعـبـيـة بـأنـواعـهـا المختلفة (الــــفــــانــــتــــازيــــا، الإثــــــــــارة، الـــتـــشـــويـــق، الــــرعــــب، الـــجـــريـــمـــة، الـــرومـــانـــســـيـــة، الـــخـــيـــال الــعــلــمــي، الــــغــــمــــوض). تـــتـــربـــع فــــي رأس هـــــذه الــقــائــمــة الروائية ج. ك. رولينغ، مؤلفة سلسلة «هاري بوتر»، إذ تقدر ثروتها بمليار دولار، وآخرون مليون دولار»، 900« مثل جيمس بـاتـرسـون مليون»، وستيفن كينغ 600« ودانييل ستيل مليون». 500« الرواية الأسرع وصولاً إلى الشاشة إن الــــروايــــة الــشــعــبــيــة بــأفــرعــهــا هـــي ما كـان يفكر فيه المستشار تركي آل الشيخ وهو يُــخــطــط لــــ«جـــائـــزة الــقــلــم الـــذهـــبـــي»، وتـرجـمـة الــروايــات الـفـائـزة إلــى أفـــ م، كاشفاً عـن وعيه ومــعــرفــتــه لـحـقـيـقـة أن الــــروايــــة الـشـعـبـيـة هي الأســــــرع والأكــــثــــر وصــــــولاً إلــــى الـــشـــاشـــات في صـــالات السينما الترفيهية الـتـجـاريـة، وإلــى مــنــصــات الـــبـــث الــتــدفــقــي، مــثــل «نـتـفـلـيـكـس». ولبعض الكُتّاب المذكورين أعلاه نصيب كبير من الروايات (والقصص) «المحَوّلة» إلى أفلام: ) روايــــــات، ج. ك. رولـيـنـغ 10( جـــون غــريــشــام ) روايـــــــة وقـــصـــة، 51( )، وســتــيــفــن كــيــنــغ 11( .)50( متوفقاً على أغاثا كريستي برقم واحـد لهذه الأسباب جاءت تغريدة آل الشيخ الأولى، الـتـي أعـلـن فيها مــشــروع الـجـائـزة خـالـيـةً من أي ذكــر، أو إشـــارة إلـى الـروايـة الأدبـيـة، سـواء الواقعية أم غيرها. وقد استهل تغريدته، التي ، بذكر أنه 2024 ) يوليو (تموز 20 أطلقها في سيطلق قريباً «(جائزة القلم الذهبي للرواية) التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر شعبية والأكثر قابلية للتحويل لأعمال سينمائية». وتـضـمـنـت تـغـريـدتـه قـائـمـة بـجـوائـز مـسـارات الـــروايـــة: الـــروايـــة الـرومـانـسـيـة، روايــــة الإثـــارة والغموض، الرواية الكوميدية، رواية الحركة، روايـــة الـفـانـتـازيـا، الــروايــة البوليسية، روايــة الرعب، الرواية التاريخية. القلم الذهبي للرواية الشعبية واضــح تماماً أن الهيئة العامة للترفيه خصصت الجائزة للرواية الشعبية، ولا يبدو أن آل الشيخ فكّر في الرواية الأدبية، باستثناء الرواية التاريخية. ورغم ذلك استقبل المشهد الــثــقــافــي، بـابـتـهـاج شـــديـــد، الإعـــــ ن عـلـى أنـه يــشــمــل الـــــروايـــــة بــشــكــل عــــــام. وجــــــاء الــبــيــان يوليو بعنوان يفتح الجائزة 25 الصحفي في على الأدب الأكثر تأثيراً، دون احتواء المتن ولو على شرح مختزل لمعنى عبارة «الأدب الأكثر تـأثـيـراً». وأضـــاف البيان جـائـزة إلـى الجوائز المــعــلــنــة ســـابـــقـــ : جــــائــــزة الـــــروايـــــة الـــواقـــعـــيـــة، وقــد وردت فـي نهاية قائمة الـجـوائـز، كأنما إضافتها حصلت بصفتها فكرة تالية. يفتح عــنــوان الـبـيـان بـــاب الـجـائـزة على مـصـراعـيـه عـلـى «الأدب الأكـــثـــر تــأثــيــراً» كـلـه، والمتن يغلقه على الرواية الشعبية والتاريخية والـــواقـــعـــيـــة. فــــمــــاذا، عــلــى ســبــيــل المــــثــــال، عن الــــروايــــة الـــحـــداثـــيـــة المــحــلــيــة والـــعـــربـــيـــة؟ ومــا بعد الحداثية المحلية والـعـربـيـة؟ فـــإذا كانت الـقـابـلـيـة للتحويل إلـــى عـمـل سينمائي أحـد شــــروط فـــوز أي روايــــة مـشـاركـة فــي المسابقة بإحدى الجوائز، فقد أثبتت بعض الـروايـات الحداثية العالمية، وعلى سبيل المثال أيضاً، قابليتها للترجمة السينمائية. وقـد ينطبق ذلك على الرواية المحلية والعربية. من الأفلام المُــحَــوّلــة مــن روايــــات حـداثـيـة: فيلم «الـسـيـدة دالَـــــــوِي» عـــن روايـــــة فـرجـيـنـيـا وولـــــف، وفـيـلـم مـن روايـتـهـا الأخـــرى «إلـــى الـفـنـار» بالعنوان نـفـسـه، وفـيـلـم «طــريــق إلـــى الـهـنـد» عــن روايـــة إِ. م. فـورســتــر، وبـالـعـنـوان نفسه أيــضــ . أمـا بـــخـــصـــوص الـــــروايـــــة المـــــا بـــعـــد حـــداثـــيـــة، فـــإن أفـــضـــل مـــثـــال هـــي روايــــــة جــــون فـــاولـــز «امـــــرأة المــــــ زم الـــفـــرنـــســـي»، الـــتـــي تــرجــمــت إلــــى فيلم بـــالـــعـــنـــوان نـــفـــســـه؛ والـــفـــيـــلـــم «مـــحـــبـــوبـــة» مـن روايــــة «مـحـبـوبـة» لـلـروائـيـة الأمـريـكـيـة توني موريسون. وفيلم «كائن لا تحتمل خفته» عن روايـــة مـيـ ن كـونـديـرا. أكتفي بـهـذه الأمثلة، رغم أن اسم الجائزة المُشرّع على «الأدب الأكثر تأثيراً» كله يغري بأن أُشرع باب الكتابة على المسرح أيضاً. وماذا عن القصة القصيرة التي 35 افتتحت الكتابة بها؟ في البال هذه اللحظة قصة جمعتها الأميركية ستيفاني هاريسون قصة 35 في «أنثولوجيا»، ووصفتها بأنها عظيمة ألهمت/أوحت بـأفـ م عظيمة. ذكـرتُ عــــدداً مـنـهـا فــي تـغـريـدة أطـلـقـتُـهـا بـعـد إعــ ن «جـــائـــزة الـقـلـم الــذهــبــي لـــلـــروايـــة» أو «جــائــزة القلم الذهبي لــأدب الأكـثـر تـأثـيـراً». وأضـاف الــــــروائــــــي عــــــــواضشــــاهــــر فـــــي تـــعـــلـــيـــق عـلـى التغريدة الفيلم «دخـــان» عـن قصة بالعنوان نفسه لبول أوستر، وهي، في الحقيقة، واحدة من القصص في «أنثولوجيا» هاريسون. تطويق الرواية الأدبية قد لا يكون ملائماً إضافة جائزة للقصة القصيرة في قائمة تُهيمن عليها الرواية، أي الـــروايـــة الـشـعـبـيـة، ولــكــن لـيـس مـ ئـمـ أيضاً حـضـور الـــروايـــة الأدبــيــة مُـطـوقـة ومـحـصـورة فــي «الــواقــعــيــة» فــقــط. يــبــدو حـضـورهـا بهذا الـــشـــكـــل نــــشــــازاً وضـــعـــيـــفـــ ، ويـــشـــي وجـــودهـــا فـي ذيــل القائمة بهامشيتها، وأنـهـا ألصقت بها اسـتـدراكـ . «الــروايــة الأدبـيـة» هـو المسمى والـخـيـار الأفـضـل لانفتاحه على أي نــوع من أنـواع الـروايـة. الخيار الثاني أن تُـزال الرواية الأدبية، ممثلة بالرواية الواقعية، من القائمة، وتبقى الرواية الشعبية متسيدة فيها، وهذا أكثر اتساقاً وانسجاماً مع عمل واختصاص الــهــيــئــة الـــعـــامـــة لـــلـــتـــرفـــيـــه. ثـــمـــة خـــيـــار ثــالــث يـتـمـثـل فـــي إبـــقـــاء الـــروايـــة الأدبـــيـــة الـواقـعـيـة، مـشـروطـ بـحـرص لجنة التحكيم عـلـى الميل إلــى ترشيح الـــروايـــات الشعبية الـتـي تُـجَـسّـرُ الـــفـــجـــوةَ بـيـنـهـا والــــروايــــة الأدبــــيــــة، أي الـتـي تـجـتـمـع فــيــهــا خــصــائــص الــــروايــــة الـشـعـبـيـة والأدبــيــة، الـروايـة الهجين، إذا صـح التعبير. من الكُتاب الذين حققوا هذا المزيج والمزاوجة والمعادلة مؤلف روايات الـ«ويسترن» الروائي لاري ماكميرتي. فازت روايته «يمامة وحيدة» ». وفـــــــازت روايـــــة 1986 بـــجـــائـــزة «بـــولـــيـــتـــزر كــولــســون وايـتـهـيـد «الــســكــة الــحـديــديــة تحت »، كما وصلت 2017 الأرض» بجائزة «بوليتزر إلى القائمة القصيرة لجائزة آرثر سي. كلارك . ورُشّـحَـت 2017 البريطانية للخيال العالمي »Gone Girl / روايـــة الإثــــارة «الـفـتـاة المـفـقـودة لـجـيـلـيـان فـلـ لــجــائــزة «بــيــلــي» الـبـريـطـانـيـة . لكن الخيار الثاني هو 2013 للدب النسائي الأفضل؛ لأنـه يعيد الـروايـة الأدبية إلـى هيئة الأدب والنشر والترجمة، فهي إلى ذلك المكان تـنـتـمـي، وحــيــث يـنـبـغـي أن تـبـقـى فــقــد يـأتـي الــيــوم الـــذي تحظى فـيـه بـجـائـزة كـبـيـرة لها، إضافة إلى إيقافه الازدواجـيـة، والتداخل بين الهيئات في مجالات العمل والاختصاص. نتائج محتملة للقلم من المتوقع إسهام جائزة القلم الذهبي في انتقال الـروايـة الشعبية من هامش الأدب إلى متن السينما. وستُغري جوائزها كثيرين بـالـقـفـز عــلــى عـــربـــة فـــرقـــة كــتــابــتــهــا. بعضهم بــمــوهــبــة وشـــغـــف وجــــديــــة، وبــعــضــهــم الآخـــر تقودهم الرغبة فـي الـجـائـزة والمـــال والشهرة عــنــد وصـــــول روايـــاتـــهـــم، إن وصـــلـــت، إلـيـهـا، »Hacks - إلــى الـشـاشـة. هـــؤلاء هـم الــ«هـاكـس »Grub Street« المــــعــــاصــــرون، المـــقـــيـــمـــون فــــي الـــثـــالـــث، الــــــذي قــــد تُـــســـبـــب الـــجـــائـــزة ظـــهـــوره المــــجــــازي إلـــــى الــــوجــــود عـــلـــى امــــتــــداد الــعــالــم العربي. سَيُقبِلون على كتابة الرواية الشعبية اعـــتـــقـــاداً بــســهــولــتــهــا، ومُــــحَــــفّــــزِيــــن بـسـهـولـة نشرها. أتوقع أن مهمة لجنة الفرز لن تكون نزهة! * ناقد وكاتب سعودي * د. مبارك الخالدي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky