issue16688

بعد اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في العاصمة طهران، ومـــعـــه اغــــتــــيــــالات بــالــجــمــلــة لأنـــصـــار إيـــــــــران فـــــي الــــــعــــــراق ولــــبــــنــــان، تـــوقـــع كـثـيـرون تـسـاقـط الــصــواريــخ عـلـى تل أبــيــب بـعـدمـا دنّــســت إســرائــيــل شـرف إيـــــــران؛ وفــــق تـــوصـــيـــف زعـــيـــم «حـــزب الله» في لبنان. لكن بالتحليل الدقيق يمكن تصور سقوط الصواريخ، لكن لـــيـــس فــــي مـــواجـــهـــة شــــامــــلــــة... وهــــذا يـعـود إلـــى طبيعة الـنـظـام فــي إيـــران، وطبيعة الدولة الإسرائيلية، وعلاقة كــــــل مـــنـــهـــمـــا بـــالمـــحـــيـــطـــن الإقـــلـــيـــمـــي والـدولـي؛ فممارسات المـاضـي تثبت، بـــوصـــفـــهـــا مــــعــــيــــاراً مــــوضــــوعــــيــــا، أن أولـــويـــة إيـــــران لـيـسـت إســـرائـــيـــل، وأن أولوية إسرائيل ليست إيران. فأولوية إسرائيل إزالــة حـق الفلسطينيي في دولــــة، وأولـــويـــة إيــــران تـــزَعّـــم المنطقة تحت شعار «القضية الفلسطينية»؛ لذلك فإن أية مواجهة شاملة بينهما سـتـفـرز حــً لا يـرضـي الـطـرفـن؛ لأنـه ســيــتــضــمــن قـــيـــام دولــــــة فـلـسـطـيـنـيـة، وزوال وجــــــود إيـــــــران الـــعـــســـكـــري مـن المـــنـــطـــقـــة؛ لـــذلـــك كــلــمــا اقــــتــــرب الـــعـــرب مـن حـل مـع إسرائيل تــراوغ قيادتها، وكلما اشتدت عليها الضغوط عربيا وخــــارجــــيــــا، تـــخـــرب إيـــــــران الــتــســويــة المتوقعة. هذا ما حققته غزوة السابع 2023 ) مــــن أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول بـإنـقـاذ إسـرائـيـل مـن الاعــتــراف بدولة لــلــفــلــســطــيــنــيــن، وأنــــقــــذت إيـــــــران مـن تشكل تحالف شرق أوسطي، يفرض الـــــتـــــوازن مـــعـــهـــا، ويـــســـحـــب الــقــضــيــة الفلسطينية منها. وهـــذا ليس سـراً، فقد عبّرت إيران عن أن الغزوة أفشلت الـــتـــطـــبـــيـــع، وكـــــذلـــــك إســــرائــــيــــل الـــتـــي استغلت الغزوة التي يعتقد كثيرون أنـــهـــا لــــم تـــكـــن غـــافـــلـــة عـــنـــهـــا. وتـــوجـــد معلومات نشرتها «نيويورك تايمز» تـــؤشـــر إلــــى أن الـــقـــيـــادة الإســرائــيــلــيــة تـــجـــاهـــلـــت تــــقــــاريــــر عـــــن تـــحـــضـــيـــرات تــعــدّهــا «حـــمـــاس»، لـــدرجـــة أن بعض المـــجـــنـــدات الإســـرائـــيـــلـــيـــات المــعــنــيــات بــــمــــراقــــبــــة الــــــحــــــدود مـــــع غــــــزة أبـــلـــغـــن الــقــيــادة بــذلــك، وكـــان الـــرد أن يَــنْــسَــنَْ المــوضــوع... فلماذا تجاهلت القيادة الإسرائيلية ذلـك، وهـل هدفها إيجاد مـــبـــرر لـــلـــحـــرب، كـــمـــا بـــــررت لاجــتــيــاح لبنان في الثمانينات؟ المـرجـح أن إسرائيل كانت تراقب تحركات «حـمـاس»، ولا يمكن الجزم بأنها لم تعرف خيطا أو خيوطا عن غــزوة «السابع من أكتوبر»؛ والدليل أن إسرائيل بعد الـغـزوة تحولت إلى وحش متفلّت، وكان تركيزها المخفي عــلــى تـنـظـيـف عـــرقـــي فـــي قـــطـــاع غـــزة، وتــهــجــيــر الـفـلـسـطـيـنـيـن مـــن الـضـفـة الغربية؛ وكانت الحملة من البشاعة بـــدرجـــة لـــم تـنـفـع مـعـهـا كـــل الـــدعـــوات إلــى الـتـهـدئـة؛ لقناعة رئـيـس الـــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي، بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو، أن هـذه الفرصة لن تتكرر. وكما خدمت غـــــزوة «حــــمــــاس» إســــرائــــيــــل، أثــبــتــت، كــــذلــــك، الــــغــــزوة نــــبــــوء ة قـــائـــد «فــيــلــق الـــــقـــــدس» الـــــراحـــــل قــــاســــم ســلــيــمــانــي بــنــظــريــة «حـــــــزام الــــنــــار» الــــــذي سـمـح لإيران عمليا بالسيطرة على عواصم عربية تحت شعار «تحرير القدس». لـــكـــن إيــــــــران تــــعــــرف تـــمـــامـــا أن إزالــــــة إسرائيل تستدعي أولاً إزالــة أميركا، وهــــذا مـــحـــال، وبــالــتــالــي؛ فـــإن «حـــزام الــــــنــــــار» يـــصـــبـــح ورقـــــــــة لــــلــــتــــفــــاوض، والضغط وليس التحرير. فإيران منذ الـــثـــورة وهـــي تــرفــع رايـــة «الـتـحـريـر»، ورفــــســــنــــجــــانــــي عـــــــدّ أن إســـــرائـــــيـــــل لا تتطلب أكثر من قنبلة واحدة لإزالتها؛ وبعدها تـحـدث كـل الـقـادة الإيرانيي عــــن إزالــــــــة الــــكــــيــــان، مــــع إدراكـــــهـــــم أن إسـرائـيـل دولــة نـوويـة، وأنــه حتى لو حـصـلـت إيـــــران عــلــى «الــــنــــووي»، فلن تقدر على إزالتها؛ فالرئيس الفرنسي الـراحـل جـاك شيراك ذكّـر إيــران بأنها ستزول من على الخريطة في اللحظة الـــــتـــــي تــــضــــغــــط فــــيــــهــــا عــــلــــى الـــــزنـــــاد النووي. التصعيد الإسرائيلي الكبير مع إيــــران بــهــذه المـعـطـيـات يــخــدم هـدفـن: إزالـــــــة الـــحـــق الــفــلــســطــيــنــي فــــي دولـــــة، وتـــدمـــيـــر المـــفـــاعـــل الــــنــــووي الإيــــرانــــي. الـــهـــدف الأول الــعــمــل جـــــارٍ لتحقيقه، بــيــنــمــا الــــهــــدف الـــثـــانـــي يـــبـــدو صـعـبـا لإدراك إيـــران أن إسـرائـيـل تريد جرّها إلــــــى مـــعـــركـــة قـــــســـــراً. وهـــــكـــــذا تـصـبـح المــــعــــادلــــة ظــــاهــــرة لـــلـــعـــيـــان: إســـرائـــيـــل تـــرغـــب فـــي الـــقـــتـــال، وإيـــــــران تـتـجـنـبـه، لذلك نرى إسرائيل تخرق كل الخطوط الــحُــمْــر مــع إيــــران فــي ســوريــا والـيـمـن ولبنان وحتى في قلب طهران، ونرى الـــعـــجـــز الإيـــــرانـــــي واضــــحــــا مــــن خـــ ل اخــتــراع إيـــران نظرية جـديـدة سمّتها «الـــصـــبـــر الاســـتـــراتـــيـــجـــي»، وغــايــتــهــا أنـــهـــا لــــن تُـــجـــر إلـــــى مـــعـــركـــة تــحــددهــا إسـرائـيـل. لكن اسـتـفـزاز إسـرائـيـل بلغ ذروته باغتيال هنية في مقر محاربي «الحرس الثوري» القدامى في طهران، وأصـــبـــحـــت بـــذلـــك الـــقـــيـــادة الإيـــرانـــيـــة أمـام امتحان مضطرة فيه إلـى تعديل نــــظــــريــــة «الــــصــــبــــر الاســــتــــراتــــيــــجــــي»، وهـــذا يعني على الأرض أنــه لا يمكن استنساخ الــرد الانتقامي على ضرب القنصلية الإيـرانـيـة فـي دمـشـق؛ لذلك تـــجـــد الـــقـــيـــادة الإيــــرانــــيــــة نــفــســهــا فـي ورطــــــة كــــبــــرى. وتــــــــدرك إســــرائــــيــــل فـي المــقــابــل ورطــــة إيـــــران، وتـــحـــاول ضـرب عصفورين بحجر واحد: إسقاط فكرة الـــدولـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة، والـتـخـلـص من السلاح النووي الإيراني. بـهـذا الـسـيـاق يمكن قــــراءة اغتيال هــنــيــة داخـــــــل مـــقـــر «الـــــحـــــرس الــــثــــوري» المحصن بـالـصـواريـخ، ثـم اغتيال ثاني أهـــم شخصية فــي حصن «حـــزب الـلـه»، وفــي الـوقـت ذاتـــه ضــرب جماعات إيــران فـــي بـــغـــداد، وتــدمــيــر مـنـشـآت الـحـوثـي. ويبقى الــســؤال: كيف سـتـرد إيــــران: هل ستكرر صفقة قنصلية دمشق، أم تذهب مـرغـمـة إلــــى حــــرب مــتــدرجــة تــــؤدي إلـى مــواجــهــة شــامــلــة؟ أمــــام إيـــــران خـــيـــاران: الدخول في مواجهة تنتظرها إسرائيل بفارغ الصبر، ولا يمكن الانتصار فيها مـــا دام الـــغـــرب يـقـف وراء إســـرائـــيـــل، أو الـــعـــضّ عــلــى الـــجـــرح وعـــقـــد صــفــقــة مع الأميركيي قد تطيحسمعتها؛ إنما على الأقل تبقيها في المنطقة إلى أجل مسمى. OPINION الرأي 12 Issue 16688 - العدد Tuesday - 2024/8/6 الثلاثاء إيران وإسرائيل: المواجهة المستحيلة والانحسار المنتظر وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com أحمد محمود عجاج يـــســـدد مـــاســـك هــجــمــاتــه المــســتــمــرة على وسائل الإعلام، وهي بدورها تفعل الـشـيء ذاتـــه. تعمقت الخصومة منذ أن أصـبـح المـلـيـارديـر الشهير مالكا لمنصة «إكـــــــــس». ولــــكــــن الـــــســـــؤال: مــــن المــصــيــب ومـــن المـخـطـئ؟ فــي الـــواقـــع كـ هـمـا على حــق وكـ هـمـا عـلـى بــاطــل. وتــنــاول هـذه القضية مهم لفهم دور الإعـ م ووسائل الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي، ونــقــاط التقاطع والانفصال. هو يتهمها بالانحياز، وأنها ذراع لـــأجـــنـــدة الـــيـــســـاريـــة، وأداة فــــي خــدمــة الآيـديـولـوجـيـا ولـيـس الحقيقة. وهـنـاك أيــضــا جــانــب شـخـصـي فــي اتــهــامــه. هو أيـضـا تـعـرض لـهـجـمـات قـاسـيـة اتهمته بــتــعــاطــي المـــــخـــــدرات، وحــــاولــــت تلطيخ صــــورتــــه، وقـــدمـــتـــه بــالــشــخــص المــنــدفــع المتهور وغير المستقر نفسيا. كـــــــــ م مــــــاســــــك فـــــــي هـــــــــذا الــــجــــانــــب صحيح. وسائل الإعلام العريقة تحولت فـي الـسـنـوات الأخـيـرة إلـى صحافة رأي ولـــيـــســـت خـــــبـــــراً، وهـــــــذا شــــــيء يــعــاكــس مبادئها المعروفة عنها سابقا. بالإمكان أن تدخل علىصفحة «واشنطن بوست» و«نـــيـــويـــورك تــايــمــز»، ويــكــاد يــكــون من المــســتــحــيــل أن تــجــد تـــقـــريـــراً عـــن تـرمـب أو نائبه كُـتـب بطريقة متزنة ولا أقـول مؤيدة. أما صفحات الـرأي فقد تحولت لـــأســـف إلـــــى كــــــورس يــــــردد الأهــــزوجــــة نــفــســهــا. تــركــيــب كــلــمــات مـخـتـلـفـة على الــلــحــن ذاتـــــه. لــقــد تــحــولــت قــنــاة عـريـقـة مثل «سي إن إن» في عهد ترمب وحتى الآن مـــن مــحــطــة إخـــبـــاريـــة كـــانـــت تضع مسافة بينها وبــن الـحـدث إلــى منصة للناشطي الـغـاضـبـن. ورغـــم أن ترمب قــــام بــتــصــرفــات جــنــونــيــة وصــبــيــانــيــة، فـــإن انـــجـــراف الـصـحـافـة وتـحـولـهـا إلـى طــرف يفقدها المـصـداقـيـة. بعد أن أعلن بـــــايـــــدن انـــســـحـــابـــه مـــــن الــــتــــرشــــح ظـهـر أحـــد المعلقي عـلـى شـاشـة «ســـي إن إن» وأجــهــش بـالـبـكـاء وهـــو يـقـول إن بـايـدن مثل الـجـد الـــذي يـريـد أن يـقـود سيارته ونـــحـــن نــمــنــعــه حـــفـــاظـــا عـــلـــى ســ مــتــه! الذين يعرفون قيم الصحافة الحقيقية يــــــدركــــــون أن هـــــــذا مـــشـــهـــد يـــصـــلـــح فــي مسلسل عائلي عن علاقة الجد بأحفاده ولـيـس بـوصـفـه صـحـافـيـا يحلل ويـقـدم مــــعــــلــــومــــات وتــــحــــلــــيــــ ت مـــوضـــوعـــيـــة! وهــذا أيضا ينطبق على نقد ما يسمى ». لا يمكن wokisim« بــثــقــافــة الــيــقــظــة أن تــرى مقابلة أو تـقـريـراً يـقـدم تصوراً مـخـتـلـفـا ولا أقــــول يـنـتـقـده أو يـرفـضـه. الـــتـــعـــريـــف الـــبـــســـيـــط لــــــدور الإعــــــــ م هـو أن يـــقـــدم المـــعـــلـــومـــات والآراء المـخـتـلـفـة للمتابعي، ولا يفرض أجندته عليهم. مـاسـك محق وهــو يـــدرك نـقـاط الضعف هـــذه جــيــداً، ويــغــرس سكينه بـخـاصـرة وسـائـل الإعـــ م الضعيفة كونها تفتقد المـــصـــداقـــيـــة والمـــوضـــوعـــيـــة، وهــــو يـــدرك جيداً حجم الاستياء منها عند شريحة اجتماعية واسعة. ولكن لماسك أهـدافـه الخاصة أيضا وهــــــو يـــهـــاجـــم وســــائــــل الإعــــــــ م ويــحــط مـــن قـــدرهـــا، لــيــس لأنـــهـــا فــقــط مــنــحــازة، ولـكـن لأنــه يـريـد تقديم منصته «إكــس» بوصفها وسيلة الإعلام الأكثر مصداقية وموثوقية أو كما قالت المديرة التنفيذية لــ«إكـس» ليندا ياكارينو: «حيث يصنع التاريخ»، بعد إعلان بايدن انسحابه في تغريدة. ولهذا استقطب ماسك مذيعي، مثل تاكر كارلسون، الذي يبث برنامجه عــــلــــى المــــنــــصــــة. ولــــكــــن مـــنـــصـــة «إكـــــــس» ليست وسيلة إعــ م مهما حــاول ماسك الادعاء بذلك؛ لأنها تفتقد لآلية التدقيق والـــتـــمـــحـــيـــص والـــــتـــــأكـــــد مـــــن المـــعـــلـــومـــة ومـراجـعـة مـصـادرهـا قبل عرضها على الجمهور. هناك كم كبير من المعلومات الكاذبة في «إكـس»، والحسابات الزائفة الـــــتـــــي تـــســـتـــخـــدم فـــــي نــــشــــر الــــدعــــايــــات المـضـلـلـة. بــإمــكــان أي شـخـص أن ينشر إشاعة وتتحول بدقائق إلى حقيقة يتم تـداولـهـا على نـطـاق واســـع. والـسـبـب أن منصة «إكـــس» لا تملك فـ تـر تميز بي المعلومة الصادقة والزائفة. ماسك نفسه تورط بنشر معلومات كاذبة، واستخدم منصة «إكــــس» لترويجها ولـــم يتراجع عنها. وكـارلـسـون رغـم شهرته وتأثيره فإنه أصبح صحافيا حزبيا ومؤدلجا، وقــــد حــضــر مـــؤخـــراً حــفــل الـجـمـهـوريـن لاخــــتــــيــــار تــــرمــــب مــــرشــــحــــا، وكـــــأنـــــه مـن الحاشية الترمبية! وكارلسون استخدم «إكـــــس» لـنـشـر مـعـلـومـات مـضـلـلـة، مثل الـــقـــصـــة المـــخـــزيـــة الـــتـــي روجــــهــــا بـــحـــوار شخص مضطرب يدعي أنـه على علاقة جنسية مع الرئيس أوبـامـا! وفـي سياق دعـــم منصته غـــرّد مـاسـك قـبـل مـــدة بأنه لـيـس مــن الـــضـــروري أن تـقـرأ تـقـريـراً من كـــلـــمـــة إذا كـــنـــت ســتــحــصــل عـلـى 1000 ذات المــعــلــومــة فـــي تـــغـــريـــدة مـــن كـلـمـات عــدة! وهــذا يشير إلــى انـعـدام كامل لدى ماسك في فهم دور وسائل الإعـ م التي تغوص في العمق لتتأكد من المعلومات ومــصــادرهــا المختلفة قـبـل أن تنشرها. وقـــبـــل أيـــــــام، وهــــــذا مـــثـــال فـــقـــط، تـابـعـت الـصـحـافـة قـصـة زوج هــاريــس وعلاقته بـمــعـلــمــة ابـــنـــتـــه. لــــم تــكــتــف فـــقـــط بـنـشـر المعلومات من دون تأكد، بل ذهبت إلى جميع أطراف القصة ما اضطر الزوج إلى الاعــتــراف بـهـا، وأصـــدر بيانا اعـتـذاريـا. لــقــد أجــبــرتــه وســـائـــل الإعــــــ م عــلــى ذلــك ولــو كــان مـجـرد منشور على «إكـــس» أو «فيسبوك»، فعلى الأرجح أنه لن يلقي له بالاً. مصداقية الصحافة تعد سلطة لها. يـــخـــلـــط مـــــاســـــك بـــــن دور «إكـــــــس» ووســـــــــائـــــــــل الإعـــــــــــــــــ م، ولا يــــــفــــــرق بـــن الــصــحــافــيــن والمــــؤثــــريــــن، ولا أصــحــاب الدعاية ولا أصحاب المهنة، وهو يستغل بــذكـــاء تــراجـــع الإعـــــ م عــن دوره لـيـروج لمنصته، ويجلب لها مزيداً من المعلني والداعمي. تدفق المعلومات على «إكس» لا يعني أنها كلها حقيقية. ولو صدقنا كـــــل مـــــا فـــيـــهـــا مـــــن مــــعــــلــــومــــات مــضــلــلــة لـــصـــدقـــنـــا أن زوجـــــــة مـــــاكـــــرون مــتــحــول مثلي في معلومة كاذبة يرددها خصوم الرئيس الفرنسي، ولصدقنا أن ميشيل أوبـــامـــا رجــــل! مـعـلـومـات زائـــفـــة مفبركة منتشرة بكثافة فـي «إكـــس» لا تجد لها أثراً في وسائل الإعلام المحترمة وليست الــــصــــفــــراء. خـــطـــأ وســــائــــل الإعـــــــ م أنــهــا تخلت عن دورها، وأتى رجل مثل ماسك وعاقبها، ولكنه يسيء لمنصته لو عدّها وسيلة إعـ م؛ لأنها ستتحول إلى مكب للنفايات والأكــاذيــب، ولا تـقـارن بها أي وسيلة إعلام رديئة ورخيصة! ماسكو«إكس» والحرب مع الإعلام ممدوح المهيني أمام طهران إما الدخول في معركة تنتظرها تل أبيب بفارغ الصبر وإما عقد صفقة مع الأميركيين ماسك يسيء لمنصته لو عدّها وسيلة إعلام لأنها ستتحول إلى مكب للأكاذيب

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky