2 أخبار NEWS Issue 16687 - العدد Monday - 2024/8/5 االثنني ASHARQ AL-AWSAT الرئيس التنفيذي لـ«هيفوليوشن» يكشف عن مسيرته في عالم االبتكار والطب واألعمال فـــــــي وقـــــــــت مـــــنـــــح فـــــيـــــه الـــجـــنـــســـيـــة الـــســـعـــوديـــة أخــــيــــرًا، بـــأمـــر مَـــلـــكـــي ضـمـن عــــدد مـــن الــعــلــمــاء واألطــــبــــاء والـبـاحـثـن واملــبــتــكــريــن ورجــــــال األعـــمـــال واملـــواهـــب املــــــتــــــمــــــيــــــزة، أكــــــــــد الـــــــدكـــــــتـــــــور مــــحــــمــــود خـــــــــان، الـــــرئـــــيـــــس الــــتــــنــــفــــيــــذي ملـــؤســـســـة «هـــيـــفـــولـــيـــوشـــن»، أن مــنــحــه الـجـنـسـيـة الــــســــعــــوديــــة ســـيـــعـــزز قـــــدراتـــــه الــعــلــمــيــة والعملية ويجعله أكثر قدرة على تحقيق مـشـروعـاتـه الـعـلـمـيـة، والــتــي تتصدرها أبـــحـــاثـــه الــعــلــمــيــة والـــصـــحـــيـــة ملــعــالــجــة الشيخوخة. وقــــــال خــــــان، الــــــذي جـــمـــع بــــن عــالــم أعـمـال الـشـركـات وعـالـم الـطـب، لـ«الشرق األوســط»: «كانت رحلتي عبر القطاعات األكــاديــمــيــة والــعــامــة والــخــاصــة بمثابة تجربة تعليمية مستمرة، حيث يقوم كل منها بتعزيز اآلخـــر، إذ هـذه الصناعات مترابطة، وغالبًا ما تنشأ الحلول األكثر تأثيرًا من دمج نقاط قوتها». وتــــــابــــــع رئـــــيـــــس «هــــيــــفــــولــــيــــوشــــن» التنفيذي «قادني هذا الفهم إلى مبادرة (هـــيـــفـــولـــيـــوشـــن)؛ وهـــــي املـــــبـــــادرة الــتــي توحد املجتمع العلمي، واملنظمات غير الـحـكـومـيـة، وشـــركـــات األدويـــــة، وصـنـاع الــــســــيــــاســــات، واألوســـــــــــاط األكـــاديـــمـــيـــة، وشــــــركــــــات الـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا الـــحـــيـــويـــة، والــــــرؤســــــاء الـــتـــنـــفـــيـــذيـــن، والـــكـــثـــيـــر مـن الكيانات األخــرى لتعزيز الخطاب حول الشيخوخة الصحية». وأضاف خان: «أثبت دمج الرؤى من مختلف القطاعات أنه ال يقدَّر بثمن. يوفر العالم األكاديمي أبحاثًا دقيقة ومعرفة تــأســيــســيــة، ويـــقـــدم الـــقـــطـــاع الـــعـــام رؤى حـول صحة السكان واألطـــر التنظيمية، ويـجـلـب عـالـم أعــمــال الــشــركــات االبـتـكـار وقـابـلـيـة الـتـوسـع والــكــفــاءة. ومـــن خـال مزج وجهات النظر هذه يمكننا معالجة التحديات الصحية املعقدة بشكل أكثر فـــعـــالـــيـــة». وزاد: «فـــــي (هــيــفــولــيــوشــن) نستفيد من النهج املتكامل لدفع التقدم فـــي مــجــال الـشـيـخـوخـة الـصـحـيـة، حيث تـجـسـد هــــذه املــــبــــادرة شـغـفـي بمعالجة التحديات الكبيرة عبر الصناعة، وتمثل فـرصـة عميقة إلحــــداث تـأثـيـر عــاملــي. إن عملنا في (هيفوليوشن) ال يدفع حدود االسـتـكـشـاف الـعـلـمـي فـحـسـب، بــل يعزز أيضًا التعاون عبر القطاعات، ويهدف، فــــــي الــــنــــهــــايــــة، إلـــــــى تـــحـــســـن الـــنـــتـــائـــج الصحية على نطاق عاملي». رحلة متشعبة مع علوم الطب والشيخوخة وقــال خــان: «منذ أيـامـي األولـــى في كـلـيـة الـــطـــب، تــمــيــزت مــســيـرتــي املـهـنـيـة بـــاالهـــتـــمـــام الــعــمــيــق بــالــنــظــم الــغــذائــيــة وصــــحــــة الــــســــكــــان، وهـــــو الـــتـــركـــيـــز غـيـر الـتـقـلـيـدي وقـتـهـا. وضـعـت هـــذه الرحلة إلـــــى الـــصـــحـــة والـــرفـــاهـــيـــة الـــعـــامـــة عـلـى مـــســـتـــوى املـــجـــتـــمـــع األســـــــــاس ملـــســـاعـــي اللحقة». وتـــابـــع خـــــان: «كـــانـــت فـــتـــرة عملي األكاديمية عضو هيئة تدريس في طب وكلية Mayo Clinic الـغـدد الصماء فـي الــــطــــب، مــــحــــوريــــة، حـــيـــث قـــمـــت بــقــيــادة بـــــرامـــــج فـــــي مــــجــــال مــــــرض الـــســـكـــري وأمــراض الغدد الصماء، والتمثيل الـغـذائـي، والتغذية، وكلها عـزّزت خـــــبـــــرتـــــي فـــــــي تــــصــــمــــيــــم أنـــظـــمـــة للتخفيف من املرض». وزاد: «بــاالنــتــقــال إلــــى الـقـطـاع الـــــخـــــاص، تـــولـــيـــت دورًا حـــيـــويـــ فـي شـركـة (تـاكـيـدا فارمسيوتيكال) قائدًا لــلــبــحــث والـــتـــطـــويـــر الـــعـــاملـــي، حيث كانت التجربة مفيدة فـــي تـشـكـيـل نـهـجـي تـجـاه حــلــول الــرعــايــة الصحية املــبــتــكــرة على نـطـاق عاملي، وعــــــــــمــــــــــلــــــــــت، خـــــــال عــمــلــي رئـــــــــــــــيـــــــــــــــســـــــــــــــ تنفيذيًا للشؤون الـــــــعـــــــلـــــــمـــــــيـــــــة فــــي ، عــلــى تــوســيــع آفـــاقـــي، PepsiCo شـــركـــة حيث علّمتني املبادئ الحاسمة للحجم والتأثير والتحول ومعالجة التحديات العاملية عبر الصناعات املتنوعة». وأضــــــــاف خـــــــان: «حــــالــــيــــ بـصـفـتـي الـــــــــرئـــــــــيـــــــــس الـــــــتـــــــنـــــــفـــــــيـــــــذي ملـــــؤســـــســـــة (هــيــفــولــيــوشــن)، أســتــخــدم كـــل خـبـراتـي املهنية لدفع مهمتنا املتمثلة في تطوير مجال العلوم الصحية ملعالجة األمراض املــــرتــــبــــطــــة بـــالـــعـــمـــر لــــصــــالــــح الـــبـــشـــريـــة جمعاء، فأنا أشارك بنشاط في عدد من املناصب األخرى». ويـــتـــولـــى خـــــان الــعــمــل فــــي مـجـلـس إدارة شركة «ريكيت بينكيزر»، و«الهيئة السعودية لألبحاث والتطوير واالبتكار )»، وهو الرئيس التنفيذي لعلوم RDIA( الـــحـــيـــاة الــحــيــويــة، وعـــضـــو فـــي الـلـجـنـة الـــتـــوجـــيـــهـــيـــة الـــوطـــنـــيـــة الســتــراتــيــجــيــة الـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا الـــحـــيـــويـــة الـــســـعـــوديـــة، ورئــيــس الـلـجـنـة الـــزائـــرة للتكنولوجيا املـتـقـدمـة فــي املـعـهـد الـوطـنـي للمعايير .»NIST« والتقنية بالواليات املتحدة وأضـــــــــــــاف خـــــــــــان: «يـــــشـــــرِّفـــــنـــــي أن أصــــبــــحــــت أخـــــيـــــرًا مــــواطــــنــــ ســــعــــوديــــ ، بموجب أمـر مَلكي، بينما ال أزال أحمل بـــفـــخـــر الــجــنــســيــة املـــــزدوجـــــة لـــلـــواليـــات املتحدة واململكة املتحدة. تساعدني هذه الجنسية املزدوجة على قيادة منظمتنا العاملية بفعالية، والـعـمـل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليي». ويــــســــهــــم كــــــل دور يـــشـــغـــلـــه خــــان بشكل فريد فـي رؤيـتـه الشاملة لتعزيز االبــــــــتــــــــكــــــــارات الــــصــــحــــيــــة الــــــتــــــي تـــفـــيـــد املجتمعات في جميع أنحاء العالم، «ما يـعـزز الـتـزامـي بـالـقـيـادة التحويلية في قطاع الرعاية الصحية». الجنسية السعودية... عقد من الشرف وتـــعـــلـــيـــقـــ عـــلـــى مـــنـــحـــه الــجــنــســيــة الــســعــوديــة أخـــيـــرًا، قــــال خــــان: «مُــنــحــت جنسيتي بأمر مَلكي مع عدد من العلماء واألطباء والباحثي واملبتكرين ورجال األعـــمـــال واملـــواهـــب املــتــمــيــزة، وتـشـرفـت حــقــ عــنــدمــا عـلـمـت بـمـنـحـي الـجـنـسـيـة السعودية». وأضـــــــــــاف خــــــــــان: «تــــمــــتــــعــــي بــحــق املواطنة السعودية يُعد بمثابة شهادة عـلـى الــخــطــوات الـكـبـيـرة الـتـي نتخذها فــي مـجـال عـلـم الـشـيـخـوخـة، والـتـزامـنـا بتحسي الـصـحـة الـعـاملـيـة. إنـــه يعكس اعـــــتـــــراف املـــمـــلـــكـــة بـــجـــهـــودنـــا، وأهــمــيــة مهمتنا فــي (هـيـفـولـيـوشـن). بالنسبة لــي، يُــعـد هــذا إنـجــازًا شخصيًا ومهنيًا عميقًا يعزز التزامي بعملنا ورؤيتنا». وتــابــع: «إحـسـاسـي بأنني مواطن ســـــعـــــودي يــــعــــزز قـــــدرتـــــي عـــلـــى تــعــزيــز العلقات والتعاون داخـل اململكة وعلى املستوى الدولي. إنه يمنحني تواصل أعــمــق مـــع املـجـتـمـع املــحــلــي، وإمـكـانـيـة أكبر للتواصل مـع صانعي السياسات والقادة هناك». وزاد: «هـــــــــــذا اإلحــــــــســــــــاس يــــعــــزز حـــضـــورنـــا ومــصــداقــيــتــنــا الـــعـــاملـــيـــة، ما يــجــعــل بـــنـــاء الـــشـــراكـــات والـــتـــعـــاون مع الـــعـــلـــمـــاء والـــبـــاحـــثـــن وقــــــــادة األعــــمــــال الــــدولــــيــــن أقــــــــوى. وفـــــي نــهــايــة املـــــطـــــاف، يــــــؤدي هـــــذا إلـــى تـــعـــزيـــز (هــيــفـولــيــوشـــن) العــــــبــــــ حـــــاســـــمـــــ فـــي مــــعــــالــــجــــة األمـــــــــراض املرتبطة بالعمر على مستوى العالم». الرياض: فتح الرحمن يوسف تكهنات بتضرر القدرات العسكرية للجماعة والتهديد بتصفية قادتها عودة الهجمات الحوثية بعد أسبوعين من الضربة اإلسرائيلية توقفت الهجمات الحوثية ضد السفن فـي البحر األحـمـر وخليج عـدن منذ نحو أسبوعي، عقب القصف اإلسرائيلي على ميناء الحديدة اليمني الخاضع للجماعة املـــوالـــيـــة إليــــــران، بـاسـتـثـنـاء هــجــوم يتيم تعرضت له إحـدى السفن في خليج عدن، السبت، دون اإلبـــاغ عـن أضــرار كبيرة أو إصابات، إلى جانب تبني الجماعة إسقاط طائرة أميركية من دون طيار. وأثــار تراجع الهجمات الحوثية إلى حـــد تـوقـفـهـا الـــتـــام عــلــى مــــدى أســبــوعــن، كـثـيـرًا مــن الــتــســاؤالت والـتـكـهـنـات، حيث يـــــرى ســـيـــاســـيـــون يــمــنــيــون أن الــجــمــاعــة تـلـقـت ضــربــة مـوجـعـة فــي الــحــديــدة نالت مـــن قــدراتــهــا الـعـسـكـريـة ومـسـتـودعـاتـهـا، بــيــنــمــا يـــذهـــب آخـــــــرون إلـــــى أن الــجــمــاعــة تلقت تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها. ويــــــؤكــــــد مــــــراقــــــبــــــون أن الــــضــــربــــات األميركية املتلحقة كان لها دور كبير في تـراجــع هـجـمـات الـجـمـاعـة بـخـاصـة وأنـهـا استهدفت كثيرًا من الـــرادارات التي توجه الهجمات ومنصات اإلطــاق خـال اآلونـة األخيرة. يوليو 20 وكانت إسرائيل نفّذت في (تـمـوز) ضـربـات انتقامية ضـد الحوثيي استهدفت خـزانـات الـوقـود والكهرباء في الحديدة ومينائها، ردًا على طائرة مسيّرة يـولـيـو، تبنّت 19 استهدفت تـل أبـيـب فـي الجماعة املوالية إليران في اليمن إطلقها، وأدّت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وهــــــــدد زعــــيــــم الـــجـــمـــاعـــة عـــبـــد املـــلـــك الحوثي في أحدث خطبه باالنتقام والرد عـــلـــى ضـــربـــة الــــحــــديــــدة واغــــتــــيــــال رئــيــس املـكـتـب الـسـيـاسـي لــــ«حـــمـــاس» إسـمـاعـيـل هــنــيــة، والــــقــــيــــادي الــعـــســكــري فــــي «حــــزب الـــلـــه» فــــؤاد شــكــر، إال أن هـــذه الـتـهـديـدات ظلت مجرد كلم للستهلك اإلعلمي في أوساط أتباع الجماعة. ويــقــرأ سـيـاسـيـون يـمـنـيـون أن هـدف الـجـمـاعـة مــن الـهـجـمـات ضــد الـسـفـن منذ الـــبـــدايـــة هــــو اســـتـــجـــاب الــــــرد الــعــســكــري اإلسرائيلي، وهـو ما حصلت عليه أخيرًا بـــعـــد قـــصـــف الــــحــــديــــدة، إذ عـــبـــر زعـيـمـهـا الـــحـــوثـــي عـــن ســـعـــادتـــه بـــالـــواقـــعـــة، وذلـــك فــي سـيـاق الـسـعـي لتأكيد الــســرديــة التي تقوم عليها أفكار الجماعة؛ إذ تزعم أنها تخوض الحرب منذ سنوات مع إسرائيل وأميركا وليس ضد اليمنيي. يشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنت مــنــذ نــوفــمــبــر (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي) املــاضــي كـثـيـرًا مــن الـهـجـمـات ضــد إســرائــيــل، دون أي تأثير يُذكر، باستثناء هجوم املسيّرة على تل أبيب، كما تبنّت مهاجمة أكثر من سفينة في البحرين األحمر والعربي، 170 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيي في غزة. سفينة، 31 وأصابت الهجمات نحو غـــرقـــت مـنـهـا اثـــنـــتـــان؛ إذ أدى هـــجـــوم في فـــبـــرايـــر (شــــبــــاط) إلــــى غــــرق الـسـفـيـنـة 18 البريطانية «روبيمار» في البحر األحمر، قـبـل غـــرق الـسـفـيـنـة الـيـونـانـيـة «تـــوتـــور»، يونيو (حــزيــران) 12 الـتـي اسـتُــهـدفـت فـي 6 املاضي. كما أدى هجوم صاروخي في بحّارة، 3 مـارس (آذار) املاضي إلـى مقتل آخــريــن، بـعـد أن اسـتـهـدف في 4 وإصــابــة خــلــيــج عــــدن سـفـيـنـة «تـــــرو كـونـفـيـدنـس» الليبيرية. وإلــــى جــانــب اإلصـــابـــات الــتــي لحقت بالسفن، ال تزال الجماعة تحتجز السفينة 19 «غـاالكـسـي لـيـدر» الـتـي قرصنتها فـي نوفمبر املــاضــي، واقـتـادتـهـا مـع طاقمها إلــــى مــيــنــاء الــصــلــيــف، شـــمـــال الـــحـــديـــدة، وحوّلتها مزارًا ألتباعها. الهجوم األحدث تـمـثّــل الـهـجـوم الـحـوثـي األحــــدث في استهداف سفينة في خليج عدن، السبت، وفـق مـا أفـــادت بـه هيئة عمليات التجارة الــبــحــريــة الــبــريــطــانــيــة، حــيــث أوردت في بيان أن ضابط الشركة املشغلة أفــاد بأن السفينة اسـتـهـدفـت بـــصـــاروخ، ولـــم يجر رصـــد أي حــرائــق أو تـسـرب للمياه داخــل السفينة أو تسرب للنفط في املياه. وتــبــنــت الــجــمــاعــة الــحــوثــيــة، األحــــد، الـهـجـوم عـلـى لـسـان متحدثها العسكري يـــحـــيـــى ســـــريـــــع، فـــــي حـــــن قــــالــــت الــهــيــئــة البريطانية، إن الحادث وقع، يوم السبت، بـــتـــوقـــيـــت غـريـنـتـش 57:17 فــــي الـــســـاعـــة 231( مـيـا بحريًا 125 على مسافة نحو كيلومترًا) شرق مدينة عدن، وذلك بعد أن كانت السفينة نفسها قد شهدت انفجارًا 4 صـــغـــيـــرًا بـــالـــقـــرب مــنــهــا قـــبـــل أكـــثـــر مــــن ساعات من الهجوم األخير. كما تبنى املتحدث الحوثي إسقاط طائرة أميركية من دون طيار من طراز «إم » فـوق صعدة، وادعــى أنها الطائرة 9 كيو التاسعة من نوعها التي تسقطها جماعته منذ بدء تصعيدها البحري. وفي مقابل تلشي الهجمات الحوثية على السفن، تراجعت الضربات االستباقية التي تقودها واشنطن عن سابق عهدها قبل الـضـربـة اإلسرائيلية على الـحـديـدة، وكـان السبت، هو آخر حديث أميركي عن تنفيذ إحدى الضربات حيث شنت أفادت القيادة املركزية األميركية بتدمير صاروخ ومنصة إطلق حوثية في منطقة تسيطر عليها الجماعة. وأقـــــــــرّت الـــجـــمـــاعـــة بـــتـــلـــقّـــي أكـــثـــر مـن يناير (كــانــون الثاني) 12 غـــارة منذ 580 جريحًا 87 قـتـيـا و 57 املــاضــي، وســقــوط جــــــرّاء الـــضـــربـــات الـــتـــي تـشـنّــهـا واشـنـطـن تحت ما سمّته تحالُف «حارس االزدهار». وتـــشـــن الــجــمــاعــة الــحــوثــيــة املــوالــيــة نوفمبر املاضي هجماتها 19 إليــران منذ فـي البحر األحـمـر وخليج عــدن واملحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملحة السفن املرتبطة بـإسـرائـيـل، بـغـض النظر عـــن جـنـسـيـتـهـا، وكـــــذا الــســفــن األمــيــركــيــة والــــبــــريــــطــــانــــيــــة. كـــمـــا تــــزعــــم أنــــهــــا تـــقـــوم بــهــجــمــات فـــي الــبــحــر املـــتـــوســـط ومـــوانـــئ إسرائيلية، باالشتراك مع فصائل عراقية مـسـلّــحـة مــوالــيــة إليــــــران، ضــمــن عـمـلـيـات اإلسناد للفلسطينيي في غزة، وهو األمر الــــذي تــقــول الـحـكـومـة الـيـمـنـيـة إنـــه يـأتـي هــروبــ مــن اسـتـحـقـاقـات الـــســـام، وخـدمـة ألجندة طهران في املنطقة. تهديد بتصفية القادة يـــذهـــب ســيــاســيــون يـمـنـيـون ومـنـهـم صـالـح البيضاني املستشار فـي السفارة الـيـمـنـيـة فـــي الــــريــــاض، إلــــى أن الـجـمـاعـة الحوثية تلقت بعد القصف اإلسرائيلي مليناء الحديدة تهديدات عبر طـرف ثالث بأنه ستجري تصفية كبار قادتهم إذا ما استمروا في هجماتهم. ويـــقـــول الــبــيــضــانــي: «بـــعـــد الــهــجــوم الـغـاشـم على ميناء الـحـديـدة الـــذي أوجـع اليمنيي على اختلف توجهاتهم، وسقط نــتــيــجــتــه عــــــدد مــــن املــــواطــــنــــن األبـــــريـــــاء، لـــم يـــخـــف الــحــوثــيــون ســعــادتــهــم، وظــلــوا يـــرددون عـبـارات مفادها أنـه إذا كـان ثمن هجماتهم املزعومة على الكيان تدمير ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني فل ضير في ذلك». وأردف املــســتــشــار الــيــمــنــي بــالــقــول: «ولكن عندما وصلتهم (الحوثيون) رسالة مـــن طــــرف ثـــالـــث بــــأن الـــضـــربـــات الــقــادمــة ستستهدف رؤوس قياداتهم، توقفوا عن إطــاق التهديدات، بينما ال يــزال البعض ينتظر ردهــــم الــــذي لــن يــأتــي عـلـى تدمير ميناء الحديدة». تأثر عسكري بالضربة يتفق الباحث والكاتب اليمني محمود الـطـاهـر مـع طــرح البيضاني، لكنه يعتقد في حديثه لـ«الشرق األوسـط» أن الجماعة تـأثـرت عسكريًا بضربة الـحـديـدة مـا جعل هجماتها البحرية تتراجع. ويــقــول الـطـاهـر: «يــبــدو أن الحوثيي كــــانــــوا يــنـــتـــظـــرون أي نـــــوع مــــن الــضــربـــات اإلسرائيلية على اليمن، لتعزيز شعاراتهم الـــتـــي يــتــحــدثــون فـيـهـا عـــن أنـــهـــم يـقـاتـلـون أمــيــركــا وإســـرائـــيـــل وبـريـطـانـيـا دفـــاعـــ عن اإلســــــــام واملـــســـلـــمـــن، لــكــنــهــم لــــم يــكـــونــوا يتوقعون أنها ستكون مؤثرة بهذا الشكل». ويــضــيــف: «تـــعـــرض مــيــنــاء الــحــديــدة لـعـمـلـيـة تــدمــيــر مـــن قــبــل إســـرائـــيـــل، جعل الحوثيون يعيدون التفكير فـي أن لعبهم مــع إسـرائـيـل سـتـكـون نتائجه وخـيـمـة، إذ رأوا في الضربة مجرد رسالة إسرائيلية، قد تتصاعد وتصل إلى القيادات الحوثية، وهـــــو مــــا جـــعـــل عــمــلــيــاتــهــم تـــتـــراجـــع ضـد إسرائيل وكذلك ضد السفن». ومــــن الــنــاحــيــة الــعــســكــريــة، يـــبـــدو أن مـيـنـاء الــحــديــدة الــــذي ضـربـتـه إســرائــيــل - كما يقول الطاهر - كان منطلقًا للعمليات الــعــشــوائــيــة الــحــوثــيــة فـــي الــبــحــر األحــمــر، وهــــو مـــا أثــــر بـشـكـل كـبـيـر عــلــى الـعـمـلـيـات الـــعـــســـكـــريـــة. وهــــــذا يــثــبــت - بــحــســب رأيــــه - أهــمــيــة مــحــافــظــة الـــحـــديـــدة فـــي الـعـمـلـيـة الـــعـــســـكـــريـــة والـــلـــوجـــيـــســـتـــيـــة لــلــحــوثــيــن، ويؤكد أهمية استعادتها من قبل الحكومة اليمنية، بمساعدة املجتمع الدولي. ويــتــوقــع الــطــاهــر أن زعــيــم الحوثيي سيعيد هجمات جماعته تدريجيًا لتهديد املمر امللحي الدولي، وبشكل أخف حتى ال تهتز صورته أمام أتباعه من اليمنيي غير املدركي لحقيقة الجماعة. ضربة موجعة يقرأ املحلل السياسي اليمني رمـاح الجبري، األمر من زاوية أخرى، «فالقصف اإلســـرائـــيـــلـــي عـــلـــى مـــيـــنـــاء الـــحـــديـــدة كـــان مــــوجــــعــــ اقــــتــــصــــاديــــ لـــبـــعـــض الــــقــــيــــادات الـــحـــوثـــيـــة الـــتـــي تـــتـــاجـــر بـــالـــنـــفـــط، وعــلــى رأسهم املتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلم الذي يقيم في سلطنة عمان، ويدير شركة نفطية»، وفق قوله. 13 نحو ويؤكد الجبري أن الجماعة تتخوف مــن ضــربــات إسـرائـيـلـيـة مماثلة ملــا حـدث في الحديدة لجهة أن ذلك سيكبد قادتها خسائر اقتصادية كبيرة، ولـن تركز فقط على القدرات والتعزيزات العسكرية. وعن عدم حصول الرد الحوثي حتى اآلن عـلـى قـصـف الــحــديــدة، يـقـرأ الجبري املشهد بواقعية، ويقول: «عـدم الـرد ناتج عن عجز في اإلمكانات التي يمكن أن تصل إلــــى الــعــمــق اإلســـرائـــيـــلـــي، نــاهــيــك عـــن أن الحوثيي ال يمتلكون قرارهم، ومن يمتلك القرار هي إيران املزود باألسلحة والتقنية والخبراء». ومــــع قــتــل الـــقـــيـــادي فـــي «حــــزب الــلــه» فـــــــؤاد شـــكـــر واغــــتــــيــــال إســـمـــاعـــيـــل هــنــيــة، يــرى الـجـبـري أن ذلــك خفف الضغط على الحوثيي بالرد على إسرائيل، إذ أصبحت إيـــران وأدواتـــهـــا مطالبة بـالـرد بما يشبه الرد الجماعي. عدن: علي ربيع سياسيون يمنيون: الجماعة تلقت ضربة موجعة في الحديدة نالت من قدراتها العسكرية ومستودعاتها هجمات الحوثيين تراجعت إثر القصف اإلسرائيلي على ميناء الحديدة (أ.ف.ب) د. محمود خان الرئيس التنفيذي لـ«هيفوليوشن» (تصوير: تركي العقيلي)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==