issue16687

Issue 16687 - العدد Monday - 2024/8/5 االثنني اإلعالم 17 MEDIA ترند كيف نتفاوض مع شركات التكنولوجيا الكبرى؟ من بني األفكار الشائعة عن العمل العربي املشترك، فكرة تفيد بأنه عادة ما ينطوي على إخفاقات، ويمر بعثرات، بسبب تضارب املصالح، واالختالفات الجوهرية والثانوية بني أطرافه؛ لكن مع ذلـــك، فـــإن هـــذا الـعـمـل املـشـتـرك يــزدهــر ويـثـمـر فــي مـجـال الـتـعـاون األمــنــي؛ حـيـث تـبـدي أطــرافــه كلها تـوافـقـا نــــادرًا عـلـى نـجـاح هـذا التعاون واستدامته. ربـمـا تـكـون تلك الـفـكـرة صحيحة، وربـمـا يـكـون مـا قيل عن انتظام اجتماعات وزراء الداخلية العرب، وفاعليتها في تحقيق النتائج املرجوة، وتثمير التعاون املشترك، صحيحا أيضا ويمكن إثباته، حتى في أوقات تعثر العالقات السياسية، وفتور العالقات االقتصادية. ويبدو اآلن أننا بصدد حالة جديدة تستوجب قدرًا كبيرًا من التفاعل والتضامن واملشاركة في بناء استراتيجية عربية موحدة وفعالة، للتفاوض مع شركات اإلعالم والتكنولوجيا الكبرى التي تــــزداد حصتها فــي الـسـيـاسـة واالقــتــصــاد والـثـقـافـة عـلـى صعيد عاملي، بينما يتضاعف تأثيرها باطراد. ولذلك، كان من الجيد واملهم أن «جامعة الدول العربية» أولت هذا املجال عناية خاصة؛ إذ أشرفت على تكوين فريق عربي يكون معنيا بالتفاوض مع شركات اإلعـ م الدولية الكبرى، وفق إطار زمني محدد، بما يقود لصياغة توجه استراتيجي للتعامل معها. وفي الرياض، عقد أعضاء فريق التفاوض العربي اجتماعهم الــثــانــي، فـــي شـهـر يـولـيـو (تـــمـــوز) الــفــائــت، بــرئــاســة الـسـعـوديـة، وعضوية كـل مـن األردن، واإلمــــارات، وتـونـس، والــعــراق، ومصر، واملــغــرب، إضـافـة إلــى املجلس الــــوزاري الـعـربـي، واتــحــاد إذاعـــات الــــدول الـعـربـيـة؛ حـيـث شــــارك خــبــراء متخصصون يـمـثـلـون تلك الدول والجهات، بغرض واحد هو بناء نهج عربي متماسك وفعال للتفاوض مع شركات اإلعالم الدولية الكبرى، بما يعزز السيادة الرقمية العربية، ويحفظ مصالح دول املنطقة. ومن بني النتائج التي توصل إليها االجتماع: بناء التوافق على آلية لحث الالعبني الدوليني في مجال اإلعالم على استخدام التصنيف العمري بمختلف املنصات، ومواجهة املحتوى املُعزز للتمييز والعنصرية، وانـتـهـاك الخصوصية، واإلســــاءة لتاريخ وحضارة أي من الدول العربية. يــقــتــضــي اإلنـــــصـــــاف تـــوجـــيـــه اإلشـــــــــادة والـــشـــكـــر لـلـجـامـعـة ولـلـمـنـظـمـات والـــــدول الـعـربـيـة املـنـخـرطـة فـــي هـــذا الــنــشــاط املـهـم والـــحـــيـــوي، فـــي وقـــت يـــــزداد فـيـه تـأثـيـر شـــركـــات اإلعـــــ م الـدولـيـة تـريـلـيـون دوالر 11.5 الــكــبــرى، وتتضخم أنشطتها لتبلغ نـحـو فـي املـائـة مـن الناتج املحلي اإلجمالي 15.5 أميركي، تمثل نحو العاملي، كما يؤكد القائمون على تنظيم هذا االجتماع. وعندما نتحدث عن شركات اإلعالم الدولية الكبرى، فإن هذا الحديث يجب أن يشمل الشركات العمالقة التي تمتلك منصات «التواصل االجتماعي» وتديرها، وهي شركات تتسم بدرجة من االحتكار، وتركز امللكية الضار، والنفاذ الهائل وغير املسبوق في األسواق واملجتمعات املختلفة. كما يشمل هـذا الحديث بالضرورة الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل «آبـــل»، و«ألـفـا بيت» (تمتلك محرك البحث األشهر «غــوغــل»)، وغيرهما؛ حيث تهيمن تلك الـشـركـات على قطاعات واسعة من املتاجر اإللكترونية، وصناعة املعرفة واألفكار، وتأطير الفهم الـعـاملـي، ليس للفنون واآلداب فـقـط، ولـكـن أيـضـا للشؤون السياسية واالقتصادية والبيئية. وبينما تجري هذه املحاولة العربية املُهمة واملطلوبة اآلن، ســيــكــون مـــن املــفــيــد جــــدًا مـعـايـنـة تــجــربــة االتـــحـــاد األوروبـــــــي في التفاوض مع تلك الشركات الكبرى، وهو تفاوض استمر لسنوات، وشهد مراحل مختلفة وأجواء من الشد والجذب والصدام وفرض الغرامات. وفي شهر مـارس (آذار) املاضي، ونتيجة لهذه املفاوضات، دخلت مـحـددات االمتثال لقواعد املفوضية األوروبــيــة فـي مجال املنافسة حيز التنفيذ، لتلقي بقيود على نشاط هـذه الشركات، بـمـا يـحـد مــن نـزوعـهـا االحــتــكــاري مــن جـهـة، ويـخـفـف املخالفات واالنتهاكات التي تجري عبر أقنيتها ووسائطها من جهة أخرى. ولــكــي تـنـجـح املــقــاربــة الـعـربـيـة فـــي هـــذا الـــصـــدد، وتضحى املـــحـــددات الـعـربـيـة للعمل والـتـنـافـس فــي مـجـال شــركــات اإلعـــ م فـعـالـة ومــثــمــرة؛ يـجـب أن تـنـشـأ ورشــــة عـربـيـة ضـخـمـة لتشجيع الشركات الناشئة في مجال اإلعـ م و«اإلنترنت» والتكنولوجيا على الـوجـود بقوة على الـسـاحـة، والظفر بحصة مـن التفاعالت واألنشطة في هذه املجاالت. فــأحــد مــحــفــزات الـعـمـل األوروبــــــي فـــي مــجــال ضـبـط أنشطة شـركـات اإلعـــ م الدولية الكبرى يتعلق بجعل املـجـال التنافسي أكثر عدالة، عبر محاربة األنشطة االحتكارية لتلك الشركات، وهذا األمر ال يتحقق إال من خالل وجود منافسني محليني قادرين على الفوز بنصيب من السوق. ما زال حجم سوق اإلعالم والترفيه العربي ضيقا ومحدودًا، مليار دوالر، رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت 43 ال يتجاوز نحو أخيرًا لتعزيزه وترقية أدائـه، وما زال من الصعب وجود شركات «إنترنت» أو تكنولوجيا أو وسائط «تواصل اجتماعي» عربية رائجة وتمتلك حصة مُعتبرة في األسواق العربية املحلية. إن تـــشـــجـــيـــع املـــــبـــــادريـــــن الـــــعـــــرب عـــلـــى إطــــــــ ق مـــشـــروعـــات تـكـنـولـوجـيـة نــاجــحــة، وتــأســيــس شـــركـــات مـنـافـسـة فـــي مـجـاالت اإلعـ م، والترفيه، و«السوشيال ميديا»، عمل ضـروري، يجب أن يـتـوازى مع جهود ضبط أداء شركات اإلعــ م الدولية وعمليات التفاوض معها. د. ياسر عبد العزيز مهنة المتاعب بين مطرقة الشهرة وسندان االستسهال «البالتفورمز» تقلب مقاييس اللعبة اإلعالمية في لبنان ال تــــزال «مـهـنـة املــتــاعــب» الـشـغـل الـشـاغـل والـوجـهـة الفضلى لنسبة ال يستهان بـهـا من خريجي لبنان. إال أنها في املقابل، حسب تقارير رسمية، ما عــادت تشهد اليوم اإلقـبـال الكثيف الذي لها في السابق. وفي جولة سريعة، قامت بها «الشرق األوسط» على بعض كليات اإلعالم اللبنانية، تبني لنا أن نسبة اإلقبال على كلية اإلعالم في «الجامعة اللبنانية»، وهي الجامعة الحكومية األســـاس فـي الـبـ د، تشهد تراجعا. وبعدما كانت أعداد املتقدمني المتحان الدخول طــالــب فـــي ســنــوات 1000 و 2000 تـــتـــراوح بـــ 600 سـابـقـة، فــإن هــذه النسبة ال تتعدى الـيـوم تلميذ. وبعد خضوع الطلبة لالمتحان املتبع في منهج الجامعة، يتراجع العدد إلى ما ال يتجاوز طالب بفرعي الجامعة األول والثاني. األمر 300 مختلف مع جامعة سيدة اللويزة (إن دي يو)، وهـي جامعة خـاصـة، مقرّها فـي محيط شمال شرقي العاصمة بيروت. ووفق إحدى األساتذة فيها، وهي الدكتورة ماريا أبو زيد، فإن أعداد الطالب تحافظ على نسبتها املعتادة. وتوضح أبو زيد لـ«الشرق األوسط» قائلة: «لدينا أقسام فــــي هـــــذا االخــــتــــصــــاص، تـــــتـــــراوح بــــ اإلذاعــــــة والـتـلـفـزيـون والـصـحـافـة واإلعــــ ن. أمــا القطاع األكثر جذبا فهو (السوشيال ميديا). والغالبية تسعى ألن تصبح من (املؤثرين) بشكل عام». الشهرة هدف ومسعى أوغــســتــيــنــا طــالــبــة مــتــخــرجــة حــديــثــا من كلية اإلعــ م في «الجامعة اللبنانية»، تعترف خــ ل لـقـاء مـع «الــشــرق األوســــط» بأنها دخلت هـذا االختصاص سعيا وراء الشهرة. وتتابع: «كان لدي فضول ألتعرف أكثر على هذا املجال (وزواريبه)، وال سيما تلك الخاصة بالفن. نعم، حب الظهور والشهرة كانا أساسيني عندي. أنا ال أحــب العمل وراء مكتب فـي الـخـفـاء، كما في الصحافة املكتوبة. ولكن بعد تخرّجي تغيّرت نظرتي إلى األمـور نظرًا لصعوبة إيجاد فرص عــمــل مـــواتـــيـــة. وبـــالـــتـــالـــي، خــــف شــغــفــي تـجـاه املهنة، وما زلت أبحث عن فرصة أستثمر فيها دراستي وأفكاري». بـعـكـس أوغـسـتـيـنـا، يــقــول الـطـالـب محمد العلي: «لم أفكر يوما بالشهرة، وال تشكل هدفا عـــنـــدي. لـقـد دخــلــت مــجــال الـصـحـافـة املـكـتـوبـة ألنــــنــــي أحــــــب الـــبـــحـــث واملــــوضــــوعــــيــــة وإيــــجــــاد األجوبة لكل سؤال يراودني». تغيرت مقاييس المهنة يتفق األكاديميون على أن املشهد البصري يعزّز اليوم املجال الصحافي في لبنان وغيره، فـيـتـقـدم عـلـى أي اخـتـصـاص يـرتـبـط بــاإلعــ م. حـــتـــى الـــصـــحـــافـــة املـــكـــتـــوبـــة صـــــــارت تـسـتـعـ بمقابالت وحــوارات مصوّرة. وعلى الصفحات اإللكترونية من «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيك توك» ومواقع إلكترونية، تزداد املساحة باتجاه املشهد البصري. وهــنــا يــقــول الــدكــتــور عـلـي رمــــال، العميد الـسـابـق لكلية اإلعـــ م فـي الجامعة اللبنانية، وأحــــد أســاتــذتــهــا الـــيـــوم، لــــ«الـــشـــرق األوســـــط»، إن املشهد اإلعـ مـي كله تـبـدّل. ثـم يـشـرح: «في اإلعــ م الحديث تغيّرت مقاييس املهنة. ثم إن حب الظهور حس إنساني ال يقتصر على طالب اإلعــــــ م فـــقـــط. وفــــي اإلعــــــ م الـــحـــديـــث، تحضر فـــرص أكــبــر لـلـظـهـور. وثــمــة نـظـريـة اجتماعية تـقـول إن مَــن هـو غير مـوجـود على السوشيال مـيـديـا هــو بحكم املــيــت. كـمـا أن ثـمـة إعالميني كُثرًا عملوا في اإلعالم التقليدي، لكنهم ما لبثوا أن انتقلوا إلـى الحديث، فاستحدثوا صفحات ومــواقــع خـاصـة بــهــم... كونها تـوفّــر لهم مـا لم يـكـن بـإمـكـانـهـم تحقيقه عـلـى الــشــاشــة أو عبر املذياع». الدكتور رمّال يرى أن حب الظهور «مسألة تتجاوز الترند... لوجود انخراط في املشهدية الـبـصـريـة، وأحـيــانــا تـكـون مبنية عـلـى الـزيـف. حتى املحتوى الذي يروّج له البعض يرتكز على الـتـسـويـق. وال شـك أن ثمة دائـمـا أفــكــارًا بـنّــاءة عند كثيرين، لكن املشهد الطاغي هو البصري بـامـتـيـاز وحـــب الـشـهـرة، واملــجــال صـــار مشاعا أمام الجميع». االستسهال هو السائد مــن جـهـة ثـانـيـة، يـــرى إعــ مــيــون ينتمون إلـــــى الـــرعـــيـــل الـــقـــديـــم فــــي املـــهـــنـــة أن الــتــعــامــل مــــع الـــجـــيـــل الـــجـــديـــد يـــنـــطـــوي عـــلـــى صـــعـــوبـــة. ويـــــشـــــددون عـــلـــى أن املـــشـــهـــد بـــرمـــتّـــه اخــتــلــف، بـعـدمـا بـــات الـــهـــدف مـــن ولــــوج هـــذا املـــجـــال هو مــجــرّد انـتـشـار االســـــم... وســـط تــراجــع األبــعــاد الــثــقــافــيــة واملـــحـــتـــوى الـــثـــري والـــبـــحـــث الــجــدي واملــــوضــــوعــــيــــة الـــــضـــــروريـــــة. وبـــالـــفـــعـــل، يــؤكــد أسـاتـذة وأكاديميون أن هـذا النوع من الطالب حـــاضـــر بــنــســبــة كـــبـــيـــرة. وبــالــنــســبــة لــلــدكــتــور جـوزف عساف، أحـد األسـاتـذة في كلية اإلعـ م فـي «الجامعة اللبنانية»، يمكن إيـجـاز املشهد الـــعـــام بــــ«االســـتـــســـهـــال». إذ يـــقـــول عـــســـاف، في لقاء مـع «الـشـرق األوســـط»، إن «هـنـاك إغـــراءات يستسلمون لها، خصوصا في موضوع تحقيق الــشــهــرة. اإلعــــ م تــحــول مــن مـهـنـة مـتـاعـب إلـى نــوع مـن حـب الـظـهـور. اإلعـ مـي فـي املـاضـي... الـذي كان محصّنا بثقافة عالية ومعرفة وحب التحليل صار شبه غائب». وسألناه عن دور األساتذة، فأجاب: «نحن نـــحـــرص أن نـعـلّــمـهـم حـقـيـقـة اإلعــــــ م والـــهـــدف املوضوعي منه. ألن املسألة ال يمكن اختصارها بحب الـظـهـور. هـنـاك عـوامـل أهـــم، كاستشفاف األحـداث والتحليل والبحث. وفي الوقت نفسه فــإنــنــا نـــواكـــب اإلعــــــ م الـــحـــديـــث، إذ يستحيل تجاهله أو غض النظر عنه، خاصة أن له أيضا إيجابياته مـن تقنيات وسـرعـة انـتـشـار... لكن الــعــنــصــريــن األخـــيـــريـــن ال يــصــنــعــان وحــدهــمــا املحتوى الجيد». عـسـاف أشـــار إلــى أن هـنـاك نسبة تـتـراوح فــي املــائــة مـن الطلبة 30 فــي املــائــة و 20 مــا بــ تــــتــــجــــاوب مـــــع تـــعـــالـــيـــم األســــــاتــــــذة والــــقــــواعــــد األســـاســـيـــة لـــإعـــ م، فـــي حـــ يـتـلـهـى الــبــاقــون فــي الـقـشـور وفـــي اسـتـسـهـال املـهـنـة وأهــدافــهــا. واخـتـتـم كـ مـه بـالـقـول: «ال نستطيع أن نغلب الـعـصـر ونـــتـــجـــاوزه... وأيــضــا ال نـمـشـي عكس التيار، لكننا نواكبه بأسس اإلعالم الحقيقي». مــــن جــــانــــب آخـــــــر، يــــــرى مـــحـــمـــد شـــريـــتـــح، مــديــر مـكـتـب تـلـفـزيـون «دي واي» األملـــانـــي في بيروت، أن املنصات اإللكترونية (البالتفورمز) نسفت الــقــواعــد األســاســيــة لــإعــ م التقليدي. وأوضـــح لــ«الـشـرق األوســــط»، عندما التقيناه: «مــــــن خــــــ ل تـــجـــربـــتـــي املـــهـــنـــيـــة وتــــعــــاونــــي مـع طـــ ب إعــــ م تـخـرجـوا حـديـثـا، لـفـتـت انتباهي أمــــور كــثــيــرة». وأضـــــاف: «مـــن أهـــم هـــذه األمـــور كسرهم قواعد أساسية تعلمناها في دراستنا الـجـامـعـيـة. هـــذا الــتــراخــي الـــذي يـعـتـمـدونـه في ممارستهم عملهم تـحـوّل إلــى أسـلـوب إعالمي جـديـد. وهنا مثال كـان ممنوعا علينا أن نقدّم تقريرًا مصورًا يتخلله (الجامب كـت)، وهـو ما يعني القطع املفاجئ لكالم الضيف واالنتقال إلـــى صــــورة أخــــرى تـــكـــرارًا. إذ مـــا تـعـلّــمـنـاه في صـــنـــاعـــة املـــحـــتـــوى املــــصــــوّر ضـــــــرورة تـحـاشـي إبــــراز عملية (املـــونـــتـــاج)... وحــســب رأيــــي، فـإن املـنّــصـات واملـــواقـــع اإللـكـتـرونـيـة ولّــــدت أسـلـوب عمل صحافيا مختلفا. صحيح أنني ال أستطيع أن أسميه أسلوبا خاطئا، لكونه منتشرًا بشكل كبير، لكن هناك لغة إعالمية مختلفة استحدثت عـلـى الـسـاحـة الـــيـــوم... وهـــي ال تشبه بـتـاتـا ما درسناه في مدرسة اإلعالم التقليدي». جانب من الحرم الرئيسي للجامعة اللبنانية (الجامعة اللبنانية) بيروت: فيفيان حداد محمد شريتح (الشرق األوسط) الدكتور علي رمال (الشرق األوسط) إعالميون كُثر عملوا في اإلعالم التقليدي لكنهم ما لبثوا أن انتقلوا إلى الحديث... فاستحدثوا صفحات ومواقع خاصة بهم تساؤالت بشأن تراجع إطالق مواقع إخبارية جديدة في أوروبا وأميركا أثارت نتائج دراسة حديثة بشأن تراجع إطــــ ق مـــواقـــع إخـــبـــاريـــة جـــديـــدة فـــي أوروبــــا وأميركا الجنوبية والشمالية خالل العامني املـاضـيـ ، تـسـاؤالت بـشـأن السبب وراء هذا التراجع، وتأثيره في «مستقبل اإلعالم»، وفي حـ أرجــع خـبـراء األمــر إلـى «تشبّع السوق» فــإنــهــم أشــــــاروا إلــــى أن الـــوضـــع مـخـتـلـف في املنطقة العربية التي تشهد حراكا سياسيا وإعالميا الفتا. الـــدراســـة أعــدهــا مــشــروع بحثي تموّله «مـــــبـــــادرة غـــوغـــل لــــأخــــبــــار»، وقـــــد رصــــدت تـــبـــاطـــؤًا فـــي عــــدد شـــركـــات اإلعــــــ م الــرقــمــي الـــنـــاشـــئـــة فــــي أوروبــــــــا وأمـــيـــركـــا الــ تــيــنــيــة . وربطت 2022 وأمـيـركـا الشمالية منذ عــام الـدراسـة، التي نشرها أخيرًا معهد «نيمان الب»، املتخصّص فـي الــدراســات اإلعالمية، بني النمو البطيء والتحديات االقتصادية والـــصـــراعـــات الـسـيـاسـيـة بـوصـفـهـا أسـبـابـا محتملة لـتـراجـع عـــدد املـشـاريـع اإلعـ مـيـة. كــذلــك رأت الـــدراســـة أن «الـــتـــراجـــع قـــد يـكـون مـــؤشــرًا عـلـى أن األســـــواق تـقـتـرب مــن نقطة الـتـشـبّــع فــي بـعـض األمـــاكـــن، خـصـوصـا في املـــــدن الـــكـــبـــرى»، بــيــد أنـــهـــا قـــالـــت أيـــضـــا إن الـــتـــراجـــع فـــي رصــــد املـــشـــاريـــع الـــجـــديـــدة قد يعود إلـى أن عــددًا منها ينطلق بشكل غير رسمي، ما يجعل من الصعب رصده بصفته مشروعا إعالميا جديدًا. جـديـر بـالـذكـر أن دراســــة معهد «نيمان آالف مؤسسة إعالمية 3 الب» حلّلت أكثر من دولـــة عبر أوروبــــا وأمـيـركـا الالتينية 68 فـي وأمــيــركــا الـشـمـالـيـة. ولــقــد صـنّــفـت أكــثــر من فــي املــائــة مــن املـؤسـسـات اإلعـ مـيـة التي 60 شملتها الدراسة بصفتها مؤسسات ربحية، فــــي املــــائــــة مــنــهــا بــصــفــتــهــا مــؤســســات 32 و فـــي املـــائـــة تـعـمـل بـشـكـل غير 5 ال ربـــحـــيـــة، و فـي املـائـة مؤسسات هجينة، أي 3 رسـمـي، و تجمع بني صفتي الربحية والالربحية. ومن ثم، لفتت إلى «ارتفاع عدد املواقع اإلخبارية التي توقفت في أميركا الالتينية خالل العام املـــاضـــي، مــقــارنــة بــــأي مـــن الـــســـنـــوات الـتـسـع مــوقــعــا عـــن الـنـشـر 678 الــســابــقــة، إذ تـــوقـــف بـحـلـول مـايـو (أيــــار) املــاضــي، فــي حــ شهد موقعا إخباريا جديدًا في 46 إطالق 2022 عام أميركا الشمالية». أنـــــس بـــنـــضـــريـــف، الـــصـــحـــافـــي املــغــربــي املتخصص فـي شــؤون اإلعـــ م الرقمي، ربط فـــي لـــقـــاء مـــع «الــــشــــرق األوســـــــط» بـــ نـتـائـج الــــدراســــة ومــــا بــــات يُـــعـــرف بــظــاهــرة «تـشـبّــع الـــســـوق»، وقـــال إنـــه مــع رصـــد دراســــة تباطؤ إصدار مواقع جديدة في أوروبا واألميركتني فــإن الـوضـع فـي املنطقة العربية «ال يختلف كثيرًا»، وأنه «بعد االنفجار الكبير في إطالق مــواقــع ووســـائـــل إعــــ م جــديــدة عـقـب أحـــداث (الـربـيـع الـعـربـي) شـهـدت الـسـوق تشبّعا أثر في عدد املواقع الجديدة املدشّنة، ال سيما أن الزيادة العددية لم تنعكس تنوعا في الشكل واملحتوى». بـــنـــضـــريـــف أضـــــــاف ســـبـــبـــا آخــــــر هــــو أن «غـــالـــبـــيـــة املـــــواقـــــع الــــجــــديــــدة، ال ســيــمــا تـلـك املــســتــقــلــة، لــــم تـــفـــرض نــفــســهــا بــشــكــل كـبـيـر فـــي ســــوق اإلعـــــ م الـــعــربـــي، بـــل ظــلّــت مــواقــع نخبوية». فــي سـيـاق مـــــوازٍ، بـــرّر خـالـد الــبــرمــاوي، الـصـحـافـي املـــصـــري املـتـخـصـص فـــي شـــؤون اإلعـــــــــ م الــــرقــــمــــي، تـــــراجـــــع أو تـــبـــاطـــؤ نـمـو املـشـاريـع اإلعـ مـيـة فـي أوروبـــا واألميركتني بـ«الهجمة الشرسة لبرامج وتطبيقات الذكاء االصطناعي التي تنافس اإلعالم بقوة». لكنه خالل حواره مع «الشرق األوسط» قال إنه، في الوقت ذاتـه، ال يتوقع استمرار هذا التراجع، و«إن الـــفـــتـــرة املــقــبــلــة قـــد تــشــهــد انـــدمـــاجـــات إعالمية، واستحواذات من شركات كبرى على شركات أصغر ملواكبة املتغيرات املتالحقة في سوق اإلعالم». القاهرة: فتحية الدخاخني

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==