issue16687

اقتصاد 15 Issue 16687 - العدد Monday - 2024/8/5 االثنني ECONOMY بعد تصادم ناقلتين قبالة سنغافورة إحداهما من «أسطول الظل» تهريب النفط اإليراني يثير تعقيدات تأمينية وسط العقوبات أثــــــــــار تــــــصــــــادم بــــــن نــــاقــــلــــتــــن قـــبـــالـــة ســـنـــغـــافـــورة فــــي يـــولـــيـــو (تـــــمـــــوز) املــــاضــــي، تـسـاؤالت بشأن مطالبات التأمي، إذ سبق أن نقلت إحـــدى الـنـاقـلـتـن الـنـفـط اإليـــرانـــي، مـمـا قــد يـعـقِّــد املــدفــوعــات بسبب العقوبات الـــغـــربـــيـــة، حــســبــمــا يـــقـــول مــتــتــبــعــو الـسـفـن ومصادر في الصناعة لـ«رويترز». ولكن ماذا حصل؟ اصطدمت السفينتان: «هافنيا نايل» الـــتـــي تـــرفـــع عـــلـــم ســـنـــغـــافـــورة، و«ســـيـــريـــس » الـتـي تـرفـع عـلـم ســـاو تـومـي وبرنسيب، 1 55 واشتعلت النيران فيهما على بُعد نحو مــيــاً) شــمــال شــرقــي جـزيـرة 35( كـيـلـومـتـر ًا يوليو. 19 بيدرا برانكا السنغافورية في وقــــالــــت إدارة الـــبـــحـــريـــة املـــالـــيـــزيـــة إنـــه لـــم يُــكـتـشـف أي تــســرب نــفــطــي، ويُــعــتــقــد أن التسرب ناتج عن تلف خزان الوقود الخاص بالسفينة «هافنيا نايل» . وتـعـرضـت السفينة الـتـي كـانـت تحمل شـــحـــنـــة مـــــن الـــنـــفـــتـــا ألضـــــــــرار فـــــي املــــحــــرك، وجـرى تأمينها بواسطة قـاطـرات في موقع االصـــطـــدام. وقـــال مـديـر السفينة «هـافـنـيـا» يوم الخميس، إنه تم نشر حاجز نفطي في مـؤخـرة السفينة وحـــول املنطقة املـتـضـررة، وتـقـوم قـاطـرتـان بتشتيت التسرب النفطي الخفيف. وقــــــالــــــت «هــــافــــنــــيــــا» إنـــــهـــــا تـــعـــمـــل مــع الـسـلـطـات املـالـيـزيـة والـسـنـغـافـوريـة لوضع اللمسات األخيرة على خطة السحب. الصلة بالنفط اإليراني » محمَّلة 1 لـم تكن السفينة «سـيـريـس بــأي شحنة وقــت وقــوع الــحــادث. ومــع ذلـك، تُظهر بيانات السفن مـن مقدمي الخدمات بـمـا فــي ذلـــك «إل إس إيـــزجـــي» و«كــبــلــر» أن الناقلة كانت تحمل النفط الخام اإليراني في املاضي. وقـالـت كلير جـونـغـمـان، رئيسة أركــان مجموعة «يونايتد ضد إيـران نووية» التي تتتبّع حركة ناقلت النفط املرتبطة بإيران عـبـر بـيـانـات األقــمــار االصـطـنـاعـيـة، إن آخـر » النفط اإليراني 1 مرة حمّلت فيها «سيريس عبر النقل مع ناقلة إيرانية كانت في مارس (آذار) قبالة محطة خرج في البلد، ثم نُقلت 7 الشحنة إلى ناقلتي حول مضيق ملقا بي أبريل (نيسان). 9 و وأوضــحــت جونغمان أن تلك الشحنة مـــايـــو (أيـــــــار). 29 وصـــلـــت إلـــــى الـــصـــن فــــي »1 ووفــــقــــا لــتــحــلــيــلــهــا، حـــمّـــلـــت «ســـيـــريـــس مــرات على األقــل منذ عام 4 النفط اإليــرانــي مليي برميل. ولفتت إلى 8 ، ونقلت 2019 أن السفينة نفّذت أيضا أربـع رحـات تحمل 2023 و 2021 الـنـفـط الـفـنـزويـلـي بــن عــامــي مليون برميل. 7.5 بإجمالي وتــــقــــول الــــصــــن، أكــــبــــر مـــشـــتـــر لــلــخــام اإليـرانـي، إنها تعارض العقوبات األحادية الجانب، لكن التجار يعيدون تسمية النفط اإليـــرانـــي املـتـجـه إلـــى الــبــاد عـلـى أن منشأه فـي مكان آخــر، وفقا ملتتبعي نـاقـات النفط والـتـجـار. ولــم تبلغ الـجـمـارك الصينية عن أي واردات مــن الـنـفـط اإليـــرانـــي مـنـذ يونيو .2022 ) (حزيران أسطول الظل المتنامي يُعتقد أن هذا هو أول تصادم من نوعه فــي الـسـنـوات األخــيــرة يتضمن سفينة هي جزء ممّا يسمى «أسطول الظل» من الناقلت الــــتــــي تـــنـــقـــل شــــحــــنــــات الــــنــــفــــط الـــخـــاضـــعـــة للعقوبات الغربية، وفق متخصصي التأمي لـ «رويترز». وقد أثار مسؤولو الحكومة والصناعة مـــــخـــــاوف بــــشــــأن املــــخــــاطــــر الــــتــــي يــفــرضــهــا «أســـطـــول الــظــل املــتــنــامــي». وقــــال جـونـاثـان موس، رئيس النقل في شركة املحاماة «دي دبليو إف» ومتخصص املطالبات التأمينية: «يمثل االصطدام األخير بي (هافنيا نايل) ) سابقة خطيرة. لم يتم تحديد 1 و(سيريس أي سفينة أو مالكيها (بـمـوجـب العقوبات الـــغـــربـــيـــة)، ومــــع ذلـــــك، إذا كـــانـــت (سـيـريـس ) تحمل أو كانت فـي املـاضـي تحمل خاما 1 إيـــرانـــيـــا، فــقــد يـــكـــون لــــدى شـــركـــات الــتـأمــن الـــخـــاصـــة بـــهـــا ســـبـــب لــــرفــــض الــتــغــطــيــة أو قــد تـحـتـاج إلـــى إخــطــار الـسـلـطـات بانتهاك محتمل للعقوبات». التأمين المعمول به تـتـمــتـع الــســفــن عـــــــادة بـــتـــأمــن الــحــمــايــة )، والــــذي يغطي مطالبات P&I( والـتـعـويـض املسؤولية تجاه األطــراف الثالثة بما في ذلك األضرار البيئية واإلصابة. وتغطي سياسات الهيكل واآلالت املنفصلة السفن ضد األضـرار املادية. تُــغــطــي «هــافــنــيــا نـــايـــل» شـــركـــة الـتـأمـن النرويجية «بـي آنـد آي غـــارد»، وهـي من أكبر في 90 مــزودًا في هـذا الشأن وتغطي نحو 12 املائة من السفن العابرة للمحيطات في العالم. وقالت «غــارد» إنها «تدعم بنشاط» مجموعة «بي دبليو» العضو فيها، التي تدير «هافنيا نايل»، رافضة إعطاء تفاصيل. وعـــــادةً، يـغـطـي نــــادي «بـــي إن آي» الــذي 12 يعد جـــزءًا مـن مجموعة دولـيـة تضم أكـبـر مــايــن دوالر من 10 شــركــة فــي الــقــطــاع، أول الـخـسـائـر، إذ يعيد األعـــضـــاء تـأمـن بعضهم البعض من خلل تقاسم املطالبات التي تزيد مليون دوالر. 100 مليي دوالر إلـى 10 على وتـحـتـفـظ املـجـمـوعـة بتغطية إعـــــادة الـتـأمـن مليار دوالر. 3.1 حتى وقـــــــــال شــــخــــص مــــطَّــــلــــع عــــلــــى األمـــــــــر إن » لـــــديـــــهـــــا تــــغــــطــــيــــة الــــحــــمــــايــــة 1 «ســـــيـــــريـــــس ) مـــع شـــركـــة تـــأمـــن دولــيــة P&I( والــتــعــويــض الرائدين، وتغطية 12 ليست من بي املزودين الـ الهيكل واآلالت من شركة تأمي صينية. المطالبات يمكن أن تشمل املطالبات في هذه الحالة تــكــالــيــف إصــــــاح كــلــتــا الــســفــيــنــتــن، وســحــب «هــافــنــيــا نـــايـــل» إلــــى الـــرصـــيـــف، والــــوقــــت في الــرصــيــف لـــإصـــاحـــات وتـــلـــك الـــتـــي تـكـبّــدتـهـا شــــركــــة اإلنـــــقـــــاذ والـــــقـــــاطـــــرات بــــاإلضــــافــــة إلـــى مسّاحي السفن. عــــــــادةً، يـــوجـــه كــــل طـــــرف فــــي االصــــطــــدام مقيِّم الخسائر الـخـاص بـه إلعـــداد تقرير عمّا حــدث، وتحديد املسؤولية ثـم إخـطـار شركات الــتــأمــن الــخــاصــة بـــه وتــقــديــم مــطــالــبــة. وتـتـم مـعـالـجـة عـمـلـيـة املــطــالــبــات نـفـسـهـا عـــــادة من شــركــات الـتـأمـن عـلـى الـهـيـكـل، والـتـأمـن على األضــــــــرار والـــتـــعـــويـــضـــات، وتــســـتــغــرق أشــهــرًا إن لـم يكن أكـثـر. وسـتـحـدد املحكمة، ربـمـا في آسـيـا، املـسـؤولـيـة. وقـــال مــوس مـن شـركـة «دي دبليو إف» إن أي مطالبات يجري إرسالها إلى شركات التأمي على الهيكل واآلالت والشحن والـتـأمـن عـلـى األضــــرار والـتـعـويـضـات سـوف تتعقد بسبب قــواعــد الـعـقـوبـات. وأوضــــح أنـه إذا تم وضع تغطية الهيكل واآلالت أو التأمي على األضرار والتعويضات من شركات التأمي في سوق لندن أو مناطق قضائية أخـرى، فقد تُــفـعَّــل بــنــود اسـتـثـنـاء الــعــقــوبــات. وأضــــاف أن هذا قد يمنع التحقيق في املطالبة بما في ذلك بتعيي مقيمي الـخـسـائـر ومــعــدّلــي الخسائر وخبراء الحرائق وغيرهم، مما قد يترك املؤمَّن عــلــيــه مــــن دون تــغــطــيــة مــــن شــــركــــات الــتــأمــن املباشرة أو شركات إعادة التأمي. لندن: «الشرق األوسط» قارب مطاطي تابع للسفينة «آر إس إس سوبريم» بالقرب من السفينة المشتعلة بعد اندالع حريق في ناقلتي نفط شمال شرقي جزيرة بيدرا برانكا السنغافورية (رويترز) ًمحللون يرون وجوب خفض الفائدة بشكل أكبر مما يتوقعه «الفيدرالي» في سبتمبر الركود االقتصادي بالواليات المتحدة على الطاولة مجددا هــــل يــتــجــه االقــــتــــصــــاد األمــــيــــركــــي نـحـو الـــركـــود، أو أن أكـبـر اقـتـصـاد فــي الـعـالـم يمر ببساطة بمرحلة صعبة؟ يبدو أن املؤشرات االقــتــصــاديــة األخـــيـــرة فـــي الـــواليـــات املـتـحـدة تشير إلــى هــذا االتــجــاه؛ إذ يـقـول العديد من املحللي إن االقتصاد قد يدخل في حالة ركود في أوائل العام املقبل. مرد هذه التساؤالت هو تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة والذي أظهر أن االقتصاد األميركي عانى من انتكاسة غير متوقعة في يوليو (تموز) املاضي؛ إذ انخفض التوظيف بـشـكـل حــــاد وارتـــفـــع مـــعـــدل الــبــطــالــة للشهر الرابع على التوالي مع ارتفاع أسعار الفائدة، مما أثّــر على الشركات واألســـر. وفـق بيانات ألف 114 وزارة العمل، أضاف أصحاب العمل في 35 وظـيـفـة فـقـط فــي يـولـيـو - أقـــل بنسبة املائة من املتوقع - والبطالة، التي تبلغ اآلن في املائة، هي األعلى منذ أكتوبر (تشرين 4.3 ، وفق «أسوشييتد برس». 2021 ) األول وقد هز االنحدار الحاد في التوظيف في الــواليــات املتحدة األســـواق املالية فـي جميع أنحاء العالم؛ إذ انخفض مؤشر «داو جونز» في املائة، 1.5 نقاط، أو 610 الصناعي بمقدار »500 كما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز في املائة. 1.8 بنسبة كــان االقـتـصـاد األمـيـركـي الـقـوي محركا رئيسيا للنمو االقــتــصــادي الـعـاملـي، وكـانـت ســـــوق الـــعـــمـــل األمـــيـــركـــيـــة بـــمـــثـــابـــة الــــوقــــود، مـــمـــا أعــــطــــى األمـــيـــركـــيـــن الـــثـــقـــة والـــوســـائـــل املـالـيـة لـاسـتـمـرار فــي اإلنـــفـــاق. لـكـن تـجـاوز فـي املائة 4.3 معدل البطالة الــذي ارتـفـع إلـى فـــي يـولـيـو عـقـبـة كــانــت تـشـيـر تـاريـخـيـا إلـى الـركـود - على الـرغـم مـن أن خـبـراء االقتصاد يــقــولــون إن املــقــيــاس ربــمــا ال يــكــون مـوثـوقـا بــه فــي اقـتـصـاد مــا بـعـد الـــوبـــاء. بـقـي رئيس «االحتياطي الفيدرالي» جيروم بــاول هادئا بـــشـــأن الـــتـــوقـــعـــات االقـــتـــصـــاديـــة األمـــيـــركـــيـــة - ربــــمــــا بـــشـــكـــل مـــــفـــــرط، وفــــــق «فـــايـــنـــانـــشـــال تايمز» البريطانية. واختار بنك االحتياطي الــفــيــدرالــي اإلبـــقـــاء عــلــى أســـعـــار الـــفـــائـــدة في اجتماعه في منتصف األسبوع املاضي، على الرغم من أنه عدل نبرته، مشيرًا إلى مكاسب الوظائف املعتدلة وارتفاع البطالة كعلمات على تباطؤ االقتصاد. وهذا يفتح الباب أمام التخفيضات في سبتمبر (أيلول). تكمن املشكلة فـي أن النشاط الضعيف يـــمـــيـــل إلــــــى تـــغـــذيـــة نـــفـــســـه، مـــمـــا يـــعـــنـــي أن االقتصاد املتباطئ يمكن أن يتحول بسرعة إلى اقتصاد ركـودي. فهل تأخر «االحتياطي الفيدرالي» في اتخاذ القرار؟ وفــــقــــا ملــــؤشــــر املــــفــــاجــــآت االقـــتـــصـــاديـــة الــتــابــع ملـجـمـوعـة «ســيــتــي»، بــــدأت الـبـيـانـات االقــتــصــاديــة األمــيــركــيــة بـالـفـعـل فـــي إحــــداث مفاجأة سلبية منذ شهر مايو (أيـــار). ولكن عـــامـــات تــبــاطــؤ االقـــتـــصـــاد األمـــيـــركـــي كـانـت بدأت في الظهور قبل وقت طويل من التغيير األخير الـذي أجــراه «االحتياطي الفيدرالي». فقد بــدأ ضعف العمالة املنزلية بـــدوام كامل ، وارتـفـعـت معدالت 2023 بحلول نهاية عــام تأخر سداد بطاقات االئتمان إلى ما يزيد عن مـسـتـويـات مــا قـبـل الـجـائـحـة فــي ذلـــك الـوقـت أيضا. وقــــد ســـاعـــد تــجــنــب الــــواليــــات املــتــحــدة في الحفاظ على 2023 للركود املتوقع في عام اإليـمـان بهبوط اقـتـصـادي نـاعـم هــذا الـعـام - وربما ساهم في تفسيرات مواتية للبيانات، كـمـثـل أرقـــــام الــنــمــو االقـــتـــصـــادي الــتــي فـاقـت الـتـوقـعـات لـلـربـع الـثـانـي. وتـــم اعـتـبـار معدل فـــي املـــائـــة دلـيـا 2.8 الـنـمـو الــســنــوي الــبــالــغ على أن االقتصاد األميركي في حالة جيدة. ولكن إذا تم البحث بعمق أكبر، سيجد املرء العيوب، بحسب الصحيفة البريطانية. كما تبدو املؤشرات االقتصادية الرائدة مــقــلــقــة أيــــضــــا؛ فـــمـــؤشـــر الـــطـــلـــبـــات الـــجـــديـــدة ) فــــي مــنــطــقــة االنـــكـــمـــاش، ISM( لــلــتــصــنــيــع وكـان بمثابة إشــارة إلـى الركود في املاضي. وارتفعت طلبات البطالة إلـى أعلى مستوى شـهـرًا األســـبـــوع املـــاضـــي، وكـانـت 11 لـهـا فــي الشركات الصغيرة تعمل على خفض خطط التوظيف، وسجلت العديد من الشركات التي تتعامل مــع املستهلكي مــؤخــرًا خـسـائـر في األرباح. جــــاء الــتــضــخــم الـــســـنـــوي فـــي الـــواليـــات املتحدة - الذي يقاس بمعيار بنك االحتياطي الفيدرالي املفضل ملؤشر اإلنفاق االستهلكي نقطة مئوية في 0.5 الشخصي - في غضون يــونــيــو (حــــزيــــران) مـــن هــــدف الــبــنــك املـــركـــزي في املـائـة. وتشهد ضغوط األسعار 2 البالغ أيضا اتجاها نزوليا؛ إذ تتباطأ سوق العمل، ويتباطأ نمو األجور. تـبـدو إشــــارات الـسـوق متشائمة أيضا. بـــنـــاء عــلــى مــيــل مـنـحـنـى عــــائــــدات الــســنــدات بمرور الوقت، والذي كان مؤشرًا غير موثوق به مؤخرًا، يقدر بنك االحتياطي الفيدرالي في في املائة لحدوث 50 نيويورك فرصة تزيد عن ركود في العام املقبل. تـقـول «فـايـنـانـشـال تـايـمـز»: «االقـتـصـاد ال يــتــبــاطــأ بــشــكــل خـــطـــي. إن فــــقــــدان الـــزخـــم االقـــتـــصـــادي، الــــذي يــحــدث مـنـذ فــتــرة أطـــول، وأعـــمـــق مــمــا يـــبـــدو أن الــكــثــيــريــن يـــقـــدرونـــه، يـمـكـن أن يــتــحــول إلــــى دوامـــــة مـــعـــززة ذاتــيــا. يمكن أن ترتفع معدالت البطالة والتخلف عن السداد واإلفلس فجأة، وقد تتلشى السوق الـتـي تــم تسعيرها للهبوط الـنـاعـم بسرعة. إن تـــحـــذيـــرات الــــركــــود تـــومـــض، وال ينبغي االستخفاف بها». واشنطن: «الشرق األوسط» د. عبد هللا الردادي اإلنفاق على الذكاء االصطناعي تركز شركات التقنية في العالم بشكل زائــد مؤخرًا على الـذكـاء االصطناعي، فهي تنظر إليه بوصفه عامل حاسما في التقدم التقني، فضخّت كبريات الشركات التقنية مثل «أمازون»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا» - «فيسبوك» سابقا، و«ألفابت» - الشركة األم لـ«غوغل» - مليارات الدوالرات في البحث والتطوير في مجال الذكاء االصطناعي؛ بهدف إحــداث ثــورة في كامل سلسلة القيمة بــدءًا من الحوسبة السحابية إلـى التفاعلت على وسـائـل التواصل االجتماعي. هـذا التركيز الـزائـد على الـذكـاء االصطناعي ليس مجرد اتـجـاه، بـل هـو خـطـوة استراتيجية يعتقد عمالقة التقنية أنـهـا ستضمن لهم الهيمنة في املستقبل الرقمي، ومن منظور الشركات، يُنظر إلى هذا اإلنفاق الضخم على الذكاء االصطناعي على أنه رهان ضروري للبقاء في طليعة مشهد التقنية سريع التغير، ولكن هذا الرأي ال يتوافق بكل حال مع مستثمري «وول ستريت». وقد كشف أحـدث التقارير املالية عن زيـادة مذهلة في النفقات الرأسمالية املتعلقة فقط، أنفقت هذه الشركات العملقة 2024 بالذكاء االصطناعي. ففي النصف األول من عام مليارات دوالر على البنية التحتية املتعلقة بالذكاء االصطناعي، 106 مجتمعة أكثر من بما في ذلك مراكز البيانات والـخـوادم والعقارات. ويمثل ذلك ارتفاعا كبيرًا في اإلنفاق مقارنة بالسنوات السابقة، مما يعكس التزام هذه الشركات بإنشاء أساس قوي ملبادراتها في مجال الذكاء االصطناعي. فعلى سبيل املثال، حوّلت «أمازون» جزءًا كبيرًا من إنفاقها الرأسمالي من مستودعات البيع بالتجزئة إلى البنية التحتية ملراكز البيانات. وباملثل، مليار دوالر للنفقات الرأسمالية فـي الربع 19 أعلنت «مـايـكـروسـوفـت» أنـهـا خصصت األخير، مع تخصيص جزء كبير منها للبنية التحتية للذكاء االصطناعي. بينما تعتزم مليار دوالر على البنية التحتية للذكاء االصطناعي هذا 40 «ميتا» إنفاق ما يصل إلى العام. كما زادت «ألفابت» من إنفاقها بشكل حاد على الذكاء االصطناعي، حيث ارتفعت 25 لتصل إلـى 2024 في املائة في النصف األول من عـام 90 نفقاتها الرأسمالية بنسبة مليار دوالر. ولكن هـذه االستثمارات لم تحظ بالقبول الكافي من مستثمري «وول ستريت» ال سيما بشأن العوائد الفورية لها. فقد عبّر املستثمرون عن شكوكهم بشأن ربحية هذه االسـتـثـمـارات الكبيرة فـي الـذكـاء االصطناعي على املــدى القصير. وتـبـرر هــذه الشكوك التقلبات األخـيـرة فـي أسهم التقنية، مـع تـذبـذب كبير فـي القيم السوقية لشركات مثل «إنفيديا»، و«إنـتـل»، وحتى الشركات التقنية العملقة. وبالتحديد، فـإن هـذه املخاوف تتمحور حول عدم اليقي بشأن نماذج األعمال والعوائد املتوقعة من استثمارات الذكاء االصطناعي. ويرى بعض املحللي أنه على الرغم من اإلمكانات الهائلة للذكاء االصطناعي، فإن الجدول الزمني لتحقيق عوائد كبيرة ال يـزال غير واضـح، وقد شبه بعض املحللي هذه املوجة من اإلنفاق بفقاعة االتصاالت في أواخر التسعينات وأوائل األلفية، حيث أدى االستثمار املفرط في البنية التحتية إلى خسائر كبيرة لكثير من الشركات. واإلنفاق الضخم املعلن عنه مؤخرًا، دفع املستثمرين إلى اتهام املديرين بخلق ثقافة تطلب منهم الثقة العمياء برؤيتهم طويلة األجـل، رغم عدم وجـود مكاسب مالية بشكل فوري أو جدول زمني واضح. وهو جدل أبدي بي امللك واملديرين، حيث ال يثق امللّك أن املديرين يعملون في مصلحتهم بشكل كامل، وهو ما يعرف أكاديميا بـ(نظرية الوكالة) ). وال يستغرب هذا الخلف، وهو في األغلب خلف صحّي، فلو ترك األمر Agency Theory( للمستثمرين، لفضّلوا االستثمارات قصيرة األجل التي تولد سيولة بشكل سريع، وتُحقق لهم أرباحا آمنة على املدى القصير، دون النظر في االستثمارات طويلة األجل التي تعظم قيمة الشركات على املدى األبعد، وتبقيها تنافسية في هذا املجال الصعب. في املقابل، لو تـرك األمــر للمديرين، لفضّلوا اتباع أحلمهم في التفوق في الذكاء االصطناعي، ودعم االستثمارات املتخصصة في هذا املجال، حتى لو فشلت بعض هذه املشاريع، أو تغير التوجه التقني لسبب أو آلخـر، ولذلك فإن هذا الخلف هو ما يحقق الـتـوازن الـذي يعظّم أربــاح املساهمي على املـدى القصير، دون اإلخــال بقيمة الشركات املستقبلية. إن توجه الشركات التقنية العملقة في ضخ االستثمارات نحو الذكاء االصطناعي له ما يبرره، فهو قد يعني بقاء الشركة من عدمها في املستقبل، والشركات التقنية نفسها قد اتخذت لنفسها مكانا بي كبريات الشركات العاملية بعد أن أخرجت شركات أخرى من األسواق لم تلتفت ألهمية دور التقنية، وهي ال تريد لنفسها هذا املصير بكل تأكيد، في املقابل فإن املستثمرين قد رأوا نتائج بعض هذه التوجهات الحادة للشركات التقنية، مثل التوجه نحو صناعة األلعاب أو األفلم واملسلسلت، التي نجح بعضها وأخفق بعضها اآلخر بعد سنوات من اإلنفاق امللياري املكثف، وهم ال يريدون لهذه املشاريع املندفعة أن تتكرر، ولكن يبدو أن سطوة مديري الشركات - وهـم في األغلب املؤسسون لها - غلبت رغبة املستثمرين، والزمن كفيل بإظهار نتائج هذه االستثمارات. السفينة » كانت 1 «سيريس تحمل النفط الخام اإليراني في الماضي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==