11 أخبار NEWS Issue 16687 - العدد Monday - 2024/8/5 االثنني ASHARQ AL-AWSAT ًستارمر يتوعّد المتورطين في ترهيب «المجتمعات المسلمة» ومؤدي «التحية النازية» عاما 13 بريطانيا تواجه أسوأ أعمال شغب منذ تُـــواجـــه الــسّــلــطــات الـبـريـطـانـيـة ضغوطًا مــــتــــزايــــدة لــــوضــــع حــــــد ألســــــــوأ أعـــــمـــــال شـغـب عــامــ، عـلـى خلفية 13 تشهدها إنـجـلـتـرا مـنـذ معلومات مضلّلة حول حادث طعن تسبّب في طفالت بمدرسة رقص في ساوثبورت، 3 مقتل األسبوع املاضي. وامـتـدّت االضـطـرابـات، مدفوعة بدعوات للتظاهر تُــــروّج لها حـسـابـات تابعة لنشطاء يـمـيـنـيـن مــتــطــرفــن، إلــــى بـــلـــدات ومـــــدن عـــدة، الـــســـبـــت واألحــــــــد. وشــــهــــدت مـــظـــاهـــرات األحــــد أعـــمـــال شـغـب وعــنــف واســـعـــة، شـمـلـت تكسير واجهة فندق يؤوي طالبي لجوء في روتيرهام ومـــحـــاولـــة اقـــتـــحـــامـــه، وإحــــــــراق أطـــــر ســـيـــارات وحـــــاويـــــات قـــمـــامـــة. وفـــــي عــــــدّة مــــــدن، حـــاولـــت الــــشــــرطــــة مـــنـــع اشــــتــــبــــاكــــات بـــــن مــتــظــاهــريــن ومــتــظــاهــريــن مـــضـــاديـــن، خـــاصّـــة فـــي بـولـتـون وليدز. وفي بعض الحاالت، ألقى مثيرو شغب حـجـارة وزجــاجــات على الـشـرطـة، مـا أدى إلى إصابة كثير من عناصرها، كما نهبوا وأحرقوا مــتــاجــر، بينما سُــمــع مـتـظـاهـرون أيــضــ وهـم يُطلقون شعارات مناهضة لإلسالم. ستارمر يتوعّد: ستندمون أدان رئـــيـــس الـــــــــوزراء الـــبـــريـــطـــانـــي، كـيـر ستارمر، ما أسماه «بلطجة اليمي املتطرف» فـــــي شــــكــــل مـــــظـــــاهـــــرات عـــنـــيـــفـــة. وفـــــــي حـــديـــث لصحافيي بـ«داونينغ ستريت»، قال ستارمر إن املــــتــــورطــــن ســـيـــواجـــهـــون «قـــــــوة الـــقـــانـــون كاملة»، وخـاطـب املتورطي فـي االضـطـرابـات: «ســــــتــــــنــــــدمــــــون عـــــلـــــى املـــــــشـــــــاركـــــــة فــــــــي (هــــــــذه االضطرابات)»، و«ال مبرر ألفعالكم». وشـــــــــدّد ســــتــــارمــــر أن «الــــــنــــــاس فـــــي هـــذا الــبــلــد لــهــم الــحــق فـــي أن يــكــونــوا آمـــنـــن. ومــع ذلــك، رأيـنـا اسـتـهـداف مجتمعات مسلمة (...) وتـأديـة تحية نـازيـة فـي الــشــارع». وتـابـع: «لن أتــــــردد فـــي تـسـمـيـة هــــذه (االضــــطــــرابــــات) بما هـي عليه، بلطجة اليمي املـتـطـرف»، مضيفًا: «إذا استهدفت الناس بسبب لـون بشرتهم أو معتقداتهم، فإن هذا (سلوك) اليمي املتطرّف، وأنا مستعد لقول ذلك». 2011 االضطرابات األوسع منذ وتُــــمــــثّــــل هـــــذه االضــــطــــرابــــات أكـــبـــر تــحــد يـواجـهـه رئـيـس الـــــوزراء، بـعـد شـهـر واحــــد من تولّيه منصبه إثر قيادته حزب العمال إلى فوز 100 ساحق على حزب املحافظي. وأوقف نحو شخص بعد اندالع صدامات في كثير من املدن اإلنـجـلـيـزيـة، مــن بينها لـيـفـربـول ومانشستر وبـــريـــســـتـــول وبــــ كــــبــــول وهــــــــال، إضــــافــــة إلـــى بلفاست فــي آيــرلــنـدا الـشـمـالـيـة. وتُــعــد أعـمـال الــعــنــف هــــذه األســـــوأ فـــي إنــجــلــتــرا مــنــذ صيف ، عندما اندلعت أعمال شغب واسعة 2011 عام النطاق في أعقاب مقتل رجل على أيدي الشرطة في شمال لندن. وقالت تيفاني لينش، من اتحاد الشرطة فــي إنـجـلـتـرا وويــلــز: «سـبـق أن شـهـدنـا أعـمـال شـــغـــب واشــــتــــبــــاكــــات مــــن هـــــذا الـــــنـــــوع، لـكـنـهـا كانت محصورة في مناطق مُعيّنة من البالد. ونــــرى اآلن أنــهــا تـنـتـشـر عـبـر املــــدن والــبــلــدات الكبرى». وقالت الحكومة إن قوات األمن لديها «كـــل املــــوارد الـتـي تـحـتـاج إلـيـهـا» للتعامل مع االضــطــرابــات، فيما حـــذّرت الـشـرطـة مـن مزيد مــن املـــظـــاهـــرات، مــا أثــــار مــخــاوف مــن احـتـمـال اتـــســـاع رقــعــة االضـــطـــرابـــات. وعــــــزّزت الـشـرطـة عدد قواتها، بينما شدّدت وزيرة العدل شبانة مــحــمــود عــلــى أن «الـــنـــظـــام الــقــضــائــي بـأكـمـلـه جاهز إلصدار اإلدانات في أسرع وقت ممكن». وقـــالـــت وزيـــــرة األمــــن ديـــانـــا جــونــســون لهيئة اإلذاعـــــة الـبـريـطـانـيـة «بـــي بــي ســـي» إن أعـمـال الشغب «لـن يتم التسامح معها»، مـحـذّرة من «عقوبات وعواقب» الفوضى. مـــن جــانــبــهــا، تــــوعّــــدت وزيــــــرة الــداخــلــيــة إيــفــيــت كـــوبـــر املـــتـــورّطـــن فـــي أعـــمـــال الــعــنــف، وأدانت بشكل خاص االعتداء على فندق يؤوي طالبي اللجوء في روتيرهام. وقـال كوبر، في مـنـشـور عـلـى «إكــــس»، إن «الــهــجــوم اإلجــرامــي العنيف على فـنـدق يـــؤوي طالبي الـلـجـوء في روتيرهام أمر مروع للغاية. فقد أضرموا النار عمدًا في مبنى كـان من املـعـروف أن أشخاصًا موجودون بداخله». وتابعت: «تدعم الحكومة شرطة جنوب يوركشاير بشكل كامل، التخاذ أقوى إجراء ضد املسؤولي عن هذا الهجوم». «التحريض على المسلمين» تأجّجت االضطرابات بشائعات كاذبة عـــلـــى وســــائــــل الـــتـــواصـــل االجـــتـــمـــاعـــي حـــول خلفية املشتبه بـه البريطاني املـولـد، أكسل عامًا، واملتهم بالقتل 17 روداكوبانا، البالغ ومحاولة القتل في هجوم على مدرسة رقص لألطفال. وروداكـــوبـــانـــا متهم بقتل بيبي كينغ 7( أعــــــــــوام)، وإلــــســــي دوت ســـتـــانـــكـــومـــب 6( أعـــوام)، 9( أعــــوام)، وألـيـس داسيلفا أغـويـار أشـــــخـــــاص آخـــــريـــــن. وحـــمّـــلـــت 10 وإصـــــابـــــة الشرطة مسؤولية الفوضى ملنظمات مرتبطة بــــ«رابـــطـــة الــــدفــــاع الــبــريــطــانــيــة» املـنـاهـضـة عامًا وجرى 15 لإلسالم، التي تأسّست قبل حـلّــهـا. ووصــلــت تــهــديــدات إلـــى مـسـاجـد في ساوثبورت وفي مدينة سندرالند في شمال شرقي إنجلترا، ما أدى إلى تعزيز األمن في مئات املؤسسات اإلسالمية، وسـط مخاوف عــــلــــى ســــ مــــة املــــصــــلــــن. وتـــــــم اإلعــــــــــ ن عــن املــســيــرات عـلـى صـفـحـات تــواصــل اجتماعي يمينية متطرفة، تحت شعار «طفح الكيل». وخــــــــ ل االحـــــتـــــجـــــاجـــــات، بــــــرز مـــتـــظـــاهـــرون يلوحون بـاألعـ م اإلنجليزية والبريطانية ويرددون شعارات مثل «أوقفوا القوارب»، في إشـارة إلى املهاجرين غير القانونيي الذين يبحرون إلى بريطانيا من فرنسا. ونظّم متظاهرون مناهضون للفاشية مـــســـيـــرات مـــضـــادة فـــي كــثــيــر مـــن املــــــدن، من بــيــنــهــا لــــيــــدز، حـــيـــث هـــتـــفـــوا: «ابــــتــــعــــدوا عـن شــــوارعــــنــــا أيــــهــــا الـــــنـــــازيـــــون»، بــيــنــمــا هـتـف املــتــظــاهــرون الـيـمـيـنـيـون املــتــطــرفــون: «أنـتـم مـــــا عــــدتــــم إنــــجــــلــــيــــزيــــن». ولــــــم تـــتـــحـــول كـل التجمعات الثالثي التي نظّمت السبت إلى أعــمــال عــنــف، وشــــدّد بـعـض املــشــاركــن على مطالبهم املتعلّقة بتخفيف أعداد املهاجرين عـامـ) لوكالة 41( فـي الـبـ د. وقـالـت كارينا الصحافة الفرنسية في نوتنغهام: «لقد سئم الناس سماع أن عليهم أن يخجلوا إذا كانوا من البيض ومن الطبقة العاملة، أنا فخورة بالطبقة العاملة الـبـيـضـاء». فـي انتخابات الـــشـــهـــر املــــاضــــي، حـــصـــل حـــــزب «اإلصـــــــ ح» فـي املـائـة مـن األصـــوات، 14 البريطاني على وهـــــي واحـــــــدة مــــن أكـــبـــر حـــصـــص األصــــــوات لحزب بريطاني يميني متطرف. لندن: «الشرق األوسط» جانب من أعمال الشغب والتخريب التي استهدفت فندقا يؤوي طالبي لجوء في روتيرهام أمس (رويترز) الضغوط الدبلوماسية تسابق االنزالق نحو حرب أهلية في فنزويال هــل سـيـتـجـاوب الـنـظـام الـفـنـزويـلـي مــع املـسـاعـي الدبلوماسية الحثيثة الـتـي تبذلها عـواصـم إقليمية ودولية للتراجع عن إعـ ن فـوز نيكوالس مــادورو في االنتخابات الرئاسية وفتح باب الحوار مع املعارضة؟ أو أنــه سيتمسك بالنتائج الـتـي لـم يعد التشكيك في صدقيتها مقصورًا على الخصوم وعدد من الحكومات التقدمية في املنطقة؟ وهل سيتمكن من الصمود أمام االحتجاجات الشعبية التي تعم جميع املـدن الكبرى؟ أم سيواصل قمع املـظـاهـرات مستندًا إلـى دعـم القوات املسلحة واألجــهــزة األمـنـيـة، دافـعـ الـبـ د نحو صـدام أهـــلـــي دام ظـــهـــرت مـــؤشـــراتـــه فــــي الـــســـاعـــات األخـــيـــرة بــوقــوع عــشــرات الـقـتـلـى ومــئــات الـجـرحـى فــي صفوف املتظاهرين؟ هــــــذه هــــي األســـئـــلـــة الــــتــــي تـــــــدور حـــولـــهـــا جــهــود العواصم األميركية الالتينية وبعض العواصم الدولية ملنع وصول األزمة الفنزويلية إلى نقطة الالعودة، بعد انفجار الوضع األمني الذي بلغ مرحلة شديدة التوتر في األيام الثالثة املنصرمة. خطة ثالثية آخـر املـبـادرات التي أثمرتها مساعي الساعات األخـــــيـــــرة هــــي الـــخـــطـــة الـــتـــي تـــوافـــقـــت عــلــيــهــا ثـــ ث حكومات يسارية في املنطقة، هي البرازيل واملكسيك وكـولـومـبـيـا، بـعـد املـــشـــاورات املُــكـثّــفـة الــتــي أجــراهــا رؤســاء الــدول الثالث الذين قــرروا تكثيف الضغوط على النظام الفنزويلي كي يكشف عن نتائج االقتراع بعد أسبوع تقريبًا من االنتخابات الرئاسية، ويبدأ مـفـاوضـات مـبـاشـرة مـع مـرشّــح املـعـارضـة إدمـونـدو غونزاليس، من غير مشاركة ماريا كورينا ماتشادو التي تقود التحالف املعارض. وكلّف الرؤساء الثالثة وزراء خــارجــيــتــهــم مـــواصـــلـــة املـــســـاعـــي، والـــتـــوجـــه إلـــى فــنــزويــ ملـنـاقـشـة الـخـطـة مـــع الــنــظــام وممثلي املعارضة. لكن هذه الخطة الثالثية التي تقترح االنطالق مــن مـفـاوضـات مـبـاشـرة بــن مــــادورو وغـونـزالـيـس، تصطدم بعقبة رئيسية هـي أن الـــدور الرئيسي في توحيد أطياف املعارضة وتحشيد الدعم ملرشحها لـم يلعبه غـونـزالـيـس، بـل مـاريـا كـوريـنـا الـتـي كانت املــحــكــمــة الــعــلــيــا قــــد نـــزعـــت عــنــهــا أهـــلـــيـــة الــتــرشــح لـــ نـــتـــخـــابـــات. وتـــقـــول مـــصـــادر واكـــبـــت املـــحـــادثـــات الثالثية بي رؤسـاء البرازيل واملكسيك وكولومبيا، إن النظام الفنزويلي لـن يقبل أبــدًا بالجلوس حول طــــاولــــة واحـــــــدة مــــع مـــوريـــنـــا؛ ألنـــــه يـــعـــدّهـــا يـمـيـنـيـة متطرفة، وسيطالب بأن يمثلها غونزاليس. ومــا يـزيـد املشهد تعقيدًا أن املـركـز االنتخابي الـــوطـــنـــي، وهــــو الـهـيـئـة الــتــي تُـــشـــرف عــلــى العملية االنتخابية ويخضع لسيطرة الـنـظـام، عــاد وأصــدر بــيــانــ ثــانــيــ يــــوم الـجـمـعـة يـــؤكـــد فــيــه فــــوز مـــــادورو فـي املـائـة مـن األصــــوات مقابل 51.9 املــزعــوم بنسبة فـي املـائـة لغونزاليس، فيما نـشـرت املعارضة 43.1 فـــي املـــائـــة مـــن كـشـوفـات 81.7 عـلـى مـوقـعـهـا نـتـائـج مكاتب االقتراع التي تم التحقق منها، والتي تُظهر في املائة من األصوات مقابل 67 فوز مرشحها بنسبة في املائة ملادورو. 30 دور كولومبيا... والمكسيك املــســاعــي إلقـــنـــاع املــعــارضــة بــإقــصــاء كــوريــنــا عن املفاوضات املباشرة مع النظام يتوالها الدبلوماسيون الكولومبيون الذين يتواصلون منذ سنوات مع أحزاب املعارضة، ويعرفون أن النظام الذي كان يعدها العقبة الرئيسة أمام انتخاب مـادورو لوالية ثالثة وسعى إلى إزاحتها من السباق الرئاسي، لن يقبل أبدًا بالتخلي عن السلطة إذا كانت الخطة ستُفضي إلى تسليم الحكم لها. أمــا الـتـواصـل مـع الـنـظـام إلقـنـاعـه بقبول الخطة، فـهـو سـيـكـون عـلـى عــاتــق املـكـسـيـك الــتــي حـافـظـت على عــ قــات جـيـدة مــع مـــــادورو، واسـتـضـافـت عـــدة جــوالت مـــن املـــفـــاوضـــات املـــبـــاشـــرة بـــن الــحــكــومــة الـفـنـزويـلـيـة واملعارضة، فضال عن أن مانويل لوبيز أوبـــرادور كان األكثر حــذرًا بي الـرؤسـاء الثالثة في موقفه من األزمـة التي نشأت عن االنتخابات، ال بل كان أول الذين انتقدوا إعالن الواليات املتحدة اعترافها بفوز مرشح املعارضة؛ إذ قــــال إن «واشـــنـــطـــن تـــتـــجـــاوز الــــحــــدود مـــع فــنــزويــ باتخاذها هذا املوقف املتهور». كـــان املــفــاوضــون مــن الــــدول الــثــ ث قــد انـتـقـدوا تـــصـــريـــحـــات وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة األمــــيــــركــــي أنــتــونــي بلينكن، التي قـال فيها إن ثمة أدلّــة دامغة على فوز غــونــزالــيــس، ودعــــا إلـــى الـــشـــروع بـمـرحـلـة انـتـقـالـيـة لـتـسـلـيـم الـــحـــكـــم إلـــــى مـــرشـــح املــــعــــارضــــة، وعــــدّوهــــا عقبة كبيرة في طريق الـحـوار مع النظام. لكن يرى بعض املفاوضي أن إعـ ن واشنطن االعتراف بفوز غونزاليس، وليس به كرئيس، يترك ثغرة مفتوحة في املفاوضات، علمًا بأن الواليات املتحدة كانت قد اعترفت، إلـى جانب عـشـرات الـــدول، بـخـوان غوايدو رئيسًا مؤقتًا لفنزويال بموازاة مادورو. مدريد: شوقي الريّس مشرّعون في حزبه يخشون تأثير تصريحاته على فرص فوزهم هجوم ترمب على هاريس يُربك حملة الجمهوريين االنتخابية ال تــزال حملة الرئيس األمـيـركـي السابق دونالد ترمب، املرشح الجمهوري النتخابات الرئاسة، تحاول «احتواء واستيعاب» املفاجأة التي أحدثها انسحاب الرئيس جو بايدن من الــســبــاق، بـعـد تــوحــد الـديـمـقـراطـيـن الـسـريـع حـول ترشيح نائبته كاماال هاريس. وبينما تعمل الحملة على بلورة استراتيجية ملواجهة هــاريــس، تجد الحملة نفسها فــي صـــراع مع تــرمــب أيـــضـــ ، الــــذي بـــدا أنـــه ال يــريــد االلـــتـــزام بالضوابط التي دعا إليها كبار الجمهوريي؛ فقد عاد ترمب إلى أسلوبه القديم في اللجوء إلى الهجمات الشخصية على خصومه، مثيرًا قضايا طاملا أثارت ردود فعل سلبية حتى في بعض األوساط الجمهورية. ويُــــــــحــــــــذّر كــــثــــيــــر مــــــن االســــتــــراتــــيــــجــــيــــن الجمهوريي من أن تلك الهجمات، كالتي شنّها أخـــيـــرًا عـلـى أســــاس عـــرق هـــاريـــس وجـنـسـهـا، بـــدال مــن أن تـفـيـده، قــد تعطي الديمقراطيي مادة تحريضية تدعم حملتهم التي تُركّز على شخصية ترمب «اإلشكالية واملقسمة للبالد»، بما يـحـول االنـتـخـابـات الرئاسية مــرة أخـرى إلى استفتاء على شخصيته، بدال من أن تكون حول سياسات الحزب. صعود هاريس يقلب التوقعات أثــــــــار صــــعــــود هــــــاريــــــس، الــــتــــي تــســتــعــد الختيار نائبها والحصول على بطاقة ترشيح الحزب رسميًا خالل أيام، حماسًا واسعًا بي الديمقراطيي. وعُد صعودها في استطالعات الــــــــــرأي، وحـــصـــولـــهـــا عـــلـــى دعــــــم الـــكـــثـــيـــر مـن الــنــقــابــات الــعــمــالــيــة واملــهــنــيــة، مـــؤشـــرًا على حركة سياسية جديدة تُذكّر بتلك التي رافقت صــعــود بـــــاراك أوبــــامــــا، وقــــد تــــؤدي إلــــى قلب التوقعات التي كانت شبه محسومة لصالح عودة ترمب إلى البيت األبيض. وتسلّط كثير مـــن الــتــقــاريــر الـــضـــوء عــلــى مـــوجــة الـتـعـاطـف الشخصي مع هاريس، خصوصًا في الواليات املتأرجحة التي يقول الديمقراطيون بأنها قد تصوت مرة أخرى لصالح الديمقراطيي، كما .2020 فعلت عام وردّت هـــاريـــس عــلــى مــقــابــلــة تـــرمـــب في مؤتمر الرابطة الوطنية للصحافيي السود فـي شيكاغو، األربــعــاء املـاضـي، بعدما شكّك فـي انتمائها الـعـرقـي، قائلة إنـهـا «تعليقات مــثــيــرة لــ نــقــســام، وتُــــذكّــــر بــالــعــرض الـقـديـم نفسه». وبـــدال مـن ذكــر هجمات ترمب بشكل خاص، ركز بيان حملتها الذي صدر بعد ذلك، على شجب «عدائيته» و«هجماته الشخصية» و«إهاناته» و«الفوضى واالنقسام» التي قالت إنه يثيرهما. ويـــرى الـبـعـض أن هـجـمـات تـرمـب أثبتت فـــاعـــلـــيـــتـــهـــا فـــــي املـــــاضـــــي بـــتـــشـــتـــيـــت انـــتـــبـــاه وامتصاص األكسجي السياسي ملعارضيه، مُجبرًا إياهم على قضاء الوقت في الدفاع عن أنفسهم والـرد على هجماته بـدال من التركيز على القضايا. وينطبق هذا بشكل خاص على املـرشـحـات، بـل ويمثل تحديًا أكـبـر بالنسبة لهاريس، التي تواجه هجمات حـول جنسها وأيــــضــــ هـــويـــتـــهـــا كـــــامـــــرأة أمـــيـــركـــيـــة هــنــديــة وسوداء. الجمهوريون في موقف دفاعي لكن مـع التغيير الـــذي طــرأ على السباق الرئاسي، وأمام إصرار ترمب على العودة إلى تلك التعليقات، وجــد الجمهوريون أنفسهم في موقف دفاعي الحتواء التداعيات، في حي أنهم يحاولون إبـقـاء التركيز على القضايا، سنوات. 8 في بلد تغيّر كثيرًا منذ ورغـــــم ذلـــــك، بــــدا أن تـــرمـــب يــضــاعــف من هجماته على هــاريــس؛ إذ شـــارك، الخميس، مـــنـــشـــورًا عـــلـــى مـــوقـــعـــه «تـــــــروث ســـوشـــيـــال»، إلحـــدى حليفاته، جــادلــت فـيـه بـشـأن شـهـادة مــــيــــ د هــــاريــــس الــــتــــي لــــم يــــذكــــر فـــيـــهـــا كـلـمـة «أسـود»، بل فقط أن والدها جامايكي. وكتب ترمب على املنشور املصاحب للصورة التي ظهرت فيه هاريس ترتدي زيـ هنديًا، قائالً: «إن صـداقـتـك وحـبـك لـتـراثـك الـهـنـدي موضع تقدير كبير». ونقلت وسائل إعـ م عـدة، تعليقات عدد مــن املــشــرعــن واالسـتـراتـيـجـيـن والـنـاشـطـن الـــجـــمـــهـــوريـــن فــــي الــــســــاعــــات املــــاضــــيــــة، بـمـا فـــــي ذلــــــك املــــــوالــــــون لــــتــــرمــــب، تُــــــحــــــذّر مـــــن أن مضاعفة الهجمات على أسـاس العرق ليست استراتيجية انتخابية رابـحـة. وجـادلـوا بأن تـــرمـــب لـــديـــه قـــضـــايـــا قـــويـــة لــيــطــرحــهــا، مـثـل االقـتـصـاد والــهــجــرة، وبـــأن الـتـسـاؤل عـمـا إذا كانت هـاريـس ســـوداء حقًا قـد ال يُحفّز سوى قاعدته الحزبية، ولن يساعده على الفوز في االنتخابات. وقــــــــــــــال بــــــــاريــــــــت مـــــــــــارســـــــــــون، الــــخــــبــــيــــر االستراتيجي فـي الـحـزب الـجـمـهـوري، ملجلة «بــولــيــتــيــكــو»: «كــلــمــا زادت مــ حــقــات تـرمـب لــهــاريــس عــلــى هــــذا األســــــاس، قــلــت مالحقته لها فيما يتعلق بـاالقـتـصـاد والـهـجـرة. وهو يحتاج حقًا إلى التوفيق بي األمرين». الديمقراطيون «متفائلون» فـــي املـــقـــابـــل، يـعـتـقـد الـــديـــمـــقـــراطـــيـــون أن خطاب ترمب يُحفّز قاعدتهم أيضًا. ويقولون إن ذلـك يعزز قضيتهم بشكل أكبر مع سكان الضواحي املعتدلي الذين يؤيدون في الغالب سياساته، لكنهم غير مرتاحي لشخصيته، وكذلك الناخبون من األقليات العرقية الذين يحاول ترمب استمالتهم. وقـــــــــــال مــــــــورغــــــــان جــــــاكــــــســــــون، الـــخـــبـــيـــر االستراتيجي الـديـمـقـراطـي: «لـقـد عــاد ترمب إلــى النقطة األولــــى. وهـــذا أمــر جيد بالنسبة للحماس الديمقراطي وللناخبي املتأرجحي في الضواحي». وأضاف: «إذا كان السؤال أمام الناخب في نوفمبر (تشرين الثاني) هو: هل أريـــد حقًا أن يـعـود تـرمـب إلــى منصبه أم ال؟ أعتقد أن هذا مكان جيد للديمقراطيي». وكـشـف إحــجــام أعــضــاء مجلس الشيوخ الــجــمــهــوريــن عـــن الـــحـــديـــث عـــن تـصـريـحـات تــــرمــــب حــــــول هــــــاريــــــس، عـــــن رغــــبــــة فـــــي عـــدم االنـــجـــرار وراء هـجـمـاتـه، مُــفـضّــلـن الـحـديـث عـــــن الــــســــيــــاســــة؛ خــــوفــــ مـــــن تــــأثــــيــــرهــــا عــلــى انــتــخــابــاتــهــم الـــخـــاصـــة فــــي نــوفــمــبــر أيـــضـــ . ووصـف السيناتور الجمهوري كيفن كريمر، مـــن واليــــة نــــورث داكـــوتـــا، تـصـريـحـات تـرمـب بأنها «غير ضـروريـة»، و«تخاطر بالتفسير، واالرتباك، وكل ما ال ليس ضروريًا». بدوره، رأى السيناتور الجمهوري جون كورني، من واليـــة تـكـسـاس، أن الجمهوريي بحاجة إلى التحدث أكثر عن «سياسات هاريس الفاشلة، وسجّل إدارتها مع بايدن». واشنطن: إيلي يوسف دان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ما أسماه «بلطجة اليمين »المتطرف
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==