issue16685

ســمــعــت بـــيـــروت صــوتــهــا لأول مـــرة، وأدركـــــــــت أن حـــــــدوده الـــســـمـــاء فــــي عـــرض «قــومــي» لـفـرقـة «مـــيّـــاس» الـعـالمـيـة. الآلاف احــتــشــدوا عــلـى مـــــدارج صـنّـفـهـا الـقـيـمـون عـلـى الـحـفـل بـــ«الــغــولــد» و«الـبـاتـيـنـيـوم» و«في آي بي». كان من المقرر أن يبدأ الحفل في الثامنة والنصف مساء على الواجهة البحرية للعاصمة، لكن بسبب الحشود الـــبـــشـــريـــة الـــزاحـــفـــة مــــن مــخــتــلــف المــنــاطــق اللبنانية، تأخر ليبدأ نحو العاشرة. كــان الـافـت الانـتـشـار الــواســع لرجال الأمــــن مـــن شــرطــة وأفــــــراد جــيــش، أحــاطــوا بــجــمــيــع مــــداخــــل المــــكــــان زارعــــــــن شـــعـــوراً بالأمان بي الوافدين. وقبل افتتاح الحفل اعتلى الإعلمي ريـكـاردو كـرم المـسـرح، وألقى كلمة وجيزة عن بيروت وعما يتضمنه العرض. ومن ثم انطلق الحفل بلوحة عن المدينة المقاومة. وبــكــلــمــات الــشــاعــر عــلــي المـــولـــى وبــصــوت المــمــثــلــة كـــارمـــن لــبــس قـــالـــت بــــيــــروت: «أنـــا العصية على التفسير ولغز الكون الأخير. أول مدينة شيّدت في حكايا الأساطير... أنا مملكة ملوك الطوائف الكل من هيبتي خائف ومن إرثي العظيم... أنا بوق القيامة والرمق الأخير ولآخر نبض مقاومة». شـخـص حــضــروا الحفل، 5000 نـحـو مصغي بدقة للمقاطع الشعرية والنثرية، متفرجي على الـلـوحـات الـراقـصـة المبهرة لاكـــتـــشـــاف مـــغـــزاهـــا. فـــكـــان الــصــمــت سـيـد الموقف مع كسره بي حي وآخر، بتصفيق حار وهتافات تشجيعية. فـتـاة شــاركــن بـالـعـرض ورقـصـن 100 عـــلـــى مـــوســـيـــقـــى هــــــــاري هــــديــــشــــيــــان. أمـــا تـــصـــامـــيـــم الأزيــــــــــاء فـــوقّـــعـــتـــهـــا كــريــســتــن سماحة، التي ألبست كل حقبة وحضارة ومـنـطـقـة مــا يـنـاسـبـهـا. وتـمـحـور الـعـرض بمجمله حــول حـضـارات مــرت على لبنان وتـتـصـدرهـا الفنيقية. عـــرّج الـعـرض على مـــوضـــوعـــات تــصــديــر الـــحـــرف واكــتــشــاف الأرجــــــــــــــوان. وروت الـــــلـــــوحـــــات حـــكـــايـــات عــــن مـــنـــاطـــق مــــن لـــبـــنـــان كـــصـــور وجــبــيــل. واســــتــــخــــدم نــــديــــم شـــــرفـــــان كــــاتــــب الــعــمــل ومخرجه صوراً سوريالية تنبع من خياله المبدع. فتوالت الحكاية تلو الأخـرى يقدّم لها بصوت نجمات الــدرامــا الأربـــع. وكـان الـحـضـور فــي كــل مـــرة يستمع إلـــى صـوت إحداهن يتساءل عما إذا هي سينتيا كرم أو ندى بو فرحات، تقل شمعون أو كارمن لـــبـــس. الـــحـــداثـــة والــتــكــنــولــوجــيــا والـــذكـــاء الاصطناعي مزجها نديم شرفان بالعراقة والأصالة، فقدّم خلطة فنية مميزة، وعرف كــيـــف يــطــعّــمــهــا بــنــبــضحـــديـــث يـــزيـــل كـل الشبهات عنها. وكان لإطللة الفنانة عبير نعمة وقعها عــلــى الـــحـــضـــور. مــرتــديــة الأبـــيـــض، أنــشــدت بصوتها الملئكي «لبيروت» على طريقتها. فــكــان غــنــاؤهــا بـمـثـابـة تـكـريـم مـــن نـــوع آخـر لمدينة عانقت طير الفينيق لتبعث حية أكثر من مرة. ترافقت أبيات الشعر التي أعـدّهـا علي المـــولـــى مـــع لـــوحـــات فــنــيــة مــبــتــكــرة. فبلغت جــمــالــيــتــهــا الـــــــــذروة مــــع فـــتـــيـــات «مـــــيّـــــاس»، بــــلــــوحــــات فـــولـــكـــلـــوريـــة وشـــعـــبـــيـــة وجــبــلــيــة رافـقـتـهـا مـشـهـديـة بـــرّاقـــة. وعـكـسـت لمعانها بـمـامـح الــحــضــور الــــذي خـطـفـه الانـــدهـــاش. وحصدت لوحة «أرزة لبنان» تصفيقاً حاراً. فتألفت أغصانها من سواعدهن تغزل العزة والصلبة. ورافعة بيديها إلى الأعلى معلنة لولادة تخرج من شهب دخان أبيض. تـكـريـم بـــيـــروت مـــن قـبـل مـنـاطـق لبنان هـــي الــفــكــرة الـرئـيـسـيـة الــتــي اعـتـمـدهـا نـديـم شــرفــان فــي عــرضــه الـفـنـي «قـــومـــي». وكـانـت كـلـمـات الـشـعـر تـشـكّـل مفاتيح دخـــول أبـــواب كل منطقة، كما حدث عند الانتقال من لوحة بـــيـــروت إلـــى لــوحــة بـيـبـلـوس، فــخــرج صـوت كارمن لبس يقول: «إن انتهيت الكون انتهى، هـاتـي يـديـك كــي تـنـهـضـي. إلا أنـــي لــن أقــوى على رفـعـك وحـــدي. فنحتاج بيبلوس معنا لـكـي يكتمل المــعــنــى». وبـعـدهـا يـأتـي صـوت تقل شمعون مجسدة دور بيبلوس تنادي على أليسار كي تصحح المسار. وبـــلـــغ الـــتـــأثـــر حـــــدّه عــنــد الـــحـــضـــور في الـلـوحـة الختامية لـلـعـرض، وحملت عنوان «الـجـنـوب». فشرفان أرادهـــا تحية تكريمية لــــهــــذه المـــنـــطـــقـــة، الــــتــــي تـــشـــهـــد الأمــــــرّيــــــن فـي حـــروب تجتاح أرضـهـا على مـر الــزمــن. ومع فـتـيـات «مـــيّـــاس» المـتـشـحـات بـــالأســـود خـرج صــــوت سـيـنـتـيـا كــــرم يـــقـــول: «أنـــــا الــصــامــدة فــي وجـــه الـــحـــروب، شـمـس لا تـعـرف غـــروب. للبلد حامية حدودها كي يبقى وجودها». ولـــتـــكـــمـــل: «بــــيــــروت لا تــخــضــعــي أن فـــــؤادك تحميه أضلعي. أنا درعك الواقي أنا نبضك الباقي. أنا يدك التي تضرب من المشرق إلى المغرب». ولتختم: «كوني آمنة يا عاصمتي لن نبقى إن أنت زلت... أنت المقياس والبطولة والأســاس. نحن الحجارة وأنـت المـاس. دمت لنا فخراً ونـصـراً يـا أرقــى المـــدن. أنـا جليد لا يذوب أنا ستّارة العيوب. أنا الجنوب». فــي ســاعــات الـصـبـاح ذات النسمات المــــنــــعــــشــــة يـــنـــتـــظـــر كـــثـــيـــر مــــــن المـــوظـــفـــن والـــــطـــــاب ركـــــــوب الأتــــوبــــيــــســــات المــكــتــظــة ليبدأوا رحلة عبور صعبة تبدأ من الباب الـخـلـفـي وحــتــى بـــاب الـــنـــزول فــي المـقـدمـة، وبي البابي تحدث وقائع عدة، من بينها التحرش و«النشْل» والتدافع والمشاجرات والمـــشـــادات، قـبـل أن يـتـكـرر الأمـــر ذاتـــه في رحلة العودة بعد الظهيرة. المـــشـــهـــد الـــســـابـــق يـــلـــخـــص الــــصــــورة الــتــقــلــيــديــة الـــتـــي اشــتــهــر بــهــا «أتــوبــيــس الــشــعــب»، لـكـن ثـمـة تـــطـــورات غـــيّـــرت هـذه الـــصـــورة، مـــن بـيـنـهـا رفـــع أســـعـــار تــذاكــره مــــــرات عـــــدة خـــــال الـــعـــقـــد الأخــــيــــر، لـيـفـقـد بسببها لقبه الشهير، متخلياً كـذلـك عن وصــفــه بــأنــه «أرخـــــص وسـيـلـة مــواصــات عامة فـي مـصـر»، بعدما أصبح أقـل سعر جـنـيـهـات 8 لـــلـــتـــذكـــرة بــجــمــيــع خـــطـــوطـــه جـنـيـه 48.7 (الـــــــــدولار الأمـــيـــركـــي يــــعــــادل مـــصـــري)، وهــــو ســعــر يـعـتـبـره مــواطــنــون مـــصـــريـــون «كـــبـــيـــراً» بــالــنــظــر إلـــــى ضـعـف الرواتب والمعاشات، وارتفاع أسعار تذاكر المترو والوقود وتعريفة التاكسي ووسائل النقل الخاصة. العادم الأســود الـذي كـان يتطاير في الــهــواء كـالمـبـخـرة، ووقــــوف الــركــاب الـذيـن تــتـأرجــح أجــســادهــم فــي الـــهـــواء عـلـى قـدم واحدة بالأبواب، وتلصق اللحم البشري بــــالــــداخــــل كـــــ«عــــلــــب الــــــســــــرديــــــن»... أمـــــور تراجعت كثيراً إن لم تكن اختفت من معظم خـطـوط الـنـقـل الــعــام بالعاصمة المصرية مـلـيـون 20 الــتــي يــزيــد عــــدد سـكـانـهـا عـــن نسمة. وتــــحــــت مـــظـــلـــة خـــرســـانـــيـــة بـمـحـطـة أتوبيسات بولاق الدكرور بالجيزة (غرب الـقـاهـرة) جلس السائق الخمسيني علي حـــســـن، يـحـتـسـي كـــوبـــ مـــن الـــشـــاي قبيل انـطـاق رحلته إلــى مـيـدان العتبة بوسط القاهرة. حـــســـن الــــــذي تــــم تـعـيـيـنـه فــــي هـيـئـة الــــنــــقــــل الـــــعـــــام بــــالــــقــــاهــــرة فـــــي مــنــتــصــف تسعينات الــقــرن المـــاضـــي، كـــان يتقاضى جنيهاً مصرياً، 250 في بداية عمله نحو وكــان سعر تذكرة الأتوبيس الــذي يقوده قرشاً أو «ربع جنيه»، مؤكداً أن 25 وقتئذ هذا الراتب كان يكفيه ويدخر منه، لكنه لا يستطيع راهناً الادخار من راتبه الذي زاد ضعفاً على مــدار العقود الثلثة 40 نحو الماضية: «كل حاجة غليت». وقاد حسي صاحب البشرة القمحية الأتـــوبـــيـــس الأحــــمــــر الـــقـــديـــم الـــشـــهـــيـــر، ثـم الأبيض، مـروراً بالأخضر، والأزرق، حتى الأتـوبـيـس الكهربائي المـكـيّـف الـــذي يبلغ جنيهات. 10 سعر تذكرته الأتوبيسفي السينما وســــاهــــمــــت الـــســـيـــنـــمـــا المــــصــــريــــة فـي تأطير صورة نمطية عن «أتوبيس الشعب المزدحم»، ملذ «النشالي» و«المتحرشي» المـــفـــضـــل، عــلــى غـــــرار بــعــض مــشــاهــد فيلم «عـسـل إســـود» للفنان أحـمـد حلمي، الـذي تـــمـــت مـــحـــاصـــرتـــه بــــن «كــــبــــار مــتــحــرشــي الـخـط»، خـال ذهابه إلـى مجمع التحرير، ومشاهد عادل إمام الأيقونية في «الإرهاب والكباب» و«كراكون في الشارع»، أو مشاهد نـــــور الـــشـــريـــف فــــي «ســــــــواق الأتــــوبــــيــــس»، و«أقـــوى الــرجــال»، و«هـنـا الـقـاهـرة» لمحمد لصوص» في ستينات 3« صبحي، وفيلم القرن الماضي للراحل فريد شوقي. ونــاقــشــت الـسـيـنـمـا المــصــريــة ظــاهــرة التحرش في المـواصـات العامة أيضاً عبر .»678« فيلمَي «واحد صفر» و وعاصر حسي الذي يعاني من زحام منطقة العتبة لدى دخوله وخروجه منها، بــعــض المــــواقــــف الـــتـــي عـالـجـتـهـا الـسـيـنـمـا المصرية في أفلمها خلل مسيرته المهنية: «واجـــهـــت فـــتـــاة أحــــد المــتــحــرشــن بـصـاعـق كـــهـــربـــائـــي عـــنـــدمـــا كـــنـــت فــــي طـــريـــقـــي إلـــى العتبة، كما أشبع الـركـاب أحــد اللصوص ضرباً داخــل حافلتي بعد سرقته محفظة أحد الأشخاص». وبينما يحب السائق المصري الحقب الماضية أكثر من الفترة الراهنة، فإنه يشيد بـتـحـديـث أســـطـــول هـيـئـة الــنــقــل الـــعـــام في القاهرة والدفع بحافلت كهربائية مكيّفة، لا تـكـون مزدحمة بـالـركـاب إلا فـي ساعات الذروة فقط: «اتجه الركاب إلى مترو الأنفاق لـــتـــفـــادي زحـــــام الـــــشـــــوارع، والمـــيـــكـــروبـــاص لـرخـص أســـعـــاره مـقـارنـة بـأتـوبـيـس النقل الـــــــعـــــــام». لــــكــــن صـــبـــحـــي مــــحــــمــــد، الــــرجــــل الستيني الذي ظهرت على ملمحه علمات الاســتــيــاء مــن طـــول مـــدة الانــتــظــار بمحطة بـــولاق الـــدكـــرور، لا يهمه هـــذا الـتـطـويـر ما دام يوجد تأخير يمتد لنحو ساعة ونصف الساعة، مؤكداً تسيير حافلت كثيرة بخط «بـــولاق الــدكــرور - الـــدرّاســـة»، قبيل تفعيل خطة تطوير أتوبيسات الهيئة. ويضيف لــ«الـشـرق الأوســــط»: «أركــب أتـــوبـــيـــســـات الـــنـــقـــل الــــعــــام مـــنـــذ كـــــان سـعـر قــــــــروش، وكــــانــــت مـــزدحـــمـــة 10 تـــذكـــرتـــهـــا لـلـغـايـة، لـكـن الـــشـــوارع كـانـت أقـــل ازدحــامــ بالسيارات، وكانت الخطوط تعمل بشكل أفضل من الوقت الراهن». وارتـــفـــعـــت أســــعــــار تــــذاكــــر «أتـــوبـــيـــس عــامــ فـقـط؛ 12 أضــعــاف خـــال 8 » الــشــعــب رفــع قيمة تـذكـرة 2010 فبعدما شـهـد عـــام أتوبيس النقل العام إلـى جنيه، تم رفعها لـــتـــكـــون جـنـيـهـن، 2012 مــــجــــدداً فــــي عـــــام ،2017 واسـتـمـر سعر الـتـذكـرة ثابتاً حتى قـبـل رفــعــه إلـــى جـنـيـهـن ونــصــف الـجـنـيـه، وصــلــت تـعـريـفـة الأتــوبــيــســات 2018 وفــــي جـــنـــيـــهـــات لـــأتـــوبـــيـــســـات الـــعـــاديـــة 3 إلـــــى 4 أصـبـح سعرها 2019 غير المكيفة، وفــي جنيهات، 5 بلغت 2022 جنيهات، وفي عام جنيهات. 6 أصبحت بـ 2023 وفي ومع قرار رفع أسعار الوقود في نهاية شهر يوليو (تموز) المنقضي، أصبح سعر جـنـيـهـات، 8 تـــذكـــرة الأتــوبــيــســات الــعــاديــة 15 جــنــيــهــات، و 10 والمــكــيــفــة الــكــهــربــائــيــة جنيهاً، وفق محافظة القاهرة 20 جنيهاً، و المشرفة على هيئة النقل العام بالعاصمة. وتــــســــعــــى الــــحــــكــــومــــة المـــــصـــــريـــــة إلــــى تقليل الاعتماد على الحافلت التي تعمل بالسولار وإحللها بـأخـرى جـديـدة تعمل بـالـكـهـربـاء وتـتـمـيـز بـلـونـهـا الأخـــضـــر، في حـــن تـتـمـيـز الـــحـــافـــات الـــصـــفـــراء بـالـعـمـل بالغاز الطبيعي ضمن مشروع يعمل على تحسي نوعية الهواء في القاهرة الكبرى، بتكلفة إجمالية تزيد عن مليارَي جنيه. ووفــــق مـحـافـظـة الـــقـــاهـــرة، فــــإن هيئة الـنـقـل الــعــام تنقل مـلـيـون راكـــب يـومـيـ من خطاً بنطاق 193 آلاف حافلة على 3 خـال القاهرة الكبرى. يوميات الشرق الجمهور الغفير أصغى بدقة للمقاطع الشعرية والنثرية واللوحات الراقصة المبهرة لاكتشافمغزاها ASHARQ DAILY 22 Issue 16685 - العدد Saturday - 2024/8/3 السبت الحداثة والتكنولوجيا امتزجتا بالعراقة والأصالة حضارات لبنان في عرضمبهر لفرقة «ميّاس» لوحاتراقصة تحكي عن حضارات لبنان عبر التاريخ (الشرق الأوسط) ًبيروت: فيفيان حداد عاما 12 أضعاف خلال 8 أسعار تذاكره ارتفعت مصر: «أتوبيسالشعب» على «سكة الغلاء» مودّعاً صورته التقليدية مصر تنفذ مشروعاً لزيادة حافلات تعمل بالطاقة النظيفة (الشرق الأوسط) القاهرة: عبد الفتاح فرج من عرضفرقة «مياس» في بيروت (أ.ف.ب) لوحة فنيةراقصة في عرض«قومي» لفرقة «مياس» ببيروت (أ.ب) مشهد من «كراكون في الشارع» لعادل إمام (أرشيفية)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky