issue16685

13 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 16685 - العدد Saturday - 2024/8/3 السبت انتخابات فنزويلا...الفتنة الدامية أو نهاية الثورة البوليفارية مـــــع انــــتــــصــــاف لــــيــــل الأحــــــــد الـــفـــائـــت كانت قد انقضت ست ساعات على إقفال آخــــــر صـــنـــاديـــق الاقــــــتــــــراع فــــي الــعــاصــمــة الفنزويلية كاراكاس عندما أعلن المجلس الوطني الانتخابي فوز الرئيس اليساري نـيـكـولاس مــــادورو بــولايــة رئـاسـيـة ثالثة في المائة من الأصوات 51 إثر حصوله على في المائة نالها مرشح المعارضة 44 مقابل المــوحــدة إدمــونــدو غـونـزالـيـس. وجـــاء في بــيــان الـهـيـئـة الانــتــخــابــيــة، الــتــي يسيطر عليها الـحـزب الـحـاكـم، أن النتيجة باتت فـــي المــائــة 80 بــحــكــم الــنــهــائــيــة بــعــد فــــرز مــــن الأصـــــــــوات، وأن نــســبــة المـــشـــاركـــة فـي في المائة. 59 التصويت بلغت المعارضة ترفضالنتيجة بعد صــدور بيان الهيئة الانتخابية ســـارعـــت المـــعـــارضـــة الـــتـــي تــقــودهــا مــاريــا كــاريــنــا، الـتـي كـانـت المـحـكـمـة الانتخابية قد نزعت عنها أهلية الترشح، إلى رفض الـنـتـيـجـة الــتــي وصـفـتـهـا بـأنـهـا «انـتـهـاك صـــارخ للحقيقة». وشـــددت على إدانتها «الـتـاعـب بـالـفـرز»، بينما راحـــت عواصم إقـلـيـمـيـة وأوروبـــيـــة تـطـالـب بـالـكـشـف عن مــضــابــط جـمـيـع أقـــــام الاقــــتــــراع للتحقق من النتائج. وحقاً، طلب وزيـر الخارجية الأمــيــركــي أنــتــونــي بلينكن «نــشــر نتائج التصويت مفصلة مع السندات الثبوتية أمــام المراقبين الـدولـيـ »، وفـي حين شكّك الــرئــيــس الـتـشـيـلـي (الـــيـــســـاري) غـابـريـيـل بـــوريـــتـــش بــصــدقــيــة الـــنـــتـــائـــج الــرســمــيــة، قائلً: «على نظام مــادورو أن يعرف بأنه مـــن الـصـعـب جـــداً تـصـديـق الـنـتـائـج الـتـي أعلن عنها»، أكّد أن تشيلي لن تعترف بها مـا لـم يـجـرِ التحقّق منها على يـد جهات مستقلة ومحايدة. ما يُذكر أنه قبل صدور بيان المجلس الانـتـخـابـي الــــذي أعــلــن فـــوز مـــــادورو قبل نـــهـــايـــة عــمــلــيــة الـــــفـــــرز، كــــانــــت المـــعـــارضـــة اليمينية والليبرالية الفنزويلية قد شكت من أن الهيئة الانتخابية لم تطلعها سوى فـــي المـــائـــة مـــن المـــضـــابـــط بـعـدمـا 30 عــلــى توقفت عمليتا طبعها وتوزيعها. وأفـاد مـراقـبـون بـأنـه مــع ظـهـور الـنـتـائـج الأولـــى كان القلق قد بلغ ذروته في أوساط النظام، وراحت قيادات رسمية تدلي بتصريحات تـوحـي بـفـوز مــــادورو مـع أن عملية الفرز كانت لا تزال في بداياتها. ومنذ فجر الاثنينبدأت بلدان أميركية لاتينية عـدة، بينها البيرو والأوروغـــواي وكوستاريكا، تعرب عـن شكها بشفافية النتائج، فـي حـ كـانـت بـرقـيـات التهنئة تـتـوالـى مــن كــوبــا ونــيــكــاراغــوا وبوليفيا وهــــــــونــــــــدوراس. لـــكـــن اثـــنـــتـــ مــــن الــــــدول الــوازنــة فـي المنطقة، الـبـرازيـل والمكسيك، اللتان تربط حكومتيها علقات جيدة مع نـظـام مــــادورو، التزمتا الصمت لساعات طويلة، مع أن وزيــر الخارجية البرازيلي سلسو امـوريـم كـان ضمن فريق المراقبين الدوليين الذين أشرفوا ميدانياً على سير الانــتــخــابــات وعـمـلـيـات الـــفـــرز. كــذلــك كـان الرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا قد أعرب منذ أيام عن أنه «شعر بالخوف من التصريحات التي صدرت عن مادورو وقــال فيها إن فنزويل ستشهد حمام دم فــي حـــال فـــوز المــعــارضــة»، وحـــثّ الرئيس الفنزويلي على احترام العملية الانتخابية والرحيل في حال الخسارة. وبــــيــــنــــمــــا صــــــــدر بـــــيـــــان عــــــن لـــويـــس موريّو، وزير خارجية كولومبيا المجاورة لــفــنــزويــا - والـــتـــي تـربـطـهـا بــهــا عــاقــات تاريخية واقـتـصـاديـة واجتماعية وثيقة - طـــــالـــــب بـــتـــدقـــيـــق مـــســـتـــقـــل فـــــي نـــتـــائـــج الانـــتـــخـــابـــات، أعـــربـــت كــوبــا عـــن تهنئتها بلسان وزير خارجيتها برونو رودريغيز، الـذي قـال: «لا بد من احترام إرادة الشعب الفنزويلي». وخارج أميركا اللتينية، طالب الممثل الأعــلـــى لـلـسـيـاسـة الــخـارجــيــة الأوروبـــيـــة، جــــوزيــــب بــــــورّيــــــل، مــــن جـــهـــتـــه الــســلــطــات الـفـنـزويـلـيـة «بــأقــصــى درجـــــات الشفافية في عملية الفرز»، داعياً إلى «احترام إرادة الـنـاخـبـ » بـالـكـشـف عــن مـضـابـط جميع أقلم الاقتراع. 70 تحية لتشافيز في ذكرى ولادته الـ وبـــعـــد الإعـــــــان عــــن الــنـــتــائـــج صـبــاح الاثنين توجّه مادورو من القصر الحكومي إلـى «ثكنة الجبل»، حيث ضريح الرئيس الــراحــل هـوغـو تشافيز للحتفال بذكرى مـولـده فـي الـيـوم نفسه الـــذي أجـريـت فيه الانتخابات، وقــال: «هـذا الفوز هو تكريم لـــقـــائـــدنـــا فــــي ذكــــــرى مــــيــــاده الــســبــعــ ». لــكــن زعــيــمــة المـــعـــارضـــة مـــاريـــنـــا كــوريــنــا، كانت تـواصـل التأكيد: «نحن مـن فــاز في الانتخابات، والكل يعرف ذلك... الفوز كان كـاسـحـ فــي جـمـيـع الـــولايـــات، والـبـيـانـات التي في حوزتنا تبّ بما لا يترك مجالاً في المائة من 70 للشك أن غونزاليس نـال فــي المــائــة لمـــــادورو». 30 الأصـــــوات مـقـابـل وأردفت أن المعارضة «على أتمّ الاستعداد لـلـدفـاع عـن الحقيقة؛ لأن مـا حصل ليس مجرد تـزويـر آخــر، بـل هـو انتهاك صـارخ للإرادة الشعبية». في أي حال، بعد تطوّرات اليوم الأول بعد الإعلن عن نتيجة الانتخابات، ظلت الأمور محصورة ضمن الإطار السياسي. إذ تراوحت بين تأكيد المعارضة على فوز مـرشـحـهـا وتــنــديــدهــا بـالـتـاعـب بعملية الـفـرز وتـزويـر النتائج، ومطالبة عواصم إقليمية ودولية بإعادة الفرز تحت إشراف مـــراقـــبـــ مـــحـــايـــديـــن، واســــتــــدعــــاء ســـفــراء عدد من الـدول الأميركية اللتينية بعدما دعت «منظمة البلدان الأميركية» مادورو إلـى الاعـتـراف بهزيمته أو الـدعـوة لإجـراء انـــتـــخـــابـــات جـــــديـــــدة، فــــي مـــوقـــف انــتــقــده الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. لكن، لاحقاً، دخلت الأزمة مرحلة جـديـدة على وقــع الاحـتـجـاجـات الشعبية التي عمّت جميع أنحاء البلد وتخللتها أعــمــال عـنـف وصـــدامـــات بــ المتظاهرين والقوى الأمنية أوقعت حتى الآن أكثر من قتيلً ومئات الجرحى. 15 غضبشعبي... وتطورات متسارعة وبينما كان الغضب الشعبي يجتاح المدن الفنزويلية، حيث أسقط المتظاهرون تـمـاثـيـل لـلـرئـيـس الـسـابـق هـوغـو تشافيز وبتروا رأس أحدها وجــرّوه في الشوارع، كــان الـرئـيـس الأمـيـركـي جـو بـايـدن يجري اتــصــالاً مـطـولاً مـع نظيره الـبـرازيـلـي لولا حــــول الـــوضـــع فـــي فـــنـــزويـــا. ولــقــد وصـفـه بــــيــــان صــــــدر لاحــــقــــ عـــــن الـــبـــيـــت الأبـــيـــض بـأنـه يـشـكّـل «لـحـظـة حـرجـة جـــداً بالنسبة للديمقراطية والاستقرار في شبه القارة». ثم اتفق الطرفان الأميركي والبرازيلي على مـواصـلـة الـتـنـسـيـق الـوثـيـق حـــول الـوضـع الفنزويلي مع الجهات الإقليمية والدولية. غــيــر أن الــبــيــرو ذهــبــت أبـــعـــد؛ إذ اعـتـرفـت بمرشح المعارضة غونزاليسرئيساً جديداً لـفـنـزويـا، وعــرضــت كـوسـتـاريـكـا اللجوء الـسـيـاسـي لمــرشــح المــعــارضــة ولزعيمتها كــوريــنــا، بـعـد الـــدعـــوات الــتــي صــــدرت عن قـيـادات في النظام الفنزويلي لاعتقالهما وإحالتهما إلى المحاكمة بتهمة التحريض على أعمال العنف وزعزعة السلم الأهلي. كذلك، تزامنت إدانــة «منظمة البلدان الأميركية» مع إعلن «مركز كارتر»، - الذي سمحت لـه الحكومة الفنزويلية بمراقبة العملية الانتخابية - عجزه عن التحقق من نتائج الانتخابات التي قال إنها «افتقدت أدنـــى درجــــات الـشـفـافـيـة». واعـتـبـر لويس ألماغرو، الأمين العام لـ«المنظمة» أن إصرار مـــــــادورو عــلــى رفــــض الاعــــتــــراف بـهـزيـمـتـه «يترك أمامه مخرجاً واحـداً من الأزمـة هو الدعوة لإجـراء انتخابات جديدة بإشراف مـراقـبـ مــن الاتــحــاد الأوروبـــــي و(منظمة البلدان الأميركية) وهيئة انتخابية جديدة مستقلة». ومــــنــــذ صــــبــــاح الأربـــــــعـــــــاء، تـــســـارعـــت التطورات بشكل يبعث على القلق والخوف مــن صــدامــات دامــيــة بــ الأجــهــزة الأمنية والمـــحـــتـــجـــ ، لا ســيــمــا بـــعـــد إعــــــان وزيــــر الـدفـاع فلديمير بـادريـنـو «تأييد الـقـوات المــســلــحـة بـــا شــــرط لمــــــــادورو»، وتــحــذيــره مــــن أن الـــجـــيـــش «ســـيـــتـــصـــرف بــــحــــزم مـن أجــــل صــــون الــســلــم الـــداخـــلـــي فـــي الـــبـــاد». فــــي المــــقــــابــــل، أمــــــام إصـــــــرار مــــــــادورو عـلـى موقفه أعلن لناطق بلسان البيت الأبيض «أن صـبـر واشـنـطـن والأســــرة الـدولـيـة بـدأ يـنـفـد»، وتـابـع الـقـول إن مـرشـح المعارضة إدمـــونـــدو غـونـزالـيـس «فـــاز بــفــارق مليين الأصــــوات على مــــادورو المنتهية ولايـتـه»، وتزامن هذا الموقف من واشنطن، مع حض زعيمة المعارضة اليمينية أنصارها على مواصلة التحرك للضغط على النظام من أجل إجباره على التراجع وتسليم السلطة لمرشحها، وتشديدها على أنها لـن تلجأ إلـــى أي بـلـد وســتــواصــل الــنــضــال بجانب مؤيديها. أخيراً، مع تصاعد الضغوط الإقليمية والـــــدولـــــيـــــة، بـــمـــا فـــــي ذلــــــك مـــــن حـــكـــومـــات يـسـاريـة كـحـكـومـات الــبــرازيــل وكولومبيا وتشيلي والمكسيك، ردّ مادورو بقوله أمام صحافيين إنه جاهز لتقديم جميع سجلت الـــتـــصـــويـــت، والــــتــــجــــاوب مــــع اســـتـــدعـــائـــه للتحقيق من لدن الهيئة الانتخابية حول كـل مـا يتعلق بعملية الـفـرز. لكن مراقبين فــــي الـــعـــاصـــمـــة الـــفـــنـــزويـــلـــيـــة يــســتــبــعــدون تـــراجـــع مـــــادورو عـــن مـوقـفـه بـعـدمـا ضمن تأييد الجيش؛ لأنه يدرك جيداً مدى أهمية هــــذه الانـــتـــخـــابـــات بـالـنـسـبـة لاســتــمــراريــة «الـثـورة البوليفارية» التي أطلقها هوغو ســنــة، وأيـــضـــ بالنسبة 25 تـشـافـيـز مــنــذ لمستقبله السياسي ومصيره القانوني. تـوجّـه الفنزويليون الأحــد المـاضـي إلـى صناديق الاقـتـراع في انتخابات رئاسية واشـتـراعـيـة، كـان إجـراؤهـا محور مفاوضات طويلة ومتعثرة بـن النظام والمـعـارضـة وأطـــراف إقليمية ودولـيـة؛ وذلـك لوضع البلاد على مسار الخروج من أتـون صـراع سياسي مديد ومعقد تسبّب في أزمة اقتصادية طاحنة وضائقة معيشية خانقة دفعت بأكثر من ربع سكان البلد، الذي يملك أكبر احتياطي للنفط في العالم، إلى سلوك طرق المنافي القريبة والبعيدة. النظام اليساري لعب جميع أوراقـــه لتأجيل موعد الانتخابات غير مرة، وحـــاول زرع التفرقة فـي صفوف المـعـارضـة الـتـي، لأول مــرة منذ عقود، توافقت جميع أطيافها حول مرشحة واحدة. وعندما شعر النظام بـأن حظوظ تجديد ولايــة رئيسه نيكولاس مـــادورو بـدأت تتراجع، دفـع بالمحكمة الانتخابية إلـى اتخاذ قــرار بنزع أهليتها للترشيح، ثم بنزع أهلية المرشحة التي اختارتها بديلة عنها قبل أن تعود المعارضة لاختيار مرشح آخر هو الدبلوماسي المتقاعد إدمــونــدو غـونـزالـيـس. لكن الـذيـن ظـنّـوا أن هــذه الانـتـخـابـات، التي كانت معظم الاستطلاعات ترجّح فوز المعارضة فيها بفارق كبير، ستفتح الباب أمام مادورو وقيادات النظام للخروج من الحكم بعد ربع قرن من نجاح الثورة التي قادها هوغو تشافيز، أدركوا سريعاً مـدى سذاجة الاعتقاد بـأن ملايي الأصـــوات ستكون كافية لكي يقبل مادورو ومناصروه بالتخلي عن الحكم عندما تكون ثرواتهم وحريتهم، وحياة الكثير منهم، مرهونة بخروجهم من السلطة. أصبحت أمام خيارين مع رفض المعارضة النتائج والتشكيك الدولي بها مدريد: شوقي الريّس مادورو... جدار الثورة الأخير عندما قام الضابط الفنزويلي هوغو تشافيز بمحاولته > الانـقـابـيـة ضــد حـكـم الاشــتــراكــي المــعــتــدل كـــارلـــوس أنــدريــس ، وانتهت بفشلها سريعاً 1992 ) فبراير (شـبـاط 3 بيريز يـوم بعد وقـــوع عـشـرات القتلى فـي محيط القصر الـرئـاسـي، كان نيكولاس مادورو في الثلثين من عمره ويعمل سائقاً لإحدى قاطرات مترو العاصمة الفنزويلية كاراكاس. بعد تلك المحاولة دخل تشافيز السجن، حيث كان يمضي وقته بمطالعة أعمال وسيرة بطل التحرير الأميركي اللتيني سيمون بوليفار، ويجري «محاورات» وهمية مع تمثال صغير له صُنع من الجبس الأبيض، كما يروي كاتب سيرته. تلك كانت بذرة «الأسطورة» التي نمت مع خروج تشافيز مـن السجن نتيجة عفو رئـاسـي بعد سنتين مـن اعتقاله، ثم تأسيسه «حزب الجمهورية الخامسة» وفوزه في الانتخابات . أما مادورو، فمنذ وصوله إلى الحكم في 1998 الرئاسية عام ، حـــاول الارتــقــاء بمسيرته إلــى مستوى 2013 انتخابات عــام تشافيز الذي كان بلغ من الشهرة و«الكاريزما» ما جعله أقرب الزعماء إلى ملهمه الراحل فيدل كاسترو. وللعلم، كان تشافيز يـزور كاسترو في هافانا عشرات المــرات كل سنة، ويضخّ في عــــروق الـــثـــورة الـكـوبـيـة المـتـرهـلـة المـــايـــ مـــن عـــائـــدات النفط بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. بيد أن المقارنة بين تشافيز ومادورو كانت مستحيلة منذ بدايتها رغم المحاولات الكثيرة التي بذلها الأخير منذ وصوله إلـى الحكم للمرة الأولــى عام .2013 إذ تــلــقــى مــــــــادورو عـــلـــومـــه الابـــتـــدائـــيـــة والـــثـــانـــويـــة عـنـد الراهبات، ونشأ في عائلة من الطبقة المتوسطة، حيث كان والده ناشطاً يسارياً في حـزب «العصبة الاشتراكية»، الــذي انضمّ إليه نيكولاس لاحقاً، قبل أن يسافر إلى كوبا ويلتحق بمعهد إعداد الكوادر السياسية اليسارية في هافانا الذي أسسه فيدل كاسترو. وبعد عودته إلى كاراكاس انخرط مادورو في الحركة التي كان أسسها تشافيز بمساعدة مستشارين كوبيين. ومن ثم ساهم إلى جانب طـارق صعب وآخرين في تنظيم الحملة التي أثمرت في نهايتها الحصول على عفو رئاسي للإفراج عن هوغو تشافيز بعد اعتقاله إثر محاولة الانقلب الفاشلة. شغل مادورو مناصب عدة في كنف زعامة تشافيز، فكان نائباً ثـم رئيساً للبرلمان، ووزيـــراً للخارجية، ونائباً لرئيس الـجـمـهـوريـة ورئــيــســ لـلـحـزب الاشـــتـــراكـــي المـــوحّـــد. وفـــي عـام عندما كـان تشافير فـي آخـر مـراحـل المــرض الــذي قضى 2012 عليه دعا أنصاره إلى تأييد مادورو في الانتخابات الرئاسية 2013 ) أبريل (نيسان 14 المقررة في العام التالي. وفعلً، يوم 2018 ثم أعيد انتخابه عام انتُخب مادورو رئيساً للجمهورية، فـي انتخابات لـم تـشـارك فيها المـعـارضـة ورفـضـت دول كثيرة الاعتراف بشرعيتها، على غرار ما حصل مع نتائج انتخابات الأحـد الماضي التي قد تكون إما «رصاصة الرحمة» في جسم الثورة البوليفارية، أو شرارة أزمة دامية كما حذّر مادورو قبل أيام في حال فوز المعارضة. تشافيز مع «أستاذه» فيدل كاسترو (أ.ب) ASHARQ AL-AWSAT دخلت الأزمة مرحلة جديدة على وقع الاحتجاجات الشعبية التي عمّت جميع أنحاء البلاد مادورو... يحتفل بانتصاره (رويترز) مارينا كورينازعيمة المعارضة الفنزويلية مع مرشحها الرئاسي إدموندو غونزاليس(إ.ب.أ)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky