issue16685

11 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16685 - العدد Saturday - 2024/8/3 السبت عضلات نتنياهو انتفخت... والنتيجة مخيفة كــثــيــرون مـــن شــهــود الــعــيــان، يـنـشـرون تقارير تفيد بأن رئيس الـوزراء الإسرائيلي، بـنـيـامـن نــتــنــيــاهــو، كــــان فـــي حـــالـــة اكـتـئـاب شــديــد وإحـــبـــاط أشــــد، فـــي صـبـيـحـة الـسـبـت أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) المـــاضـــي، عـنـدمـا 7 أبلغه مستشاره العسكري بتفاصيل هجوم بلدة 22 موقعاً عسكرياً و 11 «حماس» على في غلاف غزة. هـــذه الـحـالـة رافـقـتـه لأيـــام طـويـلـة عــدة. لكن الطريقة التي اختارها جيشه للرد على «حماس»، بالهجوم العسكري الجنوني الذي دمّـــر غـــزة بـكـل مــا فيها مــن عـمـار وحــضــارة، وقــــصــــد قـــتـــل روح أهـــلـــهـــا كــــبــــاراً وصــــغــــاراً، أعجبت نتنياهو وأخافته في آن. ويقال إنه لــم ينتعش ويــبــدأ الـــعــودة إلـــى طبيعته، إلا عـنـدمـا جـــاءه الـرئـيـس الأمـيـركـي جــو بـايـدن إلى تل أبيب في زيارته التضامنية الشهيرة، يوماً مـن الهجوم. فـي حينه شوهد 11 بعد نتنياهو وهو لا يتمالك نفسه وحاشر رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ لكي يسبقه على عناق بايدن. وقد انتقده الإسرائيليون على خــــرق «الــــبــــروتــــوكــــول» الـــــذي يــنــص عــلــى أن الــرئــيــس (هــيــرتــســوغ) يـسـبـقـه فــي اسـتـقـبـال الــرئــيــس الــضــيــف (بــــايــــدن). واعـــتـــبـــروا ذلــك تـصـرفـ صبيانياً فـحـسـب. لـكـن الأمـيـركـيـن أدركوا أن الرجل منهار وقد اهترأت أعصابه وهـــو يـنـتـظـر وصــــول بــــايــــدن... ومـــا إن رأتـــه عيناه حتى ارتمى في حضنه كما يفعل طفل ضائع يلتقي والدته. منذ تلك اللحظات مــرت عـشـرة أشهر، والــــطــــفــــل المــــنــــهــــار صــــــار «طـــــــاووســـــــ » أرعـــــن مـــســـتـــأســـداً... لا يـــتـــردد فـــي مـهـاجـمـة بــايــدن في عقر داره ويعود إلى إسرائيل كما لو أنه حقق الانتصار عليه. وحقاً عاد من واشنطن أكــثــر تــشــدداً فــي مـواقــفـه مــن الـــحـــرب. يتكلم عن ضــرورة استمرارها بلا خجل ولا تـردد. ويعمل بشكل واضح على توسيعها. وصادق على اغتيالات مشكوك في جدواها العسكرية والاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة. وأتــــــت هـــــذه الاغـــتـــيـــالات، بـالـصـدفـة أو بالتخطيط المــقــصــود، لـتـتـوّج زيارته إلى الولايات المتحدة. خطط لنقلرسالة اليوم، يتضح أن الـحـوارات الدائرة بي تــل أبـيـب وواشــنــطــن، تـــدل عـلـى أن نتنياهو ليس فقط نسي المشهد الذي ارتمى فيه على أحـضـان بـايـدن، بـل يتصرف كما لـو أنـه هو صـــاحـــب الــحــضــن. وعــنــدمــا الــتــقــى الـرئـيـس بايدن، شاءت الأقدار أن يكون الأخير في عز اضطراره إلى التنازل عن الترشيح للرئاسة. الأميركيون يسمّون وضـع الرئيس في حــالــة كــهــذه «بــطــة عـــرجـــاء». ومـــع أن رئيس الــــــوزراء الإســرائــيــلــي امــتــدحــه وشـــكـــره على دعمه، فإنه لم يتردد في انتقاده أيضاً على ضـغـوطـه لــوقــف الـــحـــرب. وبــالــفــعــل، لليمي الإســــرائــــيــــلــــي خــــطــــاب ســـيـــاســـي واضـــــــح مـع الأمــيــركــيــن، وقـــد حـــرص نـتـنـيـاهـو عـلـى أن يـــصـــل إلـــــى كــــل أذن فــــي الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة. ملخص الخطاب، أن مـا تفعله إسرائيل في غزة أقل بكثير مما فعلته الولايات المتحدة في العراق أو أفغانستان أو فيتنام. وأحد كتاب اليمي المـشـهـوريـن، أليكس غــــوردون، صاغ يـونـيـو (حــزيــران) 4 هـــذا المــوقــف قــائــ ً: «فـــي ، قال الرئيس بايدن في مقابلة مع مجلة 2024 (تايم) إن (الناس لديهم سبب للاعتقاد) بأن رئيس الوزراء نتنياهو يطيل الحرب في غزة لأسباب تتعلق بالبقاء السياسي». ولكن من يدري إلى متى يجب أن تستمر هذه الحملة؟ ففي نهاية المطاف، لا يوجد ذكاء اصطناعي أو ذكـــــاء طـبـيـعـي يـــعـــرف عــلــى وجــــه الـيـقـن الـفـتـرة الـزمـنـيـة الـدقـيـقـة والأمـــثـــل لـلـحـروب، بما في ذلك الحرب ضد الإرهابيي في غزة. وبما أن الذكاء الفائق الـذي يعرف كل شيء غــيــر مـــوجـــود، فــإنــنــا مــضــطــرون إلــــى إجــــراء تقدير زمني لمدة الحرب ضد الإرهابيي من خلال مقارنتها بحروب أخـرى مع إرهابيي آخرين. فقد بدأت الحرب مع إرهابيي تنظيم 24 (داعــش) في مدينة الموصل العراقية يوم يوليو 9 واستمرت حتى 2016 ) مـارس (آذار . وفـي هـذه الحرب التي قادها 2017 ) (تـمـوز الــجــيــش الـــعـــراقـــي شـــاركـــت الــــقــــوات الـجـويـة الأمــيــركــيــة والــبــريــطــانــيــة وفــرنــســا وألمــانــيــا وتركيا والإمارات العربية المتحدة إلى جانب الـعـراقـيـن. وهـــزم هـــذا الـتـحـالـف الإرهـابـيـن وطردهم من الموصل. كان يعيش في الموصل مـــلـــيـــون نـــســـمـــة. وبـــلـــغـــت مـسـاحـة 1.5 نـــحـــو كـيـلـومـتـراً مـربـعـ . أمـــا فــي غـزة 180 المــوصــل مليون نسمة. 2.23 فيبلغ عدد السكان نحو كيلومتراً مربعاً، 362 وتساوي مساحة غزة أي ضعف مساحة المــوصــل. مـن حيث حجم المنطقة وحجم السكان وحدهم، من المتوقع مرة 2 - 1.5 أن تكون الحرب في غـزة أطـول بـــ 11 من الحملة في الموصل، أي ما بي سنة و أشهر». 6 شهراً وسنتي و 8000 واضاف غوردون: «لقد قاتل نحو مـــن إرهـــابـــيـــي (داعـــــــش) فـــي المــــوصــــل، وعـــدد إرهابيي (حماس) أكبر بثلاث أو حتى أربع مـــرات مــن إرهـابـيـي (داعـــــش). ومـــن الـواضـح أيضاً من هذه الأرقــام أن الحملة في غزة من المـتـوقـع أن تـكـون أطـــول بكثير مـن تلك التي حدثت في الموصل. لكن في الموصل، لم يكن لـــدى إرهـابـيـي (داعــــش) أنــفــاق تـحـت الأرض كيلومتر كما هو 500 يصل طولها إلى نحو الحال في غــزة. ولهذا السبب لم يكن لديهم إمكانية المـنـاورة تحت الأرض، ونقل سريع لـلـقـوات وهـنـاك عــدد لا يحصى مـن الكمائن كما هـو الـحـال فـي غــزة. لـذلـك؛ لا مفر مـن أن يـــؤدي تـأثـيـر الأنــفــاق إلــى إطــالــة أمــد الـحـرب فـي غــزة أكثر بكثير مـن مدّتها فـي الموصل. لكن هناك عاملاً آخـر يطيل أمـد الحرب؛ لأن الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي يــتــعــامــل مـــع الــســكــان المدنيي في غزة بشكل أبطأ وأكثر حذراً من الجيش العراقي وحلفائه في الموصل». ومـــــع أن نــتــنــيــاهــو لــــم يـــلـــتـــقِ مـــســـؤولاً أميركياً واحداً يشجعه على سياسته، وحتى المرشح الجمهوري دونالد ترمب، حثّه على إنـهـاء الـحـرب، عــاد إلــى إسـرائـيـل رافـعـ حدة تهديداته وراح يصعّد اجراءاته الحربية. تغيّر توجه الجيش مـــن جـهـة ثــانــيــة، بـشـكـل مــفــاجــئ، وجـد الأجـهـزة الأمنية الإسرائيلية التي عارضت ســيــاســتــه، وقــــد غـــيّـــرت تــوجــهــهــا. فــفــي يــوم هـــبـــوط طـــائـــرة نـتـنـيـاهـو بــمــطــار تـــل أبــيــب، تـعـرّضـت ثـــ ث قــواعــد عـسـكـريـة إسـرائـيـلـيـة لهجوم من نحو ألفي شخص من ميليشيات اليمي المتطرف يحتجون على قيام الشرطة العسكرية التابعة للجيش باعتقال تسعة جــنــود للتحقيق مـعـهـم فـــي شـــكـــاوى أســـرى فلسطينيي تــعــرّضــوا لـلـتـعـذيـب والتنكيل والاغــتــصــاب الـوحـشـي. ولـقـد اعــتــدى هــؤلاء على الجنود وراحـوا يطالبون بإقالة رئيس أركــان الجيش هرتسي هليفي. ورافقهم في الــهــجــوم عـــدد مـــن الــــــوزراء والـــنـــواب أعـضـاء أحـــــــزاب الـــيـــمـــن الــــحــــاكــــم، الـــلـــيـــكـــود بــقــيــادة نتنياهو والصهيونية الدينية بقيادة وزير المـالـيـة بتسلئيل سموتريتش ووزيـــر الأمـن القومي إيتمار بن غفير. هذه أول مرة في تاريخ إسرائيل يحصل فيها هجوم على الجيش من مواطني. لكنه تطور حتمي. فهو حصيلة تحريض شرس من اليمي على قيادة الجيش، مستمر منذ أكثر مـن عشر سـنـوات، بعدما اختلفت هذه القيادة مع نتنياهو ومنعته من إطلاق خطة للهجوم على إيــــران، واتهمته بالتخلي عن عقيدة القتال والاشتباك والإقدام. ولـــكـــي نـــأخـــذ فـــكـــرة عــــن مـــضـــمـــون هـــذا الــهــجــوم نـقـتـبـس مـــا قــالــه سـمـوتـريـتـش في مــؤتــمــر حــــزب «تـــكـــومـــا» (الـــبـــعـــث)، فـــي أول الــشــهــر الـــفـــائـــت: «نـــحـــن نــحــتــاج إلــــى قــيــادة ) مختلف، DNA( عسكرية مع حمض نـووي لا يخاف من صنع النصر». وسموتريتش، الـذي لم يخدم في الجيش، ومع ذلك وضعه نتنياهو وزيراً ثانياً في وزارة الدفاع، هاجم عـــــدداً مـــن الــــجــــنــــرالات، مــثــل عـــامـــوس يـدلـن وتمير هايمان، الرئيسي الأسبقي لشعبة الاستخبارات العسكرية، والمحرر العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، «الذين بـدلاً من أن يدفنوا أنفسهم في البيت خجلاً وحــــيــــاءً بــســبــب مــفــاهــيــمــهــم الـــتـــي أوصـــلـــت الجيش إلــى حـالـة الـتـرهـل، يـواصـلـون حرث استديوهات التلفزيونات للتحليل والتعليق وتقديم النصائح المخزية التي تشجع على وقف الحرب وتقبل الهزيمة». مـــا يُـــذكـــر، يـعـيـش الـجـيـش ومــعــه بقية أجهزة الأمن في إسرائيل كارثة معنوية منذ أكـتـوبـر المــاضــي؛ بسبب الإخــفــاق فـي منع 7 هجوم «حماس». ولقد حاول الجيش التغلب على الكارثة بحرب جنونية دمر فيها قطاع غــزة بشكل شبه كــامــل... اتـضـح أنـهـا ليست مـــوجـــهـــة ضــــد «حـــــمـــــاس»، بــــل ضــــد الــشــعــب ألفاً، ثلثاهم 40 الفلسطيني كله. إذ قتل نحو مـــن الــنــســاء والأطــــفــــال والمــســنــن والــعــجــزة، ودمّـــر كـل الجامعات والمستشفيات ومعظم المـــدارس والجوامع والكنائس. وقَـتَـل علماء وصـــحـــافـــيـــن وأطـــــبـــــاء ومـــعـــلـــمـــن وبــاحــثــن ومـخـتـرعـن وفـقـهـاء ورجــــال ديـــن ومسعفي وطواقم إغاثة. لكن هذا كله لم يحقق أياً من أهداف الحرب. وبقيت الصورة الختامية أن هذا الجيش بعظمة قوته (ثلاثة أرباع المليون جندي ومئات الطائرات الحديثة والصواريخ الــــجــــبــــارة وآلاف الأطـــــنـــــان مــــن المـــتـــفـــجـــرات) وبضخامة وحداثة أسلحته ودعـم الولايات المــتــحــدة وحـــكـــومـــات الـــغـــرب لــــه، يــديــر حـربـ أشهر ضد تنظيم مسلح محدود 10 تستغرق ألف عنصر) وفقير الأسلحة، 40 - 30( القوة ولم يستطع حسمها. التصعيد ...لاستعادة هيبة مهدورة هــذه المشكلة أضعفت الجيش وأثـــارت تـــســـاؤلات كـثـيـرة لـــدى الـحـلـفـاء والأصـــدقـــاء، الذين كانوا يأتون لتعلم دروس الحرب منه. وفــي الـوقـت عينه، أثـــارت أسئلة كثيرة لدى الجمهور الإسرائيلي. وكلما عاد الجنود من الجبهة،ازدادتالأسئلةوأصبحتاستنكارية أكـــثـــر. وبــســبــب الـــصـــراعـــات الــداخــلــيــة داخـــل المـجـتـمـع الإســـرائـــيـــلـــي، ومــــحــــاولات حـكـومـة اليمي درء الاتهامات عنها بالمسؤولية عن الإخـفـاق، زاد اليمي على الـوقـود زيتاً فـراح يحرّض على قيادة الجيش ويتهمها بالفشل وبالجبن. وفعلاً دلّـت الاستطلاعات على أن ثقة الجمهور الاسرائيلي بالأجهزة الأمنية 70 في المائة إلى 90 انخفضت بشكل حاد من فـي المـائـة. وصــار رئيس أركـــان الجيش 60 و وجـــنـــرالاتـــه يــتــعــرضــون لإهــــانــــات حــتــى في جلسات الحكومة، من وزراء كثيرين وليس فقط بن غفير وسموتريتش. وكان نتنياهو يسمع ويسكت. ومن هنا تفاقم الاستخفاف بالجيش لدرجة أن المستوطني اعتدوا على جنوده في الضفة الغربية، ونشطاء اليمي هاجموا القواعد العسكرية. لــــذا؛ قــــررت الأجـــهـــزة الأمــنــيــة اسـتـعـادة هيبتها المـــهـــدورة أيـــ كـــان الـثـمـن. فانتهزت فـرصـة الــتــراخــي الأمــنــي فــي الـضـاحـيـة وفـي طهران، ووجهت ضربتيها، باغتيال رئيس حــركــة «حـــمـــاس»، إسـمـاعـيـل هـنـيـة فـــي قلب مجمع «الحرس الثوري» الإيـرانـي، واغتيال قـائـد أركــــان «حـــزب الــلــه» فـــؤاد شـكـر. وخــرج نــتــنــيــاهــو يــعــلــن بــتــفــاخــر مـــخـــضّــب بـسـكـرة نـــصـــر: «لـــقـــد أغــلــقــنــا حـــســـابـــات مـــع (الــقــائــد العسكري بـ«حزب الله»، فؤاد شكر) محسن، وسنغلق الـحـسـابـات مـع أي شخص يسيء إلـــى بـــ دنـــا». وأردف: «مـنـذ هـجـوم بـيـروت، سمعت التهديدات من جميع الجهات. نحن مستعدّون لأي سيناريو، وسنقف مركّزين، ومــــصــــمّــــمــــن ضـــــــدّ أي تــــهــــديــــد، وســتــجــبــي إسرائيل ثمناً باهظاً، إزاء أي عــدوان علينا من أي ساحة. قلت بالفعل في الأيــام الأولـى لـلـحـرب إن الأمـــر سيستغرق وقـتـ ويتطلّب الـــصــبـــر مـــنّـــا جــمــيــعــ ، وســـــأكـــــرّر ذلـــــك الـــيـــوم أيضاً». وبــعــدمــا ألـــقـــى هــــذا الــحــجــر فـــي الـبـئـر، واستعرض العضلات المنفوخة على أقصى حد، دخلت المنطقة برمتها في توتر خطير، وتـصـعـيـد مـخـيـف، بــاتــجــاه تـوسـيـع الـحـرب نحو مدى يصعب تقديره. تشييع إسماعيل هنية فيطهران قبل مراسم دفنه بقطر (الشرق الأوسط) فـي البيت الأبـيـض أرشـيـفـات ســـوداء مليئة بالقصص عن تبجّح رئيس الـــوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القادة الأميركيين، وأشهرها ما قاله عنه الرئيس الأسبق باراك أوباما قبل نحو عشر سنوات؛ إذ تساءل: «مَن هنا يمثل الدولة العظمى؟». إلا أن جون بايدن، وإن شاطر أوباما في مقت نتنياهو، يتصرف بطريقة مختلفة. إنـه يساير. يدلل. وحتى عندما يمارس عليه الـضـغـوط تــكــون تـلـك ضـغـوطـا نـاعـمـة. ويــجــد نـفـسـه عـالـقـا في مـطـبـات ومـكـائـد وورطــــات حـربـيـة ووُحُــــــول... فــا يضطر فقط إلى استقباله في البيت الأبيض بعد طول تمنع، ولا يقبل «ببلع ضفدع» وصوله إلى واشنطن تلبية لدعوة من الكونغرس - رغم معارضة الحزب الديمقراطي - بل يصبح شريكا له، عن رضا أو عـن إرغــــام، فـي أعـمـال كثيرة يـدفـع فيها البشر ثمنا باهظا وتهدد بحرب لا يريدها أحد. واليوم، الخطر كبير فعلً... خطر أن تكون الحرب واسعة جداً، ولا يكون بمقدور «الأخ الأكبر» في واشنطن منعها أو تطويقها. مقرّبون من نتنياهو، يقولون إنه «وضع بايدن والإدارة الأميركية كلها تحت إبطه» وطوّعها لصالح سياسة اليمين الإسرائيلي. ويضيفون: «مَن حاول في واشنطن رســم خريطة طـريـق لـإطـاحـة بالحكومة الإسـرائـيـلـيـة وتنشئة بيني غانتس ليكون رئيس حكومة يطيح نتنياهو، وجد نفسه يسير وراءه. ولكن هذا في خدمة الولايات المتحدة وليس ضدها. فنتنياهو يقود بنجاح أهم معركة ضد الإرهاب في تاريخ الشرق الأوســـــط». ويـؤكــد المـعـجـبـون بنتنياهو أن هـــذا هــو شــعــوره هو أيضا. فهو يعتقد بأن الله حبا الشعب اليهودي وأيضا الولايات المتحدة بقائد تاريخي سيحدث انعطافا حاداً في المنطقة لخدمة «العالم الحر» والمعتدلين في الشرق الأوســـط. وهـو لا يقول هذا الكلم للسيدة سارة أو للمرآة في بيته، بل أيضا يجاهر به أمام كثير ممّن يلتقيهم هذه الأيام، في واشنطن وفي إسرائيل. رئيس الوزراء الإسرائيلي وضع الشرق الأوسط على مفترق طرق خطر القدس: نظير مجلي «(كــــمــــالا) هـــاريـــس كـــانـــت دائـــمـــ ذات أصول هندية وتروّج للتراث الهندي فقط. لم أكن أعـرف أنها سـوداء حتى قبل بضع سنوات عندما حدث أنها أصبحت سوداء، والآن تريد أن تُعرّف بأنها سـوداء. لذا؛ لا أعرف، هل هي هندية أم سوداء؟ أنا أحترم الـفـئـتـن، لـكـن مـــن الـــواضـــح أنــهــا لا تفعل ذلـــك؛ لأنـهـا كـانـت هندية طـــوال الـوقـت ثم التفّت فجأة وأصبحت شخصاً أسود». الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب «الغالبية في العالم يقولون اليوم إن روسيا يجب أن تكون ممثلة فـي القمة الثانية (لبحث إنهاء الحرب الأوكرانية)، وإلا فلن نحقق نتائج ذات مـغـزى... وبما أن العالم بأسره يريدهم أن يكونوا على الطاولة، فلا يمكننا أن نكون ضد ذلك... وإذا أرادت الصي، يمكنها إجبار روسيا على وقف هذه الحرب. الصي جزء أساسي من هذا العالم ودولة مؤثرة... لا أود منهم أن يؤدّوا دور الوسيط. بل أن يضغطوا على روسيا». لرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي ا «أعـــتـــقـــد أن هـــــذا (الـــتـــوصـــل إلـــــى وقـــف إطلاق نار في غزة) ليس أمراً قابلاً للتحقيق فــحــســب، بـــل يــجــب تــحــقــيــقــه... ضـــــروري أن تتخذ جميع الأطــراف الخيارات الصحيحة فـــــي الأيــــــــــام المــــقــــبــــلــــة؛ لأن هـــــــذه الــــخــــيــــارات ستحدث الفرق بي البقاء على مسار العنف وانـــعـــدام الأمــــن والمـــعـــانـــاة، أو الـــذهـــاب نحو شـيء مختلف تماماً وأفضل بكثير لجميع الأطراف المعنية». وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «أعتقد أن هذا (التوصل إلى وقف «يعتبر الأمـن العام (للأمم المتحدة) أن الهجمات التي رأيـــنـــاهـــا فـــي جـــنـــوب بـــيـــروت وطــــهــــران تـشـكّـل تصعيداً خطيراً في وقت ينبغي أن تفضي كل الجهود إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عـــن الــرهــائــن الإســرائــيــلــيــن، مـــع زيـــــادة كبيرة في المساعدة الإنسانية للفلسطينيي في غزة وعودة الهدوء إلى لبنان وعلى الخط الأزرق». ستيفان دوجاريك - الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يرضخ لضغوط سموتريتشوينجرّ وراء انفلاتات بن غفير ويؤمن بأنه هبة مناللهحبا بها الشعب اليهودي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky