issue16683

9 مغاربيات NEWS Issue 16683 - العدد Thursday - 2024/8/1 الخميس ASHARQ AL-AWSAT مرشح لرئاسية تونسيؤكد اعتقال مدير حملته الانتخابية قـــال نـــزار الـشـعـري، الـــذي أعـلـن تـرشـحـه للانتخابات الــرئـاسـيـة فــي تــونــس، إن الـسـلـطـات الأمــنــيــة أوقــفــت ليلة الثلاثاء مدير حملته الانتخابية، وهو ضابط متقاعد. وأفـــــاد الــشــعــري فـــي تــصــريــحــات، نــشــرهــا فـــي مقطع فـــيـــديـــو عـــلـــى صـــفـــحـــتـــه الـــرســـمـــيـــة فـــــي مــــوقــــع الـــتـــواصـــل الاجـتـمـاعـي، بــأن رجـــال الأمـــن داهــمــوا مـنـزل مـديـر حملته لطفي السعيدي، واعتقلوه أمام أبنائه القاصرين وزوجته. وأضـــاف الـشـعـري أن مـديـر حملته «كـــان ضابطاً عسكرياً ومـهـنـدسـ ، وذا كـفـاءة عـالـيـة مـن قـــوات الـنـخـبـة... والـيـوم هو مدني يتمتع بكامل حقوق المواطنة». كما لم يستبعد المرشح للرئاسة إيقاف متطوعين آخرين في حملته. وتابع الشعري في كلام توجه به إلى الرئيس سعيد: «اســـتـــهـــداف المــنــافــســ بــــأي شــكــل فـــي الـــزمـــن الانــتــخــابــي يـضـعـف مـــن حــظــوظــك». ولـــم تــذكــر الـسـلـطـات عـلـى الـفـور أسباب الإيقاف، لكن الشعري رجح أن يكون ذلك مرتبطاً بــجــمــع الـــتـــزكـــيـــات الـــشـــعـــبـــيـــة. نـــافـــيـــ وجــــــود أي شــبــهــات بالفساد. عــامــ ) نـاشـط بـالمـجـتـمـع المـدنـي، 47( ونــــزار الـشـعـري وهو من بين العشرات من السياسيين والشخصيات العامة التي أعلنت ترشحها فـي مواجهة الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي أعلن ترشحه لولاية ثانية. ويشترط القانون آلاف تـزكـيـة من 10 عـلـى المـتـرشـحـ جـمـع مـــا لا يـقـل عـــن تزكيات من نواب البرلمان، أو أي مجالس 10 الناخبين، أو أخرى منتخبة. غير أن منظمة «أنا يقظ»، التي تنشط في مجال مكافحة الفساد ومراقبة أداء السلطات، قالت إنها لاحــظــت «خـــروقـــات تـمـس مـــن الــحــق الــكــونــي فـــي الـتـرشـح لـــ نـــتـــخـــابـــات»، واتـــهـــمـــت الــســلــطــات بـــــ«عــــدم الــحــيـــاديــة»، والتضييق المتعمد على مترشحين للانتخابات الرئاسية بهدف «إقصائهم». وفيما أعلن العشرات مـن السياسيين والشخصيات الــعــامــة تـرشـحـهـم بـالـفـعـل فـــي مــواجــهــة الــرئــيــس سـعـيـد، أشــــارت «أنـــا يـقـظ» إلـــى أن مـؤسـسـات الـــدولـــة «لا تتعامل بـحـيـاديـة مــع المـتـرشـحـ بـسـبـب عـراقـيـل يـتـعـرضـون لها أثـــنـــاء جـمـعـهـم لــلــتــزكــيــات المــطــلــوبــة، وامـــتـــنـــاع الـسـلـطـات عــن مـنـح عـــدد منهم شــهــادات عــن سجلاتهم الـقـضـائـيـة»، وهـــي مــن بــ الــوثــائــق الأســاســيــة المـكـونـة لمـلـف الـتـرشـح. وأضــافــت المنظمة فـي بـيـان لـهـا أن هــذا يـعـد «ضـربـ لمبدأ حياد الإدارة»، وطالبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بفرض احترام مبدأ المساواة، وتكافؤ الفرص للمترشحين. تونس: «الشرق الأوسط» حكومة الدبيبة تعزز التعاون العسكري مع بريطانيا «الوحدة» الليبية تدعو ألمانيا لمساعدتها فيرفع الحظر الجوي بــيــنــمــا دعـــــت حـــكـــومـــة «الــــــوحــــــدة» الـلـيـبـيـة «المـــؤقـــتـــة» ألمــانــيــا لمـسـاعـدتـهـا فـــي «رفــــع الـحـظـر الجوي عن الطائرات الليبية»، قال رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة، محمد الحداد، مـسـاء الــثــ ثــاء، إنـــه بـحـث مــع المـلـحـق العسكري البريطاني الجديد آفاق التعاون المشترك، وتعزيز سبل الـدعـم فـي مـجـالات التدريب والاسـتـشـارات العسكرية والأمنية بين البلدين. وقــال وزيــر المـواصـ ت بحكومة «الـوحـدة»، محمد الـشـهـوبـي، إنــه بحث مـع سفير إيطاليا، جيانلوكا ألبيرني، مشروع صالة مطار طرابلس الـعـالمـي والـعـقـبـات أمــــام اسـتـكـمـالـه، رغـــم توفير الـتـمـويـل المــالــي الــــ زم، ودعـــا الـشـركـة الإيطالية المـنـفـذة لـلـمـشـروع إلـــى ضــــرورة «الـتـقـيـد بموعد مـحـدد لتسليمه وفــق العقد المـبـرم معها»، نظراً لأهمية هذا المشروع، الذي قال إنه سيخدم سفر المـــواطـــنـــ وتــنــقــ تــهــم، وســـيـــدعـــم حـــركـــة الـنـقـل الــجــوي بــ ليبيا والـــــدول الأخـــــرى، وأكـــد أنـــه لا يوجد أي مبرر لعملية التأخير، وموضحاً أنهما بـحـثـا أيـــضـــ مـــشـــروع الــطــريــق الــبــديــل امـسـاعـد – رأس جـــديـــر، والمــــراحــــل الــتــفــاوضــيــة بــشــأنــه، والعمل على المتابعة الدقيقة لاستكمال متطلبات التنفيذ. وكــــان الـشــهـوبـي قـــد دعـــا الـسـفـيـر الألمـــانـــي، رالــــف طــــراف، الــــذي نــاقــش مـعـه تفعيل الـتـعـاون المشترك بـ البلدين، وعـــودة الشركات الألمانية للعمل في ليبيا إلى مساعدة الجانب الليبي في رفع الحظر الجوي عن الطائرات الليبية، وعودة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين. ومن جانبه، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، سامر المجالي، أنها ستستأنف رحلاتها إلى ليبيا خلال سبتمبر رحـــ ت أسـبـوعـيـ على 3 (أيـــلـــول) المـقـبـل، بــواقــع الأقـــل، مـوكـداً فـي تصريحات لـه «إجــــراء الشركة مسحاً أمنياً للمطارات الليبية ومساراتها». فــــــي غـــــضـــــون ذلــــــــــك، قــــــــال عــــضــــو المـــجـــلـــس الـرئـاسـي، موسى الكوني، إنـه ناقش مـع رئيس المـفـوضـيـة الـوطـنـيـة الـعـلـيـا لـ نـتـخـابـات، عماد السايح، سبل دعم العملية الانتخابية، وجاهزية المـفـوضـيـة لتنفيذ انـتـخـابـات المـجـالـس البلدية. وأوضـــــــــح الــــكــــونــــي أن الــــســــايــــح أحـــــاطـــــه بـــمـــدى جـاهـزيـة المـفـوضـيـة لتنفيذ انـتـخـابـات المجالس الـــبـــلـــديـــة، والـــتـــحـــديـــات الـــتـــي تـــواجـــهـــهـــا. ونــقــل عنه إشــادتــه بجهود المجلس الـرئـاسـي فـي دعم العملية السياسية، الـتـي تمهد الطريق لإجــراء الانـتـخـابـات. وعبر الكوني عـن تقديره للجهود التي تبذلها المفوضية لإنجاز انتخابات المجالس الـبـلـديـة، مــؤكــداً دعـــم الـرئـاسـي للمفوضية، بما يـعـزز جـاهـزيـتـهـا، ويـهـيـئ المــنــاخ المــ ئــم لتنفيذ الاستحقاقات المقبلة. بــــدوره، قـــال رئـيـس مجلس الـــنـــواب، عقيلة صالح، إنه تلقى خلال اجتماعه في مدينة القبة، مساء الثلاثاء، من رئيس ديــوان المحاسبة عمر صـالـح، التقرير الـسـنـوي للعام المــاضــي، وخطة إعـــــــداد تـــقـــريـــر الــــعــــام الــــحــــالــــي، كـــمـــا اطـــلـــع عـلـى الإجـــــــراءات الــتــي اتــخــذهــا الـــديـــوان مـــع الـجـهـات الــخــاضــعــة لــرقــابــتــه، فـيـمـا أســـفـــرت عــنــه أعــمــال الفحص على حساباتها. وأشـاد صالح بجهود الـعـامـلـ بــالــديــوان لتحقيق أهــدافــه فــي حماية الأمــــوال الـعـامـة وصـونـهـا، داعـيـ إلــى بــذل المزيد مــن الـجـهـود، الـتـي تكفل حـمـايـة الأمــــوال العامة مــن الـعـبـث والــفــســاد، ومـحـاسـبـة المـتـسـبـبـ في ذلك، ومؤكداً أن الجميع تحت طائلة القانون ولا يعلوه أحد. مـــن جـهـتـهـا، أعــلــنــت حــكــومــة «الاســـتـــقـــرار» المـــــوازيـــــة، بـــرئـــاســـة أســــامــــة حــــمــــاد، أن وزيـــرهـــا المفوض بالخارجية، عبد الهادي الحويج، ناقش مـــســـاء الـــثـــ ثـــاء، مـــع رئـــيـــس لــيــبــيــريــا، جــوزيــف بـــواكـــاي، سـبـل «تـعـزيـز الـعـ قـات بــ الـبـلـديـن»، وأهـــمـــيـــة عــــــودة الأمــــــن والاســــتــــقــــرار إلـــــى لـيـبـيـا، وأوجــه التعاون المشترك في كافة المـجـالات، بما يـخـدم مصالح الشعبين. وأشــــارت «الاسـتـقـرار» إلى أن الحويج أطلع الرئيس الليبيري على آخر مستجدات الأزمـــة السياسية فـي ليبيا، والـــدور الـذي تلعبه الحكومة في إعــادة الإعـمـار، وعـودة مرافق الدولة للعمل بكفاءة عالية. الكونيخلال لقاءرئيسمفوضية الانتخابات (المجلسالرئاسي) القاهرة: خالد محمود الجزائر: المحكمة الدستورية تصادق ترشيحات للانتخابات الرئاسية 3 على 3 صـــادقـــت المــحــكــمــة الـــدســـتـــوريـــة فـــي الـــجـــزائـــر عــلــى مــلــفــات سبتمبر 7 مـرشـحـ لـ نـتـخـابـات الـرئـاسـيـة المـبـكـرة، المــقــررة فــي (أيلول) المقبل، بينهم الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، مـلـفـات، وفـــق مــا أعلنت 5 المــرشــح الأوفــــر حــظــ ، فــي حــ رفــضــت المحكمة، أمس (الأربعاء). وقــال رئيس المحكمة عمر بلحاج، فـي كلمة بثّها التلفزيون المـحـلـي، ونقلتها وكـالـة الصحافة الفرنسية، إنـهـا «وافــقــت على تـرشـيـحـات، هـم حسب الترتيب الأبــجــدي يـوسـف أوشـيـش عن 3 حزب جبهة القوى الاشتراكية (يسار)، وعبد المجيد تبون مرشحاً مستقلاً، وعـبـد العالي حساني شـريـف، عـن حــزب حـركـة مجتمع السلم (إسلامي)». مـلـفـات أخـــرى مــن حيث 4 وأضــــاف بـلـحـاج مـوضـحـ : «قـبـلـت الـشـكـل، ورفــضــت مــن حـيـث المــضــمــون، ورفـــض مـلـف واحـــد شكلاً ومضموناً لأنه وضع خارج الآجال القانونية». توقيع 600 يتوجب على المرشحين، الذين قبلت ملفاتهم، جمع محافظة، أو ما لا 29 على الأقـل لمنتخبين من مجالس محلية في ألف توقيع لمواطنين مسجلين على القوائم الانتخابية، 50 يقل عن منها على الأقل في كل محافظة. 1200 على أن يكون يوليو (تـمـوز) نيته الترشح 11 عـامـ ) فـي 78( وأعـلـن تـبـون بـحـصـولـه على 2019 لـــولايـــة ثــانــيــة، بـعـدمـا انـتـخـب رئـيـسـ عـــام فــي المــائــة مــن الأصـــــوات، إثـــر أشـهـر مــن الاحـتـجـاجـات المـؤيـدة 58 لـلـديـمـقـراطـيـة. وفـــي مـــارس (آذار) المـــاضــي، أعـلـن أنّ الانـتـخـابـات أشهر من موعدها. 3 سبتمبر، أي قبل 7 الرئاسية ستجري في وانـتـخـب تـبـون خلفاً للرئيس عـبـد الـعـزيـز بوتفليقة، الــذي عاماً 20 اضطر إلـى الاستقالة بضغط من الجيش والـحـراك، بعد مليون نسمة)، الغنية بالمحروقات، التي 45( في رئاسة الجزائر تعدّ أول مصدر للغاز في أفريقيا. ويحظى تبون بدعم من أحزاب الأغلبية البرلمانية، المكونة من جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة المستقبل، وحركة البناء. إضافة إلى النواب المستقلين. سنة) 57( أمــا ثـانـي المـرشـحـ عـبـد الـعـالـي حـسـانـي شـريـف فهو رئيس حزب حركة مجتمع السلم الإسلامية منذ سنة. وهو .)2012 - 2007( مهندس أشغال عمومية، ونائب سابق في البرلمان .2019 وكانت الحركة قد امتنعت عن المشاركة في انتخابات سنة) فهو الأمين الوطني الأول 41( بالنسبة ليوسف أوشيش ، وهو صحافي سابق، 2020 لحزب جبهة القوى الاشتراكية منذ وعضو في مجلس الأمة، الغرفة الثانية للبرلمان. الجزائر: «الشرق الأوسط» باريس تُقدّر انعكاسات القرار على مصالحها الاقتصادية في المغرب وأفريقيا أزمة العلاقات الفرنسية ــ الجزائرية تفتح باباً على المجهول ثـــــ ثـــــة أســــئــــلــــة يـــثـــيـــرهـــا قـــــــــرار الـــرئـــيـــس الـفـرنـسـي إيـمـانـويـل مـــاكـــرون، تـبـنـي المـقـاربـة المـــغـــربـــيـــة لمـــلـــف الــــصــــحــــراء، الـــتـــي تـتـضـمـنـهـا : أولها، 2007 خطة الـربـاط المـطـروحـة فـي عــام التوقيت، وثانيها الأسباب والدوافع، وثالثها التبعات والنتائج. وما يزيد من حدة التساؤلات أن ماكرون، ومــعــه الـدبـلـومـاسـيـة الـفـرنـسـيـة، يـعـيـان مـدى حـــســـاســـيـــة مــــلــــف الـــــصـــــحـــــراء بـــالـــنـــســـبـــة إلــــى الـــجـــزائـــر، ويــعــرفــان أن الـــطـــرف الـــجـــزائـــري لن يـــكـــون قــــــادراً عــلــى «هـــضـــم الــتــغــيــر الـــجـــذري» للموقف الفرنسي. تــــقــــول مـــــصـــــادر ســـيـــاســـيـــة فـــرنـــســـيـــة إن الـــرئـــيـــس الــفــرنــســي أراد إصـــابـــة عـصـفـوريــن بـحـجـر واحـــــد: الأول الاســـتـــفـــادة مـــن مناسبة احتفال المغرب بصعود الملك محمد السادس عــلــى الــــعــــرش «لـــيـــقـــدم لــــه هـــديـــة دبــلــومــاســيــة وســـيـــاســـيـــة فــــي مـــلـــف جــعــلــه الأخــــيــــر بـوصـلـة لسياسة بـ ده الخارجية، ومعياراً لتعاملها مـع الـــدول الأخـــرى». وذهــب مـاكـرون أبعد مما عندما تبنت، 2022 ذهـبـت إلـيـه إسبانيا عــام إلى حد كبير، خطة الحل المغربية. وفـــي المــقــابــل، كـتـب مـــاكـــرون فـــي رسـالـتـه أن المخطط الغربي «أصـبـح القاعدة الوحيدة لـلـتـوصـل إلـــى حـــل سـيـاسـي دائــــم ومــتــفــاوَض عليه»، مضيفاً أن حاضر الصحراء ومستقبلها يــنــدرجــان فـــي إطــــار الــســيــادة المــغــربــيــة»، مما يعني أن ماكرون قـرر سلفاً مصير الصحراء، وســــيــــادة المــــغــــرب عــلــيــهــا، مـــمـــا يــقــطــع عـمـلـيـ الطريق على أي حلول توافقية. وبكلام آخر، فإن ماكرون قدم لملك المغرب هدية «استثنائية» ، أي منذ أن اعترف 2020 كان ينتظرها منذ عام الـرئـيـس الأمـيـركـي دونـالــد تـرمـب بـ«مغربية» الصحراء، وتبعته في ذلك دول عديدة. أما السبب الثاني لتوقيت مبادرة ماكرون فـمـرتـبـط، وفـــق المـــصـــدر الــســيــاســي، بـالـوضـع الـسـيـاسـي الــداخــلــي لـفـرنـسـا، حـيـث الحكومة مــســتــقــيــلــة، والــــبــــرلمــــان فــــي إجــــــــــازة، والــــبــــ د منشغلة بالأولمبياد. والمرجح أن ماكرون أراد الاستفادة من «الفراغ» المؤسساتي الحالي قبل تشكيل حكومة جـديـدة، قـد تكون لها مقاربة مختلفة حول ملف الصحراء، رغم أن الدستور الـــفـــرنـــســـي يــنــيــط بـــرئـــيـــس الـــجـــمـــهـــوريـــة رســـم سياسة البلاد الخارجية والدفاعية. التحاق فرنسا بالركب الغربي لـــم يـــــأتِ قـــــرار مـــاكـــرون مـــن فـــــراغ ولــــم يكن ولـــيـــد ســـاعـــتـــه. فـــقـــد كــشــفــت تـــقـــاريـــر صـحـافـيـة أشــــــــارت إلـــيـــهـــا عــــــدة وســــائــــل إعـــ مـــيـــة عــــن أن الـدبـلـومـاسـيـ الفرنسيين بــــدأوا بالعمل على المقاربة الجديدة منذ ربيع الـعـام المـاضـي، وأن الـعـديـد مـن الاجـتـمـاعـات عُـقـدت بـ المسؤولين الدبلوماسيين من الجانبين الفرنسي والمغربي، مبرزةً أن الجانب المغربي لم يفتأ يتساءل عمّا إذا كــانــت بـــاريـــس «سـتـبـقـى مــتــفــرجــة»، بينما الـدول الأخـرى سارعت لتبني المقاربة المغربية. كـمـا أشــــارت هـــذه الـتـقـاريـر إلـــى الـضـغـوط التي مارستها الدبلوماسية المغربية على فرنسا. ولـــخّـــص رئــيــس الـــــــوزراء المـــغـــربـــي، عـزيـز في 2023 أخـــنـــوش، رغـــبـــة بـــــ ده مـطـلـع ســنــة حــديــث لـصـحـيـفـة «لــوبــيــنــيــون» بــقــولــه: «ثـمـة تـــحـــولات كـــبـــرى فـــي مـــقـــاربـــة الــــــدول الـعـظـمـى لــــســــيــــادة المـــــغـــــرب عـــلـــى أقـــالـــيـــمـــه الـــجـــنــوبــيـــة «الــصــحــراء»، ولا يتعين على فرنسا أن تبقى بعيدة عنها، وأن تلتزم موقف المتفرج». ولـــيـــس ســـــراً أن فــــي فـــرنـــســـا مــجــمــوعــات ضــــــغــــــط، مــــنــــهــــا ذات طــــــابــــــع رســـــــمـــــــي، مـــثـــل «مـجـمـوعـات الــصــداقــة» فــي مجلسي الشيوخ والـنـواب، ومنها من لا يتمتع بصفة رسمية، لــكــنــهــا تــعــمــل لـــصـــالـــح هـــــذا الــــطــــرف أو ذاك. ووزيــرة الثقافة الفرنسية، مزدوجة الجنسية «الــفــرنــســيــة والمـــغـــربـــيـــة»، رشـــيـــدة داتــــــي، تعد مــــن أبــــــرز الــــداعــــ لــنــســج عــــ قــــات أوثــــــق بـ بـاريـس والــربــاط، وقــد وصفت المـسـار الجديد لـلـدبـلـومـاسـيـة الـفـرنـسـيـة، كـمـا بـــرز مــن خـ ل رسالة ماكرون، بأنه «تاريخي وضـروري، ولا يمكن التراجع عنه، ونحن جميعاً نشارك في صناعته». وقالت إن رسالة الرئيس الفرنسي «تعزز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية». وفي المناسبة عينها، قال وزير الخارجية ســـتـــيـــفـــان ســـيـــجـــورنـــيـــه، فـــــي حـــفـــل الـــســـفـــارة المغربية في باريس بعيد الجلوس، إن تطور المــوقــف الـفـرنـسـي «طـبـيـعـي»، وإن بــ فرنسا والمغرب «صداقة عميقة وفريدة». بيد أن أهم ما قاله سيجورنيه «وما يفسّر جزئياً على أنه تحول السياسة الفرنسية»، يتناول ما سمّاه «الإجماع الدولي» حول خطة المغرب، مما يلقي بالضوء على أحد الأسباب التي دفعت ماكرون إلى المغامرة بأزمة مفتوحة مع الجزائر. وبـــــكـــــ م آخــــــــر، ووفــــــــق مـــــا قــــالــــه الــــوزيــــر الـــفـــرنـــســـي، فـــــإن بــــاريــــس تـــريـــد أن تـــكـــون مـن ضـــمـــن الإجـــــمـــــاع الــــــدولــــــي، لا أن تـــبـــقـــى عـلـى الـهـامـش. ولــم يـدفـن سيجورنيه جـهـود الأمـم المتحدة للتسوية، لكنه دعا لأن «تشكل بداية عملية تكامل إقليمي متجددة، تعزز التعاون والاســـتـــقـــرار والازدهـــــــــار فـــي مـنـطـقـة المـــغـــرب» الـعـربـي، وأن تـركـز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصحراء. ويضيف مصدر سياسي فرنسي آخر أن باريس تـرى اليوم أن قـدرة التأثير الجزائرية فــي محيطها المــبــاشــر، خـصـوصـ فــي منطقة الـسـاحـل، قـد تـراجـعـت كثيراً بعد خلافها مع دولتين مجاورتين، هما مالي والنيجر. وفي المقابل، فإن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي يـــمـــكـــن أن تـــشـــكـــل «مــــنــــصــــة» لـــعـــمـــل مــشـــتـــرك فرنسي - مغربي على المستويات السياسية والاقتصادية والاستثمارية. العقوبات الجزائرية لا يــمــكــن فـــصـــل الـــســـيـــاســـة عــــن المــصــالــح الاقــــتــــصــــاديــــة والــــتــــجــــاريــــة والاســــتــــثــــمــــاريــــة. فــلــفــرنــســا مـــصـــالـــح كـــبـــرى فــــي المــــغــــرب، الــتــي قـــد تـــكـــون لـعـبـت دوراً مـــا فـــي دفــــع الـسـلـطـات الفرنسية إلى تغيير مقاربتها، والتسبب في أزمة من «العيار الثقيل» مع الجزائر، على غرار 2022 ما حصل بين الأخيرة وإسبانيا في عام وفي ظروف مشابهة. وليس سراً أن الشركات الفرنسية مهتمة بأربعة قطاعات رئيسية: توزيع المياه وتحلية مـيـاه الـبـحـر، والـنـقـل الــعــام وشـبـكـة الـقـطـارات الــســريــعــة، والــنــقــل المـــدنـــي، وتــجــديــد طــائــرات الــــخــــطــــوط المـــلـــكـــيـــة المـــغـــربـــيـــة، وهــــــي تــــــرى أن انعطافتها الدبلوماسية يمكن أن تمكّنها من الفوز بعقود كبرى جديدة. وسبق لقصر الإليزيه أن أبلغ سلفاً كبار مـسـؤولـي الـشــركـات الـفـرنـسـيـة بـعـزم الرئيس ماكرون التقارب مع المغرب، ورغبته في زيارة الـربـاط. وبكلام آخــر، فـإن في باريس من يرى أن النتائج السلبية المترتبة على تغير المقاربة الفرنسية يمكن احتواؤها، وهم ينظرون إلى مـــا حـصـل فـــي حــالــة إســبــانــيــا، حـيـث إن فـتـرة العقوبات والجفاء بين الجزائر ومدريد لم تدم طويلاً، وأن حجة الجزائر بأن إسبانيا، القوة المستعمرة السابقة في الصحراء، تراجعت عن موقفها الــداعــم لـلـربـاط، وعــــادت إلـــى المـقـاربـة التقليدية، وذلك في خطاب رئيس الـوزراء في الأمم المتحدة خريف العام الماضي، لا تستقيم. تـرى مـصـادر فرنسية واسـعـة الاطـــ ع أن باريس «مغرقة في التفاؤل»، وأنها «لا تأخذ بعين الاعتبار الفارق في العلاقة» بين الجزائر وإسبانيا مـن جـهـة، وبينها وبــ فرنسا من جهة ثانية. وتتوقع هذه المصادر أن السلطات الــجــزائــريــة لـــن تـكـتـفـي بـسـحـب ســفــيــرهــا، ولا بخفض تـعـاونـهـا مــع الأجـــهـــزة الـفـرنـسـيـة في موضوع قبول استقبال المواطنين الجزائريين، الـــذيـــن تـــريـــد بـــاريـــس إبـــعـــادهـــم عـــن أراضــيــهــا بـمـوجـب قــــــرارات قـضـائـيـة. وهـــي لا تستبعد أن تعمد الجزائر إلـى فـرض عقوبات تجارية واقتصادية على فرنسا وشركاتها، وقد يكون آخر ما تلجأ إليها حجب شحنات الغاز عنها كـإجـراء ستكون له انعكاساته على المستهلك الفرنسي. بيد أن الإجــراء الأكثر توقعاً هو أن يعمد تبون إلى إلغاء زيارته إلى باريس، التي أُجلت مراراً العام الماضي، وكان من المقرر سلفاً أن تحصل فــي شـهـر سبتمبر (أيـــلـــول) المقبل ​. بعد الانتخابات الرئاسية باريس: ميشال أبو نجم السايح أكد مدىجاهزية المفوضية لتنفيذ انتخابات المجالسالبلدية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky