issue16683

أعـــلـــنـــت حــــركــــة «حـــــمـــــاس»، أمــــس، مــقــتــل زعــيــمــهــا إســـمـــاعـــيـــل هـــنـــيـــة، فـي الساعات الأولى من الصباح في إيران، مـمـا عــــزّز مــخـــاوف تــوســع الـــصـــراع في المـــنـــطـــقـــة المـــضـــطـــربـــة بـــالـــفـــعـــل بـسـبـب الــــحــــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة فــــي قـــطـــاع غــــزة، وتـــفـــاقـــم الــــصــــراع فـــي لـــبـــنـــان. كــمــا أكــد «الحرس الثوري» الإيراني مقتل هنية، بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب الـــرئـــيــس الإيــــرانــــي الـــجـــديـــد، وقـــــال إنــه يُجري تحقيقاً في الأمر. ويبدو أن مقتل هنية مِن شأنه أن يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة. رغم الصمت الرسمي الإيراني، فإن المعلومات المسربة عن عملية الاغتيال، تـتـحـدث عــن روايـــــات مـغـايـرة لمــا ينشر فـي طـهـران مـن أن الـصـاروخ انطلق من دولــة مـجـاورة. وتشير هـذه المعلومات إلـــى أن هنية اغـتـيـل بـضـربـة مــن داخــل الأراضــــــــي الإيــــرانــــيــــة مـــثـــل الاغـــتـــيـــالات الـسـابـقـة الــتــي قُــتــل فـيـهـا عـلـمـاء الـــذرة وغـــيـــرهـــم مــــن المــــســــؤولــــن الإيــــرانــــيــــن. وتـضـيـف هـــذه الـــروايـــة أن الــضــربــة قد تكون من صاروخ أو من شبكة طائرات مـسـيـرة انـتـحـاريـة، أطلقتها مجموعة وكلاء يعملون لصالح جهاز المخابرات الإســـرائـــيـــلـــيـــة الـــخـــارجـــيـــة «المـــــوســـــاد»، فـــــي عـــمـــلـــيـــة شـــــاركـــــت فـــيـــهـــا طـــــائـــــرات استطلاع إسرائيلية من الجو وشعبة الاســتــخــبــارات الـعـسـكـريـة فـــي الجيش «أمـان» ودائـرة «السايبر»، وتم خلالها اســـتـــخـــدام أحـــــدث تـكـنـولـوجـيـا لـلـذكـاء الاصطناعي. اجتماع طوال الليل وتـــقـــول مـــصـــادر عـلـيـمـة إن الـــقـــرار بتنفيذ الاغـتـيـال تـم فـي اجـتـمـاع ضيق لـــلـــقـــيـــادات الإســـرائـــيـــلـــيـــة، اســتــبــعــد منه المــجــلــس الــــــــوزاري الأمـــنـــي المــصــغــر في الـحـكـومـة الــــذي يـضـم وزراء متطرفي، فـيـمـا حـــضـــره رئـــيـــس الـــــــوزراء بـنـيـامـن نتنياهو، ووزيــر الـدفـاع يــوآف غالانت، ووزيـــــــر الــــشــــؤون الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هـــلـــيـــفـــي، ورئـــــيـــــس «المـــــــوســـــــاد» رونـــــن بــــار، الــــذي يــتــرأس فــريــق الــتــفــاوض مع «حــــمــــاس»، ورئـــيـــس المـــخـــابـــرات الـعـامـة «الـشـابـاك» الـــذي يـشـارك أيـضـ فـي هذه المفاوضات، وغيرهم من قادة الأجهزة. بدأ الاجتماع في الثامنة من مساء الــــثــــ ثــــاء، و«اســـتـــمـــر حـــتـــى الـــتـــأكـــد مـن إتـمـام العملية بنجاح»، فجر الأربـعـاء. وبـحـسـب تـلـك المـــصـــادر، فـــإن الاجـتـمـاع تــــنــــاول كــــل الـــســـيـــنـــاريـــوهـــات المـحـتـمـلـة لعملية الاغـتـيـال، بما فـي ذلــك اشتعال حـرب إقليمية. ومـع أن مكتب نتنياهو أمـــر وزراءه بـالامـتـنـاع عــن الإدلاء بـأي تــصــريــحــات حــــول الـعـمـلـيـة، فــــإن ثـ ثـة مـنـهـم نـــشـــروا عــلــى مــنــصــات الــتــواصــل الاجتماعي عبارات ترحيب، بينها نشر آيــــات مـــن الـــتـــوراة تـتـحـدث عـــن ملاحقة الأعـــــــداء أيــنــمــا كــــانــــوا. وخـــــرج نـشـطـاء اليمي يــوزعــون الـحـلـوى فـي الــشــوارع. وأجمعت وسـائـل الإعـــ م العبرية على أن المنطقة «مقبلة على تصعيد آخر في الحرب، لدرجة إمكانية مواجهة إقليمية أوسع». إيران و«ضيف الرئيس» ووفقاً للمحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموسهرئيل، فإن الاغتيالات الأخــــيــــرة لـيـسـت ضـــد «حــــمــــاس» و«حــــزب الـلـه» فـقـط، بـل هـي أيـضـ ضـد إيـــران التي تدعمهما؛ إذ إن هنية حضر إلى طهران من أجل المشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيــرانــي الـجـديـد، وبـالـتـالـي فهو «ضيف الرئيس»، لذلك فقد أصبح أعلى مستوى قيادي في النظام الإيراني جزءاً مركزياً في اتخاذ القرارات بشأن طبيعة الرد. وأشـــــــارت الـصـحـيـفـة إلــــى أن «إيـــــران وحـــزب الـلـه ظَــهَــرا حتى الآن كمن يحاول إبـــقـــاء الـــحـــرب مـــع إســـرائـــيـــل تــحــت سقف الــحــرب الـشـامـلـة. لـكـن عمليتي الاغـتـيـال الأخــــيــــرتــــن كــشــفــتــا إمـــكـــانـــيـــة اســـتـــهـــداف المـــحـــور الإيــــرانــــي. ويــجــد أمـــن عـــام حــزب الله، حسن نصرالله، ورئيس حماس في قـــطـــاع غـــــزة، يـحـيـى الـــســـنـــوار، نفسيهما الآن لـوحـدهـمـا فــي الــقــيــادة، بـعـد تصفية قسم كبير مـن الـقـادة العسكريي». ولفت إلى أنه «في إسرائيل يستعدون لإمكانية عمليات انتقام في الضفة الغربية، لكنهم يــأمــلــون بــأنــه ســيــكــون بـــالإمــكــان احــتــواء المواجهة ومنع التصعيد لحرب شاملة في الشمال». قرار الحرب الشاملة وكــــتــــب المـــحـــلـــل الـــعـــســـكـــري رون بـن يـــشـــاي فـــي مـــوقـــع «وايــــنــــت» الإلــكــتــرونــي الـتـابـع لصحيفة «يــديــعــوت أحـــرونـــوت»، قـــــائـــــً إن «عـــمـــلـــيـــتـــي الاغــــتــــيــــال تــمــثــ ن تــحــديــ مـــبـــاشـــراً لإيــــــران ولاســتــراتــيــجــيــة تـفـعـيـل الأذرع والــــوكــــ ء الــتــي تـمـارسـهـا منذ سنوات. وعملياً، فـإن إسرائيل ترغم الـقـيـادة الإيــرانــيــة والمــرشــد الإيـــرانـــي علي خـامـنـئـي والـــحـــرس الـــثـــوري عــلــى اتــخــاذ الــــقــــرار حــــول مـــا إذا كـــانـــوا سـيـتـوجـهـون نـحـو حـــرب شـامـلـة مــع إســرائــيــل أو أنهم سيقررون تهدئة الوضع تدريجياً». ورأى أن الأمـر الأساسي في عمليتي الاغــتــيــال هـــو أن «إســـرائـــيـــل تــقــول لإيـــران وأذرعها إنه إذا لم يتوقفوا، فإن إسرائيل لن تتردد في التوجه إلـى حـرب شاملة لا تشمل حزب الله وحماسوالحوثيي فقط، وإنـــمـــا رأس الأفـــعـــى الــجــالــس فـــي طـهـران أيضاً». وتابع أن «هذا يعني أن علينا في إســرائــيــل الاســـتـــعـــداد لــحــرب كـــبـــرى. وفـي سيناريو كهذا ستكون الجبهة الداخلية الـجـبـهـة المــركــزيــة، وسـتـتـعـرض لهجمات صــاروخــيــة مــن كــافــة الأنــــــواع، إلـــى جانب مــســيــرات مــتــفــجــرة، لـــن تـطـلـق مـــن لـبـنـان واليمن فقط، وإنما من إيران بالأساس». وتــــوقــــع الـــكـــاتـــب أن تــــحــــاول طـــهـــران إرســــــال مـيـلـيـشـيـات شـيـعـيـة مـسـلـحـة من إيـران والعراق وسوريا، وربما الحوثيي أيضاً، كي يُنقلوا إلى سوريا أو ينضموا إلى حزب الله في لبنان، في محاولة لشن غزوات عبر الحدود الشمالية» لإسرائيل. السلاح النووي وتأجيل الحرب وبــحــســب بـــن يـــشـــاي، فــــإن إيــــــران قد تـؤجـل الـحـرب «إلـــى حـن يـكـون بحوزتها ســـــ ح نـــــــووي، وعـــنـــدهـــا سـتـسـتـفـيـد هـي وأذرعها من حصانة مثل كوريا الشمالية. وتعلم إيران أنه عندما يكون لديها سلاح نـــووي، فلن تـسـارع الـولايـات المتحدة إلى مساعدة إسرائيل». ولــفــت الــكــاتــب إلــــى أن اغــتــيــال هنية فــــي ذروة احــــتــــفــــالات تــنــصــيــب الــرئــيــس الإيراني الجديد «إهانة للنظام الإيراني، وإثبات أنه مخترق وضعيف. ومن الجهة الأخرى، إذا قررت إيران مهاجمة إسرائيل ولـم يحقق الهجوم أهـدافـه، فهذا سيكون إثـبـاتـ آخــر على ضعف الـنـظـام الإيــرانــي. لذلك سيضطر خامنئي والحرس الثوري والمحافظون إلى التفكير ملياً». وفــــــي صــحــيــفــة «مـــــعـــــاريـــــف»، اتــخــذ الـــجـــنـــرال عـــامـــوس لــفــن مــوقــفــ مـخـالـفـ ، قـــائـــً إن «الاغـــتـــيـــالات حــتــى لـــو نجحت عـسـكـريـ فـإنـهـا دلـيـل فـشـل اسـتـراتـيـجـي؛ إذ لا يوجد شخص واحـد قمنا باغتياله ولـــــم يـــحـــل مــحــلــه شـــخـــص أســــــوأ مـــنـــه أو أكـــثـــر تــطــرفــ مـــنـــه. لـــذلـــك فــــإن الاغــتــيــالــن فـــي بـــيـــروت وطـــهـــران يـصـلـحـان لـدغـدغـة المـشـاعـر، لكنهما قـد يـأتـيـان بـنـدم شديد في المستقبل». 3 NEWS Issue 16683 - العدد Thursday - 2024/8/1 الخميس القرار بتنفيذ الاغتيال تم في اجتماع ضيق استبعد منه المجلسالوزاري الأمني المصغر ASHARQ AL-AWSAT تل أبيب بحثت كل السيناريوهات المحتملة بما فيها «الحرب الشاملة» الرواية الإسرائيلية السريةلاغتيال هنية... الضربة من داخل إيران فلسطينيون يحملونلافتة تحملصورةزعيم «حماس» إسماعيل هنية خلال مظاهرة في الخليل بالضفة الغربية تندد بمقتله أمس(أ.ف.ب) تل أبيب: نظير مجلي الهيبة والمصالح الذاتية على رأس أولويات نتنياهو والجيش دلالات اغتيال هنيّة وحسابات «الدولة العميقة» اغــتــيــال رئــيــس حــركــة «حـــمـــاس»، إســــمــــاعــــيــــل هــــنــــيــــة، فـــــي قــــلــــب مــجــمــع الـحـرس الــثــوري الإيـــرانـــي، فجر اليوم (الأربعاء)، واغتيال قائد أركان «حزب الله»، فـؤاد شكر، قبله بساعات قليلة فـــي قـلـب ضـاحـيـة بـــيـــروت الـجـنـوبـيـة، يــجــعــل الــتــعــبــيــر «ضــــربــــات مـحـسـوبـة ومـــحـــدودة» مــوضــوع تـهـكّـم وسخرية كـبـيـريـن؛ فــهــذا الاغــتــيــال يـفـتـح الـبـاب أمام تصعيد في الحرب، بأقل احتمال، وتـصـعـيـد كـبـيـر جــــداً قـــد يــتــحــول إلــى حرب إقليمية شاملة، ولا يقل خطورة عـــن ذلـــــك، يــعــنــي اغـــتـــيـــال المـحـتـجـزيـن الإسرائيليي لدى «حماس». وتـــــشـــــيـــــر الـــــــتـــــــقـــــــديـــــــرات إلــــــــــى أن المجتمعي توقعوا أسوأ ردّ من الأطراف الأخـــرى، بما فـي ذلــك عـــودة «حـمـاس» إلــــى تـنـفـيـذ عــمــلــيــات انـــتـــقـــام مسلحة داخل إسرائيل وعبر «حزب الله» الذي يهدد بالانتقام الشديد، وحتى دخول إيران بشكل مباشر، لاعتبارها اغتيال هنية إهانة عسكرية استراتيجية. كـــل هــــذه الـــحـــســـابـــات طُــــرِحــــت في الاجتماع الذي تقرر فيه تنفيذ اغتيال هــــنــــيــــة، الــــــــذي ضـــــم رئــــيــــس الـــــــــــوزراء، بنيامي نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديـــرمـــر، ورئــيــس أركــــان الـجـيـش، هيرتسي هليفي، ورئيس «المـوسـاد»، الـــــــذي يـــــتـــــرأّس فــــريــــق الــــتــــفــــاوض مـع «حـــــمـــــاس»، ديــفـــيـــد بـــرنـــيـــاع، ورئـــيـــس المــخـــابـــرات الــعــامــة (الـــشـــابـــاك)، رونـــن بار، الذي يشارك في هذه المفاوضات، وغيرهم من قادة الأجهزة. وقــد بــدأ الاجـتـمـاع فـي الثامنة من مــســاء الـــثـــ ثـــاء، واســتــمــر بـــ انـقـطـاع. ودُرِســــــــت فــيــه كـــل الـــســـنـــاريـــوهـــات ولــم يــنــفــضّ إلا عــنــدمــا «تــــأكــــدوا مـــن إتــمــام العملية بنجاح»، فجر الأربعاء. فماذا يعني ذلك؟ أولاً لافـــت للنظر تركيبة أصـحـاب الــقــرار؛ فالاغتيال لـم يكن قـــرار حكومة اليمي المتطرف، بل قرار الدولة العميقة في إسرائيل. فهذه المؤسسة تجري عادة حـسـابـات واســعــة وعـمـيـقـة. فـمـا الـدافـع لأن تتخذ قــــراراً مـغـامـراً كــهــذا، تشترك فيه مع نتنياهو، الذي تتهمه بصراحة بالغة بأنه معنيّ بالاستمرار في الحرب لخدمة مصالحه الشخصية والحزبية؟ هل يوجد هنا التقاء مصالح مفاجئ؟ يــــبــــدو أن هــــــذا هــــو الــــســــر. الـــتـــقـــاء المـصـالـح. وربـمـا أكـثـر مـن ذلـــك؛ رضـوخ المـؤسـسـة الـعـسـكـريـة والـــدولـــة العميقة لإرادة نــتــنــيــاهــو. فــمــا مـصـلـحـتـهـا في هذا؟ هــــنــــا نـــــأتـــــي إلـــــــى بــــيــــت الـــقـــصـــيـــد: الصرعات والـصـراعـات الداخلية، التي لا تـقـل وزنــــ عــن الــحــسـابــات الإقليمية والدولية. فــــالــــجــــيــــش الإســـــرائـــــيـــــلـــــي وبـــقـــيـــة الأجـهـزة الأمنية تعيش كـارثـة معنوية أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) المـاضـي، 7 منذ حيث وقعت فـي إخـفـاق يعتبره قادتها أكبر إخـفـاق فـي تـاريـخ الـدولـة العبرية. لـقـد حــاولــت الـتـغـلـب عـلـى هـــذه الـكـارثـة بـــحـــرب شــــعــــواء دمــــــرت فــيــه قـــطـــاع غــزة بشكل شبه كامل، فهم بوضوح على أنه ليس موجهاً ضد «حماس» لإبادتها بل ضد الشعب الفلسطيني كله. قتلوا نحو ألـــفـــ ، ثـلـثـاهـم مـــن الــنــســاء والأطـــفـــال 40 والمسني والعَجَزة. دمروا كل الجامعات والمـــــســـــتـــــشـــــفـــــيـــــات ومـــــعـــــظـــــم المــــــــــــدارس والــــجــــوامــــع والـــكـــنـــائـــس. قـــتـــلـــوا عـلـمـاء وصحافيي وأطباء ومعلمي وباحثي ومخترعي وفقهاء ورجال دين. كـــــــان مـــــن أهــــــــــداف هـــــــذه الــــشــــراســــة تــــرك عـــ مـــات تُــحــفَــر فـــي ذاكـــــرة الـشـعـب الفلسطيني كنكبة ثانية، مثلما حفرت أمـــيـــركـــا فــــي ذهـــــن الـــيـــابـــانـــيـــن مـــجـــزرة هيروشيما، وفــي ذاكـــرة الألمـــان مجزرة دريزدين. لكن هذا كله لم يحقق أياً من أهداف الـــحـــرب. وبـقـيـت الـــصـــورة الـخـتـامـيـة أن الجيش الإسرائيلي بعظمة قوته (ثلاثة أربـــاع المـلـيـون جـنـدي ومـئـات الـطـائـرات الــحــديــثــة والـــصـــواريـــخ الــجــبـــارة وآلاف الأطـــــنـــــان مــــن المـــتـــفـــجـــرات) وبــضــخــامــة وحداثة أسلحته ودعم الولايات المتحدة وحـــــكـــــومـــــات الــــــغــــــرب لـــــــه، يـــــديـــــر حـــربـــ أشـهـر ضــد تنظيم مسلح 10 تـسـتـغـرق ألــــف عـنـصـر) 40 - 30( مـــحـــدود الـــقـــوة وفقير الأسلحة، ولم يستطع حسمها. هذه المشكلة أثارت تساؤلات كثيرة لـــدى الـحـلـفـاء والأصـــدقـــاء، الــذيــن كـانـوا يأتون لتعلم دروس الحرب من الجيش الإسرائيلي. ولكنها أثــارت أسئلة أكثر لدى الجمهور الإسرائيلي. وبـسـبـب الـــصـــراعـــات الــداخــلــيــة في المجتمع الإسرائيلي، ومحاولات حكومة اليمي درء الاتهامات عنها بالمسؤولية عـــن الإخــــفــــاق، زاد الــيــمــن عــلــى الــوقــود نـــاراً، فـــراح يـحـرض على قـيـادة الجيش ويـــتـــهـــمـــهـــا بـــالـــفـــشـــل وبــــالــــجــــن. ودلــــت الاســـتـــطـــ عـــات عــلــى أن ثــقــة الـجـمـهـور الإسـرائـيـل بالأجهزة الأمنية انخفضت 60 و 70 في المائة إلى 90 بشكل حاد من في المائة. وصـــــــــــار رئــــــيــــــس أركـــــــــــــان الـــجـــيـــش وجنرالاته يتعرضون لإهانات حتى في جـلـسـات الـحـكـومـة، مــن وزراء عـديـديـن وليس فقط بن غفير وسموترتش. وكان نتنياهو يسمع ويسكت. ولـــكـــن ابـــنـــه لـــم يــســكــت فـيـنـشـر في الـــشـــبـــكـــات الاجـــتـــمـــاعـــيـــة دعــــمــــ لـحـمـلـة التحريض هذه. ومــــــن هـــنـــا كــــــان الــــطــــريــــق قـــصـــيـــراً، لنرى المستوطني يعتدون على جنود الـجـيـش الإســرائــيــلــي الـــذيـــن يحمونهم فــــي الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة، وأكــــثــــر مــــن ألــفــي عنصر من نشطاء الليكود والصهيونية الدينية يهاجمون ثلاث قواعد عسكرية، ويـــعـــتـــدون عــلــى الـــجـــنـــود بــرفــقــة وزراء ونواب، بحجة الدفاع عن جنود متهمي باغتصاب أسري فلسطينيي. لـــــقـــــد قـــــــــــــررت الأجـــــــــهـــــــــزة الأمـــــنـــــيـــــة اســـتـــعـــادة هـيـبـتـهـا المـــــهـــــدورة، أيـــــ كـــان الثمن، فانتهزت فرصة التراخي الأمني فـــي الــضــاحــيــة وفــــي طــــهــــران، ووجّـــهـــت ضربتيها. ولديها قناعة بأن هناك مَن سـيـتـدخـل مــن وراء الـبـحـار لمـنـع توسع التوتر إلى حرب شاملة. فـهـل سيسعفها هـــذا الاســتــعــراض لــلــعــضــ ت؟ أم أن الــجــشــع لــــدى الـيـمـن سيطالبها بالمزيد مـن هــذه العضلات؟ هــل سـيـكـون الــــرد مـحـسـوبـ ومـــحـــدوداً، ووفق أي حسابات؟ تل أبيب: نظير مجلي يوليو (رويترز) 30 خامنئي يلتقي هنية فيطهران أخبار

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky