issue16682

9 مغاربيات NEWS Issue 16682 - العدد Wednesday - 2024/7/31 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT ماكرون قال إن مخطّط الرباط هو «الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي» الرئيسالفرنسي يؤكد «سيادة المغربعلى الصحراء» قـــــال الـــرئـــيـــس الـــفـــرنـــســـي إيـــمـــانـــويـــل مــــاكــــرون فـــي رســــالــــة، أمــــس الـــثـــاثـــاء، إن فرنسا ترى أن مخطّط المغرب بخصوص الحكم الــذاتــي لمنطقة الـصـحـراء فـي إطـار الــســيــادة المـغـربـيـة «هـــو الأســــاس الوحيد للتوصل إلــى حـل سياسي لـلـنـزاع القائم مـنـذ فـتـرة طـويـلـة حـــول المـنـطـقـة»، مشيراً إلــى أنــه «مــن الــضــروري مواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة»، ومــــنــــوّهــــا «بــــجــــهــــود المـــــغـــــرب» عـــلـــى هـــذا الـصـعـيـد. كـمـا أكّــــد أن فـرنـسـا «سـتـواكـب المغرب في هـذه الخطوات لفائدة السكان المحليين». وأعلن الـديـوان الملكي المغربي، أمس الــثــاثــاء، أن الـرئـيـس الـفـرنـسـي وجّـــه إلـى الــعــاهــل المــغــربــي مـحـمـد الـــســـادس رسـالـة فــي الــذكــرى الـخـامـسـة والـعـشـريـن لتولّيه الـعـرش، أكّــد فيها أنـه «بالنسبة لفرنسا، فـإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يُعدّ الإطار الذي يجب من خلله حلّ هذه القضية، وأن دعمنا لمخطّط الحكم الذاتي، ، واضـــح 2007 الــــذي تـــقـــدّم بـــه المـــغـــرب فـــي وثابت»، واصفا هذا المخطط بأنه «يشكّل من الآن فصاعداً الأساس الوحيد للتوصل إلـــــى حــــل ســـيـــاســـي، وعـــــــــادل، ومـــســـتـــدام، ومتفاوَض بشأنه، طبقا لـقـرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». ويـــــدور الــــنــــزاع، الــــذي تــعــود جــــذوره ، بــــــ المــــــغــــــرب وجـــبـــهـــة 1975 إلـــــــى عـــــــام البوليساريو الممثّلة لسكان الإقليم، والتي تقول إن المنطقة من حقهم. وسارت فرنسا، الـقـوة الاستعمارية السابقة فـي المنطقة، على حبل دبلوماسي مشدود بشأن هذه القضية بين الرباط والجزائر؛ التي تدعم جبهة الـبـولـيـسـاريـو. وأيّــــد معظم حلفاء فرنسا الغربيين بالفعل خطة المغرب. وأضـــاف مـاكـرون فـي رسالته لعاهل المـــغـــرب المـــلـــك مـحـمـد الـــســـادس فـــي الـعـيـد الــوطــنــي لـلـمـغـرب أن بـــاريـــس تـعـتـبـر «أن حــــاضــــر ومـــســـتـــقـــبـــل الــــصــــحــــراء الــغــربــيــة يندرجان في إطار السيادة المغربية»، وأن بلده «تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويَين الوطني والدولي». ورحّـــــب الــــديــــوان المـلــكــي المــغــربــي في بيان بالإعلن الفرنسي، قائلً إنـه يشكّل «تـــــطـــــوراً هــــامــــا وبـــــالـــــغ الـــــدلالـــــة فـــــي دعـــم السيادة المغربية على الصحراء». فـــي المــقــابــل، قــالــت وزارة الـخـارجـيـة الــجــزائــريــة فـــي بـــيـــان، الـخـمـيـس المــاضــي، إن الجزائر «تُعرب عن استنكارها» لقرار الحكومة الفرنسية الاعترافَ بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء في إطـار السيادة المـــغـــربـــيـــة، مــــوضّــــحــــة أن فـــرنـــســـا أبــلــغــت الجزائر بالقرار قبل ذلك بأيام قليلة. وجـــاء فــي الـبـيـان أن الـجـزائـر «تـؤكـد أنـــهـــا سـتـسـتـخـلـص الـــنـــتـــائـــج والـــعـــواقـــب كافة، التي تنجرّ عن هـذا الـقـرار، وتحمّل الــحــكــومــة الـفـرنـسـيـة وحـــدهـــا المـسـؤولـيـة الكاملة والتامة عن ذلك». واعـــتـــرفـــت الـــجـــزائـــر بــــ «الــجــمــهــوريــة العربية الصحراوية الديمقراطية»، التي أعلنتها جبهة الـبـولـيـسـاريـو، كـمـا أيّـــدت خطة الأمم المتحدة لإجراء استفتاء لتقرير المـصـيـر، على أن يـكـون الاسـتـقـال خـيـاراً. لكن لم يتم إجراء هذا الاستفتاء قطّ بسبب خـــافـــات حـــول مَـــن يـحـق لـهـم الـتـصـويـت، وكيف يجب إجــراؤه، ولم يـرِد هذا الخيار فـــي أحـــــدث قـــــــرارات لمـجـلـس الأمـــــن الـتـابـع للأمم المتحدة، لكنها حثّت الأطــراف على العمل معا من أجل حل واقعي. وقالت إسبانيا، القوة الاستعمارية ، إنها 2022 السابقة في الصحراء، في عام تــدعــم خـطـة الـحـكـم الـــذاتـــي المـغـربـيـة. كما دعمت الـولايـات المتحدة وإسرائيل ودول عربية سـيـادة المـغـرب على المنطقة، حيث دولة، معظمها أفريقية وعربية، 28 فتحت قنصليات هـنـاك، الأمــر الــذي تــراه الرباط دعما ملموسا. واتـهـمـت جبهة الـبـولـيـسـاريـو، التي من اتفاق وقف إطلق 2020 انسحبت عام نـــار تــوسّــطــت فـيـه الأمــــم المــتــحــدة، فرنسا «بـدعـم احـتـال» الـصـحـراء، حيث استنكر المـــســـؤول الـــبـــارز فـــي جـبـهـة بـولـيـسـاريـو، مـحـمـد ســـيـــداتـــي، دعــــم فــرنــســا «احـــتـــال» الـــصـــحـــراء، رداً عــلــى إعـــــان بـــاريـــس دعــم مــخــطّــط الــحــكــم الـــذاتـــي الـــــذي تــقــدّمــت به الرباط بشأن هذه المنطقة المتنازَع عليها. وقــــــال فــــي بـــيـــان نـــشـــرتـــه، مـــســـاء الاثـــنـــ ، «وكـالـة الأنـبـاء الصحراوية» إن الحكومة الفرنسية لم تَعُد تُخفي موقفها بإعلنها رسميا «دعم» هذا المخطّط. الرئيسالفرنسي أكّد أن حاضر الصحراء ومستقبلها يندرجان في إطار السيادة المغربية (رويترز) الرباط: «الشرق الأوسط» «قيود كثيرة» تعرقل مسار مرشحي الرئاسة التونسية بــــــدأ (الاثــــــنــــــ ) ســــبــــاق الانـــتـــخـــابـــات الرئاسية التونسية، المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بتقديم ملفات الترشيحات، وسط قيود عدّة يرى بــعــض الـــخـــبـــراء أن الـــهـــدف مـنـهـا تمهيد الــطــريــق لـبـقـاء الــرئــيــس قـيـس سـعـيّـد في ســــدة الــحــكــم. وقـــيّـــدت هـيـئـة الانــتــخــابــات شـــــروط الـــتـــرشـــح لـتـصـبـح أشــــد صـــرامـــة؛ 10 حـــيـــث أصـــبـــحـــت تــتــطــلــب تـــزكـــيـــة مــــن رئيسا للسلطات 40 نواب في البرلمان، أو توقيع 500( آلاف نــاخــب 10 المـحـلـيـة، أو على الأقــل مـن كـل دائـــرة انتخابية)، وهو «رقم مهول»، وفقا للمحلل السياسي أمين الخرّاط، عن مرصد «بوصلة» السياسي. بـــدورهـــا، أكـــدت الـخـبـيـرة فــي منطقة شـــــمـــــال أفــــريــــقــــيــــا مـــــن «المــــعــــهــــد الألمـــــانـــــي لـــلـــدراســـات الــدولــيــة والـــشـــؤون الأمــنــيــة»، إيــــزابــــيــــل فـــيـــريـــنـــفـــيـــلـــز، فـــــي تـــصـــريـــحـــات لــــ«وكـــالـــة الــصــحــافــة الــفــرنــســيــة» أنــــه «تـــمّ تـشـديـد الــشــروط مــن خــال تـوكـيـل خـاص لجمع نماذج التزكية (الرعاية)، فضلً عن شروط أخرى لتقديم طلب الترشح». ولـــــم يــتــمــكــن اثــــنــــان مــــن المـــعـــارضـــ الـسـيـاسـيـ الـــبـــارزيـــن، المــوقــوفــ بتهمة «الـــــتـــــآمـــــر عــــلــــى أمــــــــن الـــــــدولـــــــة الــــداخــــلــــي والـخـارجـي»، مـن الحصول على التوكيل الــــخــــاص، وهـــمـــا عـــصـــام الـــشـــابـــي، زعــيــم «الــحــزب الـجـمـهـوري» وغـــازي الـشـواشـي، عـن «حـــزب التيار الـديـمـقـراطـي»، وتخليا عن الانتخابات. والــــشــــابــــي والــــشــــواشــــي هـــمـــا ضـمـن شخصية 20 مـجـمـوعـة مـكـونـة مـــن نـحـو مـعـارضـة للرئيس سـعـيّـد، مـوقـوفـ منذ فـــي إطــــار تحقيق 2023 ) فــبــرايــر (شـــبـــاط واســــع الــنــطــاق، نــــددت بـــه المـنـظـمـات غير الـحـكـومـيـة، مـثـل منظمة الـعـفـو الـدولـيـة، ووصفته بأنه «ليس له أسـاس قانوني»، ويهدف إلـى «قمع» المعارضة السياسية. تـضـاف إليهم المـعـارِضـة والمحامية عبير ،2023 موسي، والموقوفة منذ خريف عام بتهمة «التآمر على الدولة». يـــرى أمـــ الـــخـــرّاط أن هــنــاك «كـثـيـراً مـــن الــعــنــاصــر الـــتـــي تــقــلــل مـــن مـصـداقـيـة الانتخابات»، منها الإعلن المتأخر للغاية عن الموعد، وتشديد شروط الترشح، وكذا ، لمعاقبة نشر 2022 المعتمد في 54 المرسوم «الأخبار الكاذبة» الذي تعرض لانتقادات شخصا من 60 واســعــة، ويــاحــق بسببه الصحافيين والمحامين والناشطين. والــــجــــمــــعــــة، عـــــبّـــــرت مـــنـــظـــمـــة الــعــفــو الدولية عـن «القلق إزاء التدهور الشديد فـــي الـــحـــقـــوق» فـــي تـــونـــس، مــنــذ أن «بـــدأ الـــرئـــيـــس ســـعـــيّـــد فــــي احـــتـــكـــار الــســلــطــة». وقـــــــــدّرت المـــنـــظـــمـــة أن «الـــقـــمـــع الــحــكــومــي يغذي الخوف، بدلاً من المناقشات الجدية لـلـمـشـهـد الــســيــاســي الـــتـــعـــددي»، ونــــددت بــالاعــتــقــالات «الـتـعـسـفـيـة» لـلـمـعـارضـ ، و«الـــقـــيـــود والمـــاحـــقـــات الــقــضــائــيــة» ضد بــعــض المـــرشـــحـــ ، وســجــن الـصـحـافـيـ . وعـــــزّر المـــنـــاخ المــتــوتــر طـــرح أسـئـلـة كثيرة مـــــفـــــتـــــوحـــــة، وعـــــــمّـــــــق ضــــبــــابــــيــــة المـــشـــهـــد الـسـيـاسـي فـــي الـــبـــاد، وأصـــبـــح الـتـسـاؤل حــول مـن ستضم القائمة النهائية يحير الـرأي العام. ومع ذلـك، أعلنت شخصيات كــثــيــرة فـــي مـــجـــالات الــســيــاســة والــثــقــافــة وحتى الجيش، نيتها الترشح. ومـن بين هؤلاء مغني الراب كريم الغربي، المعروف عاما)، والعميد المتقاعد 43( » بـ«كادوريم كمال العكروت، المستشار السابق لرئاسة الجمهورية، والوزير السابق في عهد بن علي، منذر الزنايدي، المقيم خارج البلد. وفـي حـال استبعاد كـل مـن العكروت والـــــــزنـــــــايـــــــدي مــــــن ســـــبـــــاق الانــــتــــخــــابــــات «فسيكون لدينا قيس سعيّد في مواجهة الــــــريــــــح»، فـــــي تـــقـــديـــر المـــفـــكـــر الـــســـيـــاســـي الـــذي يـــرى أن الـتـصـويـت «لـيـس شكليّا»؛ بـــل «ســيــحــدد طـبـيـعـة الـــنـــظـــام». فــــإذا فــاز سـعـيّـد بـهـامـش كـبـيـر مــن الـجـولـة الأولـــى فــســوف «يـصـبـح أكــثــر اســـتـــبـــداداً»، ودون ذلـــك «سـيـكـون أكـثـر مـيـاً إلـــى الـتـسـويـة»، حسب المصدر ذاتـه. ولذلك تؤكد الخبيرة الألمانية أن «الاعتماد الكلي سيكون على المعارضة، وقدرتها على التعبئة والتوحد خلف مرشح بديل لسعيّد»، فـي محاولة لفرض جولة ثانية. فــــي غــــضــــون ذلـــــــك، لا تـــــــزال حـــركـــات يـسـاريـة كـثـيـرة، و«حــــزب الـنـهـضـة» (أبـــرز المعارضين لسعيّد) مترددين في مقاطعة الانــــتــــخــــابــــات. وبــــهــــذا الـــخـــصـــوص يــقــول الـــــخـــــرّاط: «إنــــهــــم يـــعـــتـــقـــدون أنـــهـــا فــرصــة لتحدي قيس سعيّد، وأنه من خلل الدفع نحو جـولـة ثـانـيـة، يمكن أن يـحـدث شيء مـــا»، مـشـدداً على ضعفهم وانقساماتهم القوية. تونس: «الشرق الأوسط» المظاهرتان الأخيرتان كشفتا تراجع شعبية سعيّد (أ.ف.ب) السلطات الجزائرية تقرر سحب سفيرها في باريس بـ«أثر فوري» الاعتراف الفرنسي يفجر أزمة حادة مع الجزائر اخـتـار الرئيس الفرنسي مناسبة احتفال المغرب لصعود الملك محمد السادس على العرش 25 بالعيد الــ لـــيـــقـــدم لـــلـــربـــاط هـــديـــة دبـــلـــومـــاســـيـــة وســـيـــاســـيـــة بـالـغـة الأهمية، من خلل اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهـو مـا كانت فرنسا ترفضه حتى الـــيـــوم. ويـــبـــدو واضـــحـــا أن خــطــوة الــرئــيــس إيـمـانـويـل مـــاكـــرون، الــــذي سـعـى فــي الأعـــــوام الـثـاثـة الأخـــيـــرة إلـى التقارب مع الجزائر، وتصفية الإرث الاستعماري لبلده مـــن خــــال زيـــــارة رســمــيــة لـلـرئـيـس عــبــد المــجــيــد تــبــون، وعبر مجموعة من الخطوات، ستدفع مجدداً العلقات الفرنسية - الجزائرية نحو التوتر، بالنظر لحساسية الملف للمسؤولين الجزائريين، وللعلقات المتردية بين الرباط والجزائر. وســــارعــــت الـــجـــزائـــر مـــنـــذ الــخــمــيــس المــــاضــــي، أي منذ أن علمت الجزائر باستدارة الموقف الفرنسي، إلى إصدار بيان عبرت فيه عن «استنكارها الشديد» للقرار «غير المنتظر»، الـذي اتخذته الحكومة الفرنسية بدعم خطة الحكم الــذاتــي المـغـربـيـة. وأكـــدت وزارة الخارجية فـي بيانها، بلهجة لا تخلو مـن الـتـهـديـد، أن الحكومة الـــجـــزائـــريـــة «ســتــســتــخــلــص كـــافـــة الـــنـــتـــائـــج والـــعـــواقـــب التي تنتج عـن هــذا الـقـرار الفرنسي، وتُـحـمّـل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة والتامة عن ذلك». جــــاءت الـخـطـوة الـفـرنـسـيـة، الــتــي رفــضــت بـاريـس لــســنــوات الــقــيــام بــهــا مـــا أدى إلــــى تــبــاعــد بـيـنـهـا وبــ المغرب، في إطار رسالة من الرئيس ماكرون إلى العاهل المغربي كشف عنها، معا، قصر الإليزيه والديوان الملكي المـغـربـي، أمـــس الــثــاثــاء. وإذا كـانـت بــاريــس قــد أعلمت الــجــزائــر مـسـبـقـا بـمـضـمـون قـــرارهـــا، فـــإن غـرضـهـا كـان تمهيد الأرضــيــة وتفكيك الـلـغـم، الـــذي يمكن أن ينفجر بوجهها ويطيح بكافة جهود التقارب، التي سعى إليها ماكرون ومعه حكومته من أجل «تطبيع» العلقات بالغة الحساسية بين باريس والجزائر. وليس سراً أن المغرب كان ينتظر منذ فترة طويلة من باريس أن تقدم أخيراً على ما أقدمت عليه، فقد كانت الرباط تأخذ عليها عدم التحاقها بالركب الغربي، على غـــرار مــا فعلت إسـبـانـيـا والـــولايـــات المـتـحـدة الأميركية وغـيـرهـا. وأدى تـــردد بــاريــس إلـــى بــــرودة فــي الـعـاقـات الثنائية. ومــا زاد فـي تفاقمها «الــتــقــارب» بـ باريس والـــجـــزائـــر، والــــزيــــارة الــرســمــيــة المــطــولــة الـــتـــي قــــام بها مــاكــرون إلـــى الـجـزائـر فــي شـهـر أغـسـطـس (آب) مــن عـام ، ومحادثاته المستفيضة مع الرئيس تبون. ولأن 2022 العلقات الفرنسية - المغربية - الجزائرية مسألة بالغة التعقيد، فإن كل تقارب بين باريس وإحدى العاصمتين ينظر إليه على أنه يتم على حساب العاصمة الأخرى. يــبــدو الــيــوم أن فـرنـسـا تــريــد الإســـــراع للتعويض عـــن الـــوقـــت الــضــائــع، وعـــن تــأخــرهــا فـــي الاســتــجــابــة لما تـــراه الــربــاط قضيتها «المــقــدســة». فـفـي رسـالـتـه، تبنى مـــاكـــرون المــقــاربــة المـغـربـيـة لإغـــاق مـلـف الــصــحــراء بكل نـقـاطـه، حيث كتب أن فرنسا تعتبر أن مخطط الحكم ، «يشكل، من الآن 2007 الذاتي الـذي عرضه المغرب منذ فـصـاعـداً، الأســــاس الـوحـيـد للتوصل إلـــى حــل سياسي عـادل، مستدام ومتفاوض بشأنه طبقا لقرارات مجلس الأمـن التابع للأمم المتحدة»، مضيفا أن «الحكم الذاتي تــحــت الـــســـيـــادة المــغــربــيــة يــعــد الإطــــــار الـــــذي يــجــب من خلله حل هـذه القضية». وفيما يعكس رغبة في محو صفحة الـخـافـات بـ فرنسا والمـغــرب، قــال مـاكـرون إن دعم باريس لمخطط الحكم الذاتي الـذي تقدم به المغرب «واضــــح وثـــابـــت»، مــا يــحــور نــوعــا مــا المـوقـف 2007 فـــــي الـفـرنـسـي الــســابــق، حـيـث دعــمــت فـرنـسـا دومــــا المـقـاربـة الدولية مع تقييمها الإيجابي لما طرحته الرباط. وبتعبير قاطع لما تلتزم به فرنسا من الآن فصاعداً، كتب مـاكـرون أن «حـاضـر ومستقبل الـصـحـراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية»، وأن باريس«تعتزم الــتــحــرك فـــي انــســجــام مـــع هـــذا المـــوقـــف عـلـى المـسـتـويـ الـوطـنـي والـــدولـــي». كـمـا حـــرص مــاكــرون عـلـى الإشـــارة إلـــى أنـــه «مـــن الـــضـــروري مـواصـلـة التنمية الاقـتـصـاديـة والاجتماعية لهذه المنطقة»، منوها «بجهود المغرب» على هـذا الصعيد، ووعـد بـأن فرنسا «ستواكب المغرب في هذه الخطوات لفائدة السكان المحليين». وسـابـقـا، كـانـت بـاريـس تـقـول إن المخطط المغربي يـشـكـل «قــــاعــــدة جـــديـــة وذات مـــصـــداقـــيـــة»، لإيـــجـــاد حل لمـعـضـلـة الـــصـــحـــراء، ولــكــن لـيـسـت الــقــاعــدة «الــوحــيــدة» للحل. وإذ شـدد ماكرون على «ثبات الموقف الفرنسي» إزاء مـــا ســمــاه «تـــحـــدي الأمــــن الــوطــنــي» لـلـمـغـرب، رأى أنـه «حـان الوقت لإحــراز» تقدم على طريق الحل، داعيا «كافة الأطـــراف إلـى الاجتماع من أجـل حل سياسي هو في متناول اليد». حقيقة الأمر أن باريس تريد أن تدرج مقاربتها الجديدة في سياق «البراغماتية»، باعتبار أن ما يطرحه المغرب هو أكثر المقترحات جدية، وأنه يحظى بدعم متزايد من قبل الأسرة الدولية، ومنها في أفريقيا، بل إنها ترى فيه المخرج «الوحيد» من الأزمة المتواصلة عاما ولا أفـق حـل لها. ويـبـدو أن الرئيس 50 منذ نحو مـاكـرون يريد «حماية» موقف بــاده بحديثه عـن «حل سياسي عادل، مستدام ومتفاوض بشأنه طبقا لقرارات مـجـلـس الأمــــن الــتــابــع لــ مــم المـــتـــحـــدة». إلا أنــــه يــســارع لقول عكس ذلـك عندما يجزم بـأن الحل الوحيد الممكن يكمن في الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء تحت السيادة المغربية. وبكلم آخــر، فـإن مـاكـرون يصطف عمليا إلى جانب المغرب، بل إنه يعد بالترويج للحل الذي تعرضه عاما. ولا شك أن موقف باريس الأخير 17 الـربـاط منذ سيعزز علقاتها مع الرباط، وستكون ترجمته العملية قيام الرئيس ماكرون بزيارة رسمية «الأرجــح أن تكون زيارة دولة»، بعد ثلثة أعوام من العلقات الباردة. وأكــــــــدت صــحــيــفــة «لـــــو مــــونــــد» فــــي عــــددهــــا لــيــوم الاثنين أن «تغير» الموقف الفرنسي بـرز مع زيــارة وزير الخارجية، ستيفان سيجورنيه، إلــى الـربـاط فـي شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث رأى أن «الصحراء الغربية مسألة وجودية» بالنسبة للمغرب، وأن باريس حضرت الأرضية لهذا التغيير منذ ربيع العام الماضي. وأفادت الـصـحـيـفـة نفسها بـــأن الإلــيــزيــه دعـــا رؤســــاء الـشـركـات الكبرى إلى اجتماع مع المستشار الدبلوماسي لماكرون، حــيــث أخـــبـــرهـــم الأخـــيـــر بـالـتـغـيـر المـــرتـــقـــب فـــي سـيـاسـة باريس، وأكد لهم أن زيارة ماكرون للرباط قائمة، ومن المنتظر أن تتم قبل نهاية الـعـام الـحـالـي، ومــا تنتظره فرنسا هو تلقي الدعوة الرسمية لإتمامها. كـــان مــن الطبيعي أن تعبر الـــربـــاط عــن ترحيبها وارتياحها إزاء الانعطافة الحادة في الموقف الفرنسي. وصدر بيان عن الديوان الملكي المغربي رأى أن ما قامت بـه بـاريـس يشكل «تــطــوراً مهما وبـالـغ الــدلالــة فـي دعم السيادة المغربية على الصحراء». ولم يتأخر رد فعل الجزائر حتى قبل نشر الرسالة الـرئـاسـيـة، حيث سـارعـت وزارة الـخـارجـيـة إلــى إصــدار بــيــان، الخميس المــاضــي، أعــربــت فـيـه «عـــن استنكارها لقرار الحكومة الفرنسية الاعتراف بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية». وبعد ذيوع خبر رسالة ماكرون رسميا، الثلثاء، صــــدر عـــن وزارة الــخــارجــيــة بـــيـــان أفـــــاد بــــأن الـحـكـومـة الــجــزائــريــة قــــررت سـحـب سـفـيـرهـا المـعـتـمـد فــي بـاريـس بـــــ«أثــــر فـــــــوري». وقـــــال الـــبـــيـــان: «لـــقـــد أقـــدمـــت الـحـكـومـة الفرنسية على إعلن تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروضفرضا في إقليم الصحراء الغربية. وهـذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية، باستخفاف واسـتـهـتـار كبيرين دون تقييم متبصر للعواقب التي تسفر عنها». واتهم البيان باريس بـ«انتهاك الشرعية الــدولــيــة، والـتـنـكـر لـحـق الـشـعـب الــصــحــراوي فــي تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والـدؤوبـة، التي تـبـذلـهـا الأمــــم المـتـحـدة بــهــدف اسـتـكـمـال مــســار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلً عن أنها تتنصل مـــن مــســؤولــيــاتــهــا الــخــاصــة المــتــرتــبــة عــلــى عـضـويـتـهـا الدائمة في مجلس الأمن». ومع هذا التطور، تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون المؤجلة إلى باريس قد دخلت في غياهب النسيان. باريس: ميشال أبو نجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky