issue16682

الثقافة CULTURE 18 Issue 16682 - العدد Wednesday - 2024/7/31 الأربعاء ماريو فارغاسيوسا علىالمحك نيرودا عندما كنت صبيّاً أجوب أزقة كوتشابامبا في بوليفيا، حيث أمضيت السنوات العشر الأولـى من عمري، كانت أمي تواظب كل يوم على مطالعة صفحات من كتاب «عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة» لبابلو نـيـرودا. يومها كنت في بداية عهدي بـالـقـراءة، ومبهوراً بالشغف الــذي تبديه والـدتـي بتلك الصفحات التي حـاولـت أنا أيـضـ قـراءتـهـا، رغــم أنـهـا كـانـت منعتني مـن ذلــك بحجة أنـهـا قصائد غير صالحة للصغار. لكن ذلك الحظر زاد من جاذبية تلك الأشعار، وأضفى عليها هالة من السحر والتشويق. ورحت أسترق قراءتها، من غير أن أفقه معانيها ومقاصدها، لكن على يقين مـن أن بعض صـورهـا مثل «جـسـدي الـكـاسـر يــهــزّك/ فيقفز الجنين مـن أعماق التراب»، هي بطاقة دخول إلى عالم الخطيئة. كان نيرودا أول شاعر حفظت أشعاره التي كنت أتلوها على مسامع الفتيات اللواتي يقعن في حبي، والــذي حاولت تقليده عندما بــدأت أحبو في عالم الشعر، والــشــاعــر الملحمي والـــثـــوري الـــذي رافـقـنـي عـلـى مـقـاعـد الـجـامـعـة، وخــصّــب أفـكـاري السياسية وانـخـراطـي فـي تنظيم «كــاويــدي» إبّـــان سـنـوات القمع الـدكـتـاتـوري. وفي الاجتماعات السرية التي كانت تعقدها خليّتي، كنّا في بعض الأحيان نتوقف عن قراءة أعمال لينين ونتلو في حال من الانتشاء صفحات من «إسبانيا في القلب» أو «النشيد العام». بعد ذلك، وكنت قد بلغت مرحلة الشباب وصرت أختار مطالعاتي بعناية، ومتبرماً من شعر البروباغاندا، بقي نيرودا شاعري المفضّل متفوقاً على سيزار فايخو الذي كان الأيقونة الشعرية الأخرى في سنين الصبا. لكن لم يعد نيرودا «النشيد العام»، بل صاحب «إقامة في الأرض» الذي قرأته مراراً كما فعلت مع أشعار غونغورا وبودلير وروبــ داريّـــو، والــذي ما زالـت بعض قصائده تكهرب مشاعري وتدفق السعادة والنشوة في عروقي. العبقرية في جميع ميادين الإبـداع الفني هي بمثابة الشذوذ الذي يستعصي إدراكه بأسلحة العقل والفطنة، لكنها في الشعر أكثر من ذلك. هي موهبة نادرة، تكاد تكون خارقة يستجلب توصيفها اللجوء إلى نعوت من عالم آخر. تعرفت شخصياً على نيرودا في باريس أواسط ستينات القرن الماضي في منزل خورخي إدواردز، ومـا زلـت إلـى اليوم أتذكر ذلـك الانفعال الـذي شعرت به أمـام ذلك الرجل الذي كتب تلك القصائد التي هي أشبه بمحيط من البحار التي لا نهاية لها من أصناف الحيوان والنبات والأعماق السحيقة والكنوز المتراكمة. وقد ربط الانفعال لساني لفترة قبل أن أتمكن مـن تمتمة بعض عـبـارات الإعـجـاب التي كانت تقع في مسمعه بشكل طبيعي لكثرة ما سمعها من قبل، فيما كان يدعو إلى التهام الطعام الشهي الذي أعدّه لنا خورخي إدواردز وزوجته. كان سميناً، وظريفاً، ومرحاً، ومغروراً وشرهاً، يبذل جهداً كبيراً ليشعر محدثه بالارتياح أمام هذا الحضور المهيب. رغم الصداقة الوطيدة التي قامت بيننا، أعتقد أنه الكاتب الوحيد الذي لم أشعر أبـداً بالندّية معه، والــذي برغم ما كـان يبديه نحوي من مـودة وسخاء في المعاملة، كنت دائماً أتصرف أمامه متأرجحاً بين الرهبة والتبجيل. كانت شخصيته تبعث على الافتنان والفضول قدر شعره تقريباً. كان يفاخر بعدم اكتراثه بتأويلات النقّاد المعقدة، وعندما كان يطرح أحدهم أمامه موضوعاً تجريدياً، أو عاماً للحوار الفكري، كتلك المـوضـوعـات الـتـي كــان أوكتافيو بــاث مـثـً يتألق ويبهر فـي مناقشتها، كان الحزن ينسدل على وجه نيرودا وسرعان ما يتدبر أمره ليدفع الحديث نحو شؤون الحياة العادية البسيطة والطرائف والتعليقات المبتذلة. كان يجهد للظهور بسيطاً، مباشراً ودنيوياً إلى أبعد الحدود، وبعيداً كل البعد عن أولئك الكتّاب الذين يفضلون الكتب على الحياة ويقولون، مثل خورخي بورخيس، «قرأت الكثير وعشت القليل». كان يحرص على إقناع الجميع بأنه عاش كثيراً وقرأ قليلاً، وكانت الإشارات الأدبية نـادرة جداً في أحاديثه. وعندما كان يعرض باعتزاز أمـام ضيوفه تلك المخطوطات والنسخ النفيسة التي جمعها في مكتبته الرائعة، كان يتحاشى إبداء آرائه الأدبية بشأنها، ويكتفي بالتركيز على النواحي المادية والجمالية فيها. لكن ذلك كان من باب التصنّع والادعاء، لأنه لو لم يكن قد قرأ كثيراً واستوعب صفوة الأدب الكبير، وتأمل بعمق وكثافة، ما كـان بوسعه أن يحدث ثـورة في الشعر المكتوب باللغة الإسبانية كما فعل، وما كان كتب تلك القصائد المتنوعة والخالدة التي تركها لنا. كان يعتبر أن الخطر الأكبر الذي يواجه الشاعر هو التقوقع داخل قفص الأفكار والتعابير المجردة. لأن ذلك يفقد الكلمة حيويتها ويقصي الشعر عن الحياة الحقيقية. لكنه كــان صـادقـ فـي حبه لـلـمـادة، ولـأشـيـاء، ولكل مـا يمكن لمسه، أو رؤيته وشــمّـه، وأحـيـانـ شـربـه أو أكـلـه. كـل المــنـازل الـتـي ملكها نــيــرودا، بخاصة منزله في «الــجــزيــرة الـــســـوداء»، كـانـت إبـــداعـــات شخصية بــــارزة تــذكّــر بـأفـضـل قـصـائـده. كـان يهوى جمع كل شيء تقريباً، من التماثيل الخشبية التي تزيّن السفن إلى القوارب الصغيرة، ومـن الفراشات الـنـادرة إلـى الأصفاد البحرية، ومـن الأدوات الحرفية إلى اللوحات الفنية التي تمل المنازل التي عاش فيها. كان ثاقب النظرة في رصد الأشياء الاستثنائية والخارجة عن المألوف، يحاول بشتى الوسائل أن يحصل على ما يعجبه أو يثير فضوله. وأذكر رسالة كتبها إلى خورخي إدواردز يطلب إليه فيها أن يذهب إلى لندن ويشتري له طبلة كان شاهدها في أحد المتاجر خلال مروره في العاصمة البريطانية «لأن الحياة لا تعاش من غير طبول». وفي «الجزيرة السوداء» كان ينفخ البوق في الصباح، ثم يعتمر قبعة بحرية، وعلى سارية الشاطئ يرفع رايته التي كانت على شكل سمكة. رؤية نيرودا يلتهم الطعام كانت مشهداً مثيراً بذاته. أذكر أني بعد أن تعرفت عليه في باريس، أجريت معه مقابلة للإذاعة الفرنسية، وطلبت إليه أن يتلو قصيدة «العاهل الـشـاب» مـن ديـــوان «إقـامـة فـي الأرض». لكن مـا إن بـدأ يقرأها حتى توقف وتنبّه قائلاً «لكن هذه قصيدة نثرية!». عندها شعرت بدهشة عميقة أمام نسيانه أن تلك القصيدة التي هي من عيون الشعر العالمي وخرجت من ريشته هي نثرية. بعد المقابلة طلب أن نذهب لتناول المأكولات العربية في مطعم مغربي على أطراف شارع «القيثارة». وعندما جلسنا إلى المائدة، أعاد الشوكة وطلب ملعقة ثانية، ثم راح يلتهم الطعام بالملعقتين، منسلخاً عن كل ما حوله ومغموراً بحبور لا يوصف. الجلوس في حضرة نيرودا وهو يتناول الطعام يعطيك الانطباع بأن الحياة تستحق أن نعيشها، وأن السعادة ممكنة، وأن سرها يكمن في الطناجر العامرة. لــم يـكـن نــيــرودا فــي مـنـأى عــن الـحـسـد والـضـغـائـن لمــا أصـــاب مــن شـهـرة واسـعـة ونـجـاح، لكنه لم يكن يكترث لذلك، وعندما اقتضى الأمــر كـان بارعاً في الـدفـاع عن نفسه، حتى في قصائده التي خصص بعضها لهجاء خصومه. في السنوات الأخيرة من حياته كان قد نسي خلافاته، وأصلح علاقاته بجميع خصومه، وأراد أن يشعر بمحبة الجميع له. بقي وفيّاً للحزب الشيوعي، لكن قناعاته العقائدية المتشددة التي رافقته في شبابه كانت قد تسللت إليها التساؤلات والشكوك بعد ما شاهده في البلدان الشيوعية. ليس في اللغة الإسبانية نتاج شعري أسخى وأشهى وأوســع من الــذي تركه لنا نيرودا. الحالة الوحيدة التي أعرفها قابلة للمقارنة به باللغات الأخرى هي حالة الرومانسي الفرنسي الكبير فكتور هوغو. جزء من جرّة مختومة بنقش تصويري ما سرّ النسر الجارح في فيلكا؟ يـــحـــتـــفـــظ مـــتـــحـــف الــــكــــويــــت الـــوطـــنـــي بقطعة مهشّمة مـن الطين المـحـروق تحمل نــقــشــ نـــاتـــئـــ يــمــثــل ســلــســلــة مــــن الــطــيــور الجارحة تنقض في حركة واحدة وجامعة على فرائس من ذوات الأربـع القوائم. عُثر على هــذه القطعة فـي جـزيـرة فيلكا، وهي جزء من جرة بقيت منها مجموعة صغيرة من الكسور المبعثرة تمّ جمعها وترميمها، والـــصـــورة المـنـقـوشـة الـتـي تـزيّـنـهـا مــا هي فـي الــواقــع إلاّ صـــورة طُبعت على مادتها الطينية اللزجة قبل حرقها، وفقاً لتقنية معروفة شاعت في الشرق الأوسط القديم. اكتُشفت هذه القطعة الطينية المميّزة . خـ ل أعـمـال التنقيب التي 1988 فـي عـام قــامــت بـهـا بـعـثـة فـرنـسـيـة فـــي تـــل يـقـع في الزاوية الجنوبية الغربية من فيلكا، يضمّ أهـم المعالم الأثـريـة في هـذه الجزيرة. عُثر عـــلـــى هـــــذه الــقــطــعــة فــــي بـــنـــاء ذي أرضـــيـــة مـربّـعـة يبلغ ضلعها نـحـو عـشـريـن مـتـراً، قبل الميلاد، واستخدم 1900 شُيّد في عام عـــلـــى مــــــدى أربـــــعـــــة قـــــــــرون، هُــــجــــر بــعــدهــا وتـحـوّل إلـى خربة غمرتها الـرمـال. عمدت الـبـعـثـة الــفــرنــســيــة إلــــى مــســح هــــذا الـبـنـاء الـــــذي يـــجـــاور مـنـطـقـة اسـتـكـشـفـتـهـا بعثة دنماركية ثم بعثة أميركية، وجمعت كل ما عثرت عليه من لقى أثرية تعود إلى أثاثه، وتـبـّ أن هــذه الغلّة تتكون مـن مجموعة صغيرة من الكسور، منها تلك التي تكوّنت مـنـهـا الـقـطـعـة الـطـيـنـيـة المــخــتــومــة بنقش تصويري. تــشــكّــل هــــذه الــقــطــعــة جـــــزءاً مـــن جــرة طــيــنــيــة مـــهـــشّـــمـــة بـــقـــيـــت مـــنـــهـــا بـــضـــع مـن الـكـسـور المـبـعـثـرة، وتـكـمـن قيمتها الفنية فـــي الـــصـــورة الـنـاتـئـة الــتــي تــزيّــنــهــا، وفـقـ لتقليد اســتــخــدم لـتـحـديـد هـــويّـــة صـاحـب القطعة المختومة. تمتدّ هذه الصورة على سنتمتراً، 15 مساحة يبلغ عرضها نحو وتــمــثــل سـلـسـلـة مـــن خـمـسـة طــيــور كـبـيـرة يــنــقــض كــــل مــنــهــا عـــلـــى حــــيــــوان مــــن ذوي الأربــــع الــقــوائــم فــي حـركـة واحــــدة جامعة. تظهر أربعة من هـذه الطيور مع فرائسها بــشــكــل كــــامــــل، ويـــتـــضـــح أنـــهـــا تـــعـــود إلـــى خــتــم يـحـمـل صـــورتـــ تــتــشــابــهــان بشكل كــبــيــر، غــيــر أنــهــمــا لا تــتــمــاثــ ن كــلــيــ . في كـلـتـا الـــصـــورتـــ ، يـحـضـر الــطــيــر الــجــارح فـــــوق فــريــســتــه بــشــكــل مـــتـــطـــابـــق، غـــيـــر أن الـتـبـايـن يـكـمـن فـــي الـعـنـاصـر الــتــي تحتل القسم الأعـلـى مـن التأليف. فـي واحـــدة من الـصـورتـ ، يظهر قــرص على شكل زهـرة مــحــوّرة هندسياً تتكون مـن عشر بتلات، يجاورها هلال أفقي بسيط. وفي الصورة الأخـــرى، يظهر قـرص حلزوني يمثل على ما يبدو ثعباناً يلتفّ حـول نفسه مشكّلاً ثـــ ث حـلـقـات حـلـزونـيـة نـاتـئـة متلاصقة. في كل من الصورتين المتشابهتين، يستقر القرص بين جناحي الطير المبسوطَين في الفراغ. يتميّز هذا الطير الجارح بعنق طويل وبـذنـب مثلّث على شكل مـروحـة تعلوها ستة شـقـوق مـتـوازيـة تمثّل ريـشـهـا، وفقاً لأسـلـوب اتُـبـع كـذلـك فـي تصوير جناحيه الـكـبـيـريـن. فــي المــقــابــل، يـتـكـوّن الــــرأس من دائرة تتوسّطها دائرة صغيرة تمثّل العين، تـحـدهـا كتلة أفـقـيـة مـقـوّسـة الــطــرف تمثّل المنقار. ويوحي شكل هذا الطائر المفترس بأنه من فصيلة النسور. ينقضهذا النسر على فريسة يتكون رأسـهـا كذلك مـن كتلة بـيـضـاويـة تـتـوسّـطـهـا عــ دائـــريـــة. تظهر هـذه الفريسة جاثية على قوائمها الأربـع المـنـثـنـيـة، ويـظـهـر ذيـلـهـا مـمـتـداً أفـقـيـ من خلفها، ويوحي شكلها بأنها من فصيلة العجول. تتكرّر صورة النسر المنقض على الـعـجـل فـــي سـلـسـلـة تـشـكـل شـريـطـ يـحـده أعـــ ه وأسـفـلـه سطر بسيط مـجـرّد مـن أي زخرفة، ويشكّل هذا الشريط ختماً يخصّ صاحب الجرة المهشّمة التي فقدت معالمها. يـصـعـب تــأريــخ هـــذه الـــجـــرة، والأكــيــد أنــهــا تــعــود إلـــى زمـــن الــبــنــاء الــــذي شكّلت جزءاً من أثاثه، وهو بناء ذو وظيفة دينية كما يبدو، أنشئ يوم كانت فيلكا حاضرة من حواضر إقليم عُرف باسم دلمـون، امتدّ على ساحل شبه الجزيرة العربية، وشكّل حـــلـــقـــة وصــــــل بــــ بــــــ د الــــشــــرق الأوســــــط والأدنـــــى مــن جــهــة، وبــــ د الـهـنـد مــن جهة أخـــــرى. لا نـجـد مـــا يـمـاثـل هـــذه الـــجـــرة في ميراث فيلكا، ويبدو أنها تتبع تقليداً عُرف بشكل محدود للغاية في دلمون، وشواهده في هذا العالم معدودة، وتتمثل في ثلاثة نماذج خرجت من البحرين، تحمل صوراً مـخـتـومـة تختلف بـشـكـل جــــذري عــن ختم جرة فيلكا. من العالم الدلموني المتعدد الأقطاب، خرج كمّ هائل من الأختام الدائرية المزينة بالنقوش المـتـعـدّدة الـصـور والمـعـالـم، غير أن صـــــورة الــنــســر المــنــقــض عــلــى فـريـسـتـه تـبـدو غـائـبـة كلياً عــن هـــذا الـنـتـاج الـثـري. تــظــهــر هـــــذه الـــــصـــــورة بــشــكــل اســتــثــنــائــي عـلـى خـتـم أســطــوانـي مـحـفـوظ فــي متحف كالوست غولبنكيان فـي مدينة لشبونة، وفـيـهـا يــبــدو الـنـسـر مـنـقـضـ عـلـى فريسة يـعـلـو رأســـهـــا قـــرنـــان طـــويـــ ن، إلـــى جـانـب غـــزال يـديـر رأســـه إلــى الــــوراء، متطلّعاً في اتــجــاه الـطـيـر الـــجـــارح. يُـنـسـب هـــذا الختم إلـى مـيـراث مملكة ميتاني التي قامت في شـمـال الـهـ ل الخصيب، غير أن الـدراسـة المتأنية تُظهر أنه يحمل مؤثرات خارجية، وهـو على الأرجــح من نتاج الألفية الأولـى قبل الميلاد، أي إلى حقبة لاحقة لتلك التي تعود إليها جرة فيلكا. كــذلــك، تـظـهـر صــــورة الـنـسـر المنقض عـــلـــى طــــريــــدتــــه المــــــذعــــــورة عـــلـــى خـــتـــم مـن مجموعة المستشرق الفرنسي لـويـس دو كـلـيـرك يُـنـسـب إلـــى شـبـه الـــقـــارة الـهـنـديـة، وفــيــهــا تــحــلّ ضــمــن سـلـسـلـة مـــن المـشـاهـد المـتـنـوعـة عـلـى لـــوح مستطيل يـتـألـف من شـريـطـ مـــتـــوازيـــ . يـحـضـر الـنـسـر هنا فـــوق دابــــة مـــن فـصـيـلـة الــحَــريــش الشهير بوحيد قرن في تأليف غير مألوف يعكس عــلــى الأرجــــــح مــــؤثــــرات خـــارجـــيـــة يصعب تــحــديــدهــا بـــدقـــة، ويــــرى الــبــعــض أن هــذه المـؤثـرات تعود إلـى ميراث آسيا الوسطى المتعدّد الأقاليم. فــــي الـــخـــ صـــة، نـــســـب الـــبـــعـــضجـــرة فيلكا المختومة عند اكتشافها إلى الشرق الأوسط، ونسبها البعض الآخر لاحقاً إلى شبه القارة الهندية، ويرى بعض البحاثة اليوم أنها تعود تحديداً إلى جنوب آسيا الوسطى، وإلـى حضارة أطلق عليها اسم أوكـــســـوس، نـسـبـة إلـــى الـنـهـر الــــذي يشكل الــــحــــد الـــفـــاصـــل بــــ كــــل مــــن أفــغــانــســتــان وأوزبكستان وطاجيكستان. تـبـقـى هــــذه الــــقــــراءات افــتــراضــيــة في غــيــاب شــواهــد أثــريــة تـمـاثـل فــي تكوينها وفــي ختمها جــرة فيلكا، وفــي خضم هذا السجال المفتوح، تشكّل هذه الجرة سؤالاً احتار أهل الاختصاص في الإجابة عنه. قطعة أثرية من جزيرة فيلكا محفوظة في متحف الكويت الوطني محمود الزيباوي يتميّز الطير الجارح بعنق طويل وبذنب مثلّثعلى شكل مروحة تعلوها ستة شقوق متوازية تمثّل ريشها جائزة الملتقى للقصة القصيرة تعقد دورتها السابعة إصدار توثيقي للمشهد الطبيعي في فلسطين تعقد جـائـزة الملتقى للقصة الـــــقـــــصـــــيـــــرة الـــــعـــــربـــــيـــــة دورتــــــهــــــا )، بتعاون 2024–2023( السابعة ثــــقــــافــــي مــــــع المــــجــــلــــس الــــوطــــنــــي لــــلــــثــــقــــافــــة والــــــفــــــنــــــون والآداب، بـــمـــنـــاســـبـــة اخـــــتـــــيـــــار «الــــكــــويــــت عاصمة للثقافة العربية». وكان باب الترشيح للجائزة مايو (أيـــار) حتى 15 قد فُتح من ، وبـعـد 2024 ) يـولـيـو (تـــمـــوز 15 فـــرز الأعـــمـــال المــتــقــدّمــة، وتـحـديـد الأعـــــــمـــــــال المــــســــتــــوفــــيــــة لــــشــــروط الترشح، تبّ أن العدد الإجمالي لــلــمــتــرشــحــ لـــهـــذه الــــــــدورة هـو قُطر عربي 18 مترشّحاً مـن 133 وأجـــنـــبـــي، وبـــلـــغ عـــــدد الـــســـيـــدات 45 المـــشـــاركـــات فـــي هــــذه الـــــــدورة مـــتـــرشـــحـــة، وبـــنــســبـــة تـــصـــل إلـــى %، وهـــي أعـلـى نسبة حضور 34 نسائي في دورات الجائزة. وقــد اخـتـار مجلس الجائزة الاستشاري للجنة تحكيم الدورة السابعة كــً مـن الــروائــي د.أمـيـر تــــاج الـــســـر، رئـــيـــســـ ، والأعــــضــــاء: د.نــــــــورة الـــقـــحـــطـــانـــي، أكــاديــمــيــة ونــــــاقــــــدة، ود.شــــــريــــــف الــــجــــيّــــار، أكــــاديــــمــــي، ومـــحـــمـــد الــيــحــيــائــي، كــاتــب وإعـــ مـــي، وفــهــد الـهـنـدال، ناقد وإعلامي. وســــيــــكــــون إعـــــــــ ن الـــقـــائـــمـــة ديـسـمـبـر 17 الـــطـــويـــلـــة بـــتـــاريـــخ . والـقـائـمـة 2024 ) (كـــانـــون الأول يـــنـــايـــر 17 الــــقــــصــــيــــرة بـــــتـــــاريـــــخ . وتـنـظـم 2025 ) (كـــانـــون الـــثـــانـــي احــتــفــالــيــة الـــجـــائـــزة فـــي المـجـلـس الوطني للثقافة والفنون والآداب فـبـرايـر (شـبـاط) 17 الكويتي فـي .2025 صــــدر حــديــثــ عـــن مــؤســســة الـــدراســـات الـفـلـسـطـيـنـيـة كــتــاب «أنــــا والأرض» للفنان الفلسطيني نبيل عناني. عــــــمــــــً فـــنـــيـــ 183 ويــــــضــــــم الــــــكــــــتــــــاب يُـــبـــرز المــشــهــد الــطــبـيــعـي فـــي فـلـسـطـ منذ الـسـبـعـيـنـات حـتـى الـــيـــوم. اخـــتـــارت لـوحـات الكتاب رنا عناني، وهي تعكس رحلة الفنان في رسم المشهد الطبيعي الفلسطيني، وفق تسلسل زمني، يُظهر المراحل التراكمية التي مــــرّ بـهــا الــفــنــان، وتـــطـــوّر دراســــاتــــه الـلـونـيـة والشكلية وتجاربه المتنوعة في التقنيات، بــمــا فـــي ذلــــك اســـتـــخـــدام مـــــواد طـبـيـعـيـة من الأرض. كــــانــــت مـــقـــدمـــة الـــكـــتـــاب لـــعــبـــد الـــرحـــيــم الشيخ، الشاعر وأستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة «بير زيــت»، وقــال فيها إن الكتاب هو «تمرين على النظر في جسد الفلسطيني الذيصار مشهداً، ومشهده الذي صـار جسداً يــردّد حكمة أبـي العلاء المعري: جسدي خرقة تُخاط إلى الأرض، فيا خائط الخلائق خِطني. في حكاية جميلة، قوامها الحب والحرب، لا بدء لها ولا انتهاء»، بينما ذكرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية أن هذا الإصدار «يمثّل فعلاً مضاداً لمحاولات طمس التراث المستمرة، وعمليات تغيير تضاريس الأرض الــفــلــســطــيــنــيــة، فــــي ظــــل المــــحــــاولات الاسـتـعـمـاريـة الصهيونية لـ سـتـيـ ء على الأرض. يـعـدّ الـكـتـاب سـجـً لونياً للمشهد الفلسطيني، الذي شكّل الإلهام الأكبر لإنتاج الفنان، خلال مسيرة امتدت لخمسة عقود». في عمواس، 1943 وُلد نبيل عناني عام فلسطين. بـدأ حياته المهنية فناناً ومـدرّسـ للفنون في كلية العلوم التربوية في رام الله. التي يعيش فيها حالياً. عُرضت أعماله في أوروبــــا وأمـيـركـا الشمالية وشـمـال أفريقيا والــــيــــابــــان، وفــــي عــــدد مـــن المـــتـــاحـــف ومـنـهـا متحف آغا خان في كندا، والمتحف الوطني الأردني. الكويت: «الشرق الأوسط» بيروت: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky