issue16681

بعد انقضاء أكثر من عامين على إعلان التهدئة التي رعتها الأمـم المتحدة في اليمن، وتـأكـيـد مجلس الــقــيــادة الــرئــاســي جاهزيته لـتـحـقـيـق الـــســـ م مـــع جــمــاعــة الـــحـــوثـــي، أدى تحريك الملف الاقـتـصـادي إلـى فتح نـافـذة في جدار الصراع، وذلك بعد الاتفاق الأخير على خـفـض المــواجــهــة الاقــتــصــاديــة المـسـتـنـد على خـريـطـة الـطـريـق الــتــي كــانــت حصيلة جهود بذلتها السعودية وعُمان. وكــــــان الـــتـــوتـــر الــــــذي طـــبـــع الـــعـــ قـــة بـ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الــحــوثــي فـــي الــجــولــة الأخـــيـــرة مـــن المــواجــهــة الاقــتــصــاديــة فـــي مــــارس (آذار) المـــاضـــي أثـــار المــخــاوف مـن حـــدوث انتكاسة لمـسـار الـسـ م، بعد أن أقدم الحوثيون على سك عملة معدنية مـن دون موافقة البنك المـركـزي فـي عــدن، وما تبع ذلك من إجراءات. غـــــيـــــر أن اتـــــــفـــــــاق تــــخــــفــــيــــف المـــــواجـــــهـــــة الاقتصادية عـاد ليفتح بـاب الأمــل مـن جديد أمـــــام اســتــئــنــاف مـــســـار الـــســـ م اســـتـــنـــاداً إلــى خـــريـــطـــة الــــطــــريــــق الــــتــــي كــــــان مـــــن المـــفـــتـــرض التوقيع عليها مطلع العام الحالي لولا ذهاب الحوثيين نحو اسـتـهـداف حـركـة المـ حـة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. وكما جرت العادة عند كل اتفاق سارعت الحكومة اليمنية إلى تنفيذ التزاماتها حيث تم إيقاف الإجراءات التي اتخذت بحق البنوك الـــتـــجـــاريـــة فــــي مـــنـــاطـــق ســـيـــطـــرة الــحــوثــيــ . فــي وقـــت اسـتـأنـفـت شــركــة الـخـطـوط الـجـويـة رحـــ تـــهـــا الـــتـــجـــاريـــة مـــن مـــطـــار صــنــعــاء إلــى الأردن بـــواقـــع ثــــ ث رحـــــ ت فـــي الـــيـــوم بــدل رحلة واحـدة، على أن يتم استئناف الرحلات التجارية إلــى الـقـاهـرة خــ ل أيــام بعد توقف نحو ثمانية أعــوام بواقع رحلة يومية، وكذا تسيير رحلتين في الأسبوع إلى الهند للمرة الأولــــــى مــنــذ إيـــقـــاف الــــرحــــ ت عــقــب سـيـطـرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في .2014 ) سبتمبر (أيلول ووســـــــط أنــــبــــاء عــــن قــــــرب الاتـــــفـــــاق عـلـى تـصـديـر الـنـفـط فــي الـيـمـن والـــتـــزام الحوثيين بـــــوقـــــف اســـــتـــــهـــــداف مــــــوانــــــئ الــــتــــصــــديــــر فــي مـــحـــافـــظـــتـــي حــــضــــرمــــوت وشــــــبــــــوة، يــنــتــظــر اليمنيون الإعـــ ن عـن مـوعـد عقد المـحـادثـات الاقـتـصـاديـة والـتـي يفترض أن تناقش ملف التعقيدات الاقـتـصـاديـة الأسـاسـيـة والمتمثلة بـــانـــقـــســـام الــعــمــلــة والـــبـــنـــك المـــــركـــــزي، ومــلــف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين والمــقــطــوعــة مــنــذ ثــمــانــيــة أعـــــــوام، إلــــى جـانـب مناقشة استئناف تصدير الغاز المسال وهي العملية الـتـي توقفت مـع بـدايـة الـحـرب التي فجرها الحوثيون. ورغــــم الــتــحــديــات الـكـبـيـرة الــتــي تـواجـه المـــلـــف الاقـــتـــصـــادي وكــيــفــيــة اقـــتـــســـام المـــــوارد إلــى حـ انـتـهـاء الــحــوار السياسي وتشكيل حـكـومـة انـتـقـالـيـة، فـــإن الـكـثـيـر مـــن اليمنيين يـــرون أنــه بـالإمـكـان تحقيق اخــتــراق مهم في هذا الملف إذا ما تم التوافق على توحيد البنك المركزي والعملة. ويعتقد مـراقـبـون اقـتـصـاديـون أن بقية التفاصيل يمكن التوافق بشأنها، بخاصة أن الـقـدرات الاقتصادية للبلاد متواضعة حيث ألف برميل 125 لا يزيد إنتاجها النفطي عن 70 قــبــل انـــــدلاع الـــحـــرب فـــي حـــ لـــم يــــزد عـــن ألف برميل عند استئناف التصدير في العام ، إضـافـة إلــى اسـتـحـواذ التحالف الـذي 2019 تـقـوده شركة «تـوتـال» الفرنسية على معظم كمية الغاز المسال الذي يتم تصديره. وقـــــــال مــــســــؤولــــون يـــمـــنـــيـــون لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» إن الأضــــــرار الــكــبــيــرة الـــتـــي لحقت بالاقتصاد الوطني نتيجة المغامرة الانقلابية للحوثيين والـحـرب التي نتجت عنها تجعل من الصعب على البلاد التعافي من دون دعم إقليمي ودولي. ويـعـتـقـدون أن هـــذا الــدعــم سيخفف من حدة التجاذبات بين الأطراف السياسية حول المـــوارد، مؤكدين أن انهيار مؤسسات الدولة عقب الانـقـ ب الحوثي والمـواجـهـات المسلحة ألــحــقــت أضــــــراراً بــالــغــة بــآلــيــات جــمــع المــــوارد المــالــيــة لـلـحـكـومـة، وهــــذا سـيـشـكـل واحـــــداً من التحديات التي ينبغي الاتفاق عليها ووضع تصور واضح وفاعل لمعالجتها. وبـالـنـظـر إلـــى سـجـل الـحـوثـيـ الـحـافـل بـالـتـنـصـل مـــن الاتـــفـــاقـــات والــتــحــايــل عليها، فـــإن الــجــانــب الـحـكـومـي يــبــدو أكــثــر تـشـاؤمـ بـــخـــصـــوص جــــديــــة الـــحـــوثـــيـــ فـــــي تـحـقـيـق اختراق حقيقي في الملف الاقتصادي. ويــــــرى أحـــــد المــــســــؤولــــ الــيــمــنــيــ أن انقسام العملة أصبح مشكلة حقيقية نتيجة إجــــراءات الحماية الـصـارمـة الـتـي يفرضها الـحـوثـيـون عـلـى الـطـبـعـة الـقـديـمـة منها في مقابل الدولار، ما أوجد فارقاً كبيراً في هذه القيمة مـقـارنـة بمناطق سيطرة الحكومة، وكذلك ما يتعلق بتحصيل الموارد وتوريدها إلــــى حـــســـاب مـــوحـــد، ويـــجـــزم أن الـحـوثـيـ ســـيـــذهـــبـــون إلـــــى المــــحــــادثــــات الاقـــتـــصـــاديـــة للبحث عن مكاسب فقط. 2 أخبار NEWS Issue 16681 - العدد Tuesday - 2024/7/30 الثلاثاء المحادثات الاقتصادية يفترضأن تناقشانقسام العملة والبنك المركزي، وملفات الرواتب وتصدير الغاز المسال ASHARQ AL-AWSAT خريطة السلام تعثرت جراء هجمات الحوثيين على السفن الملف الاقتصادي يفتح نافذة فيجدار الصراع اليمني استئناف الرحلات التجارية منصنعاء وفتح وجهاتسفر جديدة (الخطوط الجوية اليمنية) تعز: محمد ناصر خسائر بشرية ومادية في اليمن جراء الصواعق الرعدية والفيضانات يـــســـتـــبـــشـــر الــــيــــمــــنــــيــــون خـــــيـــــراً بــفــصــل الصيف؛ لأنـه موسم الأمطار في بلد يعتمد غالبية سكانه على الزراعة ويعاني في الوقت نفسه من شح وتراجع المياه الجوفية، إلا إن هذه الأمطار حين تزيد على الحد فغالباً ما تأتي بالخراب، بفعل التغيرات المناخية التي جعلت الـيـمـن فــي المـرتـبـة الـثـالـثـة بــ الـــدول الأكثر عرضة لها، وفق تقارير دولية. وخــــــــ ل الأســـــابـــــيـــــع الأخــــــيــــــرة تــــعــــددت الإحـــصـــاءات المـحـلـيـة حـــول أعــــداد الضحايا بسبب الصواعق الرعدية والسيول الجارفة فــــي مـــنـــاطـــق يــمــنــيــة مـــتـــعـــددة وســـــط غــيــاب الإحصاءات الصادرة عن جهات رسمية. وذكــــــــــرت مـــــصـــــادر مـــحـــلـــيـــة لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــط» أن عـــشـــرات الـــســـكـــان فـــي مــديــريــة الشمايتين التابعة لمحافظة تعز، ومديرية المـــقـــاطـــرة المــــجــــاورة لــهــا فـــي مــحــافــظــة لحج (جنوبي غرب)، أصيبوا جراء سقوط أمطار غــزيــرة مـصـحـوبـة بـحـبـات بـــرد ضـخـمـة، في حـــ تـــعـــرض كــثــيــر مـــن المــمــتــلــكــات لأضــــرار جسيمة. وأفــــاد الـسـكـان فــي المـديـريـتـ بـأن حــجــم حــبــات الـــبـــرد كــــان كــبــيــراً؛ فـــي ظــاهــرة نـــــــادرة، إذ وصــــل حـجـمـهـا إلــــى نــحــو حجم بيضة الدجاجة، وتسببت في تكسير زجاج الـــســـيـــارات ونــــوافــــذ المــــنــــازل وألـــــــواح الـطـاقـة الـشـمـسـيـة وأنــابــيــب نـقـل المـــيـــاه، إلـــى جـانـب إتلاف المزروعات والثمار. كما تسببت صـواعـق رعـديـة مصاحبة لـــتـــلـــك الأمـــــطـــــار فــــي إتـــــــ ف أجــــهــــزة الـــطـــاقـــة الــشــمــســيــة وأجــــهــــزة الــــراديــــو والــتــلــفــزيــون، وتسببت في حرائق محدودة لم تنجم عنها إصابات بشرية أو تدمير منازل. وكـــــان أهـــالـــي المـــديـــريـــتـــ انـــتـــظـــروا هــذه الأمطار أشهراً عدة لبدء موسم زراعة الحبوب التي يعدّ فصل الصيف موسمها الأنسب، إلا إن حـبـات الــبــرد تسببت فــي إتـــ ف الــــزرع في أيامه الأولــى، ما سيضطر كثيراً من المزارعين إلى إعادة زراعته من جديد. مــــحــــافــــظــــات يـــمـــنـــيـــة خــــ ل 5 وشـــــهـــــدت أشخاص؛ بينهم 7 الأسبوعين الماضيين وفـاة أطـــفـــال وامـــــــرأة، وإصـــابـــة الـــعـــشـــرات، بسبب 4 الأمـــــطـــــار المـــوســـمـــيـــة الــــغــــزيــــرة أو الـــصـــواعـــق الرعدية المصاحبة لها. ووفق مصادر محلية، فإن الوفيات وقعت في محافظات ريمة وعمران ولحج وصنعاء وإب. وتــــرجــــح المـــــصـــــادر أن الــــوفــــيــــات بـسـبـب الأمـــطـــار والـــصـــواعـــق خـــ ل الأســابــيــع الـثـ ثـة الأولـــــى مـــن الــشــهــر الــحــالــي وصــلــت إلــــى نحو حـالـة، حيث كـان الأسـبـوع الثاني قـد شهد 30 وفيات؛ منها شخصان في مديرية الطويلة 5 الــتــابــعــة لمــحــافــظــة المـــحـــويـــت (شـــمـــالـــي غــــرب)، والــتــي ضـربـتـهـا عــشــرات الــصــواعــق الـرعـديـة؛ أحدهما معلم توفي جراء الصواعق خلال أول يوم من العام الدراسي الجديد. وقتلت صاعقة رعـديـة فـي محافظة تعز من أبنائه، في حين 4 رجـَ وأصابت زوجته و تـوفـيـت فـتـاة وأصــيــب والـــدهـــا بــجــروح خطرة نـتـيـجـة صــاعــقــة رعـــديـــة ضــربــت مـنـزلـهـمـا في مديرية الجعفرية التابعة لمحافظة ريمة جنوب غربي صنعاء. وخــــــــ ل الأســــــبــــــوع الأخـــــيـــــر مـــــن يـــونـــيـــو (حـــزيـــران) المــاضــي تـحـدثـت وســائــل إعـــ م عن أشخاص في اليوم 5 عدد من الوفيات، بينهم مــا قـبـل الأخــيــر مــن الــشــهــر، إلـــى جــانــب أعــــدادٍ كــبــيــرة مـــن الإصـــــابـــــات، بـــصـــواعـــق رعـــديـــة في محافظات عدة. وطبقاً لما نقلته «رويترز» في حينه، فإن صاعقة رعدية شديدة ضربت تجمعاً للشباب فـي إحـــدى الـقـرى الجبلية، متسببة فـي مقتل اثـــنـــ مــنــهــم وإصــــابــــة اثـــنـــ آخـــريـــن بــجــروح خـــطـــرة، فـــي حـــ تــوفــيــت فــتــاتــان فـــي مـديـريـة كيلومترا جنوب 192( القفر ضمن محافظة إب أشخاص بصواعق رعدية 7 صنعاء) وأُصيب ضـــربـــت قــريــتــهــم. كــمــا لـقـيـت امــــــرأة مـصـرعـهـا ونـــفـــق عـــــدد مــــن مـــواشـــيـــهـــا بـــصـــاعـــقـــة رعـــديـــة شديدة أصابت منزلها في مديرية بني سعد التابعة لمحافظة المحويت. ويـقـول محمد سيف الـجـ ل، الخبير في شؤون الطاقة والكهرباء، إن الصواعق الرعدية تـــزداد بفعل التغيرات المناخية الـتـي تتضمن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة. ويـوضـح فـي حديثه لــ«الـشـرق الأوســـط» أن اليمن تتوفر فيه بيئة مناسبة للصواعق الرعدية الخطرة، التي تزيد التغيرات المناخية من احتمالية وقوعها بشكل كبير، فبالإضافة إلـــــى تــــصــــادم الــــريــــاح الـــجـــافـــة مــــن المــرتــفــعــات الجبلية مع الرياح المحملة بالرطوبة الآتية من البحر، تساهم الاضطرابات الجوية وسخونة الأرض الزائدة في تكوين السحب المتسببة في حدوث الصواعق. وتـــأتـــي هــــذه الــــحــــوادث بــعــد أن تـوقـعـت «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)» التابعة للأمم المـتـحـدة، زيـــادة فـي شــدة هـطـول الأمــطــار على عموم البلاد، وتحديداً على محافظة إب؛ مما يؤدي إلى فيضانات مفاجئة، وما ينتج عنها من مخاطر، خصوصاً في المناطق الساحلية. وطــبــقــ لــنــشــرة الإنـــــــذار المــبــكــر الـــصـــادرة إلـى 11 عــن المنظمة الأمـمـيـة خـــ ل الـفـتـرة مــن يوليو (تـمـوز) الـحـالـي، فــإن عـوامـل هطول 20 الأمطار الغزيرة، وأنظمة الصرف غير الكافية، وإزالــــة الـغـطـاء النباتي، وغـيـرهـا مـن الـظـروف الــبــيــئــيــة، مــــن شـــأنـــهـــا أن تـــســـاهـــم فــــي حــــدوث الـــفـــيـــضـــانـــات المـــفـــاجـــئـــة، ويــــــــؤدي الـــتـــعـــرض، الـنـاتـج عــن ذلـــك، لــلــمــوارد الــزراعــيــة الضعيفة إلــى تضخيم التهديد الـــذي يتعرض لـه الأمـن الـغـذائـي. وتوقعت النشرة أمـطـاراً أشــد غــزارة على المرتفعات الوسطى وأجزاء من المرتفعات الجنوبية، وارتـفـاع مستويات هطول الأمطار 200 اليومية لتصل إلـى قيم تراكمية تتجاوز مليمتر في مناطق مثل محافظة إب، وهـو ما يهدد، بسبب الخصائص الهيدروطوبوغرافية للمستجمعات المائية المنخفضة والساحلية، بوقوع فيضانات مفاجئة مرة أخرى. وأواخـــــــــــر الـــشـــهـــر المـــــاضـــــي حــــــــذّر مـكـتـب الأمـم المتحدة لتنسيق الـشـؤون الإنسانية من تأثيرات شديدة للأمطار في موسمها الثاني خــ ل الـعـام، والـــذي يـبـدأ هــذا الشهر ويستمر لــشــهــريــن عــلــى الأقــــــل، مــشــيــراً إلــــى مــحــدوديــة الموارد المالية لمواجهة هذه التأثيرات. وأخـيـراً أورد تقرير دولــي إحصائية عن تسبب الـفـيـضـانـات والــصــواعــق والانــهــيــارات الأرضـــــيـــــة الـــتـــي شـــهـــدهـــا الـــيـــمـــن خـــــ ل الـــعـــام شخصاً. 431 الماضي في مقتل وإصابة وكـــشـــف الــتــقــريــر الــــصــــادر عـــن «الاتـــحـــاد الـدولـي لجمعيات الصليب والـهـ ل الأحـمـر»، بــشــأن آثــــار الـفـيـضـانـات فـــي الــيــمــن، عـــن وفـــاة آخـريـن بالصواعق 183 شخصاً وإصـابـة 248 الــــــرعــــــديــــــة المـــــصـــــاحـــــبـــــة لـــــ مـــــطـــــار الـــــغـــــزيـــــرة والفيضانات الجارفة خلال الموسم المطري في .2023 عام عدن: وضاح الجليل فصيل «كتائب سيد الشهداء» يؤكد التزامه استمرار الهدنة الفصائل المسلحة العراقية تتهمطرفاً ثالثاً بمهاجمة القوات الأميركية فــي تـطـور لافـــت وبـعـد سلسلة تـهـديـدات أطـلـقـتـهـا الــفــصــائــل المــســلــحــة المـــوالـــيـــة لإيــــران فـــي الــــعــــراق بـــشـــأن إنـــهـــاء الـــهـــدنـــة مـــع الـــقـــوات الأميركية، أعلن أحد أبرز هذه الفصائل، وهو «كــتــائــب سـيـد الـــشـــهـــداء»، أنـــه لا يــــزال ملتزماً بـالـهـدنـة الــتــي نـجـح رئــيــس الــــــوزراء الـعـراقـي محمد شياع السوداني في إبرامها وإرسائها منذ شهر فبراير (شباط) الماضي. وفيما أكد فصيل «كتائب سيد الشهداء»، وهو أحد أكبر الفصائل المنضوية في تشكيل «المـــقـــاومـــة الإســـ مـــيـــة فـــي الــــعــــراق» اســتــمــرار التزامه بالهدنة، نفى أي معرفة بهوية الجهة التي تستهدف القوات الأميركية الموجودة في قـاعـدة عـ الأســـد بمحافظة الأنــبــار، والـقـوات المتواجدة في القواعد السورية. وبــحــســب تــصــريــحــات أدلـــــى بــهــا قــيــادي بـــارز فــي «الـكـتـائـب» يـــوم الأحــــد، فـــإن «جماعة المــقــاومــة الإســ مــيــة فـــي الـــعـــراق وكـــذلـــك هيئة تنسيقية المقاومة، لا تعرفان أي جهة وجماعة تقصف واستهداف القوات الأميركية، مخليتين مسؤوليتيهما عــن تـلـك الـعـمـلـيـات». وأضـــاف الــقــيــادي أن «كــتــائــب سـيـد الـــشـــهـــداء» ملتزمة بالتهدئة لغاية الآن، وربما هناك فصيل يعمل عــلــى تــلــك الــعــمــلــيــات بــشــكــل مــنــفــرد كـوسـيـلـة ضغط، لكن دون معرفة من تلك الجهة. يأتي ذلك بعد نحو أربعة أيام من تعرض قـــاعـــدة عـــ الأســــد فـــي مـحـافـظـة الأنـــبـــار غـرب الـــعـــراق لــهــجــوم صـــاروخـــي لـــم تـعـلـن أي جهة من الجهات التي ترفض الوجود الأميركي في العراق مسؤوليتها عنه. كما يأتي بعد إنهاء وفد عراقي رفيع المستوى، برئاسة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، مباحثات في واشنطن تـمـثـل الــجــولــة الــثــالــثــة مـــن المــبــاحــثــات رفـيـعـة المستوى بين بغداد وواشنطن لتنظيم الوجود الأميركي في العراق. وتباينت وجـهـات النظر حـول مخرجات الاجتماع بين إنهاء التحالف الـدولـي لمحاربة «داعـــــش» بــقــيــادة الـــولايـــات المــتــحــدة، وهـــو ما طالب به رئيس الـــوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وإعادة تنظيم هذا الوجود طبقاً لما أعلنته واشنطن عبر بيانصدر عقب الاجتماع، وما كتبته السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي على منصة «إكس»، اعتبرت الأطراف الرافضة للوجود الأميركي في العراق أن ما يحصل هو مــجــرد مـمـاطـلـة مــن الــجــانــب الأمــيــركــي بهدف بقاء القوات في العراق والمنطقة. وبـــــالـــــنـــــظـــــر إلــــــــــى الـــــــــهـــــــــدوء الـــــــــــــذي تـــ الـــتـــصـــريـــحـــات ومــــــن ثـــــم الــــتــــبــــرؤ مـــــن قـصـف قــــاعــــدة عــــ الأســـــــد، يـــبـــدو أن جـــهـــود رئــيــس الوزراء في التهدئة قد نجحت، وهو ما يعني استمرار الجهود الرامية إلـى تنظيم الوجود الأمـــيـــركـــي، بـمـا فـــي ذلـــك الـــعـــودة إلـــى اتـفـاقـيـة الإطـــــــار الاســـتـــراتـــيـــجـــي الـــتـــي ســـبــق وأبـــرمــهــا وصدّق 2008 العراق مع الولايات المتحدة عام عليها الـبـرلمـان. ويـضـاف إلـى ذلـك مـا قيل عن دخـــول إيــــران، بطلب مـن الـسـودانـي على خط التهدئة مع الفصائل، خصوصاً بعد التطور المفاجئ المترتب عن قصف بلدة مجدل شمس، واحتمالات توجيه ضربة إسرائيلية لـ«حزب الــلــه» الـلـبـنـانـي، مــا دفـــع إيــــران للضغط على أذرعها في المنطقة من أجل البقاء ضمن قواعد الاشتباك تفادياً لأن يتوسع نطاق الحرب. وتـحـدثـت «الــشــرق الأوســــط» إلـــى حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء، فقال: «جهود رئيس الـــوزراء فـي إدارة ملف إنـهـاء التحالف الـــــدولـــــي فــــي الـــــعـــــراق وصــــلــــت إلـــــى نــجـــاحــات كـــبـــيـــرة، ســـــواء لــجــهــة إنـــهـــاء مـــهـــام الـتـحـالـف ونـقـل الـعـ قـات مـع دولـــه إلــى عـ قـات ثنائية أو لــجــهــة الــعــمــل عــلــى وضــــع خــريــطــة طـريـق لطبيعة الـعـ قـات الأمـنـيـة فــي ضـــوء المنظور الشامل للعلاقات العراقية - الأميركية، وفقاً للمصالح الوطنية العراقية واتفاقية الإطــار الاستراتيجي». ويــضــيــف عــــــ وي: «مـــخـــرجـــات اجــتــمــاع واشــنــطــن الــــذي قـــاد الـــوفـــد الــعــراقــي مـسـارهـا كانت فعالة في مناقشة آفاق العلاقات العراقية - الأميركية، خصوصاً في مجال تقييم مخاطر الإرهاب على ساحة العمليات العراقية وتقييم القابلية القتالية والاستعداد القتالي ووضع مـلـف الـتـسـلـيـح والــعــقــود الـعـسـكـريـة لتطوير وبــنــاء الــقــوات المـسـلـحـة». وأوضــــح عـــ وي أن «الاجـتـمـاعـات بحثت أيـضـ تنفيذ مخرجات زيارة رئيس الـوزراء إلى الولايات المتحدة في مـجـال الـطـيـران الـعـسـكـري وتـطـويـر الـدبـابـات والأجــــهــــزة الاســتـــخــبــاريــة لــلــرصــد والمــتــابــعــة والبرامج التدريبية والابتعاث وتعزيز القوات المسلحة العراقية». ولـــفـــت إلـــــى أن «الــــبــــيــــان المـــشـــتـــرك أشــــار بصورة واضحة إلى أن مساعي نقل العلاقات العراقية مـع دول التحالف الـدولـي مستمرة، وسيكون هنالك بيان لاحق تفصيلي يوضح بــصــورة قـاطـعـة هـــذا المــســار، والالـــتـــزام بهدف إنهاء مهام التحالف الدولي بصورة نهائية، بالإضافة إلى التركيز لعودة العلاقات مع دول التحالف بشكل منفرد لمرحلة ما قبل سقوط الموصل». مدرعةعراقيةترابطفيشارعفلسطينشرقبغدادبعدهجماتعلىمطاعمأميركية(أ.ف.ب) بغداد: حمزة مصطفى

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky