issue16680

اتهمت دمشق إسرائيل بـ«اختلاق الــــــذرائــــــع لـــتـــوســـيـــع دائــــــــرة عــــدوانــــهــــا» وحـــمّـــلـــتـــهـــا المــــســــؤولــــيــــة «كــــامــــلــــة» عـن تصعيد «الوضع الخطيــــر في المنطقة». وجـــاء ذلــك فـي بـيـان صـــدر، الأحــد، عــن وزارة الـخـارجـيـة الــســوريــة، أدانـــت فيه قصف بلدة مجدل شمس السورية المـحـتـلـة ذات الـغـالـبـيـة الــــدرزيــــة، وذلـــك بــــعــــد ســـــاعـــــات مـــــن إصــــــــــدار الــــرئــــاســــة الــروحــيــة لـطـائـفـة المـسـلـمـن المـوحـديـن الــــدروز فـي ســوريــا، بياناً حمل توقيع الشيخ حكمت الهجري - واحد من أبرز الزعامات الدينية في السويداء جنوب ســــوريــــا - المـــــؤيـــــدة لـــلـــحـــراك المــنــاهــض للحكومة السورية. وأدان الــبــيــان قـصـف قــريــة مـجـدل شــــمــــس، مـــطـــالـــبـــ الأوســـــــــــاط الأمـــمـــيـــة والــــدولــــيــــة، بــتــأكــيــد «مـــ حـــقـــة الــجــهــة المـــجـــرمـــة»، لافــتــ إلــــى «وضـــــوح الــرؤيــة للجهة الفاعلة لــدى الجميع»، دون أن يسميها البيان صراحة. وطـــــلـــــب الــــبــــيــــان مـــعـــاقـــبـــة الـــجـــهـــة الـفـاعـلـة عـبـر الــقــانــون الـــدولـــي، و«عـــدم قـبـول أي تـبـريـر»؛ لأن «أبـنـاءنـا ليسوا مــــواقــــع تــــدريــــب، ولا مــــواقــــع تــجــريــب، وليست سـمـاؤنـا سـاحـات حــرب لأحـد، ولا تــحــقــيــق غــــايــــات لأحـــــد عـــبـــر دمــــاء أبـنـائـنـا. ولا يـمـكـن تــصــور خـطـأ بهذه البشاعة وهـذه الصفات»، وفق ما جاء في البيان. كما رفـع المحتجون في السويداء، لـــــــدى تـــجـــمـــعـــهـــم الــــيــــومــــي فـــــي ســـاحـــة الاحـــتـــجـــاج وســـــط مـــديـــنـــة الـــســـويـــداء، لافتات تضامن مع أهالي مجدل شمس وإدانـــة للجريمة التي ارتكبت بحقهم. في حي تابعت وسائل الإعلام الرسمية ردود الفعل الــصــادرة عـن «حـــزب الله» اللبناني، نافية قيامه برمي الصاروخ على ملعب ريـاضـي فـي مجدل شمس، يـــــــوم الــــســــبــــت، مـــــع مـــتـــابـــعـــة لــتــشــيــيــع الضحايا؛ إذ تأخر صدور بيان رسمي ســـوري يـديـن الـقـصـف، حتى ظهر يوم الأحد. وجــــــــاء فـــــي الــــبــــيــــان الــــرســــمــــي، أن الجمهورية العربية السورية، تؤكد أن «شعبنا فـي الــجــولان الــســوري المحتل، الذي رفضعلى مدى عقود من الاحتلال الإســــرائــــيــــلــــي أن يــــتــــنــــازل عـــــن هــويــتــه الـــعـــربـــيـــة الــــســــوريــــة، لــــن تــنــطــلــي عـلـيـه أكـــاذيـــب الاحـــتـــ ل واتــهــامــاتــه الـبـاطـلـة للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي الــتــي قـصـفـت مــجــدل شــمــس، وذلــــك لأن أهلنا فـي الــجــولان الــســوري كـانـوا وما زالوا، وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المـحـتـل ومـقـاومـة سـيـاسـاتـه الـعـدوانـيـة التي تستبيح الأرض والهوية». وعــــدّ الــبــيــان قـصـف مــجــدل شمس واتهام «حزب الله» اللبناني «محاولات لـــتـــصـــعـــيـــد الأوضـــــــــــــاع فــــــي المــــنــــطــــقــــة»، وتــوســيــع دائـــــرة الــــعــــدوان الإســرائــيــلــي عليها، متهماً إسرائيل بارتكاب جريمة بشعة في المدينة التي تقع في الجولان ، «ثــم 1967 الــــســــوري المــحــتــل مــنــذ عــــام قــــام بـتـحـمـيـل وزر جـريـمـتـه لـلـمـقـاومـة الوطنية اللبنانية». وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، شخصاً، وإصابة أكثر من 12 عن مقتل آخــريــن بـسـقـوط صــــاروخ فــي ملعب 30 ريــاضــي فــي قــريــة مــجــدل شــمــس، التي تـــقـــع فــــي مـــرتـــفـــعـــات الــــجــــولان المــحــتــل. واتهمت إسـرائـيـل «حــزب الـلـه» بإطلاق الــصــاروخ، واعتبرته استهدافاً خطيراً لـلـمـدنـيـن الإســرائــيــلــيــن مــنــذ أكــتــوبــر (تـــشـــريـــن الأول)، إلا أن «حــــــزب الـــلـــه» نفى نفياً قاطعاً مسؤوليته عـن إطـ ق الصاروخ. وسـط مخاوف دولية من أن يؤدي الــتــصــعــيــد الأخـــيـــر بــعــد ضـــربـــة مـجـدل شمس إلى إشعال حرب في المنطقة. مجدلشمسالسورية يــــقــــدر عــــــدد ســــكــــان قــــريــــة مـــجـــدل شـــــمـــــس، الــــــواقــــــعــــــة عــــلــــى مـــرتـــفـــعـــات الــــجــــولان الـــســـوريـــة المــحــتــل مــنــذ عــام جـــنـــوب غـــربـــي ســــوريــــا، بنحو 1967 نسمة، حسب إحــصــاءات عام 12000 ، ومعظمهم من الطائفة الدرزية، 2022 ويــشــكــلــون الـكـتـلـة الأكـــبـــر مـــن الــــدروز الموجودين في الأراضي المحتلة، تليها قرى عي قينيا ومسعدة وبقعاثا. وظـــلـــت قـــــرى الـــــجـــــولان الـــســـوريـــة المحتلة تـــدار مـن المحافظة العسكرية ، الـــذي 1981 الإســرائــيــلــيــة، حـتـى عـــام شهد صدور قانون مرتفعات الجولان، الـــقـــاضـــي بـــضـــم المــنــطــقــة تـــحـــت نــظــام المجالس المحلية الإسرائيلي، دون أن يحظى بقبول دولي رسمي. ومـــع أن إســرائــيــل مـنـحـت لسكان تلك المناطق حق الحصول على الهوية الإسرائيلية، إلا أن الغالبية العظمى رفضتها، ولم تتجاوز نسبة المتقدمي في المائة حتى عام 20 للحصول عليها .2018 فـــي المـــائـــة من 80 وظـــــلّ أكـــثـــر مـــن السكان يحتفظون بالهوية السورية الــــــذيــــــن تـــعـــرفـــهـــم إســـــرائـــــيـــــل رســـمـــيـــ بــــ«ســـكـــان مـــرتـــفـــعـــات الـــــجـــــولان» دون الاعـــــتـــــراف بــهــويــتــهــم الــــســــوريــــة، كـمـا ظلّت الدولة السورية تعدهم مواطني ســــوريــــن، والــــذيــــن بــــدورهــــم حـافـظـوا عــلــى عــ قــتــهــم بـــســـوريـــا وأهـــلـــهـــم في الأراضـــــــي الـــســـوريـــة، وتـمـتـيـنـهـا عبر عــ قــات المــصــاهــرة؛ إذ تـقـام الأعــــراس رغـــــم الأســـــــ ك الـــشـــائـــكـــة الـــتـــي تـشـطـر الـــعـــائـــ ت إلــــى قـسـمـن بـــن الأراضـــــي المحتلة والأراضي غير المحتلة. 6 أخبار NEWS Issue 16680 - العدد Monday - 2024/7/29 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT % من سكانها يحتفظون بالهوية السورية 80 أكثر من دمشق تُدين قصف«مجدلشمس»... والرئاسة الروحية الدرزية «تلمح إلى الجهة» )24 لافتاترفعها محتجو ساحة الكرامة بالسويداء تضامناً مع أهالي مجدلشمسالمجاورة التي تربطهم بها علاقة قرابة ومصاهرة (السويداء دمشق: «الشرق الأوسط» بلينكن: نجري حواراً مع إسرائيل وندعم حقها في الدفاع تنديد دولي وإقليمي... ودعوات لتجنب التصعيد 12 أثــــــار الـــهـــجـــوم الــــــذي أودى بـــحـــيـــاة شخصاً السبت في الجولان السوري المحتل واتـــهـــمـــت إســـرائـــيـــل «حـــــزب الـــلـــه» الـلـبـنـانـي بشنه، تـنـديـداً واســعــ ، وســط دعـــوات دولية وإقــلــيــمــيــة لــــ«الـــتـــصـــرف بـــــهـــــدوء»، ومـــســـاعٍ لـ«تجنب تصعيد عسكري جديد». وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بـلـيـنـكـن، الأحــــد، إن واشـنـطـن تــجــري حـــواراً مــع إســرائــيــل و«تـــدعـــم حقها فــي الـــدفـــاع عن مواطنيها في مواجهة الهجمات الإرهابية»، لـكـنـهـا لا تــريــد رؤيــــة تـصـعـيـد فـــي الـــصـــراع، رغـــم أن «كـــل المـــؤشـــرات» تـــدل عـلـى أن «حــزب الله» أطلق الصاروخ على الجولان. وأضاف بلينكن أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لإحـ ل هــدوء دائــم على الخط الأزرق بي إسرائيل ولبنان. كـمـا أدان مـتـحـدث بـاسـم مجلس الأمــن القومي الأميركي القصف الصاروخي، وقال المـتـحـدث: «نــديــن هـــذا الـهـجـوم المــــروع، الــذي تــــردد أنـــه قـتـل عــــدداً مــن المــراهــقــن والأطــفــال الذين كانوا يلعبون كـرة قـدم مساء السبت، في قرية مجدل شمس، في شمال إسرائيل». مـــن جــانــبــهــا، قـــالـــت وزارة الــخــارجــيــة الفرنسية إن فرنسا «تـنـدد بـأشـد الـعـبـارات الممكنة الهجوم الــذي ضـرب مجتمع الــدروز فــــي مــــجــــدل شــــمــــس»، وأضـــــافـــــت فــــي بـــيـــان: «تـطـالـب فـرنـسـا بفعل كــل مــا يمكن لتجنب تصعيد عسكري جـديـد، وسـنـواصـل العمل مع الأطراف المعنية على ذلك». وقالت باريس إنها تواصل نصح رعاياها بعدم الذهاب إلى لبنان أو إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية. قلق من خطر التصعيد كذلك، نـدد وزيــر الخارجية البريطاني ديـفـيـد لامـــي بـالـهـجـوم، مـعـبـراً عــن قـلـقـه من أن يــؤدي ذلــك إلــى إشـعـال المـزيـد مـن العنف. وقـــــال لامــــي فـــي بـــيـــان عــلــى مـنـصـة «إكـــــس»: «تندد المملكة المتحدة بالهجوم على هضبة الـــجـــولان... ونـحـن قـلـقـون للغاية إزاء خطر المـــزيـــد مـــن الــتــصــعــيــد وزعــــزعــــة الاســـتـــقـــرار. لقد أوضحنا أن (حـزب الله) يجب أن يوقف هــــجــــمــــاتــــه». ونــــفــــت جــــمــــاعــــة «حــــــــزب الــــلــــه» اللبنانية ضلوعها في الهجوم. مـــن جـهـتـهـا، أدانـــــت وزيـــــرة الـخـارجـيـة الألمـــانـــيـــة أنــالــيــنــا بـــيـــربـــوك، الأحـــــد، الـهـجـوم «المـــــــــروع»، داعـــيـــة إلــــى «الـــتـــصـــرف بـــهـــدوء». وقـــالـــت عــلــى مـنـصـة «إكـــــس» إن «الـهـجـمـات الــــغــــادرة يــجــب أن تــتــوقــف فـــــوراً. ومــــن المـهـم حالياً التصرف بـهـدوء. قُتل عـدد كبير جداً من الأشخاص في هذا النزاع». وأدانت أيضاً وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جـولـي، فـي منشور لها على منصة «إكــــس» الـهـجـوم الــصــاروخــي فــي مرتفعات الجولان. وقالت الوزيرة: «إننا نشعر بالفزع بـسـبـب الـــهـــجـــوم الـــصـــاروخـــي، الـــــذي نـديـنـه بشكل قاطع ونقدم تعازينا لأسـر الضحايا وللمجتمع الدرزي». وأكدت الوزيرة مجدداً مطالب كندا بأن تمتنع إيران ووكلاؤها عن زعزعة الاستقرار فـــي المــنــطــقــة، وأعـــربـــت عـــن مــخــاوفــهــا بـشـأن تصاعد التوترات نتيجة للهجوم. إشارات إيران فـــــي المــــقــــابــــل، أرســـــلـــــت إيـــــــــران إشـــــــارات مــتــضــاربــة بـــشـــأن الـــهـــجـــوم. وقـــــال المــتــحــدث بـــاســـم وزارة الـــخـــارجـــيـــة الإيــــرانــــيــــة نــاصــر كـنـعـانـي، حـسـب بــيــان عـلـى مــوقــع الــــــوزارة، إنـــه «بـعـد المــجــازر الـجـمـاعـيـة فــي قـطـاع غـزة بـــحـــق الــــنــــســــاء والأطــــــفــــــال الــفــلــســطــيــنــيــن، أشــــهــــر، يــــحــــاول نــظــام 10 المـــتـــواصـــلـــة مـــنـــذ الفصل العنصري الإسرائيلي، تضليل الرأي العام بسيناريو مفبرك لصرف انتباه العالم عن الجرائم التي يرتكبها على نطاق واسع في فلسطي». ونقلت وكالة أنباء «الطلبة» الإيرانية عن كنعاني قوله إن «هــذه المجازر هي حربضد الإنسانية وتنتهك كل القواني والأنظمة المعترف بها دولياً». وعـــــربـــــيـــــ ، أكـــــــــدت ســــــوريــــــا أن «كــــيــــان الاحــتــ ل الإسـرائـيـلـي اقــتــرف جـريـمـة بشعة فـي مدينة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل بهدف تصعيد الأوضاع في المنطقة»، مشيرة إلــى أن «تحميله المـقـاومـة اللبنانية مـسـؤولـيـة جـريـمـتـه يــأتــي ضـمـن مـحـاولاتـه المفضوحة لاخـتـ ق الــذرائــع لتوسيع دائــرة عدوانه على المنطقة»، حسبما جاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية والمغتربي. وأدانــــــت دمـــشـــق «اســـتـــمـــرار قـــيـــام كـيـان الاحـــــتـــــ ل الإســــرائــــيــــلــــي بــــارتــــكــــاب المــــجــــازر يومياً الواحدة تلو الأخــرى»، كما استنكرت «مــــحــــاولاتــــه المـــفـــضـــوحـــة لاخــــتــــ ق الــــذرائــــع لتوسيع دائــــرة عـــدوانـــه»، وحـمّـلـت تــل أبيب «المــــســــؤولــــيــــة الـــكـــامـــلـــة عــــن هــــــذا الــتــصــعــيــد الخطير للوضع في المنطقة». مـــن جـهـتـهـا، حــــذرت مـصـر مـــن مخاطر فــتــح جـبـهـة حــــرب جـــديـــدة فـــي لــبــنــان، وقـــال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بــيــان: «تــؤكــد مـصـر عـلـى أهـمـيـة دعـــم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب، كما تناشد القوى المؤثرة في المجتمع الدولي الــتــدخــل الـــفـــوري لـتـجـنـيـب شـــعـــوب المـنـطـقـة المــزيــد مــن الـتـبـعـات الــكــارثـيــة لاتــســاع رقعة الــــصــــراع، والـــتـــي قـــد تــشــكــل تـــهـــديـــداً للسلم والأمن الدوليي». وجــــددت مـصـر الـتـحـذيـر مــن «مخاطر اســتــمــرار إســرائــيــل فـــي حـربـهـا ضـــد قـطـاع غــــزة»، مطالبة بــــ«ضـــرورة الـتـوصـل لوقف فــوري وشـامـل لإطــ ق الـنـار ينهي المعاناة الإنـسـانـيـة فــي قــطـاع غـــزة فــي أســــرع وقــت، وتــــمــــكــــن المـــجـــتـــمـــع الــــــدولــــــي مـــــن احــــتــــواء تــــداعــــيــــات الأزمــــــــة الــســلــبــيــة عـــلـــى الــشــعــب الفلسطيني الشقيق وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة». عواصم: «الشرق الأوسط» سياسيون يريدون «حرباً واسعة»... والقيادة العسكرية لـ«عملية محسوبة» خلافات إسرائيلية حولطبيعة الرد علىحادثة الجولان ظـــــهـــــرت خــــــ فــــــات بــــــن الــــقــــيــــادتــــن السياسية والعسكرية في تل أبيب، حول كيفية الـــرد عـلـى هـجـوم الــجــولان ومـــداه، رغـم الاتـفـاق الـعـام بـن جميع الفرقاء في الـقـيـادة الإسـرائـيـلـيـة عـلـى ضــــرورة «الـــرد بقسوة» على الضربة التي تتهم إسرائيل «حــــزب الـــلـــه» بــالــوقــوف وراءهــــــا، وينفي «الحزب» ذلك. فـفـي الــقــيــادة الـسـيـاسـيـة، خصوصاً الـعـنـاصـر الـيـمـيـنـيـة، ومـعـهـا اليمينيون المتطرفون فيصفوف المعارضة، يطالبون برد شديد حتى لو كانت النتيجة «حرباً واسعة»، بينما القيادة العسكرية تريده رداً مـــحـــســـوبـــ ومـــــحـــــدوداً لا يــــــؤدي إلـــى اشتعال حرب واسعة قد تتحول إلى حرب إقليمية كبيرة. وأكـــدت مـصـادر مقربة مـن المؤسسة الأمـنـيـة، أن وزيـــر الــدفــاع، يـــوآف غـالانـت، أعـلـن فـي خـتـام مـــداولات بمشاركة قيادة هيئة الأركـان العامة الإسرائيلية، أن الرد يــجــب أن يـــكـــون شـــديـــداً وبــشــكــل يـوضـح لـــ«حــزب الـلـه» ثمن تغيير قـواعـد القتال. لكن في الوقت نفسه أشـار إلى محدودية الـــحـــرب، ومـنـعـهـا مـــن الــتــحــول إلـــى حـرب شاملة وواسعة. ويرى الجيش أن هناك «بنك أهداف» ضـخـمـ فـــي لــبــنــان يـشـمـل مــنــشــآت بنية تحتية، امتنعت إسرائيل عن استهدافها بسبب مطلب دولي بقيادة إدارة الرئيس الأمــــيــــركــــي جــــو بـــــايـــــدن. لـــكـــن سـيـاسـيـن إسرائيليي يــرون الآن بعد الهجوم على الجولان، أنه يمكن تغيير قواعد الاشتباك التقليدية. وأشـــار المــراســل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أن ضرب البنى التحتية في لبنان سيكون بمثابة مغامرة حــــتــــى لـــــو اســــتــــهــــدف نــــقــــاطــــ مـــحــســوبـــة ومـــحـــدودة، إذ إن أمـــن عـــام «حــــزب الـلـه» حسن نصر الله، كان قد أطلق تحذيراً لتل أبيب في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على ميناء الـحـديـدة رداً على قصف تـل أبيب في مطلع الشهر. وهدد نصر الله بأن أي هجوم إسرائيلي يستهدف بنية تحتية لبنانية سيقابَل باستهداف بنية تحتية إسرائيلية، بينها منصات حقول الغاز. وأضـافـت الصحيفة أنــه مـن أجــل التأكيد على جدية تهديد نصر الله، أطلق «حزب الـلـه» طـائـرة مسيرة باتجاه منصة حقل الغاز «كاريش»، وأسقطها سلاح البحرية الإسرائيلي. ووفــق محللي، فــإن إسـقـاط المسيّرة لـــيـــس مــهــمــ بــالــنــســبــة لــنــصــر الــــلــــه، لأنـــه أراد أن يثبت لتل أبيب أن البنى التحتية الإسرائيلية هــدف يمكنه الــوصـول إليه، وأن الحزب لديه قدرات أكبر وأكثر دقة من المُسيّرة التي أُسقطت. ورغــم ذلــك، توجد أصوات في الجيش الإسرائيلي تدعو إلى استهداف بنى تحتية لبنانية. كـــمـــا أشـــــــــارت صـــحـــيـــفـــة «هـــــآرتـــــس» الإســرائــيــلــيــة إلـــى أن «إســـرائـــيـــل حـرصـت طـــوال الـحـرب ضـد حـركـة «حــمــاس»، على إدارة المواجهة مـع «حــزب الـلـه» بوصفها حـلـبـة ثــانــويــة. ومــنــذ بــدايــة الــحــرب على غزة يتبادل الجانبان ضربات متصاعدة، لـكـنـهـمـا امـتـنـعـا حــتــى الآن عـــن الانـــــزلاق إلـــى حـــرب شــامــلــة، وبـــــدلاً مـــن ذلـــك تبنت سياسة الاغتيالات على أنها رد لائق على عدوانية «حزب الله». غير أن البعض، خصوصاً اليمينيي، يـــــرون أن ســيــاســة الاغـــتـــيـــالات لــيــس لها تأثير واضح، وهي لم تلجم «حزب الله». ورجـــحـــت الــصــحــيــفــة أن يـــقـــرر نـتـنـيـاهـو وغـالانـت وجـهـاز الأمــن القيام «رداً أشـد» ربـمـا يستغرق أيـامـ عــدة مـن الـقـتـال، من دون الانجرار إلى حرب شاملة، وهو رهان يراه البعض «غير مضمون العواقب». تل أبيب: نظير مجلي عدت دمشق اتهام «حزب الله» محاولات «لتصعيد الأوضاع في المنطقة»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky