issue16680

5 تحقيق FEATURES Issue 16680 - العدد Monday - 2024/7/29 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT أنفاق «حزبالله»... ملاذ آمن لصدّ هجوم برّي جـــدّدت إسـرائـيـل مخاوفها مـن شبكة الأنــــفــــاق الـــتـــي يـمـتـلـكـهـا «حــــــزب الــــلــــه» فـي جـنـوب لبنان، واحتفاظه بها كـواحـدة من أهم أوراقه الرابحة، وذلك في ذروة التهديد بـــحـــرب واســـعـــة عــلــى الــجــبــهــة الـلـبـنـانـيـة - الإسرائيلية. يــــمــــكــــن عـــــطـــــف هـــــــــذه المــــــــخــــــــاوف عـــلـــى التقارير الأمنية، وآخرها ما نشرته صحيفة فــبــرايــر 21 «لـــيـــبـــراســـيـــون» الــفــرنــســيــة، فـــي (شـــبـــاط) المـــاضـــي، وكـشـفـت فـيـه أن «(حـــزب الله) اللبناني لديه شبكة أنفاق سرية أكثر تطوراً من تلك التي لدى (حماس) في غزة». وقالت إن الحزب «يمتلك أنفاقاً يبلغ طولها مــئــات الـكـيـلـومـتـرات، ولــهــا تـشـعـبـات تصل إلـى إسرائيل، وربما أبعد من ذلــك، وصـولاً إلى سوريا»، في وقت وصفها خبراء بأنها ستتحول «إلى مستنقع للجيش الإسرائيلي إذا ما قرر اجتياح جنوب لبنان». ويــــــــــــــــــــــــرى الـــــــــخـــــــــبـــــــــيـــــــــر الـــــــعـــــــســـــــكـــــــري والاســـتـــراتـــيـــجـــي، الــعــمــيــد الـــدكـــتـــور حـسـن جـونـي، أن «شبكات الأنـفـاق المــوجــودة لدى (حـزب الله) كما حركة (حماس)، تقع ضمن الاستراتيجية الـخـاصـة لمـواجـهـة الهجمات الإسـرائـيــلــيــة، كـونـهـا تــؤمّــن وسـيـلـة انـتـقـال محمي وآمن». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «شبكات الأنـفـاق ساهمت فـي إنـشـاء تـوازن بين باطن الأرض والسماء لمواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي، ما جعل القتال عمودياً أكثر منه أفقياً». ويقول جوني، الذي كان يشغل منصب قـــائـــد كــلــيّــة الـــقـــيـــادة والأركــــــــان فـــي الـجـيـش اللبناني، إن «استراتيجية الأنفاق تعدّ من أهم أوراق القوة التي يحتفظ بها (حزب الله) وتـضـمـن لــه حــريــة المـــنـــاورة تـحـت الأرض»، معتبراً أن «شبكات الأنفاق الأخطبوطية تم حفرها بشكل يجعلها تتكامل مع العمليات العسكرية فوق الأرض، خصوصاً لجهة نقل المقاتلين والأسـلـحـة والــصــواريــخ إلــى نقاط أخرى تشكل مفاجآت صادمة في الميدان». شبكة أنفاق إقليمية وأشـــــار مــركــز «ألمـــــا» لــأبــحــاث، الـــذي يـركّـز على الـتـهـديـدات الشمالية، إلــى أنه ،2006 «بـــعـــد حـــــرب لـــبـــنـــان الـــثـــانـــيـــة عـــــام أنـــشـــأ (حـــــزب الـــلـــه)، بــمــســاعــدة الــكــوريــ الشماليين والإيرانيين، مشروعاً لتشكيل شـبـكـة مـــن الأنـــفـــاق الإقـلـيـمـيـة فـــي لـبـنـان، وهــــي شـبـكـة أكـــبـــر مـــن (مـــتـــرو حـــمـــاس)»، مـــعـــتـــبـــراً أن «جــــنــــوب لـــبـــنـــان لـــيـــس غـــــزّة، حيث لديه نـوع مختلف مـن التضاريس، بما فـي ذلــك الـتـال الصخرية والــوديــان، وبالتالي التقديرات الإسرائيلية لا تتقبل مجرد فكرة أن (حـزب الله) نجح في حفر كــيــلــومــتــرات فـــي الـعـمـق 10 أنـــفـــاق حــتــى الإسرائيلي، إذ إن مثل هـذا الأمــر يحتاج إلـــــى جـــهـــود خــــارقــــة، فـــالـــحـــديـــث هـــنـــا عـن أرضصخرية صلبة وجبال، والنجاح في حفرها سيكون (فضيحة عسكرية) وليس إخفاقاً عادياً». عــنــد كــــلّ مــواجــهــة مـــع «حـــــزب الـــلـــه»، تـحـدد إسـرائـيـل بنك أهـدافـهـا، وتـزعـم أنه مــواقــع عسكرية أو مـنـصـات صــواريــخ أو مــخــازن أسـلـحـة، لكنها تبقى عــاجــزة عن امتلك خريطة الأنفاق أو توفر معلومات كافية عنها. ويــــعــــبّــــر الـــخـــبـــيـــر الـــعـــســـكـــري حـسـن جـــونـــي عــــن اعـــتـــقـــاده بـــــأن الــــحــــزب «بــنــى أنفاقه بطريقة متطورة جداً، لتصبح جزءاً مهماً مـن منظومته الـدفـاعـيـة، خصوصاً أنه بناها في ظروف مريحة، وضمن بيئة جغرافية ملئمة، بخلف قطاع غزّة الذي لطالما كان محاصراً ومراقباً أمنياً وجوياً بــشــكــل مــــتــــواصــــل». ويـــعـــتـــقـــد أن الـــحـــزب «استفاد من خبرات واسعة في مجال حفر الأنـــفـــاق، ويــتــردد أنـــه اسـتـفـاد مــن وسـائـل حفر مـتـطـورة، ربـمـا تـكـون استقدمت من كـوريـا الشمالية، وهــذا سيضاعف حتماً مـــن قـــدرتـــه عـلـى مــقــارعــة إســـرائـــيـــل، حيث تــســاهــم الأنـــفـــاق بـتـطـويـر عـمـلـيـات حــرب العصابات». ولا يستبعد جوني «إمكانية اســتــخــدام هـــذه الأنـــفـــاق لـتـنـفـيـذ عمليات هجومية، وليس دفاعية فقط، أي أن هناك احــتــمــالاً أن يــكــون لـهـا امـــتـــداد إلـــى داخـــل الأراضي الفلسطينية المحتلّة». شبكة نقل آمنة بــــــخــــــاف الإعـــــــــــــام الـــــعـــــســـــكـــــري لـــــدى «حــــــمــــــاس»، الــــــــذي أطــــلــــق حـــمـــلـــة دعـــائـــيـــة مصورة عن أهمية الأنفاق، لم يتبع «حزب الـــلـــه» هــــذا الأســــلــــوب، رغــــم ارتــــفــــاع وتــيــرة التهديدات الإسرائيلية والتلويح باجتياح بــــرّي لـجـنـوب لــبــنــان، وهـــو مــا عــــزّز قناعة الخبراء والمتابعين بعدم امتلك إسرائيل معلومات كافية عنها، وتخشى مفاجآت بـشـأنـهـا. ويـشـيـر مــديــر مـؤسـسـة «الــشــرق الأدنـــــــى والــخـــلــيـــج لـلـتـحـلـيـل الــعــســكـــري»، الــــدكــــتــــور ريـــــــاض قــــهــــوجــــي، إلــــــى أن «كـــل المـــعـــلـــومـــات والمـــعـــطـــيـــات تــفــيــد بــــأن (حـــزب الـــلـــه) لــديــه شـبـكـة أنـــفـــاق كــبــيــرة، تـتـيـح له التنقّل بأمان تحت الأرض، في ظلّ امتلك إسرائيل تفوقاً جوياً كبيراً يجعلها قادرة على رصد أي ترك فوق الأرض». ويــقــول قـهـوجـي لـــ«الــشــرق الأوســــط»: «كـــلـــمـــا كــــبــــرت الأنـــــفـــــاق وســـمـــحـــت بــعــبــور الآلـــيـــات والــســيــارات داخــلــهــا، كـمـا ازدادت أهميتها». أنفاق قتالية لا يغفل قهوجي، وهو خبير في شؤون الأمن والتسلّح، الدور الذي تلعبه الأنفاق إذا ما قامت إسرائيل باجتياح برّي، متحدثاً عن «وجود أنفاق قتالية على الخطوط الأمامية للمواجهة، يستخدم أغلبها فـي العمليات التكتيكية ونـصـب الـكـمـائـن، وهـــذا سيفاقم مــن تكلفة الـخـسـائـر الـبـشـريـة لـــدى الجيش الإســرائــيــلــي». ويـضـيـف قـهـوجـي: «صحيح أن إســـرائـــيـــل تـمـلـك قـــــدرات عـسـكـريـة هـائـلـة لتنفيذ هجوم برّي، لكنها بالتأكيد تحسب ألف حساب للتكلفة الكبيرة التي ستدفعها، وبالتأكيد ستكون الأنفاق مستنقعها الأكبر لأن (حزب الله) سيستخدمها بحرفية قتالية كبيرة». سفراء يجولون في أحد الأنفاق الحدودية التي اكتشفها الجيشالإسرائيلي على الحدود مع لبنان (أ.ف.ب) يــواجــه «حـــزب الــلــه» اللبناني الـتـفـوق الــجــوي الإسـرائـيـلـي والقدرات التكنولوجية الموجودة لديها بالنزول «تحت الأرض»، فـبـات يمتلك شبكة هـائـلـة ومـعـقـدة مــن الأنــفــاق فــي الجنوب وضاحية بـيـروت الجنوبية والـبـقـاع. ويعتقد أن الـحـزب طـوّر ، حتى 2006 شبكة أنفاقه التي ساعدته كثيراً في حرب عام باتت اليوم أكثر تعدداً وتنوعاً وامتداداً. وكانت الحرب المستمرة أشهر بين «حزب الله» وإسرائيل عند حدود لبنان 10 منذ نحو الجنوبية أعادت الإضاءة على أنفاق الحزب وهي أنفاق دفاعية وأخـرى هجومية وأنفاق لتخبئة الصواريخ ويعتبرها «حزب الله» واحــدة من أهـم أوراقــه الرابحة. وكشفت تقارير أوروبية إن الحزب «يمتلك أنفاقاً يبلغ طولها مئات الكيلومترات، ولها تشعبات تصل إلــى إسـرائـيـل، وربـمـا أبـعـد مـن ذلـــك، وصــولاً إلــى ســوريــا»، فـي وقــت وصفها خـبـراء بأنها ستتحول «إلـى مستنقع للجيش الإسرائيلي إذا ما قرر اجتياح جنوب لبنان». تكشف «الـشـرق الأوســـط» فـي مـا يلي قصة الأنـفـاق وكيفية حـفـرهـا واخـتـافـهـا عــن أنــفــاق حـركـة «حــمــاس» فــي غـــزة من حيث نوعية التربة والمقومات الجغرافية بالإضافة إلـى البعد العسكري والاستراتيجي. محاولة لمواجهة التفوق الجوي وضمانة لحرية المناورة تحت الأرض بيروت: يوسفدياب أنفاق الجبهة اللبنانية للدفاع والهجوم... وإطلاق الصواريخ يــواجــه «حـــزب الــلــه» اللبناني التفوق الجوي الإسرائيلي والقدرات التكنولوجية المــــوجــــودة لــديــه بـــالـــنـــزول «تــحــت الأرض»، فـــبـــات يــمــتــلــك شــبــكــة هـــائـــلـــة ومـــعـــقـــدة مـن الأنـــــفـــــاق فــــي الـــجـــنـــوب وضـــاحـــيـــة بـــيـــروت الجنوبية والبقاع. أنــــــواع، أولــهــا 3 تـنـقـسـم الانـــفـــاق إلــــى أنفاق دفاعية تتيح لمقاتلي الحزب الاحتماء من غارات الطائرات، وثانيها أنفاق هجومية كــــان الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي أعـــلـــن عـــن إغـــاق ، وثـالـثـهـا أنــفــاق صغيرة 2019 آخــرهــا عـــام لـتـخـبـئـة راجـــمـــات الـــصـــواريـــخ وظـــهـــرت في أحـد المقاطع التصويرية التي بثّها الإعـام الحربي لـ«حزب الله» بالشهر الماضي. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن الحزب بـــدأ سـيـاسـة حـفـر الأنـــفـــاق فـــي الـثـمـانـيـنـات والتسعينات، لكنها أنفاق بقيت بعيداً عن الحدود مع إسرائيل، قبل أن يعرض الإعلم نفقاً للحزب اكتشفه 2006 الإسرائيلي عـام الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي خــــال «حـــــرب تــمــوز» ، داخل الأراضي اللبنانية. 2006 أنفاقهجومية وتتوجس إسرائيل من أنفاق هجومية تــمــتــد إلـــــى داخــــــل الأراضـــــــــي الإســـرائـــيـــلـــيـــة، إلــى إطــاق حملة 2018 وهــو مـا دفعها عــام ، أعلن 2019 لتدمير تلك الأنــفــاق. وفــي عــام الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي عــــن انـــتـــهـــاء عـمـلـيـتـه لإيجاد وتدمير أنفاق «حزب الله» الهجومية 6 الـعـابـرة لـلـحـدود، وأكـــد الجيش اكـتـشـاف أنـفـاق على الأقـــل خــال العملية الـتـي أطلق عليها «درع الشمال». وبـلـغ النفق الأخــيــر، الـــذي تـم تدميره، مــتــر، وقــــال الـجـيـش الإسـرائـيـلـي 800 نـحـو إنــه امـتـد لمـسـافـة عــشــرات الأمــتــار إلــى داخــل متراً، ما يجعل 55 إسرائيل، وتم حفره بعمق منه أعـمـق نفق كشفه الجيش، وأهـــم أنفاق «حزب الله» على الأرجح. وكان النفق مزوداً بالكهرباء، وبـه سكة حديدية لنقل المعدات والنفايات، وأدراج للخروج وعـوامـل أخرى تجعله متطوراً أكثر من الأنفاق الأخرى التي تم اكتشافها. ونظّمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، ،2020 بـمـشـاركـة الـجـيـش الإسـرائـيـلـي، عـــام دبـلـومـاسـيـ مــن الـــدول 12 جــولــة مـيـدانـيـة لـــــ الأعـــضـــاء فـــي مـجـلـس الأمـــــن، عــلــى الــحــدود الشمالية المـحـاذيـة للبنان إلــى داخــل النفق التابع لــ«حـزب الـلـه» الـــذي اكتشفه الجيش الإسرائيلي. أنفاق دفاعية لـــكـــن الأنـــــفـــــاق المـــتـــصـــلـــة بــــالــــحــــدود مـع إسرائيل ليست الوحيدة التي يقدّر الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله» أنشأها. أكتوبر 8 ومنذ بدأت الحرب الأخيرة في (تـــشـــريـــن الأول)، أكــــــدت مــــصــــادر لـبـنـانـيـة أن الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي اســـتـــخـــدم قــنــابــل ارتجاجية وخارقة للتحصينات، في مسعى لتدمير أنفاق مشتبه بأن الحزب أنشأها في المنطقة الــحــدوديــة، وكـــان الارتــجــاج الناتج عن استخدام تلك القنابل يصل إلـى مسافة كيلومتراً. 25 تقارب وتـحـدث تقرير صـــادر عـن مـركـز «ألمـــا - إســرائــيــل لــأبــحــاث»، أن الــحــزب بـعـد حـرب «أنشأ خطة دفاعية لمواجهة 2006 لبنان عام أي غـــــزو إســـرائـــيـــلـــي مــحــتــمــل، مــــع عـــشـــرات مــراكــز الـعـمـلـيـات المـجـهـزة بـشـبـكـات محلية تحت الأرض وأنـفـاق». وتشكل تلك الأنفاق مـحـمـيـات تـحـت الأرض مــن الـقـصـف، تتيح إطلق العمليات العسكرية ضد إسرائيل. أنفاق إطلاق الصواريخ إلــــــى جــــانــــب الــــنــــوعــــ الـــســـابـــقـــ مـن الأنـــفـــاق، كـشـف إعـــام «حـــزب الــلــه» عــن نـوع ثـــالـــث، هـــو أنـــفـــاق إطـــــاق الـــصـــواريـــخ. ففي الشهر المـاضـي، عـرض إعــام الـحـزب تقريراً عن سـاح المدفعية والصواريخ في الحزب، وظــهــرت فــي أحـــد المـقـاطـع راجــمــة صــواريــخ ترتفع من باطن الأرض وتطلق الصواريخ، ما يشير إلى أن الحزب يخبئ تلك المنصات تـــحـــت الأرض، ويـــظـــهـــرهـــا عـــنـــدمـــا يـسـتـعـد لإطلق المقذوفات. بيروت: «الشرق الأوسط» التضاريساللبنانية تسهّل حفر الأنفاق يـسـتـفـيـد «حـــــزب الـــلـــه» مـــن طبيعة الصخور في لبنان لحفر الأنـفـاق داخل الـجـبـال والـــوديـــان، وذلـــك لـاحـتـمـاء من سلح الجو الإسرائيلي، ولشن هجمات من بقعات يُفترض أنها آمنة. وبغيابمعلوماتدقيقة عن آليات حـفـر الأنـــفـــاق ووجـــهـــات اسـتـخـدامـهـا، يـــلـــجـــأ الـــــحـــــزب إلـــــــى هـــــــذا الـــــنـــــوع مــن الـــــســـــاح، لـــتـــوفـــيـــر بــــديــــل عــــن الـــقـــتـــال المكشوف تحت الطائرات الإسرائيلية، حـــســـبـــمـــا يـــــقـــــول خــــــبــــــراء، لـــيـــســـتـــدرج إســــرائــــيــــل إلــــــى قــــتــــال الأنــــــفــــــاق، وهـــو «مــن أصـعـب أنـــواع الـقـتـال فـي المـعـارك والعلوم والــدراســات العسكريّة»، كما يقول العميد الركن المتقاعد فادي داود لــ«الـشـرق الأوســــط»، ووضـعـهـا ضمن إطـــار «الـتـجـهـيـزات التقنية الـتـي تعد أساساً في كل حرب». ويــقــول داود إن شبكة الأنــفــاق في الـــعـــلـــوم الــعــســكــريــة «تــــحــــرم الــــعــــدو مـن مــيــزات أسـاسـيـة فــي الــقــتــال»، موضحاً: «على الـرغـم مـن أن الجيش الإسرائيلي يـــمـــلـــك أهــــــم ســــــاح اســـتـــراتـــيـــجـــي وهـــو الـــــطـــــيـــــران الــــــــذي يـــســـتـــطـــلـــع مـــــن خـــالـــه ويضرب أهدافه جواً، فإن الأنفاق تحرمه مـــن الـــــرؤيـــــة»، شــــارحــــ : «الأنــــفــــاق شـلّـت فاعلية سلح الجو بالدرجة الأولى، أما في الدرجة الثانية فتمنعه من المناورة، ويصبح مـن دون أي قــدرة على حركات الالتفاف». ويــــشــــيــــر داود إلــــــــى أن الـــجـــيـــش الإسرائيلي «كان مجهّزاً لحرب الأنفاق، فـــلـــديـــه أم الـــقـــنـــابـــل الــــتــــي تـــحـــمـــل اســـم ، كما يمتلك القنابل الإسفنجية، MOAB الــــتــــي تــفــجّــر Bunker buster وقـــنـــابـــل الأنــفــاق إلـــى عـمـق سـتـ مــتــر»، بصرف النظر عن الظروف التي تدفع لاستخدام تلك القنابل أو الإحجام عن استخدامها. كيلومترات 7 وعن شبكة أنفاق «حزب الله»، يقول داود: «لا مــعــلــومــات دقــيــقــة عـــن شبكة أنفاق الحزب، ولكن المراقب يستنتج أن البقعة الواقعة بين الحدود وحتى عمق كــم داخــــل الأراضـــــي الـلـبـنـانـيـة، لديها 7 خصوصية تميّزها، وهـي على الأرجـح واقــعــة عـلـى شبكة أنــفــاق تـحـت الأرض، لهذا السبب يطالب الجانب الإسرائيلي بدفع (حزب الله) إلى ما وراء الليطاني، كأن المعلومات التي يمتلكها الإسرائيلي أن خـــلـــف الـــلـــيـــطـــانـــي لا أنــــــفــــــاق»، رغـــم تأكيده أن «تلك المعلومات هي عبارة عن تـقـديـرات؛ لأنــه لا أحــد يمتلك معلومات بهذا الخصوص». طبيعة الأرضاللبنانية وفــــيــــمــــا تــــقــــول مـــــراكـــــز الــــــدراســــــات الإســـرائـــيـــلـــيـــة إن الــــحــــزب أنــــشــــأ شـبـكـة أنـــــفـــــاق تـــحـــت الأرض تـــمـــتـــد إلــــــى عـــدة كيلومترات بطريقة أخطبوطية، تشير تـقـديـرات أخـــرى إلـــى أن الــحــزب استفاد مـــــن طـــبـــيـــعـــة الأرض فـــــي لــــبــــنــــان الـــتـــي تسهل حفر الأنفاق، رغم أن معدّات حفر الأنــــفــــاق الــحــديــثــة مـكـلـفـة جـــــداً، وحـتـى الــدولــة اللبنانية لا تمتلكها، وتحتاج بـــعـــض الأنـــــفـــــاق لــــســــنــــوات كـــــي تُـــنـــجـــز. وعـــن طبيعة الـصـخـور فــي لـبـنـان، ومـن الناحية الجيولوجية، يقول الباحث في الجيولوجيا وعلم الــزلازل في الجامعة الأمــيــركــيــة فـــي بـــيـــروت الـــدكـــتـــور طـونـي نـمـر، إن صـخـور لبنان كلسية، وعملياً عـــنـــدمـــا تــأتــيــهــا المــــيــــاه المــشــبــعــة بـثـانـي أكسيد الكربون، تصبح المياه «كاربونيك أسيد» الـذي يتفاعل مع الكلس ويجعل الـــصـــخـــر يـــتـــجـــوّف، مــضــيــفــ : «مـــــن هـنـا نـــــرى الــكــثــيــر مــــن المــــغــــاور فــــي لـــبـــنـــان». ويـوضـح نمر فـي تصريحات لــ«الـشـرق الأوســـــط» أن «طـبـيـعـة الأرض الكلسية تــجــعــل الـــحــفــر فــــي الـــصـــخـــر ســــهــــاً، ولا سيما الصخر الكارستي»، لافتاً إلى أن غالبية الصخور في لبنان «هي صخور كلسية، وهناك طبقة رملية أيضاً، فضلً عــن الـقـلـيـل مــن الـصـخـور الـبـركـانـيـة في الجنوب والـشـمـال، وهــي تـكـوّن فقط ما فـي المـائـة مـن صخور 20 إلـى 15 نسبته لـبـنـان، أمــا بـاقـي الـصـخـور فهي كلسية بــمــجــمــلــهــا، ومــــــن هـــنـــا تـــصـــبـــح عــمــلــيّــة تكوين الأنفاق الطبيعية سهلة». ويــــــــتــــــــحــــــــدّث نــــــمــــــر عـــــــــن الأنـــــــفـــــــاق الاصــطــنــاعــيــة الــتــي حــفــرت لمــــدّ شـبـكـات المياه الضخمة، وعلى سبيل المثال نفق القرعون الذي يمتد من بحيرة القرعون في البقاع الغربي في شرق لبنان، حتى جـزّيـن، ومنها إلــى معامل الكهرباء في وادي بسري وجون، وقد حفرته شركات أجنبية. ويؤكد أن هـذه الأنفاق صنعت بـــــالأدوات الـحـديـثـة أو الـتـقـلـيـديـة، لافتاً إلـــــى أن المـــــعـــــدّات الـــحـــديـــثـــة لا يـمـتـلـكـهـا الأفراد، وهي معدّات تستعمل للمناجم. أما الحفر على مستوى صغير فيحصل بمعدات تقليدية وقديمة. وعــــن الـــوقـــت الــــذي يـسـتـغـرقـه حفر الأنــــفــــاق يـــــدويّـــــ ، يـــؤكـــد نـــمـــر أن الـحـفـر يستغرق سنوات في حال كانت المعدات يـــــدويـــــة وتـــقـــلـــيـــديـــة، ويـــخـــتـــلـــف الـــوقـــت بحسب طبيعة الأرض. (أ.ف.ب) 2019 مدخل نفقحدودي دمره الجيشالإسرائيلي على الحدود مع لبنان في بيروت: حنان مرهج

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky