issue16680

علوم SCIENCES 16 Issue 16680 - العدد Monday - 2024/7/29 الاثنين طفرة وراثية تسبب مرض التصلب الجانبي الضموري دور المتغيرات الجينية في اضطرابات النمو العصبي اكتشف العلماء جيناً مـن المحتمل أن تسبب مـتـغـيـراتـه اضــطــرابــات الـنـمـو العصبي لـــدى مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وتعد نـتـائـج الـــدراســـة خـطـوة أولـــى مـثـيـرة، نـحـو تطوير عـــاجـــات مستقبلية لــاضــطــرابــات الــتــي لـهـا آثـــار مدمرة على التعلم والسلوك والكلم والحركة. وتنجم اضطرابات النمو العصبي عن ضعف النمو وتطور الدماغ، أو الجهاز العصبي المركزي. وفي حين يُعتقد أن معظم هذه الاضطرابات وراثية، وتسببها تغييرات فـي الـحـامـض الــنــووي «دي إن في المائة من الأفراد الذين 60 )، فإن نحو DNA( » إيه يعانون من هذه الحالات لا يعرفون حتى الآن تغير الحامض النووي المحدد الذي يسبب اضطرابهم. تغيراتجينية محددة فـــي الــــدراســــة الـــجـــديـــدة الـــتـــي قـــادتـــهـــا جـامـعـة ) في Nature( » أكسفورد، ونشرت في مجلة «نتشر يوليو (تــمــوز) الـحـالـي، بـرئـاسـة نيكولا ويفين 11 الأســـتـــاذ المـــشـــارك فـــي مـعـهـد الــبــيــانــات الـضـخـمـة، ومــركــز عـلـم الـــوراثـــة الـبـشـريـة بـجـامـعـة أكــســفــورد، فـي المملكة المتحدة، أشــار الباحثون إلـى أن جميع الجينات تقريباً المعروفة بتورطها في اضطرابات النمو العصبي مسؤولة عن صنع البروتينات. ومع » يصنع بدلاً 2-RNU4« ذلك اكتشف الفريق أن الجين من ذلك جزيء الحامض النووي الريبي «آر إن إيه» ) الـــذي يلعب دوراً مهماً فـي كيفية معالجة RNA( الجينات الأخرى في الخليا. وتـــقـــدر الـــدراســـة أن هـــذه الـتـغـيـيـرات المــحــددة فـي المائة 0.4 » يمكن أن تفسر 2-RNU4« فـي جـ مـن جميع حــالات اضـطـرابـات النمو العصبي على مستوى الـعـالـم، مـا قـد يـؤثـر على مـئـات الآلاف من العائلت في جميع أنحاء العالم. وفـــي حــ أن الـــدراســـات الـسـابـقـة نـظـرت فقط إلى الجينات التي تصنع البروتينات، فإن البيانات ألف جينوم الذي استخدمه 100 الواردة من مشروع الفريق، تعني أنه يمكن تسلسل الجينومات كلها، مــا يـسـمـح بتحليل الـتـغـيـيـرات فــي الـجـيـنـات التي لا تـصـنـع الــبــروتــيــنــات، مثل » أيضاً. 2-RNU4« الجين كما وجـد الفريق طفرات شخصاً 115 فـــي الــجــ لـــدى مــصــابــ بـــاضـــطـــرابـــات الـنـمـو الـــعـــصـــبـــي، وكــــــان لـــــدى كـثـيـر مـــنـــهـــم المـــتـــغـــيـــر نـــفـــســـه الـــــذي يضيف قاعدة إضافية واحدة فــي مــوقــع مـهـم فــي الـحـامـض النووي الريبي. تأثيراتطبية وعلمية ويـعـتـمـد هـــذا الاكـتـشـاف عـــلـــى الـــعـــمـــل المــــشــــتــــرك فـــــي جـــامـــعـــتـــي مــانــشــســتــر وأكسفورد، لفهم تأثير اختلفات الحامض النووي (دي إن إيه) في جزء الجينوم البشري الذي لا يشفر مباشرة للبروتينات، والذي كان يسمى في السابق «الحامض النووي غير المرغوب فيه» بسبب وجوده غير المعروف. وتهدف هذه النتيجة إلى تحويل الاختبارات والأبـــــحـــــاث الــجــيــنــيــة الــــســــريــــريــــة، وتـــوفـــيـــر سـبـل تشخيصية جـــديـــدة، والأمــــل لـلـعـائـات المـتـضـررة مـــن اضـــطـــرابـــات الـنـمـو الـعـصـبـي. ويــعــد الـتـعـاون بــ الـعـلـوم الـحـسـابـيـة وعـلـم الـجـيـنـوم والأبــحــاث الــــســــريــــريــــة أمـــــــــراً بـــــالـــــغ الأهـــــمـــــيـــــة لـــاكـــتـــشـــافـــات المستقبلية. وأكــــد الــبــروفــســور نــيــكــولا ويــفــ أهــمــيــة هــذا الاكتشاف، من خلل ملحظة الحجم الصغير نسبياً » مقارنة بجينات ترميز البروتين 2-RNU4« لجين المشاركة في اضطرابات النمو العصبي. ومـع ذلك فهو متورط في كثير من الأحيان تقريباً، ولا يَعِد هذا الاكتشاف بإنهاء الرحلة التشخيصية لكثيرين فحسب؛ بل يُظهر أيضاً قوة التعاون العلمي العالمي والتحليل الجينومي الشامل، في فهم الاضطرابات الوراثية المعقدة ومعالجتها. التصلب الجانبي الضموري وفـــــي دراســـــــة أخـــــــرى، حـــــدد الـــبـــاحـــثـــون طــفــرة » التي يمكن أن تكون ARPP21« جـديـدة فـي الجين الـسـبـب وراء الإصـــابـــة بــمــرض الـتـصـلـب الـجـانـبـي الضموري، وهو مرض عصبي تنكسي مدمر. وعـلـى وجــه الـتـحـديـد، رصـــدوا طـفـرة مشتركة فــي الـجـ الـــذي يـرمـز لـلـبـروتـ الــرابــط للحامض ) تم العثور عليها RNA( » النووي الريبي «آر إن إيه مرضى مصابين بالتصلب الجانبي 10 في إجمالي عائلت غير مرتبطة، في منطقة في 7 الضموري من جنوب شرقي منطقة لاريوخا في إسبانيا، شمال شبه الجزيرة الأيبيرية. وقد جاء التحقيق بعد ملحظة عدد كبير من حالات التصلب الجانبي الضموري في تلك المنطقة؛ خصوصاً الــحــالات العائلية الـتـي تــجــاوزت بشكل كـبـيـر الــعــدد المــتــوقــع، بــنــاءً عـلـى مــعــدلات الإصــابــة المعتادة. ونُشرت الدراسة في مجلة «علم الأعصاب Journal of( » وجـــراحـــة الأعـــصـــاب والــطــب الـنـفـسـي 2 ) فـــي Neurology, Neurosurgery & Psychiatry يوليو الحالي، لمجموعة من الباحثين من أمـراض الأعـــــصـــــاب الـــعـــضـــلـــيـــة، ومـــجـــمـــوعـــة الــبــيــولــوجــيــا العصبية للخرف فـي معهد سـانـت بــاو للأبحاث، ووحــــــــدة الــــــذاكــــــرة فــــي مــســتــشــفــى ســــانــــت بــــــاو فـي إسبانيا، بقيادة الدكتور ريكارد روخاس غارسيا، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة. وأوضـــــــح الـــبـــاحـــثـــون أن كـــثـــيـــراً مــــن المـــرضـــى كـانـوا مـن مـدن قريبة، مما أثــار الاهـتـمـام. وتُظهر في المائة من حالات التصلب 10 -5 الإحصاءات أن 30 الـجـانـبـي الــضــمــوري لـهـا تــاريــخ عــائــلــي، وفـــي في المائة من هذه الحالات لا يمكن تحديد السبب الـــوراثـــي حــتــى بــعــد دراســـــة مــوســعــة. وكــــان هــدف الـــبـــاحـــثـــ هــــو تـــحـــديـــد جـــيـــنـــات جــــديــــدة مـرتـبـطـة بالتصلب الجانبي الـضـمـوري، فـي الـحـالات التي كانت فيها الاختبارات الجينية سلبية. وقـــــــام الـــعـــلـــمـــاء بــــإجــــراء تـــســـلـــســـل الــــجــــيــــنــــوم الـــكـــامـــل عــــلــــى مـــجـــمـــوعـــة مــــكــــونــــة مــن مـريـضـ بــمــرض التصلب 12 الجانبي الـضـمـوري مـن هذه 5 المـــنـــطـــقـــة الـــــفـــــريـــــدة، مـــنـــهـــم لديهم تاريخ عائلي للمرض. وتــم توسيع الــدراســة لتشمل أفـــــــــــــــراد الأســــــــــــر المــــــتــــــضــــــررة، وحــــالات إضــافــيــة مــن منطقة أوســـــــع؛ لـــكـــن لــــم يـــتـــم الــعــثــور على الطفرة المحددة في جين » فــــــي الـــجـــيـــنـــات ARPP21« الأخـــــرى المـسـبـبـة لــلــمــرض، مـــا يـشـيـر بــقــوة إلـــى أن » هـو جـ جديد مسبب لمـرض التصلب ARPP21« الجانبي الضموري. وقال الدكتور أوريول دولز إيكاردو، من معهد أبـحـاث الـطـب الـحـيـوي، فـي سـانـت بـــاو، برشلونة، إسبانيا، والباحث المشارك في الـدراسـة إن الطفرة الجديدة ستفتح الأبواب لأبحاث علجات شخصية جــــديــــدة، ودراســــــــة وظـــيـــفـــة الـــبـــروتـــ فــــي المـــــرض، وتــســاعــد أيــضــ فـــي تـشـخـيـص الـتـصـلـب الـجـانـبـي الـضـمـوري بـدقـة أكــبــر، وإن هــذا الاكـتـشـاف لــه آثــار عالمية؛ حيث يمكن للفرق البحثية في جميع أنحاء الـعـالـم مـراجـعـة قـواعـد بياناتهم، للبحث عـن هذه الطفرة في أماكن أخرى. ويـؤكـد الاكـتـشـاف أهمية البحث المستمر في مناطق جغرافية مـحـددة، لاكتشاف عوامل وراثية جـــديـــدة، مـمــا يـتـيـح تـشـخـيـصـ أفــضــل واســتــشــارة وراثـــيـــة لـلـعـائـات المــتــضــررة، ويـفـتـح آفــاقــ جـديـدة للبحث في وظيفة البروتين وعلقته بالمرض. لندن: د. وفا جاسم الرجب لا يعرفسبب محدد %من اضطرابات 60 لـ النمو الوراثية تحول الموهبة إلى عبقرية الطاقة العقلية... تأملات وتفسيرات لجوهرها يصعب تعريف الطاقة العقلية، والأصــــعــــب مـــن ذلــــك قــيــاســهــا، ولـكـن الــجــمــيــع يــطــمــح إلـــــى امــــتــــاك المـــزيـــد منها. طاقة العقل لاتخاذ القرارات رغــــم أن وزن الـــدمـــاغ لا يـتـجـاوز فــــي المــــائــــة مــــن وزن الـــجـــســـم، فــإنــه 2 فــي المـائـة 25 إلـــى 20 يستهلك مــا بــ مـــن إجــمــالــي الــطــاقــة الأيــضــيــة (طــاقــة الـتـمـثـيـل الـــغـــذائـــي). وهــــذا يـمـثـل فقط 86 الـطـاقـة الــازمــة للحفاظ على عمل مليار خلية عصبية، وبقاء ما يقارب تريليون وصلة عصبية على أهبة 164 الاستعداد. بــمــجــرد تـنـشـيـط الــــدمــــاغ، يــــزداد استهلكه للطاقة سـريـعـ . إذ يتطلب الانــتــبــاه جــهــداً ذهـنـيـ كــبــيــراً، وكـذلـك ممارسة ضبط النفس. كما أن اتخاذ الــــقــــرارات، والـتـعـاطـف وحــتـى الـتـأمـل، تستهلك المــــوارد العقلية، إضـافـة إلى اســـتـــقـــبـــال المـــعـــلـــومـــات، ومــعــالــجــتــهــا، ومـقـارنـتـهـا بــالــذاكــرة، والــحــفــاظ على الـــتـــركـــيـــز والاهــــتــــمــــام، وكــــذلــــك الـــقـــدرة عـلـى تـجـاهـل الإلـــهـــاء، كــل ذلـــك مسبب للإرهاق حتى بمجرد التفكير فيه. ولا يمكنك التفكير كثيراً بشكل جــــيــــد أو الــــضــــحــــك، أو الاســـتـــجـــابـــة للخطر، أو الحلم بالمستقبل، أو حتى تذكر مكان وضع مفاتيح السيارة، من دون طاقة عقلية. Mental Energy الـطـاقـة الـعـقـلـيـة تكمن حرفياً في صميم كل ما تفعله، وتـحـدد مـا إذا كنت تستطيع فعل أي شيء على الإطلق. ويستهلك تنشيط الطاقة العقلية، الذي يمتد عبر تقاطع العقل والجسد، الأكـــســـجـــ ، والـــغـــلـــوكـــوز، ومـجـمـوعـة كاملة من المغذيات الكبرى والصغرى، مـا يتطلب مـن قلبك زيـــادة ضـخ الــدم. وينعكس ذلك في ارتفاع ضغط الدم. الحلقة المفقودة رغـــــــم أهـــمـــيـــتـــهـــا الـــــقـــــصـــــوى، فــــإن الطاقة العقلية عامل مفقود في معظم تـفـسـيـرات العمليات النفسية. وليس من الواضح حتى ماهية الطاقة العقلية بالضبط. يـــرى أحـــد الــنــمــاذج العلمية أنها تتكون من ثلثة عناصر: جـزء متعلق بالحالة المزاجية (الشعور بالقدرة على القيام بالأنشطة العقلية أو البدنية)، وجــــزء مـتـعـلـق بــــــالإدراك (يـنـعـكـس في اخـــتـــبـــارات الانـــتـــبـــاه وســـرعـــة مـعـالـجـة المـــعـــلـــومـــات)، وجـــــزء مــتــعــلــق بــالــدافــع (العزيمة والحماس). يـــقـــيـــس مــــقــــيــــاس حـــــــــالات المـــــــزاج POMS) Profile of Mood States( مـــســـتـــوى الـــطـــاقـــة الــعــقــلــيـــة مــــن خـــال مدى التحبيذ الـذي تناله صفات مثل: الـــنـــشـــاط والــــحــــمــــاس والـــحـــركـــيـــة. ولا يــوجــد مـقـيـاس مـتـفـق عـلـيـه أو طريقة لتقييم الطاقة العقلية. motivation ورغـــــــــم أن الــــــدافــــــع والطاقة العقلية غالباً ما يُستخدمان بـالـتـبـادل، فـــإن هـنـاك سبباً يـدعـو إلـى عدّهما ظاهرتين مختلفتين. يقول عالم الـنـفـس روي بــاومــايــســتــر: «أعــتــقــد أن الدافع هو الرغبة، بينما تذهب الطاقة إلـــى الـفـعـل والـتـفـكـيـر. الـــدافـــع هــو أحـد أسـس النفس، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بما تحتاج إليه للبقاء على قيد الحياة والـــتـــكـــاثـــر. ويـــمـــكـــن أن تـــكـــون الــرغــبــة مـــــوجـــــودة لـــــدى الأشـــــخـــــاص مــــن ذوي الطاقة العقلية العالية أو المنخفضة». ضبط النفسوقوة الإرادة فــــي الـــــواقـــــع، أحــــــدث بــاومــايــســتــر ضجة في عالم علم النفس الحديث في أواخـر التسعينات من خلل طرح فكرة أن الطاقة العقلية تلعب دوراً رئيسياً في الحياة العقلية اليومية. وقـد قـدم أدلـة self - regulation على أن التنظيم الذاتي «لا يـــــزال مـــوضـــع نـــقـــاش كـــبـــيـــر»، وهــو جوهر الوظيفة التنفيذية للدماغ، هو ظاهرة تعتمد على الطاقة. Self - control يعتمد ضبط النفس (المعروف أيضاً باسم قوة الإرادة) على مصادر طاقة محدودة، وستؤدي المهمة الــصــعــبــة الـــتـــي تــتــطــلــب ضـــبــط الـنـفـس إلـى إعـاقـة الأداء فـي مهمة لاحـقـة، وهو ما يسمى «استنزاف الأنــا». ليس الأمر أن الــدافــع يـتـراخـى، ولـكـن الـطـاقـة التي يـــوفـــرهـــا الـــغـــلـــوكـــوز تُــســتــنــفــد إلـــــى حـد كبير. يــقــول بــاومــايــســتــر: «لــقــد اخـتـرنـا ego depletion ) مصطلح (استنزاف الأنا كـنـوع مــن الإشــــادة بسيغموند فـرويـد، لأنـــنـــا لــــم نــتــمــكــن مــــن الـــعـــثـــور عـــلـــى أي شــــخــــص بــــعــــد فـــــرويـــــد قـــــــال إن الـــــــذات مصنوعة من الطاقة، على الأقل جزئياً. لــــم نـــكـــن نـــؤيـــد بــقــيــة نــــمــــوذج فــــرويــــد». ويشير إلــى أن الـحـيـاة كلها عـبـارة عن عملية طاقة. مهما كانت طبيعة الطاقة العقلية، فهي تلعب دوراً في تشكيل الشخصية والإنـــــــجـــــــازات عـــلـــى مـــــــدار الـــعـــمـــر. وقـــد رأى عـــالـــم الــــوراثــــة الــســلــوكــيــة الـــراحـــل ديــفــيــد لــيــكــ أن الـــطـــاقـــة الـعـقـلـيـة هي المــكــون المـصـاحـب الــــذي يــحــول المـوهـبـة إلــى عبقرية. وقــد عـدّهـا قـــدرة مشتركة بـ المفكرين والمـبـدعـ الـعـظـمـاء، بـدءاً مــــن أرخـــمـــيـــدس إلـــــى إســــحــــاق نــيــوتــن، وبــــنــــجــــامــــ فـــــرانـــــكـــــلـــــ ، وألــــكــــســــنــــدر هاميلتون، وثـيـودور روزفـلـت، وبابلو بيكاسو. تكلفة الالتهاب كــــمــــا يــــرتــــبــــط مــــســــتــــوى الـــطـــاقـــة العقلية ارتباطاً وثيقاً بالأداء الفكري، كذلك يرتبط أيضاً بوظيفة المناعة. عـــنـــد تـــنــشـــيـــط الــــجــــهــــاز المـــنـــاعـــي بـــســـبـــب الـــــضـــــغـــــوط، والـــــــعـــــــدوى - أي تهديد خارجي أو داخلي، بما في ذلك الأفكار المزعجة - يثير الجهاز المناعي استجابة (ردة فعل) التهابية تستنفد كمية كبيرة من الطاقة. وتشير الأدلـة إلـى أن الالتهاب يحول الانتباه أيضاً نحو الأفكار السلبية، ما يمهد الطريق المــحــتــمــل لــاكــتــئــاب، وهــــو أم لجميع حـــــالات الــشــعــور بــانــخــفــاض مـسـتـوى الطاقة. وعـــلـــى نــحــو مـــتـــزايـــد، يــرتــبــط أي عــــدد مـــن الاضـــطـــرابـــات فـــي الـعـمـلـيـات الأيضية في خليا الدماغ باضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والتدهور الإدراكي. مــن المــغــري الاعـتـقـاد أن النقيض الـــتـــام لــلــطــاقــة الــعــقــلــيــة هـــو الإرهــــــاق، وأنـــهـــمـــا يــمــثــان طـــرفـــي نــقــيــض على سـلـسـلـة واحـــــدة مـتـصـلـة. ولــكــن هـنـاك بــــعــــض الأدلــــــــــة عــــلــــى أنــــهــــمــــا حـــالـــتـــان منفصلتان مدعومتان بآليات مختلفة وتــــــخــــــدمــــــان احـــــتـــــيـــــاجـــــات مـــخـــتـــلـــفـــة. فــالــجــلــوس عــلــى المــكــتــب طـــــوال الــيــوم يـــقـــلـــل مــــن الـــطـــاقـــة مــــن دون أن يــزيــد بالضرورة من الشعور بالإرهاق. كما ثـبـت أن الـتـمـاريـن الـريـاضـيـة المعتدلة تزيد من الطاقة من دون أن تؤثر على مستويات الإرهاق. يبدو أن أنظمة الناقلت العصبية تـــخـــتـــلـــف بـــــ الــــشــــعــــوريــــن بـــالـــنـــشـــاط والإرهــــــــــــــــــــاق: فـــــالـــــشـــــعـــــور بــــالــــنــــشــــاط - المـــــــدفـــــــوع بــــكــــل مــــــن «الــــــدوبــــــامــــــ » و«الـــنـــورابـــيـــنـــفـــريـــن» - يـــدعـــم الــســلــوك الـــتـــقـــاربـــي (الإقــــــــــــــدام)؛ أمــــــا الإرهــــــــاق، الـــذي يسهله كــل مــن «الـسـيـروتـونـ » و«السيتوكينات» الالتهابية، فيدعم الــســلــوك الــتــبــاعــدي (الإحـــــجـــــام). يــرى الــــبــــعــــض أن نـــقـــيـــض الــــنــــشــــاط لــيــس الإرهاق، وإنما اللمبالاة. مهما كانت ماهية الطاقة العقلية، فـهـنـاك شـــيء واحــــد واضــــح: إنـــه شـيء يطمح إلـيـه الــنــاس بشكل أكــبــر. ربما لأننا نعيش في أوقـات مقلقة ونكافح لــفــهــمــهــا - حـــتـــى قـــــــــرارات مــــا يـنـبـغـي وضـــعـــه فــــي الـــقـــمـــامـــة تــضــعــنــا وجــهــ لوجه أمـام تهديدات وجودية - فهناك متطلبات لا هـــوادة فيها على الطاقة العقلية. أو ربما يكون ذلك مجرد ثمن امتلك قشرة دماغية كبيرة في عصر الحمل الزائد للمعلومات. الحفاظعلى الطاقة العقلية هناك طـرق معروفة للحفاظ على الــطــاقــة الـعــقـلــيــة. ربـــمـــا يـــكـــون الأســهــل منها هو الاستخدام الحكيم لأي طاقة عقلية يمتلكها الأفراد بالفعل. العادات ليستسوى أوعية عظيمة للحفاظ على الطاقة العقلية، فهي تحول دون الحاجة إلى اتخاذ عدد لا يحصى مــن الـــقـــرارات. والـــعـــادات الـجـيـدة أفضل من ذلــك، لأنها تمنع أيضاً الحاجة إلى صرف الطاقة في إزالة الأضرار الناجمة عن العادات السيئة. إضـافـة إلـى ذلــك، مـن الممكن توليد الـطـاقـة العقلية مــن الــداخــل عـبـر تقنية mental » تُـعـرف باسم «التباين العقلي . وقـــــد شـــرعـــت الـــدكـــتـــورة contrasting غابرييل أوتينغن، عالمة النفس بجامعة نــيــويــورك، فــي تـطـويـر الـتـبـايـن العقلي بـوصـفـه وسـيـلـة لحشد الـطـاقـة الـازمـة لتحويل الأهداف إلى إنجازات. تـــســـتـــلـــزم هـــــــذه الـــتـــقـــنـــيـــة تـــصـــور المستقبل الـذي تريد تحقيقه، مثلً في تــألــيــف كـــتـــاب - وأفـــضـــل نـتـيـجـة لـذلـك الـــــهـــــدف المــــنــــشــــود - مـــشـــاعـــر الإنــــجــــاز والافـــتـــخـــار. ثـــم يـــأتـــي الـــجـــزء الـحـاسـم وهو تجنب الخيال الخالص من خلل مـقـارنـة رغـبـاتـك بحقيقة الـعـمـل الـــازم لتحقيقها. الأحــــكــــام الـــتـــي يـــصـــدرهـــا الـــنـــاس بعد ذلــك حــول مــدى احتمالية تحقيق المستقبل المـنـشـود هـي أحـكـام مُحفزة، ويـمـكـن قــيــاس تـعـبـئـة الــطــاقــة جسدياً فــي اخــتــبــارات قـــوة قبضة الــيــد. عــاوة عـلـى ذلــــك، وجــــدت الــدكــتــورة أوتينغن أن التباين العقلي يـؤدي إلـى حالة من الـتـنـبـيـه الـــشـــامـــل يـمـكـن فـيـهـا تـحـويـل الــطــاقــة إلـــى مــهــام عـقـلـيـة لا عــاقــة لها بالخيال الذي أوجدها. إمدادات الطاقة يُـسـتـمـد مـعـظـم مـــخـــزون الـطـاقـة العقلية، يوماً بعد يــوم، مـن مصادر خارجية، أي من النظام الغذائي. وتُـــــــعـــــــد المــــــغــــــذيــــــات الــــــكــــــبــــــرى - الــــبــــروتــــيــــنــــات، والـــــكـــــربـــــوهـــــيـــــدرات، والـــدهـــون - ضـــروريـــة، وكــذلــك الـحـال فــــي المـــجـــمـــوعـــة الـــكـــامـــلـــة لــلــمــغــذيــات الـــــصـــــغـــــرى. وبـــــمـــــا أن الـــــــدمـــــــاغ هــو مصدر الطاقة الرئيسي، فهو يحتاج بالتأكيد إلى إمدادات ثابتة من جميع هذه العناصر. يلجأ كثير من الناس إلى المكملت الـــغـــذائـــيـــة المـــصـــمـــمـــة لـــتـــعـــزيـــز الــطـــاقـــة الـــعـــقـــلـــيـــة. وأهــــــم الـــعـــنـــاصـــر الـــغـــذائـــيـــة المـــهـــمـــة لـــنـــشـــاط الــــدمــــاغ هــــي فـيـتـامـ «بــــــي»، وفــيــتــامــ «ســــــي»، وفـيـتـامـ الـدهـنـيـة، 3 «دي»، وأحــمــاض أومـيـغـا والمغنيسيوم. وهـنـاك أيضاً أدلــة على أن الــحــمــض الأمــيــنــي «إل – ثــيــانــ »، وهو مكون طبيعي موجود في الشاي، يزيد بشكل موثوق من يقظة الدماغ. * «سايكولوجي توداي»، خدمات «تريبيون ميديا». * واشنطن: هارا إستروفمارانو القدرة على النشاط والإدراكوالدافع العناصر الثلاثة للطاقة العقلية >>> الدماغ يحتاج لطاقة 86 تحافظعلى عمل 164 مليار خلية عصبية و تريليون وصلة عصبية

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky